حكومات لشعوبها دخل ضمن جهود الحرب على الارهاب ويسوق أدلته على فوائد هجمه 11 سبتمبر على الاقتصاد الامريكي وأن السيناريو الخفي كان قيادة أمريكا لابن لادن والطالبان لهذه الهجمة مثل ما قادتهم قبلا لحرب السوفييت تحت الشعارات الدينية ،هذه الهجمة خدمت جماعات الضغط الصناعية العسكرية والمالية بتوجيه السياسة الامريكية نحو الحرب لتشكل ازدهارا اقتصاديا -كالازدهار الاقتصادي في الحرب الكورية الذي جنب الولايات المتحدة أول أزمة لها بعد الحرب العالمية الثانية يعود بنا جارودي في رحلة موثقة ومليئة بالشواهد التاريخية الى أصول الحضارة الغربية غير المعلنة ويفند بطريقته المنطقية هذه الأصول ليظهر الاصول المخفية : مالذي نجنيه من حضارتنا المنحطة ؟؟ يؤكد "بول فاليري " أن ثلاثة تقاليد شكلت أوربا وهي : - المسيحية وبالتحديد الكاثوليكية في المجال الاخلاقي - التأثير المستمر للقانون الروماني - التراث الاغريقي في مجال الفكر والفنون ولماذا نفصل هذه التيارات الثلاثة عن مصادرها ؟ لانه هكذا يتولد الايهام بأن الغرب ما هو الا بداية مطلقة (ليس قبله شيء) وأنه ظهر كنبته منعزلة وحيدة كنوع من المعجزة التاريخية إن ذلك بمثابة إنكار ما هو جوهري : فإن ما اتفق على تسميته غربا ، ولد في العراق ومصر أي في أسيا و أفريقيا …ثم يفند جارودي الاساطير المتوهمه في هذا الغرب مثل اسطورة شعب الله المختار العبري والتي لم يوجد ما يؤيدها على الارض في كل أبحاث الاثار التي جرت في منطقة الشرق الاوسط ولا حتى الوجود العبري ذاته الذي قد يكون في أفضل حالاته قبائل عابرة هاجرت من الجزيرة العربية ضمن الهجرات الأرامية و تعايشت مع الكنعانيين وتطبعت بتراثهم حتى أن التوراه تكاد لا تنفصل عن التوراه الكنعانية أي النصوص الكنعانية المكتشفة في رأس شمره حتى التوحيد لا نجده استثنائيا عند العبرانيين بل نجد الملك أخناتون سبق المنطقة كاملة للتوحيد (توحيد الاله أتون) حتى أن المزمور 104 في التوراة مستوحى بالكامل من "نشيد الشمس " لأخناتون أما أسطورة أرض الميعاد والوعد الإلهي لإبرام (ابراهيم ) والذي أعتمد عليه الغرب في إعطاء الشرعية للغزو الاسرائيلي لفلسطين نجده منتشرا في قبائل الكنعانيين والحثيين فبعل الاله الكنعاني وعد دائما الرعاة بالاستقرار ، لقد كانت فكرة الشعب المختار أكثر الافكار دموية في التاريخ فقد أوحت - بعد تطعيمها بمعارك يشوع الاسطورية الى الطهريين البروتستانت (البيوريتنز) الانجليز (البيوريتنز طائفة بروتستانتية متشددة هاجروا من انجلترا الى هولندا ومن ثم الى أمريكا التي اعتبروها أرض الميعاد -كتاب "أرض الميعاد والدولة الصليبية" والترمكدوجال" + "طهريو ماساشوستس:من مصر الى أرض الميعاد اليهودية -ترومان) الذين وصلوا الى أمريكا واعتبروها أرض الميعاد لهم و بهذا المبرر استأصلوا منها الهنود الحمر وسرقوا أراضيهم إضافة الى مذابح الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا اللاتينية التي أفنت حضارات متفوقه عرفت الصفر والحساب الفلكي الدقيق لايام السنة والخسوف وفنون الزراعة وأقامت مدن منظمة في البيرو والمكسيك وهندوراس البريطانية هذا التعصب الديني بقي وراء السياسة الاميركية ليومنا حتى فال الرئيس نيكسون "ان الله مع أمريكا ويريد أن تقود العالم " إن هذا الجزء من الكتاب يعيدنا الى أهم كتب جارودي والذي حوكم بسببه في فرنسا الديموقراطية !! بتهمه معاداة السامية (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) ثم يشير جارودي وببحث علمي محكم الى أن مسيح بولس ليس هو يسوع (عيسى) ان افكار بولس تختلف جذريا مع طبيعة رسالة المسيح ولكن هي المؤثرة في تاريخ المسيحية لكن بولس طابق بين المسيح وداود العهد القديم قائد الجنود ومن ثم مع الرب مع أن المسيح لم يدع قط أنه الله فبولس لم يقم بتهويد المسيحية فحسب بل حولها الى ديانه هيلينستيه وهو مؤسس لاهوت السيطرة تحالف قسطنطين مع الكنيسة في مجمع نيقية عام 325 وأصدر أول أوامر التكفير الكنسية نحو الاسقف أريوس السكندري الذي بشر بأن المسيح رسول مميز من الله فقط وحورب وتلاميذه وأقر المجمع إيمان بولس الذي جعل الانصياع لأوامر الامبراطور واجبا فهو داود بني اسرائيل الجديد وكانت هذه النسخة من المسيحية هي ما يريده قسطنطين ليضمن سيطرته على الشعب وأصبحت المسيحية الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية وتحولت السلطة الكنسية الى نوع من الارهاب ضد كل من يخالف عقيدة مجمع نيقية واستمرت الكنيسة في هذا الدور في تأييد السلطة الى عصرنا مع تأييد الفاشية والنازية مرورا بالحروب الصليبية وتجارة العبيد ومحاكم التفتيش وحتى الأن تحارب الكنيسة أي اتجاه للتحرر من لاهوت السيطرة هذا ولقد كان أكبر مثال على محاربة الكنيسة لهذا التيار الجديد هو الحرب التي شنتها بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الامريكية ضد لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية الذي يعد من أكبر الحركات المبشرة بالأمل في عصرنا الحالي. ان اسطورة حصر مصادر الحضارة الغربية بالثقافة اليونانية -الرومانية والمسيحية اليهودية يغفل أن الاوربيين استعملوا بوصلة الصينيين ليبحروا في أعالي البحار والتوصل الى ما تسميه الاكتشافات الجغرافية العظيمة وبفضل بارود الصين نجحت حملاتها الاستعمارية كذلك نجحت بفضل اتباع نموذج العرب والاندلس في توحيد الشرق والغرب واحترام الاديان الثلاثة وتطبيق المنهج التجريبي وتطوير العلوم. ان النهضة الاوربية قامت على ظاهرتين وهما الاستعمار والرأسمالية : رأسمالية : أي مجتمع أدى الى ظهور الإنسان ذو الهدف الأوحد الذي يتوقع أن يؤدي التطور اللانهائي للعلوم والتكنولوجيا الى إشباع رغبته في السيطرة والمنفعة. واستعمار : أي مجتمع يززعم تحويل الانسان الآلي ال المعيار الذي يتم به تقييم كل شيء والمحور الوحيد للمبادرة التاريخية والمبدع الوحيد القادر للمبادرة التاريخية والمبدع الوحيد للقدرة مستنكرا في ذلك ومدمراً كل الثقافات غير الغربية، وجميع الأنماط الأخرى للتفكير والحياة. وبطريقة أكثر ايجابية نستطيع القول إن تنمية الغرب كان شرطها الاساسي هو نهب القارات الثلاث واستنزاف ثرواتها لصالح أوربا و أمريكا الشمالية بالتبادل فالغرب هو الذي أدى الى تخلف ما نطلق عليه اليوم العالم الثالث. إن اسطورة النهضة الاوربية التي تخفي ورائها زوال صفة الانسانية أدت في الواقع الى سيطرة السوق وتفرده والى تقديس المال وانقسام العالم بهذا النهب الاستعماري الى من يملك ومن لا يملك. والانقسام يعني تدمير الارادة الجماعية لتحقيق الصالح الخاص. ولقد رصد هذا التفكك أبرز عبقريات ذلك العصر في أعمال مثل دون كيشوت سيرفانتس الذي كان يعرف ان عالم الرعية ليس هو العالم الحقيقي 1605،وتوماس مور رئيس وزراء انجلترا عندما نشأت فيها الاقطاعية والذي أعدم عام 1534 لمعارضته جعل الملك هنري الثامن الرئيس الأعلى للكنيسة والذي تجرأ في "المدينة الفضلة " وتصور أن " يصبح الملك أبا للشعب وليس سيدا للعبيد" والذي قال عندما كانت عقوبة الص في أوربا الشنق وكان الاقطاع يجرد الفلاحين من أراضيهم لكي لا يملكوا غير السرقة ثم القتل وكان هذا أثناء "مرسوم التسوير" بحيث تفرغ الارض لتربية الماشية من أجل الصوف "إن اقتناعي الوثيق هو أنه من الظلم قتل رجل لسرقته المال طالما أن المجتمع الإنساني لا يمكن تنظيمه بحيث يضمن لكل فرد نصيبا عادلا من الثروات" وكمثال على هذا النهب الاستعماري وبربرية الغرب : 1492 غزو أمريكا حقائق جديدة حول تدفق الذهب و الفضة من الهنود الغربيين أي هنود أمريكا الى أوربا حيث ازدادت الكمية المصدرة الى أوربا الى 80% مع ازدياد معدل الوفيات بين الهنود بسبب الاعمال الشاقة في مناجم المعادن الثمينة وأنقاذ محاصيل أمريكا من البطاطا والذرة المكسيكية لاوربا من مجاعة القرون الوسطى حتى أن ايرلندا التي بدأت بزراعة البطاطا زاد سكانها 40 % إضافة الى استيراد القطن الامريكي طويل التيلة الذي حقق نهضة في صناعة النسيج على حساب النساجيين الهنود والعبيد القادمين من أمريكا. إن الثقافة الغربية المسيطرة منذ خمسة قرون والتي تعتبر نفسها المصدر الوحيد الخلاق للقيم والمحور الفريد للمبادرة التاريخية تقوم أساسا على ثلاث مسلمات للحداثة : -مسلمة أدم سميث في العلاقات الانسانية والقائلة ((عندما يعمل كل منا في سبيل منفعته الخاصة فهو يساهم في تحقيق المنفعة العامة )) -من الفلسفة الانجليزية. - مسلمة ديكارت في علاقتنا مع الوجود التي تجعلنا ملاك وأسياد الوجود - من الفلسفة الفرنسية. -مسلمة فاوست في علاقتنا المستقبلية حيث كتب مارلو (1593-1563) ((أيها الانسان تحول بفضل عقلك القوي الى إله وألى سيد ومولى كل عناصر الكون)) ويفند جارودي هذه المسلمات الثلاث فمثلا يبين أن فلاسفة الانجليز في كتب التاريخ الرسمي هم رجال سياسة يرتبطون ارتباطا وثيقا بالاقتصاد الامبريالي لعصرهم ويرتزقون من التنظير له فهوبس (1588-1679) يرى أن قوانين الرأسماية طبيعية ويدعو الى الملكية الفردية الوحشية والتنافس بلا هوادة حيث الانسان ذئب لاخيه الانسان والقوي سيلتهم الضعيف حتى يتمكن فرد واحد في النهاية من فرض ديكتاتورية مستبدة ، أما جون لوك (1632-1704) الذي يعتقد ان العدالة تكمن اساسا في في حماية الملكية وأشاد بمظام الفائدة الربوية الذي كان مبعوثا ملكيا لشؤوون المستهمرات ودافع بشدة على فرض حظر على تصنيع البضائع فيها لكي تستورد من الدولة الام ، أما أدم سميث الذي كان مأمورا جمارك ايدنبره الذي كتب "ثروة الامم" حيث افترض ان على كل فرد ان يسعى لمصلحته الشخصية وهذا بطريقة غير مباشرة سيؤدي الى تحقيق المصلحة الجماعية وعلى الدولة أن تحد من تدخلها في هذا النشاط الفردي الى أقل حد ممكن …لقد كان فتح الاسواق امام التجارة هو أحد وسائل الاستعمار عند الانجليز … مقتطفات من الكتاب لم يخف ماركس إعجابه بديناميكية الرأسمالية ، حيث أقر بقدرتها على جمع الثروة الهائلة لتسبب كثيرا من عدم المساواة و البؤس مثل الاستقطاب المتزايدة للثروة في أيدي الأقلية واستلاب الأغلبية أصبحت حينئذ مسلما دونما أن أنكر "يسوع" أو "ماركس " بل على العكس كان عندي رغبة في أن أظل وفيا لهم وكما في كل الأديان ، أساء بعض حكام المسلمين وأمراؤهم وفقاؤهم الذين في خدمتهم الى الاسلام وكما حدث في اليهودية و المسيحية فقد تجاوزوا العقائد والمبادئ في قلب رسالة ابراهيم وعيسى ومحمد -عليهم السلام - ليجعلوا الناس يعتقدون باسم الالتزام الدقيق بتطبيق الدين يعني الخضوع لمحرماتهم وليس لتحقيق التحرر الانساني من الشقاء والنهانة والعبودية لكل وضع يشوه فيه الانسان الذي كرمه الله ، وقد رأينا حكام فاسدين ومستبدين اعتبروا انفسهم خلفاء " الخلفاء الراشدين " …كما نجد في اول الأديان السماوية في الشرق الأوسط حاخامات صُنعوا في بروكلين وعملوا في الخليل وعلموا كتاب "كتاب صلوتات الحقد"وكما يوخد في المسيحية صليبيون ومحاكم تفتيش وتجار عبيد وأسلحة أصبحت اسرائيل شيكاغو صغيرة فعها هي تغزو فلسطين بدبابات زنة لأربعين طن مقابل بنادق خفيفة وقاذفي حجارة واذلمك الا دليل على الانحطاط الاخلاقي لعالم اختفى منه تماما مفهوم الشرف وإذا واصل القرن الواحد والعشرين مسيره بهذه الانحرافات ، أي قاده -كما كان في القرنين الماضيين - حمقى أقوياء ؟، فإنه لن يستمر مائة عام وسنقتل أطفالنا الصغار.وكان من حظي (أو من شقاوتي ؟) اأن أعيش القرن العشرين كله تقريبا وهو من أشد القرون دموية في التاريخ .حيث سال البترول والدم وازدحم العالم بالمخلفات النووية التي تهدد أبناءنا لقرون عدة ، وبالومضات التلفزيونية التي تفصل العرض الذي يخفي عنا الواقع الحقيقي وما نستخلص منه الادلة التي تقودنا في الحياة . أتجول الأن بين أنقاض الانسانية التي أحدثتها الأسلحة المتطورة باستمرار لتدمر العالم ، والتجار الألهه الذين يسلبون العالم معناه.لنبحث سوياً عن أفق جديد يمكن أن يبزغ منه النهار.هذا ما دفعني أن أكتب وأتحدث عن الله ، وبالتحديد لكي أجمع - وأحياناً بشكل غير منتظم - بعض بذور التأمل في الناتج من خبرة قرن كامل ملعون لأساعد من يريدون أن لا يكونوا بشر نهاية الزمان ومن يعتقدون أننا يمكن أن نعيش بطريقة أخرى.إننا نضع بذور المستقبل كي نعيش بطريقة أخرى .كي نعيش . يبدو لنا -نحن الغربيين - أن طريق الهيمنة الذي أخذ اليوم اسم العولمة أضحى ممهدا جدا .وهذا الطريق يضرب بجذوره إلى ألاف السنين منذ أسطورة "الشعب المختار" التي بررت إبادة الأخرين حتى "الامبراطورية الرومانية " التي ادعت انها تضم في حدودها كل العالم المعروف أنذاك وهذا ما سمته أوربا بالحضارة (كما لو كان ذلك حكرا عليها) لكي تعطي الشرعية لاستعباد واستعمار الشعوب الاخرى .أما قادة الولايات المتحدة فقد جعلوا مهمتهم -التي كبفهم بها القدر - هي قيادة العالم لاقامة نوع من "العولمة" ، أي نظام وحيد خاضع لما سماه أحد منظريها ب "قانون السوق".هذا الكتاب ضد هذا الدين الجديد الذي لا يجرؤ أحد أن يعلن اسمه وهو: وحدانية السوق…. وهكذا نستطيع ان نقدر المشكلة تقديرا حقيقيا : انها مشكلة الفقر والجوع الذي يعصف بملايين المُستعمَرين، والبطالة في البلاد الصناعية والهجرة (التي ما هي الا انتقال من عالم الفقر والجوع الى عالم البطالة و الإقصاء) ، وهذه المشكلات تجسدها مشكلة واحدة هي "العولمة" : وهي اسم مرادف لطموحات الهيمنة لدى الولايات المتحدة والتابعين لها ، الذين يقودوننا -في القرن الواحد والعشرين - الى انتحار كوني. . لقد مكنتنا العلوم والتقنيات الحديثة التي تدمر هذا الوجود من تفسير هذا المنهج ، فقنبلة هيروشيما أبادت في لحظة واحدة 80000 نسمة ، وهو مايعد "تقدما تقنيا " بلا جدال يفوق جنكيز خان الذي شيد هرماً يبلغ ارتفاعه 1000 جمجمة في سبعة أيام عندما استولى على أصفهان.وتمتلك القوى النووية في العصر الحالي مخزونا يوازي أكثر من مليون قنبلة مماثلة لهيروشيما أي قدرة تقنية تكفي لتدمير 70 مليار نسمة أي ما يوازي اثنتي أو خمس عشرة مرة تعداد سكان الارض فهي بالتالي قادرة على كل أثر للحياة على وجه الارض الكتاب من نشر "مكتبة الشروق الدولية " مص
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا بابنتنا العربية المسلمة في العام الخامس والعشرين بعد أربعة عشر قرنا من هجرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، بنتنا التي تكتبُ لنا سطورًا إلكترونية تبوح فيها بما لم تكن -قبل أعوامٍ ليست بعيدة- تملك حتى الخيال عنه، ها هي تعرفنا بأنها عرفت محظورنا الكبير الجنس!
أهلا بابنتنا العربية المسلمة في العام الخامس والعشرين بعد أربعة عشر قرنا من هجرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، بنتنا التي تكتبُ لنا سطورًا إلكترونية تبوح فيها بما لم تكن -قبل أعوامٍ ليست بعيدة- تملك حتى الخيال عنه، ها هي تعرفنا بأنها عرفت محظورنا الكبير الجنس!
بنتنا كانت تعرف أن هناك خطأً ما تفعله، لكنها انجرفت في الفضاء الإلكتروني، ولم تشعر بأنه خطأٌ / خطرٌ كالذي في الواقع، فالفضاء الإلكتروني يجرف، وكل من يدخل النت يعرف جيداً ما أقول، ولله الأمرُ من قبل ومن بعد، فأنا أعرف أن بنتنا ككثيرات وكثيرين غيرها انزلقت أقدامهم في هاوية الجنس الإلكتروني وهم يحسبون الأمرَ لن يضرَّ ما داموا يستطيعون اتخاذ ذوات أخرى غير ذواتهم الحقيقية، وأن الأمر يختلف عن فعل نفس الشيء في الواقع!
وأنا أعرف أيضا أننا تركنا -نحن مسلمي هذا الزمان- لأنفسنا، وأعطينا قدرة النفاذ إلى ما لا نملك فقها واضحا للتعامل معه، وفي نفس الوقت الذي نعيش فيه واقعا يمج بالتناقضات والالتباس، أعطينا قدرة ومسئولية أن يحددَ كل واحدٍ الحسن والقبيح وأن يختار ما يشاء، وهذا ما لا ينبغي أن يكونَ لمن لم يعدوا لمواجهته، هذا دور الأمة إذن، وكلنا يعرف أن أمتنا لم تقم به، كما كان يجب أن يكونَ القيام، فلم يعدَّ جيلٌ ليواجه ما كان، ولا حتى نحن اعتبرنا أن جيلاً قد ضاع وبدأنا نعد للجيل الذي يليه، فكأننا قذفنا بأولادنا في البحر دون تدريبات العوم اللازمة، ولم نعلم أولئك الأولاد أكثر من أن ماء البحر غالبا ما يكونُ باردًا وأنه تكونُ هناك أمواج في بعض الأحيان.
وأما المهم الآن فهو أن ابنتنا صاحبة المشكلة المتفجرة التباسا فالتباسا، تبوح لنا على سطور الفضاء الإلكتروني، تبوح بكل بساطةٍ بإدمانها وممارستها للجنس الإلكتروني أيا كانت صوره وأشكاله، بينما هي في واقع الأمر في حياتها الواقعية وحياة من يعرفونها في الواقع خارج النت، طالبةٌ في الثانوية العامة تصف نفسها بمنتهى الصدق:
(وأنا في الواقع خارج نطاق النت.. فتاة محترمة.. متدينة إلى حد ما.. أهلي يثقون بي.. ولا يعلمون ما تقوم به ابنتهم..)، وتعترف بأنها تتبع نفسها الأمَّارة بالسوء أحيانا بعدما أفلحت في الإقلاع عن إدمان مشاهدة الصور والأفلام الجنسية حتى كادت تخلعها تماما من ذاكرتها كما قالت، إلا أنها تقول إنها ما زالت تندفع أحيانا مستجيبةً لنفسها الأمارة بالسوء فتقول:
(أحيانا.. أدخل ساحات الدردشة لأبحث عن شخص ما أتحدث معه.. أقوم بهذا تلقائيًّا دون تفكير..) إذن هي تصف ما يصفه المدمن وهو يحارب إدمانه ويحاول الخلاص منه، كما تؤكد لنا تنازع نفسها اللوامة مع نفسها الأمارة بالسوء حين تقول:
(وأنا في الحقيقة أكره ما أقوم به.. وأحاول دوماً الابتعاد.. ولكني أعود..).
(وأنا في الواقع خارج نطاق النت.. فتاة محترمة.. متدينة إلى حد ما.. أهلي يثقون بي.. ولا يعلمون ما تقوم به ابنتهم..)، وتعترف بأنها تتبع نفسها الأمَّارة بالسوء أحيانا بعدما أفلحت في الإقلاع عن إدمان مشاهدة الصور والأفلام الجنسية حتى كادت تخلعها تماما من ذاكرتها كما قالت، إلا أنها تقول إنها ما زالت تندفع أحيانا مستجيبةً لنفسها الأمارة بالسوء فتقول:
(أحيانا.. أدخل ساحات الدردشة لأبحث عن شخص ما أتحدث معه.. أقوم بهذا تلقائيًّا دون تفكير..) إذن هي تصف ما يصفه المدمن وهو يحارب إدمانه ويحاول الخلاص منه، كما تؤكد لنا تنازع نفسها اللوامة مع نفسها الأمارة بالسوء حين تقول:
(وأنا في الحقيقة أكره ما أقوم به.. وأحاول دوماً الابتعاد.. ولكني أعود..).
وهي في مقدمة الإفادة تلقي باللائمة على ذلك (الذكر الإلكتروني) الذي عرفته بعد سنتين من دخولها عالم الإنترنت؛ لأنها دخلت منذ سنواتٍ خمس، وغُرِّرَ بها حسب إفادتها مع السنة الثالثة، وربما كانت بريئة حتى إنها وجدت عالم الجنس “غريبا”، ولكن الذكر الإلكتروني “أرغمها” بعد ذلك على ممارسة الجنس الإلكتروني، وانتقلا للهاتف، وربما كان هناك نوعٌ من الجبر والتهديد من قبله، المهم أنها ربما بدأت بريئة وربما احتاجت لوقت طويل حتى أفاقت، وبدأت في محاولات ضبط سلوكياتها ولنقل إنها بدأت تحاول التوبة، والله لا يردُّ تائبا سبحانه الغفور الرحيم.
لكن ما لا نستطيع اعتباره بريئا بأي حال من الأحوال، فهو ما يفهمُ من قولها:
(ولكني أحيانا ينتابني شعور بالرغبة.. فأقرأ قصصا عنه.. لا أعلم لِمَ ولكن أمرا ما يجذبني إليه)، فمن المستحيل أنها لا تعرف أن هناك غريزة تجذبها إلى الجنس، وأن وجود الرغبة ليس أمرًا يصح أن نتساءل عنه خاصةً في تلك الفترة المهمة الحرجة التي تعيشها كما وصفتها في أول إفادتها، ومن تتساءل عنه بهذه الطريقة يجبُ أن تكونَ أكثر براءة ما تزال من صاحبة المشكلة، وإن كنا على أي حالٍ سنعتبرُ أنها خانها التعبير ليس أكثر.
(ولكني أحيانا ينتابني شعور بالرغبة.. فأقرأ قصصا عنه.. لا أعلم لِمَ ولكن أمرا ما يجذبني إليه)، فمن المستحيل أنها لا تعرف أن هناك غريزة تجذبها إلى الجنس، وأن وجود الرغبة ليس أمرًا يصح أن نتساءل عنه خاصةً في تلك الفترة المهمة الحرجة التي تعيشها كما وصفتها في أول إفادتها، ومن تتساءل عنه بهذه الطريقة يجبُ أن تكونَ أكثر براءة ما تزال من صاحبة المشكلة، وإن كنا على أي حالٍ سنعتبرُ أنها خانها التعبير ليس أكثر.
بنيتي أنا هنا سأسألك، منذ كم من السنوات الخمس على النت دخلت على صفحتنا مشاكل وحلول للشباب؟ ولماذا لم تحاولي الاستعانة بعد الله بخدمة مشاكل وحلول؟
ماذا كنت تفعلين غير ممارسة الجنس الإلكتروني أو مساومة الذكر الإلكتروني منذ بدأت الهروب منه؟ وكيف استطعت قطع الشوط الأهم في دوامة الصراع مع الإدمان؟ إن هذه التجربة في حد ذاتها خبرةٌ تستحقين -إن صدقت- أن تفخري بها فلماذا لم تذكريها؟ ألا ترين أنها ستكونُ مفيدةً لكثيرات من أخواتك المسلمات؟ ثم لماذا لم تشيري إلى ممارسة الاسترجاز وكأن ما تفعلينه شيء يختلف عنه مع أن واقع الأمر هو أن الممارسة الإلكترونية للجنس ليست أكثر من أختي بين خيوط العنكبوت.. مدمنة إنترنت!!
المواقع الساخنة.. الاستمناء.. وداعاً للإدمان
المواقع الساخنة.. الاستمناء.. وداعاً للإدمان
كما يفيدك أن تقرئي المشكلات التالية:
د.نعمت عوض الله:
د.نعمت عوض الله:
ابنتي، لا تعذبي نفسك وتهولي من الموقف، إن جملة أحس بالضياع جملة كبيرة جدا على زهرة تتفتح للحياة، لقد أخطأت وليس في الكون بشر لا يخطئ وخير الخطائين التوابون، أي الذين يتوبون عن الخطأ ولا يعودون إليه.
وما انجرفت إليه في البداية كان مصيبة بكل معنى الكلمة، وتعالي ننظر إليها معا حتى نتمكن من إيجاد حل يجعلنا قادرين على التوبة الحقيقية التي ليس لها جزاء إلا الجنة.
من الطبيعي يا ابنتي أنه بعد البلوغ يصبح جسدك جسد امرأةٍ، أي أنك تمرين بفترات من الإثارة والرغبة والبحث عن الجنس الآخر، وهذا شيء فسيولوجي أي وظيفي للجسم يستوي فيه كل الناس من بدْء الخليقة، فإذا أضفنا إليه كمية المغريات والمثيرات الموجودة حولنا الآن في المجتمع تصبح المقاومة، وغض البصر، والبعد عن المحرمات من المواقف الصعبة التي تحتاج إرادة وحُسْن تفكير وقوة في قيادة النفس.
وعلى قدر المشقة يا ابنتي يكون الثواب، وأنت في لحظة ما قد استسلمت لشخص “سافل” أراد أن يروي رغبته هو الآخر فاستغلك أسوأ استغلال، وهذا بسبب صغر سنك وقلة خبرتك، وما يعنينا في هذا الأمر أنك شعرت بفداحة ما تفعلين؛ وبالتالي انقطعت عنه.
ومشكلتك الآن أنك عدت من جديد تبحثين عن هذا النوع من المتعة، وهذا ما يشعرك بالألم ووخْز الضمير، وبحثك عن المتعة أو الارتواء مفهوم كما شرحت لك في البداية أنه مطلب طبيعي للجسد، ومع معرفتك بكيفية الوصول إليها نتيجة للخبرة السابقة فأنت تدخلين على النت باحثة عمن يروي هذه الرغبة.
إذن يا ابنتي الرغبة شعور طبيعي، ولكن محاولة تلبيتها بما حرم الله هي المشكلة، فما العمل؟ الحل يا ابنتي أن تعتقدي أولا تمام الاعتقاد أن ما تحاولين ليس فقط خيانة لثقة الأهل وخيبة لأملهم فيك، ولكنه حرام، بمعنى يا ابنتي لو تصورنا أنك قُبضتِ وأنت تتحاورين مع شخص، أي قبضت روحك إلى بارئها، وهذا شيء وارد لكل الناس كبيرهم وصغيرهم ولا أحد يدري متى ولا كيف سيحدث؟ إذا قبضت يا ابنتي في هذه اللحظة فكيف ستواجهين رب العزة؟ وما ستقولين؟
فإذا تيقنت من حرمة ما تفعلين وضرورة الامتناع عنه.. أنصحك ببعض العوامل المساعدة: حاولي ألا تدخلي على النت إلا في أضيق الحدود، ولا أعتقد أن دراستك حاليا تحتاج إلى مثل هذا التعامل، ولو استطعت أن تنقطعي عنها تماما حتى تحصلي على إتمام الدراسة الثانوية يكون أفضل.
وقولي لنفسك إنك قادرة على تعويض تلك الفترة، واستعادة تفوقك الدراسي، وتحقيق أمل أهلك فيك، وكلما راودتك نفسك على تلبية هذه الرغبة وستراودك تذكري الحزن في عيون أهلك لو فشلتِ أو نقصتْ نسبة نجاحك.
وأنا أرى فيك شخصية قوية، فقد استطعت وحدك أن تمتنعي عن أشياء اعتدتها، إذن فأنت من أصحاب الهمم العالية والإرادة القوية، وخسارة أن تضيع شخصية مثلك ممكن أن يكون لها مستقبل باهر مشرق ومكانة عالية في المجتمع.
أنت قادرة على ذلك يا ابنتي، وتذكري لقاء الله لو كان هذا هو آخر ما فعلت قبل لقائه سبحانه وتعالى… طمئنيني عليك ، وأنا متأكدة أنني سأكون أول من يبارك بالتفوق إن شاء الله.