الأربعاء، 26 مايو 2010

المصرى اليوم





كتبهااحمد ، في 2 مارس2010 الساعة: 09:58 ص

إن غياب مشروع وطني‏,‏ يقتنع الناس بأنه يسعي لتحقيق مصالح وأهداف مشتركة يسهم في انقسام المصريين وتباعدهم بحثا عن مصالح خاصة
سؤال العصر في 2010 من نحن بالفعل؟ ماذا نفعل؟ ما الذي حلّ بنا ؟ كيف ولماذا؟! … رغم كل محاولاتنا للرصد و الكشف و التحليل و الغوص وسبر الغور، تظلّ المُبْهمات ويظل الغموض ؟! لكن لنا شرف محاولة الاقتراب من هذا الشأن العصيّ على الفهم حتى لو بدا واضحاً كالشمس ….

نعيد السؤال بصيغة أخرى: هل هناك ـ بالفعل ـ خصوصية لنفسية الإنسان المصري؟؟

هذا موضوع خاص جداً، خاص بكل المقاييس لأنه يتناول أدق وأصعب مكونات الإنسـان، نفسه، المرآة التي تعكس كيـمياءه، روحه، انفعالاته، وحياته بشكل عام.

نعم هناك خصوصية لنفسية الإنسان المصري؟ ببساطة لأن المصري يتكون من عجين تتمازج فيها مكونات كثيرة متنافرة ومتناغمة متقاربة ومتباينة، تاريخ وحضارة، سياسة وعلاقات داخلية وعربية، طريقة خاصة في التعبير، لغة الجسد، التلويح بالأيدي، طريقة الكلام، الصياح، الصراخ، البكاء، الضحك، إلقاء النكت، النواح، البوح، إمساك الكلام، الوجوم، الحزن الشفيف وذلك الدفين، الألم الذي يعتصر القلب، والذي يشدّ الرقبة والرأس، الإبداع بكل صوره، العنف بكل أشكاله، الطيبة والسماحة، الغلظة والفظاظة، التوتر اليومي الذي كاد أو بالفعل أن يصبح عادة، فقدان الأمن والأمان، التشتت والضياع، الأصول والثوابت، القِيَم والمحبة، التواجد والهجرة، الجنون والمجون، الشروخ التي بانت في ظهر البلد، والتجاعيد التي ظهرت على وجه الشباب، الفرحة والبهجة، التدني في الذوق ومحاولة التمسك بالرقي في المعاملة والفن، الفلوس وما جلبته من مصائب ومن غنائم، انعكاسات التغيرات في مظاهر الشوارع والنجوع والقرى، الأطباق الهوائية اللاقطة (الدِشَّات) وهوائيات التلفزيون، ماء الترعة وماء النهر ماء البحر. كل هذا وأكثر مما لا يتسع له المجال يشكل القاعدة الرئيسية لخارطة النفس في مصر.

بالنسبة للمرض العقلي فلا دليل أن مصر تخرج عن الإطار العالمي الذي يحددها بــ 1 إلى 2.5 في المائة من عدد السكان. في الاضطراب النفسي، هناك ظواهر تشير إلى ازدياده أو على الأقل عدم الاستحياء في طلب المعونة والإرشاد والعلاج. مما قد يفسر ظاهرة الازدياد ، لكن يكاد الكل يجمع أن ثمة تغيراً ما، تغير ملموس محسوس ظاهر وباين للعيان ، في العيون في الخلجـات، حول العينين وعلى الجبهة، تغير في السلوك الحياتي المعاش يدركه الذي يأتي ويمضي، الذي يقترب ويبتعد.

إن النفس المصرية قد تغيرت، ربما ليست الصورة قاتمة وربما إنها إحدى إفرازات عصر العولمة في العالم ككل، لكن ولأن مصر والمصريين لهم سمات تسهل قراءتها فمن ثم تكون عملية التعرف على خطوطها المتعرجة وعلاماتها الإيجابية والسلبية سهلة.

هل بلدنا على الترعة تغسل شعرها، هل جاءها اكتئاب يستلزم حبة مبهجة أو صدمة مؤثرة، أم أنها (مش ناقصة)، أم جاءها نهار لم يستطع دفع مهرها. هل الحلم أمرٌ مشروع البوح به، هل الرومانسية عيب خطير، أم أن النفس المصرية قد أصبحت عجينة ياسمين مخلوطة بزيت كيماوي، سببته مخصبات التربة وحَرّ الصيف الذي فاق الحدود.

ليس هناك مجال للشك أن لعجينة الياسمين تلك عبقها، لكنه ليس نفس العبق الأول الأخضر الفوَاح، فما هي الأسباب يا ترى؟؟ . هذه هي محاولتنا هنا لرصد توتر الزهر وحزن الورد ونقاء التربة، ربما بشيئ من التفاؤل الحذر والضروري.

السمات النفسية للشخصية المصرية ـ محاولة دراسية نفسية :

هي محاولة فعلاً ولن تكون غير ذلك.

ربما تكون تلك المحاولة محاورة وقراءة للشخصية المصرية. هل هناك حقاً سمات نفسية محددة للشخصية المصرية أم أن الأمر محض مستحيل !؟

مما لاشك فيه أن هناك خصائص وسمات يختص بها الإنسان المصري دون سواه، وهذا ينطبق على الإنجليزي والمغربي مثلاً، كما في كل شعوب الأرض. هل التعميم واجب وهل هناك ضرورة للتحديد؟!

التعميم بشكل مطلق غير علمي، ولكن تحديد السمات والصفات الغالبة ضرورة لابد منها.

لكن قبل كل ذلك يجب التركيز على أن الشخصية المصرية تحديداً ـ متغيرة ـ وبسرعة، عبر العصور والأزمان، عبر المكان وفي مختلف الأحوال ومن ثم فإن محاولة رصدها وتأطيرها (هنا والآن) محاولة شاقة، تكاد تكون مثل محاولة الإمساك بالزئبق.

إذن ما هي الشخصية ؟! إنها ذلك النظام الدقيق المتماسك، المتفرد الديناميكي لمجموعة الصفات الثابتة نسبياً ـ والتي يمكن التكهن بها أيضاً ـ للسلوك الإنساني وللتفكير البشري، تلك المكونة للإنسان الفرد في تفاعله مع الآخرين، والمؤسِسَة لاستجاباته المختلفة لشتى المؤثرات الاجتماعية المحيطة به.

وبصرف النظر عن الخصائص الشخصية لكل فرد، فإن أمر تحديد "الشخصية" يحوي فيما يحوي خصائص المزاج الذكاء والطبع.

سنقوم هنا بهذه المحاولة على أساس بعض النظريات المعروفة في طب النفس وعلومه، واضعين في الحسبان أمور التاريخ، الثقافة، السياسة، الاقتصاد، الدين، الاهتمامات، وكذلك القدرة على التكيف والبعد الجغرافي.

المصري انبساطي بطبعه وهو أيضاً انطوائي، بمعنى آخر أن الظرف يخلق جوّه النفسي العام من فرح ومرح وابتهاج (ليست كل الشعوب كذلك، والإنجليزي مثلاً خير مثال على ذلك) ، كذلك فإن الظرف يجعله يحزن ويكتئب وقد ينبسط وينطوي في فترة زمنية قصيرة، وقد يكون انبساطه هذا متصلاً مرضياً بمعنى أنه نوع من الحيل الدفاعية (الإنكار ـ Denial )، فقد يضحك على المُحزن ولا يبالي بالذي يدعو للترقب والحذر (تكوين عكسي). كل تلك الأمور تعتمد إلى حد كبير على الاتجاهات الداخلية والخارجية : الداخلية بمعنى عالمه الخاص، رؤاه، أحلامه، خيالاته (فانتازياه)، العوامل الوراثية التي تجري في دمه وتشكل طبعه، والخارجية بمعنى درجات تفاعله وردود فعله تجاه الحدث صغيراً كان أم كبيراً، ومدى توحده بما يستمتع به داخل بيته، في عمله، في الشارع وفي الوطن عموماً.

غير أن هناك أنواعاً من الشخصية تمثل أبعاداً عميقة للغاية. ومن ثم يمكن فحص مسألة "الانبساطية" كطبع في الشخصية لا "كحالة فرح"، وذلك من خلال رؤيتها كمنظومة نفسية على درجة عالية من الدقة لسمات ليست لها أبعاد محددة مثل الاختلاط بالآخرين، النشاط الاجتماعي، الحيوية، الاندفاع، والسيطرة الوجدانية على المحيطين: يبدو من تلك الملاحظات العامة أن الإنسان المصري بدأ، أو علَّه فعلاً فَقَد تلك الانبساطية التلقائية، أو علَّه بالفعل فقد منظومتها الداخلية الدقيقة فترك نفسه نهباً لما يحدث حوله، يستسلم له، ينهش فيه؛ فيضحك إما سخرية من الآخرين، أو من نفسه، وقد يضحك في أسى أسود، وقد ينبسط ويضحك عالياً لكن لفترات محدودة، في محاولة للشفاء من أمراض المجتمع وتوحش العلاقات الإنسانية حوله، وكذلك التشبث الشديد بالماضي أو الحلم الغريب بالمستقبل المزدهر الذي ـ يمكن ـ أن تستمر فيه الانبساطية أطول، وتكون فيه الانطوائية مجرد انعطافة.

المصري عاطفي، رومانسي في آماله وأحلامه، رومانسي جداً في حبه لمصر (وكأن مصر هي الكون كله)، ورغم المنغصات يتمسك، أو يحاول التمسك بهذه الرومانسية، لكنه تدريجياً يفقد الثقة في أحلامه وفي عاطفته، فنجده يُصفع من أصدقائه، يُهزم ، ويحزن ، وتدريجياً لسلْب عاطفته حتى يصبح خشناً وفظاً، يائساً وفاقداً للحلم .

المصري صبور وكأنه الجَمَل، يحب اجترار أحزانه وأفراحه ، يحزن، وينفجر فجأة، يتحمل حتى لو كان رقيقاً، يخاف المستقبل ويخشاه ويعمل له ألف حساب، يتألم بشدة ويخشى الزمن وتقلباته، في داخله إحساس دفين بعدم الأمن والأمان، ولا يثق في الآخرين بسهولة على الرغم من أنه ـ أحياناً ـ قد يصدق، رغبة في التصديق، أو رغبة في الهروب.

المصري طموح، يسعى ويجتهد ويبتكر وينفعل، لكنه ـ أحياناً ـ ما يصاب بالبلادة نتيجة الإحباط المستمر والفشل المتكرر، رغبته في تحقيق ذاته عالية، وإذا ما اصطدمت بالظروف والعقبات تألم ونعى نفسه وقعد في ركن ينزوي ويمضغ أحزانه.

المصري يتفاعل مع البيئة المحيطة ويشارك فيها، يغني مع المغني، يرقص مع الراقص، يضحك مع المُضحك، يقف احتراماً للوحة تشكيلية، وقد ينحني لمن يعلمه فناً وذوقاً، يحتضن الآخر ـ غير المصري ـ خاصة في مجالات الفنون والآداب، يقدره ويحترمه لكنه لا يتمكن من أن يغفر له الخطأ الجسيم تحديداً إذا كان في حق مصر ومكانتها، هناك من يتصور مصر المنشأ فقط وقد تكون، وهناك من يتصور أن كرامة مصر هي نوع من الشوفينية وأن المصريين حساسين للغاية. في الحقيقة أن كل الشعوب تعتز بأوطانها، لكن المصري بشكل عام له خصوصية أنه يحمل الشمس بين ضلوعه والنيل في عينيه، وهو يفخر بذلك دون مبالغة، يعلن للدنيا في حب أنه (مصري.. كريم العنصرين)، قادر على التعامل مع الجماد بخصوصية شديدة تثرى داخله؛ فإذا ما تأملنا بناءه للسد العالي والأهرامات، للأوبرا والآثار، حفره للقناة، لمجرى العيون وتشييده للقلعة، بناءه لمدن عربية كاملة والنهوض بكل مؤسساتها. لو تأملنا أعمال الصبية من فلاحي الحرانية، ولو تأملنا حولنا للاحظنا أن المصري يمزج عرقه ونفسه بالجماد ويظهر فيه جلياً، على الرغم من أن أعمال المقاولات السريعة والمشبوهة قدً طغت على جمال العمارة، فبدت بعض البنايات الجديدة صمّاء دون روح، ينطبق الأمر كذلك على الذوق الفني في مجال الأغنية، الطرب والمسرح، وهي انعكاسات لنفسية هذا الشعب.

نلحظ في المصري ارتباطاً عميقاً بأغنيات محمد منير ابن النوبة ذات الأصل الحضاري كمصر الفرعونية، ونجده يتعشق مع أداء لطفي بوشناق التونسي للتواشيح والطرب الأصيل . المصري يتذوق دائماً، وأحياناً لا يحسن التذوق، حسب مزاجه، يتذوق الأكل والعلاقات الحميمة، الألوان، الطبيعة، الموسيقى، النكتة والحب بكافة أشكاله. المصري لا يتمرد لكنه قد يضحي بكل شئ ـ فجأة ـ إذا مُسّت كرامته، ولا يفوتنا هنا التنويه بأن الفترة الأخيرة تحديداً شهدت بعض التنازلات خارج الوطن وربما داخله لآخرين يملكون القوة والمال.

تهون على المصري نفسه جداً حينما يهون الوطن في المكان الذي يعمل به، المصري ممتد ورحب كالصحراء، وصحراءه ليست فظّة ولا تنجب أجلافاً بل فيها رقة السماء التي تظللها بندف القطن المتناثرة على صفحتها الزرقاء، وهو معطاء كأرضه السمراء أخضر كزرعها. يقدس الأسرة وتماسكها، يحترم القيم، لكن مما لاشك فيه أن ثمة تحولات قد حدثت في الفترة الأخيرة أثرت على درجة هذا التماسك، فحدث نوع من الاغتراب العائلي، وأصبحت لزوجة العلاقات وتمحورها حول المادة معوقاً للاقتراب، تناثرت ثلة الأصدقاء، اختفت نقرات الأصابع من على الأبواب، غنت الأجراس الإلكترونية، توارت الطيبة والمحبة لمصلحة التوجهات العملية من الحصول على فائدة أو فوائد ما، يلتم الشمل وينفرط بسرعة، أصبح يلتهم طعامه بسرعة، يشرب مشروبه وماءه بسرعة، يجري بسرعة، يقود سيارته وموتورسيكله ودراجته بسرعة، ييأس بسرعة، يملَّ بسرعة، يفقد صبره بسرعة، يتألم بسرعة، ينزعج بسرعة، يفرح بسرعة وتنطفئ الفرحة لديه بسرعة، كل هذه التوترات السريعة الناتجة عن توتر العصر وتعقدات الحياة، تشابكها ماديتها وفقدانها للروحانية والرومانسية، أدت الى تغيرات شتى في السمات الشخصية لنفسية الإنسان المصري، وهو بحسه القديم وتاريخه المتأصل، بالجينات المختلطة والمركبة، بحضاراته المتعاقبة، بفرعونيته، إسلامه، قبطيته، عروبته، هذه التشكيلة ليست ترفاً ولا مجرد فسيفساء كثيرة الألوان وإنما هي قاعدة ثرية غنية توحي بضرورة أن هذه السمات ستظل تتأرجح وتتماوج على أرضية سخية، وإن كان عطاؤها مختلفاً ومتبدلاً وفق ما يقتضيه الحال.

هل نحن بحاجةـ فعلاًـ لأن يكون لدينا فهم لبناء الشخصية المصرية وتحديدها !! إذا كان في الأساس موضوع الشخصية ـ عمومًا ـ مازال عصيًا على الفهم مثيرًا للجدل. ويعود السؤال المُلّح : هل لتلك الشخصية كينونة ثابتة؟ أم أنها صَيرورة متغيرة؟ ولماذا يتلهف الناس وراء هذا الفهم أو ذاك؟!! إن مفاهيم الشخصية المختلفة ما هي إلاّ لتيسير لفهم عام لتجارب الحياة التي نمر بها وسلوكنا الذي نسلكه حيال أمور شتى، لا يمكن لنا عامة، وتحديدًا في مصر أن نراها، الأمر لا يحتاج إلى نظرة واحدة، ولا إلى تعريف ثابت أو جامد، لكنه يحتاج وبالفعل إلى تصور ديناميكي متطور يستوعب داخله كيانات وتطورات وأحداث ومتغيرات تمر بها مصر كمصر، ومصر كجزء من العالم العربي، ومصر كجزء من الكون ككلّ، وهذا في حَدّ ذاته كثير، فاعل ومتفاعل، إيجابي وسلبي في آن واحد، ولكي نكون أكثر تحديدًا.

لنا أن نحدد تعريف الشخصية عامة إذا ما أردنا تطبيقه على المصري؟! نعني الشخصية من منظورنا، تلك العوامل الذاتية الداخلية المركبة التي تجعل سلوك الإنسان ثابتًا متصقًا مع ثقافته العامة والمباشرة مع محيطه الفردي والجماعي، مرنًا دون مبالغة، محافظًا على مكنوناته وقابلاً للتغيير وفق الظرف الزماني والمكاني، وإذا طبقنا ذلك على (شخصية المصري) لوجب القول أنه ولا بد أن يكون مختلفًا عما عداه، أي عن (غير المصري)، وهذا ما يدعونا إلى تأمل بعض النماذج داخل الوطن المصري وخارجه، تلك التي لا تقلد الغربي فقط وإنما تذوب فيه ذوبانًا بحيث تضيع هويتها الأصلية أو تكاد، لنا أن نتأمل شخصية المصري: من (1) المنظور النظري، أو (2) بمعنى خصائصها المتميزة أو غير الطيبة.

من المنظور العام البسيط الذي يعني الاشتراك في منظومة من المعتقدات والعادات والتقاليد والسمات التي تظهر جلية في تفاعلات الحياة اليومية: هذا التطور يكمن في لُحمة اللغة ومفرادتها تلك العامية المنطوقة، أو تلك التي تستخدمها أجهزة الإعلام المختلفة، أو تلك يكتب بها الأدب، وهي أيضًا تلك اللغة التي تنظم وتبسط العالم الاجتماعي، فتظهر نسق القيم وسلوكيات الناس في عملهم وزواجهم، أفراحهم وأتراحهم.

في مصر الآن أكثر من أي وقت مضى مشكلة نفسية لفظية، قبح لفظي، عنف حواري، كلمات صدئة و مفردات مفزعة تنبع من قلب البيئة التي تلوث هواءها كما تلوث وجدانها.

شخصية المصري تغيرت وفقاً واستجابة لتغيرات بيئته المحيطة، تلك البيئة التي تشكل في مجملها ذلك الجوّ المحيط الذي يترعرع فيه الطفل وينشأ: البيت، الأسرة، الجيران، الحي، الأقارب، المدرسة، الشارع، المجتمع، الوطن …

يكبر محيط تلك البيئة مع الإنسان في نموه وتطوره من الطفولة إلى المراهقة، ومنها إلى الشباب والكهولة. يتأثر فيما يتأثر به بعفة الألفاظ ونظافة اللسان (فمن يستخدمون السلالم والمصاعد للطلوع والنزول، يعلو صوتهم وسبابهم إلى داخل الغرف المغلقة، ومن يتعاركون في الشارع أو يصرخون في سياراتهم يؤذون المسامع ويخدشون الحياء، دون إحساس ودون إدراك بأن ما يفعلونه تلوث أخلاقي لفظي في منتهي القسوة). ناهيك عما يدور من حوارات يكون فيها الشتم نوعاً من الاستمتاع دون اعتبار لصفته النابية، يمتزج بالضحك والمزاح على المقاهي وفي الـ Coffee Shops ، وكذلك في النوادي، على نواصي الشوارع، وأمام محلات التيك أواي.

يدخل في إطار كل هذا الصخب، على نحو مقنن غزو داخلي من أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، يتأجج بانتشار الفضائيات وغزوها لخصوصياتنا، فنجد مسوخاً تؤذي البصر بأشكالها، تعكرت بالماكياج الثقيل، وحوارات في برامج عشوائية ومسلسلات هزيلة، تُضعف النفس وتكسر صفاءها، كما نسمع أغنيات ثقيلة الدم، فَجّة المعني، تائهة لاهثة، فنرى فيما نرى من تتلوي وتتأوه وتتعرى على الأرض وفي الفراش وأحياناً في الفضاء.

من خلال كل ذلك قد نري الولد الصغير وهو يحب رؤية خاله (على سبيل المثال لا الحصر) وتقليده، أو محاكاة أبيه بالتلفظ بالأسوأ ليثبت أنه رجل، نجده يشب متعلماً اللغة حديثاً وطوله لم يتعد الشبرين، طويل اللسان، بذيء يؤذي من حوله، وهم بدورهم يؤنبونه ويعنفونه، غير مدركين أنهم قد شكلوا نواة وعيه وخلقوا له بيئة ملوثة اللفظ والحركة والمعني لينشأ كما يروه وأنه ابنهم وليس لغيرهم، وقد أصبح ملحاحاً عنيداً ومخجلاً.

في الثلاثين سنة الأخيرة، حدث نوع من الإغتراب اللغوي لصالح اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية الأمريكية، وظهر ذلك بينًا على المحلات وفي إعلانات الكباري والشوارع والميادين وكذلك صفحات الصحف، كما حدث خلق مفردات جديدة غريبة مثل (أَبَرْوِِْنْ) في قول لشاب بالجامعة الأمريكية بمعنى المعاناة من حالة بارانويا Paranoid State ) أي (الإحساس بالاضطهاد وبالخوف وبالإنزعاج وبالجزع من أصدقائي ومن الغرباء)، وهي حالة نفسية معروفة لدى بعض المرضى النفسيين، لكن تعقدات الحياة اليومية، الصوت العالي، العراك، الشجار، الازدحام المروري، الشك في الآخر والارتياب في مقاصده، أدّى إلى ظهورها، بل إلى تزايد حدوثها، الازدحام، الاحتكاك، الاكتظاظ، الاعتداء على مساحات الآخرين، (فإذا كان الشارع الواسع مختنقًا بالسيارات والمسئول يمر مع الضباط بأجهزتهم اللاسلكية يمنعون المرور، يلوّح أحدهم من نافذة سيارته في الهواء تعبيرًا عن الغضب؛ فإذا بالآخر الذي على يساره يتصوّر أنه يتوعده؛ فيجزع ويصاب بحالة من الهلع قد تؤدي إلى أعراض جسمانية شديدة)، إذا تكررت تلك التجربة وذلك المشهد عدة مرات مع أشخاص حساســين؛ فإن الأمر قد يتطور إلى حدّ تكويــن ما يصطــلح عليــه بالشــخصية الاضطــهادية أو البارانويــة Paranoid Personality ؛ فإن اضطرابه يعني الكثير، بمعنى أن المشكلات السلوكية والاجتماعية التي تحيط باضطراب الشخصية غالبًا ما تكون معقدة، مركبة وتختلف عن (سمات الشخصية) وخصائص الفرد المصري، ومن هنا فإن اضطراب الشخصية نتيجة ضغوط الحياة المادية، النفسية، الحسية، الانسانية، والعيش وسط كل التناقضات الممكن تخيلها من إباحية شديدة إلى التعصب الديني الأقوى إلى حالة التربص والإستنفار والتحفز لكل ما هو آت مما فد يحدث أعراضًا قد تكون في منتهى الإثارة وأيضًا في منتهى الإحباط، لمن يتعامل معها سواء كان في البيت أو العمل، الشارع، أو حتى في إطار العلاج مما يخلق حالة مشحونة بالارتباك والترقب والإنتظار.

عودة إلى الشخصية البارانوية التي نجدها تُحيل الأمور إلى ذاتها مع حساسية مفرطة تجاه الآخرين ودرجة من الشك العالي في أغراضهم ومقاصدهم. إن لُبّ التفسير هنا هو عملية (الإسقاط)، فبعض الناس تكون ردود فعلهم لمجريات الحياة اليومية، مبالغ فيها بدرجات متفاوتة من الإذلال والإهمال، بل والاضطهاد إلى حَدّ السحق تحت الأقدام، البعض يعاني من أفكار ثابتة مبالغ فيها، فيها لوم للآخرين هشاشة زائدة ورغبة جامحة في الدفاع عن تلك المعتقدات ذات الأصل الضعيف والجذر اللين والتربة الخصبة، وكثيرًا ما يحدث لدى (المصري) (ردود فعل بارانوية Paranoid Reactions ) نتيجة حالة الإجهاد والتوتر، القلق، الضغط النفسي الدائم والمستمر، الجمعيات، الديون، عدم القدرة على الوفاء بالإلتزامات، إلى آخر تلك القائمة الاجتماعية، بجانب تولد ردود الفعل تلك في إطار المرض العضوي، بمعنى الإصابة بأمراض القلب، الصدر، ارتفاع ضغط الدم، الفشل الكلوي، الإصابة الكبدية بفيروس c ، وما يحيط ذلك من مشكلات وتحليلات وزيارات وتكاليف مرهقة للغاية، في بلد تئن فيه الخدمات الصحية، وترتفع فيه أسعار الأدوية لدرجة مفزعة مع تهاوي خدمات التأمين الصحي بسقفها الواطئ أصلاً.

الشخصية المصرية من المنظور الشخصي للإنسان الفرد، تتفاعل مع ما يحيط بها من متغيرات وأحداث خاصة تلك المؤلمة (حوادث وكوارث إنهيار العمارات ـ العنف الطائفي ـ الموت غرقاً في العبارة ـ الموت حرقاً في قصر ثقافة بني سويف وفي قطار الصعيد ـ نزيف الأسفلت ومسلسل حوادث الطرق الذي لا ينتهي ـ فزع وهلع أنفلونزا الطيور ـ أزمة القضاةـ توترات الشارع) … هنا وجب التدقيق في المثلث: تفسير الشخصية وتأويلها ومحاولة فهمها: 1. نظرياً. 2. عامياً (الشائع). 3. شخصياً (فردياً).

من أجل لفهم الشخصية (الطبيعية) وتلك (المضطربة)، وكيفية تحول هذه من تلك وهكذا، وأيضًا لفهم ما يتبع ذلك من سلوكيات وأفكار ومعتقدات، كذلك يجب فصل القول تحديدًا بين تلك الشخصية المضطربة في خضم الحياة اليومية للمصريين، أي هؤلاء الذين بيننا وحولنا، وهم بالفعل مضطربوا الشخصية دون أن يلجأوا إلى (حقل العلاج النفسي)، وبين هؤلاء الذين تسوء أفعالهم فتضر بمحيطهم البيئي والاجتماعي بشكل حادّ يدفع إلى طلب العون علاجًا وكيفية للتعامل معهم، وفي أقل الحالات لتفادي شرورهم.

مما لا شك فيه أن المجتمع المصري في حراكه الحي وتفاعله الشديد، يتحرك بلا حدود تجاه محاور مجهولة يرى ظاهرها في صورة (العشوائيات: بكل ما تحويه من تكوين شخصية للمصري مختلفة فيها فظاظة، نزع حساسية، عدم احترام، دعك، هدر، دوس بالأقدام، فقر مدقع، حرب من أجل العيش مغموسًا بالعرق والدم والصبر وممزوجًا بالتراب)، وكذلك في صورة النقيض (المجتمع المخملي: الرائق، المختل توازنه، الضائع في بحور الجنس المحرم، الترحال، المخدرات، الخمر، اللهو، العبث، صخب العيش، الأمراض النفسية المستفحلة، ضياع الهوية والتشتت واللهاث وراء الاستغفار باستخدام موفور المال للزكاة وعمل الخير، ثم معاودة المجون بشكل أو بآخر)، حسب قول حازم صاغيه(بين الثقافة والتعريف بالهوية مشكلة دائمة) * ،

ثقافة المصريين على اختلاف مشاربهم مرتبطة بهويتهم وبشخصيتهم وهي بدورها متناقضة مع بعضها البعض ومع نفسها بل وللأسف لايربط بينيها رابط،في المثال السابق بين النقضين الميسور المنفتح المفتوح،

فيلاّت وقصور وتلك تحدث في أكواخ وأعشاش (المخدرات، زنا المحارم، اللغة القاسية، استباحة أعراض الآخرين، القسوة البالغة، من إهدار كرامة الآخر وعدم احترامه بل دهسه والتنكيل به، العنف المعنوي والمادي، الجريمة … فإذا نظرنا إلى صفحة الحوادث في أي صحيفة يومية لوجدنا أن جرائم القتل وهتك الأعراض والمخدرات تنال من الفئتين نيلاً ساحقًا وتنشر عبئها على الفئة (ولا نقول الطبقة) التي في المنتصف: تلك الفئة المحافظة الهادئة نسبيًا، التي تقبض على الجمر في محاولة لتجنيب أفرادها وأولادها ويلات الفئتين الشاردتين، لكنها لا تنجو من الشظايا والخطايا واللعب بالنار، يمتد في صورة غزو تدميري للشخصية ولكينونة الأسرة وهي تكافح للحفاظ على بنائها وتماسكها، لكنها عبر الشَرَه الاستهلاكي، الإغراء المتعمد، ثقافة الرغي: موبايل وانترنت ودردشة إلكترونية Chatting زهو ألوان الملابس في فاترينات المولات والأسواق التجارية المُقْتَطَعَة من الخليج وأوروبا، ثقافة بورنو الجنس و العنف، تقع الفئة الوسطى في جحيم الشد والجذب، عَضّْ النواجذ، السقوط والتضحية، تهرب من الصراع أحيانًا بالمرض (الجسدنة ( SOMATISATION )… حيث يتخفى المريض وراء أعراض جسدية بحتة، ذلك يعني ببساطة تلك الأمراض العضوية ذات المنشأ النفسي أو تلك الاضطرابات التي تظهر في صورة جسدية في حالة تكون فيها أعضاء الجسد سليمة لكن لا تعمل بصورة،وهي كذلك محددة ومفسّرة بنظرية الأعضاء الضعيفة مثلما الأسطورة اليونانية التي كان فيها (كعب أخيل) هو نقطة ضعفه الوحيدة إذا ما رماه رام بسهم قتله. هذه النظرية قريبة إلى الصحة في حياتنا اليومية المعاصرة بشكل كبير؛ فإذا تعرض شخص ما إلى ضغط شديد؛ وإذا تزايد هذا الضغط واستمر لن يُصيب إلاّ العضو الضعيف الذي قد يكون (أسفل ظهره ـ جلده ـ شعر راسه) …إلى آخر تلك القائمة التي قد تنال الجنس فيصاب الإنسان بالعُطل والاضطراب، في حين أنه سليم تماماً من الناحية العُضوية، لكن أداءه يكون ضعيفاً مضطرباً ومرتبكاً، ومن ثم تتأثر العملية الجنسية فتخفت رغبته. وهو أيضاً غضبًا مكتومًا مكظومًا مرتدًا.

أما اضطراب الشخصية الهستيري ويُعدّ الأكثر شيوعًا لدى المصري (أو الشرقي عامةً). نرى مايصطلح عليه بـ (زملة الأعراض الهستيرية Hysterical Syndromes ) ،وهي ما تجمع بين (1) اضطراب الشخصية الهستيري (2) الحالات الانشقاقية (3) الهستيريا التحويلية (4) الرغبة في المرض وإدمان معاودة الأطباء، (5) تعاطي المرض بل وإجراء العمليات St. Louis Hysteria (6) الهستيريا الوبائية التوتر والقلق الهستيري (7) الهستيريا العامة.

(نجد في الحالة(3) (الهستيريا التحولية)، منتشر ةلدى المصريين، نضرب لذلك مثالاً لحالة لامرأة متزوجة عندها بنت واحدة تعيش في حيّ شعبي، لزوجها محل شركة مع آخر؛ يضربها، يتعاطى الحشيش بكثرة، له علاقات نسائية خارج إطار الزواج، لا يشاركها شئون البيت المادية، عصبي المزاج دوماً. تحملت المرأة ذات الأربعة والعشرين ربيعًا العبء سنة بعد الأخرى، حتى فاض بها الكيل في السنة الرابعة، وإثر خناقة بَشِعة ضربها فيها زوجها ضربًا مبرحًا وسبّ أهلها ودينها، أصيبت بــ (شلل هستيري) نال النصف الأيسر من جسدها، ولما ذهبت إلى المستشفى الحكومي (شَرَّطَها) الدكتور المتدرب بالمشرط لتنزف، لكي يثبت أنها لا تحس، ونقل لأهلها جهله الطبي قائلاً أن الأمر ممكن يكون (اشتباه جلطة)، مما أدخل الروع في قلوبهم، تم فحصها جيدًا وخضعت للتحليل النفسي العميق، بدأ العقل الباطن يتخلى عن الأعراض رويدًا رويدًا حتى استطاعت المشي ثم استخدام يدها بشكل طبيعي.

ولكن هل من الممكن أن تشترك زملة الأعراض السبعة التي ذكرناها سابقًا في قاسم مشترك أعظم، نعم، لعل الإنشقاق أو التصدع Dissociation بحيله النفسية الدفاعية (ميكانزماته) هو الأقرب إلى تلك الصفة، فهو كما يقول العامة في لغتهم اليومية (بيِفْصِل) أي يهرب من واقعه الجحيمي إلى عالم آخر من صنعه وفي قلب خياله، فمن يهيم على وجهه في الشارع بلا هدى، أو تلك التي تهذي بكلمات غير مفهومة، وما شابه ذلك من سلوكيات مرََّّدُها إلى كيفية التعامل مع الواقع المعاش، بكل لوعته وميوعته، بل ومرارته، ومع صراع كل الأضداد يحدث انشقاق الوعي، وبالتالي فإن نواح معينة من الفكر والسلوك تُلغى، وتتأصل القدرة على (الفَصْل). وهي خاصة موجودة لدى الناس جميعًا لكنها تكون بمثابة (نزعة طبيعية) بل وعلامة مسجلة لدى كل حالات الهيستيريا … بجانب حالات (جسدنة)، ربما لا يوجد لها مثيل في كافة بقاع الأرض. أعراض غريبة لا تمت للمرض الحقيقي بصلة، دوار ودوخة عجيبة دون أي سبب، إلى حالات متعارف عليها يشترك فيها الوسواس القهري والخوف المرضي (الفوبيا)، وكذلك التوتر والقلق الشديد من الإصابة بفيروس c توحدًا مع الأب الذي أصيب به، إلى الإيدز خوفًا على الحياة وارتباطًا (بعلاقة جنسية غير مشروعة)، إلى الإكتئاب وتمني الموت، الخوف من السقوط، الخوف من العمى (المرتبط بمفاهيم مُضَللِّة عن ارتباط ممارسة العادة السرية به) .. إلى آخر تلك القائمة الطويلة ذات الأساس الكامن في الأمور الاجتماعية، الشخصية، والنفسية.

عودة إلى الطبقات بشكلها الحالي المتداخل مع بعضها لدرجة تدعو أحيانًا إلى وصفها بالشرائح أو الفئات، بمعنى رؤيتها وتحليلها في الحالة المصرية من منظور الثقافة العامة والثقافة المباشرة، فالثقافة المباشرة اختلاط الناس ببعضهم (أحدهم كان موظفًا كبيرًا في شركة عملاقة، وكان شيخه وملهمه His Mentor ميكانيكي سيارته، ونحن هنا إذ لا نحقر من شأن الميكانيكي أو قَدْره الإنساني، لكننا نتساءل عن إمكانياته الثقافية التي أهّلَّته لإرشاد هذا الموظف فيما يخص بيته وماله، تربيته لأولاده وعلاقته بزوجته؟! حتمًا فإن ذلك الميكانيكي ببعض (الكاريزما، وكثير مما تلقاه من أفكار عبر شرائط الكاسيت وفي خطب ودروس الزوايا، وعبر الفضاء التلفيزيوني والاجتماعي، تَخَطَّى حدود الطبقة، والجغرافيا، فانتقل بعلاقته مع الآلة (موتور السيارة) إلى عقل الرجل).

من هنا يحدث الخلل في الشخصية المصرية، نتيجة الخلل في وظيفة الضبط الاجتماعي [1]، وكمــا يقول النقيب فالوظيفة الأولى للثقافة هي التمكين ( أي التوسع والانتشار والمزج والتركيب) في الحالة المصرية كان (الدين الأصولي) و(الغربنة Westernization ) هما السائدين، أما دور مجلات مثل (أحوال مصرية) والديموقراطية) وجرائد مثل (المصري اليوم) ومسارح مثل (الهناجر ـ السلام ـ القومي) يظل محدودًا للغاية وهو ما يفسر انفصال النخبة (القضاة، الصحفيون، كفاية، المدونون)عن باقي الشعب، وهو ما قد يفسر أيضًا أنك لو طلبت من متظاهرين ضد اجراءات الدولة في معالجتها لإنفلونزا الطيور أن ينضموا لمظاهرة للمثقفين في ميدان طلعت حرب (حركة أدباء من أجل التغيير ـ مثلاً) لانفضوا من حولك ولا سار واحد منهم وراءك.

إذن هي الشخصية المصرية التي تتشابه مع ذاتها حسب مصالحها، مستوى طبقتها الاجتماعية، نطاقها الثقافي العام، وثقافتها الفرعية، وارتباطًا بالمصالح كما في حالة (العاملون بالبنوك، الشركات المتعددة الجنسيات التي ملأت مصر بعمال النظافة المعروفين بالـ Care Service والذين ما يأتون غالبًا من الريف، كذلك تلك الأسر التي يرتبط وجودها بمن يعولونها في دولة معينة (الكويت) مثلاً أو في السعودية، واختلافهم عمن يكون أهليهم في أوروبا أو أميركا.

إن الأزمة تتلخص بالضبط في حقيقة أن القديم يموت،

والجديد لا يستطيع أن يولد. في هذه الفترة الفاصلة،

تظهر الكثير من الأعراض المرضية [2].

· ننتقل في محاولاتنا الشاقة تلك للبحث داخل الشخصية المصرية لنقرأ سويًا ما كتبه شاب تعرف إلى خدمة الإرشاد النفسي تحت عنوان (من أنا) بعدما طُلب منه ذلك.

· ( أنا شخص بسيط متغير يحلم ويحاول في إيجاد معنى لحياته، يحب الناس ويخاف منهم ويأخذ فترة ليقتنع بحبهم دون خوف، أحاول دائماً الخروج من الأزمات، حياتي ليست مستقرة كلما انتظمت في فترة سرعان ما تسقط مرة أخرى، أحب الموسيقي والغناء والرسم، أغني في أصعب أزماتي النفسية وفي الحب أيضاً، أرسم ولا أرسم أو لا أقتنع بما أرسمه ، أحاول التغيير والتغير طوال الوقت لما أرسم الحياة أفضل، أحتاج للتقرب إلي الناس وأخاف منهم ولكني أحاول، أحب الصراحة ولو كانت جارحة لأنها تضع المرء أمام نفسه وأمام الآخرين، أكره الخيانة بحجم معناها وتوابعها، أحب الأطفال وبراءتهم لأنهم في اعتقادي لم يكتسبوا في أعمارهم الصغيرة سلوكيات البشر الشريرة، أكره السلطة بكل أشكالها لأنها تفقد الإنسان إنسانية وكرامته وحريته، أحب النور والشعب والبحار والصحراء وكل شيء ليس له نهاية، أحب التأمل لأنها ينقي النفس ويجعل الإنسان يري ما وراء الأشياء من معاني، أكره القسوة والدم والزحام والضوضاء فكلها أشياء تؤدي إلى الجنون، أحب الصداقة الصريحة الخالية من أي مصالح سواء مادية أو معنوية والتي تُبني علي العطاء المتبادل والحب، أحب المجتمع وأكره بعض سلوكياته والتي تحمل في طياتها التناقض والفوضى واللا مبالاة والتبعية، أتعاطف مع الفقراء لما يقع عليهم بين قهر واستغلال دون وعي، أحب أبي وأمي وأخواتي وأبناء أختي و أخاف عليهم جداً برغم ما تسبب فيه أبي وأمي من أزمات، إلا أنني أحترمهما وأحبهما وألتمس لهما الأعذار لعدم وعيهما، أكره الصمت والعجز والضعف، أخاف من المستقبل طول الوقت، متكاسل دائماً أمام نفسي، أهمل في حق نفسي وصحتي ومظهري، لا أثق في نفسي بقدر يجعلنـي أندفع به مع الناس في محاولة لحلذ الأمور، عندما أقترب من الناس أجرحهم دون قصد!! لا أثق في الناس بسرعة وأتعمق في رصد تصرفاتهم ومدي طبيعتها والتحقق من زيفها، أكره من لا يتعامل بطبيعته ولا أحب التعامل معه)

هذه المدوّنة المركبة المتشابكة، ربما كان خير ما نختم به هذه الدراسة فهي تعكس نواح من شخصية المصري الآن في الألفية الثالثة (الخوف من الأخر ـ عدم الاستقرار ـ الصرامة ـ كره السلطة ـ كره الخيانة…).

ومنها ننطلق إلى محاولة تطبيق الأسس الخمسة لقياس الشخصية كما هو متعارف عليها عالميًا فهي:

(1) الإنبساطية: الثرثرة، الطاقة، توكيد، الذات.

(2) التوافق: الحنان، التعاطف، الحب.

(3) الضمير: مراعاته، التنظيم، الدقة، الحق.

(4) العُصاب: الثبات الإنفعالي، التوتر، المزاجية، اعتلال المزاج.

(5) الانفتاح على التجارب الجديدة: الذكاء، الثقافة، الاهتمامات، الاستبصار، القدرة على الرؤية والابداع.

من خلال كل ذلك نجد أن أمورًا قد تراجعت بشكل كبير، وأخرى تقدمت دون تشاؤم لكن يبدو أن المزاجية والضمير هما أساس الشدّ والجذب في أبعاد الشخصية المضطربة هنا والآن.

وانتماءات يمكن أن تكون فردية فقط‏..‏ ولعل عكس هذا صحيح تماما وفي حرب أكتوبر مثال تاريخي علي هذا‏.‏
لم يكن سعي دراسات وبحوث‏’‏ الشخصية الوطنية‏’‏ هو الفخر بخصائصها ومواقفها واختياراتها‏,‏ وهجاء الآخر لمجرد أنه آخر‏,‏ والبكاء علي أطلال ماضيها‏,‏ كما هو الحال في منهجية القصيدة الجاهلية‏,‏ التي لا تزال مؤثرة في بنية العقل العربي والمصري‏.‏ إن من أهم الأهداف الواعية بحركة تاريخ الشخصية الوطنية هو الكشف عن‏:‏ متي تتحدي وتعبئ وتهب وكيف من أجل مواجهة التحديات والمخاطر والأهداف الوطنية ومتي وكيف تكون لا مبالية‏,‏ ساكنة راضية عن واقعها‏,‏ مستسلمة لتحدياتها‏,‏ فتغلق مفرداتها علي أنواتها الذاتية ومصالحها الآنية الضيقة‏,‏ الفردية والجماعية وربما القبلية فكرا وسلوكا فتصل إلي حال من التفكيك والتجزئ‏.‏

ومن خلال متابعة متأنية ومدققة لأهم أدبيات دراسة الشخصية الوطنية‏,‏ عالميا ووطنيا‏,‏ خاصة في فترة ما بين الحربين الكونيتين وإلي الآن‏,‏ يمكن استخلاص أن مفردات الشخصيات الوطنية تكاد تتشابه من حيث البنود أو الأبعاد الأساسية وإن تباينت تلك الأبعاد في أولوياتها وتشكلها‏,‏ ومن ثم تفاعلاتها التي تنتج أنماطا متباينة من الشخصيات الوطنية‏.‏ ويمكن حصر الأبعاد الحاكمة لمستويات بنية الشخصية الوطنية فيما يلي‏:‏

‏1-‏ استيعاب الموروث الحضاري أنماط التفاعل معه وفي القلب منه‏’‏ التدين‏’‏ أو الوعي الديني‏.‏

‏2-‏ أدوات التعبير المباشر وغير المباشر‏,‏ الملموس والرمزي وفي القلب منها اللغة‏,‏ لا كمجرد مفردات لغوية‏,‏ وإنما طريقة في التفكير والتصرف وصياغة خطابات الحياة اليومية‏,‏ الرسمية وغير الرسمية‏,‏ العامة والخاصة‏.‏

‏3-‏ فلسفة التعامل مع الإمكانيات المتاحة‏,‏ بشرية ومادية وفنية والتي تتجسد من خلال رؤي العالم المحيط بالشخصية عالميا وإقليميا ووطنيا‏,‏ طبيعيا أو اجتماعيا أو سياسية‏,‏ وحتي ما وراء الطبيعة منه‏.‏

‏4-‏ أسس التعامل مع مقولة الزمان‏,‏ خاصة إدراك الماضي والحاضر وتفسيرهما‏,‏ وتصورات المستقبل المرغوب فيه‏.‏ ومقولة المكان من حيث تجديده وإثرائه والاستمتاع به‏,‏ أو هدره ونفيه‏.‏

‏5-‏ التعامل مع التناقضات والفجوات‏,‏ خاصة بين الرجال والنساء والكبار والصغار‏,‏ والحواضر والأرياف‏,‏ والأغنياء والفقراء‏.‏

إن هذه المفردات‏,‏ تتباين في أولويات تأثيراتها‏,‏ بين شخصية وطنية وأخري‏,‏ كما تتغير مواقعها في التأثير حسب خصائص الإطار المجتمعي التاريخي المتغير‏,‏ ففي مرحلة أو حقبة تاريخية يعتلي الوعي الديني أيا كان مضمونه وتوجهه قمة التأثير‏,‏ فيكون الأهم وإن لم يكن الوحيد في التأثير‏.‏ وغالبا ما يحدث هذا في لحظات الانكسارات والهزائم الوطنية من ناحية‏,‏ وفقدان القدرة علي السيطرة علي المحيط المعاصر‏,‏ ويصاحب هذا الوعي غالبا‏,‏ استدعاء الماضي أيا كانت مسافة البعد الزمني عنه ليكون النموذج الملاذ لإعادة التوازن الوجداني‏.‏
إن ما نقصده من هذا هو التأكيد علي أن ليس ثمة شخصية وطنية جامدة ثابتة‏,‏ علي نحو مطلق‏,‏ نتيجة لنسبية السياقات المحيطة بها‏,‏ لأنها لو كانت هكذا مطلقة أو حتي ساد التعامل معها بالمطلق‏,‏ فإن هذا يعني حكما بنوم الشخصية عميقا في قبور التاريخ‏.‏
ويرتبط بهذا أنه ما دامت السياقات التاريخية والمعاصرة كلية التأثير في أوضاع وترتيب مفردات بنية الشخصية الوطنية‏,‏ فإنه كلما تعددت التناقضات الأساسية في هذه السياقات وتراكمت نسبيا عبر الحقب والأزمان‏,‏ وتركت بلا حل أو حتي أرجئ حل الأساسي منها علي الأقل‏,‏ فإن هذه التناقضات تسهم في تفكيك الشخصية وتكون مفرداتها متناقضة‏,‏ فيصاب تفاعلها بالوهن‏,‏ ويبرز التشتت والتمركز حول الانتماء الأكثر ضيقا ومحدودية‏,‏ فرديا كان أو شبه جماعي‏.‏

‏’‏تتألق وحدة الشخصية المصرية وتتجاوز تناقضاتها عندما يواجه المجتمع المصري خطرا أو تحديا أو وجود مشروع مجتمعي‏,‏ يدرك الناس أنه يحقق مصالح الغالبية منهم‏’.‏

أولا‏:‏ تبادلات السياق المجتمعي المؤثر في بنية الشخصية‏:‏
حدثت في المجتمع المصري منذ ثلاثة عقود من الزمان‏,‏ تبدلات مهمة‏,‏ أنتجت تناقضات وأعادت إنتاج ما كان قائما منها منذ عقود‏,‏ قد تمتد إلي النصف الأول من القرن العشرين‏,‏ فأفضت متفردة ومتفاعلة في تفكيك بنية الشخصية المصرية‏,‏ وانتقل جل مفرداتها من وضع التفاعل الرأسي‏,‏ إلي التجاور الأفقي‏,‏ فبدت تلك المفردات كما لو كانت‏’‏ مرايا متجاورة‏’‏ يعكس كل منها ما يمكن عكسه قدر نقائه وربما شفافيته من قيم وأفكار وتصورات وأدوات للتعبير‏,‏ وآليات لتحقيق الأهداف والمصالح‏.‏

‏(‏أ‏)‏ حدث تبدل هائل في التوجهات الاقتصادية والسياسية لسلطة الدولة‏,‏ خاصة المضمون الطبقي لهذه السلطة‏,‏ وعلاقاته بالقوي الاجتماعية‏,‏ الطبقية والسياسية‏.‏ ويدلل علي هذا‏:‏
‏-‏ تغير أطراف الهيمنة علي الفائض الاقتصادي‏,‏ لصالح القطاع الخاص الوطني والعربي والأجنبي‏.‏

-‏ تزايد أعداد السكان دون خط الفقر المحلي ما بين عامي‏1995-2000(22.5%‏ حضر‏-23.3%‏ ريف بإجمالي‏22.9%‏ وشارفت نسبة السكان أقل من دولارين في اليوم علي أقل من نصفهم بقليل‏43.9%‏ حسب بيانات تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام‏2004‏ وزاد الفرق في الاستهلاك بين أغني‏10%‏ إلي أفقر‏10%‏ بنسبة إلي‏8%.‏

-‏ ارتفعت البطالة بين النشطين اقتصاديا وتجاوزت‏10%‏ حسب التقديرات الرسمية وهي غير مقبولة علميا وواقعيا وبلغ نصيب الشباب من البطالة الكلية ما بين الربع والثلث‏,‏ وانتشرت بينهم فشملت حوالي ثلثيهم‏.‏

-‏ رغم كل الجهود المبذولة والشعارات المطروحة حول تمكين المرأة‏,‏ ففجوة النوع الاجتماعي لا تزال عريضة ولغير صالح المرأة‏.‏
فالأمية في مصر لاتزال مرتفعة‏(15‏ سنة‏+)44.4%‏ وتزداد ارتفاعا بين النساء لتصل إلي‏56.4%(‏ عام‏2002)‏ ونسبة قيدهن في جميع مراحل التعليم‏72%‏ مقابل‏80%‏ للذكور ويصل دخل الذكور إلي نحو أربعة أضعاف دخل النساء ونسبتهن من الإداريين والمديرين‏16%‏ ومن المقاعد البرلمانية أقل من‏3%.‏

‏(‏ ب‏)‏ تزامن مع هذه التبادلات وما أفرزته من تناقضات‏,‏ حدثان خارجيان هامان أثر كل منهما متفردا ومتفاعلا مع الآخر‏,‏ ومع التبدلات الداخلية في غير قليل من مفردات أو ركائز الشخصية المصرية‏:‏
حدثت هجرة خارجية واسعة للمصريين خلال العقود الثلاثة الماضية‏,‏ كان تيارها الغالب نحو بلدان الخليج العربية‏,‏ التي سطع نجمها في القرار السياسي والاقتصادي الإقليمي خلال هذه الفترة‏.‏ شملت الهجرة جماعات وشرائح متنوعة‏,‏ ماهرة وشبه ماهرة‏,‏ غير أن المهم من منظور الأداء التنموي والعلمي والثقافي‏,‏ هو هجرة المعلمين والأطباء وأساتذة الجامعات ورجال إعلام ومثقفين وغيرهم من مفردات الطبقة الوسطي المصرية‏,‏ ذوات الخبرة المتراكمة‏,‏ مهنيا وسياسيا‏.‏

وتتبدي أهمية الهجرة الخارجية ودلالاتها بالنسبة للشخصية الوطنية في كثافة تيارها الأساسي علي مدي عقدين تقريبا‏(1975-1995)‏ وإن خفت حدته نسبيا الآن‏.‏ غير أن مصاحباته وتداعياته برزت وتراكمت‏,‏ ولاتزال متواصلة إلي الآن‏:‏
‏-‏ خضوع بعض مفردات الثقافات الفرعية للمهاجرين المصريين لبعض مفردات الثقافة البدوية‏/‏النفطية‏,‏ إما مسايرة أو تحسبا لمواصلة العمل‏.‏ وكما بين كتاب خليجيون‏,‏ فإن الثقافة البدوية‏/‏النفطية‏,‏ بدت حداثية من حيث المظهر والأدوات المادية‏,‏ وسلفية في أعماق رؤاها للعالم بما فيه رؤية الآخر حتي العربي‏.‏ لقد أفضي هذا الخضوع إلي تمثل أعداد غير قليلة من المهاجرين المصريين‏,‏ للتدين السائد هناك‏,‏ ولأنماط من الاستهلاك في الملبس وربما المأكل والتصرف اليومي‏,‏ وبدا هذا التأثير أكثر تجذرا لدي من ولد هناك وعاش حتي نهاية المرحلة الثانوية‏.‏

-‏ كان لخروج رموز كانت فاعلة محليا‏,‏ من الطبقة الوسطي المصرية‏,‏ تأثيراته علي وجودها الاجتماعي‏,‏ ووعيها الطبقي والمجتمعي‏.‏ فبعض من عاد تحول إلي صاحب مشروع استثماري‏,‏ تجاري أو خدمي أو عقاري غالبا‏.‏ وبعض منهم غير توجهاته الأيديولوجية والسياسية فسارع إلي تجسير علاقته بالسلطة‏,‏ أو مع جماعة الإخوان المسلمين‏.‏ وأسهم بعض منهم علي نحو ملحوظ فيما يسمي بأسلمة العلوم‏,‏ وتكريس بعض مفردات الوعي الديني في بلدان الهجرة‏.‏ كما أن هجرة المصريين إجمالا إلي الخارج‏,‏ سواء إلي الخليج أو الأردن أو العراق أو غيرها من البلدان جعلتنا جميعا نعيد النظر في مقولة أن المصري مرتبط بأرضه‏,‏ لا يهوي الترحال‏,‏ ولا يعشق الفراق‏,‏ نتيجة لاستقراره وارتباطه بالمجتمع الزراعي النهري‏:‏ وتلك أحد أهم تغيرات الشخصية المصرية المعاصرة‏.‏

‏(‏ج‏)‏ تركت العولمة تداعياتها علي مفردات الشخصية المصرية‏,‏ في الآتي‏:‏
‏-‏ نشر ثقافة العولمة‏CultureofGolobalization‏ وقيمها المستندة إلي العلم والمعرفة وإتقان العمل وزيادة الإنتاجية‏-‏ وهو أمر إيجابي عامة‏-‏ والمستندة أيضا علي التنافسية الفردية والحل الفردي للتحديات والمشكلات‏.‏

-‏ عولمة الثقافات الوطنية‏GolobalzationofNationalCultures‏ علي إيقاعات وقيم وأهداف ثقافة العولمة الرأسمالية‏.‏ ورغم كل ما يطلق من شعارات حول الحاجة إلي التنوع الثقافي‏,‏ فقد همشت العولمة الثقافات الوطنية‏,‏ وستوالي تفكيكها‏,‏ كلما كان ذلك مرغوبا من قبل الآخر‏.‏ وسوف توالي بعض مفردات الثقافة الوطنية خضوعها واستسلامها للاندماج‏-‏ رويدا رويدا‏-‏ في ثقافة العولمة‏,‏ باعتبارها الثقافة الأكثر إنجازا وجذبا وإبهارا من وجهة نظر كثير من المتلقين لها والمتفاعلين معها‏,‏ خاصة الشباب‏,‏ ومن المهم هنا الإشارة إلي أنه بقدر ما أتاحت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات‏,‏ من فرص لانفتاح أعداد من الشباب المصري علي ثقافات أخري‏,‏ ومن فرص في التواصل والحوار وعرض الإنتاج الفكري والأدبي والعلمي لهم علي الإنترنت‏,‏ وأيضا اللهو والتعرف علي كثير مما تحرمه نسبيا الثقافات الوطنية‏(‏ قضايا الدين والجنس‏)‏ بقدر ما توالي تأثيراتها فتغير فيها‏,‏ خاصة القيم واللغة ومفردات الهوية الوطنية‏.‏

وثمة بعد هام ارتبط بتفاعلات التبدلات الداخلية والمتغيرات الخارجية‏,‏ وبصرف النظر عن حضوره الكمي‏,‏ فإن حضوره في التفكير ومنظومة القيم أضحي أكثر تزايدا من حيث تأثيره في بعض مفردات‏-‏ علي الأقل‏-‏ بنية الشخصية المصرية‏.‏ يتمثل هذا البعد في سطوة النشاط والفكر والقيم التجارية‏.‏ لقد بين‏’‏ ابن خلدون‏’‏ في مقدمته‏:‏ أن أخلاق الناس وقيمهم وطرائقهم في التفكير تختلف باختلاف فرصهم من المعاش‏-‏ نشاطهم الاقتصادي‏-‏ ولقد رتب النشاطات الاقتصادية وما يرتبط بها من قيم‏,‏ فجعل الصناعة في أعلي سلم الترتيب‏,‏ فهي تخلق قيما مضافة إلي الإنتاج‏.‏ وتعتمد علي الإبداع‏,‏ وتتمحور قيمها حول الدقة والإتقان والالتزام بالوقت والعقلانية في السلوك‏.‏ وأتي بالزراعة تالية‏,‏ فهي تضيف إلي الإنتاج‏,‏ وتكرس القيم الدينية والتواكل والإيمان بالقضاء والقدر‏,‏ أما النشاط التجاري فقد أتي به في أدني السلم الإنتاجي والقيمي‏.‏ فهي لا تضيف إلي الإنتاج الفعلي‏.‏ فالتجار وسطاء بين المنتجين وتجار التجزئة والمستهلكين‏,‏ ينقلون السلع من مكان إلي مكان‏,‏ يتربحون لأنهم يغالون في الأسعار وخطابهم اليومي حافل بالكذب والنفاق‏,‏ وهم من أكثر الناس إفسادا للسلطة والسلطان‏.‏

ثانيا‏:‏ المشترك بين أنماط الشخصية المصرية‏:‏
رغم إقرارنا باتجاه بنية الشخصية المصرية إلي التفكيك كالمرايا المتجاورة لأنماط فرعية لها‏,‏ فثمة خصائص تطفو علي سطحها وتتقاطع معها‏:‏

‏1-‏ رغم أن المصريين متدينون ويدلل علي هذا تاريخهم الممتد‏,‏ إلا أن تدينهم أو وعيهم الديني تباين بتباين خصائص مراحل التطور الاجتماعي الاقتصادي ومما يبدو متقاطعا مع أنماط الشخصية المصرية بشأن هذا التدين في الحقبة المعاصرة الآتي‏:‏

أ‏-‏ شكلانية التدين‏,‏ حيث الاهتمام بالمظهر الديني أكثر من السلوك‏,‏ فالحجاب والجلباب واللحية وارتداء ساعة اليد في اليد اليمني بدلا من اليسري وموائد الرحمن وبناء الزوايا والمساجد الصغيرة أسفل العمارات الكبيرة‏,‏ وتحجب الفنانات واعتزالهن الفن‏,‏ كلها مظاهر تدلل علي غلبة الشكل علي المضمون‏,‏ وهو شكل لا يخلو من إشباع رغبات مادية أو تحقيق مصالح مادية مواربة أو تسويغا لمصادر دخل مشروعة أو غير مشروعة‏.‏

ب‏-‏ تنامي بروز أنماط من الدعاة‏,‏ بعضهم رسمي حكومي والآخر غير رسمي ونخص منهم من يسمون بالدعاة الجدد‏,‏ المختلفي الملبس ومفردات الخطاب وقضاياه‏,‏ عن الدعاة التقليديين ولهم نوعية مختلفة من المتلقين الذين يكاد يكون جلهم من الشرائح العليا من الطبقة الوسطي‏,‏ ومن رجال الأعمال‏..‏ وبروز ظاهرة الدعاة الجدد وإن أكدت في جانب منها‏,‏ حاجة من في السلطة أو المتطلع إليها‏,‏ لتأسيس مشروعيته علي البعد الديني السياسي أكثر من المدني السياسي‏,‏ فإنها تكاد تكون ملازمة لأنماط من رجال الأعمال وأصحاب المشروع الخاص الذين يوظفون الدين في الأعمال التجارية‏,‏ إما برفع شعارات دينية داخل المحلات التجارية‏,‏ أو اختيار أسماء ذات صلة بالدين لتلك المحلات‏.‏ وما يدلل علي هذا‏,‏ ويدعو إلي الاستغراب والتأمل أن شركة بسكو مصر مثلا‏,‏ تنتج نوعا من البسكويت المصنع من التمر‏(‏ تكتب علي الغلاف‏’‏ حلال‏’‏ باللون الأصفر‏)‏ شاهرة إسلام هذا النوع من البسكويت‏.‏ إن الداعية الجديد يركز في جوهر مضمون خطابه علي المبادرة والحل الفرديين‏,‏ ويتعامل مع المتلقين كأفراد‏,‏ وهو نمط من الفكر والقيم يلتقي مع اهتمامات ومصالح القطاع الخاص‏,‏ الذي كثيرا ما يعنيه المبادرة الفردية والنشاط الفردي‏,‏ باعتباره أقرب لتحقيق مصالح المجتمع من النشاط الجماعي‏.‏ وهو فكر مناهض لبعض خصائص الشخصية المصرية‏,‏ التي كانت جماعية الطابع‏,‏ في التعامل مع فيضان النهر أو انحسار مياهه أيام التحاريق ومع المزاملة في الأعمال الزراعية ومع الجماعية في الأفراح والأتراح‏.‏ ويتشابك مع هذا ويدلل عليه بروز التعصب وحدته‏,‏ لأنماط بعينها من التدين حتي بين أبناء الدين الواحد ورجاله‏,‏ سلفيين‏,‏ ومكفرين للآخر‏,‏ بعنف الخطاب وزجر السلوك‏,‏ وأحيانا الاعتداء علي النفوس والممتلكات‏.‏ لقد كان التدين المصري تاريخيا يقوم علي التآخي والتسامح‏,‏ وكانت لحظات التعصب والفرقة استثناء للقاعدة العامة‏.‏ وكان التدين في أغلب طقوسه‏-‏ الأعياد الدينية‏-‏ فرحا ومرحا عكس ما يسود من تحريم وجهامة وتسويد للدنيا وتفضيل الآخرة عليها‏.‏

ج‏-‏ مع أن لغة أي مجتمع من ركائز بنية شخصيته الوطنية‏,‏ لأنها جوهرية في التخاطب والتعبير والتفاعل‏,‏ ومع التسليم أيضا بأن اللغة كائن اجتماعي‏,‏ يتأثر نضجا وذبولا وتشوها بحصاد السياق المجتمعي‏,‏ فالملاحظ أن المصريين بدوا كما لو كانوا يتحدثون عدة لغات فرعية‏,‏ يتزايد التمسك‏,‏ والسعي إلي نشرها مع الوقت يمكن رصدها في الآتي‏:‏
‏-‏ لقد أنتج الشباب لغة ومفردات خطاب حافل بالمعاني والدلالات التي من بينها حرص الشباب علي الابتعاد عن الأجيال الأكبر في داخل الأسرة الواحدة‏,‏ وربما أيضا إعلان القطيعة معهم‏,‏ لعدم جدوي الحوار معهم أو فاعليته‏,‏ فظهرت تعبيرات هي خليط من كلمات عامية وأجنبية‏,‏ ورموز وإشارات بالعينين والأيدي‏,‏ وعبارات علي الملابس هي محاكاة لمفردات من ثقافات أخري‏.‏ وفي الوقت الذي ينحسر فيه الحوار والتواصل بين الشباب والآباء والمعلمين والرؤساء في العمل‏,‏ لجأ الشباب إلي ما أتاحته التكنولوجيا المتنوعة من فرص‏,‏ للتحاور والتواصل وغيرها‏,‏ مع آخرين من ثقافات متباينة‏.‏ وأضحي غير قليل من الصحفيين خاصة في الصحف الفنية والرياضية لا يحترمون اللغة العربية‏,‏ يغفلون قواعدها ويدخلون عليها تعبيرات عامة منتشرة في أوساط الفنانين والرياضيين‏.‏

-‏ كانت النكتة المصرية ولا تزال من علامات التعبير الصحي نفسيا علي الأقل‏,‏ عن هموم الشخصية المصرية وإحباطاتها‏,‏ وكانت تتركز في الغالب حول السياسي والديني والجنسي‏,‏ مع بروز وتزايد نصيب كل منها وفق السياق المجتمعي المحيط‏,‏ غير أن الملاحظ الآن هو انحسار النكتة الدينية لشيوع تدين لا يخلو من قهر وإرهاب‏,‏ وأيضا انحسار النكتة الجنسية‏,‏ لأن الأغاني والفيديو كليب والأفلام الجنسية أضحت متاحة عن ذي قبل عبر الفضائيات والإنترنت وبالتالي تزايدت كثافة وإيقاع النكتة السياسية‏,‏ الموجهة إلي رموز السلطة في الأسرة والمدرسة والعمل وفي الحزب السياسي وإلي الوزراء وغيرهم‏.‏

-‏ يعرف عن الشخصية المصرية تاريخيا أنها مسالمة إلا فيما يتعلق بالأرض والعرض‏(‏ الثأر‏),‏ غير أن الملاحظ الآن بروز أنماط جديدة متكاثرة من العنف المادي والرمزي‏,‏ بين أعضاء الأسرة‏,‏ من الآباء للأبناء والعكس‏,‏ ومن الأزواج للزوجات والعكس‏,‏ وبين الزملاء في المدارس‏,‏ والجامعات‏,‏ وفي العمل‏,‏ وعلي رموز السلطة والممتلكات العامة‏,‏ بدءا من الأرصفة ومرورا بالمنشآت وحتي بعض الشخصيات العامة‏(‏ اغتيال رفعت المحجوب وفرج فوده مثالان فقط‏).‏

-‏ ومن الأمور التي باتت شبه متقاطعة مع الأنماط الفرعية للشخصية المصرية‏,‏ هو التحايل علي القانون‏,‏ لقد هانت قدسية القانون علي كثيرين نتيجة لتعدي رموز مختلفة عليه‏:‏ رجال أعمال وكبار موظفين وفنانين ولاعبي كرة ورؤساء تحرير صحف وغيرهم‏,‏ وبرز ذلك جليا من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام من أحداث فساد مالي وإداري وسياسي ذات تأثير بليغ‏.‏ وبالتالي ليس بمستغرب أن تمتد تلك الاعتداءات علي كل من يستطيع بمفرده أو باستخدام آخر‏.‏ لقد أكد أحد المحامين أن المحاماة هي فن التحايل علي القانون لصالح المتهم‏.‏ وجسد هذه المقولة ممارسات أخري كثيرة في الأعمال السينمائية والدرامية‏.‏ ورغم عدم وجود دراسات كثيرة حول أنماط الاقتصاد الأسود السري والمعلن فإن الملاحظ تزايد الإتجار بالممنوعات‏,‏ والغش في السلع والخدمات والتكالب علي الهبش والاسترزاق‏.‏

-‏ لقد بين‏’‏ حامد عمار‏’‏ شيخ التربويين شيبا وشبانا في عمله الفذ‏’‏ في بناء البشر‏’‏ غلبة ما أسماه بالنمط الفهلوي للشخصية‏,‏ بين المصريين وهي شخصية تتمتع بالذكاء والمرح وسرعة البديهة والتحايل علي الآخرين وما إلي ذلك‏..‏ غير أننا نلحظ في الفترة الأخيرة بروز نمط آخر هو‏’‏ الشخصية الهباشة‏’‏ التي تحلل لنفسها كل شئ وأي شئ‏,‏ غايتها تبرر وسيلتها‏.‏ ولا يهم الاعتداء علي حقوق الآخر أيا كانت‏,‏ بما في ذلك‏’‏ أسراره‏’‏ وحياته الشخصية‏..‏ وتكاد تتقاطع شخصية الهباش مع كثير من الشرائح والجماعات الاجتماعية‏,‏ شغالة المنزل‏,‏ المقاول أيا كان حجمه والداعية الديني والمدرس الخصوصي‏,‏ الطبيب الاستثماري‏,‏ المحامي الذي يهبش من موكله‏,‏ المرشح في الانتخابات‏,‏ مسئول في وزارة أو إدارة أو هيئة أو مؤسسة‏..‏إلخ‏.‏

إن من أهم ما يمكن استخلاصه بشأن التغيرات التي طرأت علي الشخصية المصرية‏:‏
‏1-‏ وهن العلاقة بالمكان‏(‏ الهجرة الواسعة‏).‏

‏2-‏ الاعتداء علي اللغة العربية وحتي علي العامية المصرية‏.‏

‏3-‏ هيمنة تدين متعصب عدواني متجهم لا يخلو من كآبة‏,‏ مظهري الطابع‏,‏ يكشف عن تناقض أقواله مع ممارساته‏.‏

‏4-‏ تزايد كثافة التحايل علي القانون والاستهانة به‏.‏

‏5-‏ سطوة اللاعقلانية والخرافة والفردية والأهداف المادية‏.‏

‏6-‏ انقسام الشخصية المصرية وتفكيكها‏,‏ وتفكيك أنماطها الفرعية‏:‏ فمن منظور مفردات الشخصية يبرز أمامنا ما يلي‏:‏

أ‏-‏ متدينون متعصبون عدوانيون‏,‏ وآخرون أكثر ميلا إلي التسامح‏.‏ دعاة جدد وقدامي‏.‏ خطاب ديني تلفيقي وآخر استقطابي‏,‏ وثالث لا علاقة له بالزمان والمكان‏.‏ خطاب رسمي وآخر غير رسمي‏.‏

ب‏-‏ رجال ملتحون وملثمون وآخرون بملابس بلدية وجماعة ثالثة بملابس أجنبية متنوعة‏.‏ نساء محجبات وأخريات غير محجبات‏,‏ منهم طالبات وعاملات وفنانات‏..‏إلخ‏.‏

ج‏-‏ شباب يتحدثون العامية وآخرون الأجنبية‏,‏ ونمط ثالث يأتي بلغة مزيج من هذا وذاك‏.‏

د‏-‏ شباب مندمجون مشبعون‏,‏ وآخرون مهمشون اقتصاديا واجتماعيا‏.‏

هـ‏-‏ خريجو جامعات مصرية‏,‏ وجامعات خاصة‏,‏ وجامعات أجنبية وكلياتأزهرية‏.‏

sweet.aly533@gmail.com

skype sweet_300


الثلاثاء، 18 مايو 2010

تعالى نفهم صح

اولها ولو اردنا ان نناقش الحكمة من التعدد لما وسعنا كتابة تعليق ولكن اقول قوة الحظارة لها عوامل ولو تلاحظون ان الأسلام ركز علي تنمية هذة العوامل كلها ولنأخذ عامل العدد البشري محل البحث لقد لاحظتم الذي حدث لألمانيا
في السنين الأخيرة بسبب قلة الزواج وعزوف المتزوجات علي الإنجاب انة حصل لهم نقص كبير في فئة الشباب مما اضطر السلطات لمنح جنسيات لوافدين لتكثير العدد ..راجع الإحاديث في الأعلى,,
أمرنا في الإسلام ان نترفق بالنساء ممتاز لا شك ان كثرة الإنجاب تضر المرآة وترهقها
باختلاف تحمل النساء لذلك
وكذلك أمرنا ان نكثر من عدد الأمة ولتوفيق بين الأمران لا يحدث ذلك إلا بالتعدد
كذلك تثبت الأبحاث في علم الحيوان ان تزايد نسبة خلق الله لإناث علي الذكور جيلا بعد جيل وهذا مشاهد حتى في الحيونات (أسألوا مربي القطط )
كذلك الحروب تؤثر علي النسبة
ختاما اقول لا تكن المرآة انانية ولتحب لاختها ما تحبة لنفسها يقول علية الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخية ما يحبة لنفسة الأمر يحتاج إلي دين ياجماعة من الطرفين ..
ومن المسلم به ان اكثر النساء لا يرضين بالتعدد ولكنه افضل من العزوبية بلا شك ان كان الرجل تقي وقاف عند حدود الله ثم لو جادلنا من يحاربن التعدد في هذا العصر وقلنا لهن لم تفكرو ا أن الرجل يكد ويتعب ليقوم علي راحتكن واحيانا يتعرض للإهنات في العمل من المدير ولا يبالي بكرامتة من اجل أنة يفكر في سد حاجات المسكينة التي في البيت لذلك قيل ان الرجل يقفد شئ من كرمة وشجاعتة عند الزواج ,,لم يفكر النساء المعترضات في انه يضحي بجزء من هاتين الصفتين التي طالما تكلم عليها الشعراء العرب,, و لو خيرنا النساء ان يكون الرجل جالس لا يعمل شئ مثل ذكر خلية النحل لأعترضن,, اقول للنساء ولمن يحارب التعدد من الرجال القرآن دواء مجرب فمن وجد في نفسة رفض للقرآن فهذا اما لانة يجهل(الجهل حقيقة وليس عيب ) القواعد الكلية له او لانة يجب ان يصحح وينظف قلبة فقد تم اختراقة من قبل الأفكار الشيطانية دون ان يدري فمن اطاع الله عصى الشيطان ومن عصى الله اطاع الشيطان دون ان يدريان الرومانسية تكمن وتتحقق اذا كان زوج وزوجة واحدة فقط يجب ان يعيشا سويا طول العمر ولا يجوز الطلاق الا بعد حوالي 10سنوات من الهجر ثم التفريق بينهم
او اذا الزوج كشف الزوجة وهي تمارس الزنا
ولكن هذا المفهوم المسيحي طبعا يتعارض ويختلف مع تعاليم الدين الاسلامي والذي جاء حسب رغبات الطبيعة البشرية حيث ان صانع الشيء اعلم الناس بالشيئ الذي يضر او ينفع مصنوعه
فما بالنا مع الله الذي خلقنا في احسن صورة وهو ادرى واعلم بما ينفعنا وبما يضرنا
وهو الذي انزل هذا الدين لكي نعمل ونتمسك بيه
والذي بدا في التعداد باثنين في قوله تعالى
(مثنى وثلاث ورباع وان لم تعدلو فواحدة)
فاالرومانسية في الدين الاسلامي لا تقتصر على الزوجة الواحدة فقط ولكن الرجل حسب طبيعته البشرية يستطيع توزيع الرومانسية لاربع نسوة بعكس النسوة حيث لا تستطيع المراة ذو الفطرة السليمة ان توزع رومانسيتها لاكثر من رجل واحد فقط
وجاء مسلسل الحاج متولي لكي يشرح هذه الفكرة
فبنات هذا العصر وبدون قصد متاثرون باالثقافة المسيحية وافكارها واعيادها مثل قصة الراهب المسيحي فلانتاين وعيد الام وغيرها من اعياد ومناسبات وكذالك الخيانة الزوجية ومفهومها حسب المفهوم المسيحي هذا ومن دون قصد حيث ان من شب على شيء شاب عليه
فا الخيانة في الاسلام بين الزوجين تحدث اذا قام الزوج وزنا وهو متزوج فهذا يعتبر خائن
ولكن اذا تزوج فيبارك الله فيه وهو شيئ حلال
فعندما نتكلم عن الغزو الثقافي لا نقصد ان تكون البنت مدركة لتصرفاتها ولكن ما تراه في التلفزيون او في وسائل الاعلام من مبادئ للرومانسية الانانية المسيحية واعياد ومناسبات الفكر المسيحي تدخل مباشرة في عقلها الباطن ومن دون ادراك منها
فتتصرف على اساسها دون ان تشعر وتعتقد ان هذا هي حالة الطبيعة البشرية
وتصر انها على حق
ولكن اذا اقرت انها مسلما يجب ان ترجع الى كتاب الله وسنة نبيه لكي يحكم لها في الامر
وخير مثال على ذالك المريض النفسي
حي ان المريض النفسي اذا ادرك انه مريض يسهل علاجه
ولكن المشكلة في المرضى النفسين انهم يعتقدون انهم اصحاء وليسو مرضى ولايحتاجون الى طبيب او دواء
كما يعتقدون انهم على حق وان الجميع على باطل
ما سبق احببت ان اركز على الطبيعة البشرية وتعاليم الاسلام
ولكن يجب ان نقر ونعترف ان تعدد الزوجات يحمي المجتمع من امراض ومشاكل مجتمعية كبيرة وفساد في الارض كبير
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( اذا اتاكم من ترضون دينه فزوجوه والا تكن فتنة وبلاء عظيم) او كما قاله صلى الله عليه وسلم
فالنفترض ان لازوجة ترضى ان يتزوج زوجها عليها
فأين تذهب المطلقات والارامل والعوانس
هل يزنون لقضاء شهواتهم الفطرية التي خلقها لهن الله سبحانه وتعالى
وكذالك الرجال الذين لا يوجد اتفاق بينهم وبين زوجاتهم او انه لم تشبع الزوجة الاولى رغباته هل يطلق ويشتت اولاده لكي يتزوج من امرأة اخرى حسب تعاليم الدين المسيحيفي القرن21 كثرت العوانس وكثر المتزوجين الذين هم غير متزوجين حقيقة بسبب الاحتكاك بين الجنسين والذي أفضى إلى نشؤ علاقات بينهما أصبح بموجبها الرجل لايلتزم بزوجته والعكس وهو ما أدى إلى ما نحن عليه الآن للأسف.
فالمرأة تشتكي التعدد وتدعى عدم موافقته له ولو عنست وتتظاهر أحيانا للأسف بانشغالها بالعمل او شيبئ من هذا القبيل وتقول أنها في غنى عن الزواج إن كان بتعدد ووالله تجدها في عملها تربط علاقات جد وثيقة أو تحاول ذلك مع الرجال وحتى المتزوجين منهم .
نرجوا عدم تحميل الاسلام ماهو برئ منه ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن ديننا الحنيف فللاسلام رب يحميه ويدافع عنه أفضل منا.كما نرجو ممن يكتبون في هذا الموضوع عدم إنتهاج سياسة الهروب إلى الامام وتخطي الفطرة الإنسانية التي تكول “هن سكن لكم وأنتم سكن لهن”.
فالمرأة محتاجة إلى الزواج ولو كانت 2أو3 أو4 والرجل يحتاج إلى الزواج والسكن لى زوجته ومن حقه أن توفرت الشروط الشرعية أن يتزوج 2أو3 أو 4 .
طبعا هنا أنا اتكلم مع ذوي الفطر السليمة والعقول الراجحة لا مع غيرهم متكسي الفطر مرجوحي العقل.التعددفىهذا الزمان اصبح واجبا واذا اردنا ان نسال الوراة عن موافقتها على التعدد ام لايجب ان لا نسال امراة متزوجة بل نسال صاحبة الظروف التى قلتيها وهذا هو عين الدين لتحقيق المساواة والا فانت اذا كنت جميلة ومتزوجة من رجل واحد ولا تريدين الثانية معك فانت تعانين من مرض نفسى وهو الانانية ….اسف على صراحتى لكن لان النساء لاينظرن الا لانفسهن فقط فهذا ما دعا المجتمع الى الانحراف الفكرى بعيدا عن الدين العظيم…وارجو ان اسال سؤال..لماذا اباح الاسلام التعدد؟لرجوع إلى الدين هو النجاة وهو التعدد الحلال نعم يجب على أهل العلم والعقل والرئي أن يهبو لتفهيم الناس أمر دينهم في هذا ألأمر وأنه أمر عادي وترك خزعبلات المسلسلات التي عشعشت في رؤوس الرجال والنساء نحن أمام مشكلة متفاقمة …….. مافيه حل وسط يعني أما نترك الحبل على الغارب ومصادقات ومواعادات وتلفونات وجوالات وسهرات وكشتات وكل المحرمات والعياذ بالله ….
وإما زواج شرعي مثنى وثلاث ورباع وموشرط عيال إذا كان الواحد يخاف من الأولاد يعني لو كل واحده جابت ولد يكفي يكون واحد عنده أربعة عيال من نساء مختلفات مثلاً إذاً المشكلة هو في الشيطان والهوى والنفس الأمارة بسوء ….
من كثر تأثير الغرب علينا أصبح حتى أهل الخير متأثرين من التعدد يعني ما يجري الآن في بعض المناطق (زواج المسيار ) هو استعباد للمراءة وأصبح متعة كذلك الزواج العرفي والزواج السري وغيره عندما تقول لناس الزواج الشرعي التعددي أفضل لك وللمرأة قال صعب ليس سهل فيه وفيه هذا كلام عجيب ……….والمرأة ترفض المتزوج ايضاً…..
من ناحيه أخرى عزوف البنات عن الزواج هذا أمر خطير بل أصبح يستشري في بلادنا تأخذ صاحب يكلمها بالتلفون وبالجوال وتسرقها السكين أم انه يهددها بصور مرسلتها لوه وبالتالي والعياذ بالله يستغلها اشنع استغلال وهكذا يدور غيرها .
على الجميع كل في موقعه ( القاضي - المسؤول - ولي الأمر- الداعية- الأستاذ- امام المسجد - المجتمع - الفرد- الداعيات- الأمهات- البنات الطيبات - الشباب الطيبون - وغيرهم) أن يهبوا في التعاون في هذا الموضوع فهو موضوع خيري ومصير أمة ….
إلا تفعلوا يكن فساد في الأرض ……..لعنوسه شي خطير ومحبط في نفس الوقت لشخص العانس نفسه ان كانت امراءه او رجل فااا انا انصح الكثير من الشباب المتزوجين القادرين على الزواج من امراءه اخرا واخرا بأن يتزوجو و اعتقد ان مافيه امراءه ترضى ان زوجها يتزوج عليها في اي مكان الى من هداها الله ومستحيل ان الرجل بس يبغى يتزوج اي وحده ومشي لا اكيد انه يكون متعرف عليها وعلى طبيعتها واخلاقها عشان ننظر الى مستقبلها ومستقبل اولادها من التفكك او الأنحياز كل ابن او بنت الى امها 000 .. أن التعدد مسموح بسبب زيادة عدد النساء على عدد الرجال في المجتمع ويصحب هذا الشرط عادة التحجج بأن الحروب وصعوبة الحياة تحصد الرجال بأعداد أكبر من النساء.
2. التعدد مسموح في حالة مرض الزوجة المزمن وعدم قدرتها على القيام بواجباتها الزوجية
3. التعدد مسموح في حالة عقم المرأة وعجزها عن الإنجاب
4.التعدد مسموح بشرط العدالة المطلقة بين الزوجات ولأن هذا مستحيل (ولن تعدلوا) فإن التعدد في الحقيقة غير مسموح به.
ويجب أن نعلم أن الإسلام لم يشرع التعدد في الزواج كأصل من أصول الزواج، ولم يظهر في بيئة تمنع هذا التعدد فأباحه أو حض عليه كما فعلت المسيحية مثلاً في الحض على الرهبانية والعزوبية، وإنما ظهر الإسلام في بيئة وفي عصر يكثر فيها التعدد من غير حدود ولا قيود، فوقف الإسلام من ذلك موقف المعلم والمنظم المهذب أو موقف الطبيب الذي يعالج الداء في قوة وحزم مع تدبر وتصبر.العنوسة وصف مذمة اطلقها المجتمع والاعراف والتقاليد التي نحترمها والعاقل يستمد منها الحكمة والعبرة يجعلها مبادئ حياتة الشريفة الكريمة التي انشأها على فطرة الاسلام والايمان باللة عز وجل ووحدانيتة سبحانة وتعالى ووضع امام عينية مخافتة جل وعلا وقبل ان يخاف اللة في الناس يخافة بنفسة واهلة ومالة وولدة والسر والعلن لماذا نسير وراء عادات وتقاليد ازمان ولت وبالت وجعلناها دستور حياة وقوانين وبعدنا كل البعد عن دستور حبيبنا ونبينا محمد صلى اللة علية وسلم ننصب انفسنا حكام نطلق الالقاب والوصف المحبب على ما تهواة انسفنا وتبغاة ويحقق اهدافنا سواء شريفة ام مغضبة للة جل جلالة ونصدر الاحكام والوصف المنبوذ على ما تكرهة وتبغضة نفوسنا ان تروينا قليلا وتدبرنا اصدار الحكم لوجدنا ما لم ندركة وانما هو عند علام الغيوب سيكون الافضل والانفع لنا ولنتخذ من القران الكريم دستو ر حياة وقوانينة مبادئ وخطط واهداف نسير عليها لتستقر حياتنا وتقر اعيننا لان مرجعنا وحكمنا دستور اللة الذي سنتة الشرريعة السمحاء وقفو عن تضارب الاراء والافكار ليفعل اللة ما يريد ولنؤمن بقضاء اللة وقدرة
فانا اخوتي واخواتي كنت في يوم من الايام احارب التعدد ونظرت الى احدى صديقاتي التي قبلت بان تكون الزوجة الثانية نظرة رفض لها ولمستوى التفكير الذي وصلت الية متناسية شرع اللة جل وعلا مع انني اصلي منذ الطفولة والتزم بشرائع الاسلام ورحمتة ورأفتة وقوانينة واتخذ من القران الكريم دستور حياة لي الا عند موضوع الزوجة الثانية التي كنت استند في احكامي علية مما اسمع من الافراد ومن البيئة المحيطة بي ولانة لم يصادفني باسرتي من تزوج الثانية فمجرد التفكير بالامر مستبعد الا ان اهتديت بهدي اللة وترويت قليلا لانني لم اعد الى 122932القران الكريم بحكمي على غيري اخواتي الفتيات من وصلن سن الاربعين و ال 45 بدون زواج عدن الى حكم اللة وشرعة وتروين باختيار الزوج المناسب ستسمعون من يقول هل ظل في العمر بقية حتى تتروين ايتها العوانس الحقن انفسكن بزوج سنرد نعم هناك الباقي البقية فهذا العمر عندما ننظر الى الوراء قليلا عندما كنا في سن العشرين والثلاثين تأكدن وبصدق ان من تتمتع بالايمان ا وتسعى وراء الاستقرار والسكينة ونيل رضى اللة ورسولة صلى اللة علية وسلم ومن حافظت على نفسها من غرام الهواتف والجوالات ومسجات العشق والغرام المحرمة التي توصل بالفتاة والرجل الى الزنا من وراء الكواليس واغضاب اللة جل شأنة وعلا ستقول بنفسها الحمدللة لانني ان تزوجت بذلك العمر لما كانت حياتي الزوجية ناجحة ومستقرة وهادئة لانني لم اكن اتمتع بهذا الوعي والتفهم والوساطة بالامور اي اخذ الامور باوسطها وتحكيم القران الكريم بجميع مناحي الحياة لان الاسلام دين يسر وليس دين عسر لكنت وافقت على اول طارق باب او او ل رجل صادفتة بحياتي لتزوجت ممن ينادي بشعار احترام المرأة والاعتراف بحقوقها وعندما تخطأ المراة ولو بكلمة ولرفضها ونبذها بفرض اوامرة لتزوجت ممن تعجبة افكاري وشخصيتي ومنطقي ولون عيوني وطولي ورشاقتي ومستواي التعليمي وعائلتي وحسبي ونسبي لتحقيق المعاشرة والمضاجعة وبعدها لمجرد التعبير عن122932موقف مخالف لرأية يتناسى شعار احترام المرأة والاعتراف بحقوقها فلنتقي اللة معشر الرجال وكما امر نبينا محمد صلى اللة علية وسلم رفقا بالقوارير وكل ابن ادم خطاء وكلنا خطائين والكمال للة وحدة لا شريك لة عودو لشريعة ودستور السماء التي سنها الخالق سبحانة وتعالى وجعلها اعظم قوانين لا يسير عليها ويدركها الا العاقل الفائز بهدى اللة ونورة اسأل اللة ان يغفر لي ولكم ولجميع المسلمين اعتذر عن الاطالة واتمنى ان لا يكون كلامي ثقيل على البعض
757ima

ارقام

  انتقل إلى المحتوى Networkawareness.net نمهد لكم الطريق في رحلة الوعي القائمة الرئيسية نور علم الأرقام والحروف اترك تعليقا   /  تأملات  / ب...