الخميس، 28 يناير 2021

جذب

  

ظاهرة التخاطُر وغيرها من الظواهر المتعلِّقة بالإدراك الفائق، أو إدراك ما وراء الحس، من الأمور التي ما زالتْ موضع بحثٍ وخِلاف بين العلماء والدارسين لمثل هذه الأمور؛ وكل فريقٍ يُحاول تأييد قولِه بحكاياتٍ وتجارب ونماذج تُثبت أو تنفي مثل هذه الظواهر.

ولكن الأمر المتيقن حتى الآن أن هذه الظواهر لم تثبتْ علميًّا بطريقةٍ واضحةٍ؛ بحيث تحظى باعتراف العلماء والجهات الموثوقة، فهي أمور لا تزال تحت رحى البحث والتجارب حتى الآن.

وبناءً على هذا، فهي ما زالتْ تحت الإمكان والاحتمال؛ ولا نستطيع الجزم بأنها غير صحيحة؛ لأنها ليس فيها مُخالفة للشرع ولا للعقل.

وبعضُ النظريَّات المفترضة في هذا الموضوع قد تفسِّر ظواهر التخاطر تفسيرًا فيزيائيًّا صحيحًا، لا يتعارَض مع القوانين العلميَّة، ومِن ثم فلا تكون هناك حاجة إلى الإنكار، أو افتراض خُروجها عن نطاق العلم المعروف.

مثل: نظرية كهرومغناطيسية المخ، وفيها يفترض وجود طفرة في المخ عند بعض الناس؛ بحيث يصير كأنه جهاز إرسال واستقبال، ونظرا لتكوُّن المخ من بلايين الخلايا العصبية، فلا مانع نظريًّا من إمكان هذا الرأي.


 

الأعراض التي تصيب المريض بشكل عام هي التوتر والانفعال والقلق الدائم، آلام في الرأس، والرغبة في التقيؤ، والضيق في التنفس، خصوصًا عند سماع القرآن الكريم، الانعزال والابتعاد عن الأهل والأصدقاء، والتحدث مع النفس والصراخ والعنف.

 

في الغالب لا توجد أسباب محددة لهذه الظاهرة، فلا نشغل أنفسنا في البحث عن الأسباب؛ فهي قد تأتي فجأة، وقد تكون بسبب أخطاء وتصرفات غير لائقة؛ كسماع الأغاني، ومشاهدة الأفلام، أو الخروج ليلًا، أو أن المريض قد داس على شيء ما.

 

قد لا يعرف الكثير من الناس كيفية التعامل مع هذا المرض، ومن شدة خوف الأهل على ابنهم المريض؛ فهم يلجؤون إلى السحرة والدَّجَّالين الذين يستغلون هذه الفرص لسرقة المال، إلا أنهم لا يملكون العلاج لهذه الحالة، بل لديهم طرق تزيد الأمر سوءًا؛ فهم يعملون على إيقاف الأعراض التي تظهر على المريض لفترة لا تتجاوز ستة أشهر، ويكون ذلك عن طريق إدخال جني أو شيطان آخر في المصاب يكون أقوى من الأول، وتتكرر هذه الحالة كلما أخذ الأهل المريض إلى دجال آخر، إلى أن يصبح الشفاء مستحيلًا، وقد يفقد المريض عقله في النهاية.

 

لنكن صادقين؛ طريق العلاج لهذا المرض طريقٌ طويل قد يستمر شهورًا أو سنين حسب حالة المصاب ومقاومته، لكن علينا أن نتذكر أن المسَّ مرض عادي ككل الأمراض، إلا أنه يحتاج إلى وقت أكبر، وهو ليس عيبًا حتى نحاول إخفاءه عن الناس، ونحبس الابن أو الابنة في المنزل، ولا نسمح لأحد برؤيتهم.

 

وللتعامل مع المريض يجب إشراكه في المناسبات الاجتماعية، وأخذه إلى المسجد، وإشغاله في أنشطة كثيرة، وعدم تركه لنفسه ولأفكاره، والسماح له بالتحدث عما يشعر به، وإجباره على سماع القرآن الكريم، والأدعية المأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بكثرة، وأخذه إلى المشايخ وأهل العلم بالدين لِرُقْيَتِهِ والدعاء له، وكثرة الصدقة وأعمال البر،



ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...