الجمعة، 28 يونيو 2019



حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ثنا يوسف بن محمد بن صاعد ثنا ليث بن داود القيسي وكان يقال فيه خيرا أنبأ المبارك ابن فضالة عن الحسن قال قال عمران بن حصين خرجت يوما فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم قائم فقال لى يا عمران فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها قال قلت فداك أبى وأمى وأى شرف أشرف من هذا فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه حتى أتى الباب فقال السلام عليكم أأدخل قالت وعليكم ادخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومن معى قالت والذى بعثك بالحق ما على إلا هذه العباءة قال ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم ملاءة خلقة فرمى بها إليها فقال شدى بها على رأسك ففعلت ثم قالت ادخل فدخل ودخلت معه فقعد عند رأسها وقعدت قريبا منه فقال أي بنية كيف تجدك قالت والله يا رسول الله إنى لوجعة وإنى ليزيدني وجعا إلى وجعى أن ليس عندي ما آكل قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكت وبكيت معهما فقال لها أي

(1/24)

بنية اصبري مرتين أو ثلاثة ثم قال لها يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين قالت يا ليتها ماتت فأين مريم بنت عمران قال لها أي بنية تلك سيدة نساء عالمها وانت سيدة نساء عالمك والذى بعثنى بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة لا يبغضه إلا كل منافق حدثنا أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندى ثنا محمد بن خلف
الحدادى ثنا حسين بن حسن الأشقر ثنا قيس بن الربيع عن أبى هارون عن أبى سعيد وعن عمرو بن قيس عن عطية عن أبى سعيد بنحوه والسياق لأبى هارون قال أصبح على رضى الله عنه ذات يوم فقال يا فاطمة هل عندك شئ تغدينيه ثنا قالت لا والذى أكرم أبى بالنبوة ما عندي شئ أغديكه به ولا كان لنا بعدك شئ منذ يومين من طعمة إلا شئ أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين قال يا فاطمة ألا أعلمتني حتى أبغيكم شيئا قالت إنى أستحيى من الله أن أكلفك ما لا تقدر عليه

(1/25)

فخرج من عندها واثقا بالله وحسن الظن به واستقرض دينارا فبينا الدينار بيده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته فلما رآه أنكره قال يا مقداد ما الذى أزعجك من رحلك هذه الساعة قال يا أبا حسن خل سبيلى ولا تسألني عما ورائي فقال يا ابن أخى إنه لا يحل لك أن تكتمني هذا حالك قال أما إذ أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة ما أزعجني من رحلى إلا الجهد ولقد تركت أهلى يبكون جوعا فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكبا رأسي فهذه حالى وقصتي ثم فهملت عينا على رضى الله عنه بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته قال أحلف بالذى حلفت ما أزعجني غير الذى أزعجك ولقد اقترضت دينارا فهاك آثرتك به على نفسي فدفع إليه الدينار ورجع حتى دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب فلما قضى النبي صلاة المغرب مر بعلى عليه السلام في الصف الأول فغمزه برجله فثار على خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه عند باب المسجد فسلم عليه فرد السلام فقال يا أبا الحسن هل عندك شئ تعشينا فانفتل إلى الرجل فأطرق على رضى الله عنه لا يحير جوابا حياء من النبي صلى الله عليه وسلم وقد عرف الحال التى
خرج عليها فلما نظر إلى سكون على قال يا أبا الحسن مالك أولا عنك أو تقول نعم فأجيئ معك فقال له حبا وكرامة بلى اذهب بنا وكان الله تعالى قد أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن تعشى عندهم فقال على بلى فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلى لها وقد صلت وخلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام النبي صلى الله عليه وسلم في رحلها خرجت من المصلى فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد السلام ومسح بيده على رأسها وقال كيف أمسيت رحمك الله عشينا غفر الله لك وقد فعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين

(1/26)

يديه فلما نظر على رضى الله عنه وشم ريحه رمى فاطمة عليها السلام ببصره رميا شحيحا فقالت له ما أشح نظرك وأشده سبحان الله هل أذنبت فيما بينى وبينك ذنبا استوجبت به السخط قال وأى ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما من يومين فنظرت إلى السماء فقالت إلهى يعلم في سمائه ويعلم في أرضه أنى لم أقل إلا حقا قال فأنى لك هذا الذى لم أر مثله قط ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم كفه المباركة بن كتفي على رضى الله عنه ثم هزها وقال يا على هذا ثواب دينارك هذا جزاء دينارك هذا من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ثم استعبر النبي صلى الله عليه وسلم باكيا فقال الحمد لله الذى أبى لكما أن يخرجكما رسول من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذى أجرى فيه زكريا ويجريك ولا فيه يا فاطمة بالمثال الذي جرت فيه مريم كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا الآية

(1/27)

حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا عبيد الله بن العيشى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يمر ببيت فاطمة بعد أن بنى بها على رضى الله عنه بستة أشهر يقول الصلاة إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا

(1/28)

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...