الجمعة، 28 يونيو 2019


(606) رَوَى سُلَيْمَان بن دَاوُد، عَن الزُّهْرِيّ، عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم، عَن أَبِيه، عَن جده، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه كتب إِلَى أهل الْيمن بِكِتَاب فِيهِ الْفَرَائِض وَالسّنَن والديات فَذكر الحَدِيث وَفِيه: «وَفِي كل أَرْبَعِينَ دِينَارا دِينَار». أخرجه الْحَاكِم. قَالَ: وَسليمَان بن دَاوُد الدِّمَشْقِي الْخَولَانِيّ مَعْرُوف بالزهري، وَإِن كَانَ يَحْيَى بن معِين غمزه، فقد عدَّله غَيره، ثمَّ رَوَى بِإِسْنَاد إِلَى أبي حَاتِم أَنه قَالَ: سلميان بن دَاوُد الْخَولَانِيّ عندنَا مِمَّن لَا بَأْس بِهِ، وَقَالَ ابْن أبي حَاتِم: وَسمعت أَبَا زرْعَة يَقُول ذَلِك.
(607) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمِكْيَال مكيال أهل الْمَدِينَة وَالْوَزْن أهل مَكَّة». أخرجه النَّسَائِيّ، وَأَبُو دَاوُد.
(608) وَعَن عَطاء، عَن أم سَلمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا كَانَت تلبس أَوْضَاحًا من ذهب، فَسَأَلت عَن ذَلِك النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: أكَنْزٌ هُوَ؟ فَقَالَ: «إِذا أدّيت زَكَاته فَلَيْسَ بكنز». أخرجه الْحَاكِم من حَدِيث مُحَمَّد بن مهَاجر، عَن ثَابت بن عجلَان، وَقَالَ: صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ، وَلم يخرجَاهُ. وَقد أخرجه أَبُو دَاوُد قَرِيبا من لَفظه.
.بَاب زَكَاة الْمَعْدن والركاز:
(609) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العجماء جُبَار، والبئر جُبار، والمعدن جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس». مُتَّفق عَلَيْهِ.
(610) وَعَن الْحَارِث بن بِلَال بن الْحَارِث، عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ من الْمَعَادِن القَبَلية الصَّدَقَة، وَأَنه أقطع بِلَال بن الْحَارِث العقيق أجمع. فَلَمَّا كَانَ عُمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ لِبلَال: إِن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقطعك لتحتجره عَن النَّاس، لم يقطعك إِلَّا لتعمل. قَالَ فأقطع عمر بن الْخطاب للنَّاس العقيق. أخرجه الْحَاكِم من حَدِيث نعيم بن حَمَّاد، عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، وَقَالَ: احْتج البُخَارِيّ بنعيم بن حَمَّاد، وَمُسلم بالدراوردي. وَقَالَ: هَذَا حَدِيث صَحِيح، وَلم يخرجَاهُ. قلت: لَعَلَّه علم حَال الْحَارِث، والدراوردي هُوَ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، والقبلية بِفَتْح الْقَاف وَالْبَاء مَعًا قيل منسوبة إِلَى نَاحيَة من سَاحل الْبَحْر بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة خَمْسَة أَيَّام.
(611) رَوَى مَالك، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرض زَكَاة الْفطر صَاعا من تمر أَو صَاعا من شعير عَلَى كل حر أَو عبد ذكر أَو أُنْثَى من الْمُسلمين. أَخْرجُوهُ أَجْمَعُونَ.
(612) وَفِي رِوَايَة: الْفطر من رَمَضَان.
(613) وَفِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن أبي راود، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ النَّاس يخرجُون صَدَقَة الْفطر عَلَى عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعا من شعير، أَو صَاعا من تمر، أَو سُلت، أَو زبيب. أخرجه الْحَاكِم، وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح، وَقَالَ فِي عبد الْعَزِيز: ثِقَة عَابِد، وَأَبُو عمر خَالفه فِي التَّصْحِيح كَمَا دلّ عَلَيْهِ كَلَامه.
(614) وَفِي رِوَايَة اللَّيْث، عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر قَالَ: أَمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَكَاة الْفطر صَاعا من تمر، أَو صَاعا من شعير. قَالَ عبد الله: فَجعل النَّاس عدله مَدين من حِنْطَة، وَهُوَ فِي الصَّحِيح.
(615) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كُنَّا نعطيها فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعا من طَعَام أَو صَاعا من تمر، أَو صَاعا من شعير، أَو صَاعا من زبيب. فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَة وَجَاءَت السمراء قَالَ: أرَى مدا من هَذِه يعدل مَدين. لفظ البُخَارِيّ.
(616) وَفِي رِوَايَة: كُنَّا نخرج زَكَاة الْفطر صَاعا من طَعَام، وفيهَا: أَو صَاعا من أقِط.
(617) وَرَوَى سُفْيَان عَن ابْن عجلَان فِي حَدِيث عَن أبي سعيد: إِنَّا كُنَّا نخرج عَلَى عهد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ فِيهِ: أَو صَاعا من دَقِيق. أخرجه أَبُو دَاوُد، وَقَالَ: هَذِه الرِّوَايَة وهم من ابْن عُيَيْنَة.
وَقَالَ حَامِد وهُوَ ابْن يَحْيَى: فأنكروا عَلَيْهِ الدَّقِيق، فَتَركه سُفْيَان.
(618) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِزَكَاة الْفطر قبل خُرُوج النَّاس إِلَى الْمُصَلى. لفظ البُخَارِيّ، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(619) وَعَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: فرض رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاة الْفطر طهرةً للصَّائِم من اللَّغْو والرفث، وطعْمةً للْمَسَاكِين، من أدَّاها قبل الصَّلَاة فَهِيَ زَكَاة مَقْبُولَة، وَمن أَدَّاهَا بعد الصَّلَاة فَهِيَ صَدَقَة من الصَّدقَات. أخرجه أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة من حَدِيث أبي يزِيد الْخَولَانِيّ، وَقَالَ: فِيهِ مَرْوَان وَكَانَ شيخ صدق، عَن سيار بن عبد الرَّحْمَن، وَقَالَ فِيهِ أَبُو زرْعَة: لَا بَأْس بِهِ، وَزعم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك أَنه صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ، وَلم يخرجَاهُ. وَفِيمَا قَالَه نظر، فَإِن أَبَا يزِيد وسياراً لم يخرج لَهما الشَّيْخَانِ شَيْئا وَكَأن الْحَاكِم أَشَارَ إِلَى عِكْرِمَة، فَإِن البُخَارِيّ احْتج بِهِ.
(620) عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تحل الصَّدَقَة لَغَنِيّ إِلَّا لخمسة: لعامل عَلَيْهَا، أَو لغاز فِي سَبِيل الله، أَو غَنِي اشْتَرَاهَا بِمَالِه، أَو فَقير تُصدِّق عَلَيْهِ بهَا فأهداها لَغَنِيّ، أَو غَارِم». لفظ ابْن ماجة وَقد رُوِيَ مُرْسلا.
(621) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْفقر، وَأَعُوذ بك من القِلّة والذِلّة وَأَعُوذ بك من أَن أظلم أَو أظلم». أخرجه أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيّ.
(622) وَعَن عبد الله بن عدي بن الْخِيَار، وَقَالَ: أَخْبرنِي رجلَانِ أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجَّة الْوَدَاع وَهُوَ يقسم الصَّدَقَة فَسَأَلَاهُ مِنْهَا، قَالَ فَرفع فِينَا الْبَصَر وخفَّضه، فرآنا جَلْدين، فَقَالَ: «إِن شئتما أعطيتكما، وَلَا حظَّ فِيهَا لَغَنِيّ وَلَا لقوي مكتسب». وَهُوَ كَالَّذي قبله وَقد ينظر فِيهِ.
(623) وَعَن قبيصَة بن الْهِلَالِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: تحملت حمالَة فَأتيت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسأله فِيهَا، فَقَالَ: «أقِم حَتَّى تَأْتِينَا الصَّدَقَة فنأمر لَك بهَا» قَالَ ثمَّ قَالَ: «يَا قبيصَة! إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا لأحد ثَلَاثَة: رجل تحمل حمالَة فحلّت لَهُ الْمَسْأَلَة حَتَّى يُصِيبهَا ثمَّ يمسك، وَرجل أَصَابَته جَائِحَة اجتاحت مَاله فَحلت لَهُ الْمَسْأَلَة حَتَّى يُصِيب قواماً من عَيْش أَو قَالَ: سداداً من عَيْش، وَرجل أَصَابَته فاقة حَتَّى يقوم ثَلَاثَة من ذَوي الحجى من قومه: لقد أَصَابَت فلَانا فاقة، فحلّت لَهُ الْمَسْأَلَة حَتَّى يُصِيب قواماً من عَيْش، أَو قَالَ: سداداً من عَيْش، فَمَا سواهنّ من الْمَسْأَلَة يَا قبيصَة سحت، يأكلها صَاحبهَا سحتاً». أخرجه مُسلم.
(624) وَعَن عبد الْمطلب بن ربيعَة قَالَ: اجْتمع ربيعَة بن الْحَارِث وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَقَالَا: وَالله لَو بعثنَا هذَيْن الغلامين- قَالَ لي وللفضل بن الْعَبَّاس- إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلمَاهُ، فأمَّرهما عَلَى هَذِه الصَّدَقَة، فأديا مِمَّا يُؤَدِّي النَّاس، وأصابا مِمَّا يُصِيب الناسُ. قَالَ: فَبَيْنَمَا هما فِي ذَلِك جَاءَ عَلّي بن أبي طَالب فَوقف عَلَيْهِمَا، فذكرا لَهُ ذَلِك، قَالَ عَلّي: لَا تفعلا؛ فوَاللَّه مَا هُوَ بفاعل. فانتحاه ربيعَة بن الْحَارِث فَقَالَ: وَالله مَا تصنع هَذَا إِلَّا نفاسةً مِنْك علينا، فوَاللَّه لقد نلتَ صِهْرَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا نفسناه عَلَيْك، قَالَ عَلّي: أرسلوهما إِذا فَانْطَلَقْنَا، واضطجع عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظّهْر سبقناه إِلَى الْحُجْرَة فقمنا عِنْده حَتَّى جَاءَ فَأخذ، بأذاننا فَقَالَ: «أخرجَا مَا تصرران»، ثمَّ دخل ودخلنا عَلَيْهِ، وَهُوَ يَوْمئِذٍ عِنْد زَيْنَب بنت جحش، قَالَ: فتواكلنا الْكَلَام، ثمَّ تكلم أَحَدنَا فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَنْت أبر النَّاس وأوصل النَّاس، وَقد بلغنَا النِّكَاح فَجِئْنَا لتؤمرنا عَلَى بعض هَذِه الصَّدقَات، فنؤدي إِلَيْك كَمَا يُؤَدِّي النَّاس، وَنصِيب كَمَا يصيبون. قَالَ: فَسكت طَويلا حَتَّى أردنَا أَن نكلمه، قَالَ: وَجعلت زَيْنَب تلمع إِلَيْنَا من وَرَاء الْحجاب أَن لَا تكلماه. قَالَ: «ثمَّ قَالَ إِن الصَّدَقَة لَا تنبغي لآل مُحَمَّد، إِنَّمَا هِيَ أوساخ النَّاس»، أدعُ لي محمية- وَكَانَ عَلَى الْخمس- وَنَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب، فجاءاه فَقَالَ لمحمية: «أنكح هَذَا الْغُلَام ابْنَتك»، للفضل بن الْعَبَّاس، فأنكحه، وَقَالَ لنوفل بن الْحَارِث: أنكح هَذَا الْغُلَام ابْنَتك فأنكحني، وَقَالَ لمحمية: أصدق عَنْهُمَا من الْخمس كَذَا وَكَذَا. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَلم يسمه لي. أخرجه مُسلم. وَفِي رِوَايَة فَقَالَ لنا: «إِن هَذِه الصَّدَقَة لَا تحل لنا، إِنَّمَا هِيَ من أوساخ الْقَوْم، وَإِنَّهَا لَا تحل لمُحَمد وَلَا لآل مُحَمَّد».
(625) وَعَن رَافع بن خديج رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: أعْطى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا سُفْيَان بن حَرْب، وَصَفوَان بن أُميَّة، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حَابِس، كل إِنْسَان مِنْهُم مائَة من الْإِبِل، وَأعْطَى عَبَّاس بن مرداس دون ذَلِك، فَقَالَ عَبَّاس بن مرداس:
أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العُبيد ** بَين عُيَيْنَة والأقرع.

فَمَا كَانَ بدر وَلَا حَابِس ** يَفُوقَانِ مرداس فِي الْمجمع.

وَمَا كنتُ دون امْرِئ مِنْهُمَا ** وَمن تخْفض الْيَوْم لَا يُرفع.

قَالَ: فَأَتمَّ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة من الْإِبِل. أخرجه مُسلم، والعُبَيد مُصَغرًا اسْم فرس عَبَّاس.
(626) وَعَن جُبَير بن مطعم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: مشيت أَنا وَعُثْمَان إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَعْطَيْت لبني الْمطلب وَتَرَكتنَا، وَإِنَّمَا نَحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة وَاحِدَة. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا أرَى بني هَاشم وَبني الْمطلب شَيْئا وَاحِدًا».
أخرجه البُخَارِيّ وَيروَى «سي» بِالسِّين الْمُهْملَة.
(627) وَعَن أبي رَافع، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث رجلا من بني مَخْزُوم عَلَى الصَّدَقَة، فَقَالَ لأبي رَافع: اصحبني كَيْمَا تصيب مِنْهَا. فَقَالَ: لَا, حَتَّى أَتَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسأله، فَانْطَلق إِلَى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «لَا إِن الصَّدَقَة لَا تحل لنا، وَإِن موَالِي الْقَوْم من أنفسهم». أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ، وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ.
(628) وَفِي رِوَايَة: «مولَى الْقَوْم من أنفسهم».
(629) وَعَن سهل بن أبي حثْمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وداه بِمِائَة من إبل الصَّدَقَة. يَعْنِي بِهِ فِي دِيَة الْأنْصَارِيّ الَّذِي قتل بِخَيْبَر. أخرجه أَبُو دَاوُد مُخْتَصرا هَكَذَا. وأخرجوه كلهم فِي الْقِصَّة الْمَشْهُورَة مُخْتَصرا وَمُطَولًا.
(630) وَعَن عبد الله بن أبي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَتَاهُ قوم بِصَدَقَتِهِمْ، قَالَ: «اللَّهُمَّ صل عَلَى آل فلَان فَأَتَاهُ أبي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ صل عَلَى آل أبي أَوْفَى». أَخْرجُوهُ إِلَّا التِّرْمِذِيّ.
(631) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رجل: يَا نَبِي الله، إِن أبي قد مَاتَ وَلم يحجّ، أفأحج عَنهُ؟ قَالَ: «أَرَأَيْت لَو كَانَ عَلَى أَبِيك دين أَكنت قاضيه؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فدين الله أَحَق». أخرجه النَّسَائِيّ.
(632) عَن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تزَال الْمَسْأَلَة بأحدكم حَتَّى يلقى الله وَلَيْسَ فِي وَجهه مزعة لحم». لفظ مُسلم، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(633) وَعَن سَالم بن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطي عمر بن الْخطاب فَيَقُول لَهُ عمر: أعْطه يَا رَسُول الله، من هُوَ أفقر إِلَيْهِ مني. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُذْهُ فتموله أَو تصدق بِهِ، وَمَا جَاءَك من هَذَا المَال وَأَنت غير مشرف وَلَا سَائل فَخذه، وَمَا لَا فَلَا تتبعه نَفسك». قَالَ سَالم: فَمن أجل ذَلِك كَانَ ابْن عمر لَا يسْأَل أحدا شَيْئا وَلَا يرد شَيْئا أعْطِيه. أخرجه مُسلم.
(634) عَن يزِيد بن أبي حبيب أَن أَبَا الْخَيْر حَدثهُ: أَنه سمع عقبَة بن عَامر يَقُول: سمعتُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «كل امْرِئ فِي ظلّ صدقته حَتَّى يفصل بَين النَّاس»، أَو قَالَ: «حَتَّى يحكم بَين النَّاس». قَالَ يزِيد: وَكَانَ أَبُو الْخَيْر لَا يخطئه يَوْم لَا يتَصَدَّق فِيهِ بِشَيْء وَلَو كعكة أَو بصلَة. قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم، وَلم يخرجَاهُ.
(635) وَعَن أبي سعيد وَهُوَ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيّمَا مُسلم كسا مُسلما ثوبا عَلَى عُري كَسَاه الله من خضْر الْجنَّة، وَأَيّمَا مُسلم أطْعم مُسلما عَلَى جوع أطْعمهُ الله من ثمار الْجنَّة، وَأَيّمَا مُسلم سَقَى مُسلما عَلَى ظمأ سقَاهُ الله عَزَّ وَجَلَّ من الرَّحِيق الْمَخْتُوم». أخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي خَالِد وَهُوَ الدالاني، عَن نُبيح. وَقد وثق أَبُو حَاتِم أَبَا خَالِد، وَسُئِلَ أَبُو زرْعَة عَن نُبيح فَقَالَ: كُوفِي ثِقَة.

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...