الجمعة، 16 ديسمبر 2016

عيناكى




هل أخبرك من قبل أن الشمس تشرق من أحداق عينيك ؟
هل همس بأذنك أن القمر يستمد ضوءه من إشراقة جبينك ؟
هل أقسم لك بأغلاظ أيمانه أن الطيور لا تغادر أعشاشها إلا لتلقي عليك تحية الصباح ؟

حتى وإن قال هذا .. وأكثر .
حتى وإن وقع غزله في وجدانك موقعا مرغوبا .

الحب يا صغيرتي لا يكون خالصا ، إلا إذا أحبك على كل أحوالك ، أحب خطأك قبل صوابك .. هواك في غضبك ورضاك .
هام بك في إشراقك وغروبك ..

طلب ودك في إقبال الدهر عليك وإدباره .
الحب أن يحبك أنت .. كما أنت ..
وغير هذا .. حب ينتظر إسدال الستار.
كريم الشاذلي

لقد رسم المعلم صوراً كلامية عديدة لا تنسى أثناء ضرب الأمثلة الروحية، وذات مرة قال:
الحياة هي كالآتي:

تصوروا أنفسكم في نزهة. وإذ تقوموا بتحضير الغداء يظهر فجأة دبٌ ضخم فيقلب المائدة ويعبث بالطعام فتضطروا للهرب من وجهه تاركين كل شيء وراءكم.
وبالمثل فإن الناس يصرفون حياتهم على هذا النمط. فهم يعملون جاهدين من أجل الحصول على بعض المتع والمسرّات، من ثم يأتي وحش المرض الرهيب فيتوقف قلبهم ويواجهون نهايتهم.

لماذا تعيشون بمثل هذا القلق النفسي؟

لقد احتلت الأمور غير الهامة المقام الأول في قلوبكم وأفكاركم، وسمحتم للمشاغل والشواغل العديدة بأن تسرق وقتكم وتسترقـّكم.
كم من الأعوام مرّت على هذه الشاكلة؟ ولماذا تسمحون للبقية الباقية من عمركم أن تنقضي دون تقدم روحي؟

إنكم إن عقدتم العزم اليوم على عدم السماح للعوائق والموانع باعتراض سبيلكم وصدّكم عن غايتكم فسيشدّ الله عضدكم ويقويكم كي تتغلبوا على تلك الموانع والعوائق.

في الحياة الروحية يصبح الإنسان كالطفل الصغير: عديم الغضب، عديم التعلق، مملوءاً بالحياة والسعادة.
لا تدعوا شيئاً يؤذيكم أو ينغص عليكم سعادتكم.

كونوا كالبحر الزاخر. حافظوا على سلامكم الباطني واصغوا لصوت الله في داخلكم، واصرفوا أوقات فراغكم في التأمل والتفكير بالله.


قال المعلم لتلاميذه:

“لا تتأثروا بمديح الذين لا يعرفونكم، بل اسألوا رأي
الأصدقاء الصادقين الذين يخلصون لكم النصح
كي تهذبوا نفوسكم ولا يتملقونكم أو يتعاموا عن
أخطائكم. فالله هو الذي يهديكم ويسدد خطاكم من خلال إخلاص الأصدقاء الأوفياء.”

وقال:

“السلوك الحسن لا يدوم طويلا ما لم يكن معززاً
بالنوايا الطيبة و مدعوماً بتهذيب الذات.”

* * *

انجذب أحدهم كثيراً نحو السيد بر مهنسا لكنه لم يتبع تعاليمه، فقال المعلم:

“لا يمكنني أن أزعل منه. فبالرغم من أغلاطه العديدة
يبقى قلبه يحن إلى الله. ولو سلمني زمام أمره لأخذت
بيده سريعاً نحو البيت السماوي. ومع ذلك فإنه
سيصل في الوقت المناسب. إنه يشبه سيارة فاخرة
غرقت (مؤقتاً) في الوحل.”

* * *




و قال لتلميذ عديم الرضى، كثير الشكوك والشكوى:

“لا تشك وإلا سيقصيك الله عن هذا المكان.
كثيرون يأتون إلى هنا حباً بالمعجزات. ولكن المعلمين
لا يعرضون القوى الخارقة الممنوحة لهم من الله
ما لم يأذن لهم بذلك. معظم الناس لا يدركون أن معجزة
المعجزات هي التغيرات الروحية التي تحدث داخلهم
بالإمتثال المتواضع للإرادة الإلهية.

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...