﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)﴾
وأنت عد إلى جسمك، فالدم الذي تنبض به عروقك فيه ملح بنسبة سبعة بالألف إلى ثمانية، إذا قلَّت النسبة عن هذا الرقم تنكمش الكريّات ويموت الإنسان، وإذا زادت تنفجر الكريات، من جعل نسبة الملح في الدم ثابتة ؟ الفضل لله عز وجل، إذ إن الكُلية إذا زادت نسبة الملح في الدم تفرز الزائد، وإذا قلّت تحتفظ وتدخر، يعني الكُلية هي التي تَزِن السائل الدموي أو البلازما بميزان دقيق.هناك هرمون التجلّط يُفِرزُهُ الكبد، وهرمون التمييع، من إفراز الهرمونين معاً، ومن ثبات النسبة بينهما ثباتاً دقيقاً تنشأ ميوعة الدم وسيولته وقد قيل لو زاد هرمون التجلّط عن الحد الذي رسمه الله عز وجل لأصبح الدم كالوحل في الأوردة والشرايين ولمات الإنسان، ولو زادت نسبة هرمون التمييع عن حدها الذي رسمه الله عز وجل لنزف دم الإنسان كله من ثقب دبوس.
لي صديق توفي رحمه الله تعالى، زرته في المشفى، فوجدت أمام فمه لصاقات طبية لا أبالغ قرابة ثمانية سنتمتر، فقلت: خيراً إن شاء الله، قال عندي نقص في الصفائح الدموية، والصفائح الدموية تماماً مثل أحجار البناء، إذا حصل ثقب في البناء تسده، وهذا سببه رعاف أذهب معه الصفائح لديه، وكلما أزلت اللصاقات فالدم ينزف، إذ لم يبق في دمه صفائح دموية، وفي الميلمتر المكعب عادةًَ سبعمائة ألف صفيحة تقريباً، وهذه الصفائح تسد أي خرق في الأوردة.
إذاً: ما هذه الحِكمة ؟ وهذه معلومات قديمة ؛ وإخوتنا الأطباء الذين يدرسون حديثاً، يعرفون أشياء مذهلة، إنها حكمة الله الخالق الباريء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق