الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126)﴾
(سورة طه)
 كان أعمى في الدنيا، فنسي أمر الله فآل إلى زوايا النسيان والإهمال، أما نحن المؤمنين إن شاء الله، فحِكمتُنا في اتّباع القرآن الكريم، وفي اتّباع السنة المطهرة، وكلما كنا أكثر إخلاصاً وأكثر ورعاً واستقامةً ألهمنا الله رشدنا، " اللهم ألهمنا رشدنا وخذ بنواصيها للمواقف الحكيمة ".
 أخيراً، إليكم أيها القراء الكرام قصة لعلكم تعرفونها جميعاً، حصلت منذ خمسين سنة لإمام وخطيب جامع الورد، إذ رأى في المنام النبي عليه الصلاة والسلام، فقال له عليه الصلاة والسلام: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة، وجاره سمّان، وهو الخطيب والعالم فتمنى لو أنه بمكان هذا الجار، طرق باب جاره، ودخل عليه وقال له: لك عندي بشارة، ولكن والله لا أقولها لك إلا إذا أطلعتني على حقيقة أمرك وماذا فعلت حتى حللت هذه المنزلة عند الله عز وجل، فامتنع عن الإجابة وبعد إلحاح شديد، قال: لقد تزوجت امرأة وفي الشهر الخامس تبيّن لي أنها حامل وحملها في الشهر التاسع، فعلمت أنها قد زلّت قدمها، فكان بإمكاني أن أُطلِقَها وأن أفضحها، وأن أسحقها، وأنا محق في ذلك، والناس يقروني، فجئت بمولّدة، فولدت غلاماً، وحملته تحت عباءتي، ودخلت إلى جامع الورد بعد أن نوى الإمام صلاة الفجر ووضعت هذا الغلام خلف الباب، واقتديت بالإمام، فلما انتهينا من الصلاة بكى المولود، فتحلّق المصلون حوله واندسست معهم، قلت ما الخبر، قالوا: مولود، فقلت: هاتوه أنا أتكفله، فأخذته أمام أهل الحي على أنني قد تبنّيته ودفعه لأمه التي ولدته قبل ساعات. ومن بعد، فهذا تصرف أهل التقوى، وهذا تصرف أهل الحكمة. وإنه لرجل حكيم.
والحمد لله رب العالمين


ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...