من الأخطاء التي ترتكبها الفتاة، فتصرف الخطاب عنها؛ ارتفاعها عليهم بعلمها، أو عقلها، أو نفسها. والرجل لا يحب التي تتعالى عليه وترتفع؛ فيعدل عن خطبتها ويبحث عن غيرها.
هذا محام، اسمه عمرو عبد الصادق، يؤكد أنه لا يمكن أن يفكر في الزواج ممن تتفوق عليه. ويذكر أنه خطب فتاة تتمتع بذكاء حاد، فكان لا يتمكن من مسايرة تعليقاتها وسرعة بديهتها في الرد على أي سؤال يطرحه. ولذلك تركها وعدل عن الزواج منها.
والمهندس مدحت عبد الهادي، يذكر أنه تزوج امرأة، قالت له في اليوم الثاني من زواجهما، أن أظافر يده اليسرى أطول قليلا من يده اليمنى، ولم يكن هو قد لاحظ هذا من قبل، فلم يكن الفرق بينهما واضحا إلا إذا تم قياسهما بمسطرة! وهذه الملاحظة الدقيقة من الزوجة طبعت حياتها كلها مع زوجها.. فضاق منها حتى اضطر إلى طلاقها.
ويتحدث الباحث القانوني محمد فوزي عن ويكون الفعل الاخلاقي على قدر التعاطف مثلا التدخل لصالح شخص يتعدي عليه في الطريق العام يكون بقدر التعاطف معه
الحياة من دون تعاطف
تفكير التحرش -اخلاقيات الانحراف الاجتماعي
ان من يرتكبون جرائم بحق اخرين يفتقدون تماما قوة التعاطف مع الاخرين فنجدهم في حالة عزلة عاطفية بحيث يروا للامر من منظورهم فقط ولا يروه من منظور الضحية
وترتكز برامج علاج المتحرشين على رفع درجة التعاطف مع الضحية وقد ادي هذا العلاج لتخفيض الحالات الى النصف ممن طبق عليهم
اما السيكوباتيون"مرضي الانحراف الاجتماعي" الذين لا يشعرون بالندم ابدانظرا لتجردهم من التعاطف مع الاخرين مثل القاتل المتسلسل
الحياة من دون تعاطف
تفكير التحرش -اخلاقيات الانحراف الاجتماعي
ان من يرتكبون جرائم بحق اخرين يفتقدون تماما قوة التعاطف مع الاخرين فنجدهم في حالة عزلة عاطفية بحيث يروا للامر من منظورهم فقط ولا يروه من منظور الضحية
وترتكز برامج علاج المتحرشين على رفع درجة التعاطف مع الضحية وقد ادي هذا العلاج لتخفيض الحالات الى النصف ممن طبق عليهم
اما السيكوباتيون"مرضي الانحراف الاجتماعي" الذين لا يشعرون بالندم ابدانظرا لتجردهم من التعاطف مع الاخرين مثل القاتل المتسلسل
ويعلق الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس فيقول: إن الرجل يفضل فعلا الزواج من امرأة محدودة الذكاء، ولا يرحب بالزواج من الذكية. ولذلك فإن أكثر النساء معاناة من العنوسة هن اللواتي يتسمن بذكاء حاد.
لكن الدكتور سيد صبحي يستدرك فيقول: كثيرات من النساء يدركن بفطرتهن أنهن يجب أن يظهرن بدرجة ذكاء أقل من الرجال، ولهذا يحرصن على عدم الدخول مع الخاطب في حوار أو جدال، أو يبدين ملاحظات على ما يسمعنه ويرينه منه، حتى لا ينفر منهن، ويعدل عن خطبتهن.
وهذا هو الذكاء الحقيقي؛ أن لا ترتفع المرأة على الرجل، ولا تتعالى عليه، ولا تتعالم على علمه، بل تتجاهل له، وتتغابى ليظهر ذكيا، وتتضعف ليبدو قويا. هذا الذكاء الفطري تستطيعه كل امرأة، تفوق ذكاؤها العقلي أم ضعف، وهي به تضمن لنفسها راحة بال، وتكسب عن طريقه رضا خطيبها الآن، وزوجها فيما بعد.
ومنتهى الغباء أن تظهر المرأة ذكاءها العقلي في محاورة زوجها، بحيث تبدو مصححة كلامه، مصوبة رأيه، مستدركة عليه.
وأرجو ألا يفهم من هذا أني أدعو المرأة إلى إخفاء آرائها السديدة، وكتم مشورتها الحكيمة، وحبس نصيحتها الرشيدة... لا، ولكني أدعوها إلى إبداء رأيها في لطف، وعرض مشورتها في مودة، وإسداء نصيحتها من غير نقد.
بهذا لا ينفر الخاطب ممن يتقدم إلى خطبتها، ولا يضيق الزوج من زوجته حين تشير عليه أو تنصحه.
مواصلة الدراسة أم الزواج؟
قمنا بقراءة سريعة لسجلات بعض المأذونين، في المدن والقرى، فاكتشفنا أن متوسط سن الزواج للفتيات في القرية ما زال منخفضا عنه في المدن.. ففي الأعوام العشرة الماضية، برزت ملاحظة مهمة وجديرة بالدراسة، وهي أن متوسط سن الزواج في المدينة، بالنسبة إلى الفتاة، يتراوح بين 25 إلى 30 سنة.. وبالنسبة إلى الشاب فيبدأ سن الزواج من 30 سنة ويصل إلى 40 أحيانا.
وقد اتفق جميع المأذونين، الذين اطلعنا على دفاترهم، على أن ارتفاع سن الزواج في المدينة عن القرية؛ سببه إصرار الفتاة على استكمال تعليمها من جهة، وقلة إمكانات الشباب في توفير المسكن أو تأسيسه من جهة أخرى.
يقول الشيخ محمود عبد المتعال، مأذون قرية الربانية بسوهاج: إن هذه المشكلات لا وجود لها في الريف، لأن الفتاة تفضل الزواج على استكمال التعليم. كما أن أهلها يحرصون على تزويجها مبكرا.
وتقول السيدة عدلات يوسف مديرة عام جمعية تدعيم الأسرة في القاهرة: إن مشروع "الرباط المقدس)" الذي تنظمه الجمعية، يكشف لنا مأساة يعيشها المجتمع المدني، ويؤكد تفشي ظاهرة العنوسة بشكل واضح في القاهرة والجيزة، حيث يستقبل المشروع أعدادا كبيرة من فتيات تخطين سن الأربعين، وبعضهن الخامسة والأربعين، من دون زواج.
وترى الدكتورة عفاف عبد المعتمد المدرسة بقسم الاجتماع في كلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر أن السبب في تأخر سن الزواج لدى الفتيات هو تعليمهن الجامعي وخروجهن إلى العمل.
كان هذا بعض ما جاء في استطلاع نشرته إحدى الصحف اليومية، حيث اتفقت آراء الشباب العازب مع الحقائق السابق، وذكروا، في شبه إجماع، على أن إصرار الفتاة على استكمال دراستها وخروجها للعمل، من ضمن الأسباب الرئيسة لارتفاع سن زواج الفتاة.. أو عنوستها.
وقد تسألينني، عزيزتي، هل يجب علي إذن ألا أتعلم، وأترك المدرسة، في انتظار الخاطبين، حتى لا أصبح عانسا، كما أصبحت عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف، من البنات؟!
ليس الكلام السابق دعوة إلى أن تهجري التعلم وتتركي المدرسة، لكن تقدم الشاب المناسب لخطبتك، الذي ترضينه أنت، ويرضاه أهلك لك، يحسن ألا يرد بحجة أنك تريدين مواصلة تعليمك، وذلك للأسباب التالية:
1- الشاب المناسب الذي يأتي اليوم قد لا يأتي غداً.
2- أكثر البنات يحصلن على الشهادة الثانوية وهن في سن السابعة عشرة، أي أنهن يستطعن، إذا كن يحببن التعلم ومواصلة الدراسة، أن ينتسبن إلى إحدى الكليات التي لا تشترط الدوام، ويتابعن دراستهن فيها، بحيث لا ينشغلن عن واجباتهن نحو الزوج والبيت.
3- التعلم ليس مرتبطا بالشهادة، ويمكن للفتاة أن تقرأ وتتعلم دون الجلوس على مقاعد الدراسة. بل إنها، عن طريق هذا التعلم الحر، تستطيع أن تتعلم ما ينفعها في بيتها، ويفيدها في كسب آخرتها، وترك تعلم ما لا تحبه.. وما لا ينفعها في دنياها.. ولا في الفوز في آخرتها.
لقاء مع عانس (1)
في الرابعة والثلاثين من عمرها. جميلة وهادئة وتتحدث باتزان. من يرها يعطها عمرا أقل بخمس سنوات. ملتزمة. ترتدي الحجاب الإسلامي.
إنها الآن موظفة في أحد المستشفيات. التحقت بوظيفتها بعد أن تخرجت من أحد المعاهد التجارية. ومع أن العمل يأخذ غير قليل من وقتها، إلا أن سامية تحرص على أن تؤدي دورها في البيت كاملا، وتتحمل مسؤولية أسرتها في شؤون حياتها المختلفة، حتى أنها لا تعتمد على الخدم في أعمال البيت التي تقوم بها. هي "ست بيت " بامتياز، وراعية أسرتها التي تعتمد عليها في كل صغيرة وكبيرة.
تقول سامية أنها لا تشكو عيبا يمنعها من الزواج، لكنه القدر الذي تؤمن به وتسلم بما يختاره لها. وهي تقول للمحررة التي أجرت معها مقابلة صحفية: ليس هناك من حادث يمر بالإنسان، مهما صغر هذا الحادث أو كبر، إلا بإذن الله. وعلى الإنسان أن يرضى بما قدر الله له أو عليه.
هي البكر، ولها سبع أخوات وأربعة إخوة. ست من أخواتها نلن الشهادات الجامعية، والصغرى طالبة في السنة الأولى من الجامعة.
تقول: تربيت في جو أسري سعيد والحمد لله. لم ينقصني شيء من حب والدي وحنانهما، ونلت كفايتي من عطفهما. ولقد ربياني على النهج الإسلامي. وقد أديت فريضة الحج في سن مبكرة، وأنا مخلصة لديني وأعمل بما يأمرني به.
تسألها المحررة: فتاة في مثل مواصفاتك، والأسرة التي تنتمين إليها؛ من الطبيعي أن يتقدم لخطبتها الكثيرون. ألم يحصل ذلك؟
تجيب سامية: بلى. تقدم كثيرون، عزاب ومتزوجون. المتزوجون كنت أعتذر عن قبولهم. والعزاب تخفق خطباتهم ولا تنتهي بالزواج.
أحدهم كان معروفا لدى أسرتي، ولدى أبي خاصة. ولعلمي بما كان يمتاز به هذا الشاب من أخلاق حسنة، وصفات ترغب فيها كل فتاة، فقد قبلت به. وقد تم كل شيء مما ينبغي الاتفاق عليه لإتمام الزواج، من تحديد للمهر، وموعد عقد القران؛ وغيرهما. وكان يحرص على فعل كل ما يرضينا، ونحن من طرفنا لم نرهقه بطلباتنا. وهكذا بدا لي أن كل شيء بات مهيئا لانتهاء عزوبتي وانتقالي إلى بيت الزوجية في غضون أيام قليلة.
قبل يوم واحد من موعد عقد القران؛ اتصل أحد أقارب الشاب بوالدي ليخبره بأن موعد عقد القران سيتأجل فترة من الزمن، فوافق أبي على ذلك من غير أن يسأل كثيرا ليعرف الجواب.
ومرت الأيام من غير أن يزورنا أو يبعث لنا بأخباره أو يعلمنا بنواياه. ولم نكن نحن نتصل به.. فذلك ليس من عاداتنا ولا يليق بنا.
وبدلا من أن يأتي هذا الشاب المحترم ليخبرنا بموعد عقد القران، بعث إلينا برسول ينبئنا بأنه عدل عن خطبته ولا يرغب في الزواج.
وقع هذا علي وقع الصاعقة، فالذين خطبوني من قبله لم يمضوا في خطباتهم إلى الحد الذي مضى فيه هذا الأخير، الذي يعرف أسرتي وتعرفه، فقد أتممنا كل شيء، ولم يبق سوى يوم واحد على عقد القران... فلماذا حصل الذي حصل؟!
لقد عذبني هذا السؤال، ولا يزال يعذبني، لأنه جعلني أحس بأن هناك أمرا ما في حياتي يجعل كل من يتقدم لخطبتي.. يغير رأيه ويهرب.
ولم يكن السؤال يعذبني وحدي، بل كان يقلق أبي أيضا، ويعذب أمي في الصميم، ولذلك، وبعد أن تعبت كثيرا وهي تفتش عن الجواب؛ لم تجد بدا من...
في العدد المقبل أختي القارئة، أواصل معك هذه الحكاية الحقيقية والتعليق عليها، إن شاء الله.
لقاء مع عانس (2)
حدثتك، أختي الفاضلة، في الحلقة السابقة، عن سامية التي تقدم إليها خاطبون كثيرون، لكنهم لا يستمرون في خطباتهم، فهي، لهذا، لا تنتهي بالزواج. وكانت الصدمة الكبرى؛ أن عدل أحدهم، قبل يوم واحد من عقد القران، ثم أرسل بعد ذلك يخبر أسرتها بأنه انصرف عن الزواج منها.
وكان السؤال الذي عذب سامية ووالدتها: لماذا يحصل ما يحصل؟ وفي محاولة الإجابة عنه لم تجد والدتها بدا من الذهاب إلى المشعوذين لعلهم يكشفون لها السر. وقد أقنعها هؤلاء بأن هناك امرأة ما تعمل السحر لابنتها بالربط، وتمنع من ثم زواجها!!
تقول سامية: "لم يكن ينقص أمي سوى ذلك حتى يجن جنونها، بعد أن أصبحت شغلها الشاغل، وكان عدم زواجي يشكل هما كبيرا عندها يجعلها حزينة دائما، وقلقة علي وعلى أخواتي البنات. لذلك فقد أخذت تشك في كل من حولها من النساء، وصارت تذهب كثيرا إلى من ترى أنهم على دراية بموضوعات السحر و"فك الربط "، ولكنها لم تفلح في سعيها، وهذا ما جعلها تزداد ألما وقلقا، علما بأن آخر من قابلها أقنعها بأن المرأة التي مارست سحرها ضدي كانت على علم بمحاولات فكه؛ فعمدت إلى تجديده!!!
وفي الحقيقة فأنا لست تعبة إلى هذا الحد من أمر هذه المرأة المجهولة، لأنني حتى لو علمت من هي فلن يكون عندي ما أستطيع إثباته عليها، ولن يصدق أحد كلامي أو مزاعم أمي.
على أي حال فأنا أنتظر أن يفرجها الله عني، وما زلت أحلم بأن يكون لي أسرة من زوج وأطفال. يبقى أن أؤكد أنني أرفض منطق أمي وأهلي الذين يصرون على أن أتزوج قبل أخواتي.. فلما أربط مصيرهن بمصيري؟ ولماذا أتركهن معلقات بي؟ حتى إذا أصبحن عوانس حملنني المسؤولية وحملن لي في قلوبهن الكراهية؟! ".
هذه هي قصة سامية، الفتاة التي لم تتزوج حتى الآن رغم توفر صفات تجعلها مطلوبة من الخاطبين.
إنها قصة حقيقية واقعية وليست من نسج الخيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق