هل فكرت في الانتحار؟!!
نقلت لك في الرسالة الماضية خبر انتحار الأخوات الهنديات الثلاث لأنهن لم يتزوجن، ووقفت عند رفض والد الفتيات السماح لابنتيه (الثانية والثالثة) بالزواج ما لم تتزوج الأولى.
اليوم أقف معك، أختي الفاضلة، عند توجيه آخر يحمله الخبر؛ بل تحذير آخر يتضمنه الخبر، تحذير من التفكير في الانتحار، لا الانتحار نفسه، فالمسلمة المؤمنة تعلم أن الانتحار محرم في الإسلام، وأن مصير المنتحرين نار جهنم؛ نعوذ بالله منها جميعا.
إن المسلمة المؤمنة لا تسمح لإبليس اللعين بأن يوسوس لها بهذه الفكرة، فهي تستعيذ منها فور ورودها إلى ذهنها، وتتذكر رحمة الله الواسعة، وأن الدنيا ليست كل شيء، بل هي لا تشكل إلا نسبة ضئيلة جدا جداً إلى الآخرة.
إنها نسبة من يضع إصبعه في البحر ثم يخرجها كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم. هل رأيت كم هي الدنيا ضئيلة حقيرة بالنسبة إلى الآخرة؟ إنها نسبة ما تخرج به إصبعك من ماء البحر إلى البحر كله..! هل هي نسبة واحد إلى مليون، واحد إلى مليار، إلى ألف مليار، إلى مليار مليار مليار..؟! إنها أقل من هذه النسبة بكثير... فهل تحرمين نفسك من السعادة الأبدية في الجنة.. من أجل زواج في دنيا زائلة، قصيرة، حقيرة.. لا تساوي عند الله تعالى.. جناح بعوضة؟! إذا كانت الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. فكم يحتل زواجك على هذا الجناح؟!!
الحمد لله أننا لم نسمع عن مسلمة انتحرت لأنها لم تتزوج، لكننا كثيرا ما نسمع بنات لم يتزوجن يرددن ساخطات: "الموت خير لي "، "أموت أحسن "، "الله يلعن هالحياة.. التي لا زوج فيها ولا أولاد".. وغيرها.. وغيرها.
الزواج ليس كل شيء في هذه الحياة الدنيا. إن مجالات فعل الخير فيها متعددة كثيرة. فاجعلي من ساعاتها وأيامها خزائن تملأينها بالعمل الصالح الذي تكسبين عليه ملايين الحسنات من الله سبحانه.
وصدقيني أن آلاف الزوجات اللواتي ابتلين بأزواج قساة، ظلمة، يشتهين الموت أكثر من كثيرات من العوانس، ولعل بعضهن أقدمن على الانتحار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق