الجمعة، 27 سبتمبر 2013

اليهود قتلة الانبياء

 من أعجب الاعتراضات والتفاسير الجديدة والغريبة. والقائل به إما أنه يحب الجدل ومولع به, أو انه جاهل باللغة والمنطق, وجاهل بالكتب المقدسة أيضا, فالله سبحانه إنما نفى قولهم أنهم صلبوه, أي أنهم تمكنوا من قتله وصلبه, سواء بأيديهم أو بيد أصدقائهم وأعوانهم . واليهود أنفسهم لا يدّعون _في هذه الآية_ أنهم صلبوا المسيح بأيديهم, بل يعلمون تماما أنهم حرضوا الرومان على قتله وصلبه. فمن الواضح أنهم كانوا يرغبون بقتله وصلبه, لذلك فهم يتحملون المسؤولية كاملة, إذ أنه لا مصلحة للرومان في قتل المسيح, فالرومان لم يكونوا سوى مجرد وسيلة لتنفيذ مخطط اليهود , هذا وقد حمّل جميع الناس اليهود تلك المسؤولية عبر التأريخ :
أ- المسيح نفسه: كان يعنّفهم قائلا لهم: (ولكنكم الآن تطلبون أن تقتلوني وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.) يوحنا 40:8, فاليهود على مر العصور مشهورون بأنهم قتلة الأنبياء, وذكرهم المسيح بقول الرب قائلا لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصدّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. )_متى 34:23_35, فانظر كيف حملهم المسيح إثم قتل جميع الأنبياء_عليهم السلام_ , برغم أن من أنبيائهم من قتله الملوك الوثنيون , ولكن لأنه كان بتحريض حقود منهم حملهم الإثم كاملا.
ب_ تلاميذ المسيح: لم يتردد بطرس وبقية التلاميذ وخاطبوا اليهود في أورشليم قائلين لهم فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم ربا ومسيحا)_ أعمال 36:2 
ج_ أتباع التلاميذ : وأشهرهم وأول الشهداء "استفانوس" خاطب رئيس الكهنة والجمع اليهودي قائلا أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فانبأوا بمجيء البار الذي انتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه)_أعمال 52:7 
د_ المؤرخون والآباء: أشهر مؤرخ كنسي على الإطلاق " يوسابيوس القيصري"يقول في مقدمة كتابه الشهير(تاريخ الكنيسة): (وعلاوة على هذا فان قصدي أيضا وصف المصائب التي حلت عاجلا بكل الأمة اليهودية نتيجة لمؤامرتهم ضد مخلصنا )
هـ_ اليهود أنفسهم : عندما حاول الوالي الروماني مراجعتهم رفضوا ذلك, وأقرّوا بتحمل المسؤولية كاملة :« إني بريء من دم هذا البار. أبصروا أنتم, فأجاب جميع الشعب وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا » متى 27/24 - 25 
فهل كان القرآن الكريم يقول شيئا غير الحقيقة عندما حمل اليهود المسؤولية ؟. ولكن حقا ما قاله الله : 
(يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)_[آل عمران: 71] 
وهذا الكلام ( براءة اليهود من صلب المسيح) ربما يهدف لمصلحة سياسية قبل كل شيء, فالوثيقة التي أصدرها مجمع الفاتيكان الثاني في العام 1963م هي التي أقرت ذلك, بهدف إرضاء يهود إسرائيل. وتبرر ذلك بالقول:
« ما حصل للمسيح من عذابه لا يمكن أن يعزى لجميع الشعب اليهودي.. فإن الكنيسة كانت ولا تزال تعتقد بأن المسيح قد مر بعذابه وقتله بحربة بسبب ذنوب جميع البشر، ونتيجة حُبٍ لا حدَّ له ».
فانظر إلى تلاعب الرهبان المستمر بالألفاظ لتغيير الحقائق, ولا زال مسلسل " التغيير " في المسيحية مستمرا إلى العصر الحديث.
ثانيا: بالنسبة للاعتراض الثاني , فالقرآن الكريم لم ينكر حادثة الصلب, بل أكد المحاولة اليهودية, وتطرق للحديث عنها. ولسنا بحاجة لتزوير "كفن" للمسيح , أو شاهد حجري, كما فعل بعض المسيحيين. ولكن الخلاف هو أن المسلمين يقولون إن اليهود لم ينجحوا في ذلك, فعلى مر الزمان استطاع اليهود قتل وصلب كثير من الأنبياء , ولكن الله_سبحانه_أخبرنا أن الوضع مختلف مع آخر أنبياء بني إسرائيل, وهذه هي عدالة الله , أن يقعوا في الخطاء ولا ينجحوا فيه في نفس الوقت . فمن جهة ينالهم أثم الفعل الفاشل , ومن جهة ينجو النبي الكريم . 
هذا هو ترتيب الله. لكن المشكلة كانت لدى السابقين كيف يفسرون حادثة الصلب. فمنهم من صدقها, ومنهم من عرف الحقيقة من فم المسيح الذي كان يؤكد للجميع انه مازال بشريا انظروا يديّ ورجليّ إني أنا هو.جسوني وانظروا فان الروح ليس له لحم وعظام)-لوقا39:24 لكن لم تصل تلك الحقيقة للأجيال اللاحقة, فوقع البعض في مشكلة كيف أن شخصا مقتدرا مثل المسيح يمكن أن يصلب, فلجوءا إلى النظريات الوثنية في عصرهم. وبداء البعض يبرر ذلك بالقول: أن " ابن الله" نزل وصلب من اجل أن "يرضى الإله" الذي كان ساخطا على البشرية, فكان لابد من" قربانا وذبيحة للإله ذات رائحة طيبة "_أفسس2:5_ لكي يعقد الإله "عهدا جديدا " مع البشر. 
ولكن الحقيقة هي: 1- رفع الله المسيح إلى السماء وخلصه من جموع اليهود الكثيرة (كالمياه المتلاطمة) ومن الغرباء "الرومان": (أرسل يدك من العلاء أنقذني ونجني من المياه الكثيرة. من أيدي الغرباء )_ مزمور 7:144 
2- خلص الله ابن الأمة ( المرأة ) من أعدائه : (التفت إليّ وارحمني.أعط عبدك قوتك وخلص ابن أمتك.)_مزمور16:86
3-نجا الله الصديق (المسيح) ووضع الشرير(يهوذا) ونال العقاب العادل الصدّيق ينجو من الضيق ويأتي الشرير مكانه)_أمثال8:11
4- وهكذا يضحك الله في النهاية قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين: لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما. الساكن في السموات يضحك.الرب يستهزئ بهم. حينئذ يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه)_مزامير 2:2_5
ثالثا: بالنسبة للاعتراض الثالث , فالقول أن في الأمر خدعة من الله _سبحانه_ غير صحيح .لأن الله_ سبحانه_ لم يكفّر المسيحيين الأوائل لأنهم آمنوا بصلب المسيح وهو الأمر الذي كان يؤمن به الجميع قبل نزول القرآن الكريم, فليس المسيح أول نبي يحاول اليهود صلبه وقتله. وليس كفرا أن يؤمن الناس بموت نبي أو أن يختلفوا حول موته . لقد كفرّهم الله_سبحانه_ لسبب واضح وهو أنهم يقولون أن الذي صلب ليس شخصا عاديا , بل " ابن الله المولود " , وأنه كان هو " الله" نفسه, وأنه حررهم من الخطيئة المتوارثة عن آدم . وجعلوا من قصة موته أسطورة دينية وعقيدة إيمانية, لذلك كفروا. فمن آمن منهم أن المسيح صلب فقط _حتى ولو لم يعلم أن الله قد خدع اليهود بإلقاء الشبه_ لا يعتبر كافرا طالما أنه لم يعتقد في المسيح_عليه السلام _أنه أكثر من مجرد بشر. أما بعد نزول القرآن فمن آمن بصلبه فقد كفر, لأن القرآن الكريم أظهر الحقيقة التي شوهها التاريخ.والإيمان بالصلب إنكار للقرآن الكريم.
رابعا: بالنسبة للاعتراض الرابع , فقد قدّم القرآن الكريم " القتل " قبل " الصلب " ليس بسبب عادات العرب, بل بسبب سياق الآية الكريمة , التي شرحت فحوى ادعاء اليهود بالقول: (وَقَوْلِهِمْ إِنّاقَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ) فنفى القتل أولا لنقض دعواهم بالقتل , ثم تطرق للصلب بعد ذلك.
خامسا: إن بعض المسيحيين في العادة يبذلون أقصى جهدهم لنقد القران الكريم, وتأكيد صلب المسيح. وفي طريقهم لتحقيق هدفهم هذا يفتشون عن أي " إشكال لفظي" لإيقاع العامة من المسلمين, أو حتى أتباعهم البسطاء.لذلك فهم يتحملون إثم أنفسهم وإثم من يضلونهم. ولو أنهم دققوا النظر في " روايات الصلب " في الأناجيل الأربعة لوجدوا الغرائب ومئات التناقضات التي توصل إليها النقاد الآخرون. لأن كتبة الأناجيل لم يكونوا في الأصل " شهودا " بل " سمعوا من الآخرين " . الم يقل لوقا إذ كان كثيرون قد اخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا. كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة ).وإنجيل متى كتب في نفس الفترة الزمنية .وهؤلاء الذين كانوا " خداما للكلمة" لم يكونوا موجودين لحظة الصلب: (.حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا )_متى56:26.
================================================== ==========================
س 22: قال تعالى: (فَأَزَلّهُمَا الشّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرّ وَمَتَاع إِلَىَ حِينٍ) [البقرة : 36]
الشبهة
ذكر القرآن خطيئة آدم, وكيف أن الله عاقبه عليها وطرده من الجنة, وأسكنه الأرض. مما يدل على عظمة الخطيئة التي تستدعي الفداء.


الجواب و التوضيح

أولا: ذكر الله_سبحانه_في الآية التي بعدها توبة آدم عن الذنب , فقال تعالى: ( فَتَلَقّىَ آدَمُ مِن رّبّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنّهُ هُوَ التّوّابُ الرّحِيمُ ) [البقرة: 37]. فلا حاجة لذبح قربان حيواني أو بشري أو لتقديم ابن الله " الذبيحة الكاملة " ؟؟؟؟ ولا حاجة للمفهوم الوثني الأصل " القربان البشري ذو الرائحة الطيبة للإله " _أفسس 2:5_.
ثانيا : غير صحيح أن الله_سبحانه_ أنزل آدم إلى الأرض بسبب الخطيئة , فمنذ اللحظة الأولى لخلق آدم كان سبب خلقه واضحا جدا , فقد قال الله : (وَإِذْ قَالَ رَبّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ) [البقرة : 30] فنزول آدم إلى الأرض كان من أجل الاستخلاف في الأرض ولم يكن بسبب الخطيئة التي تاب عنها . ولكن بعد خطاء آدم عجلّ الله بنزوله.
ثالثا: اختلف العلماء حول " الجنة " هل هي الجنة الموعودة للمؤمنين, أم جنة على الأرض ( أي حديقة وبستان ).
رابعا: إذا كان آدم بأكله من شجرة قد ارتكب خطيئة لا تكفر إلا بدم " ذبيحة طاهرة ", فمن الذي سيكفر عن جريمة قتل اليهود " ابن الله" شخصيا. إننا نحتاج إلى " ذبيحة طاهرة" أخرى.ولكن هذه المرة تكون أكبر. لماذا تكون هذه المرة هي....., الحمد لله على نعمة الإسلام.
================================================== ==========================

س 23: قال تعالى: ( يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الّتِيَ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنّي فَضّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) [البقرة : 122].

الشبهة: ذكر القرآن تفضيل بني إسرائيل على العالم كله, مما يعني أفضلية رسالة المسيح, وأفضلية أهل الكتاب.

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...