الثلاثاء، 12 مارس 2013

تعظيم اوامر الله


إن من طبيعة الإنسان الإبتعاد عن الضار ، لكن لو أن أى ضار طرف فى الصراع مع أوامر الله تَعَالَى  ، فلابد من ترك مقتضيات الأشياء ونضحى بها لأمر الله تَعَالَى  ومراده ، فالنار نحن نبتعد عنها ونتجنبها مخافة الإحراق ، ولكن لو وجد صراع بين أمر الله تَعَالَى  وبين مقتضيات الطبيعة وهو الإحراق بالنار ، فلابد من التضحية بالموروث وبالشىء المجرب ، والإعتماد على أمر الله تَعَالَى  ، فهذا هو الذى فعله سيدنا إبراهيم عليه السلام ، ما ترك أمر الله تَعَالَى  بسبب أمر النار ، بل صمم على أمر الله تَعَالَى  حتى ألقاه النمرود فى النار ، وكان له النصر فى النهاية .
وسيدنا موسى عليه السلام ، الله تَعَالَى  أمره بإلقاء عصاه ، مع أنها ذات نفع له فقال : (  وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ، قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى، قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى ، فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى  ) < 17 -20 طه > ، فهنا سيدنا موسى عليه السلام : (  وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ) < 31 القصص > ، فهنا هرب لما عاين الحية ، ولكن جاء أمر أشد من الأول وهو ( قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ) .... فهنا صراع بين مقتضيات البشرية وبين أمر الله تَعَالَى  ، فقد موسى عليه السلام أمر الله تَعَالَى  فبشره الله تَعَالَى  : ( سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ) < 21 طه > ، فرأى أن السعادة فى امتثال أمر الله تَعَالَى  ببصيرة نور النبوة ، ولذلك سيدنا موسى عليه السلام ، الله تَعَالَى  أراد أن يرينا امتثال أمره فأمره أن يأخذها من فيها – على ما ورد فى التفسير – على خطرها المعلوم ، فأخذها سيدنا موسى عليه السلام ،
وهكذا كل أمر بين أخذ المنافع أو المضار وتركها ، وبين أمر الله تَعَالَى  ، يقدم أمر الله تَعَالَى  ، فالزكاة أخذ من المال ، وهو نقص فى الظاهر ، ولكن الله تَعَالَى  أمر بذلك فهى نفع . 
ولذلك لما أخذ سيدنا موسى عليه السلام العصا كانت فيها نصرة الله خلاف المشاهد ، ولكن بأمر مِنَ اللهِ تَعَالَى يأخذها فيأتى منافع تنفيذ الأمر ، والله تَعَالَى  ينصر الإنسان إذا نفذ أوامر الله تَعَالَى  وامتثل للأمر خلاف المشاهد ، بل باليقين على وعد الله تَعَالَى  الذى يأتى خلاف الطبيعة ) فى الصفحة رقم  (164)
 مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  ) < 10 – 13 الصف > ) فى الصفحة رقم (215)فبالإيمان والجهد ، الله يظهر للمؤمنين نصرات كثيرة منها :
الأولى : الهداية ، والهداية مشروطة بالجهد حيث يقول سبحانه : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) < 69 العنكبوت > ، فبأى حجم للمجاهدة ؟ ومن يزيد الله يزيد ، ففى قوله تعالى: (لَنَهْدِيَنَّهُمْ ) أسلوب مؤكد بالام والنون الثقيلة لتأكيد حتمية وقوع الفعل ( لَنَهْدِيَنَّهُمْ ) . 
الثانية  : النصرة ، ( نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ) < 13 الصف >  ، والذين يتحملون المشقة الله ينجيهم من المصائب ويبعدهم عن العذاب ، فكل شىء صعب وفيه مشكلة ، وذلك باعتبار المجاهده ، و كل هذه الصعاب والمشاكل تحملها الأنبياء والصحابة والصالحون ، أم ما جاء لفرعون والنمرود وقرون وغيرهم مثل قبائل عاد وثمود من مشاكل ومصائب فهو بطريق العذاب ، لأنهم ما تحملوها لله عز وجل ، فالله أعطاهم مشقة بطريق العذاب ، كذلك أبو جهل وأبو لهب وأبى بن خلف لعنهم الله جميعا . 
الثالثة : نجاة من العذاب ، من يجاهد الله ويتحمل  يعطيه الله ويصطفيه وهذا وعد من الله بالنجاة من العذاب فيقول ربنا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) < 10-11 الصف > . 
الرابعة : يعطيهم الله الدنيا ،  مثل بنى إسرائيل ، (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ ) < 28 الدخان > ، والصحابة رَضِىَ اللهُ عَنهُم حينما ورثوا خزائن كسرى وقيصر ، فهم تحملوا لمدة خمسة وعشرين عاما ، ثم أعطاهم الله أضعاف ما أنفقوا ، كذلك فى آخر الزمان حينما يأتى يأجوج ومأجوج ، فتكون هناك نصرة للمؤمنين ، وهذه النصرة الغيبية فى أمرين 
الأمر الأول : فى الطعام ، فليس هناك طعام وهناك مجاعة ، فهنا طعامهم التسبيح . 
الأمر الثانى :عند لقاء الأعداء ،  المسلمون ضعاف ،و ليس لهم شىء ، ولكن تكون هناك نصرة غيبية ، فالله يرسل جنودا من عنده تهلك يأجوج ومأجوج دون تدخل من البشر إلا التوجه والعمل الصالح .) فى الصفحة رقم (166 - 167 ) 

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...