الثلاثاء، 12 مارس 2013

الدعوة الى الله


الصحابة رَضِىَ اللهُ عَنهُم ما كانوا يخشون أحدا ، أو الله  نحن نشتغل فى الأسباب المادية بموافقة الأسباب الغيبية ، ولكن إذا خالفنا الأسباب الغيبية ، تكون فى الأسباب الظاهرية الضرر والهلاك ، مثل المال الذى عند قارون ، والملك الذى عند فرعون والنمرود ، والوزارة التى عند هامان لكن لو وافق الأمر الأسباب الغيبية ولو كانت مخالفة للأسباب الظاهرية ، ولو رأينا فيها الضر فنحن ننفذ الأمر ففيه نصرة ، فسيدنا موسى عليه السلام الله تَعَالَى  أعطاه العصا وهى سبب ظاهرى ، وجاء أمر الله : ( قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى ) < 19 طه > ، ورغم المنافع التى هددها سيدنا موسى ، ورغم النفع الظاهرى الله تَعَالَى  أمره بإلقائها ، فعنا تقابل بين المنافع التى فيها وبين فقدها بعد الأمر بتركها ، فنفذ موسى عليه السلام الأمر بتركها ، فهنا انقلبت حية ، وليست حية عادية بل قال الله تَعَالَى  فيها : ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى  ) < 20 طه > ، وَقَالَ تَعَالَى    : (  فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ) < 31 القصص > ، فهنا هرب سيدنا موسى ولم ينظر خلفه ( وَلَمْ يُعَقِّبْ) فهنا جاء أمر آخر مِنَ اللهِ تَعَالَى : (  قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ) < 21 طه > ، والنتيجة ، ( سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ) < 21 طه > ، فالإنسان إذا قام بأمر الله تَعَالَى  بخلاف المشاهد فهنا الإيمان ، لذلك أمر آخر (  وَاضْمُمْ يَدَكَ ) وأمر ثالث ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ) < 24 طه >  وكل هذا خلاف النفس والطبيعة الإنسانية ، لكن إذا قام الإنسان بامتثال أوامر الله تَعَالَى بخلاف المشاهد ، فالله تَعَالَى  يوفى له وعده خلاف المشاهد وخلاف الظاهر ) فى الصفحة رقم( 378 – 379)
تَعَالَى  يَقُولُ : ( يمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) < 276 البقرة > ، فى الظاهر نرى الربا فيه زيادة والصدقة فيها نقصان ، ولكن هنا يوجد أمران : النظر والخبر ، فعلينا أن نختار طريق الخبر الذى نصدق فيه بكل ما يخبرنا به الله ورسوله  صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، ولا نختار طريق النظر ، لأن النظر لا يعطى نتيجة إلا فى الماديات ، أما الغيبيات فمحلها الخبر اليقينى عن رب العالمين )  فى الصفحة رقم  (338)    يتهيبون أحدا ، لأنهم يعرفون قدرة الله وعظمته ،ويعرفون أن أى قوة فى الأرض أو عددا أو عدة كل هذا ليس له قوة أمام أمر الله ، بل قوتهم مثل بيت العنكبوت  ضعيف وهش ولين ، ودائما فى كل زمان أهل الباطل يخوفون أهل الحق  بمدمراتهم الإنسانية ويشوقونهم بمزخرفاتهم الفانية ، ولكن لابد لأهل الحق أن يخوفوا أهل الباطل بمدمراتهم الإلهية ، كما قَالَ تَعَالَى  (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ، فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ، وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ، فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ ) < 4 – 8 الحاقة  > لذلك فالصحابة لم يتأثروا من أهل الباطل ، ونحن لابد ألا نتأثر من أهل الباطل ، لأننا نتذاكر فر الأخرة وما فيها من نعيم مقيم لأهل الجنة ، وحساب عسير ونيران لأهل النار ، ونحن نتذاكر هذا مرة بعد مرة ، فى حلقات التعليم ، ونحن عرفنا الأمم التى أطاعت  وكيف نصر الله أنبياءه ؟ وعرفنا الأمم التى تجبرت وكيف الله أهلكهم ؟ وعرفنا قدر نبينا  صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ  وكيف عرج به إلى السماوات السبع ؟ ) فى الصفحة رقم( 421)  

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...