الأحد، 3 فبراير 2013

لو كنت مسيحيا فى مصر

لو كنت مسيحيا فى مصر فربما كنت أغنى رجل فى مصر مثل ساويرس وربما كنت أمينا عاما للأمم المتحدة مثل د.بطرس غالى.. وربما كنت أنبغ طبيب مصرى مثل مجدى يعقوب.. وربما كنت سياسيا لامعا مثل جورج اسحق.. وربما كنت إعلاميا مرموقا مثل مفيد فوزى.. وربما كنت فنانا مشهورا أو لاعب كرة عالمى مثل هانى رمزى الأول والثانى.. حتى لو كنت رجلا بسيطا عاديا أقف فى ميدان التحرير رافعا صليبى..يحتضننى اخوتى فى الوطن من المسلمين..بالتأكيد كان هذا الموقف ليسعدنى أكثر من وقوفى فى ميدان ترافلجار فى لندن رافعا مصحفى..وسط تجاهل المارة وربما نظراتهم المستاءة المتعجبة..وهى بالمناسبة نظرات ينالها وسط وابل من التقريع من يقف فى ميدان التحرير رافعا راية مكتوب عليها: لا إله إلا الله..محمد رسول الله.. فى الفقرة الأخيرة من مقاله كتب الدكتور علاء ناصحا المسيحيين: " تذكر أنه مقابل كل متطرف هناك عشرة أشخاص متسامحين نشأوا على احترام عقائد الآخرين." مقال طويل عريض من يقرأه يظن أن مصر مقبرة للمسيحيين وقبو تعذيب تعدى محاكم التفتيش فى الأندلس ثم يختمه بأن 90% من سكان مصر متسامحين ويحترمون عقيدة المسيحيين...؟؟!! لا يا شيخ!!!!! اسمح لى أن أقول لك كمسلم يعيش فى بريطانيا أن: الناس فى بريطانيا لا يطعنون فى الإسلام فقط..وانما يطعنون فى كل الأديان..وأنا شخصيا يؤذينى ما يتعرض له المسيح فى بريطانيا من رسوم عارية تقلل من هيبته وقيمته..ونكات جارحة وتعريض به..واساءات للدين المسيحى من الملحدين وغيرهم..وانصراف الناس عن الكنيسة والدين عموما.. يؤذينى أن الأديان فى بريطانيا والدول الغربية ان كانت تتمتع بحرية العقيدة وحرية العبادة الا أنها غائبة عن حياة الناس اليومية وسلوكياتهم.. الدول الغربية التى تتغنى بعدالتها تجاه الأديان علاء تمجد جيوشها التى تقتل المسلمين فى العراق وأفغانستان.. أوروبا التى تتغنى بسموها تجاه الأديان الأخرى هى التى عانى اليهود فيها من معاداة السامية وهى التى زرعت اسرائيل سرطانا فى منطقتنا لكى تتخلص من مشاكلهم للأبد.. الغرب الذى تمجده يا دكتور هو الذى يصنف المسلم على انه ارهابى إلى أن يثبت العكس.. دول الغرب لا تسمح للمسلمين بتطبيق شرائعهم ولا حتى فى أحوالهم الشخصية..وهو الحق الذى منحه الدستور المصرى الجديد للمسيحيين فأقمت انت وأمثالك الدنيا عليه ولم تقعدها بعد بدعوى أنه يهضم حقوق المسيحيين.. أن تكون مسلما فى بريطانيا معناه أنك لن تصل أبدا إلى مناصب عليا فى الدولة. مهما بلغت كفاءتك لن تكون أبدا رئيسا للجمهورية أو رئيسا للوزراء أو قائدا للجيش أو مديرا للمخابرات، لماذا..؟ لأنك مسلم وبعض رجال دين الأغلبية يعتقدون أن الله قد حرم تعيينك فى المناصب العليا!" عندنا فى مصر يا دكتور مسيحيون وصلوا لمنصب رئيس وزراء منذ قرن من الزمان..وعندنا فى الوقت الراهن وزراء مسيحيون.. أن تكون مسلما فى بريطانيا أو فى أمريكا أو فى أية دولة ذات أغلبية مسيحية فى هذا العالم مهما بلغت عدالتها..فأقصى ما يمكن أن تطمح اليه أن تكون عضوا فى البرلمان..بينما الأحزاب عندنا تلح على المسيحيين لكى يشاركوا فى الحياة السياسية ويترشحوا فى البرلمان.. أن تكون مسلما فى بريطانيا يعنى أن تعيش فى دول يكرر رئيس وزرائها كلما أتيحت الفرصة أنها دولة (مسيحية)..دولة الصليب فى علمها..دولة الملكة هى رأس كنيستها..دولة تعين الكنيسة عددا من رجالها فى مجلس اللوردات

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...