الأحد، 3 فبراير 2013

مصر والثورة

لا شك أن كثيرين من من يتابعون تطور الأوضاع في مصر يلعنون اليوم الذي سقط فيه مبارك ، لأن مصر مرسي أضحت أسوأ حالا من مصر مبارك بسبب سوء تدبير المرحلة الإنتقالية من طرف الرئيس مرسي الذي أظهر تشددا و استبدادا في مرحلة تقتضي منه إدارة البلاد بلين و سماحة وعفو حتى تطمئن إليه كل شرائح المجتمع المصري. ما كان على مرسي أن يصدر الإعلان الدستوري في بداية حكمه ، ولا أن يعيد محاكمة مبارك ، ولا أن تصدر أحكاما بالإعدام في حق متهمي أحداث بور سعيد ، ولا أن يشدد الرقابة على الصحافة والإعلام والتلفيزيون ، و لا أن يظهر لمعارضيه العداء و الشدة .. فالظرفية لا تسمح بكل هذا ، لأن من أولويات الشعب المصري تحسين أوضاعه المعيشية ، وتوسيع الحريات العامة لا تكبيلها ،. أما الإصلاحات التي تغضب كبار المفسدين فكان الأحوط تنفيذها على مراحل متباعدة تأتي بعد مرحلة استتباب الأمن في البلاد والسيطرة على الحركات الإحتجاجية باتباع سياسة أمنية رشيدة قوامها الحوار وتلبية أكبر قدر ممكن من المطالب القابلة للتنفيذ . فمحاربة الفساد وتفكيك عرى النظام العسكري الفاسد يتطلب نفسا طويلا و دهاء عظيما وزمنا قد يمتد لأجيال وإصلاحا متواصلا ومطردا على جميع الجبهات ، و إن مصر لن تخرج من عنق الزجاجة إلا إذا غلب ساستها وعلى رأسهم مرسي فظيلة الحوار والتسامح والمصلحة العامة على مهلكات الإستبداد و التطاحن و الإنتقام والمصالح الفئوية الضيقة .. فبئسها ثورة تؤدي إلى اللااستقرار والتقتيل و الدمار ، اللهم سلطان جائر ولا شعب ثائر ، لازمة نرددها نحن المغاربة دوما ونسير على هديها .. وعلى مرسي أن يستلهم من النموذج المغربي ما يسعفه على تجاوز محنة بلده

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...