كثيرا ما نجد أنفسنا فى وسط أفكار سلبيه تملأ رؤوسنا. وكلما ركزنا على هذه الأفكار مع الوقت تسيطر على شخصيتنا ونصدقها وكأنها حقيقه ثابته. لذلك قد يصبح من الصعب إيقاف هذه الدوره اللا نهائيه من الأفكار.ومع ذلك يمكن التحكم فى هذه الأفكار السلبيه بمساعده الخطوات التاليه:ــ
إتخذ قرار واعى بوقف هذه الأفكار:ــ
المشكله هى إننا أحيانا نلتصق بفكره ما أو مشكله ودون وعى نشعر بسعاده إننا فى وضع يجذب التعاطف نحونا ويجعلنا محور الإهتمام. وإذا تركنا هذه الأفكار دون وعى سيصبح من الصعب إيقافها أو التخلص منها . لذلك أول خطوه يجب إتباعها هى إتخاذ قرار واضح واعى أن نوقف تكرار هذه الأفكار فى رؤوسنا. كن مدركا لوقعها السىء على حياتك ولا تسمح لها بالرجوع مره أخرى.
2 . أنظر لهذه الأفكار على إنها خارج رأسك :ــ
عندما تحاول فى البدايه إيقاف هذه الأفكار يبدو الموقف شديد الصعوبه لأنك تعتبرها جزء قوى من عقلك. لذلك يصبح من الضرورى إتباع المرحله الثانيه والنظر لهذه الأفكار على إنها شىء منفصل عنا. عندما تظهر هذه الأفكار داخل رأسك بسرعه إعتبرها شىء قادم من الخارج يمكن منعه من الدخول أو إيقافه. هذه المرحله تساعدك بقوه فى التقليل من تأثير هذه الأفكار على عقلك. وبمجرد أن تقتنع إن هذه الأفكار شىء وارد من الخارج ,عندئذ ستصبح لديك القدره على منعها من السيطره على عقلك بل وطردها خارجه.
3. من الذى يستمع للأفكار ؟ :ــ
هذا أسلوب لمحاوله إكتشاف نظام أفكارنا. عندما تظهر فكره ,إسأل نفسك من هذا الذى يفكر فى هذه الأفكار ؟ الذى نفعله هنا هو إننا نبحث عن مصدر هذه الأفكار . من خلال هذا السؤال ندرك أن هناك " أنا " التى يمكنها أن تقبل أو ترفض الأفكار السلبيه. كما يمكنها وقف الأفكار بمجرد دخولها إلى رؤوسنا. إنك لست ضحيه أفكارك . أنت الذى يمكنك أن تقبل أو ترفض وجود هذه الأفكار السلبيه فى حياتك.
4. أقبض على هذه الأفكار بمجرد دخولها رأسك :ــ
هذا التمرين يتطلب مجهود محدد وحاسم من ناحيتنا. إننا نحتاج للحذر والحيطه ومراقبه كل فكره تدخل عقلنا. بمجرد رؤيه فكره سيئه أو سلبيه تدخل عقلنا, يجب فى الحال نبذها ورفض إتباعها أو حتى مجرد التفكير فيها ولو للحظه. كلما إنتظرنا او تبعنا هذه الأفكار كلما كان من الصعب إيقافها أو إبعادها فيما بعد.لذلك من الأفضل الإمساك بها بأسرع ما يمكن . كل دقيقه تمر تثبت هذه الأفكار فى ذهنك. إوقفها بسرعه وأطردها خارج رأسك.
5. ركز على شىء آخر :ــ
إذا كان لديك سلسله من الأفكار سيطرت على عقلك, أفضل حل هو القيام بعمل آخر يشغل تفكيرك عنها. لا تبقى ساكنا , قم بعمل ما يمنحك الفرصه للتفكير فى شىء آخر والتأمل فى هذه الأفكار وإكتشاف مدى مساوءها. بعمل ذلك نتجاهل هذه الأفكار تماما ونفقدها القدره على السيطره على عقولنا." الأفكار السيئه داخلنا لإننا نعرف أنفسنا بهذه الأفكار. إذا عرفنا أنفسنا بشىء آخر إيجابى ,فى الحال ستهرب هذه الأفكار السلبيه من رؤوسنا وسيحل مكانها أفكار إيجابيه."
6 . التـــأمــل :ــ
التأمل هو أفضل طريقه لنتعلم كيف نسيطر على أفكارنا . التأمل يتضمن فن التركيز وتهدئه العقل. فى التأمل نحن لا نحاول السيطره على أفكارنا فقط ولكننا أيضا يمكننا أن نبعث ما فى داخلنا من صفات السلام والتوحيد. إذا تمكننا من بعث قوى الهدوء والسلام داخل قلوبنا , عندئذ يمكن إستخدام القوه البديله الكامنه فى قلوبنا لتحل محل العقل والتفكير السلبى.العقل لديه قوته , ولكن بإستحضار القوه الكامنه فى الروح يمكن أن نساعد العقل على التخلص من الأفكار السلبيه تدريجيا. القلب بدوره يحصل على المساعده من الروح التى هى الضوء الذى يضىء القلب وينبعث منه إلى العقل فيوجهه الى الأفكار الإيجابيه ويطرد الأفكار السلبيه لبعيد. إبنى بنفسك السعاده فى حياتك
لا يوجد سعاده أو تعاسه فى العالم ,الموجود هو مقارنه بين حاله وأخرى لا أكثر من ذلك .إن من يشعر بحزن عميق يمكنه فى وقت آخر أن يختبر منتهى السعاده. والآن ما هى السعاده؟ هى مشاعر السلام الداخلى والرضا. وهى تُختبر عندما لا توجد مخاوف أو هواجس او قلق أو أفكار سلبيه تشاؤميه. و تختبرالسعاده عاده عندما يقوم الفرد بإنجاز عمل يحبه , أو عندما يحصل على شىء تمناه. عندما يذكُرك من حولك بالخير فأنت تشعر بالسعاده أما إذا تكلموا سلبيا عنك تشعر بالتعاسه والحزن الشديد. لماذا نعتمد على قوى خارجيه لنشعر بالسعاده؟ أو نترك هذه القوى تحدد سعادتنا؟ يجب أن نثق فى أنفسنا ولا نجعل إنتقادا يبعث فينا الضيق والحزن. يجب أن نتولى نحن أمور سعادتنا وصحتنا النفسيه. ولكن هل هذا ممكن؟ الإجابه هى نعم نستطيع. تدريب العقل يمكنه تحقيق ذلك. كثير منا يخطأ بشده بإعتقادهم إنهم لا يستحقوا السعاده ويتعايشوا مع التعاسه وكأنها مصيرهم المحتوم. حقيقه الموقف إن السعاده مثلها مثل أى شىء فى الحياه يجب أن تُزرع و تُرعى وتُدعم.
كيف تحقق السعاده فى حياتك :ــ
1. لا تفكر فى الصغائر :ــ
إنك أغلى من أن تعيش تحت ضغط. المسأله ليست هى ما يحدث لك, بل هى نظرتك لما يحدث وكيفيه رد فعلك لما يحدث هى التى تشكل الفرق.عليك أن تفهم إن السعاده والتعاسه هى تدفق مستمرللأحداث فى الحياه الماديه. إنك تتأثر بها إذا ما إعتبرت ما يحدث جزء منك .طالما إن ما يحدث ليس مدمرا,أنظر إليه على إنه شىء تافه يمكن التخلص منه.
2. إقنع نفسك إنك فى حاله جيده:ــ
إن سعادتك هى مسئوليتك. كل فصول السنه جميله للشخص الذى يحمل فى داخله شعورا بالسعاده.تقبل الحياه كما هى. من أفضل الطرق للحصول على السلام الداخلى هو "التأمل ". عندما يصبح العقل فى حاله هدوء وإسترخاء من السهل أن يختار السعاده كعاده ثابته فى شخصيتك.
3. لا شىء يدوم :ــ
السعاده ليست إلا صحه وذاكره ضعيفه. إن ما يحتاجه الفرد ليكون سعيدا موجود داخله فى كل الأوقات, بغض النظر عن ما يحدث من التحديات فى الخارج أو من حولك. أنت لست فى حاجه أن تركز على الماضى أو المستقبل ولكن على ما يحدث الآن. محاوله تغيير الأشياء التى لا يمكنك التحكم فيها ستشعرك بالإحباط .تعرف على مايمكنك وما لا يمكنك التحكم فيه, وركز فقط على الأشياء التى يمكنك التحكم فيها أو بالتجربه قد تستطيع.
4.لا تقارن نفسك بالآخرين:ــ
هذا شىء صعب, ولكنها طريقه جيده لتتقبل من تكون وما تملك. إذا ما وجدت نفسك تقارن بينك وبين صديق أو زميل أو شخص ناجح ومشهور, يجب أن تتوقف فى الحال. يجب أن تدرك إنك مختلف وذات قدرات ومواهب مختلفه. يجب أن تنافس نفسك وليس شخص آخر. يمكن أن تجعلهم مثلك الأعلى ولكن لا تقارن نفسك بهم وتحزن وتصبح تعيسا. التعاسه يمكن تعريفها بأنها الفرق بين مواهبنا وتطلعاتنا المبالغ فيها. الغيره والغضب ستنمى التعاسه داخلك وتقف حاجزا بينك وبين أى شعور بالسعاده. يجب أن تعرف إن النجاح ليس مفتاح السعاده.العكس صحيح السعاده هى مفتاح النجاح. الشخص السعيد سيفكر بإيجابيه ويعمل وهومصدق إنه يؤدى عملا جيدا يأمل أن يوصله للنجاح. مقارنه نفسك بالآخرين ستجعلك لا تشعر بأى نجاح قد تكون أنت تحققه مما يجعلك لا تكمل وتفشل.
5.عدد المزايا:ــ
أنظر للشخص الأقل منك مزايا. هناك الكثير الذى يجب أن نكون شاكرين لوجوده فى شخصيتنا وفى حياتنا.عندما تدرك مدى النعم التى أنعم الله بها عليك دون غيرك ستشعر بالسعاده. قارن نفسك وما تملكه مع ما لا يملك لتشعر إنك أحسن حالا ولديك الكثيرالذى يضفى على حياتك السعاده.
6.العطاء هو الحصول :ــ
العطاء هو المفتاح الأساسى للسعاده. دائما ما يشعر إننا سنسعد إذا ما أخذنا وإمتلكنا. الحقيقه هى إن السعاده تكمن فى العطاء وليس الأخذ. إذا عاش الإنسان لنفسه سيكون مكروها ومنبوذا ممن حوله لأنانيته.أين السعاده فى ذلك؟
7 . أحط نفسك بأشخاص إيجابيين:ــ
من السهل التفكير بسلبيه عندما تكون محاطا بأشخاص تعساء يائسين لا يشعروا بأى سعاده. العكس لو إنك محاط بالسعداء المتفائلين الذين يشيعوا من حولك السعاده والتفاؤل. التعاسه معديه كما أن السعاده معديه. حاول أن تختار أصدقائك من الإيجابيين المتفائلين لتكون مثلهم وتضفى السعاده على حياتك.
إن العادات السيئه, تسىء إليك وتشوه صورتك فى أعين الآخرين. ولكن ليس من المستحيل التخلص منها إذا أردت. يعتمد ذلك على رغبتك القويه فى التخلص منها. إفعل ذلك أنت ، لن يفعل ذلك أحدا غيرك.
الخطوات التاليه تساعدك على التخلص من العاده السيئه :ــ
الخطوه الأولى :
الخطوه الأولى للتخلص من العاده السيئه لديك هى أن تكون عمليا وتعد كم مره إنتصرت هذه العاده على إرادتك. أفضل وسيله هى أن تحتفظ بدفتر يوميه تسجل فيه عدد المرات التى تغلبت عليك هذه العاده.ذلك يساعدك على تحليل السبب الذى دفعك لفعلها. حدد مدى جديتك للتخلص من هذه العاده وكسر سيطرتها عليك. إعلن إلتزامك بذلك بالأضافه إلى إنك يجب أن تعرف مدى حاجتك إلى كل طاقتك ووقتك لمراقبه سلوكك حتى تستطيع تغييره للأفضل. لن تتخلص من هذه العاده فى يوم ,إن ذلك يتطلب عمل بل وعمل شاق وجاد. لا تشعر بالأحباط إذا ما فعلت هذه العاده مرة أخرى ( التدخين , الشراهه فى الأكل , السباب لأتفه سبب ...إلخ ).
الخطوه الثانيه :
عندما تفعل هذه العاده السيئه أى كانت اكتب ما تفعله, أين ومتى وكل الحقائق عنها. أكتب على ورقه ,مثلا لقد شتمت وأنا فى السياره فى طريقى للعمل. ذهبت للعمل الساعه الثامنه صباحا وكنت أستمع للكاسيت,كان الكاسيت عاليا. تتبع متى فعلت هذه العاده السيئه, وأطلقت لسانك بالسباب . ضع دفتر اليوميه دائما قريبا فى متناول يدك حتى تكتب كل شىء قبل ان تنسى. الأهم أكتب الموقف الذى فعلت فيه هذه العاده السيئه وما الذى كنت تفعله وقتها ؟ وفى ماذا كنت تفكر؟ وماذا كان شعورك وقتها؟ الكتابه تعلى إدراكك بالوقت والسبب الذى جعلك تفعل هذه العاده السيئه.
الخطوه الثالثه :
إقرأ وفكر فيما كتبته, و فيما تسببه هذه العاده السيئه لك. هل هى طريقه للتعامل مع المشاعر ,الملل, القلق, الضغط, الغضب ؟ كل صباح أنظر لدفتر يومياتك عن هذه العاده السيئه . أنظر أين ومتى وماذا تفعل ومتى بدأت هذه العاده لديك؟ مثال؛ أنا كثيرا ما أسب الآخرين . أولا ذكر نفسك كيف تسب كل صباح وأنت فى الطريق. ثانيا لا تستمع إلى الكاسيت وركز مع نفسك ألا تسب. حاول أن تغير الطريق الذى تسلكه كل يوم. بمجرد أن تدرك السبب وراء إستفزازك حتى تسب, هنا الوقت الذى يجب أن توجه تفكيرك للجانب الإيجابى. مثلا أنظر لمزايا التخلص من هذه العاده, قل لنفسك إنك ستصبح شخص مهذب لا يتفوه بأى ألفاظ بذيئه يحبه ويحترمه الآخرين, بل حاول أن تكون إجتماعيا . وازن الإيجابيات مقابل السلبيات.
الخطوه الرابعه :
كل ليله أنظر لدفتر اليوميه للعاده السيئه وأنظر مدى التقدم الذى حققته ومدى التغير الذى طرأ عليك بحيث لا تنتصر العاده السيئه عليك. نعم قد إنتصرت فقد سببت عشره مرات.أنظر للدفتر وفكر كيف تصبح عدد المرات تسعه أو ثمانيه فقط غدا. فكر فيما يمكنك عمله بديلا عن هذه العاده السيئه لتنفس به عن مشاعر الغضب داخلك فى موقف معين و تجعلك تسب. أكتب بعض البدائل البسيطه الذى يمكنك عملها فى نفس الموقف بدلا عن هذه السيئه. إختار واحده وحاول التمرن عليها و تجربتها.
الخطوه الخامسه :
حدد الأهداف . إننى شره فى الأكل لأننى دائما أتناول كميه من الحلوى بعد الأكل أثناء العمل. غير ميعاد الراحه حتى تتعود معدتك على عدم تناول شىء أثناء هذا الوقت. غير المكان الذى تأخذ فيه الراحه وإستبدله بالمشى وعدم الجلوس . هذا يعنى إنك لم تتناول الحلوى فى هذا اليوم. ثم إستمر فى تخفيض الكميه حتى تتوقف تماما عن تناول الحلوى. أوقف نفسك إذا ما حاولت تناول حتى لو قطعه صغيره من الحلوى. إبدأ السلوك البديل الذى إخترت أن تقوم به بديلا عن العاده السيئه. كلما تمرنت على السلوك الجديد كلما أصبح هو العاده الحميده التى حلت محل السيئه. تذكر إنك لا تستطيع أن تترك عاده سيئه وتفرض أخرى بالأمر. بل بالتصميم على الطرق الإيجابيه لتلبيه الإحتياجات التى كنت تشبعها بالعاده السيئه وإبدأ التمرين عليها فورا.
الخطوه السادسه :
فكر فى العاده السيئه صباحا ومساءا حتى لاتنسى. لا تجلد نفسك على هذه العاده السيئه التى كانت لديك. كل إنسان ساعد نفسه على التخلص من العاده السيئه لديه يجب أن يفتخر بنفسه لشجاعته على مواجهه ضعفه والعمل على التخلص من نقطه ضعفه.
الخطوه السابعه :
لا تترد فى طلب الدعم ممن تثق بهم من أفراد عائلتك وأصدقائك . لا تخجل وتكلم معهم عن هذه العاده التى تضايقك وتجعلك تخجل من نفسك. سيكونوا حولك يذكروك كلما نسيت وحاولت هذه العاده التغلب عليك. ومن يعرف قد يكون لديهم نصائح مفيده أو أساليب مساعده قد لا تكون وردت على ذهنك.
الخطوه الثامنه :
قل لنفسك عشره مرات ,فى كل مره تنسى وتفعل هذه العاده " لن تنتصرعلى هذه العاده السيئه , أنا الأقوى ويمكننى التغلب عليها " . تذكر التغيير لا يأتى فجأه , بل عليك العمل بجديه وإنضباط أكثر من السابق لتساعد نفسك فى التغلب عليها. إن معظم العادات السيئه تعطى الإنسان شعورا مؤقتا بالسعاده. تذكر إن الإنجراف فى عاده سيئه أسهل من مقاومتها فلا تيأس. قوى إرادتك وإقتنع إن السعاده التى تمنحك إياها هذه العاده مؤقته وتنتهى بإنتهاء عملها , وإلا لماذا تكررها طول الوقت؟ أما السعاده الدائمه هى فى العادات الإيجابيه التى تجعلك محترما محبوبا من كل من تتعامل معهم مما يجعلك تشعر دائما بالسعاده والرضا عن نفسك.
الخطوه التاسعه :
تذكر إن كسر العادات السيئه تأخذ وقتا ليس بقصير, ولكنك يمكن أن تقوم بذلك. الصبر والمثابره هما مفتاح إنجاز قرارك بالتوقف عن هذه العاده السيئه. إذا عدت إليها لا تشفق على نفسك وتقول لقد حاولت ولكنها أقوى منى ولذلك تغلبت على. بدلا من الشفقه قم فورا وأنفضها عنك وعد للعاده الإيجابيه البديله التى تمرنت عليها. تذكر إن الله خلقك سويا أنت الذى ضعفت وأسأت لنفسك بخضوعك لهذه العاده السيئه. كل ما تحتاجه من قوه موجود داخلك إستخرجه وأستخدمه فى التغلب على هذه العاده السيئه. كل ما تحتاجه هو قوه الإراده والصبر والمثابره.
الخطوه العاشره :
تذكر إنك إنسان جدير بالإحترام. قد تشعر بالخزى مما كنت تفعله. لا تقع فى هذا الفخ الذى يجعلك تشعر إنك لا تستحق حياه أفضل وأكرم, مما يسبب لك اليأس والإكتئاب ويجعلك تنهار وتعود لعادتك السيئه تحت ذريعه إنك شخص موصوم بما فعلت وإنها تشعرك بالسعاده فيتعقد طريقك للتخلص منها.
الآن حاول بقوه إقناع نفسك بالآتى " أنت تستحق حياه أفضل ببساطه لأنك ولدت من والدين من البشر وليست من الحيوانات. هناك قيمه وسبب لوجودك فى هذه الحياه . لا تهدرها فيما لا يفيد البشر التى أنت منهم . أنت لست حيوانا تحركه غرائزه بلا عقل يفكر."
إنتبه للآتى :
· كن صبورا مع نفسك . العادات أتوماتيكيه وتحدث بلا وعى ولا ندرك إننا نقوم بها حتى تصبح ملحوظه وتصبح معروفا بها بين الجميع.
· كن رؤوفا بنفسك. لاتجلد نفسك لأن ذلك يعتبرعاده سيئه أخرى. لست الوحيد الذى عانى من عاده سيئه. أنت ستكون الأفضل لأنك حاولت التخلص منها . قل لنفسك إننى قادر على التخلص منها لأننى بشر يتحلى بالإراده والقوه والبصيره ولست حيوانا بلا عقل أو إراده .
دع الماضى واسعد بالحاضر
لا يوجد انسان لم يمر بموقف سبب له ألم او جرح او إهانه.ان هذا الألم طبيعى , الا إنه عند البعض يستمر لوقت طويل. انهم يعيشوا الألم اكثر واكثر ومع مرور الوقت يصعب ان ينسوا او يتخلصوا من هذا الشعور .ان ذلك يجعل الفرد يشعر بالتعاسه ويدمر علاقته بالآخرين ,ويشتت تركيزه فى العمل ولا يجعله يقبل على اى علاقه جديده او الإنغماس فى عمل جديد.ان التمسك بجروح الماضى تجعلنا نقع فى فخ الغضب والألم ونفقد أى شعوربالسعاده والجمال من حولنا .
عند بدايه كل سنه جديده ,من افضل الأشياء التى يمكنك عملها او تعلمها هى " دع الماضى يمضى ولا تتمسك به " . التعلق بالماضى ليس صحيا لأنه يجلب الشعور القديم بالألم والغضب والحزن مما يمنعك ان تشعر بالسعاده او بالمشاعر الصادقه ممن حولك من الأصدقاء او الأهل فى الحاضر او المستقبل.
والآن عليك بإتباع الآتى حتى يمكنك ان تتحرك للامام نحو المستقبل وليس للخلف لجروح الماضى وما سببته من ألم وحزن :ــ
1. عبر عن ما بداخلك من مشاعر :ــ
إبكى ,أصرخ, تحدث الى شخص عزيز عن ما بداخلك من جروح وألم . إن مفتاح الحل هنا هو لا تتجنب التعبير عن ما تشعر به .هذا سيجعل الوضع اسوأ. اظهر حزنك اذا كنت حزينا ,أظهر غضبك اذا كنت غاضبا ,تألم ولاتخجل من اظهار ألمك .المهم ان تشعر وتظهر ما تشعر به، خذ حمام أو ابكى حتى تشعر انك نفثت عن ألمك وحزنك. تكلم مع شخص تثق به عن ما شعرت به من ألم وإهانه وغضب .لا تخجل ان تحكى لمن تشعر بحبهم واخلاصهم لك .تكلم وإشتكى حتى تفرغ ما بداخلك وتمضى الأحزان وتنساها مع مرور الوقت وتستطيع ان تستمر فى طريقك للأمام.
2. إلتزم بالتخلى عن الماضى :ــ
قد لا تشعر إنك مازلت تعيش فى الماضى ,اجلس مع نفسك و تكلم معها بصراحه وأسألها عن سبب تصرفاتك تجاه موقف معين بطريقه مختلفه عن باقى تصرفاتك تجاه مواقف مشابهه.ستكتشف انك مازلت تشعر بالألم والغضب لما حدث لك فى الماضى .لذلك هذه المصارحه تساعدك على التخلص من جراح الماضى وألمه واحزانه .ولكن يجب ان تعرف ان ذلك لن يحدث فى يوم أو إثنين , سيأخذ وقت ولكن المهم ان تبدأ بالنسيان والتخلى عن الماضى . تخيل ان افكارك الحزينه تطير خارج رأسك وتسبح فى الفضاء بعيدا عنك وانها أخذت معها كل الشعور بالحزن او الألم اوالغضب .
3. توقف عن الحديث عن ما حدث وآلمك فى الماضى :ــ
كلما تكلمت عن الماضى كلما استمر شعورك بالألم والغضب . تكرارحديثك هذا يبعث الحياه فى الأحداث التى سببت لك الألم والغضب والحزن. اذا توقفت عن الحديث عن الماضى تكون قد أغلقت صفحه من حياتك بكل ما فيها من آلام وفتحت صفحه جديده هادئه وخاليه من الآلام . لتفعل ذلك يجب ان تتخلص من احساسك بالذنب من الخطأ الذى إرتكبته. ان الخطأ هو درس من دروس الحياه نتعلم منها الصواب وتساعدنا على النضوج. لذلك لا تشعر بالعار طالما انك لن تعود الى هذا الخطأ مهما حدث وتعاهد نفسك على التمسك بذلك.
4. فكر فيما لك وما عليك:ــ
فكر فى المشاكل التى يسببها التشبس بالماضى .هل هى تؤثر على علاقاتك بالآخرين ؟ بالعائله ؟ هل تعيقك عن تحقيق احلامك فى ان تصبح شخص افضل ؟ عند اذن فكر فى التسامح مع نفسك ومع الآخر حتى تتخلص من الماضى وما فيه من مشاعر غضب وألم وتصبح حر وتنطلق الى المستقبل بقلب وعقل خالى من الأحقاد .
5. إدرك ان لديك الأختيار:ــ
إنك لا تستطيع السيطره على تصرفات الآخرين ولا تفكر حتى ان تحاول . ولكن يمكنك أنت السيطره على تصرفاتك وافكارك.يمكنك التوقف عن التفكير فى الماضى وآلامه وتذكر انه الماضى الذى فات ومضى .يمكنك اختيار النسيان والتقدم للأمام وليس للخلف . ان هذه القوه موجوده داخلك المطلوب فقط ان تخرجها وتتعلم كيف تمارسها .
6. تفهم مسئوليتك :ــ
تذكر انك جزئيا كنت مشاركا فى الحدث . وكان يمكنك ان تفعل شىء ما لمنع ما حدث فى الماضى وما قد يحدث فى الحاضر. ليس معنى ذلك انك الملام على الحدث او تتحمل المسئوليه نيابه عن الفاعل الأصلى ولكن يجب ان تدرك انك لست ضحيه ولكنك شخص مشارك فى الحياه واحداثها.
7. ركز على الحاضر :ــ
والآن بعد ان راجعت الماضى واكتشفت انه ماضى ركز على الحاضر . ان ما حدث قد حدث وما فات قد فات ولن يعود مره اخرى الا اذا لم تستوعب الدرس وتستفيد منه .اطرد هذه الأفكار من رأسك .بالطبع من وقت لآخر ستتذكر ولكنها ستكون مجرد ذكرى ,هز رأسك برقه وأطرد هذه الأفكار وارجع بسرعه للحاضر وقل " هذا كان ماضى وانتهى "
8. اسمح للسكينه ان تدخل حياتك :ــ
اثناء تركيزك على الحاضر ركزعلى نفسك .تخيل ان كل نفس يخرج هو الألم والغضب من الماضى يترك عقلك وجسدك.و تخيل ان كل نفس يدخل هو الهدوء والسكينه تدخل لتملأك من الداخل. دع السكينه تدخل الى عقلك وقلبك ولا تفكر بعد الآن فى الماضى .
9. استمتع باليوم الذى تعيش فيه :ــ
باستمتاعك باليوم لن تركز على الماضى . ان تركيزك على الأمس هو ما يمنعك من نسيان الماضى .انك الوحيد الذى يستطيع اتخاذ القراربنسيان الماضى وتركه يمضى. تركيزك على الحاضر يجعلك تفكر فى المستقبل ايضا وتتحضر له .
10. تســـامــح :ــ
ان التسامح سيغير حياتك . ولكن التسامح لا يعنى ان تمسح الماضى وتلغيه وتنسى كل ما فيه وكأنها لم تكن . ولا يعنى ايضا ان الطرف الذى اساء اليك سيتغير ويصبح ملاكا انك لاتستطيع السيطره عليه او التحكم فى سلوكه. ان ما عليك هو التخلص ونسيان الألم والغضب والتقدم للأمام الى مكان اسعد واهدأ وهو الحاضر والمستقبل.هذا ليس سهل ولكن يجب ان تتعلم ان تفعل ذلك .
11 . تقبــل الوضــع :ــ
تقبل الماضى بكل ما فيه ,تقبل ما حدث فيه. تقبل الخساره .تقبل الألم . تقبل الجرح . ان القبول هو مفتاح الخروج من الماضى والتقدم نحو الحاضر .انك فى طريقك للحريه اذا تقبلت ما لا يمكنك تغيره. ان الماضى يسمح لنا بالتعلم واكتساب الخبره . الماضى هو الماضى .انك الآن فى الحاضر لتعيشه والمستقبل لتسعى اليه وتسعد بهما.تقبل الإحباط الذى حدث فى الماضى لإنه الماضى.تقبل ..تقبل ..درب نفسك على ذلك حتى تعيش الحاضر وتستمتع به وتتطلع للمستقبل وتخطط له.
12 . عــش حــياه بلا مخــاوف :ــ
عش بدون اسف على ما فات .عش بالأمل فى شىء جديد وسعيد .عش حياه ناضجه بالتجارب الماضيه خاليه من الألم.لا تخاف من تكرار احداث الماضى ,انك قد اكتسبت الخبره لمنع ذلك بل ومواجهتها والإنتصار عليها .لا تستسلم للخوف وقاومه انه موجود فى خيالك انت وليس فى الواقع. انت الآن متسلح بالخبره والحكمه والنضوج.
نصائح للتخلص من الخوف :ــ
تذكر ان الماضى هو الماضى:ــ لا يمكنك تغييره ,ولكن يمكنك عمل شىء للحاضر .لكل فرد وادى عميق من الخبرات ولك الحريه ان تعيش داخل الوادى ام تصعد لقمه الجبل وتخرج منه وتنطلق متسلحا بخبرتك.
حب نفسك :ــ كما تحب الآخرين حب نفسك اذا احببت نفسك ستعرف انك انسان وان الخطأ جزء من تكوين لإنسان .
الخطأ فرصه للتعلم:ــ انظر للخطأ على انه درس خاص تعلمت منه ان تواجه المواقف المشابهه لما حدث فى الماضى.
تذكر :ــ اذا تمسكت بالماضى وإذا عشت أسير آلام الماضى ستؤثر على ما كان يمكن ان تحققه من نجاح فى الحاضر والمستقبل.
ان الحياه مثل طريق متعرج :ــ سيقابلك دورانات ومطبات على طول الطريق .اعرف وتقبل ذلك واختار ان تظل تتحرك للأمام ولا تنظر للخلف إلا لتأخذ الموعظه والدروس المستفاده .
هل انت سريع الغضب ؟ تخلص منه بأسهل طريقه
اثنى عــشرخــطوه فعاله للتخلص من الغضــب
يمكن ان يكون الغضب شعور طبيعى وصحى يساعد على تحديد ومواجهه موقف يهددك شخصيا او أى من مصالحك او احبائك بايجابيه. بل واكثر من ذلك اذا ما وحه الغضب بصوره صحيحه يصبح قوه دافعه مهمه ــ كلنا يعرف كيف نعمل بقوه لمعالجه ظلم واضح وقع علينا او محاوله استرداد حق سلب منا .
ومع ذلك فإن الغضب يمكن ان يكون شعور خارج عن السيطره مؤديا الى ضرر كبير لحياتنا الشخصيه والمهنيه .الغضب قد يأتى بصوره عارمه يدمر كل شىء لشخصك ولكل من حولك ويسبب ضغط نفسى شديد عليك , ويؤثر على صحتك ويفقدك الشعور بالسعادة وينمى داخلك الشعور بالعدوانيه تجاه كل شىء واى شىء من البشر والحجر .اما فى موقع العمل الذى فى الوقت الحديث يعتمد على التكامل والتعاون والثقه المتبادله قد يسبب الغضب دمار كبير فى العلاقات بين العاملين .
وهنا نوضح اثنى عشر خطوه لادارة الغضب اعتمادا على ما جاء فى الكتاب الاكثر مبيعا للكاتب ردفورد ويليامز وزوجته :
" الغضب يقتل " ANGER KILLS"
الغضب نوعين :ــ
1. الغضب الإيجابى :ــ وهو ميكانيكيه نلجأ اليها عندما تحبط أهدافنا او هدف منها او نشعر بالتهديد لأنفسنا او لأشخاص او افكار عزيزه علينا .الغضب يساعدنا على الإستجابه السريعه عندما لايكون هناك وقت لتدبر حريص او تحليل عقلانى للموقف. فقد يساعد على حل المشكله او تحقيق الهدف ويحسن من تأكيد الذات والثقه بالنفس عند ازاله التهديد .
2. الغضب السلبى " الحماقه ":ــ ان الغضب السلبى يدمر العلاقات ويؤدى لخسارة الإحترام بين الناس وايضا احترام الذات.ويحدث ذلك عندما نرد انفعاليا دون تفكير بغضب شديد لما نظن انه تهديد ويكون هذا الظن خاطىء . هذا التصرف يجعلك تظهر فى عيون من حولك على انك شخص احمق يجب تجنبه خا صه اذا تكرر هذا الموقف منك .
لذلك يجب ان تتعلم كيف تواجه غضبك السلبى وتحوله لغضب ايجابى بناء يؤدى الى نتائج إيجابيه . اذا كان الموقف يشكل تهديدا غير مباشر ,عليك ان تهدأ وتقيم ما شعرت به نتيجه هذا الموقف بعقلانيه وتتأكد من وجود اهانه او تهديد قبل ان ترد بعدوانيه . ان اداره الغضب هى عمليه تعلم التنفيث عن الغضب قبل ان يصل لمرحله السلوك العدوانى المدمر ,كما يجب ان تدرك ان ما يثير غضبك قد يبدو لكثيرين غيرك شىء عادى لا يثير اى مشاعر من الغضب او حتى الضيق مما يظهرك على انك شخص احمق ومثار سخريه لديهم .
وبالرغم من اختلاف مستويات الغضب الذى نشعر به تجاه المواقف المختلفه الا ان هناك اسباب عالميه تثير الغضب تقريبا عند الجميع :
احباط الأهداف .
الإساءه
التحرش
الهجوم الشخصى والتجريح
التهديد الفعلى للاشخاص او للاشياء او الافكار العزيزه علينا
ان من الشائع ان نشعر بالغضب او لمحات من غضب فى حياتنا اليوميه ولكن ان يصبح صفه فى الإنسان هو ما يستوجب الإنتباه له ومعالجته وبسرعه قبل ان تفقد كل من حولك .اذا ما تعلمنا كيف نسيطر على الغضب سنتعلم ان نعبر عنه بطريقه صحيحه وبناءه .
استخدام ادوات التغلب على الغضب :ــ
لقد حدد الكاتب المعروف ردفورد الأثنى عشر خطوة التاليه للتخلص من الغضب واستعاده الهدوء :ــ
الخطوه الاولى : اعترف وأقر ان لديك مشكله فى التغلب على الغضب :ــ
انها حقيقه مؤكده انك لن تستطيع تغيير شىء الا اذا اعترفت بوجوده . لذلك من المهم ان تعترف وتوضح مشكله الغضب لديك وتقر بانها عقبه فى طريق نجاح علاقاتك مع الآخرين وابتعادهم عنك .
الخطوه الثانيه: سجل كل المواقف العدائيه التى مرت بك :
عندما تعرف ما الذى دفعك للغضب , وتحليل المواقف ستكون فى وضع افضل يساعدك على تنميه اساليب مفيده لإحتواء غضبك او توجيهه بإيجابيه اذا واجهتك مواقف مشابهه فى المستقبل .
الخطوه الثالثه: استخدم شبكه الدعم من حولك :ــ
اجعل الاشخاص المهمين من حولك يعرفوا انك تحاول التخلص من هذه المشكله حتى يساعدوك ويحفزوك وينبهوك كلما غضبت او تراجعت عن المحاوله .
الخطوه الرابعه: استخدم اساليب اداره الغضب لقطع دائره الغضب :ــ
تمهل
خذ نفس عميق قبل التصرف
اقنع نفسك انك قادر على معالجه الموقف بحكمه
اوقف الأفكار السلبيه والشكوك داخل رأسك
الخطوه الخامسه: استخدم التعاطف (تقمص شخصيه الآخر) :ــ
اذا كان مصدر غضبك شخص آخر , حاول ان ترى الموقف من وجهة نظره . ذكر نفسك ان تكون موضوعيا وان كل فرد يخطأ حتى انت وانه من خلال الخطأ يتعلم الناس الصواب ويحسنوا قدراتهم ويكتسبوا الخبره لتجنب الخطأ .
الخطوه السادسه: اضحك من نفسك :ــ
الفكاهه هى افضل دواء . تعلم ان تسخر من نفسك ومن تصرفاتك عند الغضب ،مثلا اذا اردت ان تركل الشخص الذى اغضبك تذكر ان منظرك سيثير ضحك الآخرين وستصبح موضع سخريتهم ,اضحك واسخر انت ايضا وتوقف فورا عن عمل ذلك حتى لا تصبح دائما مثارا للسخريه.
الخطوه السابعه: استرخى واهدأ :ــ
ان الشخص الغضوب هو الذى يجعل الأشياء التافهه تضايقه وتستفزه . اذا تعلمت ان تهدأ نفسك لتفهم الموقف على حقيقته ستدرك انك لست فى حاجه لكل هذا الإنفعال لتعبر عن ضيقك من الموقف او الشخص الذى ضايقك وبذلك تقلل من مرات ثورات الغضب لديك .
الخطوه الثامنه: ابنى الثقه داخلك:ــ
ان الشخص الغضوب عادة ما يكون شخص فاقد الثقه فى الآخرين ( شكاك). فهو دائما يفترض سوء النيه عند الآخرين ولا يثق فى مكانته عندهم. ان الشخص الغضوب دائما ما يظن ان من حوله سيقوموا بشىء ضده وانهم يتعمدوا اهانته ويفسر اى تصرف على انه موجه اليه بسوء نيه. اذا ساعدت نفسك على ان تبنى الثقه داخلك (ليست الثقه العمياء) سيقل تحفزك الدائم وتصيدك للأخطاء . فاذا حدث خطأ ما ستواجهه بعقلانيه و تعاتب الطرف المخطىء وتسمع تفسيره لما حدث بتروى وتأخذ حقك دون ان تخسر اى شىء.
الخطوه التاسعه : استمع جيدا :ــ
ان سوء الفهم يساهم فى خلق الشكوك والمواقف المحبطه . الأفضل ان تستمع لشرح الطرف الآخر حتى تتخذ القرار الصحيح الذى بالتأكيد لن يحتوى على رد فعل غاضب يزيد الموقف تعقيدا ويجعلك تفقد شخص قد يكون من المحبين والمخلصين لك .
الخطوه العاشره: تذكر ان الكلمه تعزز ولا تسىء :ــ
عندما تكون غاضبا يصبح من الصعب ان تعبر عن ما بداخلك بصوره صحيحه ومفهومه .وقد تسيء التعبير فتجرح كلماتك الطرف الآخر مما يفقدك حقك وتصبح انت المسىء مما يغضب الطرف الآخر ويفقده احساسه بالخطأ تجاهك و محاوله اصلاحه. الغضب يجعلك انت الخاسر على طول الخط ويجعل من حولك يتجنبوا التعامل معك بل وقد يكرهوك.
عش اليوم وكأنه آخر يوم فى حياتك :ــ
هذا القول قد يعتبره البعض مبالغا فيه ’ ولكنه يحتوى على حقيقه اساسيه هى ان الحياه مهما طالت تنتهى بسرعه . الأفضل ان تقضيها فى ايجابيه وليس فى مشاكل مع كل من حولك . تذكر انك اذا قضيت وقتك فى الغضب ستفقد كل جوانب المتعه والسعاده والمحبه التى ستندهش ان الحياه تقدمها لك بدون مقابل .
الخطوه الثانيه عشر: ســامــح:ــ
لتتأكد ان التغيرات التى تقوم بها قد تعمقت داخلك ,عليك ان تسامح من اساء اليك . انه ليس من السهل نسيان الإساءه والجروح التى تركتها والتى اغضبتك فى الماضى , ولكنك يمكن ان تتعايش معها ومن الأفضل تركها خلفك وتبدأ من جديد. ولكن بالطبع يمكنك عدم اعاده العلاقه مع من تسبب فى أذى شديد لك ولكن يمكنك نسيان غضبك منه بل والتخلص منه نهائيا حتى اذا ما قابلته صدفه قد لاتشعر بأى ضيق تجاهه.
هذه الخطوات الإثنى عشر كلما بدأتها مبكرا كان افضل لك قبل ان تفقد حب كل من حولك .حتى لو انك ما زلت لا تشعر ان الغضب مشكله لديك يفضل ان تبدأ تطبيق هذه الخطوات لتساعدك على بناء سلوك ايجابى فى التعامل مع الآخرين دون خسائر معنويه او ماديه . ان استباقك للحصول على القدره لأداره الغضب لديك سيضمن لك تكوين مشاعر ايجابيه صحيه تحميك من الألم و تخلصك من شعورك بوجود تهديد غير ضرورى نتيجه كراهيه الناس وعدائهم لك نتيجه سوء سلوكك ساعة الغضب
إقرأ أيضا مقالات ذات صله: يا جماعه أرجوكم كل من لديه رؤيه لمصر يشاركنا بيها و إنشروا صفحتنا لكل الناس
إحنا عندنا ملفات بنشتغل عليها علشان نطورها و نطلع بأمتنا فلو عندك أى رؤيه أو فكر إبداعى متحرمش مصر منك
الملف الأمنى
الملف الصحى
الملف التعليمى
الملف العلمى
الملف الصناعى
الملف الزراعى
ملف القضاء
ملف الفساد
ملف التأمينات
ملف البنوك
ملف الإستثمار
ملف العرب
ملف إسرائيل
ملف أمريكا
ملف أوربا
ملف اليابان
ملف الصين
ملف العلاقات الدوبلوماسيه
ملف المعاشات
ملف الشباب
ملف الأطفال
ملف النساء
ملف الأحزاب
الملف العسكرى
ملف البحث العلمى
ملف الإعلام
ملف الرؤى العمل على تنفيذ و تحقيق 650مشروع قومى و رؤيه
اتصل بنا
الإعلانات
ألعاب فلاش
يوتيوب
المجلة
الرئيسية
من أراد المشاركة من المختصين سواء طبيب او اخصائي نفسي او اجتماعي ضمن الفريق بالمنتدى عليه ارسال سيرته الذاتيه على البريد التالي: bmhh_1@hotmail.com
.::||[ آخر المشاركات ]||::.
برنامج إعداد وتدريب المدربين ا... [ الكاتب : عمر الالفى - آخر الردود : عمر الالفى - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 11 ] » مستشفى الصحة النفسية يصدر العد... [ الكاتب : عيسى الظفيري - آخر الردود : نايف الزمام - عدد الردود : 1 - عدد المشاهدات : 77 ] » المغيص رئيسا لقسم الترفية والع... [ الكاتب : نايف الزمام - آخر الردود : نايف الزمام - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 13 ] » دعوة لحضور المنتدى السابع والع... [ الكاتب : نايف الزمام - آخر الردود : نايف الزمام - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 13 ] » متصفح خرافي لموبايل رائع [ الكاتب : زى الهواا - آخر الردود : زى الهواا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 15 ] » اشتري دردشة شات 123 بأرخص سعر ... [ الكاتب : رولااااا - آخر الردود : رولااااا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 12 ] » ساعدوني من فضلكم..حب و كره في ... [ الكاتب : كيكيما - آخر الردود : كيكيما - عدد الردود : 2 - عدد المشاهدات : 9 ] » التعازي للزميل المنصور [ الكاتب : نايف الزمام - آخر الردود : نايف الزمام - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ] » خطاب شكر وتقدير من قبل الرئاسة... [ الكاتب : عمر الالفى - آخر الردود : عمر الالفى - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 25 ] » اختبارات نفسية خاصة بجنوح الاح... [ الكاتب : HOLA - آخر الردود : امال ع - عدد الردود : 3 - عدد المشاهدات : 849 ] »
منتديات مستشفى الصحة النفسية ببريدة > المنتديات > منتدى المواضيع النفسية والاجتماعية > مقالات ومواضيع د/ضيف الله مهدي
نظرية( ميكينبوم ) Meichenbaum
اسم المستخدم
تذكرني؟
كلمة المرور
التسجيل الأسئلة الشائعة المجموعات التقويم
الصفحة 1 من 2 1 2 >
أدوات الموضوع تقييم الموضوع أنماط العرض
#1
12 07 2007, 02:27 AM
ضيف الله مهدي
عضو موقوف
تاريخ الانضمام: Jul 2007
المشاركات: 2,618
نظرية( ميكينبوم ) Meichenbaum
نظرية( ميكينبوم ) Meichenbaum ( العلاج السلوكي المعرفي Cognitve Behavior Modification )
واضع النظرية هذه هو دونالد هربرت ميكينبوم ، وهو أمريكي الأصل ، ولد في مدينة نيويورك عام 1940 وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية المدينة عام 1962 ثم التحق بجامعة إلينوي فحصل على درجة الماجستير عام 1965 وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الكلينيكي عام 1966 0 وقد عمل في جامعة واترلو في أونتاريو بكندا منذ عام 1966 ، وقد كتب ميكينبوم مجموعة من المراجع حول الإرشاد والعلاج السلوكي المعرفي ، وكذلك طريقته التي اشتهر بها : التحصين ضد الضغوط النفسية Stress Inoculation
• الخلفية النظرية والتطور : لقد وضع إلبرت إلس نظرية في العلاج العقلي العاطفي وركز على أهمية الحديث الداخلي في تعديل السلوك ، واعتبر أن نتائج السلوك لا تكون حصيلة تفاعل مثير واستجابة ، بل إن ذلك أفكارا مسؤولة عن حدوث النتائج 0 ثم جاء ( ميكينبوم ) ليؤكد على نفس الاتجاه حيث أشار بأن عملية التعلم لا يمكن أن تنحصر في مثير واستجابة كما ترى تلك النظرية السلوكية ، بل رأى أنه إذا أردنا تغيير سلوك فرد ما فلا بد أن يتضمن ذلك معتقداته ومشاعره وأفكاره ، فالأفكار هي التي تدفع الفرد إلى العمل ، وقد أشار كل من ( دولارد ، وميللر ) على أن العنونة والتسميات واللغة والعمليات العقلية العليا لها دور رئيس في عملية التعلم ، ويشير هذا الاتجاه المعرفي إلى : ـ
أ ـ إمكانية حدوث استجابات مختلفة لنفس المثير 0
ب ـ استجابات متشابهة لمثيرات مختلفة 0
لذلك فالعلاج لا يقتصر على التحكم في الاشراط السلوكي والإرتباط الشرطي بين مثير واستجابة ، بل أن هناك عوامل أخرى تلعب دورا في عملية التعلم وهي :ـ
1ـ التفكير 0 2ـ الإدراك 0 3ـ البناءات المعرفية 0 4ـ حديث الفرد الداخلي مع نفسه 0 5ـ كيف يعزو الأشياء 0
وهذه كلها تتدخل في عملية التعلم وتتوسط بين المثير والاستجابة ، وهذه لها دور في التأثير على سلوك الفرد ، فالطالب الذي يرسب في الاختبار يصاب بالاكتئاب ، والإكتئاب سلوك ناتج بسبب تفكير الفرد في الفشل وعزوه لأسباب لنفسه أو للآخرين ، لذلك فمن المفيد معرفة ما يدور في تفكير هذا الفرد ، وكيف يدرك الفشل ؟ وما هو مفهومه عنه ؟
إن التركيز على فهم الفرد كمسؤول عن إحداث سلوكاته يعتبر أساس نظرية ( ميكينبوم ) ولقد استنتج ( ميكينبوم ) بأن للتفكير والمعتقدات والمشاعر والحديث الإيجابي مع النفس ، وتوجيهات الفرد لنفسه ( إعطاء أوامر لنفسه ) ، لها دور كبير في عملية التعلم 0 فعندما كان يقوم بتجاربه وهو يعد للدكتوراه في جامعة ( الينوي ) كان ( ميكينبوم ) يقوم بتدريب المرضى الفصاميين ، ويقوم بتعليمهم الكلام الصحي Healthy Talk عن طريق الإشراط الإجرائي ، وقد وجد أن بعض المرضى يقومون بتوجيه تعليمات لأنفسهم بصوت عال Self-Instructiaons كأن يقولوا ( كن واضحا وصريحا وفي صلب الموضوع ) ، أما التجربة الثانية فقد كانت على أحد المعاقين الذي كان يخرج لسانه للعاملين في المصحة ، وكان يعالج من قبل طالب في علم النفس ويحاول هذا الطالب تعديل سلوكه عن طريق الإشراط المنفر Aversive Conditioning أي يقوم المعالج بإخراج لسانه للمريض لكي ينفر المريض من هذا السلوك ، ومن خلال إحدى المقابلات بين المعالج وبين المريض قال : لماذا يا دكتور لا تطلب مني مباشرة أن لا أخرج لساني ( إعطاء أوامر لإنجاز المهمة ) بدلا من أن تخرج لسانك لي ، وعندها أتبع ( ميكينبوم ) نصيحة المريض وطلب منه الكف عن إخراج لسانه فتعدل سلوكه ولم يعد يخرج لسانه 0 وقد أدت الخبرات التي عاشها ( ميكينبوم ) في تدريبه مع المرضى الفصاميين وغيرهم ، أن يفكر فيما إذا من تدريبهم على أن يتحدثوا إلى أنفسهم بطريقة تؤدي إلى تغيير سلوكهم 0 وقد ركز ( ميكينبوم ) على الحديث الداخلي Inner-speech أو المحادثة الداخلية Inner dialogue ، حديث الذات أو الحوار الداخلي Self –talk في محاولة لتغييرها وكذلك اهتم بالتخيلات Images على أمل أن يعرف ما إذا كانت مثل هذه التغيرات ستؤدي إلى تغيرات في التفكير وفي الشعور والسلوك 0 كما بدأ في تطوير تفسير نظري لوظيفة هذه العوامل في تغيير السلوك 0 وقد عرض نتائجه في شكل تقرير ولم يعرضها في صورة نظرية كاملة أو مصحوبة بالأدلة والممارسة في العملية العلاجية 0 ثم استخدم ( ميكينبوم ) أسلوب التوجيه الذاتي Self- Instruction على الأطفال ذوي النشاط الزائد ، وعلمهم أن يتكلموا مع أنفسهم بحيث يفهموا متطلبات المهمات المطلوب منهم القيام بها وذلك من أجل ضبط سلوكهم واستخدام أسلوب التقليد والنمذجة لتحقيق هذه الغاية بالإضافة للتعزيز والعلاج المعرفي 0 ولقد درب ( ميكينبوم ) كل فرد أن يراقب نفسه وأن يقيم أعماله ، وأن يوجه نفسه إذا كان سلوكه غير مفيد وإعطائه أوامر من أجل تقديم استجابة أفضل ، وكان يطلب منهم إعادة صياغة متطلبات المهمة أو العمل المرغوب القيام به ثم يعطيه تعليمات للقيام بالمهمة بشكل بطيء ، وأن يفكر قبل أن يقوم بالمهمة ، وأن يستخدم خياله لتحقيق الهدف ويقدم له عبارات المديح والاستحسان ، ويعلمه كيف يضع احتمالات تفسر أسباب حدوث السلوك غير الجيد ، وأن يقول عبارة أو جملة ليتكيف مع الفشل ، وعبارة أخرى تشجع على التغلب على المشكلات ، وذلك بالقيام بمحاولة جديدة واستجابة بديلة ومناسبة ومن هذه الجمل مثلا : " كن موضوعيا " و " قف وفكر " و " قم بواجبك " و " أنا لا أوضح ما أقوله ولأحاول مرة أخرى " 0 وقد نجح ( ميكينبوم ) في تعديل سلوكيات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية ، مثل الاندفاعية ، والنشاط الزائد ، والعدوانية عن طريق استخدام التعليمات الذاتية Self-Instructions وقد أدى استخدام هذه الطريقة مع طرق الإشراط الإجرائي إلى إعطاء نتائج أفضل 0 وقد خلص ( ميكينبوم ) من هذه البحوث إلى أن التدريب على التعليمات الذاتية يمكن أن يكون فعالا في تغيير الأنماط المعرفية ، وكذلك الخاصة بعزو attributio السلوك ، ولكنه حذر في نفس الوقت من أن فاعلية هذه الطريقة لم تتأكد بعد 0 وقد استخدم طريقة بعد ذلك في تدريب حالات الفصام على تعديل سلوكهم حيث اشتملت التعليمات اللفظية التي يقولونها لأنفسهم على :
1ـ إعادة صياغة مطالب المهمة أو الواجب 0
2ـ تعليمات ( إرشادات ) بأداء المهمة ببطء ، وأن يفكر قبل التصرف 0
3ـ أسلوب معرفي باستخدام التخيل في البحث عن حل 0
4ـ عبارات تقدير للذات 0
5ـ مثال لاستجابة ضعيفة أو خاطئة يتبعها سبب عدم ملاءمتها 0
6ـ عبارة تصف كيفية التعامل مع الفشل ، وكيفية الوصول إلى الاستجابة المناسبة 0
• افتراضات النظرية ومفاهيمها :
انطلق ( ميكينبوم ) من الفرضية التي تقول : بأن الأشياء التي يقولها الناس لأنفسهم Verba Lizations تلعب دورا في تحديد السلوكيات التي سيقومون بها ، وأن السلوك يتأثر بنشاطات عديدة يقوم بها الأفراد تعمم بواسطة الأبنية المعرفية المختلفة 0 إن الحديث الداخلي أو المحادثة الداخلية ، يخلق الدافعية عند الفرد ويساعده على تصنيف مهاراته ، وتوجيه تفكيره للقيام بالمهارة المطلوبة 0 ويرى ( ميكينبوم ) بأن تعديل السلوك يمر بطريق متسلسل في الحدوث ، يبدأ بالحوار الداخلي والبناء المعرفي والسلوك الناتج 0 إن الاتجاه المعرفي يركز على كيفية تقييم الفرد لسبب انفعاله وإلى طريقة عزوه لسبب هذا الانفعال ، هل هو سببه أم هل هم الآخرون ؟ ويرى ( ميكينبوم ) بأن هناك هدفا من وراء تغيير الفرد لحواره الداخلي 0 ويجب تحديد حاجة الفرد للشيء الذي يريد أن يحققه ، والشيء الذي يرغب في إحداثه في البيئة ، وكيف يقيم المثيرات ، ولأي شيء يعزي أسباب سلوكه وتوقعاته عن قدراته الخاصة في معالجة الموقف الضاغط 0 إن إدراك الفرد يؤثر على فسيولوجيته ومزاجه 0 ويرى ( ميكينبوم ) أن الانفعال الفسيولوجي بحد ذاته ليس هو المعيق الذي يقف في وجه تكيف الفرد ، ولكن ما يقوله الفرد لنفسه حول المثير وهو الذي يحدد انفعالاته الحالية 0 ويرى ( ميكينبوم ) بأن حدوث تفاعل بين الحديث الداخلي عند الفرد وبناءاته المعرفية هو السبب المباشر في عملية تغير سلوك الفرد ، كما يرى بأن عملية التغيير تتطلب أن يقوم الفرد بعملية الامتصاص ، أي أن يمتص الفرد سلوكا بديلا جديدا بدلا من السلوك القديم ، وأن يقوم بعملية التكامل بمعنى أن يبقي الفرد بعض بناءاته المعرفية القديمة إلى جانب حدوث بناءات معرفية جديدة لديه 0 ويرى ( ميكينبوم ) بأن البناء المعرفي Cognitive Structure يحدد طبيعة الحوار الداخلي ، والحوار الداخلي هذا يغير في البناء المعرفي بطريقة يسميها ( ميكينبوم ) بالدائرة الخيرة Virtuous Cycle 0 إن على المرشد أن يعرف المحتويات الإدراكية التي تمنع حدوث سلوك تكيفي جديد عند المسترشد وما هو الحديث الداخلي الذي فشل الفرد في أن يقوله لنفسه ، ويجب على المرشد أن يعرف حجم ومدى المشكلة ، وما هي توقعات المسترشد من العلاج ، وأن يسجل المرشد أفكاره ومشاعره قبل وأثناء وبعد مرور المسترشد بالمشكلة التي يواجهها0
• بنية الحديث الذاتي :
ثمة وظيفة ثانية للحديث الذي يتم داخل الفرد وهي التأثير على ، وتغيير الأبنية المعرفية ، والبنية المعرفية هي التي تعطي نسق المعاني أو المفاهيم ( التصورات ) التي تمهد لظهور مجموعة معينة من الجمل أو العبارات الذاتية 0 يقول ( ميكينبوم ) : " ما أقصده بالبنية المعرفية ، هو ذلك الجانب التنظيمي من التفكير الذي يبدو أنه يراقب ويوجه الاستراتيجية ( الطريقة ) والطريق والاختيار للأفكار " 0 ويقول : وأقصد أن أستفيد من نوع من المشغل التنفيذي Executive Processor يمسك بخرائط التفكير ، ويحدد متى نقاطع أو نغير أو نوصل التفكير 0 إن التغير أو التغيرات تحدث بدون تغيير في البنية المعرفية ، ولكن تعلم مهارة جديدة يتطلب تغييرا في هذه البنية 0 وتحدث التغييرات البنائية عن طريق التشرب Obsorption حيث تندمج الأبنية الجديدة في القديمة 0 وكذلك يحدث عن طريق الإحلال أو الإزاحة Displace ment حيث تواصل الأبنية القديمة مع الجديدة ، وكذلك عن طريق التكامل أو الاندماج Integration حيث تستمر أجزاء من البناء القديم في الوجود في بنية جديدة أكثر شمولا 0 وتقوم هذه الفكرة على أساس آراء نيسر Neisser في متابعته لتصورات بياجية حول التمثل والتوافق 0
• الإجراءات العلاجية :
1ـ إشراط إبدال القلق Anxiety-Relief Conditioning : هذا التكتيك يتمثل في اقتران المثير المنفر مع تعبير الفرد وحديثه الداخلي مع نفسه ، كأن يقول : اهدأ واسترخ ، إذا تحمل الفرد مثيرا غير مستحب لمدة قليلة ، ثم توقف أو أوقف المثير مباشرة بعد إشارة معينة ، فإن هذه الإشارة ستصبح مشروطة مع التغيرات التي سوف تلحق ، وهي إيقاف المثير غير المستحب 0 ومثال ذلك أن يقول المسترشد شيئا مخيفا ، مثل : كلمة امتحان ثم يقول إنه صعب ولن يهتم له 0 ثم يقول عبارات تكيفية تزيل القلق ، والتوتر ، مثل : استرخ ، فأنا أستطيع أن أتعامل معه 0 الأمر الذي يؤدي إلى وقف الخوف ثم الاسترخاء 0
2ـ أسلوب تقليل الحساسية Systemtic desensitization : هذا الأسلوب مأخوذ من نظرية ( ولبي ) الكف بالنقيض Reciprocol inhibition ، أي أنه لا يمكن الجمع بين استجابة القلق ، والاسترخاء في آن واحد 0 ويطلب المرشد من المسترشد أن يكتب هرما بالأشياء التي تخيفه ويطلب منه أن يبدأها من الأقل إخافة إلى الأكثر إخافة ، وبعد أن يكون المرشد قد وضعه في حالة استرخاء فعندما يتخيل أشياء مخيفة في جو استرخاء ، فإن هذه الأشياء المخيفة سوف تنطفي ، وسيكون الفرد أكثر قدرة على التحكم في مشاعره وأفكاره المخيفة 0 وفي هذا الإجراء يطلب المعالج من المسترشد أن يتخيل نفسه أحيانا في أماكن سارة أو يسمع الموسيقى إذا أحس بالتوتر ، ويطلب منه ملاحظة نفسه وهو مسترخ كأسلوب من أساليب التنفيس عن مشاعره 0
رأي الشخصي : بدلا من سماع الموسيقى إذا أحس الشخص بالتوتر ، فإني أشير عليه وأوجهه لأن يتوضأ ويصلي ركعتين ، ويقرأ فيهما بالكافرون والإخلاص بعد الفاتحة 0 ثم يقول : سبحان الله والحمد لله والله أكبر ، ولا إله إلا الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله 0 ويصلي ويسلم ويبارك على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام 0
3ـ النمذجة Modeling : وهي طريقة يحصل فيها المسترشد على معلومات من الشخص الأنموذج ، ويحولها إلى صور ومفاهيم معرفية ضمنية ، وإلى حديث داخلي عنده ليعبر عنها بسلوك خارجي ، وهو تقليد الأنموذج ، ويعطي معلومات وأوامر لتوجيه المسترشد ليقوم بالعمل المطلوب منه 0
4ـ الإشراط المنفر Aversive Conditioning : ومثال ذلك تعريض الشخص المتبول إلى لسعة كهربائية لتنفره من عملية التبول 0 وعندها يقترن ويرتبط التبول بالعقاب ، وهو الصدمة الكهربائية مع تكرار عبارات : أن التبول شيء غير محبب ، ويردد الشخص المُعالج : أنا لا أحب أن أكون غير محبوب 0
• عملية العلاج Therapy Process :
تتضمن عملية العلاج ثلاث مراحل ، وهي :
1ـ المرحلة الأولى ـ مراقبة الذات أو الملاحظة الذاتية Self Observation : حيث يقول ( ميكينبوم ) : " الفرد في فترة ما قبل العلاج يكون عنده حوارا داخليا سلبيا مع ذاته ، وكذلك تكون خيالاته وتصوراته سلبية ، أما أثناء عملية العلاج ومن خلال الاطلاع على أفكار المسترشد ومشاعره وانفعالاته الجسمية وسلوكياته الاجتماعية وتفسيرها تتكون عند المسترشد بناءات معرفية جديدة New Cognitive Structures ، الأمر الذي يجعل نظرته تختلف عما كانت عليه قبل العلاج 0 والأفكار الجديدة تختلف عن الأفكار القديمة غير المتكيفة 0 وهنا تحدث عملية إحلال أفكار جديدة متكيفة محل أفكار قديمة غير متكيفة 0 إن إعادة بناء تكوين المفاهيم هذه تؤدي إلى إعادة تعريف مشكلات الفرد بطريقة تعطيه الثقة والتفهم والقدرة على الضبط ، وهذه جميعها من مستلزمات عملية التغيير 0 إن إعادة تكوين المفاهيم Redoctronizaion ، تساعد على إعطاء معان جديدة للأفكار والمشاعر والسلوكيات 0 إن الخطوة الأولى في عملية العلاج هي أن يعرف المسترشد كيف يتحدث ، أو يعبر عن سلوكه 0 الأمر الذي يزيد من وعيه ، وأن لا يشعر المسترشد بأنه سيكون ضحية للتفكير السلبي ، ويجب على المعالج أن يعرف طرق ( العزو) عند الأفراد وعباراتهم التي يوجهونها نحو ذواتهم 0
2ـ المرحلة الثانية ـ السلوكيات والأفكار غير المتكافئة : Incompatible Thoughts and Behaviours : في هذه المرحلة تكون عملية المراقبة الذاتية عند المسترشد قد تكونت وأحدثت حوارا داخليا عنده 0 إن ما يقوله الفرد لنفسه ، أي حديثه الداخلي الجديد لا يتناسب مع حديثه السابق المسؤول عن سلوكياته القديمة 0 إن هذا الحديث الجديد يؤثر في الأبنية المعرفية لدى المسترشد ، الأمر الذي يجعل المسترشد يقوم بتنظيم خبراته حول المفهوم الجديد الذي اكتسبه ، وجعله أكثر تكيفا 0 وهنا يستطيع المسترشد أن يتجنب السلوكيات المناسبة وفقا للأفكار الجديدة 0
3ـ المرحلة الثالثة ـ المعرفة المرتبطة بالتغيير Cognition Concerrning Change : وتتعلق هذه المرحلة بتأدية المسترشد لمهمات تكيفية جديدة خلال الحياة اليومية ، والتحدث مع المسترشد ذاته حول نتائج هذه الأعمال 0 ويرى ( ميكينبوم ) بأنه ليس المهم أن يركز المسترشد لنفسه حول السلوكيات المتغيرة التي تعلمها وعلى نتائجها التي سوف تؤثر على ثبات وتعميم عملية التغيير في السلوك 0
إن ما يقوله المسترشد لنفسه بعد عملية العلاج شيء هام وأساسي ، وإن عملية العلاج تشتمل على تعلم مهارات سلوكية جديدة ، وحوارات داخلية جديدة وأبنية معرفية جديدة 0 إن على المرشد أن يهتم بالعمليات الأساسية الثلاث ، وهي :
أ ـ البناءات المعرفية 0
ب ـ الحوار الداخلي 0
ج ـ السلوكيات الناتجة عن ذلك 0
وعليه ، فإن عملية العلاج تبدأ بتحديد السلوك القديم المراد تغييره 0 والحديث السالب المتعلق به ، وتحاول استبداله بحديث داخلي جديد متكيف ينتج سلوكا متكيفا يؤثر في تكوين بناءات معرفية جديدة لدى الفرد بدلا من القديمة ، ومن ثم إحداث السلوك المرغوب ، وتعميمه ومحاولة تثبيته 0
• التدريب على مقاومة القلق والتوتر ، أو التدريب على التحصين ضد الضغوط Steress Inoculation Training
1ـ المرحلة الأولى ـ مرحلة الكشف عن القلق : وهنا يجعل المرشد المسترشد على إدراك مشكلته بطريقة عقلانية 0 إن القلق يرفع من مستوى الانفعال الجسدي ، مثل : خفقان القلب ، وسرعة التنفس ، وتعرق اليدين 0 ويكون لديه مجموعة من الأفكار المثيرة للتوتر ، ولديه أفكارا مخيفة ، كالرغبة في الهرب من الخجل 0 ويهدف العلاج إلى مساعدة المسترشد على السيطرة على انفعالاته الجسدية ، وتغيير الكلمات التي يقولها لنفسه حول المشكلة 0
وهناك أربعة مراحل يجب أن يمر بها المسترشد للوصول لهذه الغاية ، وهي :
أ ـ الاستعداد لمواجهة ما يسبب الضيق لديه 0
ب ـ التعامل مع الموقف الذي يسبب هذا الضيق 0
ج ـ احتمالية تأثره بالضيق 0
د ـ تعزيز ذاته لإنجاح عملية التكيف بواسطة عباراته المشجعة 0
2ـ المرحلة الثانية ـ مرحلة التدريب : حيث يقوم المرشد بتعليم المسترشد أساليب التكيف مع المشكلة والتوتر ، وذلك بمعرفة مخاوفه ، والمواقف التي تؤدي إلى توتره ، وطرق التخلص منها ، وتعلم الاسترخاء العضلي 0 أما طريقة التكيف المعرفي فتكون بأن يقول المسترشد : أنه يستطيع أن يضع خطة للتعامل مع الوضع ، وأن يسترخي ، وأنه هو المسيطر على الوضع ، وأن يتوقف إذا شعر بالخوف ، ثم يقول لنفسه : لقد نجحت 0
3ـ المرحلة الثالثة : مرحلة التطبيق : عندما ينجح المسترشد في التدريبات السابقة يُعرّض المسترشد لمواقف تثير توتره ، أو مواقف مؤلمة 0 ويكون المرشد قد علم المسترشد كيفية التعامل مع تلك المثيرات 0
• التطبيقات : الطرق والأساليب الفنية :
أولا ـ طريقة التقدير السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Assessment : من المعتاد في العمل مع حالات الاضطرابات النفسية والعقلية أن يستخدم أحد أسلوبين لتقدير المشكلات ؛ وذلك باستخدام الاختبارات النفسية 0 ففي الأسلوب الأول ، تجرى المقارنة بين مجموعة مرضية ، ومجموعة أخرى ليس لديها اضطرابات 0 أما في الأسلوب الثاني ، فإن نتائج الاختبارات ترجع إلى مجموعة معيارية ( معايير ) وتبحث عن اضطرابات معينة 0 ولوجود عيوب في كلا الأسلوبين ، فإن الإرشاد ، أو العلاج السلوكي المعرفي يتبنى أسلوبا خاصا يعرف بالطريقة الوظيفية المعرفية Cognitive – Functional ، والتي نتحدث عنها باختصار فيما يلي :
1ـ الطريقة الوظيفية المعرفية للتقدير السلوكي المعرفي : يشتمل التحليل الوظيفي للسلوك على تمحيص تفصيلي للمقدمات والنتائج البيئية ( المثيرات والمعززات ) في علاقتها بالاستجابات 0 ويتطلب ذلك تحديدا دقيقا لفئة السلوك ، ومعرفة لتكرار الاستجابات في المواقف المختلفة 0 وترجيح أو ضبط للأحداث البيئية لإظهار العلاقات السببية 0 ويركز التحليل المعرفي الوظيفي على الدور الذي تقوم به الجوانب المعرفية بالنسبة لمخزون السلوك 0 ويحتاج المرشد أن ينخرط في الواجب ، أو المهمة حتى يستكشف العوامل التي تؤدي إلى ضعف الآداء لدى المسترشد 0 ويشتمل تحليل المهام Task Analysis ، على تجزيء الواجب إلى مكونات أو إلى استراتيجيات معرفية مطلوبة للقيام به بدءً بتفهم طبيعة المهمة أو التعليمات 0
2ـ التطبيق الإكلينيكي لطريقة التقدير السلوكي المعرفي : في هذه الطريقة ثمة سءالين نحتاج للإجابة عليهما ، وهما :
أ ـ ما هي الجوانب التي يخفق المسترشد في أن يقولها لنفسه ، والتي إذا وجدت فإنها تساعد على الآداء الملائم ، وإلى السلوك التكيفي ؟
ب ـ ما هو محتوى المعارف الذي يشوش على السلوك التكيفي ؟
وهناك عدة وسائل للإجابة على هذين السؤالين ، منها :
1ـ المقابلة الإكلينيكية : تبدأ المقابلة الأولى باستكشاف للدرجة والاستمرارية الخاصة بمشكلة المسترشد على النحو الذي يعرضها به المسترشد نفسه ، وكذلك التعرف على توقعات المسترشد من العلاج 0 ويمكن الاستفادة في هذه الجوانب من بعض النماذج المتاحة ، مثل نموذج ( بيترسون ) الذي يشتمل على التحليل الموقفي للسلوك 0 كذلك فإن المرشد أو المعالج يطلب من المسترشد أن يتخيل المواقف التي تشتمل على مشكلة ، أو مشكلات شخصية ، وأن يفضي بأفكاره وتخيلاته وسلوكياته قبل وأثناء وبعد هذه الأحداث ( المشكلات ) 0 ثم إن يستكشف وجود أفكار ومشاعر مشابهة لما أظهره المسترشد في مواقف ، أو مراحل مبكرة من حياة المسترشد ، وقد يطلب إليه أن ينظر فيها خلال الأسبوع القادم 0
إن التقدير المعرفي الوظيفي يجعل المسترشد يدرك أن جانبا من مشكلته ينتج عن التعبيرات الذاتية ، وأن بوسعه أن يضبط وأن يغير أفكاره إذا أراد أن يفعل ذلك 0 وربما يكون المسترشد غير واع بما يقوله لنفسه ، ويرجع ذلك إلى أن التوقعات والتخيلات تصبح تلقائية بحكم العادة0 وقد تبدو للفرد أنها جوانب لا إرادية شأنها في ذلك شأن الأشياء التي تكرر تعلمها بشكل زائد0
2ـ الاختبارات السلوكية : في هذا النوع من الاختبارات ، يشترك المسترشد في سلوكيات تشتمل على مشكلته ، سواء في المختبر ، أو في موقف حياة واقعي 0 ويتبع ذلك استكشاف الأفكار والمشاعر خلال هذه الخبرة 0 وفي موقف المختبر فإنه يمكن تصوير المسترشد بالفيديو ، ومن ثم يمكن إعادة عرض شريط الفيديو ومناقشته مع المعالج أو المرشد ، أو أن يطلب من المسترشد أن يفكر بصوت عال أثناء الاختبار السلوكي 0 ورغم أن مثل هذا الأسلوب الذي يشتمل على إعادة البناء والكلام أثناء الانشغال بمهمة يكون عرضة لعدم الدقة أو التشويش ، فإنه يمكن أن يظهر نمط التفكير لدى المسترشد 0 كذلك قد تستخدم اختبارات شبيهة باختبارات تفهم الموضوع (T.A.T) ، ولكنها مرتبطة بمشكلة المسترشد السلوكية ، ويكون الغرض منها التعرف على أفكار ومشاعر المسترشد 0 كذلك تستخدم مجموعة من الاختبارات النفسية التي تقيس العمليات المعرفية ، مثل : اختبارات الإبتكارية وحل المشكلات0 كما قد تجري مثل هذه الاختبارات في صورة جمعية 0
• مرحلة التدريب التطبيقي :
عندما يصبح المسترشد ماهرا في أساليب المواجهة Coping ، كان المعالج يعرض له في المختبر سلسلة من الضغوط المهددة للأنا ، والمهددة بالألم بما في ذلك وجود صدمات كهربائية غير متوقعة 0 كما قام المرشد بنمذجة استخدام مهارات المواجهة 0 كذلك فقد كان التدريب في صور متعددة حيث أشتمل على مجموعة من الأساليب العلاجية ، والتي تشتمل على التدريب على الكلام والمناقشة والنمذجة ، وتعليمات للذات ، وعملية تكرار السلوك وكذلك التعزيز 0
• أساليب إعادة البنية المعرفية Cognitive RestucturingTechniques:
توجد مجموعة من الطرق العلاجية توضع تحت مسميات العلاج بإعادة البنية المعرفية ، أو العلاج بالدلالات اللفظية Semantic Therapy ، وتركز هذه الطرق على تعديل تفكير المسترشد واستدلالاته وافتراضاته ، والاتجاهات التي تقف وراء الجوانب المعرفية لديه 0 وينظر في هذه الحالات إلى المرض العقلي على أنه اختلال في التفكير يشتمل على عمليات تفكير محرفة تؤدي إلى رؤية محرفة للعالم ، وإلى انفعالات غير سارة ، وصعوبات ومشكلات سلوكية 0 وتمثل هذه الطرق ما يعرف عادة باسم العلاج الموجه بالإستبصار Insight Oriented Therapy ، وفي الواقع فإن هذه المجموعة الواسعة من الطرق لا تمثل طريقة أو نظرية واحدة للعلاج ، وإنما علاجات مختلفة 0 ورغم كونها تهتم بالجوانب المعرفية لدى المسترشد ، فإن المعالجين يصورون هذه الجوانب المعرفية للمسترشدين بطرق تختلف من معالج لآخر ، مما يؤدي إلى أساليب علاجية متنوعة 0
وفيما يلي بعض التصورات حول الجوانب المعرفية لدى المسترشدين :
1ـ العمليات المعرفية باعتبارها أنظمة تفكير غير عقلاني : يدخل في هذا التصور ذلك النموذج الذي وصفه ( ألبرت إليس ) الذي يرى أن الأفكار غير العقلانية ، هي التي تؤدي إلى الاضطراب السلوكي والاضطراب الانفعالي 0
2ـ العمليات المعرفية باعتبارها أنماط تفكير خاطئ : ويدخل في هذه المجموعة ذلك النموذج الذي قدمه ( بيك Beck ) الذي يركز على أنماط التفكير المشوه ، أو المنحرف الذي يتبناه المسترشد أو المريض 0 وتشتمل التحريفات على استنتاجات خاطئة لا يقوم عليها دليل ، وكذلك على مبالغات في أهمية الأحداث ودلالتها ، أو خلل معرفي ، أو نقص اعتبار عنصر هام في الموقف ، أو الاستدلال المنقسم ، أو رؤية الأشياء على أنها أبيض وأسود ، خير أو شر ، صحيح أو خطأ ، دون وجود نقطة وسط ، وكذلك المبالغة في التعميم من حادث مفرد 0 ويُدرب المسترشدون على التعرف على هذه التحريفات من خلال الأساليب السلوكية ، واستخدام الدلالات اللفظية 0
3ـ الجوانب المعرفية كأدلة على القدرة على حل المشكلات ومهارات التعامل : اقترح ( دي زوريلا وجولد فرايد ) وغيرهم ، التركيز على التعرف على غياب مهارات تكيفية ومعرفية معينة ، وعلى تعليم المسترشدين مهارات حل المشكلات عن طريق التعرف على المشكلة ، وتوليد البدائل الخاصة بالحلول 0 واختيار واحد من هذه الحلول ، ثم اختبار كفاءة هذا الحل 0 ويركز معالجون آخرون ومن بينهم ( ميكينبوم ) على مهارات المواجهة 0 وفي أسلوب حل المشكلات فإن المسترشدين يتعلمون كيف يواجهون ويحلون مشكلة في مواقف مستقبلية 0 بينما في مهارات المواجهة فإنهم يتعلمون في موقف أزمة ، أو موقف مشكلة حقيقي 0
• الملخص :
يقول ( باترسون ، 1986) : " إن العلاج السلوكي المعرفي عند ( ميكينبوم ) ليس مجرد علاج سلوكي مضافا إليه بعض الأساليب المعرفية كما حدث في مجموعة من الطرق التي أقترحها بعض المعالجين السلوكيين الذين قرروا أهمية الأساليب المعرفية ، مثل : جولد فرايد ، ودافيسون ، وكذلك أوليري ، وويلسون 0 إن طريقة ( ميكينبوم ) تتجه نحو المعرفية أكثر من اتجاهها نحو السلوكية 0 وتهتم نظرية ( ميكينبوم ) بما قاله الناس لأنفسهم ، ودوره في تحديد سلوكهم 0 وبذلك فإن محور الإرشاد يرتكز على تغيير الأشياء التي يقولها المسترشد لنفسه ـ أي التي يحدث بها نفسه ، وذلك بشكل مباشر أو بشكل ضمني ، الأمر الذي ينتج عنه سلوك وانفعالات تكيفية بدلا من السلوك والانفعالات غير المتكيفة 0 وبذلك فإن العلاج ينصب على تعديل التعليمات الذاتية التي يحدث بها المسترشدون أنفسهم ، بحيث يمكنهم أن يتعاملوا مع مواقف المشكلات التي يواجهونها 0 وبالإضافة إلى إمكانية استخدام الأساليب الخاصة بنموذج ( ميكينبوم ) بشكل منفرد ، فإنه يمكن إدماجها مع الأساليب السلوكية المعروفة ، وكذلك مع الطرق الخاصة بإعادة البناء المعرفي " 0
• تقويم النظرية :
إن محاولة ( ميكينبوم ) كانت الاهتمام بما يحدث الناس به أنفسهم ، وأثره على سلوكهم وانفعالاتهم التكيفية المضطربة أمر له أهمية خاصة ، وقد سبقه إلى العلاج ، مدرسة العلاج السلوكي التي أغفلت الجوانب المعرفية في تفسيرها للسلوك والتعلم وكذلك في الإرشاد والعلاج 0 و ( ميكينبوم ) في هذا الاتجاه الذي بناه على أساس ملاحظات وبحوث باحثين نفسيين في مجال اللغة ، مثل : ( لوريا ) ربما لا يكون قد جاء بجديد ، ذلك أننا إذا رجعنا إلى التراث الإسلامي في هذا المقام فإننا نجد أن الكثير ممن كتبوا عن أهمية أحاديث الذات والخواطر في تكوين السلوك ، وهنا سأذكر اثنين وهما : أبو حامد الغزالي ، وابن قيم الجوزية0
فقد ذكر أبو حامد الغزالي ( المتوفى سنة 505هـ ) موضوع حديث النفس في عدة مواطن من مصنفه الشهير ( إحياء علوم الدين ) 0 يقول في بيان ما يؤاخذ به العبد من وساوس القلب وهمها وخواطرها : " فهناك أربع أحوال للقلب قبل العمل بالجارحة :
1ـ الخاطر : وهو حديث النفس 0
2ـ الميل 0
3ـ الاعتقاد 0
4ـ الهم 0 " 0 وهنا نلمس أن الغزالي لم يتوقف عند حديث النفس ، واعتبره هو العامل الأساسي في السلوك والانفعالات ، بل جعله بداية سلسلة من العمليات الأخرى 0 ومنها الميل ، وهو يمثل الاتجاه Attitude ، ثم الاعتقاد وهو أيضا عملية عقلية ، ويمثل الفكرة الراسخة ، وأخيرا الهم الذي يمثل بداية الخروج من العمليات العقلية ، والانطلاق إلى السلوكيات والانفعالات الظاهرة 00 وفي تناول الغزالي لموضوع الغضب ، نجده يهتم بالجوانب المعرفية في إرجاع سبب الغضب إليها ، وكذلك في اعتبارها عند العلاج ، ويقول : " ومن أشد البواعث على الغضب عند أكثر الجهال تسميتهم الغضب شجاعة ورجولية وعزة نفس ، وكبر وهمة ، ويلقبه بالألقاب المحمودة غباوة وجهلا حتى تميل النفس إليه وتستحسنه " 0 ثم إن الغزالي عند تناوله لموضوع علاج الغضب يقسم هذا العلاج إلى علم ( جوانب معرفية ) وعمل ( جوانب سلوكية ) 0 ويرى أن علاج الغضب يكون بمعجون ( أي بخليط ) من العلم والعلم 0 وإذا تمعنا في هذا النموذج للغزالي في علاج الغضب ، نجده سبقا له في تحديد الطريقة المعرفية السلوكية قبل ( ميكينبوم ) و ( إليس ) و ( بيك ) وغيرهم 0 وهو سبق له أكثر قوة لأنه يعتمد في تطويره على المنهج الإسلامي بشموليته لكل حياة الإنسان 0
أما ابن قيم الجوزية ( المتوفى سنة 751هـ ) ، فقد اهتم بجانب الخواطر التي دعاها الغزالي من قبل بأحاديث النفس 0 وأن الخواطر هي بداية الأعمال ، وهي التي توصل إلى العادات 0 وأن علاج الخواطر وقطعها من مبدئها أيسر بكثير من قطع العادات 0 كما ينظر ابن القيم إلى النفس على أنها أشبه بالرحى الدائرة ، وأن ما يلقى إليها تطحنه وتخرج مادته 0 وما يلقي إليها هو الخواطر التي إن صلحت كان الناتج عملا صالحا ، وإن خبثت كان الناتج عملا خبيثا0 يقول ابن القيم في كتابه الفوائد : " مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والأفكار ، فإنها توجب التصورات ، والتصورات تدعو إلى الإرادات ، والإرادات تقتضي وقوع الفعل ، وكثرة تكراره تعطي العادة 0 فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والأفكار ، وفسادها بفسادها " 0 ثم يقول في موضع آخر : " واعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقاتها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر ، فيأخذها الذكر فيؤديها إلى الإرادة ، فتأخذها الإرادة إلى الجوارح والعمل ، فتستحكم فتصير عادة 0 فردها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها " 0 ويتميز الأسلوب الذي ركز عليه ابن القيم في تناوله لهذا الموضوع أنه أوضح الدور الذي يلعبه الإيمان والعقل في التعامل مع هذه الخواطر ومراقبتها والإبقاء على أحسنها ، ورفض القبيح منها ونفوره منه 0 ويقول : " ومعلوم أنه لو لم يعط الإنسان أمانة الخواطر ولا القوة على قطعها تهجم عليه هجوم النفس ، إلا أن قوة الإيمان والعقل تعينه على قبول أحسنها ورضاه به ومساكنته له ، وعلى دفع أقبحها وكراهته له ونفوره منه " 0
وإذا عدنا إلى الحديث عن ( ميكينبوم ) وجدنا أنه يعوزه كما حدث مع آخرين ذلك المحك أو الميزان الموضوعي الذي يمكن أن يحتكم إليه الفرد نفسه ، فيكون تصحيحه ذاتيا ومتسقا من وقت إلى آخر 0 ويحتكم إليه المرشدون والمعالجون حين يحاولون التعرف على موطن الخطأ في التفكير ، أو في التصورات ، أو المعتقدات ، أو فيما يحدث به الناس أنفسهم ( الخواطر ) 0 فهم لا يرجعون إلا لتصوراتهم أنفسهم ، وهم بذلك يضعون المعايير وينصبون أنفسهم حكاما على مدى موافقة الجوانب المعرفية لدى مسترشديهم ، والتي يرون أنها سبب مشكلات هؤلاء المسترشدين لهذه المعايير التي افترضوها 0 بينما إذا رجعنا لما كتبه الغزالي ، وما كتبه ابن القيم حول هذه الجوانب لرأينا أن المعيار واحد وثابت ، وليس من وضعهما ، وإنما هو مشتق من المنهج الإسلامي بأصليه الأساسيين ( القرآن الكريم والسنة النبوية ) 0
ومرة أخرى فإن في نموذج ( ميكينبوم ) لم يكن هناك تصور لعمليات أخرى سوى أحاديث الذات ( الخواطر ) وكأن التعلم والأداء السلوكي هو مرة أخرى علاقة بسيطة بين مثير واستجابة 0 والمثير هنا و ( المعزز أيضا ) هو الخاطر أو ما يحدث به الفرد نفسه ، وكأن ليس هناك دور لأي عملية معرفية أخرى سوى الخواطر ، وهو أمر نعود معه إلى ما يقرره ابن القيم من أن هناك سلسلة من العمليات يمكن للفرد أن يتوقف عند واحدة منها قبل أن تصبح سلوكا ظاهرا 0
عندما يتصدى ( باترسون ) لتقويم نظرية ( ميكينبوم ) فإنه يقول : " إنها مجرد بداية ناجحة لمحاولة لم تكتمل بعد في المستوى التنظيري ، والمستوى التطبيقي " 0 كما يختم التقويم بقوله : " إن ( ميكينبوم ) قد انتقل خطوة للأمام من ذلك الموقف الذي تتبناه مدرسة العلاج السلوكي في تفسيرها للسلوك ، وفي معالجتها لهذا السلوك ، كما أنه أجرى بحوثا استدل منها على أهمية حديث الذات ، أو الديالوج الداخلي Internal Dialogue في السلوك 0
وفي الختام فإن نظرية ( ميكينبوم ) :
1ـ ترتكز على أهمية ما يقوله الفرد لنفسه ، دون الشعور بما يحدد سلوكه 0
2ـ النظرية وتطبيقاتها غير مكتملة 0
3ـ لا يوجد هناك معيار لما يقوله الإنسان لنفسه 0
4ـ جعل ( ميكينبوم ) من الحديث الداخلي استجابة لمثير فهو يعود إلى نظرية المثير والاستجابة 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق