الثلاثاء، 19 يناير 2021

علوم منسية

 إلى أن‬ ‫. )) تتلشى الكوان ذلك لني أنا نفس وعلة وجود النسان‬ ‫ليســت الرادة إل مظهرا لفكــر الفرد وتوجــد عــــلقة بيــن‬ ‫هذي ــن الوص ــفين مماثلة للعلقـــة الموجودة بي ــن النف ــس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والجسد‬ ‫وأننـا بقولنـا )) نمـو الرادة (( نعنـي نمـو النفـس فـي سـبيل‬ ‫. معرفة وجود الرادة وقوة سلطان هذه عليها‬ ‫الرادة بذاتهــا قويــة ول تحتاج للنمــو . وهذا القول مــع تمام‬ ‫.صحته يخالف القول المألوف‬ ‫ينتشـر تيار الرادة فـي مجموع المسـالك النفسـية غيـر أنـه‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يلزم إثبات اتصال تلك المسالك بالقاطرة ليتسنى لك تسيير‬ ‫. قطار النفس‬ ‫: يمكن للفكر البشري أن يختار طريقين‬ ‫الول : ـــ الذي دعوناه )) التأثيـر الفكري المنفعـل (( هـو‬ ‫مجهود غريزي أو شبـه غريزي يحدث مـن تلقـــاء ذاتـه بغيـر‬ ‫. احتياج لي قوة إرادية‬


‫الثان ـي : ـ ــ ندعوه )) التأثيــر الفكري الفاع ـل (( يحدث‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بواسـطة قوة تنبعـث مـن النفـس إلى الرادة . ول نتولى هنـا‬ ‫شرح الس ــبب لن غرضن ــا م ــن وض ــع هذا الكتاب أن نعلم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. القارئ )) كيف (( وليس )) لماذا (( تحدث هذه الشياء‬ ‫كلمـا توغـل النسـان بأفكاره فـي طريـق )) الفعـل (( كلمـا‬ ‫. تقوّت تلك الفكار والعكس بالعكس‬ ‫فالنسـان الذي يعرف شريعـة المملكـة الفكريـة يمتاز كثيرا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. عن الخر الذي يتبع طريق الفكر المنفعل‬ ‫جمي ـع الفكار م ـن أي نوع كان ـت تص ـدر ع ـن النف ـس وتؤث ـر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اهتزازاتهـا على الغيـر تأثيرا يتبـع القوة الدافعـة والمحركـة لهـا‬ ‫. إن كثيرا أو قليل‬ ‫نعم فالفكار النفعالية أقل قدرة من الفكار الفعلية غير أنها‬ ‫. إذا توالت ازدادت قوتها‬ ‫ولكـي يدرك النسـان هذه النظريـة يلزمـه إجهاد الرادة فـي‬ ‫كـل مرة يريـد التأثيـر على غيره مباشرة بواسـطة الهتزازات‬ ‫. الفكرية وكلما كان المجهود شديدا كلما كان التأثير قويا‬


‫ال ْفصل التَّاسـع‬ ‫ْْ‬ ‫َْ‬

‫قــــــوة الرادة‬


‫الرادة دعامـة النجاح ـــ القوة الهتزازيـة ـــ انتقال الفكار‬ ‫وقراءتهــا ــــ القوة الخفيــة ــــ تعليمات عموميــة ــــ ل‬ ‫تستخدم القوة للضرار بالغـير ــ تجربة الشيطان ــ تمارين‬ ‫: للفات نظـر إنسـان والتــأثـير عليـه فـي محـل عمومـي ـــ‬ ‫والتأثير عليه بدون أن تنظر إليه ــ اليحاء إليه بكلمة نساها‬


‫ــ نتيجة طالب ألماني ــ التأثير من النافذة على الشخاص‬ ‫. المارين ــ الغراض التي تستخدم فيها قوتك‬ ‫***...***...***‬ ‫إن الدرجــة التــي يصــل بهــا النس ـان إلى التصــاف بالرادة‬ ‫ـ‬ ‫تختلف كثيرا بحسـب الفراد . وعلى العموم يمكـن للنسـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أن يحدث تأثيرا كبيرا على بني جنسه كلما كانت إرادته قوية‬ ‫. وعزيمته ثابتة‬ ‫لق ـد بس ـط زعماء النس ـانية ف ـي ذواته ـم هذه القوة لدرج ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عاليـة . وربمـا كانوا ل يفقهون حقيقـة تلك القوة التـي تنتشـر‬ ‫فيهـــم ول الســـبب الذي مـــن أجله يؤثرون بنفوذهـــم على‬ ‫عشرائهـم ـــ بـل غايـة مـا كانوا يعرفونـه أن فيهـم نوعـا مـن‬ ‫القوة ليست في غيرهم ولكن ل يدرون ماهيتها ول القوانين‬ ‫. التي تخضع لها‬ ‫ونابليون بونابرت هو المثل الواضح للنسان الذي حاز أعظم‬ ‫درج ـة م ـن القوة المريدة وكان ـت إرادت ـه تؤث ـر على مليي ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫البشري ـة فيأتمرون بأمره . وكان ـت النتائج الت ـي يص ـل إليه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تفوق حـد التصـور ـــ ويمكننـا أن نؤكـد أنـه كان عالمـا بماهيـة‬ ‫قدرته من القوال التي فاه بها في مختلف الظروف وكانت‬ ‫أعماله مطابق ـة لقواني ـن تلك القوة ولكن ـه عندم ـا أنك ـر تلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫القوانيـن وأفرط فـي اسـتخدامها اضمحلت قوتـه وهوى مـن‬ ‫. علياء مجده وكان سقوطه عظيما‬ ‫يرى القارئ أن جميـــع الناس الذيـــن ينجحون كانوا يدركون‬ ‫حقيقـة آنيتهـم ويثقون بذواتهـم ويتفاءلون خيرا بمـا كانوا فيـه‬ ‫. يشرعون‬


‫يحســون كنابليون )) بحســن نجمهــم (( وهـــذا هــي معنــى‬ ‫الدراك الغريزي بالنيـة . فكانوا يتعطشون للسـلطة والمجـد‬ ‫والثروة الت ـي كان يدب دبيبه ـا فيه ـم ويدفعه ـم بالغريزة إلى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. )) الوثوق بمعونة )) النية‬ ‫يوجـــد كثيرون يعرفون هذه الحقيقـــة ولكنهـــم للســـف ل‬ ‫يسـتخدمونها فـي معترك الحياة فيكتفون بالقليـل ول يأبهون‬ ‫.بما تدعوه غالبية الناس بالنجاح أو بالسيادة على الخرين‬ ‫كثيرون يحوزون تلك القوات الخفيــــــة ولكنهــــــم يزدرون‬ ‫بالمراتـب الرفيعـة وبالشهرة والمجـد ـــ لن ذلك ليـس فـي‬ ‫نظرهــم الغرض النبيــل الذي يســعون إليــه وإنمــا يفضلون‬ ‫اسـتعمال الموهبـة التـي فيهـم فـي شيـء أسـمى وأجـل مـن‬ ‫. ذلك في أعينهم‬ ‫فكأنه ـم يقولون م ـع الن ـبي القائل ـ ــ باط ـل الباطي ـل الك ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يا لولئك ) ‪ ( PUCK‬باطل وقبض الريح . وكما يقول بوك‬ ‫. الفانين من مجانين‬ ‫يظهـــر أن قانون المقاصـــة يســــاوي بيـــن المور فالغنـــى‬ ‫والسـلطة والمراتـب الرفيعـة ل تأتـي بالسـعادة . ومـا أصـدق‬ ‫هذه المثلة )) ل راحــة للرأس المتوجــة (( ول تخلو الوردة‬ ‫. من شوكها‬ ‫بيد أن غرضي ليس إبداء عظة دينية أو إثبات نظرية أخلقية‬ ‫فلكــل فرد حــق اختيار مــا يوافقــه وليــس لحــد أن لغيره .‬ ‫ونحن ل نقدم للقارئ سوى نصيحة واحدة وهي )) انك مهما‬ ‫. )) فعلت أحسن العمل‬ ‫ضع يدك على المحراث بدون أن تلتفت وراءك . اختر غايتك‬


‫واقصدها مباشرة بدون تردد وأزل من طريقك الحوائل التي‬ ‫. تعترضك‬ ‫وللوصول إلى غايتك يجب أن توجد فيك )) رغبة (( صادقة‬ ‫فــي النجاح ويجــب أن تقابــل آنيتــك الحقيقيــة . بمعنــى أن‬ ‫. تصادف فيك قوة الرادة وصدق العزيمة‬ ‫لقـد فسـرنا لك فـي الفصـل السـابق إن القوة المريدة هـي :‬ ‫)) المجهود الذي تبذله الرادة لحداث اهتزازات الفكـــــــــر‬ ‫)) ودفعها نحو غرض معين‬ ‫فالقوة الهتزازيـة يمكـن إحداثهـا بالطريقـة العاديـة أي أثناء‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫التخاطـب بصـوت جهوري . ولكـن مـن الجائز إحداثهـا أيضـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بطريقـــة مجهولة بواس ــطة الهتزازات على مس ــافة بعيدة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. وهذه الظاهرة هي المدعوة باسم انتقال الفكر‬ ‫. فالطريقة الولى مألوفة لدينا وشواهدها متعددة‬ ‫أما الطريقة الثانية فنادرة الحصول والذين يمارسونها حسنا‬ ‫يفعلون بعدم إفشائه ــــا . بي ــــد أن عدد الشخاص الذي ــــن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يمارسـون )) هذه القوة (( فـي الخفاء هـم أكثـر بكثيـر ممـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. نتوهم‬ ‫وقد توصل بعضهم إلى درجة غريبة من القوة تعد في حكم‬ ‫العجائب واليات وه ـم ل يريدون أن يتدان ـو إلى نشره ـا على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المل وتفســـير ســـرها ـــــ لعتقادهـــم أن زمـــن الفشاء‬ ‫. والحاطة لم يحن‬ ‫ولنماء القوة المريدة يلزم أول معرفـة ذات النسـان معرفـة‬ ‫تامـة كلمـا كانـت القوة عظيمـة فيجـب الشعور بهـا أول ثـم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬


‫التعرف بهــا ثانيــا وبعــد ذلك ل يعتري النســان الشــك فــي‬ ‫وجودهـا وفـي مقدرتهـا وهذا تشـبيه بسـيط يقرب إليـك فهـم‬ ‫. الموضوع‬ ‫تصـور أن جسـدك بمثابـة كسـاء تتزمـل بـه إلى حيـن بغيـر أن‬ ‫يكوّن جزءا منـك وان ذاتـك منفصـلة عـن جسـمك ومرتفعـة‬ ‫. فوقه مع اتصالها به مؤقتا‬ ‫فإذ ذاك تدرك أن نفســـك ليســـت بذاتـــك وانمـــا هـــي آلة‬ ‫. بواسطتها تظهر الذات‬ ‫وكلم ـا قلت أو فكرت بحقيق ـة آنيت ـك كلم ـا تولدت في ـك قوة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جديدة قـد تكون فـي أول أمرهـا مبهمـة ولكنهـا تزداد وضوحـا‬ ‫بازدياد التفكي ـر . وهذا مث ـل ينطب ـق على م ـا جاء ف ـي الي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫المقدسـة )) مـن له يعطـي ويزداد وأمـا الذي ليـس له فالذي‬ ‫. )) عنده يؤخذ منه‬ ‫أن حصر الفكر كما سنوضحه في الفصول التالية يجعل كل‬ ‫واحــد أن يقوي إرادتــه . ول يتــم الـــتأثير على الغـ ـير إل‬ ‫ـ‬


‫: بشروط ثلثة‬

‫. أوَّلها : ــ حصر الفكر في رغبة النفس‬ ‫. و ثانيها : ــ اعتقادك بحق المطالبة بتلك الرغبة‬ ‫. و ثالثها : ــ الوثوق التام من نجاح مرغوبك ومسعاك‬ ‫يجب أن تكون واثقا من نفسك بحصولك على مرامك أما إذا‬ ‫كنـت مرتابـا فـي ذلك فالنجاح ل يكون محققـا وسـتعلم سـبب‬ ‫. ذلك فيما يلي من الفصول‬


‫ول تتوهـم أنـك بمجرد مـا تريـد شيئا تناله مـن غيرك فهذا ل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يتأتى إل إذا كان ندك ليس له ما لك من قوة الرادة . ولكن‬ ‫الـذي نؤكـده لك أن هـذه الق ـوة تعاونك على التأثير لدرجة‬ ‫ما . على كل شخص لك به علقة . أما درجة التأثير فتتعلق‬ ‫. بمقدار القوة المريدة الموجودة فيك والموجودة في ندك‬ ‫وم ـن البديه ـي أن تس ـتخدم هذه القوة م ـع قوة اليحاء كم ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أوضحناهـا لك فـي الفصـول السـابقة . وانـك لتسـتطيع حصـر‬ ‫تلك القوة بواســطة التماريــن التــي ســنذكرها فــي فصــل‬ ‫. انحصار قوة الرادة‬ ‫ول يجب استخدام تلك القوات الخفية في غرض غير نبيل أو‬ ‫للضرار ببنـي جنسـك مهمـا كانـت الغايـة لن ذلك يعـد عمل‬ ‫محرمـا فـي الشريعـة الدبيـة ـــ ولن الضرر يعود عاجل أو‬ ‫. آجل على الفاعل وتوجد لذلك أسباب ل محل لذكرها هنا‬ ‫. فنرجو القارئ أن يتحاشى إتيان هذا المر‬ ‫ل ضرر من استخدام قوتك وعلمك لقضاء مصالحك المباحة‬ ‫وأعمالك الحيويـة وإنماء حالتـك الوجوديـة بشرط أن ل تضـر‬ ‫. الشخص المتأثر ، في مصالحه أيضا‬ ‫يمكنـك أن تؤثـر على الشخـص ليتعاقـد معـك على عمـل وإذا‬ ‫عاملتــه بنبالة المقصــد فانــك ل تكون مفرطــا فــي قوتــك‬ ‫وتأثيرك . ولكـن إذا كان المراد مـن تأثيرك خداعـه أو سـرقته‬ ‫أو إلحاق الذى بـه فانـك تكون أتيـت أمرا ادَّا ول بـد أن يعود‬ ‫الضرر عليــك وتجازى على ســوء صــنيعك ليــس فــي العالم‬ ‫. الخر ــ بل في الحياة الدنيا تحصد ما غرست‬


‫نعـم انـه يوجـد أناس يسـتخدمون قواهـم فـي الضرار بالغيـر‬ ‫ولكنهــم كالبالســة محكوم عليهــم بالتعاســة والشقاء فهــم‬ ‫. ملئكة الجحيم الذين هووا من جنة النعيم‬ ‫. وأننا نذكر لك هنا بعض اختبارات لتمرين نفسك عليها‬ ‫ولتعلم أول أن ـك عندم ـا تفك ـر بالرادة ل يقتض ـي أن تقط ـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حاجبي ـك وتشن ـج يدي ـك وتأت ـي بالشارات المضطرب ـة الدالة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫على تهيجــك إنمــا ســر النجاح فــي الســكون والطلب بهيئة‬ ‫. جدية بغير اضطراب في الصوت أو عبوسة الوجه‬ ‫إذا ســرت فــي الشارع يجــب عليــك أن تثبــت نظرك على‬ ‫شخـص يسـير أمامـك . ويجـب أن تكون المسـافة بينكمـا نحـو‬ ‫الثلثـة أمتار على الكثـر . صـوب إلى الشخـص المذكور نظرا‬ ‫حادا نافذا جهة قفاه القريبة من المخيخ . وفي أثناء ذلك أرد‬ ‫. أن يلتفت الشخص إليك‬ ‫هذا الختبار يتطلب التمرن عليـه قليل ومتـى نجحـت فـي ذلك‬ ‫. وثقت من النجاح في غيره‬ ‫. ويظهر أن النساء أسرع شعورا من الرجال بهذا التأثير‬ ‫حــدق بنظـرك الشخص الـذي يجلس أمامك في المسجد أو‬ ‫الملهى أو المرقص الــخ في ذات الجهة السابق ذكــرها في‬ ‫التمريــن الســابق )) مريدا (( أن الشخــص يلتفــت إليــك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فسوف تلحظ أنه يتهزهز على كرسيه ول يلبث أن يلتفت .‬ ‫وهذه النتيجـة يسـهل حصـولها بسـرعة لو كان الشخـص أحـد‬ ‫. معارفك‬ ‫فإذا لم تنـل هذه النتيجـة فدللة على أنـك لم تحـز قوة حصـر‬


‫. الفكر وعلى أن إرادتك لم تكن حازمة‬ ‫إذا جلسـت فــي التــرام . فــانـظــر بانحــراف نحـو شخـص‬ ‫يجلس بعيدا عنـك وبازائك . والتفـت بعدئذ إلى جهـة أخرى ))‬ ‫راغب ـا (( ف ـي تقليدك فإن ـك س ـتراه يلتف ـت إلى جهت ـك كأن ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. منجذب إليك بقوة مغنطيسية‬ ‫إذا كنـت تحادث إنسـانا . فيجوز أن هذا الشخـص يبحـث فـي‬ ‫ذاكرته عن كلمة غائبة عن باله . فحدق فيه نظرك وأوح إليه‬ ‫بقوة أي كلمـة تختارهـا . ففـي أغلب الحيان تجده يلفـظ تلك‬ ‫الكلمـة . ويجـب أن تكون متناسـبة مـع الحديـث الذي يحصـل‬ ‫بينكمـا . وأل يتحاشـى الشريـك المنفعـل عـن ذكرهـا ويوحـي‬ ‫. إليك الشريك الفاعل بكلمة أخرى موافقة‬ ‫ولهذه المناسبة نذكر أننا قرأنا في أحد الكتب المترجمة عن‬ ‫اللمانيــة . أن طالبــا كان يهمــل دروســه ويهتــم بالرياضــة‬ ‫واللعاب البدنية . وقد اكتشف صدفة قوته الفكرية العظيمة‬ ‫فاسـتخدمها فـي امتحاناتـه بان انصـرف عـن الدرس وحفـظ‬ ‫بعـض أسـئلة ولمـا أخـذ الممتحـن فـي امتحانـه . قذف الشاب‬ ‫باهتزازات فكره بقوة موحيـا إلى أسـتاذه أن يسـأله السـئلة‬ ‫التـــي يعرفـــه وكان ذلك وكانـــت النتيجـــة أن الشاب جاز‬ ‫. المتحان بنجاح باهر‬ ‫إذا سـرت فـي الطريـق وجاء شخـص معارضـا لك فوجـه إليـه‬ ‫نظرا حادا راغب ـا ف ـي أن يس ـير على يمين ـك أو على يس ـارك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫وبشرط أن ل تتحول أنــت عــن طريقــك فترى النتيجــة كمــا‬ ‫. أردت‬


‫ق ـف أمام نافذت ـك وانظ ـر إلى أح ـد الماري ـن )) مريدا (( أن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يلتفت إليك . فإذا كان فكرك منحصرا في ذلك وإرادتك ثابتة‬ ‫..قوية فلبد أن تحصل على المرغوب‬ ‫وهكذا يمكنـك أن تنوع الختبارات والتماريـن على هذا المثال‬ ‫. وهــي تســاعدك على الوثوق بذاتــك وعلى تقويــة إرادتــك‬ ‫وصـلبة عزيمتـك . ول تيأس إذا فشلت فـي أول المــر . بـل‬ ‫. ثابر على التمارين حتى تصل إلى النجاح‬


‫انتقال الرادة الفــكرية‬ ‫وجود النتقال الفكري ـــ الهتزازات ـــ خطـر الفراط ـــ‬ ‫السـتخدام العلمـي ـــ كيـف تنال اعظـم النتائج ـــ كيـف تؤثـر‬ ‫على مسـافة بعيدة ـــ التموجات الفكريـة المنتقلة ـــ كيـف‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. تدرأ عنك تأثير الغير‬ ‫***...***...***‬ ‫لســنا نحاول هنــا أن نــبرهن لك عــن صــحة انتقال وقراءة‬ ‫الفكار فقـد اصـبح وجودهـا عنـد علماء النفـس ل يحتاج إلى‬ ‫دليـل كوجود أشعـة رنتجتـن أو التلغراف بغيـر سـلك . وفـي‬ ‫الواقـــع أن الناس اعتقدوا بانتقال الفكار بطريقـــة مبهمـــة‬ ‫فجاءت الكتشافات العلميــة الحديثــة مثبتــة لعتقاد الســواد‬ ‫. العظم منهم‬


‫ال ْفصل الْعَاشر‬ ‫َْ‬ ‫ْْ‬


‫ولهذا لم يك ـن القص ـد م ـن كتاب ـة هذا الفص ـل التدلي ـل على‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫إمكان انتقال الفكار أو قراءتها بل الغرض أن نبين لك كيف‬ ‫. تنتفع بها‬ ‫ك ـل فك ـر س ـواء كان اختياري ـا أو اضطراري ـا ه ـو علة ص ـدور‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تموجات أو اهتزازات فكريـة فـي الفضاء . ولهذه الهتزازات‬ ‫. تأثير على بني جنسنا يختلف مقداره بين القلة والكثرة‬ ‫وانبعاث الفكار يتبـع فـي سـيره خطـا مسـتقيما ويجذب إليـه‬ ‫انتباه الموجهــة نحوه . وممــا يحســن ذكره أن هذه القوة ل‬ ‫تنال إل بعـد الدرس والتجرب ـة السـنين الطويلة والذيـن نالوا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه المني ــة لم يشاءوا إفشاء س ــرها حرص ــا م ــن البتذال‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ودفعـا للضرار التـي يمكـن لبعـض الذيـن ل رادع أدبيـا لهـم‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. فيستخدمونها في وجه محرم‬ ‫ومع ذلك فان بعض أسرار تلك القوة ذاعت بين المل والذين‬ ‫. أدركوا كنهها أمكنهم الندهاش من نتائجها العجيبة‬ ‫وليـس غرضنـا مـن وضـع هــذا الكتاب ســوى إرشاد القــراء‬ ‫إلى معرفة قوانين التأثير الشخصي المنحصر في كلمتي ))‬ ‫المغنطيسـية الحيوانيـة (( ولذلك سـنقتصر على ذكـر القواعـد‬ ‫السـاسية لتلقيـن الرادة ولو كانـت المسـافة بيـن المؤثـر و‬ ‫. المتأثر مائة كيلو متر‬ ‫وليكـن فـي علم القارئ أنه مـن الصـعب الحصـول على أرقـى‬ ‫درجة في هذا العلم . أما معرفته البتدائية فيسهل اكتسابها‬ ‫. وهذه المعرفة هي التي نرغب في شرحها‬ ‫يذكـر القــارئ أننـا قلنـا لــه أن كـل فكـر ينتـج اهتزازات أشبـه‬ ‫بالدوائر التـي تتسـع على سـطح الماء الحادثـة مـن سـقوط‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬


‫. حجر في اليم‬ ‫فهذه الفكار ترسـل تأثيراتهـا فـي جميـع الجهات ولكنـك إذا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ألقيـت الحجـر بكيفيـة أفقيـة فان الدوائر تتكون وتتسـع فـي‬ ‫الجهـة التـي يسـتقر فيهـا الحجـر . كذلك الحال فـي اهتزازات‬ ‫الفكار العاديــــــــــة واهتزازات الرادة المتنقلة ولنقرب لك‬ ‫النظري ـة بالمث ـل الت ـي : نفرض أن ـك أردت الس ـتئثار بانتباه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫شخـص بقصـد اهتمامـه بـك . فمـن الممكـن لك أن تفكـر بجـد‬ ‫فــي رغبتــه ذلك الهتمام ويمكنــك أن تتمثله بفكرك يهتــم‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بمسـألتك . فبهذا العمـل ترسـل إلى جميـع الجهات اهتزازات‬ ‫قويـة فكريـة وبل شـك أن بعضهـا يصـيب الشخـص ويؤثـر عليـه‬ ‫. بنسبة قوتك الفعالة وقوته اليجابية‬ ‫ومـن الجائز أنـه ل يشعـر بتأثيرك . ولكـن إذا كانـت آلة فكرك‬ ‫البرقي ـة ترس ـل تموجاته ـا بشدة إلىالشخ ـص مباشرة فإنه ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. تصيبه بوضوح أكثر وتكون صدمة الهتزازات أقوى‬ ‫وللوصــول إلى نتائج مرضيــة مــن هذا القبيــل يجــب عمــل‬ ‫التماريــن المذكورة فــي هذا الكتاب الخاصــة بحصــر القوة‬ ‫. الفكرية‬ ‫ولنفترض مؤقتـا أنـك حاصـل عليهـا فلننظـر النتائج التـي تنتـج‬ ‫. عنها‬ ‫فـي عزمـك محادثـة شخـص بعـد بضعـة أيام بخصـوص مسـألة‬ ‫تهمـك وتريـد مسـاعدته لك فيهـا مـع أنـه ل توجـد بينكمـا أي‬ ‫. علقة‬ ‫وتعلم أن فـي وسـعك التأثيـر عليـه بواسـطة الطرق السـابق‬ ‫ذكرهـا فـي هذا الكتاب . ولكـن الذي يهمـك أن تتصـل بـه قبـل‬


‫التحدث معـــه أو بعبارة أخرى تري ــد تمهي ــد طريق ــك إلي ــه‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والحصول على تعضيده‬ ‫م ـا علي ـك إل أن توج ـد بين ـك وبين ـه علق ـة فكري ـة بواس ـطة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. النتقال الفكري‬ ‫وينبـغــي لــذلك أن تخــلو بنفـسك بـمـعــزل عـن الناس )‬ ‫فـي مخدعـك مثل ( ثـم تجرد ذهنـك مـن سـائر الفكار وتجعـل‬ ‫جسمك في حالة ارتخاء تام كأنك أصبحت نسيجا من البخار‬ ‫وليس لجسمك وجود ذاتي . ثم ابعد عنك كل المخاوف . ثم‬ ‫فكـر بهدوء وسـكينة بالشخص الذي تريـد التأثيـر عليـه وان لم‬ ‫. تكن تعرفه بالذات . تخيل له مثال بفكرك‬ ‫واسـتمر على التفكيـر فيـه بقوة بغيـر أن تقطـب حاجبيـك أو‬ ‫. تشنج عضلتك‬ ‫ومتـى شعرت فـي ذاتـك بأنـك على اتصـال معـه . فكـر حينئذ‬ ‫. برغائبك وبوثوقك بالحصول عليها‬ ‫وإذا شعرت فــي نفســك بتأثيــر خارج عــن إرادتــك فبدده‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫بتفكرك بشخصــيتك وبالقوة النفســية التــي فيــك فل تجــد‬ ‫الهتزازات الخارجيـة منفذا لذاتـك ويكفـي لتقويتـك أن تتمثـل‬ ‫ذاتـك محاطـة بشعاع فكري يطرد عنـك كـل تأثيـر خارجـي ولو‬ ‫كان غير مقصـود بك شخصيا . ولتعلم أن أفكـار بني جنسنا‬ ‫ـــ مهمـا كانـت اتجاهاتهـا ـــ تتصـل دوائرهـا بنـا وقـد تطوقنـا‬ ‫. ضمنها إن لم نكن محتاطين لدرء تلك التأثيرات‬ ‫وأقرب مثال لصحة ذلك تجده في انتقال شخص من مكان‬ ‫إلى مكان آخـر فانـه ل يلبـث أن نتغيـر أفكاره و آراءه بأفكار‬ ‫الوسط الذي يعيش فيه سواء كان في الدين أو السياسة أو‬


‫الخلق أو السـلوك الخ كمـا رأينـا أن فكرا ربمـا هيمـن على‬ ‫بلد . وعقيدة تســلطت على شعــب . وقــد تتأصــل فيــه أو‬ ‫تتلش ـى تبع ـا لقوة المؤثرات ولس ـتعداد الشع ـب لقبوله ـا أو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. نبذها‬ ‫ولنعـد الن إلى فرضنـا الول الهجومـي : فرضنـا انـك اتبعـت‬ ‫الرشادات التـي ذكرناهـا ليجاد علقـة أو اتصـال بينـك وبيـن‬ ‫الشخـص الغائب عنـك بواسـطة النتقال الفكري . فانـك بعـد‬ ‫هذا التص ـال تتقاب ـل بذلك الشخ ـص وتعرض علي ـه مرغوب ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فتجــده يرحــب بـك ويأتنـس بفكــرك كأنكمـا متعارفان مـن‬ ‫زمــن ــــ ول أقول لك أنــه ســيجيب ســؤلك على الفور بــل‬ ‫يتريث للمر ويفكر فيه غير أن التأثير الذي تجابهه به يلشى‬ ‫. تردده ول يلبث أن يتفق معك‬ ‫وينبغـي عليـك أن ل تهمـل قوة عينيـك عنـد مخاطبتـه ول يغـب‬ ‫. عن فكرك التكلم بصوت مقنع ومقتنع‬ ‫ليــس كــل مــن قرا هذه الفصــول يواصــل إلى الدرب الذي‬ ‫رسمناه له . إنما ينجح ذلك الذي يقرأها بتأن وانتباه . فيدرك‬ ‫. المعنى والمبنى‬ ‫قـــد يكــون القــارئ كــالفاحـت بطـــن الرض فالــواحـد يجـد‬ ‫فحمـا . والخـر يسـتخرج ماسـا متللئ الضياء . مـع أن الفحـم‬ ‫. والماس من مادة واحدة . فاسألوا تعطوا . وفتشوا تجدوا‬ ‫: ولنختم هذا الفصل بالملحوظة التية‬ ‫إذا كانـت قوى النفـس كمـا شرحناهـا فـي الفصـول السـابقة‬ ‫تظهـر عجيبـة ـــ فأعجـب منهـا القوة الفكريـة الجاذبـة التـي‬ ‫سنذكرها في الفصل التالي . فمن له أذنان للسمع فليسمع‬


‫.‬


‫ال ْفصل ال ْحادي عَشر‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬

‫القوة الفكرية الجاذبة‬ ‫نظرية ملفورد ــ الروح والمادة متشابهان ــ عجائب الطبيعة‬ ‫ــــ متناول الفكار ل حــد له ــــ تشبــع الفكــر ــــ الظاهرات‬ ‫النفســية العجيبــة ــــ نتائج الخوف والضطراب ــــ التصــور‬ ‫أص ـبح حقيق ـة ـ ــ شروط النجاح ـ ــ أري ـد وأقدر ـ ــ بالعزيم ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. الصادقة تنال كل شيء ــ نظريات بعض المؤلفين‬ ‫***...***...***‬ ‫لخـص المؤلف ملفورد الذي بحـث فـي قوى النفـس ـــ جزءا‬ ‫. )) من فلسفته بهذه الجملة )) إنما الفكار أشياء‬ ‫نعم ليس الفكر قوة ديناميكية فحسب ــ بل هو شيء كائن‬ ‫. كسائر الشياء المادية‬ ‫الفكــر شكــل راق مــن أشكال المادة أو هــو صــورة كثيفــة‬ ‫. للروح‬ ‫ل يوجـد فـي الطبيعـة سـوى مادة واحدة تظهـر على أشكال‬ ‫. متعددة متباينة‬ ‫فعندما نفكر نرسل في الفضاء اهتزازات مادة دقيقة أثيرية‬ ‫لهــــا نفــــس وجود البخرة والغازات الطيارة أو الســــوائل‬


‫والجسـام الصـلبة ولو أننـا ل نراهـا بأعيننـا ونلمسـها بحواسـنا‬ ‫كمـا أننـا ل نرى الهتزازات المغنطيسـية المنبعثـة مـن حجـر‬ ‫. المغنطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد‬ ‫كل قوى الوجود مغنطيسـية ، فالضوء والحرارة تصـدر عنهما‬ ‫أيضا اهتزازات كاهتزازات الفكر النساني ولكن بأقل تأثير .‬ ‫غيـر أن أصـول هذه وتلك واحدة ول يشترط فـي وجودهـا أننـا‬ ‫. ندركها بأحد حواسنا الخمسة‬ ‫ولقد أثبت هـذه الحقيقة الستاذ أليشا غراي في مؤلفه‬ ‫)) ‪ The Miracles of Nature‬عــجــائب الــطـبـيـعــة ((‬ ‫: بما يأتي‬ ‫إن وجود تموجات صوتية ل تسمعها الذن . وتموجات ضوئية‬ ‫متلونــة ل تبصــرها العيــن البشريــة . أوجــد مجال للتفكيــر‬ ‫. والتأمل . وفتحت بابا للعلم كان مغلقا‬ ‫وقــال السـتاذ وليمز فـي مــؤلفه )) فصول قصيرة علمية‬ ‫‪Short Chapters in Science‬‬ ‫أنـه ل توجـد درجات ((‬ ‫بيـن أسـرع التموجات أو الهتزازات الصـوتية التـي يشعـر بهـا‬ ‫حســا وبيــن الهتزازات البطيئة التــي تبعــث مــن الحرارة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫اللطيفة . يوجد فراغ عظيم بين هذين النوعين ولكن ل يفهم‬ ‫منه أن الطبيعة غير قادرة على إيجاد القوة الوسيطة بينهما‬ ‫. أو العتقاد بأن هذه القوة ليـــس فـــي مقدورهـــا أن تولّد‬ ‫مشاعـر بهـا بشرط أن توجـد أعضاء تتأثـر بهـا وتتمثلهـا على‬ ‫. )) شكل محسوس‬ ‫اننــا لم نذكــر راي هؤلء المؤلفيــن ال لنثبــت للقارىء وجود‬ ‫. الهتزازات الفكرية‬


‫ان ماهيـة الهتزازات الفكريـة التـي تصـدر عنـا ترتبـط بالفكـر‬ ‫ذاتــــــــه . فلو كان للفكار ألوان لرأينــــــــا أفكار الخوف‬ ‫والضطراب متمددة على س ــطح الغ ــبراء كس ــحب كثيف ــة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫س ـوداء ـ ــ وأفكارن ـا المبهج ـة المس ـرة كَاُري ـد وأقدر ظاهرة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ممتزجة بسحب بيضاء شفافة تعلو فوق تلك الفكار المقلقة‬ ‫. الوجلة الضعيفة‬ ‫ومهم ـا كان ـت المس ـافة الت ـي تجتازه ـا تموجات فكرك فانهـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تبقـى على اتصـال بـك فتؤثـر عليـك وعلى نظرائك بحسـب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫طبيعتهـا ـــ حسـنة كانـت أو سـيئة ـــ وهـي دائمـا تميـل الى‬ ‫تحقيــق ذلك المثــل القائل )) الطيور على أشكالهــا تقــع ((‬ ‫وهذا الميـل هـو الذي ندعوه بقوة الفكـر الجاذبـة وهـي إحدى‬ ‫. ظاهرات المملكة النفسية‬ ‫فأفكار الخوف والقلق تجتذب اليهــــا الفكار المماثلة لهــــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫فتتأثـر أنـت ليـس فقـط بأفكارك بـل وأيضـا بأفكار الخريـن‬ ‫فتنوء اذ ذاك تح ـت أحماله ـا الثقيلة . كذلك الفكار المفرح ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫والمبهج ـة للنفـس تجتذب اليهـا م ـا يماثلهـا فتغتب ـط النفـس‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. بمجموعها‬ ‫فلتكــن اذن أفكارك موجهــة الى مــا فيــه راحــة نفســك .‬ ‫وانشراح صـدرك . وشجاع ـة قلبـك . ولتكـن عزيمتـك كلهـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫منحصـرة فـي )) أريـد وأقدر (( فبسـهل عليـك كـل أمـر عسـير‬ ‫وليكـن مرغوبـك موجهـا الى الخيـر دائمـا والى عدم الضرار‬ ‫بالخريـن فتتجمـع لديـك الفكار التـي مـن هذا القبيـل فتزيدك‬ ‫. قوة وتكتسب من ورائها فائدة‬ ‫ويجب أن تستأصل من نفسك فكرين الشد ضررا عليك من‬ ‫كـل فكـر آخـر وهمـا الخوف والبغـض . اذ تنبـت مـن جذورهمـا‬ ‫ســائر الفكار الشريرة . فالضطراب الوليــد البكري للخوف‬


‫. ــ والبغض والد الحسد والخبث والتهور‬ ‫اقتلع الجذور من أصولها فل تجد أثرا للفروع . وللوصول الى‬ ‫تحقيق أي فكر يخطر لك ينبغي أول أن ترغب فيه بحمية ثم‬ ‫تؤمن ايمانا راسخا بأنك ستحصل عليه ثم تصمم تصميما باتا‬ ‫قاطعـا بادراكـه فل تقـل )) أتمنـى هذا الشيـء ـــ فلربمـا أناله‬ ‫وســأجرب ذلك (( ل تقــل ل أقدر لن حــظ الحياة لم يخلق‬ ‫. لولئك المتمردين الذين ل همة لهم ول إقدام ول حزم‬ ‫الرجال القوياء الفكــر هــم الذيــن ينجحون ــــ وقوة الفكــر‬ ‫الجاذبــة هــي التــي ترســل أشعتهــا المؤثرة نحــو الغرض‬ ‫. المقصود فتصيبه‬ ‫ألم تقابــل فــي حياتــك شخصــا شعرت بانجذاب نحوه بدون‬ ‫سـابق معرفـة لك بـه ـــ ألم تسـاعد إنسـانا فـي شيـء يخصـه‬ ‫. مدفوعا إلى ذلك بشعور خفي‬ ‫لشـك أنـه حصـل لك مثـل هذا المـر . فمـا السـبب ؟ ولماذا‬ ‫ترغـب غـي حمايـة شخـص وتشعـر بتباعـد نحـو آخـر مـع أن‬ ‫. الثنين غريبان عنك‬ ‫ســـبب ذلك قوة الهتزاز الفكري الذي صـــارف هوى فـــي‬ ‫. نفسك وشبيه الشيء منجذب إليه‬ ‫إن نجاحـك يتوقـف على اليمان بحصـولك على تلك القوة فل‬ ‫. يكن إيمانك ضعيفا ولتكن إرادتك قوية فتأتي بالعجائب‬ ‫اطلب تج ـد . اقرع يفت ـح لك (( ولك ـن يج ـب أن تص ـحب ((‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. الطلب والقرع بإيمان ل يتزعزع فالنجاح محقق‬


‫قــال هيلين ولمان : )) من عرف ذاته حق المعرفة يستطيع‬ ‫)) النتظار بهدوء لن الحظ سيقبل عليه مفعما بنوال المال‬ ‫.‬ ‫ول يقصـــد ولمان المذكور بقوله النتظار بهدوء . أن تظـــل‬ ‫جالســا الربعاء مكتوف اليديــن فيطرح الحــظ النجاح تحــت‬ ‫قدميـك بـل يجـب أن تريـد بحزم وتسـعى بجـد وعزيمـة عمل‬ ‫برأي )جـر فيلد( ل تنتظـر أن يصـلك شيـء بـل ))قـم وابحـث‬ ‫. )) عن ذاك الشيء فتجده‬ ‫ل تنتظـر منـا البراهيـن القاطعـة لصـدق هذه النظريـة . بـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ص ــدق أو ل . والختبار كفي ــل بإقناع ــك أن القول ص ــادق ،‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والنجاح محقق‬ ‫. كل شيء تناله بشرط أن ترغب فيه بجد وتريده بعزم‬ ‫. جرب هذا المر فل تذهب التجربة سدى‬ ‫أما الفصل التالي فسيكون برهانا على صدق هذه الحقيقة :‬ ‫. قل لي من تعاشر فأقول لك من أنت‬


‫اْلفصل الثَّاني عَشر‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬

‫تــــكوين الخـــــــلق‬ ‫تكويــن خلق النســان ونموه ــــ التجديــد ــــ قانون المملكــة‬ ‫الفكريــة ــــ نبــذ العادات القديمــة واكتســاب الجديدة ـــــ‬ ‫الربعة أساليب المهمة ــ قوة الرادة ـ اليحاء المغنطيسي‬ ‫ـــ اليحاء الذاتـي ـــ التعمـق فـي الفكار ـــ منافـع ومضار كـل‬ ‫. أسلوب منها ــ أمثلة وتمارين ــ أنت معلم نفسك‬


‫***...***...***‬ ‫لبـد وان القارئ الذي تتبـع معنـا الفصـول يقول : كـل مـا ذكـر‬ ‫هنـا حسـن ويمكننـي أن أصـل إلى تلك النتائج لو كننـت حاصـل‬ ‫.على الصفات النفسية والخلق اللزم لتلك الغراض‬ ‫. هذا هو بيت القصيد‬ ‫أل تدري أيها القارئ العزيز أن الفشل راجع إلى نكران ذاتك‬ ‫. والشك في قدرتك‬ ‫يمكـن لكـل إنسـان بقوة إرادتـه أن يوجـد له خلقـا كمـا يشاء‬ ‫فهــو حســبما يريــد أن يكون ل حســبما خلق . كــل واحــد‬ ‫. يستطيع أن يجدد ذاته‬ ‫. ضع نصب عينيك أن لكل نتيجة سببا ولكل معلول علة‬ ‫فالنجاح فـــي العمال يرجـــع إلى بعـــض القوى النفســـية .‬ ‫والصـفات اللزمـة لذلك هـي ول شـك الحزم وطلب المعالي‬ ‫والشجاعـة والتأكيـد . والثبات والصـبر والفطنـة . وقـد يضاف‬ ‫. إليها صفات أخرى‬ ‫فـي كـل واحـد بعـض تلك الصـفات بدرجات متفاوتـة . وكـل‬ ‫. واحد يعرف موطن الضعف في نفسه‬ ‫ربمــا ل يبوح بــه لصــدقائه حتــى ول لزوجــه أو ولده ولكنــه‬ ‫يعترف بــه لنفســه فإذا جال فــي خاطره أن يزيــل أســباب‬ ‫. ضعفه لوجدها بين تلك الصفات ولكن تنقصه العزيمة‬ ‫أل يريد دفع ثمن إصلح هذا العيب ؟‬


‫لـ ـــو أعلن أح ــد الكيميائيي ــن اكتشاف دواء ض ــد العيـ ــوب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫النفسـية يحقـن بـه المريـض لكتـظ معمله بألــوف الطــلب‬ ‫للحصـــــول على هــــذا الدواء المــــجــدد أو المحيـــي لتلك‬ ‫الصـفات . فالواحـد يرغـب فـي مصـل الحزم . والثانـي يبتاع‬ ‫جرعــة )) الشجاعــة ((. والخــر يشتري ســفوف )) أقدر ((‬ ‫. وهلم جرا‬ ‫ولكــن ل يوجــد دواء كيميائي لهذه الدواء . بيــد أنــه يمكــن‬ ‫الحصـــول على ذات النتائج بتطـــبيق قانون القوى الفكريـــة‬ ‫. فلماذا ل نستعمله‬ ‫نح ـن عبي ـد عاداتن ـا الجس ـمانية والعقلي ـة . وم ـا أخلقن ـا ف ـي‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الواقع إل خلصة أفكارنا العتيادية ولو أن بعضها متأصل فينا‬ ‫. بطريق الوراثة‬ ‫نعـم إننـا نفضـل السـير فـي طرق النفـس المهيأة لنـا ويصـعب‬ ‫علينـا الحياد عنهـا والسـير فـي طرق أخرى نختطهـا . غيـر أننـا‬ ‫نعتقـد أن الطرق الجديدة هـي أفضـل مـن القديمـة . ومتـى‬ ‫سـرنا فيهـا سـهل علينـا تعرفهـا فلماذا ل نأخـذ بالحديـث النافـع‬ ‫ونترك القديم البالي المضر ؟‬ ‫س ـبق ذكرن ـا للقارئ أن العم ـل الفكري يحص ـل بوظيفتي ـن :‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. فاعلة ومنفعلة‬ ‫فالفاعلة تنتـج الفكار الصـلية والراديـة . والمنفعلة مـا عليهـا‬ ‫. إل التنفيذ‬ ‫وم ـن خص ـائص الوظيف ـة المنفعلة أنه ـا ه ـي الس ـائدة علين ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. بتأثيرها سريعا بالعادات‬


‫: وتغيير الخلق يحصل بإحدى الطرق التية‬ ‫أول ــــ إمــا بتصــميم الرادة لقتلع جذور العادات القديمــة‬ ‫واكتسـاب غيرهـا بدون مسـاعدة قوة أخرى ـــ غيـر أن هذه‬ ‫الطريقـة يصـعب على كـل واحـد ممارسـتها إن لم يكـن قوي‬ ‫. الرادة صادق العزيمة وما كل إنسان كذلك‬ ‫ثانيا ــ و أما باليحاء المغنطيسي بواسطة منوم ماهر خبير‬ ‫بطرق التنويـم الممغنـط ويكون موضعـا لثقتـك ـــ بيـد أن مـن‬ ‫. الصعب العثور على ذلك المنوم‬ ‫ثالثـا ـــ باليحاء الذاتـي منضمـا إلى التعمـق فـي التفكيـر ـــ‬ ‫فهذه الطريقـة المزدوجـة هـي أحسـن الطرق للحصـول على‬ ‫الفائدة المرغوبـة . أن بواسـطة اليحاء الذاتـي يسـتطيع كـل‬ ‫إنسـان أن يكون منومـا نفسـه وموحيـا إليهـا بمـا يريـد فتتأثـر‬ ‫الوظيفــــة المنفعلة بإرادة الوظيفــــة الفاعلة . وبالتعمــــق‬ ‫الفكري يجعـل النسـان نفسـه فـي حالة انفعاليـة قابلة لعادة‬ ‫. جديدة أو لخلق حديث‬ ‫فالصورة التي تتخيلها مخيلتك وترغب أن تكون على مثالها.‬ ‫لبـد وأن تنطبـع فيـك وتتجسـم فـي شخصـك باسـتمرارك على‬ ‫. التفكير فيها و إرادة اكتسابها‬ ‫. وهذا على ظننا هو الدواء الشافي‬ ‫ولنأت بمث ـل نطب ـق علي ـه الثلث طرق البادي ـة الذك ـر . م ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫البديهي أن الخوف صفة رديئة في النسان فكم قضى على‬ ‫. اللوف فافقد العزائم وأتلف الجسام ولشى من قوى‬


‫لنفرض أن الخوف متســلط عليــك وتريــد ملشاتــه بإحدى‬ ‫. الطرق السابقة‬ ‫تبدأ أول بالرادة فتقول : ل أري ـــد أن أكون خائفـــا )) آم ـــر‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫.)) الخوف بتركي‬ ‫ولكن الخوف ل يزال باقيا . لن إرادتك لم تكن قوية لتتغلب‬ ‫عليـه ـــ فقصـدت منومـا فأجلسـك على كرسـي وقال لك أن‬ ‫ترخي عضلت جسمك وتهدئ أعصابك وتجعل ذاتك في أهدأ‬ ‫حالة . فعندمـا يتحقـق انتباهـك إليـه يوحـي إليـك مكررا بترك‬ ‫. الخوف وبالشجاعة وبالمل وبالطمأنينة الخ‬ ‫والمـر يتوقـف على المنوم الخـبير الذي يعرف موطـن الداء‬ ‫فمتــى غرس فيــك هذه البذور يعلمــك كيــف تمارس اليحاء‬ ‫الذاتـي وكيـف يحصـل التعمـق الفكري لتباشره بنفسـك فيتـم‬ ‫. شفاؤك‬ ‫أمـا قـدرة اليحـاء الـذاتي فتشعر بها بتكرار القــول لنفسك‬ ‫)) أنـا لسـت خائفـا . أنـا مطمئن ـــ لقـد زال أثـر الخوف مـن‬ ‫نفس ـي (( أن ـا ل أخش ـى شيئا وهلم جرا . ويج ـب أن تلف ـظ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫هذه القوال بهيئة جدية وباقتناع ذاتي ومتى وصلت إلى هذه‬ ‫الحالة تنتقل إلى التعمق الفكري بأن تجعل نفسك في حالة‬ ‫انفعال قابــل للتأثيــر . ثــم تفكــر طويل بالفكــر الذي تريــد‬ ‫. اكتسابه . واليك الطرق الموصلة لذلك‬


‫كـيف يحصـل التعـمق الفـكري‬

‫اختـر موضعـا هادئا بعيدا عـن الغوغاء والحركـة وبمعزل عـن‬ ‫الناس واجلس على كرسي أو في السرير أو في أي مجلس‬ ‫ترتاح إليـه . وارخ كـل عضلت جسـمك ول تشنـج أعصـابك ثـم‬


‫تنفـس طويل وببطـء واحفـظ الهواء داخـل رئتيـك عدة ثوان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫قبـل أن تلفظـه وكرر السـتنشاق مرارا حتـى تشعـر براحـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. وانتعاش‬


‫َ‬ ‫اْلفصل الثَّالْث عَشر‬ ‫َْ‬

‫فـن الحصــــــر الفـــكري‬ ‫تعريفـه ـــ اندماج الفكـر فـي العمـل ـــ فوائد الحصـر ـــ ثمرة‬ ‫العمل ــ الدواء الناجع ضد الخمول وانحطاط الجسم والعقل‬ ‫. ــ شروط الحصر‬ ‫***...***...***‬ ‫نريــد هنــا بحصــر الفكــر : تجميــع القوى فــي نقطــة واحدة‬ ‫وتوجيـه الفكـر بأجمعـه إلى غرض واحـد كمـا تجمـع العدسـة‬ ‫. المرئية الشعة الشمسية في مركز واحد‬ ‫والقوة التـي بمقتضاهـا يسـتطيع النسـان توجيـه كـل التفاتـه‬ ‫وكـل قواه العقليـة إلى فكـر خاص أو عمـل واحـد ـــ لهـي قوة‬ ‫عظمـى يحتاج إليهـا النسـان فـي أعماله اليوميـة وفـي قضاء‬ ‫. مصالحه الحيوية‬ ‫وأننـا إذا أضفنـا فكرنـا إلى مجهودنـا وطبقناهمـا على أي عمـل‬


‫لجاء هذا العمـل آيـة فـي الحس ـن والتقان بعكـس النسـان‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. الذي يشتغل بأمر وفكره شارد عنه . أو يلتفت لمر آخر‬ ‫وهذا أكبر مساعد في حصر الفكر وبذل المجهود في شيء‬ ‫دون اللتفات إلى غيره وابعاد المؤثرات الخرى . ونتيجــــــة‬ ‫ذلك هـي بل شـك إجادة العمـل ومتـى كان العمـل جيدا كان‬ ‫الجزاء أعظــم تصــديقا للمثــل القائل )) الجزاء مــن جنــس‬ ‫. )) العمل‬ ‫قلنـا فـي فصـل تقدم أن كـل إنسـان يسـتطيع الحصـول على‬ ‫مرغوبـه بشرط أن يطلبـه بحميـة فإذا حصـر كـل مجهوده فـي‬ ‫شيـء صـارفا النظـر عمـا سـواه فأن هذا المجهود المتجمـع‬ ‫. وموجه نحو الغرض يجب حتما أن يكلل بالنجاح‬ ‫ومغزى ما تقدم يتلخص في هذه الجملة )) إذا باشرت عمل‬ ‫. ))مهما فاعمله بكل قواك‬ ‫. اشتغل بجد فتحسن العمل‬ ‫ولكي تنجح في حصر الفكر وقصره على أمر واحد في وقت‬ ‫واحـد يجـب أن تمارس التماريـن السـابقة وكذلك الختبارات‬ ‫التالية في الفصل الرابع عشر ول يأخذنك الملل أو يعترينك‬ ‫. الضجر من ذلك بل اجعل لرادتك السلطان على عواطفك‬ ‫وللحصر الفكري خلف ما ذكرنا من المنافع فائدة أخرى هي‬ ‫. إراحة القوى الجسمية والنفسية‬ ‫لنفرض أنـه أصـابك الكلل مـن المجهود الجسـمي أو الفكري‬ ‫الذي بذلتـه فـي عمـل وتريـد السـتراحة وقتـا مـا . فإذا أردت‬ ‫الرقاد لبــد وأن الفكــر الذي كان رائدك يتردد على مخيلتــك‬


‫. ويحرمك لذة الرقاد‬ ‫م ـن النظريات الثابت ـة أن ك ـل فك ـر يتطلب مجهودا ويشغ ـل‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫عدة خليـا مـن المـخ وفـي أثناء ذلك تظـل باقـي الخليـا فـي‬ ‫. راحة‬ ‫ويفهـم مـن ذلك أنـه عندمـا نريـد إراحـة الخليـا التـي أعياهـا‬ ‫العمــل . نوجــه فكرنــا إلى عمــل آخــر مخالف للول وبذلك‬ ‫. نترك الخليا الولى تذوق الراحة بعد الكد والعناء‬ ‫والن نترك هذا الفصـل ونذكـر لك بعـض تماريـن تقوي فيـك‬ ‫. ملكة حصر الفكر‬


‫َّ‬ ‫ال ْفصل اَلرابْع عَشر‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬

‫كــيف تحصــــر الفــــكر‬ ‫شرط أس ـاسي ـ ــ قوة الرادة ـ ــ خضوع الوظائف العضوي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫للرادة ــ تمارين ــ المساواة بين الراحة الجسمية والعقلية‬ ‫. ــ أمثلة ــ النتباه الموجه إلى أشياء خارجية‬ ‫***...***...***‬ ‫أول ــ الشرط الساسي لكتساب قوة الحصر الفكري هو‬ ‫إبعاد كــل فكــر وكــل ضوضاء وكــل حركــة أو نظــر مخالف‬ ‫. للغرض الذي ترومه‬ ‫ذلك هـو التسـلط على الجسـم والعقـل وجعلهمـا طوع إرادتـك‬ ‫.‬


‫يجــب أن يكون الجســم خاضعــا للروح ــــ والروح خاضعــة‬ ‫. للرادة‬ ‫الرادة قويـة بذاتهـا والروح هـي التـي تحتاج للتقويـة وتحصـل‬ ‫هذه النتيجـة بجعـل الروح تحـت الرادة ومتـى تقوت تصـبح‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫جهازا قويـــا لقذف اهتزازات الفكـــر بشدة فتؤثـــر التأثيـــر‬ ‫. المطلوب‬ ‫اجلس على كرســي وخــذ راحتــك وارخ عضلتــك واجتهــد‬ ‫. بالبقاء ساكنا نحو خمس دقائق‬ ‫كرر هذا العمــل مرارا حتــى تشعــر بعدم التضجــر مــن هذا‬ ‫الفعـل ثـم أطـل المدة إلى عشـر دقائق فإلى خمـس عشرة‬ ‫. دقيقة‬ ‫ل تتع ـب نفس ـك للوصــول على ذلك دفع ـة واحدة ب ـل جرب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. التمرين على دفعات متقطعة‬ ‫اجلس على كرسـي مسـتقيم القامـة ورأسـك وذقنـك مائليـن‬ ‫. إلى المام وكتفاك إلى الوراء‬ ‫. ارفع ذراعك اليمن إلى فوق كتفك‬ ‫أدر رأســك وثبــت نظرك على يدك بغيــر أن تحرك ذراعــك‬ ‫اليم ـن مدة دقيق ـة . كرر هذا الختبار ف ـي ذراع ـك اليس ـر .‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ومت ـى اس ـتطعت عم ـل هذه التجرب ـة وأبقي ـت ذراع ـك بدون‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫حراك . أط ـل مدة الختبار إلى دقيقتي ـن فثلث ـة دقائق حت ـى‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫الخمسـة . ويجـب أن تكون كفـك متجهـة إلى تحـت . يمكنـك‬ ‫. التثبت من جمود ذراعك بالنظر إلى أطراف الصابع‬


‫امل كأســا بالماء واقبــض عليهــا بأصــابع يدك اليمنــى وامدد‬ ‫ذراعك اليمين إلى المام ثم ثبت عينيك على الكأس واجتهد‬ ‫أن تســتبقى الذراع بغيــر تحرك بحيــث يبقــى ســطح الماء‬ ‫. مستويا‬ ‫ابدأ العمـل مدة دقيقـة ثـم تدرج فيـه حتـى تصـل إلى خمـس‬ ‫. دقائق . نوع بين الذراع اليمن والذراع اليسر‬ ‫يلزمـك فـي حياتـك اليوميـة أن ل تتخـذ هيئة جافـة نفوره أو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تظهر بمظهر الصبي المتهيج بل يجب أن تكون هادئا مطمئنا‬ ‫.‬ ‫والتماريـن المذكورة هنـا سـتساعدك على اكتسـاب الحركات‬ ‫. والمظاهر المرغوبة‬ ‫ل تقرع المائدة بأصابعك أو الرض برجلك حال جلوسك على‬ ‫الكرســي لن هذا يدل على القلق وعدم امتلك النفــس ول‬ ‫تتهزهــز على الكرس ـي الهزاز كم ـا لو كن ـت تديــر آلة أخذت‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫أجرتها . ول تقضم أظافرك ول تعض لسانك ول تلوكه داخل‬ ‫الفــم عندمــا تقرأ أو تكتــب أو تباشــر أي عمــل . ولتحرك‬ ‫. أهدابك أو تجهم وجهك‬ ‫أزل عنك جميع الحركات النفعالية التي يمكن أن تصير فيك‬ ‫. عادة ــ ويسهل كل ذلك عليك إذا فكرت بذاتك‬


‫عود نفســك على تحمــل ســماع مختلف الصــوات بدون أن‬ ‫. تتأثر أو ترتاع . وبالجمال تسلط على نفسك وسد عليها‬ ‫ثانيـا ـــ ذكرنـا مـا مـر مـن التماريـن لتقوي نفسـك وتمتلك‬ ‫حركاتـــك العضليـــة الضطراريـــة متســـلطا على جســـمك‬ ‫بالوظائف الختياريـة . وسـنذكر لك التدريبات التيـة التـي بهـا‬ ‫. تستطيع إتيان الحركات العضلية طوعا لرادتك‬ ‫اجلس أمام مائدة وضـم أصـابعك بحيـث تكون البهام . 1‬ ‫. منطوية فوق الصابع‬ ‫. اتكئ بيدك من النسية . على المائدة أمامك‬ ‫ثبــت نظرك على قبضــة يدك بضعــة ثوان ثــم أفرد ببطــء‬ ‫إبهامـك حاصـرا كـل انتباهـك على هذا العمـل كأنـه ذو أهميـة‬ ‫كبرى . افرد أيضا وببطء إصبع السبابة . فالوسطى فالبنصر‬ ‫فالخنصر حتى تكون الكف مفتوحة . ثم اعكس العملية بأن‬ ‫تطوي الخنصـر فالبنصـر وهلم جرا حتـى البهام وترجـع قبضـة‬ ‫. اليد كما كانت أي أن البهام يكون مطويا عليها‬ ‫افعـل باليـد اليسـرى نفـس هذا التمريـن وكرره فـي كـل دفعـة‬ ‫. خمس مرات . وتدرج بالزيادة حتى يبلغ العشر مرات‬ ‫ممـا ل شـك فيـه أن هذا التمريـن يضجرك بيـد أن مـن المهـم‬ ‫أن ل تس ـأم إذ بذلك تس ـتطيع حص ـر التفات ـك لي شي ـء ولو‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫كان تافهـا والتسـلط على كـل حركاتـك العضليـة . ول تهمـل‬ ‫. اللتفات إلى حركات أصابعك‬


‫شبـك أصـابع اليديـن ببعضهـا مـا عدا البهاميـن اللذيـن . 2‬ ‫تلقيهما حول بعضهما تارة يمينا وطورا يسارا وليكن انتباهك‬ ‫. موجها إلى أطرافها‬ ‫.3‬ ‫ضع يدك اليمنـى على منكبيـك ولتكـن إبهامـك وباقـي‬ ‫الص ـابع مطوي ـة مـا عدا الس ـبابة الذي يبق ـى ممدودا وتأخـذ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫بتحريكه من اليمين إلى اليسار وبالعكس موجها انتباهك إلى‬ ‫طرف ــه . ويمكن ــك أن تكث ــر م ــن هذه التمرينات بقدر مـــا‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫تسـتطيع ونحـن نترك لفكرك الثاقـب ولمهارتـك إيجاد تماريـن‬ ‫. مماثلة‬ ‫إنمـا المهـم فـي كـل ذلك أن تحصـر وتوجـه كـل انتباهـك إلى‬ ‫. الجزء الذي تحركه من الجسم‬ ‫قــد يثور هذا النتباه مــن تعســفك بــه ويحاول التخلص منــه‬ ‫بالتشاغل بأمر آخر ينجذب إليه فل تدعه يفعل ذلك بل تخيل‬ ‫نفسـك مدرسـا أمام تلميـذ ينظـر إلى صـفحات كتابـه ولكنـه‬ ‫يسـترق النظـر إلى شيـء آخـر فواجبـك ملحظتـه وتنـبيهه إلى‬ ‫التمعـن فـي الكتاب دون سـواه ولو كان الدرس ممل مضجرا‬ ‫. وبذلك يكون لك السـلطان المطلق على حركاتـك العضويـة‬ ‫. فتتقوى فيك ملكة حصر الفكر‬


‫خـذ شيئا ل قيمـة له . وليكـن مثل قلم رصـاص . فكـر . 4‬ ‫فيـه جيدا نجـو الخمـس دقائق كأنـه ذو أهميـة عظمـى . قل ّْـبه‬


‫مرارا بين أصابعك مفكرا في المادة التي صنع منها والغرض‬ ‫الذي عمل لجله وكيف يستعمل . تصور أن جل غرضك من‬ ‫. الحياة درس هذا القلم دون أي شيء غيره‬ ‫نوع هذا التمرين بأن تختار أي شيء للتأمل فيه بحيث يكون‬ ‫تافه ـا ل قيم ـة له حت ـى تكون مقاومت ـك للملل الذي يعتري ـك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. عظيمة والمجهود الذي تبذله لحصر فكرك كبيرا‬ ‫***‬ ‫نظـن أن التماريـن السـابقة تكفـي القارئ ليحذو على مثالهـا‬ ‫وليبتكـر غيرهـا ممـا يقـع كـل يوم تحـت حسـه وإدراكـه حتـى‬ ‫يتمك ـن م ـن امتلك فكره وحص ـره على شيــء خاص وبذلك‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫يسود على نفسه ويجعل أمياله خاضعة لرادته ويتمشى بها‬ ‫إلى التأثي ـر على الغي ـر فيلزم ـه النجاح ف ـي أعماله الدنيوي ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫. والغبطة في حياته اليومية‬


‫اْلفصل اْلخامس عَشر‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬

‫خطبــــة الـــوداع‬ ‫إدراك الحقيقة الغريزي ــ معرفة الذات ــ تنبيه للباحث عن‬ ‫الحقيقـة ـــ الخاء النسـاني ـــ ل تكـن خادعـا ول مخدوعـا ـــ ل‬ ‫. تفرط في القوة التي اكتسبتها‬ ‫***...***...***‬


‫إننـا نشعـر بأن القراء الذيـن تتبعوا باعتناء فصـول هذا الكتاب‬ ‫. أحسوا بنمو العتقاد الغريزي فيهم بحقيقة ما قدمناه‬ ‫ل نستطيع في كتاب مثل هذا الحجم ولمثل الغرض المتقدم‬ ‫إل نلفـت نظـر القراء إلى الوقائع المهمة التـي تتأسـس عليهـا‬ ‫معرفـة النفـس ـــ وذكـر بعـض التماريـن التـي يجـب ممارسـتها‬ ‫. بذمة فتنمو فيهم القوة الراقدة‬ ‫وتخطـي هذه الحدود يخرجنـا عـن الغرض الذي توخيناه فـي‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫هذا الكتاب وهو نشره بين الجمهور لتمرينهم على استخدام‬ ‫القوة المغنطيسية والتأثير النفسي في العمال وفي الحياة‬ ‫. اليومية‬ ‫وجل ما نقوله للقارئ أن الحقيقة موجودة في باطنه وتتضح‬ ‫له عندما يحركها من مكمنها ويتعهدها بإرادته فتنمو كالزهرة‬ ‫. تدريجيا ومتى عرف النسان نفسه نال الجزاء الحسن‬ ‫اعلم أن شعلة النار مت ــى ذكيته ــا ق ــد يندلع لهيبه ــا ويتناول‬ ‫ـ‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫. ضوئها جميع ما يحيط بها‬ ‫بادر إلى متابعــة الســير ف ـي طري ـق الحياة الكاملة بســكينة‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫وجــد واعلم أن التســرع شيــء والمبادرة شيــء آخــر . وأن‬ ‫التهيـج والحميـة شيئان مختلفان . وان القوة والغوغاء 

هناك تعليق واحد:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...