====من متطلبات عمل الموظفين في ماكدونالدز أنهم يحترموا العميل، يكلموه بلطف وود، يقولوا حضرتك وشكرًا وشرفتنا وبعد إذنك، سواء الكاشير أو العمال أو الناس اللي لابسة يوينيفورم وبتسلّم الزباين طلباتها، وفي حياتي مش هانسى موقف حصل في ماكدونالدز فرع المهندسين في القاهرة، ولد مراهق شكله غير منتمي على الإطلاق للمكان ده، شكله مبهدل، شعره منعكش، بنطلونه مقطع من تحت، جزمته متربة، وفيه آثار شحم على إيديه، وتخميني أنه ممكن يكون صبي ميكانيكي مثلاً، أو شخص مش متعود على الإطلاق أنه ياكل الأكل ده ويعد في مكان زي ده، لدرجة أنه تقريبًا كان الشخص الوحيد في المكان كله اللي مش معاه موبايل ومشغول بالبحلقة فيه لسبب ما زينا كلنا.
كان جاي لوحده وعلى وشه تعبير الطفل اللي داخل الملاهي، طلب أوردر ما مش غالي، واللي فاكره كويس وعلّم معايا وأنا واقف وراه في طابور الزباين، هوّ أنه قد إيه كان مبسوط بإن كل الناس بتحترمه، وأنا متأكد إن ماخطرش في باله بتاتًا التنظير المناهض للرأسمالية اللي بيتكلم عن الاحترام المزيف الرسمي للموظفين، واللي كأنه دور تمثيلي بيتقمص فيه الموظف لهجة كلام معينة ورصة جمل معينة وتعابير وش معينة هيّ أبعد ما يكون عن الأصالة، هيّ مسرحية وده السيناريو، وكل ده كلام فارغ مايهمش الواد ده ببصلة، وكان باين عليه أنه مصدق المسرحية، أو عايز يصدقها، وكان مستمتع تمامًا باحترام الموظفين ومعاملتهم الحلوة، لدرجة أني حسيت أنه داخل ماكدونالدز عشان يشتري جو المطعم أكتر من الأكل نفسه، أنه بيتلطش في كل حتة فدخل يعد في حتة نضيفة ياكل في مكان شيك مع ناس بتعامله باحترام، وفي اللحظة اللي الولد هايطلع فيها من ماكدونالدز هايرجع تاني للتلطيش والناس والمناطق الوسخة، وفي اللحظة اللي الموظفين بيطلعوا فيها بيرجعوا بني آدمين طبيعين ممكن يقابلوه في ظروف تانية ويلطشّوه هما كمان.
ومن حكايات كل الناس اللي أعرفها باستثناء المحظوظين، هيّ دي الطريقة اللي ماشي بيها العلاج النفسي في مصر، مسرحية بيروح فيها المريض يشتري شوية اهتمام ووقت من دكتور بيمثل الاهتمام بحكم مهنته، السلعة/المسرحية هنا هي إن شخص هايسألك عن أفكارك ومشاعرك باهتمام، وأنك تلاقي الدكتور المناسب ليك ده يكاد يكون أشبه بأنك تلاقي حب حياتك، المحظوظين بس اللي بيلاقوه من أول مرة، والباقي بيتمرمطوا بين حد والتاني وفي الآخر ممكن مايلاقيهوش.
كان جاي لوحده وعلى وشه تعبير الطفل اللي داخل الملاهي، طلب أوردر ما مش غالي، واللي فاكره كويس وعلّم معايا وأنا واقف وراه في طابور الزباين، هوّ أنه قد إيه كان مبسوط بإن كل الناس بتحترمه، وأنا متأكد إن ماخطرش في باله بتاتًا التنظير المناهض للرأسمالية اللي بيتكلم عن الاحترام المزيف الرسمي للموظفين، واللي كأنه دور تمثيلي بيتقمص فيه الموظف لهجة كلام معينة ورصة جمل معينة وتعابير وش معينة هيّ أبعد ما يكون عن الأصالة، هيّ مسرحية وده السيناريو، وكل ده كلام فارغ مايهمش الواد ده ببصلة، وكان باين عليه أنه مصدق المسرحية، أو عايز يصدقها، وكان مستمتع تمامًا باحترام الموظفين ومعاملتهم الحلوة، لدرجة أني حسيت أنه داخل ماكدونالدز عشان يشتري جو المطعم أكتر من الأكل نفسه، أنه بيتلطش في كل حتة فدخل يعد في حتة نضيفة ياكل في مكان شيك مع ناس بتعامله باحترام، وفي اللحظة اللي الولد هايطلع فيها من ماكدونالدز هايرجع تاني للتلطيش والناس والمناطق الوسخة، وفي اللحظة اللي الموظفين بيطلعوا فيها بيرجعوا بني آدمين طبيعين ممكن يقابلوه في ظروف تانية ويلطشّوه هما كمان.
ومن حكايات كل الناس اللي أعرفها باستثناء المحظوظين، هيّ دي الطريقة اللي ماشي بيها العلاج النفسي في مصر، مسرحية بيروح فيها المريض يشتري شوية اهتمام ووقت من دكتور بيمثل الاهتمام بحكم مهنته، السلعة/المسرحية هنا هي إن شخص هايسألك عن أفكارك ومشاعرك باهتمام، وأنك تلاقي الدكتور المناسب ليك ده يكاد يكون أشبه بأنك تلاقي حب حياتك، المحظوظين بس اللي بيلاقوه من أول مرة، والباقي بيتمرمطوا بين حد والتاني وفي الآخر ممكن مايلاقيهوش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق