الأحد، 2 أكتوبر 2016

سرطان

أصيب صبي شاب بمرض السرطان ودخل

... ... المستشفى لعدة أسابيع

حيث كان يتلقى علاجا كيميائيا وإشعاعيا.

وأثناء العلاج فقد جميع شعره

في طريق عودته إلى البيت من المستشفى شعر بالقلق، ليس من السرطان بل من

الإحراج الذي سيشعر به عندما يذهب إلى المدرسة برأس اصلع."يا أخي إنت عامل ليه كده زي الشريك المخالف؟"
عبارة ترددت علي مسامعنا كمصريين في لحظات وظروف متباينة. مصدرها أستاذ في قاعة درس، عضو كبير في العائلة، رئيس في العمل، أو حتي شخص يتولي إدراة ندوة. في كل الحالات يملك الفرد مصدر العبارة سلطة تفويض من الجماعة (الدولة، المؤسسة، النقابة، المنتدي، الخ)، أو هكذا يتصور، تخوِّل له (أو هكذا يتصور برضه) حق ضبط ايقاع الجماعة، ومراقبتها، وفرض التماثل بين أعضائها عليها، بحيث تصبح العضوية في هذه الجماعة مشروطةً بأن يقبل العضو الجديد خلع اختلافه عند بابها، والتطهر من فرديته، وان يقبل باختتان عقله وروحه من خلال عقد إذعان يصبح الفرد بموجبه امتداداً للجماعة، يذوب فيها، ويمتثل لأمرها،و يسجن عقله وروحه داخل أسوارها، فإن خرج عن الصف أشهرت في وجهه "إنت ليه عامل زي الشريك المخالف؟" فإن لم تردعه العبارة التهديدية، ظهرت صور العقاب الأخري، ابتداءً من "العين الحمرا" حتي الإقصاء المادي أو المعنوي


وكان قد قرّر أن يرتدي باروكة أو قبعة.

عندما وصل إلى البيت مشى أمام الباب وأضاء الأنوار. ورأى أمرا فاجأه
!
كان هناك حوالي خمسين من أصدقائه يقفزون ويهزجون مردّدين بصوت واحد: مرحبا

بعودتك إلى البيت!

نظر الصبي حول الغرفة ولم يصدّق عينيه. كان كل أصدقائه الخمسين حليقي الرؤوس!

ألا يسرّنا أن يكون لنا أصدقاء يهتمون بنا ويتلمسون آلامنا ويتعاطفون معنا لدرجة أن يضحوا

بأي شئ مهما كان صغيرا أو رمزيا طالما كان ذلك يشعرنا بالاحتواء والسلوى والمحبة؟

ربنا يخلينا لبعض..المنكرات---------

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...