كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم شديد اللطف
بالنساء و قال صلى الله عليه و سلم :
[
أيما
رجل صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله
الأجر مثل ما أعطى أيوب عليه السلام على
بلائه و أيما امرأة صبرت على سوء خلق زوجها
أعطاها الله من الأجر مثل ما أعطى آسية
بنت مزاحم امرأة فرعون ]
و
قد روي أن رجلا جاء إلى عمر رضي الله عنه
يشكو خلق زوجته فوقف على باب عمر ينتظر
خروجه فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها
و تخاصمه و عمر ساكت لا يرد عليها فانصرف
الرجل راجعا و قال :
إن
كان هذا حال عمر مع شدته و صلابته ـ و هو
أمير المؤمنين ـ فكيف حالي ؟ فخرج عمر
فرآه موليا عن بابه فناداه و قال :
ما
حاجتك يا رجل ؟ فقال يا أمير المؤمنين جئت
أشكو إليك سوء خلق امرأتي و استطالتها
علي فسمعت زوجتك كذلك فرجعت و قلت :
إذا
كان حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي
؟ فقال عمر :
يا
أخي إني احتملتها لحقوق لها علي :
إنها
طباخة لطعامي خبازة لخبزي غسالة لثيابي
مرضعة لولدي و ليس ذلك كله بواجب عليها و
يسكن قلبي بها عن الحرام فأنا احتملتها
لذلك فقال الرجل :
يا
أمير المؤمنين و كذلك زوجتي قال عمر :
فاحتملها
يا أخي فإنما هي مدة يسيرة
و حكي أن بعض الصالحين كان له أخ في الله و كان من الصالحين يزوره في كل سنة مرة فجاء لزيارته فطرق الباب فقالت امرأته : من ؟ فقال : أخو زوجك في الله جئت لزيارته فقالت : راح يحتطب لا رده الله و لا سلمه و فعل به و فعل و جعلت تذمذم عليه فبينما هو واقف على الباب و إذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل و قد حمل حزمة الحطب على ظهر أسد و هو يسوق بين يديه فجاء فسلم على أخيه و رحب به و دخل المنزل و أدخل الحطب و قال للأسد : اذهب بارك الله فيك ثم أدخل أخاه و المرأة على حالها تذمذم و تأخذ بلسانها و زوجها لا يرد عليها فأكل مع أخيه شيئا ثم ودعه و انصرف و هو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة قال : فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب فقالت امرأته : من بالباب ؟ قال أخو زوجك فلان في الله فقالت مرحبا بك و أهلا و سهلا اجلس فإنه سيأتي إن شاء الله بخير و عافية قال : فتعجب من لطف كلامها و أدبها إذ جاء أخوه و هو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضا لذلك فجاء فسلم عليه و دخل الدار و أدخله و أحضرت المرأة طعاما لهما و جعلت تدعو لهما بكلام لطيف فلما أراد أن يفارقه قال : يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه قال : و ما هو يا أخي ؟ قال : عام أول أتيتك فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب تذم كثيرا و رأيتك قد أتيت من نحو الجبل و الحطب على ظهر الأسد و هو مسخر بين يديك و رأيت العام كلام المرأة لطيفا لا تذمذم و رأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟ قال يا أخي : توفيت تلك المرأة الشرسة و كنت صابرا على خلقها و ما يبدو منها كنت معها في تعب و أنا أحتملها فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت يحمل عني الحطب بصبري عليها و احتمالي لها فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة و أنا في راحة معها فانقطع عني الأسد فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة فنسأل الله أن يرزقنا الصبر على ما يحب و يرضى إنه جواد كريم .
و حكي أن بعض الصالحين كان له أخ في الله و كان من الصالحين يزوره في كل سنة مرة فجاء لزيارته فطرق الباب فقالت امرأته : من ؟ فقال : أخو زوجك في الله جئت لزيارته فقالت : راح يحتطب لا رده الله و لا سلمه و فعل به و فعل و جعلت تذمذم عليه فبينما هو واقف على الباب و إذا بأخيه قد أقبل من نحو الجبل و قد حمل حزمة الحطب على ظهر أسد و هو يسوق بين يديه فجاء فسلم على أخيه و رحب به و دخل المنزل و أدخل الحطب و قال للأسد : اذهب بارك الله فيك ثم أدخل أخاه و المرأة على حالها تذمذم و تأخذ بلسانها و زوجها لا يرد عليها فأكل مع أخيه شيئا ثم ودعه و انصرف و هو متعجب من صبر أخيه على تلك المرأة قال : فلما كان العام الثاني جاء أخوه لزيارته على عادته فطرق الباب فقالت امرأته : من بالباب ؟ قال أخو زوجك فلان في الله فقالت مرحبا بك و أهلا و سهلا اجلس فإنه سيأتي إن شاء الله بخير و عافية قال : فتعجب من لطف كلامها و أدبها إذ جاء أخوه و هو يحمل الحطب على ظهره فتعجب أيضا لذلك فجاء فسلم عليه و دخل الدار و أدخله و أحضرت المرأة طعاما لهما و جعلت تدعو لهما بكلام لطيف فلما أراد أن يفارقه قال : يا أخي أخبرني عما أريد أن أسألك عنه قال : و ما هو يا أخي ؟ قال : عام أول أتيتك فسمعت كلام امرأة بذيئة اللسان قليلة الأدب تذم كثيرا و رأيتك قد أتيت من نحو الجبل و الحطب على ظهر الأسد و هو مسخر بين يديك و رأيت العام كلام المرأة لطيفا لا تذمذم و رأيتك قد أتيت بالحطب على ظهرك فما السبب ؟ قال يا أخي : توفيت تلك المرأة الشرسة و كنت صابرا على خلقها و ما يبدو منها كنت معها في تعب و أنا أحتملها فكان الله قد سخر لي الأسد الذي رأيت يحمل عني الحطب بصبري عليها و احتمالي لها فلما توفيت تزوجت هذه المرأة الصالحة و أنا في راحة معها فانقطع عني الأسد فاحتجت أن أحمل الحطب على ظهري لأجل راحتي مع هذه المرأة المباركة الطائعة فنسأل الله أن يرزقنا الصبر على ما يحب و يرضى إنه جواد كريم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق