أيها الحب كم من الفتيات ضاعت بسببك ، تلقي الفتاة بنفسها في يد أول عابث يصب كلماته في أذنيها فتهدر أولا كرامتها ( يشهد بذلك كورنيش النيل والحدائق العامة ) ثم سمعتها وإذا أصمت أذنيها وتزوجته في ظروف مستحيلة تكون قد أهدرت حياتها في سبيل الوهم ، أما إذا لم تتزوجه وهذا هو الأرجح فإن التجربة تجعلها تخسر الكثير .
فتاتي العزيزة لايمكن العثور علي الحب في الطرقات أو وسائل المواصلات أو مدرجات الجامعة ، الحب المحترم في حقيقته هو نبات حريري فائق الجمال والسحر والعبقرية ولكنه لا ينمو إلا في النور ، بين خطيبين ثم عروسين يفرح بهما الأهل والأصدقاء وتتسع دائرة الحب وتنعكس أنواره فتضئ وجوه الحاضرين فرحة وسرورا وتلتمع دموع السعادة في عيون الأم والأب الذين أدي كل منهما ما عليه وأثمرت تربيته ثمارها الصالحة ، تتوالي عليهما التهاني والبركات وتصبح كل لحظة تمر إضاءة لجانب جديد من السعادة والهناء.
فتاتي الحبيبة انتظري نصيبك في كبرياء، وادخري قلبك لمن يستحقه، حافظي علي كرامة أبيك واجعلي رأس أمك مرفوعة في السماء ، وعندما تفرحين فرحتك الكبري بملابسك البيضاء الناصعة وطرحتك التي تزيد براءتك وجمالك سوف تعرفين بنفسك ما هو الحب .
إن الإسلام الحق هو الدواء الناجع، والعناصر التي يقدمها لقيام مجتمع طاهر، تصان فيه الأعراض، وتسود أرجاءه العفّة وتبدأ من البيت، فالصلوات تنتظم أفراده كلهم الصبية والرجال، ويُراقَب أداؤها بتلطف وصرامة، وتراعي شعائر الإسلام في الطعام واللباس والمبيت والاستئذان، واستضافة الأقارب والأصدقاء..
إن جوانب الحياة العامة كثيرة، وهي مسئولة عن صون البيت وإشاعة الطهر، وإنشاء أجيال أدنى إلى الاستقامة.
هناك معالم ثلاثة ينبغي أن تتوفر في البيت المسلم، أو أن تظهر في كيانه المعنوي ليؤدي رسالته ويحقق وظيفته، هذه الثلاثة هي: السكينة والمودة والتراحم..
وأعني بالسكينة الاستقرار النفسي، فتكون الزوجة قرة عين لرجلها، لا يعدوها إلى أخرى، كما يكون الزوج قرة عين لامرأته، لا تفكر في غيره..
أما المودة فهي شعور متبادل بالحب يجعل العلاقة قائمة على الرضا والسعادة.. ويجيء دور الرحمة لنعلم أن هذه الصفة أساس الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء على سواء، فالله سبحانه يقول لنبيه "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك.."(آل عمران:159)، فليست الرحمة لونا من الشفقة العارضة، وإنما هي نبع للرقة الدائمة ودماثة الخلاق وشرف السيرة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق