وفي غض البصر عدة فوائد أحدها تخليص القلب من ألم الحسرة فإن من أطلق نظره دامت حسرته فأضر شيء على القلب إرسال البصر فإنه يريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه وذلك غاية ألمه وعذابه قال الأصمعي رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة فجعلت أنظر إليها وأملأ عيني من محاسنها فقالت لي يا هذا ما شأنك قلت وما عليك من النظر فأنشأت تقول
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر فهو إنما يرمي قلبه ولي من أبيات
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا ... أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له ... توقه إنه يأتيك بالعطب
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر فهو إنما يرمي قلبه ولي من أبيات
يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا ... أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له ... توقه إنه يأتيك بالعطب
(1/97)
وقال الفرزدق
تزود منها نظرة لم تدع له ... فؤادا ولم يشعر بما قد تزودا
فلم أر مقتولا ولم أر قاتلا ... بغير سلاح مثلها حين أقصدا
وقال آخر
ومن كان يؤتى من عدو وحاسد ... فإني من عيني أتيت ومن قلبي
هما اعتوراني نظرة ثم فكرة ... فما أبقيا لي كل من رقاد ولا لب
وقال آخر
رماني بها طرفي فلم تخط مقلتي ... وما كل من يرمى تصاب مقاتله
إذا مت فابكوني قتيلا لطرفه ... قتيل صديق حاضر ما يزيله
وقال ابن المعتز
متيم يرعى نجوم الدجى ... يبكي عليه رحمة عاذله
عيني أشاطت بدمى في الهوى ... فابكوا قتيلا بعضه قاتله
ومثله للمتنبي
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه ... فمن المطالب والقتيل القاتل
وقال أيضا
يا نظرة نفت لرقاد وغادرت ... في حد قلبي ما بقيت فلولا
كانت من الكحلاء سؤلي وإنما ... أجلي تمثل في فؤادي سولا
وقال أيضا
تزود منها نظرة لم تدع له ... فؤادا ولم يشعر بما قد تزودا
فلم أر مقتولا ولم أر قاتلا ... بغير سلاح مثلها حين أقصدا
وقال آخر
ومن كان يؤتى من عدو وحاسد ... فإني من عيني أتيت ومن قلبي
هما اعتوراني نظرة ثم فكرة ... فما أبقيا لي كل من رقاد ولا لب
وقال آخر
رماني بها طرفي فلم تخط مقلتي ... وما كل من يرمى تصاب مقاتله
إذا مت فابكوني قتيلا لطرفه ... قتيل صديق حاضر ما يزيله
وقال ابن المعتز
متيم يرعى نجوم الدجى ... يبكي عليه رحمة عاذله
عيني أشاطت بدمى في الهوى ... فابكوا قتيلا بعضه قاتله
ومثله للمتنبي
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه ... فمن المطالب والقتيل القاتل
وقال أيضا
يا نظرة نفت لرقاد وغادرت ... في حد قلبي ما بقيت فلولا
كانت من الكحلاء سؤلي وإنما ... أجلي تمثل في فؤادي سولا
وقال أيضا
(1/98)
وقي الأمير من العيون فإنه ... مالا يزول ببأسه وسخائه
يستأسر البطل الكمي بنظرة ... ويحول بين فؤاده وعزائه
وقال الصوري
إذا أنت لم ترع البروق اللوامحا ... ونمت جرى من تحتك السيل سائحا
غرست الهوى باللحظ ثم احتقرته ... وأهملته مستأنسا متسامحا
ولم تدر حتى أينعت شجراته ... وهبت رياح الوجد فيه لواقحا
فأمسيت تستدعي من الصبر عازبا ... عليك وتستدني من النوم نازحا ودخل أصبهان مغن فكان يتغنى بهذين البيتين
سماعا يا عباد الله مني ... وكفوا عن ملاحظة الملاح
فإن الحب آخره المنايا ... وأوله شبيه بالمزاح
وقال آخر
وشادن لما بدا ... أسلمني إلى الردى
بظرفه ولطفه ... وطرفه لما بدا
أردت أن أصيده ... فصاد قلبي وعدا
وقال آخر يعاتب عينه
والله يا بصري الجاني على جسدي ... لأطفئن بدمعي لوعة الحزن
تالله تطمع أن أبكي هوى وضنى ... وأنت تشبع من غمض ومن وسن
هيهات حتى ترى طرفا بلا نظر ... كما أرى في الهوى شخصا بلا بدن
يستأسر البطل الكمي بنظرة ... ويحول بين فؤاده وعزائه
وقال الصوري
إذا أنت لم ترع البروق اللوامحا ... ونمت جرى من تحتك السيل سائحا
غرست الهوى باللحظ ثم احتقرته ... وأهملته مستأنسا متسامحا
ولم تدر حتى أينعت شجراته ... وهبت رياح الوجد فيه لواقحا
فأمسيت تستدعي من الصبر عازبا ... عليك وتستدني من النوم نازحا ودخل أصبهان مغن فكان يتغنى بهذين البيتين
سماعا يا عباد الله مني ... وكفوا عن ملاحظة الملاح
فإن الحب آخره المنايا ... وأوله شبيه بالمزاح
وقال آخر
وشادن لما بدا ... أسلمني إلى الردى
بظرفه ولطفه ... وطرفه لما بدا
أردت أن أصيده ... فصاد قلبي وعدا
وقال آخر يعاتب عينه
والله يا بصري الجاني على جسدي ... لأطفئن بدمعي لوعة الحزن
تالله تطمع أن أبكي هوى وضنى ... وأنت تشبع من غمض ومن وسن
هيهات حتى ترى طرفا بلا نظر ... كما أرى في الهوى شخصا بلا بدن
(1/99)
وقال آخر
يا من يرى سقمي يزيد ... وعلتي أعيت طبيبي
لا تعجبن فهكذا ... تجني العيون على القلوب
وقال آخر
لواحظنا تجني ولا علم عندنا ... وأنفسنا مأخوذة بالجرائر
ولم أرى أغبى من نفوس عفائف ... تصدق أخهار العيون الفواجر
ومن كانت الأجفان حجاب قلبه ... أذن على أحشائه بالفواقر
وقال آخر
ومستفتح باب البلاء بنظرة ... تزود منها قلبه حسرة الدهر
فوالله ما تدري أيدري بما جنث ... على قلبه أم أهلكته وما يدري
وقال آخر
أنا ما بين عدوين هما قلبي وطرفي ...
ينظر الطرف ويهوى القلب والمقصود حتفي
وقال الخفاجي
رمت عينها عيني وراحت سليمة ... فمن حاكم بين الكحيلة والعبرى
فيا طرف قد حذرتك النظرة التي ... خلست فما راقبت نهيا ولا زجرا
يا من يرى سقمي يزيد ... وعلتي أعيت طبيبي
لا تعجبن فهكذا ... تجني العيون على القلوب
وقال آخر
لواحظنا تجني ولا علم عندنا ... وأنفسنا مأخوذة بالجرائر
ولم أرى أغبى من نفوس عفائف ... تصدق أخهار العيون الفواجر
ومن كانت الأجفان حجاب قلبه ... أذن على أحشائه بالفواقر
وقال آخر
ومستفتح باب البلاء بنظرة ... تزود منها قلبه حسرة الدهر
فوالله ما تدري أيدري بما جنث ... على قلبه أم أهلكته وما يدري
وقال آخر
أنا ما بين عدوين هما قلبي وطرفي ...
ينظر الطرف ويهوى القلب والمقصود حتفي
وقال الخفاجي
رمت عينها عيني وراحت سليمة ... فمن حاكم بين الكحيلة والعبرى
فيا طرف قد حذرتك النظرة التي ... خلست فما راقبت نهيا ولا زجرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق