تصرف الأغلبية، وبالتيالي فنستطيع الحكم على المجتمع بما تتصرف به أغلبيته على أنه تصرف ذلك المجتمع مع اخذنا بعين الاعتبار وجود بعض الاستثناءات في المجتمع، ولكن لا حول لها ولا قوة في ظل سيطرة الأغلبية الغوغائية وتفرق الأقلية العاقلة التي لا بيئة مشتركة تجمعها لتعمل سويا. اما لأن هذه القلة لم تجد تلك البيئة، أو لأن تكل البيئة لم تجد. لكنهم وبالتأكيد يتوقون لوجودها. المهم ليس هذا هو موضوع حديثنا. فموضوع حديثنا والذي أثاره اثارتك له عبر هذا الادراج الرائع الذي أراه نابعا من قلبك، بصرخة دوت عاليا في اذني ولذا أحببت المشاركة بهذا التعليق الذي أرجوا له أن يضيف أو يضاف عليه. ولكي لا أطيل في الحديث كما أطلت في المقدمة، فألخص تعليقي بسؤالين. الأول: يتعلق بمن المقصود في مقالك بنحن أو أي ضمير جمع استخدمتيه؟ وهل هم يشكلون جمعا حقيقيا فعلا الان، يمكن محادثته بهذه الصيغة، أم أن هذا ما ترجينه منهم؟ واذا كانوا ليسوا جمعا الان، فهل يجوز محادثتهم بصيغة الجمع أم أننا يجب أن ننتظر تجمعهم قبل ذلك؟ أمر اخر وهو أنه هل علينا العمل على التجميع قبل الحديث عن ما يخص لذلك الجمع المفترض، وكأن التجمع حاصل تلقائيا ودون الالتفات لحقيقة واقع الحال؟، هذا بالنسبة لما يتعلق بموضوع السؤال الأول. أما السؤال الثاني وما يتعلق به فهو، عن موضوع الفاتيكان وما تحدث به قائده وقبل ذلك غيره الذي قالوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قالوا، فهل نحن (بعد تعريفنا لمن تعود صيغة الجمع طبعا)، في موضع قوة للمطالبة بالاعتذار؟ ثم ماذا لو رفض البابا الاعتذار! فهل سنعمل مثل الأطفال ونقاطعهم ولا نتحدث مع كل الكاثوليك ومن يقفون معهم في موقفهم؟ وهذا أقصى ما نستطيع فعله باعتقادي في الوقت الحالي. كما أنني أعتقد بأننا لن نستطيع الصمود في المقاطعة طويلا، فنحن وبعد الله سبحانه وتعالى قد اعتمدنا عليهم في كل شؤوننا ومصادر عيشنا ووطنا أنفسنا على أن نكون مستهلكين لا منتجين. هل أعددنا العدة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا للاستقلال بذواتنا عن غيرنا، وهل أعددنا لاعداء الله سبحانه وأعدائنا ما استطعنا من القوة، لمواجهتهم حين رفضهم لمنطق الحوار، أو لاسترداد حقوقنا التي قد تسلب، هذا ان لم يوجد ما هو مسلوب الان. أعتقد بأن هناك أولويات أكبر وأكثر من مجرد اعتذار البابا عن ما قاله، فهناك اخرون ممن يجب محاكمتهم بل واقامة الحد عليهم أولا وقبل كل شيء، وقد يكون بينهم ممن ينتسبون الينا أيضا. كما أنه وبالتأكيد يجب الأخذ بثأرنا ممن أوصلنا الى هذه الحالة المزرية التي نعيشها، القائمة على المصالح فقط، والأقوى هو من عليه أن يحصل كافة مصالحة، والضعيف لا يجب أن تكون له مصالح لكي يطالب فيها، وعليه السمع والطاعة ودون المناقشة للأقوى. والا ستتم الصاق جميع أنواع التهم المستحدثة في هذا الزمان به، أي الضعيف، ومن ثم معاقبته وقتاله، وأخذ ثرواته على أساس أنها غنائم (وقد لا يعرف هو أيضا ما لديه من ثروات)، وكل ذلك بناء على هذا الاتهام، وأي دفاع أو قول من ناحيته فهو مردود عليه ولن يصدقه فيه أحد، لأن الضعفاء الاخرين يخافون من تحول الموجة عليهم، والأقوياء اللاأخلاقيون ما يهمهم هو المصالح ونيل نصيب من الغنائم، وما الى هنالك من تفاصيل هذه القصة المعروفة. للحديث بقية، ولكنني فقط أحببت مشاركتك يا أخت ميس في هذه المدونة المميزة باسلوبها وتنوعها ومواضيعها المثيرة للجدل. نترك كل ما يجب علينا فعله، ونطالب الغير بما لا يجب عليهم فعله. فيضحكون علينا كالأطفال، ومن ثم ننسى كل شيء. والمستفيد الوحيد من هذه الزوبعة هو هم وحدهم. الا متى نظل نهتم بالقشور وننسى اللب. ألم يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شخصه وفي حياته، ولم يرد عليه الصلاة والسلام، حيث كان في موضع ضعف تلك الأيام، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل البشرية على الاطلاق ايمانا وحرصا على الدين وعلى كرامته. هل من يتحدثون الان هم في موقع قوة للمطالبة بالاعتذار من البابا، وهل سيستطيعون دفع البلاء اذا ركب هو ومن يدعمونه رؤوسهم ولم يعتذروا وبدؤوا بالهجوم علينا وربما عسكريا، هل هم يعلمون بأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. لماذا لم يغضب كل هذا الغضب على دماء المسلمين التي تراق في كل ثانية، ومنهم الشيوخ والأطفال والنساء، لماذا لا يغضبون مثل هذا الغضب على أراضيهم التي يتم الاستيلاء عليها، وعلى من يغتصب من نسائهم، وماهو التبرير لكل ذلك التقاعس، أليس هو ميزان القوى على حد علمي؟ ألا يجب أن يتم تناسي ميزان القوى والعمل على توحيد الصفوف لحل كل تلك المشكلات، بدل هذا الغضب الصوري الذي قد يجلب المفاسد علينا كمسلمين بدل أن يكون في صالحنا؟!. هل نحن أمة كلام، واذا تم الضحك علينا بكلمتين، فلا بأس بفعل كل ما يريده بنا الاخرون من قتل ونهب وتدمير على أرض الواقع، طالما يقومون بفعل كل ذلك وهم يبتسمون لنا ويسمعوننا كلاما طيبا في المؤتمرات والندوات والمحاضرات. لا حول ولا قوة الا بالل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
نفسى
فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...
-
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، والأدوية المصنعة كالسبرالكس والزيروكسات والزولفت هي أدوية أكثر نقاءً وأكثر تأثيرًا على الناقلات العصبية، لأنه...
-
Je gezondheid is een weerspiegeling van je psychische toestand! De ziekte is meestal het gevolg van onopgeloste interne conflicten die verv...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق