الجمعة، 28 يونيو 2019

فر بها إلا الفاسقون ‏.‏ أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون ‏.‏ ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ‏.‏ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ‏.‏ ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون ‏}
قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولقد أنزلنا إليك آيات بينات‏}‏ الآية‏.‏ أي أنزلنا إليك يا محمد علامات واضحات، دالاّت على نبوّتك، وتلك الآيات هي ما حواه كتاب اللّه من خفايا علوم اليهود، ومكنونات سرائر أخبارهم، وأخبار أوائلهم من بني إسرائيل، والنبأ عما تضمنته كتبهم التي لم يكن يعلمها إلا أحبارهم وعلماؤهم، وما حرّفه أوائلهم وأواخرهم وبدلوه من أحكامهم التي كانت في التوراة، فأطلع اللّه في كتابه الذي أنزله على نبيّه محمد صلى اللّه عليه وسلم، فكان في ذلك من أمره الآيات البينات لمن أنصف من نفسه، ولم يدعها إلى هلاكها الحسدُ والبغيُ‏.‏ عن ابن عباس قال‏:‏ قال ابن صوريا القطويني لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ يا محمد ما جئتنا بشيء نعرفه، وما أنزل اللّه عليك من آية بينة فنتبعك، فأنزل اللّه في ذلك‏:‏ ‏{‏ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون‏}‏ وقال مالك بن الصيف حين بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وذكَّرهم ما أُخذ عليهم من الميثاق، وما عُهد إليهم في محمد صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏واللّه ما عهد إلينا في محمد، وما أُخذ علينا ميثاقٌ، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم‏} وقال الحسن البصري في قوله‏:‏ ‏{‏بل أكثرهم لا يؤمنون‏}‏ قال‏:‏ نعم ليس في الأرض عهد يعاهدون عليه إلا نقضوه ونبذوه، يعاهدون اليوم وينقضون غداً، وقال السدي‏:‏ لا يؤمنون بما جاء به محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقال قتادة‏:‏ ‏{‏نبذه فريق منهم‏}‏ أي نقضه فريق منهم‏.‏ وقال ابن جرير‏:‏ أصل النبذ الطرح والإلقاء، ومنه سمي اللقيط منبوذاً، ومنه سمي النبيذ - وهو التمر والزبيب - إذا طرحا في الماء، قال أبو الأسود الدؤلي‏:‏
نظرتَ إلى عنوانه فنبذتَه * كنبذك نعلاً أخلقتْ من نعالكا
قلت‏:‏ فالقوم ذمهم اللّه بنبذهم العهود التي تقدم اللّه إليهم في التمسك بها والقيام بحقها، ولهذا أعقبهم ذلك التكذيب بالرسول المبعوث إليهم وإلى الناس كافة، الذي في كتبهم نعته وصفته وأخباره، وقد أمروا فيها باتباعه ومؤازرته ونصرته كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل‏}‏، وقال ههنا‏:‏ ‏{‏ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم‏}‏ الآية، أي طرح طائفة منهم كتاب اللّه الذي بأيديهم مما فيه البشارة بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وراء ظهورهم، أي تركوها كأنهم لا يعلمون ما فيها وأقبلوا على تعلم السحر واتّباعه، ولهذا أرادوا كيداً برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسحروه في مُشْط ومُشَاقه وجُفّ طلعة ذَكَرٍ تحت راعوفة ببئر أروان، وكان الذي تولى ذلك منهم رجل يقال له لبيد بن الأعصم لعنه اللّه وقبحه، فأطلع اللّه على ذلك رسوله صلى اللّه عليه وسلم وشفاه منه وأنقذه، كما ثبت ذلك مبسوطاً في الصحيحين كما سيأتي بيانه‏.‏
قال السدي‏:‏ ‏{‏ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم‏}‏ قال‏:‏ لما جاءهم محمد صلى اللّه عليه وسلم عارضوه بالتوراة فخاصموه بها، فاتفقت التوراة والقرآن فنبذوا التوراة، وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت فلم يوافق القرآن، فذلك قوله‏:‏ ‏{‏كأنهم لا يعلمون‏}‏ وقال قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏كأنهم لا يعلمون‏}‏ قال‏:‏ إن القوم كانوا يعلمون ولكنهم نبذوا علمهم وكتموه وجحدوا به‏.‏ عن ابن عباس قال‏:‏ كان آصف كاتب سليمان وكان يعلم الإسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحراً وكفراً، وقالوا هذا الذي كان سليمان يعمل بها‏.‏ قال‏:‏ فأكفره جهال الناس وسبُّوه، ووقف علماء الناس، فلم يزل جهال الناس يسبّونه حتى أنزل اللّه على محمد صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا‏}‏ وقال السدي في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان‏}‏ أي على عهد سليمان، قال‏:‏ كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتقعد منها مقاعد للسمع، فيستمعون من كلام الملائكة ما يكون في الأرض من موت أو غيب أو أمر، فيأتون الكهنة فيخبرونهم فتحدث الكهنة الناس فيجدونه كما قالوا، فلما أمنتهم الكهنة كذبوا لهم وأدخلوا فيه غيره، فزادوا مع كل كلمة سبعين كلمة فاكتتب الناس ذلك الحديث في الكتب، وفشا ذلك في بني إسرائيل أن الجن تعلم الغيب، فبعث سليمان في الناس فجمع تلك الكتب فجعلها في صندوق ثم دفنها تحت كرسيه، ولم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنوا من الكرسي إلا احترق، وقال‏:‏ لا أسمع أحداً يذكر أن الشياطين يعلمون الغيب إلا ضربت عنقه‏.‏
فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين كانوا يعرفون أمر سليمان، وخلف من بعد ذلك خلف، تمثل الشيطان في صورة إنسان، ثم أتى نفراً من بني إسرائيل فقال لهم‏:‏ هل أدلكم على كنز لا تأكلونه أبداً ‏"‏أي لا ينفد بالأكل منه‏"‏قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ فاحفروا تحت الكرسي، فذهب معهم وأراهم المكان وقام ناحيته، فحفروا فوجدوا تلك الكتب، فلما أخرجوهها قال الشيطان‏:‏ إن سليمان إنما كان يضبط الإنس والشياطين والطير بهذا السحر ثم ذهب، وفشا في الناس أن سليمان كان ساحراً، واتخذت بنوا إسرائيل تلك الكتب، فلما جاء محمد صلى اللّه عليه وسلم خاصموه بها فذلك حين يقول اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا‏}‏ وقال سعيد بن جبير‏:‏ كان سليمان يتتبع ما في أيدي الشياطين من السحر فيأخذه منهم، فيدفنه تحت كرسيه في بيت خزانته، فلم تقدر الشياطين أن يصلوا إليه فدنت إلى الإنس فقالوا لهم‏:‏ أتدرون ما العلم الذي كان سليمان يسخّر به الشياطين والرياح وغير ذلك‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ فإنه في بيت خزانته وتحت كرسيه، فاستخرجوه وعملوا به، فأنزل اللّه تعالى على نبيّه محمد صلى اللّه عليه وسلم براءة سليمان عليه السلام، فقال تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا‏}‏ لما ذكر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما نزل عليه من اللّه سليمان بن داودوعدّه فيمن عد من المرسلين، قال مَن كان بالمدينة من اليهود‏:‏ ألا تعجبون من محمد‏؟‏ يزعم أن ابن داود كان نبياً واللّه ما كان إلا ساحراً، وأنزل اللّه‏:‏ ‏{‏وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا‏}‏ الآية‏.‏
وروي أنه لما مات سليمان عليه السلام قام إبليس - لعنه اللّه - خطيباً فقال‏:‏ يا أيها الناس إن سليمان لم يكن نبياً إنما كان ساحراً فالتمسوا سحره في متاعه وبيوته، ثم دلهم على المكان الذي دفن فيه، فقالوا‏:‏ واللّه لقد كان سليمان ساحراً، هذا سحرهُ بهذا تعَّبدنا وبهذا قهرنا، فقال المؤمنون‏:‏ بل كان نبياً مؤمناً‏.‏ فلما بعث اللّه النبي محمداً صلى اللّه عليه وسلم وذكر داود وسليمان، فقالت اليهود‏:‏ انظروا إلى محمد يخلط الحق بالباطل، يذكر سليمان مع الأنبياء إنما كان ساحراً يركب الريح، فأنزل اللّه تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان‏}‏ ‏"‏رواه ابن جرير عن شهر بن حوشب‏"‏الآية‏.‏ فهذه نبذة من أقوال أئمة السلف في هذا المقام‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان‏}‏ أي واتبعت اليهود الذين أوتوا الكتاب من بعد إعراضهم عن كتاب اللّه الذي بأيديهم ومخالفتهم لرسول اللّه محمد صلى اللّه عليه وسلم ما تتلوه الشياطين أي ما ترويه وتخبر به وتحدثه الشياطين على ملك سليمان، وعدّاه بعلى لأنه تضمن ‏{‏تتلو‏}‏ تكذب‏.‏
وقال ابن جرير‏:‏ ‏{‏على‏}‏ ههنا بمعنى في، أي تتلو في ملك سليمان، ونقله عن ابن جريج وابن إسحاق قلت والتضمن أحسن وأولى، واللّه أعلم وقول الحسن البصري رحمه اللّه‏:‏ - وكان السحر قبل زمن سليمان - صحيحٌ لا شك فيه، لأن السحرة كانوا في زمان موسى عليه السلام وسليمان بن داود بعده كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى‏}‏ الآية ثم ذكر القصة بعدها، وفيها‏:‏ ‏{‏وقتل داود جالوت وآتاه اللّه الملك والحكمة‏}‏ وقال قوم صالح - وهم قبل ابراهيم الخليل عليه السلام - لنبيهم صالح إنما ‏{‏أنت من المسحَّرين‏}‏ أي المسحورين على المشهور، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أنزل على الملكين بباب هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفره فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه‏}‏اختلف الناس في هذا المقام، فذهب بعضهم إلى أن ما نافية أعني التي في قوله‏:‏ ‏{‏وما أنزل على الملكين‏}‏ قال القرطبي‏:‏ ما نافية ومعطوف على قوله ‏{‏وما كفر سليمان‏}‏ ثم قال ‏{‏ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين‏}‏، وذلك أن اليهود كانوا يزعمون أنه نزل به جبريل وميكائيل فأكذبهم اللّه وجعل قوله ‏{‏هاروت وماروت‏}‏ بدلاً من الشياطين، قال‏:‏ وصح ذلك إما لأن الجمع يطلق على الإثنين كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏فإن كان له إخوة‏}‏ أو لكونهما لهما أتباع، أو ذكرا من بينهم لتمردهما‏.‏ تقدير الكلام عنده‏:‏ يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت، ثم قال‏:‏ وهذا أولى ما حملت عليه الآية وأصح ولا يلتفت إلى ما سواه‏.‏
وروى ابن جرير بإسناده من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله‏:‏ ‏{‏وما أنزل على الملكين ببابل‏}‏ الآية‏.‏ يقول‏:‏ لم ينزل اللّه السحر، وبإسناده عن الربيع بن أنَس في قوله ‏{‏وما أنزل على الملكين‏}‏ قال‏:‏ ما أنزل اللّه عليهما السحر‏.‏ قال ابن جرير‏.‏ فتأويل الآية على هذا واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر وما كفر سليمان ولا أنزل اللّه السحر على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت‏.‏ فيكون قوله ‏{‏ببابل هاروت وماروت‏}‏ من المؤخر الذي معناه المقدم قال‏:‏ فإن قال لنا قائل‏:‏ كيف وجه تقديم ذلك‏؟‏ قيل‏:‏ وجه تقديمه أن يقال‏:‏ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر وما كفر سليمان وما أنزل اللّه السحر على الملكين ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت فيكون معنياً بالملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام، لأن سحرة اليهود فيما ذكرت كانت تزعم أن اللّه أنزل السحر على لسان جبريل وميكائيل إلى سليمان بن داود، فأكذبهم اللّه بذلك وأخبر نبيّه محمداً صلى اللّه عليه وسلم أن جبريل وميكائيل لم ينزلا بسحر، وبرأ سليمان عليه السلام مما نحلوه من السحر، وأخبرهم أن السحر من عمل الشياطين، وأنها تعلم الناس ذلك ببابل، وأن الذين يعلمونهم ذلك رجلان اسم أحدهما
هاروت واسم الآخر ماروت فيكون هاروت وماروت علىهذا التأويل ترجمة عن الناس ورداً عليهم‏.‏ ثم شرع ابن جرير في رد هذا القول وإن ما بمعنى الذي، وأطال القول في ذلك، وادعى أن هاروت وماروت ملكان أنزلهما اللّه إلى الأرض وأذن لهما في تعليم السحر اختباراً لعباده وامتحاناً بعد أن بيَّن لعباده أن ذلك مما ينهى عنه على ألسنة الرسل، وادعى أن هاروت وماروت مطيعان في تعليم ذلك لأنهما امتثلا ما أمرا به، وهذا الذي سلكه غريب جداً، وأغرب منه قوله من زعم أن ‏{‏هاروت وماروت‏}‏ قبيلان من الجن كما زعمه ابن حزم‏.‏
وقد روي في قصة هاروت و ماروت عن جماعة من التابعين كمجاهد والسدي، والحسن البصري، وقتادة، وأبي العالية، والزهري، والربيع بن أنَس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم وقصَّها خلق من المفسِّرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهر سياق القرآن إجمال القصة من غير بسط ولا إطناب، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أراده اللّه تعالى، واللّه أعلم بحقيقة الحال
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر‏}‏، عن الحسن البصري أنه قال في تفسير هذه الآية‏:‏ نعم أنزل الملكان بالسحر ليعلما الناس البلاء الذي اراد اللّه أن يبتلي به الناس، فأخذ عليهم الميثاق أن لا يعلما أحداً حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر‏.‏ وقال قتادة‏:‏ كان أخذ عليهما أن لا يعلما أحداً حتى يقولا إنما نحن فتنة‏:‏ أي بلاء ابتلينا به فلا تكفر‏.‏ وقال ابن جرير في هذه الآية‏:‏ لا يجترىء على السحر إلا كافر‏.‏ وأما الفتنة فيه المحنة والأختبار، ومنه قول الشاعر‏:‏
وقد فتن الناس في دينهم * وخلى ابن عفان شراً طويلا
ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ ‏}‏
وكذلك قوله تعالى إخباراً عن موسى عليه السلام حيث قال‏:‏ ‏{‏إن هي إلا فتنتك‏}‏ أي ابتلاؤك واختبارك وامتحانك، وقد استدل بعضهم بهذه الآية على تكفير من تعلم السحر واستشهد له بالحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏من أتى كاهناً أو ساحراً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى اللّه عليه وسلم ‏)‏ ‏"‏رواه البزار بسند صحيح‏"‏وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه‏}‏ أي فيتعلم الناس من هاروت وماروت من علم السحر، ما يتصرفون به فيما يتصرفون من الأفاعيل المذمومة، ما إنهم ليفرقون به بين الزوجين مع ما بينهما من الخلطة والإئتلاف، وهذا من صنيع الشياطين كما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏إن الشيطان ليضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة، يجيء أحدهم فيقول‏:‏ ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا، فيقول إبليس‏:‏ لا واللّه ما صنعت شيئاً‏!‏ ويجيء أحدهم فيقول‏:‏ ما تركته حتى فرّقت بينه وبين أهله، قال‏:‏ فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول‏:‏ نعم أنت ‏"‏رواه مسلم عن جابر بن عبد اللّه‏"‏ وسبب التفريق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله‏}‏ قال سفيان الثوري‏:‏ إلا بقضاء اللّه، وقال الحسن البصري‏:‏ من شاء اللّه سلطهم عليه ومن لم يشأ اللّه لم يسلط، ولا يستطيعون من أحد إلا بإذن اللّه وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم‏}‏ أي يضرهم في دينهم وليس له نفع يوازي ضرره ‏{‏ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق‏}‏ أي ولقد علم اليهود الذين استبدلوا بالسحر عن متابعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم لمن فعل فعلهم ذلك، أنه ما له في الآخرة من خلاق، قال ابن عباس من نصيب، ‏{‏ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون‏}‏ يقول تعالى ‏{‏ولبئس‏}‏ البديل ما استبدلوا به من السحر عوضاً عن الإيمان ومتابعة الرسول، لو كان لهم علم بما وعظوا به ‏{‏ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير‏}‏ أي ولو أنهم آمنوا باللّه ورسله واتقوا المحارم، لكان مثوبة اللّه على ذلك خيراً لهم مما استخاروا لأنفسهم ورضوا به كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اللّه خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقَّاها إلا الصابرون‏}‏‏.‏
وقد استدل بقوله‏:‏ ‏{‏ولو أنهم آمنوا واتقوا‏}‏ من ذهب إلى تكفير الساحر، كما هو رواية عن الإمام أحمد ابن حنبل وطائفة من السلف، وقيل‏:‏ بل لا يكفر ولكن حده ضرب عنقه، لما رواه الشافعي وأحمد بن حنبل عن عمرو بن دينار أنه سمع بجالة بن عبدة يقول‏:‏ كتب عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال‏:‏ فقتلنا ثلاث سواحر ‏"‏رواه البخاري من صحيحه‏"‏وصح أن حفصة أم المؤمنين سحرتها جارية لها فأمرت بها فقتلت، قال الإمام أحمد ابن حنبل‏:‏ صح عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم في قتل الساحر، وروى الترمذي عن جندب الأزدي أنه قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏حد الساحر ضربه بالسيف‏)‏‏"‏رواه الترمذي عن جندب الأزدي مرفوعاً وقال‏:‏ لا نعرفه مرفوعاً ألا من هذا الوجه‏"‏وقد روي من طرق متعددة أن الوليد بن عُقبة كان عنده ساحر يلعب بين يديه، فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيرد إليه رأسه، فقال الناس‏:‏ سبحان اللّه يحيي الموتى‏!‏‏!‏ ورآه رجل من صالحي المهاجرين، فلما كان الغد جاء مشتملاً على سيفه، وذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنق الساحر، وقال‏:‏ إنْ كان صادقاً فليحي نفسه، وتلا قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أفتاتون السحر وأنتم تبصرون‏}‏ فغضب الوليد إذ لم يستأذنه في ذلك فسجنه ثم أطلقه، واللّه أعلم‏.‏ وحمل الشافعي رحمه اللّه قصة عمر وحفصة على سحر يكون شركاً، واللّه أعلم‏.‏
 فصل
حكى الرازي في تفسيره عن المعتزلة أنهم أنكروا وجود السحر، قال‏:‏ وربما كفَّروا من اعتقد وجوده، وأما أهل السنّة فقد جوّزوا أن يقدر الساحر أن يطير في الهواء، ويقلب الإنسان حماراً والحمار إنساناً، إلا أنهم قالوا‏:‏ إن اللّه يخلق الأشياء عندما يقول الساحر تلك الرقى والكلمات المعينة، فأما أن يكون المؤثر في ذلك هو الفلك والنجوم فلا، خلافاً للفلاسفة والمنجمين والصابئة، ثم استُدل على وقوع السحر، وأنه بخلق اللّه تعالى بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله‏}‏‏.‏ ومن الأخبار بأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سُحِرَ وأن السحر عمل فيه، وبقصة المرأة مع عائشة رضي اللّه عنها، وما ذكرت من إتيانها بابل وتعلمها السحر‏.‏
ثم قد ذكر أبو عبد اللّه الرازي أن  أنواع السحر ثمانية  الأول‏:‏ سحر الكذابين والكشدانيين الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيرة وهي السيارة وكانوا يعتقدون أنها مدبرة العالم وأنها تأتي بالخير والشر وهم الذين بعث اللّه إليهم ابراهيم الخليل مبطلاً لمقالتهم وراداً لمذهبهم‏.‏
و النوع الثاني‏:‏ سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، ثم استدل على أن الوهم له تأثير بأن الإنسان يمكنه أن يمشي على الجسر الموضوع على وجه الأرض، ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدوداً على نهر أو نحوه، وما ذاك إلا لأن النفوس خلقت مطيعة للأوهام، وقد اتفق العقلاء على أن الإصابة بالعين حق لما ثبت في الصحيح أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين‏)‏‏.‏
و النوع الثالث من السحر‏:‏ الاستعانة بالأرواح الأرضية وهم الجن خلافاً للفلاسفة والمعتزلة وهم على قسمين‏:‏ مؤمنون، وكفار وهم الشياطين، قال‏:‏ واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية لما بينهما من المناسبة والقرب، ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن الإتصال بهذه الأرواح الأرضيه يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرقى والدخن والتجريد، وهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل التسخير‏.‏
 النوع الرابع من السحر‏:‏ التخيلات، والأخذ بالعيون، والشعبذة، ومبناه على أن البصر قد يخطىء ويشتغل بالشيء المعين دون غيره، ألا ترى ذا الشعبذة الحاذق يظهر عمل شيء يذهل أذهان الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استفرغهم الشغل بذلك الشيء بالتحديق ونحوه، عمل شيئاً آخر عملاً بسرعة شديدة، وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غير ما انتظروه، فيتعجبون منه جداً، ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله، ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه، لفطن الناظرون لكل ما يفعله‏.‏
قلت وقد قال بعض المفسِّرين‏:‏ إن سحر السحرة بين يدي فرعون إنما كان من باب بالشعبذة ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤا بسحر عظيم‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يخَيَّل إليه من سحرهم أنها تسعى‏}‏ قالوا‏:‏ ولم تكن تسعى في نفس الأمر، واللّه أعلم‏.‏
 النوع الخامس من السحر‏:‏ الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب آلات مركبة على النسب الهندسية، كفارس على فرس في يده بوق، كلما مضت ساعة من النهار ضرب بالبوق من غير أن يمسه أحد، ومنها الصور التي تصورها الروم والهند حتى لا يفرق الناظر بينها وبين الإنسان حتى يصورنها ضاحكة ‏؟‏‏؟‏ إلى أن قال‏:‏ فهذه الوجوه من لطيف أمور التخاييل، قال‏:‏ وكان سحر سحرة فرعون من هذا القبيل، ‏؟‏‏؟‏ ما قاله بعض المفسرين‏:‏ إنهم عمدوا إلى تلك الحبال والعصي فحشوها زئبقاً فصارت تتلوى بسبب ما فيها من ذلك الزئبق فيخيل إلى الرائي أنها تسعى باختيارها، ومن هذا القبيل حيل النصارى على عامتهم بما يرونهم إياه من الأنوار، كقضية قمامة الكنيسة التي لهم ببلد المقدس، وما يحتالون به من إدخال النار خفية إلى الكنيسة، وإشعال ذلك القنديل بصنعة لطيفة تروج على الطعام منهم، وأما الخواص فهم معترفون بذلك ولكن يتأولون أنهم يجمعون شمل أصحابهم على دينهم فيرون ذلك سائغاً لهم‏.‏
 النوع السادس من السحر‏:‏ الاستعانة بخواص الأدوية في الأطعمة والدهانات، قال‏:‏ واعلم أنه لا سبيل إلى إنكار الخواص، فإن تأثير المغناطيس مشاهد‏.‏ قلت يدخل في هذا القبيل كثير ممن يدعي الفقر ويتحيل على جهلة الناس بهذه الخواص، مدعياً أنها أحوال له من مخالطة النيران ومسك الحيات إلى غير ذلك من المحالات‏.‏
 النوع السابع من السحر‏:‏ التعليق للقلب، وهو أن يدعي الساحر أنه عرف الإسم الأعظم، وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور، فإذا اتفق أن يكون السامع لذلك ضعيف العقل قليل التمييز اعتقد أنه حق وتعلق قلبه بذلك، وحصل في نفسه نوع من الرعب والمخالفة، فإذا حصل الخوف ضعفت القوى الحساسة، فحينئذ يتمكن الساحر أن يفعل ما يشاء‏.‏ قلت‏:‏ هذا النمط يقال له التّنْبلة وإنما يروج على ضعفاء العقول من بني آدم، وفي عِلْم الفِراسة ما يرشد إلى معرفة كامل العقل من ناقصه، فإذا كان النبيل حاذقاً في علم الفراسة عرف من ينقاد له من الناس من غيره‏.‏
 النوع الثامن من السحر‏:‏ السعي بالنميمة من وجوه خفيفة لطيفة وذلك شائع في الناس قلت النميمة على قسمين‏:‏ تارةً تكون على وجه التحريش بين الناس وتفريق قلوب المؤمنين فهذا حرام متفق عليه، فأما إن كانت على وجه الإصلاح بين الناس وائتلاف كلمة المسلمين، أو على وجه التخذيل والتفريق بين جموع الكفرة؛ فهذا أمر مطلوب كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏الحرب خدعة‏)‏ وإنما يحذوا على مثل هذا الذكاء ذو البصيرة النافذة واللّه المستعان‏.‏
ثم قال الرازي فهذه جملة الكلام في أقسام السحر وشرح أنواعه وأصنافه، قلت‏:‏ وإنما أدخل كثيرا من هذه الأنواع المذكورة في فن السحر للطافة مداركها لأن السحر في اللغة عبارة عما لطف وخفي سببه، ولهذا جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏إن من البيان لسحراً‏)‏، وسمي السحور لكونه يقع خفياً آخر الليل، والسَّحْرُ‏:‏ الرئة، وسميت بذلك لخفائها ولطف مجاريها إلى أجزاء البدن كما قال أبو جهل يوم بدر لعتبة‏:‏ انتفخ سَحْره، أي انتفخت رئته من الخوف وقالت عائشة رضي اللّه عنها‏:‏ توفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين سَحْري ونحري‏.‏
وقال القرطبي‏:‏ وعندنا أن السحر حق، وله حقيقة، يخلق اللّه عنده ما يشاء، خلافاً للمعتزلة وأبي إسحاق الإسفرايني من الشافعية حيث قالوا‏:‏ إنه تمويه وتخيل، قال‏:‏ ومن السحر ما يكون بخفة اليد كالشعوذة، ومنه ما يكون كلاماً يحفظ ورقى من أسماء اللّه تعالى، وقد يكون من عهود الشياطين، ويكون أدوية وأدخنة وغير ذلك، قال‏:‏ وقوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏إن من البيان لسحراً‏)‏ يحتمل أن يكون مدحاً كما تقوله طائفة ويحتمل أن يكون ذماً للبلاغة، قال‏:‏ وهذا أصح، قال‏:‏ لأنها تصوّب الباطل حتى توهم السامع أنه حق، كما قال عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له‏)‏ الحديث‏.‏
 فصل
واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد‏:‏ يكفر بذلك، ومن أصحاب أبي حنيفة من قال إن تعلمه ليتقيه أو ليجتنبه ومن تعلمه معتقداً جوازه أو أنه ينفعه كفر، وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء فهو كافر، وقال الشافعي رحمه اللّه‏:‏ إذا تعلم السحر قلنا له‏:‏ صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر، وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته فهو كافر‏.‏ فأما إن قتل بسحره إنساناً فإنه يقتل عند مالك والشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة‏:‏ لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك أو يقر بذلك في حق شخص معين، وإذا قتل فإنه يقتل حداً عندهم إلا الشافعي فإنه قال‏:‏ يقتل والحالة هذه فصاصاً، قال‏:‏ وهل إذا تاب الساحر تقبل توبته‏؟‏ فقال مالك وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنهم‏:‏ لا تقبل، وقال الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى تقبل، وأما ساحر أهل الكتاب فعند أبي حنيفة أنه يقتل كما يقتل الساحر المسلم، وقال مالك وأحمد والشافعي‏:‏ لا يقتل لقصة لبيد بن الأعصم ، واختلفوا في المسلمة الساحرة، فعند أبي حنيفة أنها لا تقتل ولكن تحبس، وقال الثلاثة حكمها حكم الرجل واللّه أعلم‏.‏
 مسْألة
وهل يسأل الساحر حلاً لسحره‏؟‏ فأجازه سعيد بن المسيب فيما نقله عنه البخاري، وقال الشعبي‏:‏ لا بأس بالنشرة، وكره ذلك الحسن البصري، وفي الصحيح عن عائشة أنها قالت‏:‏ يا رسول اللّه هلا تنشرت، فقال‏:‏ ‏(‏أمَّا اللّه فقد شفاني وخشيت أن أفتح على الناس شراً‏)‏ وحكى القرطبي عن وهب‏:‏ أنه قال يؤخذ سبع ورقات من سدر، فتدق بين حجرين ثم تضرب بالماء ويقرأ عليها آية الكرسي ويشرب منها المسحور ثلاث حسوات، ثم يغتسل بباقيه فإنه يذهب ما به، وهو جيد للرجل الذي يؤخذ عن امرأته قلت ‏:‏ أنفع ما يستعمل لإذهاب السحر ما أنزل اللّه على رسوله في إذهاب ذلك وهما المعوذتان، وفي الحديث‏:‏ ‏(‏لم يتعوذ المتعوذ بمثلهما‏)‏ وكذلك قراءة آية الكرسي فإنها مطردة للشيطان‏.‏
 رقم الآية ‏(‏104 ‏:‏ 105‏)‏

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

الشخصية

وعى تزعل
لما حد يظلمك قول قدر الله وماشاء فعل
مش يمكن ده ابتلاء من عند ربنا عشان يقولك
متخفش أنا جنبك وأوعى تفكر أنه هيسيب
حقك ده يمهل ولا يهمل
ابتسم واطمن وقل الحمد لله 💙
الله لا يخذل عبداً لجأ إليه.. فلا تظن أن كل ابتلاء عقاب وكره بل درس ومحبة
حينما يمرض من نحب، نقول: ( ابتلاء ) وحينما يمرض من لا نحب نقول: عقوبة “إحذر من توزيع أقدار الله على هواك”
حتشوف حاجات كتير ابتلاء في حياتك لين ما تجي لحظه العوض، ووقتها حتعرف ربنا قد ايش كريم♥️
ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺘﺪﺑّﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،
 ﻗﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻪ "ﺷِﻔﺎﺀ" ،
 ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺩﻭﺍﺀ ؟!
ﻷﻥَّ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﻗﺪ ﻳﺸﻔﻲ ﻭ ﻗﺪ ﻻﻳﺸﻔِﻲ
ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻬﻮ ﺷﻔﺎﺀٌ
 ﻟﻜﻞ ﺩﺍﺀ ﻭ ﺑﺮﺍﺀٌ ﻣﻦ ﻛﻞّ ﺍﺑﺘﻼﺀ!!!
"ادعُ الله ليلاً نهاراً أن يردَّك إليه رداً جميلاً، فإنه إنْ فعل وسيفعلُ يقيناً بكرمه- ؛ فسيرُدُّك إليه من حيث لا تشعر، بلا ابتلاءٍ ولا مصيبة، إنما بلطفه ؛ فيرُدُّك من غفلتك إليه بآية تسمعُها، أو بحديث تقرؤه، بهذا الدعاء يأبَى الله أن يردَّك إليه بشيء تكرهُه"❤
ليس بالضرورة ان يكون اذى الناس لك ابتلاء فقد تكون انت من اهل الاحسان وانت لاتدري
فلا ينال مرتبة الاحسان الا أنقياء القلوب..
كل ألم أو ابتلاء في حياتك هو هدية ربانية
إما تكفير لذنوب، أو سعادة مؤجلة لدار البقاء .. 
هوخيرا لك  فاصبر واحتسب  ..🍃
لحظه  المرض إنها لحظه عجز الأنسان  وضعفه وإنكساره وهو إبتلاء من الله سبحانه ليمتحن صبر ه وما يدور في تفكيره لحظتها حكمه الله  بذالك أن جعل المرض موعظه وتقرب الى الله ومؤشرات حب الله لعبده أن إبتلاه وذكره وأيقظه من الغفله ثم يكشف الضر عنه ويجمع له مابين الأجر والعافيه ،
أتعس النساء إمرأة ضحت بنصف عمرها لإرضاء رجل أحبته حد الجنون ،ثم قضت النصف الأخر محاولة نسيان الرجل نفسه.....


  الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا … أما بعد:
فإن المتأمل في واقع حياة الناس يجد لكل منهم شخصية مختلفة عن غيره ، ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين فهذا يبتعد عن مواجهة الآخرين خوفاً من الانتقادات المتوقعة ،وهذا يستعطف الآخرين بالمبالغة في إظهار المعاناة ، وهذا يلقي بأخطائه على الآخرين ...الخ ، وقد تحدث مشكلة من أحد الطلاب أو سلوكاً غريباً،  فنستغرب هذه التصرفات و ربما نتعامل معها بأسلوب خاطئ ، ولكن لو تعرفنا على أنواع الشخصيات وصفاتها، استطعنا أن نحللها ونتعامل معها بالطريقة المناسبة ؛ فمثلاً وقعت مشكلة من شخص ذا شخصية مرتابة (سيئة الظن) فعلينا أولاً أن نعرف صفات هذه الشخصية ثم بعد ذلك سنخرج بالتوصيات التالية:1. لابد أن تكون صريحاً وواضحاً معه ولا تبالغ في ذلك لأنه ربما يفسر تصرفك بغير الذي تقصد. 2.إذا احتجت إلى محاورته فاستعد بالأدلة المقنعة والحجج القوية مع الحذر من إسقاطاته. 3.لا تواجهه بعنف فينفجر! 4.إذا لم ينفع معه المواجهة الكلامية فاستخدم أسلوب المكاتبة...الخ .

وكذلك لو أردت أن تضع شخصاً لعمل أو لجنة تحتاج إلى نوع من التضحية والبذل والإيثار وخدمة الآخرين فعليك بصاحب الشخصية المستسلمة الخ...
وإن مما دفعني لكتابة هذا البحث أني وجدت عدداً من الطلاب الذين تحصل منهم مشكلات كبيرة ومتشعبة في المحاظن التربوية؛ غالباً ما تكون شخصياتهم معلولة، فلذلك يحتاجون إلى معاملة خاصة، مبنية على تصور دقيق لنوع الشخصية، وكيفية التعامل معها –وهم قلة ولله الحمد- ولكنهم يؤثرون على مسيرة العمل، ويأخذون فكر المربي ووقته!.
بالإضافة إلى أن الداعية والمربي يجدر به أن يتعرف على أنواع الشخصيات وصفاتها؛ ليستطيع أن يؤثر في الناس بأقواله وأفعاله وتصرفاته فيعرف ماهي النقاط التي يتأثر بها المدعو فيركز عليها ويوظفها فيما ينفع ، وينتبه للأساليب التي ربما تنفر المدعو فيبتعد عنها.

عليه أخلص إلى أهمية معرفة الشخصيات وصفاتها خصوصاً الشخصيات التي يكثر وجودها في مجتمعنا .. وما هذا البحث إلى خطوة لجمع وتوضيح أهم أنواع الشخصيات التي تهم المربي لأداء مهمته على الوجه المطلوب، وقد حرصت على الاختصار قدر الإمكان ، والتركيز على ما يهم مراعياً سهولة الأسلوب والتوضيح بالأمثلة.

وقد استفدت كثيراً من كتاب ما تحت الأقنعة للدكتور محمد بن عبد الله الصغير –حفظه الله ورعاه- فهو مناسب لغير المتخصص وأسلوبه واضح ، وكذلك كتاب علم النفس الدعوي للدكتور عبد العزيز بن محمد النغيمشي ، ومجموعة من المراجع والمقالات.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعلنا مباركين أينما كنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.


مدخل إلى علم الشخصيات:

1. تعريف الشخصية والمراد بها.
2. أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية.
3. علامات اعتلال الشخصية (نستطيع من خلالها أن نميز نوع الشخصية).
4. ما هي الشخصية السوية (التي ينبغي أن نكون عليها).
5. رسم بياني يوضح ذلك.
6. وقفات.

أولاً: تعريف الشخصية
تعدد المعرفون للفظ ( الشخصية ) حتى وصلوا إلى 50 تعريفاً ، وأقربها التعريف الآتي :
(هي مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في كيان الشخص باستمرار ، والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف ، سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي ، ويضاف إلى ذلك القيم و الميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية).
فالشخصية إذاً لا تقتصر على المظهر الخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها وإنما هي نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي للشخص.

ثانياً: أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية
هذه بعض العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية و التي ينبغي الإلتفات إليها ومراعاتها لما لها من دور في معرفة شخصية الفرد وفهم صفاتها وتقويمها وكيفية التعامل معها :
1. الوراثة: فلها دور في إكساب الشخص بعض الصفات التي تؤثر في تكوين الشخصية ( العجلة ، البرود ،  الكرم ، الجدية ، الدعابة ، ..)
2. الخلقة: فقد أوضحت الدراسات الطبية أن في الدماغ العديد من المراكز الحيوية التي تحكم وتدير العديد من العمليات العقلية والنفسية (التفكير،المشاعر،الإدراك،السلوك..) مما له أثر كبير في تكوين الشخصية.
3. الأسرة وأساليب التنشئة: للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلبا حسب نوعيتها وكميتها , وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى .
والاستقرار الأسري له دور كبير في ذلك فكلما كانت الأسرة أكثر استقراراً صار الفرد فيها أكثر أمناً وطمأنينة وثقة في نفسه... والعكس بالعكس.
وموقع الفرد في الأسرة له أهميته المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر- الولد الأصغر- الابن الوحيد بين البنات) . وكذلك أسلوب تربية الوالدين لها أثر كبير على شخصية الابن (دلال زائد – شدة زائدة - ...)
4. المؤثرات الثقافية و الاجتماعية: مثل:(المعلومات–العادات–الأعراف–التقاليد–القيم–المعتقدات ..).
  ويجدر التنبيه إلى أن المنهج التربوي الإسلامي يغير في صفات وسمات الأفراد تغييراً جذرياً وإن كانوا كباراً ، عبر الحركة والفعل فتحول بعضهم من الشدة إلى اللين ، ومن السطحية إلى العمق ، ومن الفردية إلى الجماعية ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن الغضب إلى الحلم ، ومن العجلة إلى التأني ، إضافة إلى أن المنهج الإسلامي في التربية يراعي الاستعدادات الأصلية ، والفروق الفردية.
ثالثاً: علامات اعتلال الشخصية
هناك عدد من العلامات العامة والخاصة الدالة على اعتلال الشخصية،فالعامة تدل على وجود علة ما في الشخصية  والخاصة تحدد بمجموعها نوع اضطراب الشخصية (مرتابة-اعتمادية-انطوائية).
العلامات العامة:
1. إشكالات كثيرة ومتكررة في التعامل مع الآخرين والتفاهم معهم (كالوالدين والأولاد والإخوة و الأخوات والأقارب والجيران وزملاء المدرسة أو العمل ...).
2. صعوبات متكررة في التكيف مع الضغوط النفسية وضعف القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات (في البيت أو المدرسة أو العمل ...).
3. خلل بارز في ضبط المزاج والعواطف أو في كميتها أو كيفيتها (برود في العواطف ، سرعة جيشان العاطفة، تقلب مفاجئ في المزاج ...).
4. أخطاء بارزة ومستمرة في طريق الفهم والتفكير والاستدلال والاستنتاج و التصورات الذهنية ، ليست بسبب تخلف عقلي أو مرض عقلي طارئ (كالفصام العقلي ونحوه).
5. خلل بارز في التصرفات والسلوك في النوع أو الكم (تصرفات غير لائقة اجتماعياً أو دينياً ، اندفاع في التصرف دون تفكير مسبق ، إحجام شديد ...).
6. الإفراط في استعمال الحيل النفسية واللجوء إليها كثيراً والاعتماد عليها في مواجهة المشكلات.
وليس بالضرورة أن توجد العلامات العامة كلها مجتمعة في شخص واحد بل قد لا يوجد فيه سوى نصفها مما هو بارز ظاهر في شخصية الفرد وكفيل بإدخاله دائرة الاعتلال النفسي في كيان الشخصية.
العلامات الخاصة:
لكل نوع من اضطرابات الشخصية ما يميزه ويحدده من العلامات الخاصة ، فمثلاً :
 الشخصية سيئة الظن يغلب عليها الشك في الآخرين والريبة الزائدة والحذر من الناس .
 الشخصية المخادعة يغلب عليها النفاق الاجتماعي و المراوغة وضعف الضمير .
 الشخصية الاعتمادية يغلب علها الركون إلى غيرها والاستناد إلى الدعم الخارجي والقلق عند فقده .
 الشخصية التجنبية يغلب عليها خشية انتقادات الآخرين وتفاديها وتحاشي الاختلاط بالآخرين لأجل ذلك .
 وغير ذلك من العلل والعلامات مما سيأتي لاحقاً –بإذن الله- .

رابعاً: ما هي الشخصية السوية (التي ينبغي أن نكون عليها).
يندر أن يوجد على الأرض حاضراً أو مستقبلاً شخص سوي تام السواء في صفاته وطباعه كلها ، كما قيل:
من لك بالمهذب الندب الذي       لا يجد العيب إليه مختطى
وروي عن سعيد بن مسيب قوله : ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله).
وإليك أخي المبارك بعض المعايير والضوابط التي تبين صفات الشخصية السوية :
1. التوازن في تلبية المطالب بين الجسد والروح :
وهي تعني أن الإنسان السوي هو الذي يلبي نداءات الروح والجسد على حد سواء وأن الشذوذ والانحراف يمكن أن يوجد عند إشباع الروح على حساب الجسد أو العكس.
2. الفطرية :
 وتعني انسجام السلوك مع السنن الفطرية التي فطر الله الناس عليها ، فالسلوك كلما تطابق مع الفطرة أو أقترب منها كان سوياً وكلما ابتعد عنها كان شاذاً ، ومن ذلك إيمان الإنسان بوحدانية الله وهو أمر فطري ، والشرك هو الشذوذ قال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله).
3. الوسطية:
 وهي خيرية السلوك وفضيلته ، أو هي توازن في أداء السلوك ذاته بين الإفراط والتفريط ، فالإنفاق يكون بين الإسراف والتقتير ، والعلاقة بالله تكون بين الخوف والرجاء ، والاتجاه إلى أحد الطرفين يعد شذوذاً ، قال تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ).
4. الاجتماعية:
وهي وجود الإنسان في وسط اجتماعي ، وتجاوبه السلوكي مع هذا الوسط ، وقدرته على إقامت العلاقة الإنسانية مع الآخرين . ولهذه السمة ارتباط وثيق بالسمة الثانية فالإنسان اجتماعي بفطرته والاتجاه إلى الفردية أو العزلة بدون سبب ملجئ يعد شذوذاً.
5. المصداقية:
وهي الصدق مع الذات ومع الناس ، وتطابق ظاهر الإنسان مع باطنه ، وكلما اختلف ظاهر الإنسان عن باطنه كلما كان شاذاً وازدوجت شخصيته ، وهو النفاق وقد عده القران مرضاً قال تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين . يخادعون الله و الذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
6. الإنتاجية:
وهي اتجاه الإنسان إلى العمل وتحمل المسؤولية بحدود قدراته ، فالعمل أو الإنجاز يعد ركناً مهماً في سواء الإنسان وصحته النفسية ، بينما تؤدي البطالة والسلبية إلى الانحراف أو الشذوذ.


خامساً: رسم يبين موقع الشخصية السوية والشخصيات المعتلة:














+    -



يوضح الشكل السابق أن الأصل في الشخصية السوية هي الوسط فإذا زادت الصفة عن حدها أو نقصت أصبح الإنسان معلول الشخصية ، فالإنسان يجب أن يكون فطناً في تعامله مع الناس بدون إساءة ظن أو توجس (الشخصية السوية)، فإذا أصبح يشك في الآخرين ويتوجس منهم بدون سبب واضح كان مريضاً (الشخصية المرتابة) ، وإذا كان يثق في جميع الناس ثقةً عمياء فهو كذلك مريض (الشخصية الساذجة) وهكذا في جميع الصفات...






سادساً: وقفات.
1. أغلب الناس أسوياء ذو شخصيات سليمة و يجب أن يكون هذا نصب أعيننا دائماً قال تعالى (ونفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها).
2. لا يشخص اعتلال الشخصية دون سن الثامنة عشر (ويرى بعض الباحثين تأجيله إلى ما بعد سن الحادية والعشرين) حيث إن فترة المراهقة يصحبها العديد من التقلبات المزاجية والسلوكية والفكرية.
3. لابد من توفر العلامات الكافية للتشخيص وأن يكون لها طابع الاستمرار أو التواجد الغالب في صفات الشخص خلال فترة زمنية كافية بعد فترة المراهقة.
4. ألا تكون تلك العلامات مرتبطة بمواقف محددة أو أشخاص معينين أو مكان مخصص وإنما هي مرتبطة بتكوين الشخص وبنائه النفسي.
5. أن يكون تقويم تلك الاعتلالات والحكم عليها مستند إلى المصداقية المناسبة من حيث المعلومات الوافية مع الوثوق بمصدرها ولاسيما في حالات الخلافات الشخصية إذ من الخطأ الاعتماد على رأي أحد المتخاصمين في معرفة صفات خصمه فقلما يكون منصفاً في ذلك.
6. أحياناً قد يكون الشخص متسماً بشخصية معينة، ويصاحبها صفات أخرى من شخصيات متعددة.

مفاتيح للاستفادة من البحث:

1. أجعل من الأقارب والمعارف مدرسة في فهم النفسيات ، فإذا استطعت أن تربط كل شخصية برجل تعرفه وقارنت بين الصفات المذكورة والصفات الموجودة في الرجل فستكون أقرب للفهم و أرسخ في الذهن.
2. أبدأ أولاً في قراءة تعريف الصفة ثم أمثلتها، وبعد ذلك حاول أن تستنتج أبرز الصفات التي تتوقعها في هذه الصفة (واكتبها)، وبعد ذلك أقرأ الصفات المكتوبة ثم كيفية التعامل معها ومجالات نجاحها.
3.  أسأل نفسك : ما هي الفائدة التي تود أن تجنيها من قراءتك للشخصيات وصفاتها؟!!
وإليك بعض الفوائد:
- القدرة على التعامل مع الآخرين بالأسلوب المناسب.
- القدرة على حل المشاكل بالطريقة الصحيحة.
- القدرة على معرفة الشخصيات وتحليلها.
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.





أنواع الشخصيات

أولاً: الشخصية المرتابة

-  من أسمائها :
  الشكاكة أو سيئة الظن.

المراد بها :
 من الناس من فيه علة في شخصيته مدارها حول الإفراط و المبالغة في إساءة الظن والشك في الآخرين و اليقظة والحذر منهم وهؤلاء في درجات متفاوتة من حيث شدة العلة فيهم ؛فقد تكون في بعضهم علة خفيفة (سوء ظن يسير) وفي آخرين علة شديدة تكفي لتشخيصهم بأن لديهم اضطراباً في الشخصية وهو اضطراب الشك والريبة.

أمثلتها:
1. علي شخص معروف بين زملائه بالمجادلة والمراء والعناد فهو لا يعترف بأخطائه وقلما يحترم الطرف المقابل ، كان ذاهباً ذات مرة مع بعض أصدقائه في رحلة برية وبينما هم في السيارة يستمعون بإنشاد أحد الشعراء الشعبيين في شريط كاسيت إذ قال الشاعر :
المجادل لا تطاوله الجدال      يتعبك لو كان ما عنده دليل
لو تحاول تقنعونه بأي حال      مستحيل يستمع لك مستحيل
فقال ناصر : ((هذا أنت يا علي)) أي : (قول الشاعر ينطبق عليك) فثارت ثائرة علي وغضب غضباً شديداً وأخذ يقذف سباً وشتماً شمل به ناصر وصاحب السيارة والذي اقترح الرحلة والشاعر الذي قال تلك الأبيات وقال للجميع: (أنتم عاملينها علي مؤامرة هالرحلة علشان أسمع هالأبيات لكن والله .....)
2. سامي شاب مراهق يملك سيارة فارهة يحب أن ينافس بها أقرانه ويشعر بالتفوق عليهم وإذا شاهد أحد زملائه في سيارة أفضل من سيارته أخذ يغتابه ويتهمه بأنه ما قصد من شرائه تلك السيارة إلا أن يهينه ويأخذ منه الأصدقاء.

صفاتها:
1. تغليب سوء الظن في معظم الأوقات ومع معظم الأشخاص في أقوالهم وأفعالهم دون أن يكون لذلك ما يدعمه من الواقع وإنما بسبب علة في الشخص نفسه وقد يزيد سوء الظن إذا كان هناك ما يثيره ولو بدرجة يسيرة.
2. المبالغة في الحذر والترقب والتوجس والحيطة من الناس مع عدم الثقة فيهم وتوقع الإهانة منهم أو الغدر أو الخيانة أو الأذى أو نحو ذلك.
3. حساس جداً فلو أخطأت عليه بدون عمد قد يتضارب معك!
4. المبالغة في التأثر بانتقادات الآخرين وتضخيمها وتحميلها مالا تحتمل من المعاني السيئة مع المسارعة في الرد عليها والدفاع عن النفس قولاً أو فعلاً وإن لم يستطع الدفاع كتم الحقد في نفسه ولا يحاول تناسيه وإنما يحتفظ به إلى الظرف المناسب (مهما كان الانتقاد يسيراً أو تافهاً).
5. إسقاط أخطائه وهفواته على غيره.
6. الإكثار من المراء و الجدال والخصومة والتحدي والعناد مع الاعتداد بالرأي مما يجعل التفاهم معه أو أقناعة في بعض الأمور أمر صعب ولاسيما إذا كان أمام الآخرين وكما يقال : ( رأسه ناشف )
7. المبالغة في تصور العداء والتنافس والتحدي وكأنه يرى العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف
8. السعي إلى الزعامة والسيادة والسيطرة والقيادة والتمكن من تدبير الأمور مع الأنفة والاستنكاف أن يكون مرؤوساً لأنداده وأقرانه .
9. السعي إلى إثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين .
10. عدم الاعتراف بالجهل أو أي نقص فيه .
11. المبالغة في التعرف على ما في نفوس الآخرين وما قد يخفونه عنه من الأمور المهمة وقد يتطفل على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم وفي المقابل يميل هو إلى السرية والتكتم بدرجة مبالغ فيها ويتوهم أن المعلومات التي يخفيها قد تستخدم ضده يوما ًما .
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه       وصدق ما يعتاده من توهم
12. الحرص على جمع الإدانات من أقوال وأفعال التي تنفعه ضد خصومه وقد يحتفظ بها مده طويلة ويبالغ في الاستناد إليها و الاستشهاد بها وتكثيرها .
13. الحرص على معرفة الأنظمة والقرارات وكل ما يمكن أن يخدم أهدافه في خصوماته ليدافع عن نفسه أو ليهاجم غيره .
14. المبالغة في الصرامة والشدة مع ضعف مشاعر الحنان والمودة والرحمة وتغليب العقل عن العاطفة في معظم الأمور .
15. نادراً ما يميل إلى المزاح أو يرضى به في حقه وغالبا ما يبحث فيه عن معنى خفي قد يكون الممازح أراد به إهانته، كما أنه هو إذا مازح فإنه يستثمر المزاح في إهانته وانتقاد غيره ومماراتهم ونحو ذلك، كما يقال : ( مزح برزح ) .

أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية



  الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا … أما بعد:
فإن المتأمل في واقع حياة الناس يجد لكل منهم شخصية مختلفة عن غيره ، ولكل منهم أسلوبه في التعامل مع الآخرين فهذا يبتعد عن مواجهة الآخرين خوفاً من الانتقادات المتوقعة ،وهذا يستعطف الآخرين بالمبالغة في إظهار المعاناة ، وهذا يلقي بأخطائه على الآخرين ...الخ ، وقد تحدث مشكلة من أحد الطلاب أو سلوكاً غريباً،  فنستغرب هذه التصرفات و ربما نتعامل معها بأسلوب خاطئ ، ولكن لو تعرفنا على أنواع الشخصيات وصفاتها، استطعنا أن نحللها ونتعامل معها بالطريقة المناسبة ؛ فمثلاً وقعت مشكلة من شخص ذا شخصية مرتابة (سيئة الظن) فعلينا أولاً أن نعرف صفات هذه الشخصية ثم بعد ذلك سنخرج بالتوصيات التالية:1. لابد أن تكون صريحاً وواضحاً معه ولا تبالغ في ذلك لأنه ربما يفسر تصرفك بغير الذي تقصد. 2.إذا احتجت إلى محاورته فاستعد بالأدلة المقنعة والحجج القوية مع الحذر من إسقاطاته. 3.لا تواجهه بعنف فينفجر! 4.إذا لم ينفع معه المواجهة الكلامية فاستخدم أسلوب المكاتبة...الخ .

وكذلك لو أردت أن تضع شخصاً لعمل أو لجنة تحتاج إلى نوع من التضحية والبذل والإيثار وخدمة الآخرين فعليك بصاحب الشخصية المستسلمة الخ...
وإن مما دفعني لكتابة هذا البحث أني وجدت عدداً من الطلاب الذين تحصل منهم مشكلات كبيرة ومتشعبة في المحاظن التربوية؛ غالباً ما تكون شخصياتهم معلولة، فلذلك يحتاجون إلى معاملة خاصة، مبنية على تصور دقيق لنوع الشخصية، وكيفية التعامل معها –وهم قلة ولله الحمد- ولكنهم يؤثرون على مسيرة العمل، ويأخذون فكر المربي ووقته!.
بالإضافة إلى أن الداعية والمربي يجدر به أن يتعرف على أنواع الشخصيات وصفاتها؛ ليستطيع أن يؤثر في الناس بأقواله وأفعاله وتصرفاته فيعرف ماهي النقاط التي يتأثر بها المدعو فيركز عليها ويوظفها فيما ينفع ، وينتبه للأساليب التي ربما تنفر المدعو فيبتعد عنها.

عليه أخلص إلى أهمية معرفة الشخصيات وصفاتها خصوصاً الشخصيات التي يكثر وجودها في مجتمعنا .. وما هذا البحث إلى خطوة لجمع وتوضيح أهم أنواع الشخصيات التي تهم المربي لأداء مهمته على الوجه المطلوب، وقد حرصت على الاختصار قدر الإمكان ، والتركيز على ما يهم مراعياً سهولة الأسلوب والتوضيح بالأمثلة.

وقد استفدت كثيراً من كتاب ما تحت الأقنعة للدكتور محمد بن عبد الله الصغير –حفظه الله ورعاه- فهو مناسب لغير المتخصص وأسلوبه واضح ، وكذلك كتاب علم النفس الدعوي للدكتور عبد العزيز بن محمد النغيمشي ، ومجموعة من المراجع والمقالات.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يجعلنا مباركين أينما كنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.


مدخل إلى علم الشخصيات:

1. تعريف الشخصية والمراد بها.
2. أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية.
3. علامات اعتلال الشخصية (نستطيع من خلالها أن نميز نوع الشخصية).
4. ما هي الشخصية السوية (التي ينبغي أن نكون عليها).
5. رسم بياني يوضح ذلك.
6. وقفات.

أولاً: تعريف الشخصية
تعدد المعرفون للفظ ( الشخصية ) حتى وصلوا إلى 50 تعريفاً ، وأقربها التعريف الآتي :
(هي مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في كيان الشخص باستمرار ، والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف ، سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي ، ويضاف إلى ذلك القيم و الميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية).
فالشخصية إذاً لا تقتصر على المظهر الخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها وإنما هي نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي للشخص.

ثانياً: أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية
هذه بعض العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية و التي ينبغي الإلتفات إليها ومراعاتها لما لها من دور في معرفة شخصية الفرد وفهم صفاتها وتقويمها وكيفية التعامل معها :
1. الوراثة: فلها دور في إكساب الشخص بعض الصفات التي تؤثر في تكوين الشخصية ( العجلة ، البرود ،  الكرم ، الجدية ، الدعابة ، ..)
2. الخلقة: فقد أوضحت الدراسات الطبية أن في الدماغ العديد من المراكز الحيوية التي تحكم وتدير العديد من العمليات العقلية والنفسية (التفكير،المشاعر،الإدراك،السلوك..) مما له أثر كبير في تكوين الشخصية.
3. الأسرة وأساليب التنشئة: للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلبا حسب نوعيتها وكميتها , وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى .
والاستقرار الأسري له دور كبير في ذلك فكلما كانت الأسرة أكثر استقراراً صار الفرد فيها أكثر أمناً وطمأنينة وثقة في نفسه... والعكس بالعكس.
وموقع الفرد في الأسرة له أهميته المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر- الولد الأصغر- الابن الوحيد بين البنات) . وكذلك أسلوب تربية الوالدين لها أثر كبير على شخصية الابن (دلال زائد – شدة زائدة - ...)
4. المؤثرات الثقافية و الاجتماعية: مثل:(المعلومات–العادات–الأعراف–التقاليد–القيم–المعتقدات ..).
  ويجدر التنبيه إلى أن المنهج التربوي الإسلامي يغير في صفات وسمات الأفراد تغييراً جذرياً وإن كانوا كباراً ، عبر الحركة والفعل فتحول بعضهم من الشدة إلى اللين ، ومن السطحية إلى العمق ، ومن الفردية إلى الجماعية ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن الغضب إلى الحلم ، ومن العجلة إلى التأني ، إضافة إلى أن المنهج الإسلامي في التربية يراعي الاستعدادات الأصلية ، والفروق الفردية.
ثالثاً: علامات اعتلال الشخصية
هناك عدد من العلامات العامة والخاصة الدالة على اعتلال الشخصية،فالعامة تدل على وجود علة ما في الشخصية  والخاصة تحدد بمجموعها نوع اضطراب الشخصية (مرتابة-اعتمادية-انطوائية).
العلامات العامة:
1. إشكالات كثيرة ومتكررة في التعامل مع الآخرين والتفاهم معهم (كالوالدين والأولاد والإخوة و الأخوات والأقارب والجيران وزملاء المدرسة أو العمل ...).
2. صعوبات متكررة في التكيف مع الضغوط النفسية وضعف القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات (في البيت أو المدرسة أو العمل ...).
3. خلل بارز في ضبط المزاج والعواطف أو في كميتها أو كيفيتها (برود في العواطف ، سرعة جيشان العاطفة، تقلب مفاجئ في المزاج ...).
4. أخطاء بارزة ومستمرة في طريق الفهم والتفكير والاستدلال والاستنتاج و التصورات الذهنية ، ليست بسبب تخلف عقلي أو مرض عقلي طارئ (كالفصام العقلي ونحوه).
5. خلل بارز في التصرفات والسلوك في النوع أو الكم (تصرفات غير لائقة اجتماعياً أو دينياً ، اندفاع في التصرف دون تفكير مسبق ، إحجام شديد ...).
6. الإفراط في استعمال الحيل النفسية واللجوء إليها كثيراً والاعتماد عليها في مواجهة المشكلات.
وليس بالضرورة أن توجد العلامات العامة كلها مجتمعة في شخص واحد بل قد لا يوجد فيه سوى نصفها مما هو بارز ظاهر في شخصية الفرد وكفيل بإدخاله دائرة الاعتلال النفسي في كيان الشخصية.
العلامات الخاصة:
لكل نوع من اضطرابات الشخصية ما يميزه ويحدده من العلامات الخاصة ، فمثلاً :
 الشخصية سيئة الظن يغلب عليها الشك في الآخرين والريبة الزائدة والحذر من الناس .
 الشخصية المخادعة يغلب عليها النفاق الاجتماعي و المراوغة وضعف الضمير .
 الشخصية الاعتمادية يغلب علها الركون إلى غيرها والاستناد إلى الدعم الخارجي والقلق عند فقده .
 الشخصية التجنبية يغلب عليها خشية انتقادات الآخرين وتفاديها وتحاشي الاختلاط بالآخرين لأجل ذلك .
 وغير ذلك من العلل والعلامات مما سيأتي لاحقاً –بإذن الله- .

رابعاً: ما هي الشخصية السوية (التي ينبغي أن نكون عليها).
يندر أن يوجد على الأرض حاضراً أو مستقبلاً شخص سوي تام السواء في صفاته وطباعه كلها ، كما قيل:
من لك بالمهذب الندب الذي       لا يجد العيب إليه مختطى
وروي عن سعيد بن مسيب قوله : ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله).
وإليك أخي المبارك بعض المعايير والضوابط التي تبين صفات الشخصية السوية :
1. التوازن في تلبية المطالب بين الجسد والروح :
وهي تعني أن الإنسان السوي هو الذي يلبي نداءات الروح والجسد على حد سواء وأن الشذوذ والانحراف يمكن أن يوجد عند إشباع الروح على حساب الجسد أو العكس.
2. الفطرية :
 وتعني انسجام السلوك مع السنن الفطرية التي فطر الله الناس عليها ، فالسلوك كلما تطابق مع الفطرة أو أقترب منها كان سوياً وكلما ابتعد عنها كان شاذاً ، ومن ذلك إيمان الإنسان بوحدانية الله وهو أمر فطري ، والشرك هو الشذوذ قال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله).
3. الوسطية:
 وهي خيرية السلوك وفضيلته ، أو هي توازن في أداء السلوك ذاته بين الإفراط والتفريط ، فالإنفاق يكون بين الإسراف والتقتير ، والعلاقة بالله تكون بين الخوف والرجاء ، والاتجاه إلى أحد الطرفين يعد شذوذاً ، قال تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ).
4. الاجتماعية:
وهي وجود الإنسان في وسط اجتماعي ، وتجاوبه السلوكي مع هذا الوسط ، وقدرته على إقامت العلاقة الإنسانية مع الآخرين . ولهذه السمة ارتباط وثيق بالسمة الثانية فالإنسان اجتماعي بفطرته والاتجاه إلى الفردية أو العزلة بدون سبب ملجئ يعد شذوذاً.
5. المصداقية:
وهي الصدق مع الذات ومع الناس ، وتطابق ظاهر الإنسان مع باطنه ، وكلما اختلف ظاهر الإنسان عن باطنه كلما كان شاذاً وازدوجت شخصيته ، وهو النفاق وقد عده القران مرضاً قال تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين . يخادعون الله و الذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
6. الإنتاجية:
وهي اتجاه الإنسان إلى العمل وتحمل المسؤولية بحدود قدراته ، فالعمل أو الإنجاز يعد ركناً مهماً في سواء الإنسان وصحته النفسية ، بينما تؤدي البطالة والسلبية إلى الانحراف أو الشذوذ.


خامساً: رسم يبين موقع الشخصية السوية والشخصيات المعتلة:














+    -



يوضح الشكل السابق أن الأصل في الشخصية السوية هي الوسط فإذا زادت الصفة عن حدها أو نقصت أصبح الإنسان معلول الشخصية ، فالإنسان يجب أن يكون فطناً في تعامله مع الناس بدون إساءة ظن أو توجس (الشخصية السوية)، فإذا أصبح يشك في الآخرين ويتوجس منهم بدون سبب واضح كان مريضاً (الشخصية المرتابة) ، وإذا كان يثق في جميع الناس ثقةً عمياء فهو كذلك مريض (الشخصية الساذجة) وهكذا في جميع الصفات...






سادساً: وقفات.
1. أغلب الناس أسوياء ذو شخصيات سليمة و يجب أن يكون هذا نصب أعيننا دائماً قال تعالى (ونفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها).
2. لا يشخص اعتلال الشخصية دون سن الثامنة عشر (ويرى بعض الباحثين تأجيله إلى ما بعد سن الحادية والعشرين) حيث إن فترة المراهقة يصحبها العديد من التقلبات المزاجية والسلوكية والفكرية.
3. لابد من توفر العلامات الكافية للتشخيص وأن يكون لها طابع الاستمرار أو التواجد الغالب في صفات الشخص خلال فترة زمنية كافية بعد فترة المراهقة.
4. ألا تكون تلك العلامات مرتبطة بمواقف محددة أو أشخاص معينين أو مكان مخصص وإنما هي مرتبطة بتكوين الشخص وبنائه النفسي.
5. أن يكون تقويم تلك الاعتلالات والحكم عليها مستند إلى المصداقية المناسبة من حيث المعلومات الوافية مع الوثوق بمصدرها ولاسيما في حالات الخلافات الشخصية إذ من الخطأ الاعتماد على رأي أحد المتخاصمين في معرفة صفات خصمه فقلما يكون منصفاً في ذلك.
6. أحياناً قد يكون الشخص متسماً بشخصية معينة، ويصاحبها صفات أخرى من شخصيات متعددة.

مفاتيح للاستفادة من البحث:

1. أجعل من الأقارب والمعارف مدرسة في فهم النفسيات ، فإذا استطعت أن تربط كل شخصية برجل تعرفه وقارنت بين الصفات المذكورة والصفات الموجودة في الرجل فستكون أقرب للفهم و أرسخ في الذهن.
2. أبدأ أولاً في قراءة تعريف الصفة ثم أمثلتها، وبعد ذلك حاول أن تستنتج أبرز الصفات التي تتوقعها في هذه الصفة (واكتبها)، وبعد ذلك أقرأ الصفات المكتوبة ثم كيفية التعامل معها ومجالات نجاحها.
3.  أسأل نفسك : ما هي الفائدة التي تود أن تجنيها من قراءتك للشخصيات وصفاتها؟!!
وإليك بعض الفوائد:
- القدرة على التعامل مع الآخرين بالأسلوب المناسب.
- القدرة على حل المشاكل بالطريقة الصحيحة.
- القدرة على معرفة الشخصيات وتحليلها.
- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.





أنواع الشخصيات

أولاً: الشخصية المرتابة

-  من أسمائها :
  الشكاكة أو سيئة الظن.

المراد بها :
 من الناس من فيه علة في شخصيته مدارها حول الإفراط و المبالغة في إساءة الظن والشك في الآخرين و اليقظة والحذر منهم وهؤلاء في درجات متفاوتة من حيث شدة العلة فيهم ؛فقد تكون في بعضهم علة خفيفة (سوء ظن يسير) وفي آخرين علة شديدة تكفي لتشخيصهم بأن لديهم اضطراباً في الشخصية وهو اضطراب الشك والريبة.

أمثلتها:
1. علي شخص معروف بين زملائه بالمجادلة والمراء والعناد فهو لا يعترف بأخطائه وقلما يحترم الطرف المقابل ، كان ذاهباً ذات مرة مع بعض أصدقائه في رحلة برية وبينما هم في السيارة يستمعون بإنشاد أحد الشعراء الشعبيين في شريط كاسيت إذ قال الشاعر :
المجادل لا تطاوله الجدال      يتعبك لو كان ما عنده دليل
لو تحاول تقنعونه بأي حال      مستحيل يستمع لك مستحيل
فقال ناصر : ((هذا أنت يا علي)) أي : (قول الشاعر ينطبق عليك) فثارت ثائرة علي وغضب غضباً شديداً وأخذ يقذف سباً وشتماً شمل به ناصر وصاحب السيارة والذي اقترح الرحلة والشاعر الذي قال تلك الأبيات وقال للجميع: (أنتم عاملينها علي مؤامرة هالرحلة علشان أسمع هالأبيات لكن والله .....)
2. سامي شاب مراهق يملك سيارة فارهة يحب أن ينافس بها أقرانه ويشعر بالتفوق عليهم وإذا شاهد أحد زملائه في سيارة أفضل من سيارته أخذ يغتابه ويتهمه بأنه ما قصد من شرائه تلك السيارة إلا أن يهينه ويأخذ منه الأصدقاء.

صفاتها:
1. تغليب سوء الظن في معظم الأوقات ومع معظم الأشخاص في أقوالهم وأفعالهم دون أن يكون لذلك ما يدعمه من الواقع وإنما بسبب علة في الشخص نفسه وقد يزيد سوء الظن إذا كان هناك ما يثيره ولو بدرجة يسيرة.
2. المبالغة في الحذر والترقب والتوجس والحيطة من الناس مع عدم الثقة فيهم وتوقع الإهانة منهم أو الغدر أو الخيانة أو الأذى أو نحو ذلك.
3. حساس جداً فلو أخطأت عليه بدون عمد قد يتضارب معك!
4. المبالغة في التأثر بانتقادات الآخرين وتضخيمها وتحميلها مالا تحتمل من المعاني السيئة مع المسارعة في الرد عليها والدفاع عن النفس قولاً أو فعلاً وإن لم يستطع الدفاع كتم الحقد في نفسه ولا يحاول تناسيه وإنما يحتفظ به إلى الظرف المناسب (مهما كان الانتقاد يسيراً أو تافهاً).
5. إسقاط أخطائه وهفواته على غيره.
6. الإكثار من المراء و الجدال والخصومة والتحدي والعناد مع الاعتداد بالرأي مما يجعل التفاهم معه أو أقناعة في بعض الأمور أمر صعب ولاسيما إذا كان أمام الآخرين وكما يقال : ( رأسه ناشف )
7. المبالغة في تصور العداء والتنافس والتحدي وكأنه يرى العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف
8. السعي إلى الزعامة والسيادة والسيطرة والقيادة والتمكن من تدبير الأمور مع الأنفة والاستنكاف أن يكون مرؤوساً لأنداده وأقرانه .
9. السعي إلى إثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين .
10. عدم الاعتراف بالجهل أو أي نقص فيه .
11. المبالغة في التعرف على ما في نفوس الآخرين وما قد يخفونه عنه من الأمور المهمة وقد يتطفل على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم وفي المقابل يميل هو إلى السرية والتكتم بدرجة مبالغ فيها ويتوهم أن المعلومات التي يخفيها قد تستخدم ضده يوما ًما .
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه       وصدق ما يعتاده من توهم
12. الحرص على جمع الإدانات من أقوال وأفعال التي تنفعه ضد خصومه وقد يحتفظ بها مده طويلة ويبالغ في الاستناد إليها و الاستشهاد بها وتكثيرها .
13. الحرص على معرفة الأنظمة والقرارات وكل ما يمكن أن يخدم أهدافه في خصوماته ليدافع عن نفسه أو ليهاجم غيره .
14. المبالغة في الصرامة والشدة مع ضعف مشاعر الحنان والمودة والرحمة وتغليب العقل عن العاطفة في معظم الأمور .
15. نادراً ما يميل إلى المزاح أو يرضى به في حقه وغالبا ما يبحث فيه عن معنى خفي قد يكون الممازح أراد به إهانته، كما أنه هو إذا مازح فإنه يستثمر المزاح في إهانته وانتقاد غيره ومماراتهم ونحو ذلك، كما يقال : ( مزح برزح ) .




ويريده حلالا ايضا !!


احترم وقدّر . .
شابين فتيين . .
يختصمان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّهم قتل ابا جهل !!
فيطلب صلى الله عليه وسلم سيوفهما . .
فيرى عليها آثار الدماء . .
فيقول : كلاكما قتله !!
ويوصي عائشة رضي الله عنها . .
يا عائشة . .
لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة !!
إن احترام جهود الآخرين ..
مهما قلّت . .
أو دقّت . .
تبعث في قلوب الآخرين الثقة فيما يقدمون ..
ويعطون . .
ويبدعون . . .
احترم جهدهم . .
تصنع فيهم الثقة !

الخامسة : كلّف بالمستطاع .
حتى لا يصاب من حولك بالإحباط . .
أو الفتور . .
حتى لا يصيرون أسرى الضجر والملل . .
أسرى التخبّط والفشل . .
كلّف بالمستطاع ..
اعرف قدراتهم . .
إمكاناتهم . .
ثم اختر المناسب ..
في المكان المناسب . .
وفي الوقت المناسب ..!
حذيفة أمين السر . .
وخالد بن الوليد . .
سيف الله المسلول . .
وأبو هريرة . .
المحدّث الحافظ . .
يوم الخندق . .
ينتدب حذيفة . .
وفي القوم ابو بكر وعمر . .!!
حين تطلب من الآخرين ما لا يمكن أن ينجزوه أو يعملوه . .
توقعهم في حبائل الضعف والخور والفشل . .
كلف بالمستطاع . .
لتجد من حولك أكثر ثقة في إبداعهم .

السادسة : ثق بهم .
ليكونوا أوثق بأنفسهم . .
امنحهم ثقتك . .
وحسن ظنك بهم . . .
لا تعملهم بالشك والريبة . .
وتأويل الأفعال . .
وإلزام النيات والمقاصد ما لا يلزم !!
رسول الله صلى الله عليه وسلم يجعل اسامة بن زيد رضي الله عنه . .
على جيش يسيّره إلى الروم . .
في الجيش كبار الصحابة . .
وأميرهم أسامة !
يرسل الشاب اليافع حبيب بن زيد رضي الله عنه ..
ليبلغ رسالته إلى مسيلمة الكذاب . .
من غير أن يكون له حرس ..
أو حجّاب . . !!
يُرسل معاذاً إلى اليمن . ..
ومصعب الشاب المترف . .
يرسله سفيراً للإسلام إلى المدينة . .
إن الثقة بالآخرين . .
من أعظم ما يولّد الثقة عندهم . .
ثقة في أنفسهم . .
وثقة بك . .
حتى زوجتك وابناؤك . .
هم أولى الناس . .
بأن تمنحهم ثقتك !

السابعة : صارحهم .
لا تزين لهم . .
ولا تتكلّف لهم . .
استر عيبهم عن أن تفضحهم . .
لكن لا تستر عيبهم عن أن تنصحهم . . !
صارحهم بأخطائهم . .
مصارحة الحريص المشفق . .
من غير تشهير أو تحقير أو إذلال ..!
ما بال أقوام . .
ونعم العبد عبد الله لو كان يقوم من الليل .!
وكما صارحتهم بعيبهم . .
صارحهم بحبك . .
" إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله، فليخبره بأنه يحبه لله عز وجل"

الثامنة : امنحهم فرصة التعبير عن شعورهم وأفكارهم بكل اريحية .
لا تزجر . .
أو تضجر . .
يدخل شاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول :
يارسول الله إئذن لي في الزنا ؟!
يا لله . .
يريد الزنا ؟!
ويريده حلالا ايضا !!
فيدنيه منه صلى الله عليه وسلم وهو يقول في شفقة وحب . .
أترضاه لأمك . .
لأختك . .
حتى يقول له : وهكذا الناس لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم !!
فيقوم الشاب من عنده وهو أوثق بنفسه من أن يقع في هذه الكبيرة . .
بعد هذا الحوار الهادئ . .
زوجتك . .
ابناؤك . .
من حولك ..
بحاجة إلى أن تعطيهم فرصة - أريحية - للتعبير عن أفكارهم . .
مشاعرهم ..
عواطفهم . .
خلجات دواخلهم . .
من غير أن تكبح . .
أو تزمر . .
أو تزجر . . !!
إنك حين تحرمهم هذه الفرصة . .
سيكونون أضعف من أن يواجهوا أنفسهم بصراحة !!
لتبني الثقة فيمن حولك . .
امنحهم فرصة التعبير . .

التاسعة : لا تسخر بهم .
يشرب رجل الخمر . .
فيؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجلده . .فيقول أحدهم :
ما أقبحه ما أكثر ما يؤتى به . . !!
فيقول صلى الله عليه وسلم :
ما أعلم إلا أنه يحب الله ورسوله !!
لا تعينوا الشيطان على أخيكم !!
هذه الكلمات . .
لهي اشد وقع في نفس ذلك الرجل . .
من سياط الجلد . .
إنها تربية النبوة . .
لا تسخر . .
من طالبك ...
ابنك . .
زوجتك . .
حين يخطئ . .
أو حين يحاول الإبداع . .
إنك تغتال طموحه . .
تقتل فيهم الإبداع . .
المبادرة . .
الإنجاز . .
" يا ايها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم . . "
" ولا نساء من نساء . . " !

العاشرة : علّمهم كيف يبدعون ..
كيف ينجزون . .
كيف يتخلصون من مشاكلهم . .
وجّه . .
انصح . .
ساعد . .
أغث . .
وينشأ ناشئ الفتيان منّا : : : : على ما كان عوّده أبوه
وكن بهم رحيماً . .
" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم "
أخرج ابن جرير بسنده عن أبي اليسر (كعب بن عمرو الأنصاري) قال: أتتني امرأة تبتاع مني بدرهم تمراً، فقلت: إن في البيت تمراً أجود من هذا، فدخلت فأهويت إليها فقبلتها، فأتيت عمر فسألته فقال: اتق اللّه واستر على نفسك، ولا تخبرنّ أحداً، فلم اصبر حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبرته فقال: "أخلفتَ رجلاً غازياً في سبيل اللّه في أهله بمثل هذا؟" حتى ظننت أني من أهل النار، حتى تمنيت أني أسلمت ساعتئذ"، فأطرق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ساعة، فنزل جبريل، فقال: أبو اليسر: فجئت فقرأ عليَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} فقال إنسان: يا رسول اللّه أله خاصة أم للناس عامة؟ قال: "للناس عامة". وعن أبي ذر، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "اتق اللّه حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن" (أخرجه الإمام أحمد) .
لقد خرج هذا المذنب الخطّاء من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . .
وهو أشد عزماً على أن لا يقرب هذه المعصية . .
خرج من عنده . .
وهو أكثر أملاً وتفاؤلاً . .
إنك حين تعلّم غيرك ..
كيف يبدع . .
كيف يسمو ..
كيف يتخلّص من مشاكله وهمومه . .
يكون أقدر وأوثق من نفسه على أن يقضي دهره . .
في ظل أمل بعمل . . !!


لا حرمت الأجر ايها المبارك . .
وسدد الله على الخير خطاك . .
عشر خطوات . .
ابتغي منه تنزّل الرحمات . .
وصالح الدعوات . .
والحمد لله رب العالمين .


عشر خطوات لبناء الثقة في نفسك ..!














1. حب الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان. 

2. طول الأمل ونسيان بغتة الموت. 

3. التعلق بغير الله تعالى. 

4. ركوب بحر الأماني الكاذبة. 

5. كثرة مخالطة الأنام في غير طاعة الله. 

6. كثرة النوم. 

7. التسويف. 

8. كثر الطعام والشراب. 

9. التكاسل عن الطاعات. 

10. أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها. 

11. نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب. 

12. الترف الزائد والغرور الكاذب. 

13. الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية. 

14. الكذب والبهتان والإفتراء. 

15. السخرية والإستهزاء بالآخرين. 

16. كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب. 

17. الكبر والإعجاب بالنفس والزهو. 

18. الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حيازة الدنيا وحطامها. 

19. الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم. 

20. البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير. 

21. الغفلة عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه. 

22. التهاون في أداء الصلاة وعدم إحترام مواقيتها وأركانها ووجابتها وسننها. 

23. ترك صلاة الجماعة مع عدم العذر. 

24. عدم الخشوع في الصلاة. 

25. عدم التورع في الشبهات. 

26. الجزع والطيش والعجلة. 

27. كثرة مجالسة الأغنياء من أهل الدنيا. 

28. مجالسة أهل الأهواء والبدع. 

29. سماع الغناء والموسيقى. 

30. تضييع الأوقات في متابعة القنوات. 

31. التساهل في الولاء والبراء. 

32. تعمد ترك السنة والنوافل. 

33. إخلاف الوعد وخيانة العهد. 

34. كثرة الكلام بغير ذكر الله. 

35. طاعة الشيطان وأتباعه. 

36. إتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء. 

37. التشبه بأعداء الله الكافرين. 

38. تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال. 

39. الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق. 

40. الجهل بأمور الدين والدنيا. 

41. الجرأة على محارم الله عز وجل والتساهل في إتيان الذنوب مع الإعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة. 

42. إتباع الشهوات ومجانبة سبيل أهل العفاف. 

43. الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين. 

44. الغش والخداع للمسلمين وإفساد ذات بينهم. 

45. قراءة الكتب والقصص والأشعار والصحف التي تدعو إلى الإلحاد والكفر، أو ممارسة الجنس والشذوذ دون قيد ضابط. 

46. الإستهانة بالصغائر. 

47. البعد عن القرآن قرآةً وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً. 

48. البعد عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار وغير ذلك. 

49. عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وإيذاء الجيران. 

50. بغض أصحاب رسول الله . 

51. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين. 

دموع سالت من مقلتى----تنادى اين من اشتقت
أعجبني · رد · 13 دقيقة
 دموع تسالنى عن حبي----كانها انهار مجرى العيون
أعجبني · رد · 11 دقيقة
 قتلتنى وراحت تنزف من عينها----دموع كانت مثل شهديها
أعجبني · رد · 9 دقيقة · تم تعديله

 اين دموعك عندما قتلتينا----بسيف الشوق بشهد ليالينا
أعجبني · رد · 6 دقيقة
دموعك انهار تغرق وادينا---ياليتنى ما سالت الحنينا
أعجبني · رد · 3 دقيقة

هل جفت دموعك يوما---من تانيب الضميرى
أعجبني · رد · الآن
دموعك على خدك تسيلا----تنادى ياليت قلبى يستكينا

موع سالت من مقلتى----تنادى اين من اشتقت
أعجبني · رد · 13 دقيقة
دموع تسالنى عن حبي----كانها انهار مجرى العيون
أعجبني · رد · 11 دقيقة
قتلتنى وراحت تنزف من عينها----دموع كانت مثل شهديها
أعجبني · رد · 9 دقيقة · تم تعديله
اين دموعك عندما قتلتينا----بسيف الشوق بشهد ليالينا
أعجبني · رد · 6 دقيقة
دموعك انهار تغرق وادينا---ياليتنى ما سالت الحنينا
أعجبني · رد · 3 دقيقة
هل جفت دموعك يوما---من تانيب الضميرى
أعجبني · رد · الآن
دموعك على خدك تسيلا----تنادى ياليت قلبى يستكينا
أعجبني · رد · 1 · 6 ساعة
Ahmed Aly
Ahmed Aly دموع سالت من مقلتى----تنادى اين من اشتقت
أعجبني · رد · 13 دقيقة
Ahmed Aly
Ahmed Aly دموع تسالنى عن حبي----كانها انهار مجرى العيون
أعجبني · رد · 11 دقيقة
Ahmed Aly
Ahmed Aly قتلتنى وراحت تنزف من عينها----دموع كانت مثل شهديها
أعجبني · رد · 9 دقيقة · تم تعديله
Ahmed Aly
Ahmed Aly اين دموعك عندما قتلتينا----بسيف الشوق بشهد ليالينا
أعجبني · رد · 6 دقيقة
Ahmed Aly
Ahmed Aly دموعك انهار تغرق وادينا---ياليتنى ما سالت الحنينا
أعجبني · رد · 3 دقيقة
Ahmed Aly
Ahmed Aly هل جفت دموعك يوما---من تانيب الضميرى
أعجبني · رد · الآن
Ahmed Aly
Ahmed Aly دموعك على خدك تسيلا----تنادى ياليت قلبى يستكينا
ان الرقى والتمائم ‏(‏التمائم‏:‏ التميمة‏:‏ عوزة تعلق على الانسان‏.‏ وفي الحديث ‏(‏من علق تميمة فلا اتم الله له‏)‏ قيل‏:‏ هي خرزة؛ واما المعاذات اذا كتب فيها القران واسماء الله تعالى فلا باس بها‏.‏ المختار 58‏.‏ ب‏)‏ والتولة ‏(‏التولة‏:‏ بكسر التاء وفتح الواو‏:‏ ما يحبب المراة الى زوجها من السحر وغيره جعله من الشرك لاعتقادهم ان ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى‏.‏ النهاية 1/200‏.‏ ب‏)‏ شرك‏.‏

‏(‏حم، ه، د، ك‏)‏ عن ابن مسعود‏.‏

28416- من تعلق شيئا وكل اليه‏.‏

‏(‏حم، ن، ق، ك‏)‏ عن عبد الله بن عكيم‏.‏

28417- من علق تميمة فقد اشرك‏.‏

‏(‏حم، ك‏)‏ عن عقبة ابن عامر‏.‏

28418- من علق ودعة ‏(‏ودعة‏:‏ الودع - بالفتح والسكون -‏:‏ جمع ودعة وهو شيء ابيض يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم‏.‏ وانما نهى عنها لانهم كانوا يعلقونها مخافة العين‏.‏ النهاية 5/168‏.‏ ب‏)‏ فلا ودع الله له، ومن علق تميمة فلا تمم الله له‏.‏

‏(‏حم، ك‏)‏ عنه‏.‏

28419- نهى عن الرقى والتمائم والتولة‏.‏

‏(‏ك‏)‏ عن ابن مسعود‏.‏

28420- ثلاث من السحر الرقى والتولة والتمائم‏.‏

‏(‏طب‏)‏ عن ابي امامة‏.‏
 قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - : 
( ثلاث تثبت لك الود في صدر أخيك : 
v أن تبدأه بالسلام 
v وتوسع له في المجلس 
v وتدعوه بأحب الأسماء إليه ) 

3. احذر من تشبيك أصابعك أمام الآخرين .. فهذا يوحي بشخصية متوترة غير مطمئنة في حينها . 

4. (كيف حالك أخي .. اتصلتُ لا لشيء فقط لأطمئن على صحتك و آنس بسماع صوت من أحببته في الله ... ) ماذا لو اتصل عليك أحدهم وهامسك بمثل هذه الكلمات .. بالطبع أنك ستذوب حياء من عبيق كلماته الزاكية .. وسيرتفع مقداره في قلبك .. فكن أنت هذا الرجل .. 

5. حاول عند تحدثك مع الطرف الآخر أن تظهر الاهتمام المشترك معه أو حاول أن تحوّل محور الحديث عن موضوع يثير اهتمامه .. فإنه عند ذلك يأنس وينشرح صدره للكلام معك .. 

6. الغضب هو قوة في الشخصية .. وإثبات للذات .. هذا ما قد يظنه البعض ولذلك يقول علماء النفس : ( إن الإنسان الذي يغضب لأتفه الأسباب هو إنسان ركيك الشخصية ) فاحذر .. 

7. تواضع تكن كالنجم لاح لناظر      على صفحات الماء وهو رفيع 
    ولاتكن كالدخان يعلو بنفسه       على طبقات الجو وهو وضيع 

8. يذكر الدكتور / علي الحمادي هذه الطريقة الرائعة في كسب الآخرين تحت عنوان ( لا تفعل شيئا ) فيقول : ( لا تفعل شيئا .. لا تتعجب كثيراً من هذه الطريقة فإنها طريقة ناجحة ومجربة وقد تم دراستها فوجدوا لها الأثر العظيم في توطيد العلاقات مع الآخرين . 
نعم لا تفعل شيئا كل ما عليك أن تنصت للآخرين وتستمع إليهم وتترك لهم الفرصة في الحديث والكلام واستفراغ ما في صدورهم والتنفيس عما في نفوسهم .. تقول مجلة ( ريدرز دايجست ) ( إن أكثر الناس يستدعون الطبيب لا ليفحصهم ، بل ليستمع لهم )) 

9. هل رأيت الطير عندما يقع في المصيدة ؟! 
إنه يصبح أسيراً لمالك المصيدة .. 
كذلك القلوب فمصيدتها الابتسامة.. وعندما تقع في المصيدة تصبح أسيرةً للصائد .. وكأني بالابتسامة تقول لك عن صاحبها : إني أحبك في الله .. إنك تمنحي السعادة .. وإني سعيد برؤيتك .. 

10. باشر حديثك بطرفة ودية .. واعرض أفكارك بطريقة تمثيلية .. فهذا أدعى لأن يجعلك أكثر جاذبية .. 

11. استخدم طريقة إلقاء الأسئلة المفتوحة .. لبداية ناجحة في حديثك مع الآخرين .. وحتى تتيح لهم فرصة أكبر من الكلام .. 

12. وانثر بين يديك العشريات المدهشة في كسب الآخرين : 
* سلّم على من تلقاه بحرارة . 
* ابتسم ابتسامة صادقة . 
* أخبره بشوقك إليه . 
* عدد الصفات الخيّرة فيه . 
* امنحه الثقة بنفسه . 
* شجعه على الأعمال التي أنجزها . 
* أظهر إعجابك بشخصيته . 
* دعه يتحدّث عن نفسه . 
* استمع إليه بكل اهتمام . 
* لا تقاطعه وهو يتحدّث . 

13. واختم بقول الإمام الحكيم الشافعي – رحمه الله - : 
يخاطبني السفيهُ بكلِّ قبحٍ     فأكرهُ أنْ أكونَ لهُ مجيباً 
يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً     كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيباً 
إذا نطقَ السفيهُ فلا تجبهُ    فخيرٌ من إجابتِهِ السكوتُ 
عشر خطوات نحو التميّز في بناء الثقة بين أفرادك ومنهم حولك : 

الأولى : علّقهم بالله . 
من تعلق بشيء وُكل إليه . . !
فما أعظم أن يوكل الإنسان إلى ربه . .
الرحمن الرحيم . . 
القوي القدير . . 
اللطيف الخبير . . 
علّمهم كيف يحسنون التعلق بالله . . 
بالفزع إليه . . 
يا أبا بكر ما بالك باثنين . . 
الله . . 
ثالثهما !!!
كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة !
وكان إذا همّ بالأمر صلى لذلك الاستخارة . . !!
حين يتعلق القلب بالله . . 
فإنه آوى إلى ركن شديد . . !
وحين يتعلق القلب بجهد أو مادة . . 
أو قوة أو فتوّة . . 
أو فطنة أو دهاء . . !!
هلك وخاب وخسر . . !!
إنما أوتيته على علم عندي . . 
فخسفنا به الأرض ..!
زمن الأفك . . 
تعيش الطاهرة المطهرة العفيفة الصينة . . 
عائشة الصديقة بنت الصديق . . 
أحلك ايام حياتها . . 
ترمى بالأذى والإفك . . 
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر من البشر . . 
أحب زوجته . . 
بل هي أحب الناس إليه . . 
يدخل عليها وهو يقول . . 
أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك اللّه !!
إنّه التثبيت . . 
إنها البراءة الطاهرة . . 
حين لا تكون إلا من الله !!
أيّها الداعية . . 
أيها الزوج . . 
نمّ فيمن حولك . . 
هذا الإيمان . . 
وادع الله لهم بأن يزينه في قلوبهم .

الثانية : اشحذ همّتهم . 
يا عمر . . 
ما رآك الشيطان سالكاً فجّاً إلا سلك فجّاً آخر ..!!
وهكذا صار عمر . . 
الأمير . . 
الخليفة . . 
الملهم . . 
المحدَّث . . !!
في يوم بدر . . 
فئة قليلة .. 
غلبت فئة كثيرة - بإذن الله - ..
من يقاتلهم وله الجنة !!
فقال عمير . . 
بخ .. بخ إنها لحياة طويلة حتى آكل هذه التمرات .
إرمِ سعد .. فداك أبي وأمي !

الثالثة : عزز جانب النقص فيهم . 
يصعد مرة الفتى النحيل . . 
والصحابي الجليل . . 
عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - على شجرة . . 
فتتلاعب الريح بساقيه . . 
فيضحك بعض الصحابة من دقّة ساقيه . . 
فيقول الإمام المربي . . 
أتضحكون من دقة ساقيه والله إنها عند الله أثقل من جبل أحد !!
يريد أن يعلمنا كيف نعزز جانب النقص فيمن حولنا . . 
النقص قد يكون نقصاً فطريّاً . . 
جبليّاً . . 
عزّزه بما يكمله . . 
وإن كان هذا التعزيز شعورياً نفسياً . . 
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يخبرنا أن وزن ساقي ابن مسعود أثقل من جبل أحد لمجرد أنها هي ساقا ابن مسعود . . !!
إنما يريد أن هذه الساقين تغبرت في سبيل الله . . 
فثقلت في ميزان الله !!
يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن النساء ناقصات عقل ودين !
لكنه صلى الله عليه وسلم يعزّز هذا النقص الفطري بقوله . . 
" اللهم إني أحرج حق الضعيفين المرأة واليتيم " !
" من عال جارتين كنّ له حجابا من النار " !!
" إذا صلت المرأة خمسها، و صامت شهرها، و حصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" !
تكميل وتعزيز . .
لتكون أكثر ثقة بنفسها . . 
حين تتعامل مع معطيات الحياة . . 
بهذه النفسية والمهنويات الواثقة المرتفعة !

الرابعة : احترم جهدهم .




نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...