لو نظرنا إلى داخل البيوت وتتبعنا حالة واحدة وهي حالة الطلاق، ولو سألنا القضاة في هذا الأمر، لو سألنا القضاة وقلنا ما هي أكثر أسباب وقوع الطلاق؟ لقالوا: إنه غضب أو نزوة لم يضبط الإنسان فيها نفسه فوقع الطلاق.
هذه المسألة، وهي حالات الطلاق -كما قلت- أكثرها يقع لعدم ضبط الخصمين، وبالذات عدم ضبط الزوج لتصرفاته، فيقع الطلاق والعياذ بالله فأقول: إن كثيرا من مسائل الطلاق تقع بسبب عدم ضبط النفس، كثير من البيوت أصابها الخراب والدمار بسبب تصرفات هوجاء كانت تحتاج إلى مسألة واحدة، وهي مسألة ضبط النفس.
أما على المستوى العام، على مستوى الدعاة وعلى مستوى طلاب العلم، فلو تأملت في واقع كثير من الدعاة، وبخاصة في بعض البلاد الإسلامية لوجدنا أن من أعظم أسبابها أن الأعداء قد استفزوا أولئك الصالحين، استفزوا أولئك الدعاة، فوقع كثير منهم بالاستفزاز، ولم يتمكن من ضبط نفسه ثم انجرت الويلات كالسبحة إذا انقطعت تتوالى حبات السبحة الواحدة تلو الأخرى.
فموضوع ضبط النفس أيها الإخوة نحن في أمس الحاجة إليه سواء كما قلت لكم على المستوى الخاص في داخل بيوتنا، ومع أقاربنا ومع أهلينا ومع جيراننا ومع أصحابنا، وكذلك نحن بحاجة إليه على مستوى الدعوة إلى الله -جل وعلا- وبخاصة أننا في هذه الأيام نلحظ كثرة الفتن وكثرة مراحل الاستدراج، وينصب الفخ لكثير من الدعاة، فقد يقع وقد يقعون فيما ينصب لهم من أعدائهم، فمن أجل بيان هذا الأمر وخطورة هذا الأمر نقف هذه الليلة -بإذن الله- مع هذا الموضوع المهم، وما أشرت إليه من حيث الأهمية ليس إلا نزرا يسيرا يبين أهمية هذا الموضوع.