الاثنين، 4 فبراير 2019

ما اروع ان تحمل قلبا طيبا ونفسا راضية يحب الجميع ولا يعرف الحقد والكره يعطي دون مقابل ويساعد دون طلب ما اجمل أن تلتقى بهذا القلب والأجمل أن تحافظ عليه وتحميه بكل ما فيك♥️

وأخيرا الطبائع الفردية: الناس يختلفون هناك من أعطاه الله سعة في الصدر وتحملا وقدرة على ضبط النفس، وهناك آخرون سريع الغضب سريع الفوران سريع الثورة فأي سبب يقع في بيته يحدث له مشكلة، قد يطلق زوجته، قد يسيء إلى ابنه، وقد يتعدى هذا الأمر إلى ما يتعلق بأمور المسلمين العامة، فبسبب طبيعته المتعجلة، أو بسبب طبيعته الشخصية التي لا تتحمل -وهي طبائع أفراد- قد يجني على المسلمين ما لا يحمد عقباه.








 
 الشيطان، لا شك الشيطان جاهز كما قلت، نزغ الشيطان، فالشيطان ينزغ في مثل هذه المواقف لأنه يريد أن يوقع المرء في مثل هذه المهلكات من الاستعجال أو من التصرفات التي لا تحمد عقباها.













 

المتسرع

ن المظاهر أيها الإخوة، من مظاهر عدم ضبط النفس إطلاق اللسان بالسب أو الشتم أو نحو ذلك كما سمعتم قبل قليل في الحديث، وهو في صحيح البخاري لما قال له الرسول r أقتلته؟ قال نعم قتلته. قال: ولم؟ قال: لأنه سبني وشتمني، فلم يتمكن من هذا من ضبط نفسه فأهوى عليه بالفأس فقتله.






















 

ضبط النفس

لو نظرنا إلى داخل البيوت وتتبعنا حالة واحدة وهي حالة الطلاق، ولو سألنا القضاة في هذا الأمر، لو سألنا القضاة وقلنا ما هي أكثر أسباب وقوع الطلاق؟ لقالوا: إنه غضب أو نزوة لم يضبط الإنسان فيها نفسه فوقع الطلاق.
هذه المسألة، وهي حالات الطلاق -كما قلت- أكثرها يقع لعدم ضبط الخصمين، وبالذات عدم ضبط الزوج لتصرفاته، فيقع الطلاق والعياذ بالله فأقول: إن كثيرا من مسائل الطلاق تقع بسبب عدم ضبط النفس، كثير من البيوت أصابها الخراب والدمار بسبب تصرفات هوجاء كانت تحتاج إلى مسألة واحدة، وهي مسألة ضبط النفس.
أما على المستوى العام، على مستوى الدعاة وعلى مستوى طلاب العلم، فلو تأملت في واقع كثير من الدعاة، وبخاصة في بعض البلاد الإسلامية لوجدنا أن من أعظم أسبابها أن الأعداء قد استفزوا أولئك الصالحين، استفزوا أولئك الدعاة، فوقع كثير منهم بالاستفزاز، ولم يتمكن من ضبط نفسه ثم انجرت الويلات كالسبحة إذا انقطعت تتوالى حبات السبحة الواحدة تلو الأخرى.
فموضوع ضبط النفس أيها الإخوة نحن في أمس الحاجة إليه سواء كما قلت لكم على المستوى الخاص في داخل بيوتنا، ومع أقاربنا ومع أهلينا ومع جيراننا ومع أصحابنا، وكذلك نحن بحاجة إليه على مستوى الدعوة إلى الله -جل وعلا- وبخاصة أننا في هذه الأيام نلحظ كثرة الفتن وكثرة مراحل الاستدراج، وينصب الفخ لكثير من الدعاة، فقد يقع وقد يقعون فيما ينصب لهم من أعدائهم، فمن أجل بيان هذا الأمر وخطورة هذا الأمر نقف هذه الليلة -بإذن الله- مع هذا الموضوع المهم، وما أشرت إليه من حيث الأهمية ليس إلا نزرا يسيرا يبين أهمية هذا الموضوع.
  
س1- كيف نفهم الآخرين وأنفسنا ؟
س2- ما الذي نعرفه عن الناس الذين نواجههم في حياتنا اليومية ؟
س3- كيف نوظف هذه المعرفة عندما نحاول أن نفهم أو نتنبأ أو نتذكر سلوكهم؟
س4- هل أحكامنا الاجتماعية محددة بمعرفتنا الاجتماعية ؟ أم أنها تتأثر بمشاعرنا 

البشارة

كان بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- إذا بُشِّر أحدهم ببشارة وسرور أعطى المبشر عطية إكراماً له، وسروراً بما أنعم الله عليه من السرور؛ كما فعل كعب بن مالك -رضي الله عنه- حين أعطى من بشَّره بتوبة الله عليه ما كان يلبس من ثياب، واستعار ثياباً غيرها. هذا حال المسلم مع أخبار السرور والفرح، أما في الحال سماها النبي -صلى الله عليه وسلم- "حال الضراء"، وهي التي فصلها الله -تعالى- في قوله: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)[البقرة: 155].قال ابن كثير: "أخبر تعالى أنه يبتلي عباده -المؤمنين- أي: يختبرهم ويمتحنهم، فتارة بالسراء، وتارة بالضراء من خوف وجوع: (وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ) أي: ذهاب بعضها: (وَالأنفُسِ) كموت الأصحاب والأقارب والأحباب: (وَالثَّمَرَاتِ).كل هذه الابتلاءات يقف المسلم معها متزنا في مشاعره وتصرفاته: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 157- 155].الصبر عند المصيبة، وقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" دليل على تسليم المسلم لقضاء الله وقدره، ورضاه رغم حزنه بما كتبه الله عليه.في صحيح مسلم، عنها: أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، إلا آجره الله من مصيبته، وأخلف له خيرا منها" قالت: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأخلف الله لي خيرا منه؛ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. الحزن جبلة بشرية، حزن النبي -صلى الله عليه وسلم- على وفاة زوجته خديجة وعلى وفاة أبنائه وبناته ممن توفوا قبل وفاته، ودمعت عينه الشريفة صلى الله عليه وسلم؛ فعَن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "دَخَلْنَا على رسول الله وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ -رضي الله عنه-: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: يَا ابنَ عَوفٍ إِنَّهَا رَحمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ العَينَ تَدْمَعُ، وَالقَلبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ"[رواه البخاري].لكنه لم يجزع ولم يسخط بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم. أيها المسلمون: ومن الأمور جاء الإسلام في ضبط المشاعر فيها ما يتعلق بالغضب. فالخير في ترويض النفس، وتدريبها على التحلّي بفضائل الأخلاق، وتربيتها على الحلم والصبر، وعدم الاندفاع، أو التسرع في الحكم، وحثّها على التأني؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"[متفق عليه].وقدوتنا في هذا الأدب الرفيع رسول الله -عليه الصلاة السلام-، الذي كان يسبق حلمه غضبه، وعفوه عقابه، عن أنس -رضي الله عنه- قال: "كنت أمشي مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه وسلم- "ما بين العنق والكتف" وقد أثرت بها حاشية البرد، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء"[متفق عليه]. إن كظم الغيظ والتعامل مع الغضب التعامل المشروع يخفف كثيراً من المشاعر السلبية الناتجة عن الغضب، فكم أفسد بين زوجين وبين صديقين، وكم أدى الغضب لأمور لا تحمد عاقبتها، روى البخاري ومسلم أنه استب رجلان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحدهما يسب صاحبه مغضباً، قد أحمر وجهه، فقال صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".ولنمتثل إخوة الإسلام صفات المتقين، المحسنين الذين قال الله عنهم: (الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 134].اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين. 

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...