الاثنين، 4 سبتمبر 2017

دكان اعشاب

    كتب ابن سينا في كل فروع العلم التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، إلا أنه أكثر ما اهتم به هو الفلسفة والطب. وبعض المؤرخين المعاصرين يعتبرونه فيلسوفا أكثر منه طبيبا، إلا أن آخرين يعتبرونه أمير الأطباء في القرون الوسطى. وقد صنف بعضهم مؤلفات ابن سينا وفق ما تحويه فكانت كالتالي: 
43 مؤلفا في الطب، 24 مؤلفا في الفلسفة، 26 مؤلفا في الطبيعيات، 31 مؤلفا في علوم الدين، 23 مؤلفا في علم النفس، 15 مؤلفا في الرياضيات، 22 مؤلفا في المنطق، 5 مؤلفات في علوم تفسير القرآن. بالإضافة لعدة رسائل في الزهد والعشق والموسيقى وبعض القصص.  
  
كتاب القانون في الطب: 
    يعتبر أكثر مؤلفات ابن سينا أهمية في الطب، وقد كتبه بالعربية، ووصفه أحد الأطباء الغربيين وهو William Osler بأنه أشهر كتاب طبي على الإطلاق. ويعد هذا الكتاب فريدا من نوعه، إذ يمثل وثيقة تحوي كل علوم الطب منذ أقدم الأزمنة (كالطب الفرعوني الإغريقي والهندي) وحتى عصر ابن سينا. وتميز هذا الكتاب بعرضه مواضيع الطب وفق خطة منهجية قريبة جدا لما تتبعه الكتب الطبية المدرسية الحديثة، خصوصا فيما يتعلق بطريقة سرد الأمراض من حيث التعرض لتصنيف الأمراض ثم ذكر أسبابها وأعراضها وعلاماتها وسرايتها،  ثم  ذِكْر علاجها  وإنذارها. ويمكننا القول بأن حسن ترتيب كتاب القانون فضلا على شموليته جعلاه الأكثر انتشارا في الأوساط العلمية الطبية في كل من الشرق والغرب وذلك حتى أواخر القرن السابع عشر. 
    لقد عرف الغرب كتاب القانون من خلال الترجمة اللاتينية له التي قام بها جيرارد الكريموني وذلك في القرن الخامس عشر.  وترجم أيضا إلى اللغة العبرية وطبع عدة مرات آخرها كان في بداية القرن التاسع عشر. بقي كتاب القانون قيد الاستعمال خاصة في جامعة لوفيان ومومبلييه وذلك حتى أواخر القرن السابع عشر. وقد ورد في المجلة التي تصدرها اليونسكو، في عدد تشرين الأول من عام 1980، أن كتاب القانون ظل قيد الاستخدام في جامعة بروسل وذلك حتى عام 1909. 
    قام كثير من الأطباء المسلمين بوضع شروحات لكتاب القانون، والبعض منهم قام باختصاره. وأشهر تلك الاختصارات كتاب الموجز في الطب الذي كتبه ابن النفيس الدمشقي الذي توفي عام 1288. 
    ابتدأ ابن سينا كتابه القانون بتعريفه للطب قائلا: " الطب علم يتعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول عن الصحة ليحفظ الصحة حاصلة ويستردها زائلة". 
    يتألف كتاب القانون من خمسة كتب: 
    الكتاب الأول
 يبحث في تعريف الطب ويشرح أغراضه، كما يتكلم فيه عن الأمزجة والأخلاط وتشريح الجسم ووظائف الأعضاء. وقد ورد فيه ذكر لبعض الأمراض وأسبابها وعلاجها. 
    الكتاب الثاني
 وهو خاص بعلم العقاقير، أو الأدوية المفردة، ويحتوي عددا كبيرا من النباتات الطبية أكثرها فارسي المنشأ، وبعضها من أصل يوناني أو هندي أو صيني أو عربي. 
    الكتاب الثالث
 تكلم فيه عن الأمراض التي تصيب أعضاء الجسم المختلفة، وذكر أسبابها وأعراضها وعلاجها وأحيانا إنذارها. 
    الكتاب الرابع
 تحدث فيه عن عدة مواضيع، كالكسور والخلوع وبعض الحمات كالحصبة والجدري، وتحدث في القسم الأخير من هذا الجزء عن السموم ومضاداتها. 
    الكتاب الخامس
 تحدث فيه عن الأدوية المركبة أو ما كان يعرف بالأقرباذين. وقد ورد في هذا الجزء ذكر لتحضير ما ينوف عن ثمانمائة دواء مركب. 
     في الكتاب الرابع خصص ابن سينا أربع مقالات للحديث عن الزينة وأدويتها. فالمقالة الأولى تشمل أحوال الشعر والحزاز، في حين تحدث ابن سينا في المقالة الثانية عن أحوال الجلد من جهة اللون، أما المقالة الثالثة فتتعرض لأمراض الجلد المختلفة وعلاجاتها. المقالة الرابعة تتحدث عن أدوية الزينة المستخدمة في سائر البدن والأطراف. 
    مما يجدر ذكره أن بعض الأدوية والتراكيب المذكورة في مجال أدوية الزينة هي معروفة، ومن المفيد أن نصنف هذه التراكيب ضمن ثلاث زمر: 
-أدوية ثابتة التأثير لم يزل بعضها يستعمل حتى الآن لنفس الغرض.
-أدوية عديمة التأثير وضارة ولا جدوى من تجربتها لأن العلم يرفضها. 
-أدوية تحتاج إلى دراسة وتمحيص فقد يثبت العلم فائدتها، وهذا ما تقوم به بعض المراكز مثل مركز الكويت للطب الإسلامي، ومؤسسة هامدرد في الباكستان. 
المقالة الأولى في أحوال الشعر وفي الحزاز: 
     تتألف هذه المقالة من تسع وعشرين فصلا، تناول فيها ابن سينا بالحديث عن كافة أحوال الشعر وعلاجاتها. وسأستعرض بالحديث هنا عن أهم  تلك الفصول خصوصا المتعلقة منها بالزينة. 
    فصل  في الأدوية الحافظة للشعر
 في الفصل السابق لهذا الفصل تحدث ابن سينا عن أسباب نقصان الشعر أو ما نسميه حاليا بالصلع. وقد بين أن لذلك أسباب عديدة تختلف عند الصبيان عن تلك المشاهدة في الكهول، وقد بين أن اللثّغ لا يصلعون لكثرة رطوبة أدمغتهم. أما بالنسبة للأدوية الحافظة للشعر فيشير ابن سينا أن الأدوية الحافظة للشعر هي التي فيها حرارة لطيفة جذابة وقوة قابضة. وقد ذكر من هذه الأدوية الآس وحبه واللاذّن(1) والأملج(2) والهليلج(3) والمر والصبر. وذكر منها أيضا العفص. هذا فيما يتعلق بالأدوية المفردة. أما بالنسبة للأدوية المركبة فذكر منها ما ينوف عن  عشرة مركبات أذكر منها حب الآس والعفص والأملج حيث تطبخ في دهن الورد أو دهن الآس. وكل هذه المركبات تستعمل دهنا على الرأس. 
    فصل في دواء يحفظ شعر الحواجب
 يشير ابن سينا هنا إلى استخدام دواء مركب يحوي ورد شقائق النعمان والتين واللاذَن والبَرْشياوشان مخلوطة مع الدهن المصطكى(4). 
    فصل في مطولات الشعر
 من تلك الأدوية المستخدمة يذكر ابن سينا غسل الرأس بنقيع الحنظل، وأيضا فحم بزر الكتان ممزوجا مع بدهن الشيرج(5). 
    فصل في منبتات الشعر القوية
 يبين ابن سينا إلى أن الأدوية المذكورة في هذا الفصل تفيد أيضا في علاج الصلع، كما تفيد في إنبات شعر الحواجب واللحية. بعد ذلك يتعرض بالحديث لوصف أنواع كثيرة من الأدوية المركبة أكثرها مشتق من بعض أعضاء الحيوانات وتمزج مع بعض الدهون لتستخدم كمراهم موضعية في الأماكن التي يراد فيها إنبات الشعر. وكمثال على  ذلك المزيج ما ذكره في آخر هذا الفصل، حيث يؤخذ أصل القصب المحرق ويمزج مع رماد الضفادع وبزر الجِرجير(6) مسحوقا بدهن الغار ويستخدم هذا المركب بشكل موضعي كمنبت قوي للشعر. 
    فصل فيما يحلق الشعر
يشير ابن سينا هنا إلى أن استخدام جزأين من النورة(7) مع جزأين من الزرنيخ مع قليل من الصبر، فإن لهذا المزيج تأثير حالق للشعر. كما يمكن لتحقيق هذه الغاية استخدام العلق الأخضر. 
    فصل في مانعات نبات الشعر
يبين ابن سينا أن المخدرات المبردة تمنع نبات الشعر، ويذكر مثالا على ذلك أنه بعد نتف الشعر يطلى بالبنج(8) والأفيون والخل والشوكران(9). وقد ذكر أنه زعم بعضهم مما يفيد في هذا المجال استخدام دم الضفادع ودم السلاحف النهرية، وكذلك دم الخفاش ودماغه وكبده، وقد ركبوا دواء من هذه. 
    فصل في المجعدات للشعر
هنا يستخدم دقيق الحلبة(10) ودهنها والسدر(11) الأبيض والمرو(12) والعفص(13) والنورة والمرداسنج(14)، تخلط أو يقتصر على بعضها ويغلف به الرأس. 
    فصل فيما يرقق الشعر
 البورق(15) إذا وقع في أدوية الشعر رققه. 
    فصل في اللطوخات المانعة من الشيب
 في هذا الفصل يتحدث ابن سينا عن بعض الأدهان التي يمكن استخدامها من أجل منع الشيب. فهو يشير إلى أن جميع الأدهان الحارة المقوية تفيد في ذلك، مثل القَطِران(16) حيث يدهن على الرأس ويترك لمدة أربع ساعات. وكذلك يفيد دهن القُسْطِ(17) ودهن البان(18) ودهن الشَوْنيز(19). ثم يبين أن زيت الزيتون إذا أديم التمريخ به كل يوم منع الشيب. 
    فصل في المسودات
يشير ابن سينا هنا إلى أن الحِنّاء(20) والوَسْمة(21) هما الأكثر مما أجمع عليه الناس لاستخدامها كمسودات للشعر. ثم يبين أنه يختلف أثرهما بحسب اختلاف استعدادات الشعور. ثم يقول بأن الناس يتداوون الحناء ثم يردفونه بالوسمة بعد غسل الحناء ويصبرون على كل واحد منهما صبرا له قدر، وكلما صبر أكثر فهو أجود، ومن الناس من يجمع بينهما، ومن الناس من يقتصر على الحناء ويرضى بتشقيره للشعر، ومنهم من يقتصر على الوسمة.       
    يعد ذلك يتحدث ابن سينا عن مركبات كثيرة تستخدم كمسودات للشعر، ويبين أنه بتغيير نسب تلك المواد يمكن الحصول على لون للشعر يتراوح بين الأسود والأشقر. 
    فصل في المشقرات وما يجري مجراها
هناك كثير من المواد المستخدمة لتشقير الشعر ذكرها ابن سينا في هذا الفصل. من أهم تلك المواد: سيالة القصب النبطي(22) الطري المأخوذ عنه قشره بعد أن يعالج في النار، صدأ الحديد المعالج بماء الزاج.  ويشير أيضا إلى الاختضاب بالحناء بعد أن يعجن بطبيخ الكُنْدُس(23)، وكذلك الإختضاب بالشبّ(24) والزعفران(25) أو بالمرّ(26)، حيث يترك يوما وليلة. ومن المشقرات القوية طبيخ السُعْد(27) والكندس في الماء. 
    فصل في المبيضات
 تستخدم لهذه الغاية مواد كثيرة منها النسرين(28) والماش(29) وقشور الفجل ومرارة الثور وبخار الكبريت وفقاح الزيتون. ويستخدم أيضا مزيج يتكون من بزر الراسن(30) وقشر الفجل اليابس والشب ممزوجة مع الصمغ العربي. 
    فصل في علاج الحزاز
يعرف ابن سينا الحزاز المتكون في الرأس بقوله: هو ضرب ما من التقشر الخفيف يعرض للرأس لفساد عرض في مزاجه خاص التأثير في السطح الأعلى من الجلد، وأردؤه ما بلغ إلى التقرح وإلى إفساد منابت الشعر. 
    في علاج الحزاز يشير ابن سينا إلى أن الحزاز الخفيف يكفيه العلاج الخفيف وهو طلي الرأس بدهن الورد(31) والبنفسج(32) . أما الرديء جدا فيعالج بتنقية البدن بالفصد والإسهال عند الحاجة، ثم توضع الأدوية الخاصة بالحزاز الرديء، وهي كثيرة منها القيموليا(33) المعجون بمرارة البقر حيث يستعمل ويترك ساعتين، أو حب البان(34) ودقيق الباقلا(35) حيث يطبخان بماء ويغسل به الرأس. 
المقالة الثانية في أحوال الجلد من جهة اللون: 
    فصل في الأشياء المحسنة لِلّون بالتبريق والتحمير والجلاء اللطيف
 في بداية هذا الفصل يشير ابن سينا إلى حقيقة فيزيولوجية تعطي الجلد لونه الطبيعي ورونقه حيث يقول: اعلم أنه كلما تحرك الدم والروح إلى الجلد فإنه يكسوه رونقا ونقاء وحمرة ويعينه ما يجلو جلاء خفيفا فيجعل الجلد أرق، ويكشط عنه ما مات على وجهه كشطا خفيفا وخصوصا إن كان فيه صبغ، ويحتاج مع هذا كله إلى استتار عن الحر والبرد والرياح. 
    بعد ذلك يتحدث ابن سينا عن بعض الأغذية التي تحسن لون الجلد عن طريق توليد الدم فهو يشير إلى تناول الحمص والبيض وماء اللحم وشراب الريحان وأخيرا التين. والتين يستخدم خاصة لمن سمج لونه من الناقهين لكي يعود إلى لونه القديم. ثم يذكر ابن سينا أن بعض المواد تساعد على نشر الدم إلى الجلد فيحسن لونه، من هذه المواد الحِلْتيت(36) والفلفل والسعد والقرنفل والزعفران والزوفا(37)، وقد ذكر من البقول الفجل والكُرّاث(38) والبصل والكرنب وإدمان أكل الثوم. 
    فصل في حفظ الجلد عن الشمس والريح والبرد
يقول في ذلك أنه يجب أن يطلى ببياض البيض أو بماء الصمغ أو يؤخذ السميد المنقوع في الماء المصفى ويخلط بمثله بياض البيض ويمسح به وجهه. 
    فصل في آثار القروح والجدري
 من الأدوية المذكورة هنا يشير ابن سينا إلى شحم الحمار أو عصارة أصول القصب الرطب مع شيء من العسل والحَبَق(39) مع ملح العجين معجونا بعسل النحل وبطبيخ الفاشِرَا(40) في الزيت حتى يغلظ. 
    فصل في الدم الميت والبرش والنمش والكلف
 يعرف ابن سينا هذه المصطلحات بقوله: النمش والدم الميت قد يكون كدم قد انفتح عنه فوهة عرق ليفي أو انصداع لضربة أو غيرها فاحتقن تحت أعلى الجلد احتقانا في موضع يتأدى لونه وشكله منه، فما هو إلى الحمرة يكون نمشا وما هو إلى السواد يكون برشا واللطخي منه يسمى كلفا. 
    لعلاج هذه الحالات يشير ابن سينا إلى أن الدم الميت والبرش يمكن استخراجهما جراحيا وذلك بطرف مبضع ينحي الجلدة الرقيقة تنحية غير مقرحة عنها يتم استخراج الدم الميت أو البرش. بعد ذلك يذكر أدوية كثيرة أكثرها مركبة تستخدم في هذا المجال منها شياف المرو(41) والشياف الوردي وماء الحلبة والتين المنقع في الخل الحامض، ومن هذه المركبات أيضا القُسْط(42) مع الدارصيني(43) حيث يعجنان بماء الزردج ويطلى بهما الجلد. 
    فصل في الوشم وعلاجه
 يبين ابن سينا أن خير وسيلة لإزالة الوشم هي غسل الموضع بالنطرون(44) ثم أن يوضع عليه علك البُطم(45) أسبوعا ويشد ثم يحل ويدلك بالملح دلكا جيدا ويعاد عليه علك البطم إلى أن ينقلع ومعه سواد الوشم، فإن لم تنجع أمثال ذلك لم يكن بد من تتبع مغارز إبر الوشم لوضع نقط البَلاذُر(46) ليقرحها ويأكلها. 
  
المقالة الثالثة فيما يعرض للجلد لا في لونه: 
   فصل في الشقوق التي تظهر على الجلد والشفة والأطراف وجلد البدن في كل موضع
 في البداية يبين ابن سينا أن سبب جميع الشقوق هو اليبس في الجلدة حتى تتشقق. ولعلاج هذه الحالات يشير ابن سينا إلى شرب الأدهان خصوصا دهن السمسم المقشر. وإن كان التشقق ناجما عن البرد فينفع منه الأقاقيا(47) وطبيخ السلجم وورق السلق وطبيخه. 
    فصل في علاج شقوق الشفة
 سببه اليبس الناجم عن الريح أو البرد. ويتم منعه بأن يطلى قبل التعرض لسببه بالقيروطيات(48) والشحوم ودهن الورد مع الزوفا(49). وقد قيل أن تدهين السرة عند النوم أو إيداع قطنة مغموسة في الدهن صماخ السرة نافع جدا.   
    فصل في علاج شقوق الرجل
 يمكن أن يزال التشقق بإدامة وضع الرجل في الماء الحار وتمريخها بالأدهان والشحوم وخصوصا شحم الماعز والبقر، كما قد يفيد القطران مع طحين السمسم. 
    فصل في علاج فساد الرائحة للجلد عاما
هنا ينصح ابن سينا بتنظيف الجسم في الحمام، وتناول على الريق ما له تعطير العرق مثل السليخة(50) والفلنجة(51) والكَرَفْس(52) والحَرْشَف(53) والهِلْيَوْن(54) وكل مدر للبول. كما ينفع أيضا شرب نقيع المشمش الطيب الريح. كذلك يطلى على البدن ما يسد المنافس ويمنع العرق مثل المرداسنج والشب والمر والصبر ودهن الآس ودهن الورد. 
    فصل في الصنان وعلاجه
 زعم قوم أن الصنان من بقايا آثار المني المتخلق عنه الإنسان وقد وقعت إلى نواحي الإبط ونفذت في مسام الجلد، وهذا  ليس مما يجب أن يعتمد، ولأن ينسب إلى بخار المادة التي تستحيل منيا في الإنسان وإلى تحركه فيه أولى. لعلاج الصنان يذكر ابن سينا عدة علاجات منها التوتيا والمرداسنج المربى والقليميات ورماد الآس وماء حل فيه الشب والكافور. 
المقالة الرابعة في أحوال تتعلق بالبدن والأطراف وهي تمام كتاب الزينة: 
    فصل في إزالة الهزال
 يعتقد ابن سينا أن سبب الهزال هو إما لعدم مادة السمن من الغذاء أو لكثرة استعمال الغذاء الملطف فلا يتولد في البدن دم كثير أو بسبب سكون كثير تنام معه قوة الجذب. 
    أما في علاج الهزال فيجب النظر إلى السبب ثم علاجه، فإذا كان الغذاء غير مولد لدم غليظ قوي جعل ما يولده، وإذا كانت القوة الجاذبة في الأعضاء كسلى حركت وقويت، ونظر إلى سوء مزاج إن كان فبدل، وكذلك الدلك مع الانتباه من النوم. ومن المسمنات تناول الشراب الغليظ والطعام الجيد الكيموس القوية المتينة إذا انهضم مثل الهرائس والمشوي من اللحوم كلحم البط ولحم الدجاج. ومن المسمنات ما يتعلق بالرياضة وهو كل رياضة لينة بطيئة. ومن المسمنات لطوخات تستعمل بعد تحريكات الأعضاء وتحميراتها مثل الزفت وحده إن كان شديد السيلان أو مذابا في دهن بقدر ما يسيله للّطخ. 
    بعد ذلك يذكر ابن سينا عددا كبيرا من الأدوية المركبة تستخدم لهذا الغرض أكثرها مشتق من المنتجات الحيوانية والنباتية. 
    فصل في تسمين عضو كاليد أو الرجل أو الشفة أو الأنف
 يتم ذلك بجذب الغذاء إلى ذلك العضو وحبسه عليه وتحويله إلى طبعه وذلك بالدلك المحمربالخشونة وبالأدوية المحمرة ثم بالدلك الذي هو أقوى ويصب الماء الفاتر ثم يطلى الزفت. 
    في نهاية الفصل يشير ابن سينا إلى الجراحة كوسيلة لتسمين الشفة والأنف والأذن، قائلا: فإذا كانت الشفة والأنف ناقصين فيجب أن يبط الوسط ويكشط الجلد عن الجانبين ويقطع اللحم الذي في الوسط ما صلب منه فيطول ويزول التقلص. 
    فصل في عيوب السمن المفرط
 إن السمن المفرط قيد للبدن عن الحركة والنهوض والتصرف، ضاغطا للعروق ضغطا مضيقا لها فينسد على الروح مجاله، وكذلك لا يصل إليهم نسيم الهواء فيفسد بذلك مزاج روحهم ويحدث بهم ضيق نفس وخفقان، وهؤلاء معرضون للموت فجأة وللسكتة والفالج. وهم لا يصبرون على جوع ولا على عطش بسبب ضيق منافذ الروح وشدة برد المزاج وقلة الدم وكثرة البلغم. 
    فصل في التهزيل
 تدبير الهزال هو ضد تدبير التسمين، وهو تقليل الغذاء وتعقيبه الحمام والرياضة الشديدة. وليكن خبزهم خبز الشعير، وتكثر التوابل الحارة في طبيخهم، ومما يعين على تقليل غذائهم أن يجعل غذاؤهم دسما جدا ليشبع بسرعة، وتبديل الماء البارد إلى الحار والهواء البارد إلى الحار والتكشف دائما للبرد لتنقبض المسام وتنسد ويتعرض البدن للقشعريرة فلا يقبل الغذاء. ومن الأدوية المفيدة في التهزيل الجُنْطيانا(55) وبزر السذاب(56) والزَرَاوَند المدحرج(57) والفطراسالينون(58) وبزر الكرفس والزاج إلا أن الأخير قوي جدا وخطر. 
    فصل في تهزيل أعضاء جزئية مثل الثدي والخصية واليد والرجل ونحو ذلك
 تستخدم هنا نفس الطرق المستخدمة في التهزيل المطلق. ومن الأطلية التي تمنع الخصا عن الكبر والأثداء عن العظم كثرة الطلاء بالشب كل يوم أو أن يؤخذ طين جزء وعفص أخضر فيسحقان ويطليان بالعسل يوما ثم يغسل بالماء البارد فيفعل ذلك في الشهر ثلاث مرات. ويخص بالثدي أن يشد عليه كمونا مسحوقا معجونا بالخل يضمد به الثدي ويترك عليه خرقا مبلولة بالخل ثلاثة أيام ثم يحل ويتبع ببصل السوسن الأبيض(59) ويشد ولا يحل ثلاثة أيام أخر يفعل ذلك في الشهر ثلاث مرات. 
    علل الأظافر: 
    فصل في علاج الداحس
 الداحس ورم حار خراجي يعرض في جانب الظفر، وهو صعب شديد الإيلام وهو يتقرح ويؤدي إلى التآكل وربما سال من متقرحه مدة رقيقة منتنة ويكون في ذلك خطر للإصبع، وكثيرا ما تحدث الحمى. 
    لعلاج هذه الحالة تغمس الإصبع في  الخل الحار، أو يستخدم المرهم الكافوري المتخذ من الكافور. كما يشير ابن سينا إلى مركبات عديدة تستخدم لعلاج الداحس مثل أن يؤخذ قشور الرمان الحامض والعفص وتوبال النحاس وزنجاره ويخلط بالعسل ويلطخ ويشد ولا يمس الموضع ماء ولا دهن. 
    فصل في تشقق الأظافر وتقشرها
 قد تعرض هذه الأعراض بسبب يبس ومزاج سوداوي. وأما علاجه فلابد فيه من تنقية البدن بالاستفراغ للخلط السوداوي إذا كان غالبا، بالإضافة للأدوية الموضعية مثل الخل وكذلك المصطكي. 
    فصل في حيل قلع الظفر الرديء في هيئته وفي لونه وسائر عيوبه لينبت بدله ظفر جيد
 يؤخذ صمغ السرو ويضمد به الظفر الخبيث الموجع أياما، ثم يغرز أصله بإبرة ويسيل منه دم كثير، ثم يشد عليه ثوم مدقوق يوما وليلة، ثم يجدد عليه الثوم في اليوم والليلة مرتين فإنه يسقط. وإدامة تضميده أيضا بالزبيب ربما هيأه للسقوط بأدنى تدبير وخصوصا إذا خلط به الجاوشير(60) أو كبريت مسحوق بشحم. ومن الأدوية القوية لقلع الظفر الكَبيكَج(61). 
    فصل في الصفرة التي تعرض للأظفار
 يطلى بالعفص والشب وبشحم البط أو بمرارة البقر أو بزر الجرجير مدقوقا ناعما معجونا بخل. 
    فصل في موت الدم تحت الظفر عن رضة وقعت
 يعالج بدقيق مخلوط بزفت يضمد به وإن لم يغن بل احتيج إلى عمل اليد يجب أن يشق الظفر بالرفق شقا متوربا بآلة حادة حتى يخرج الدم تحته فإن عرض من ذلك أن انقلع الظفر أسلت الدم وألصقت الظفر على ما تحته بالرفق ليكون وقاية ولا يوجع ثم يراعى بعد ذلك أيام. 
    هذه لمحة موجزة عن أدوية الزينة كما وردت في كتاب القانون في الطب لابن سينا، علما بأنه هناك كثير من المؤلفات الطبية التي كتبها الأطباء المسلمون الأوائل تضمنت أيضا الكثير من أدوية الزينة. 
    إن دراسة تلك الأدوية ومعرفة مدى تأثيرها وفق المعايير الطبية الحديثة يعتبر من الأمور التي علينا أن نشجع بها طلاب الدراسات العليا في كليات الطب والصيدلة في الجامعات العربية والإسلامية وذلك للوقوف على حقائق أدق فيما يتعلق بمدى فائدة تلك الأدوية من أجل استعمالها لبعض أغراض الزينة في وقتنا الراهن.
الحواشي والتعليقات 
  
ملاحظة
 إن شرح كل الأدوية المذكورة في البحث والتعليق عليها هو مقتبس من كتاب "المعتمد في الأدوية المفردة" ليوسف بن عمر بن علي الغساني التركماني. 
(1) لاذَن: هو شيء من رطوبة يدبق بيد اللامس، يكون على شجرة القيسوس، يصفى ويعمل منه أقراصا. 
(2) الأملج: ثمرة سوداء تشبه عيون البقر، وهو من الأدوية القلبية، وينفع الذهن والحفظ. 
(3) الهليلج: هو أربعة أصناف الأصفر والأسود والكابلي والصيني. له استخدامات طبية متعددة. 
(4) دهن المصطكى: يستخرج من شجرة المصطكى، ينفع في نفث الدم والسعال المزمن إذا شرب. يسمى أيضا علك الروم. 
(5) دهن الشَيْرَج: هو دهن يستخرج من طحن السمسم وعجنه بالماء الحار، ينفع في الشقاق والخشونة وضيق النفس. 
(6) بزر الجِرجير: نبات يكثر وجوده في الإسكندرية، يسمونه بقلة عائشة. وهو يقوي الجنس ويدر البول ويهضم الطعام. 
(7) النورة : هي حجر الكلس، وتطلق غالبا على أخلاط من أملاح وزرنيخ، وهي مزيل قوي للشعر. 
(8) البنج: من الأدوية المبردة، يخلط بسائر الضمادات المسكنة للوجع. وهو ثلاثة أصناف: أحمر وأبيض وأسود. 
(9) الشوكران: نبات ثقيل الرائحة، له قوة مبردة، وهو من الأدوية القتالة. إذا ضمد به الثديان منع اللبن، ومنع ثدي الأبكار من أن تعظم. وإذا طلي به على موضع الشعر يمنع نباته. 
(10) الحُلبة: حب أصفر اللون غير مدور، من الأدوية الحارة، يسكن السعال والربو وينفع في البواسير. كما تزيد في الباءة وتشهي الطعام. 
(11) السدر: هو ورق شجر النبق، وهو معتدل فيه قبض، ينقي الأمعاء والبشرة ويقويها، وهو مجفف للشعر يمنع من انتثاره. 
(12) المَرْو: هو نبات يرتفع عن الأرض بمقدار شبر، طعمه مر، وهو ينضج الأورام الصلبة والدماميل والخراجات. 
(13) العفص: هو ثمرة شجرة البلوط، وهو مقو للأعضاء، ويستخدم لعلاج قروح الأمعاء والإسهال. 
(14) المَرْداسَنْج: دواء يعمل من الرصاص أو الفضة، وهو دواء مجفف، وينفع في حروق النار وفي الشقاق المزمن. 
(15) البُورق: دواء حار، ينفع من السموم، ويسكن المغص وينفع في الحكة والبرص. 
(16) القَطِران: يسيل من شجرة الشربين، وهو دواء حار يابس، يستخدم في بعض حالات الصداع ومن قروح الرئة والصدر. 
(17) دهن القُسْطِ: دهن يستخدم لعلاج وجع الكبد والمعدة ويشد العصب ويقويه. 
(18) دهن البان: دهن يشتخدم لتصفية الآثار من الوجه والثآليل والآثار السود الباقية بعد اندمال القروح. كما أنه يسهل البطن  ويفيد في وجع الآذان وطنينها. 
(19) دهن الشَوْنيز: دهن يفتح السدد الكائنة في أغشية الدماغ وفي بطونه، ينفع في الفالج واللقوة والخدر والرعشة والكزاز. 
(20) الحِنّاء: شجرة كبيرة مثل شجر السدر، رائحتها ذكية، ويستخدم منها ورقها لعلاج الأورام الملتهبة وفي مداواة الحمرة والقلاع. ويستخدم زهرها لتسكين الصداع. 
(21) الوَسْمة: هي ورق النيل، وهي حارة قابضة تصبغ الشعر. وإذا فرك ورقه باليد سودها. تفيد أيضا في دمل الجراحات. 
(22) كان القصب يستخدم لغايات عديدة، فإذا تضمد به مع الخل سكن وجع الأعصاب ووجع الصلب، وإذا دق ورقه وهو طري ووضع على الحمرة وعلى الأورام أبرأها، والندى الذي ينزل على القصب ينفع من بياض العين. 
(23) الكُنْدُس: هو عروق نبات، داخله أصفر، وخارجه أسود. وهو دواء شديد الحرارة، ومقيء، وكان يستخدم لعلاج البهق والبرص، وإجهاض الجنين الميت. 
(24) الشبّ: للشب أصناف كثيرة، إلا أنه كان يستعمل منها في الطب ثلاثة أنواع. تستعمل لجلو غشاوة البصر وقلع البثور اللبنية وإزالة اللحم الزائد في الجفون، وقد تمنع القروح الخبيثة من الانتشار. 
(25) الزعفران: نبات له عدة أسماء منها الجادي والجاد والريهقان والكركم. وهو مصلح للعفونة ومدر للبول، وينفع من الأورام الحارة العارضة للأذن. كما أنه مقلل لشهوة الطعام. 
(26) المرّ: هو صمغ شجرة تكون ببلاد العرب. يقتل الديدان والأجنة ويخرجها، ويشرب لعلاج السعال القديم، ويلين فم الرحم المنضم ويفتحه. 
(27) السُعْد: نبات خشن طيب الرائحة، ينفع من القروح التي عسر اندمالها مثل قروح الرحم، ويفتت الحصاة ويدر البول، وهو مفيد للبواسير، جيد للبخر والعفن في الفم والأنف، نافع للأسنان واسترخاء اللثة ويزيد في الحفظ. 
(28) النسرين: ورد أبيض، زهره يدر الطمث ويقتل الأجنة ويخرجها، ويصلح لعلاج الأورام الحارة سيما التي تكون في الرحم. ويستخدم أيضا كمسهل ويسكن الصداع ويقتل الديدان في الأذن وينفع من الطنين والدوي ومن وجع الأسنان. 
(29) الماش: هو حب صغير يشبه الكِرْسِنَة الكبيرة، وهو طيب الطعم، ينقص الباءة، وهو نافع للمحمومين ولمن كان به سعال، وهو ملين أيضا. 
(30) الراسَن: نبات طيب الرائحة، يدر البول والطمث، تستخدم ضماداته لعلاج عرق النسا وآلام المفاصل، ينفع من جميع الأورام والأوجاع الباردة، ويهضم الطعام. 
(31) دهن الورد: كان يستخدم لغايات عديدة، فهو يسهل البطن إذا شرب، ويبني اللحم في القروح العميقة، ويدهن به الرأس للصداع في ابتدائه، ويتمضمض به لوجع الأسنان، وكان يطلى به بدن صاحب الحكة فيسكنها. 
 (32) دهن البنفسج: يبرد ويرطب وينوم ويعدل الحرارة، ينفع من انتثار شعر اللحية والرأس وتقصفه، كما يفيد من ضيق النفس، وهو ملين من صلابة المفاصل ويسهل حركتها. 
(33) القَيْموليا: هو الطين الطليطلي، ينفع من جميع الأورام الحارة طلاء عليها، كما ينفع في حرق النار ومن القروح العسرة الاندمال. 
(34) حب البان: أجود حبه الكبار العطر، قشره قابض، وهو يجلو ويقطع الثآليل والكلف، وينفع الأورام الصلبة إذا جعل في المرهم. 
(35) الباقلا: ينفع ضمادا لمن به ورم في الثديين لاسيما إذا كان ورم الثديين من تجبن اللبن فيهما، فإن هذا الضماد يقطع اللبن، وإذا ضمدت عانة الصبيان به أبطأ نبات الشعر فيها، كما أنه يجلو من الوجه البهق. 
(36) الحِلْتيت: هو صمغة الأنجُذان، له قوة تجذب جذبا بليغا، وينقص اللحم ويذيبه، ينفع في أورام اللهاة، ويوضع في التآكل العارض في الأسنان فيسكن وجعها. 
(37) الزوفا: حشيشة رائحتها طيبة وطعمها مر، تنفع من أورام الرئة الحارة ومن الربو والسعال المزمن وسحج الأمعاء والفالج. 
(38) الكُرّاث: نوع من البقول، يؤكل أصله دون فرعه. يعرض منه أحلام رديئة، ويدر البول ويلين البطن ويحدث غشاوة في العين. 
(39) الحَبَق: هو الفوذنج بالفارسية، أو الصعتر بلغة أهل الشام. يدر الطمث ويخرج الأجنة، وإذا استحم بطبيخه سكن الحكة والجرب. 
(40) الفاشِرَا: هو الكرمة البيضاء. يجلو ظاهر البدن ويصفيه، يذهب بالكلف والآثار السود ويقلع الثآليل ويخرج العظام الفاسدة. 
(41) المَرْو: حشيشة، زهرها أغبر يميل إلى الخضرة، تقوي المعدة وتفتح سدد الأحشاء، وتنضج الأورام الصلبة والدماميل والخراجات، نافعة في أوجاع الرحم والنساء الحوامل. 
(42) القُسْط: هو دواء حبشي معروف، ينفع من استرخاء الأعصاب، ويقوي الكبد والقلب، وينفع من الفالج وأوجاع المفاصل والأوراك وعرق النسا شربا وطلاء بماء الصبر. 
(43) الدارصيني: خشب معروف، أصنافه كثيرة، أجوده الأسود طيب الرائحة الحاد المذاق، ينفع من السعال والربو، ويحفظ على الإنسان قوته أيام حياته، ويذكي الذهن. 
(44) النطرون: يسمى أيضا البورق الأرمني، ألوانه مختلفة، أجوده الذي يجلب من نواحي مصر، يسكن المغص إذا سحق بزيت، ويدخل في أدوية القولنج، وهو رديء للقلب والصدر. 
(45) البُطْم: هي شجرة الحبة الخضراء، تدر البول وتنفع الطحال وتدر الطمث. 
(46) البَلاذُر: ثمرة سوداء تشبه نواة التمر هندي، تنفع من اللقوة والفالج واسترخاء الأعصاب والنسيان وذهاب الحفظ. 
(47) أقاقيا: هو عصارة القَرَظ، وهو نبات لطيف لذاع، ينفع من سيلان الدم إذا شرب، وينفع من قروح اللثة ومن السحج ومن الداحس. 
(48) القيروطي: مرهم يصنع من الشمع والزيت يضمد به الجرح والكسور، وقد يخلط الشمع بدهن الورد أو نحوه. 
(49) الزوفا: هو حشيش منه جبلي ومنه بستاني، ينفع الصدر والرئة والربو والسعال المزمن، بخار طبيخه مع التين ينفع من دوي الأذن. 
(50) السليخة: نبات له ساق غليظ القشر، يازع اللسان ويقبضه، عطر الرائحة، ينفع من أوجاع الكلى والمثانة ويدر البول. 
(51) الفلنجة: نوع من الحبوب أجودها الحديث الكبار، مقوية للمعدة والكبد وتزيد في الباءة. 
(52) الكَرَفْس: صنف من البقول المعروفة، أجوده البري الطري، ينفع الكبد والطحال، ويضر بالحبالى والمصروعين. 
(53) الحَرْشَف: نبات ليس له ساق، ماؤه يقتل القمل إذا غسل به الرأس، ويزيل نتن الإبط ويزيد في الباءة ويخرج البلغم. 
(54) الهِلْيَوْن: هو أغصان غضة مائلة إلى الخضرة، ينفع من وجع الظهر، ويزيد في المني وشهوة الباءة، وينفع من أوجاع الوركين وعرق النسا والفالج والنقرس. 
(55) الجُنْطيانا: نبات أحمر اللون مجوف الساق ينبت في الجبال ينفع من سدد الكبد والطحال والتواء الأعصاب وينفع من عرق النسا والأمراض السوداوية. 
(56) السَذاب: من الحشائش المعروفة، حاد الرائحة ينفع من الفالج وعرق النسا وينفع من الجذام ويقطع دم الحيض وشهوة الطعام. 
(57) الزَرَاوَند: نبات طيب الرائحة، ينفع من الحميات ولسع العقارب، وهو نافع للأخلاط البلغمية والمرارية والنقرس. 
(58) الفَطْراسالينون: هو بزر الكرفس الجبلي، ينفع الكبد والطحال وضيق النفس ويدر البول والطمث. 
(59) السَوْسَن أبيض: هو الزنبق، ينفع من الكلف والنمش، يغسل به الوجه فيصقله، وينفع من وجع الطحال ونفس الانتصاب. 
(60) الجاوْشير: هو صمغ شجرة ورقها خشن، شبيه بورق السلق، يفيد في أوجاع الجنب والمغص والسعال ويخرج الجنين ويدر الطمث ويضمد به عرق النسا ويحلل أوجاع المفاصل. 
(61) الكَبيكَج: يسمى كف السبع، ينفع من الجرب وداء الثعلب والثآليل، ضرره شديد، وهو من السموم القاتلة. 
  
*** 
   

الأحد، 3 سبتمبر 2017

سلوكيات

ﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻗﺪري ﺣﻔﻨﻲ ورؤوف ﻧﻈﻤﻲ اﻟﻘـﺎﻫـﺮة:‬ ‫دار ا ـﻌـﺎرف ٩٦٩١.‬ ‫)٢( ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺑ اﻟﻨﻈـﺮة اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ واﻟـﻨـﻈـﺮة اﻟـﺪارﺟـﺔ ﻓـﻲ ﻛـﺘـﺎب:‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ: ﻧﻈﺮة ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر إﺑﺮاﻫﻴﻢ وﻣﺤﻤﺪ ﻓﺮﻏﻠﻲ ﻓﺮاج وﺳـﻠـﻮى ا ـﻼ‬ ‫اﻟﻘﺎﻫﺮة: دار اﻟﻜﺘﺐ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ٧٧٩١.‬ ‫وﻳﻮﺿﺢ اﻟﻔﺼﻼن اﻷوﻻن ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﻌﺾ اﻟﻨﻘﺎط ا ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺴﻴﻜﻮﻟـﻮﺟـﻲ اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ‬ ‫ﻟﻠﻈﻮاﻫﺮ.‬ ‫)٣( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﺮوق ﺑ اﻟﻌﺼﺎب واﻟﺬﻫﺎن اﻧﻈﺮ:‬ ‫.8791 ,‪Hans Eysenck.’ You and neurosis. Britain, Glasgow: William, Collins Sons‬‬ ‫أﻧﻈﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻳﺨﺼﺼﻪ ا ـﺆﻟـﻒ ﻷﻧـﻮاع ا ـﺮض اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ‬ ‫اﻟﻌﺼﺎﺑﻲ.. وﻣﺎ ﻴﺰ اﻟﺬﻫﺎﻧﻲ )ا ﺮﻳﺾ اﻟﻌﻘﻠﻲ( ﻋﻦ اﻟﻌﺼﺎﺑﻲ.. وﻳﺘﺒﻨﻰ ا ﺆﻟﻒ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ‬ ‫ﻟﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻄﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮى أن اﻟﺬﻫﺎن درﺟﺔ أﻗﺴﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﺎب.. أي أن اﻟﻔﺮق‬ ‫ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮق ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ. ﻏﻴﺮ أن ا ﺆﻟﻒ ﻳﻌﺮض ﻟﻮﺟـﻬـﺔ ﻧـﻈـﺮ ﺗـﺮى ﺑـﺄﻧـﻬـﻤـﺎ ﻧـﻮﻋـﺎن ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺎن ﻣـﻦ‬ ‫اﻷﻣﺮاض.‬ ‫)٤( اﻧﻈﺮ:‬ ‫.4691 ,‪Milton Rokeach. The three Christs of Ypsilanti New York: Alfred Knopf‬‬ ‫)٥( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض ا ﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻌﺼﺎب واﻟﺬﻫﺎن و أﺷﻜﺎل اﻻﺿﻄـﺮاﺑـﺎت اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ اﻷﺧـﺮى‬ ‫اﻧﻈﺮ:‬ ‫أ- أﻳﺰﻧﻚ اﳊﻘﻴﻘﺔ واﻟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه ﻓﻲ »١«.‬ ‫ب- ﺷﻴﻠﻮن ﻛﺎﺷﺪان ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻮاذ ﺗﺮﺟﻤﺔ اﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻼﻣﺔ وﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن‬ ‫ﳒﺎﺗﻲ اﻟﻜـﻮﻳـﺖ: دار اﻟـﻘـﻠـﻢ ٧٧٩١. اﻧﻈﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﻟﻔﺼـﻞ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب اﳋـﺎص‬ ‫ﺠﻤﻮﻋﺎت أﻋﺮاض اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺸﺎذ.‬ ‫)٦( ﺗﺒ دراﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ أن اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ ﻜﻦ إرﺟﺎﻋﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت أو ﻓﺌﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ:‬ ‫١- ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ اﳊﻴﻮاﻧﺎت ﻛﺎﻟﻌﻨﺎﻛﺐ واﻟﻘﻄﻂ.. اﻟﺦ. ٢- ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﻌﺪاوة ﻟﺪى اﻵﺧﺮﻳﻦ‬ ‫وذﻟﻚ ﻛﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻷﺻﻮات ا ﺮﺗﻔﻌﺔ أو اﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﻟﻐﺎﺿﺒ أو اﳋﻮف ﻣﻦ ا ﺸﺎدات..‬ ‫اﻟﺦ. ٣- اﳋﻮف ﻣﻦ ا ﻮت واﻷذى ﻛﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﺪم واﳉﺮوح وا ﻮﺗﻰ وراﺋﺤﺔ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴـﺮ وﺣـﻮادث‬ ‫اﻟﺴﻴﺎرات.. وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ٤- اﺨﻤﻟﺎوف ذات اﻟﺸﻜﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﻛﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺤﺎر واﻟﻌﺎدة اﻟﺴﺮﻳﺔ‬ ‫واﻟﻌﺬاب ﻓﻲ اﻵﺧﺮة واﳉﻨﺲ.. وﻫـﻨـﺎك ٥- اﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﺎﳋﻮف ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺠـﺎﻫـﻞ‬ ‫واﻟﻨﺒﺬ واﻟﻨﻘﺪ.. اﻟﺦ ٦- اﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﻈﻼم وﻣﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺨﺎوف أﺧﺮى ﻛﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة‬ ‫اﻟﻮﺣﺪة أو اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻈﻠﻤـﺔ.. ﺛـﻢ ﻫـﻨـﺎك أﺧـﻴـﺮا ٧- اﳋﻮف ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﳋﻄـﺮة ﻣـﺜـﻞ‬ ‫اﳋﻮف ﻣﻦ ا ﺮﺗﻔﻌﺎت وﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ واﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﺰدﺣﻤﺔ.. واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ.. اﻟﺦ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻧﻈﺮ: . ٣٧. ‪Eysenck. You And neurosis. Op. Cit. P‬‬

‫15‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬
‫)٧( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﻮﺟﻮدي اﻧﻈﺮ ﺑﺎﻹﳒﻠﻴﺰﻳﺔ:‬ ‫‪Salvator Maddi. The existential neurosis, In David Rosen -Hahn and Perry London) Eds. (. Theory and‬‬ ‫)932-222 ,‪Research in ab, normal behavior. New York: Holt, Rinehart and Winston. 1969 (pp‬‬ ‫)٨( ﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ اﻧﺤﺮاﻓﺎت ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻧﺤﺮاﻓﺎت »ذوي اﻟﻴﺎﻗﺎت اﻟﺒﻴﻀﺎء«... وﻫﻲ ﺗﺸﻴﻊ ﻓﻲ أﻓﺮاد‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت ا ﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﻌﻠﻴﺎ وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﻬﺮوب ﻣﻦ دﻓﻊ اﻟﻀﺮاﺋﺐ وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺰاﺋﻒ‬ ‫واﺨﻤﻟﺎوف ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺎﻻﺧﺘﻼﺳﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻧﻈﺮ: اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ ﻋﻦ اﳉﺮ ﺔ واﳉﻨﺎح‬ ‫ﻣﻦ ﻛﺘﺎب ﻣﻴﺸﻴﻞ ارﺟﺎﻳﻞ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﺸﻜﻼت اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر إﺑﺮاﻫﻴﻢ‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺖ: دار اﻟﻘﻠﻢ ٨٧٩١ )اﻟﻄﺒﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ(.‬ ‫)٩( اﻧﻈﺮ ﻣﻴﺸﻴﻞ ارﺟﺎﻳﻞ ا ﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس. اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﻘﻠﻲ‬ ‫ص ٧١١- ٨١١.‬ ‫)٠١( اﻧﻈﺮ:‬ ‫,44 ,9791,‪Abdul Sattar Ibrahim Extroversion and neuroticism across cultures. Psychological Reports‬‬ ‫308-907‬ ‫)١١( اﻧﻈﺮ:‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ اﺣﻤﺪ ﻏﺎﻟﻲ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﺒﻌﺾ أﺑﻌﺎد اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﻣﻘﻴـﺎس أﻳـﺰﻧـﻚ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻄﺒﻌﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜـﻮﻳـﺖ ٥٧٩١.‬ ‫)٢١( ﻋﺰت ﺣﺠﺎزي اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ وا ﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻋﺎﻟﻢ ا ﻌـﺮﻓـﺔ ٨٧٩١.‬ ‫)٣١( ﻛﺎﺷﺪان ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻮاذ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه.‬ ‫)٤١( ﻦ ﻳﻮد أن ﻳﺴﺘﺒﺼﺮ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﻮﻟﻮن إﻟﻰ ﺑﺎﻟﻐ‬ ‫اﻧﻈﺮ:‬ ‫ﻣﺼﻄﻔﻰ أﺣﻤﺪ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﻮاﻟﺪﻳﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺸﺨﺼﻴﺔ اﻷﺑﻨﺎء: دراﺳﺔ ﲡﺮﻳﺒﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻃـﻠـﺒـﺔ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ اﻟﻘﺎﻫﺮة: دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ٤٧٩١.‬

‫25‬

‫ﻧﺤﻦ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬

‫اﳊﻮاﺷﻲ‬
‫)×( اﻷرﻗﺎم ﺑ اﻷﻗﻮاس ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أرﻗﺎم ا ﺮاﺟﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ.‬ ‫)×١( ﺷﻠﺪون ﻛﺎﺷﺪان ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻮاذ ص ٥٦ )ﻣﺮﺟﻊ رﻗﻢ ٥ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ا ﺮاﺟﻊ ﻓﻲ آﺧﺮ اﻟﻔﺼﻞ(.‬ ‫)×٢( ﻳﻬﺘﻢ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﺴـﻠـﻮك اﻟـﺒـﺸـﺮي ﻓـﻲ اﺠﻤﻟـﺘـﻤـﻌـﺎت واﳊـﻀـﺎرات‬ ‫اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ.‬ ‫)×٣( ﻳﺠﻨﺢ ﺑﻌﺾ اﻵﺑﺎء واﻷﻣﻬﺎت إﻟﻰ إﻇﻬﺎر اﻟﻨﻔﻮر واﻟﻌﻘﺎب ﻟﻼﺑﻦ ﺑﺎﺳﻢ اﶈﺒﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ وﻫﺬا ﻮذج‬ ‫آﺧﺮ ﻟﻠﻮﺳﺎﺋﻞ ا ﺰدوﺟﺔ.‬ ‫)×٤( ﻗﺪ ﻳﺒﺪأ اﻟﻌﻼج أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻌﺪواﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎن ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻋﺪاﺋﻪ.‬

‫35‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫45‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫2 ﶈﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج‬ ‫اﳊﺪﻳﺜﺔ‬
‫أ- ﻗﺮرت أﺧﻴﺮا وﺑﻌـﺪ ﺗـﺮدد ﻃـﻮﻳـﻞ أن ﺗـﺬﻫـﺐ‬ ‫ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﻔـﺴـﻲ وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﺣـﺎدة ﻣـﻦ اﻟـﻘـﻠـﻖ‬ ‫واﳋﻮف واﻻﻛﺘﺌﺎب ا ﺘﺰاﻳﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم.‬ ‫وﺗﺒﻠﻮرت ﺷﻜﻮاﻫﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻲ وﺟﻮد ﺣﺎﻟـﺔ‬ ‫ﺧﻮف ﻣﺮﺿﻲ )ﻓﻮﺑﻴﺎ( ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ واﻟﻀﻴﻘﺔ.‬ ‫إذ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ رﻋﺐ وﺟﺰع وﺗﻮﺷﻚ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻹﻏﻤﺎء وﺗﻬﻦ أﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻫﻮﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪا. وﻗﺪ أدى‬ ‫ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ إﻟﻰ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ‬ ‫أﺷـﻴـﺎء ﺿـﺮورﻳـﺔ وﺗـﺮﻓـﻴـﻬـﻴـﺔ ﻛـﺮﻛــﻮب ا ــﻮاﺻــﻼت‬ ‫واﻟﺬﻫﺎب ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ أو اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ اﻷﻛﺸﺎك ﻟﻌـﻤـﻞ‬ ‫اﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻧﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ. واﻣﺘﻨـﻌـﺖ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﻦ اﻟـﻘـﻴـﺎم‬ ‫ﺑﺎﻟﻮاﺟﺒﺎت اﳊﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪﺧـﻮل إﻟـﻰ‬ ‫ﺣﻤﺎم ا ﻨﺰل.‬ ‫ب- ﻧﻌﺘﺘـﻪ زوﺟـﺘـﻪ ذات ﺻـﺒـﺎح ﺑـﺒـﻌـﺾ اﻷﻟـﻔـﺎظ‬ ‫اﻟﻨﺎﺑﻴﺔ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻗﺪ ﺟﺮﺣﺖ ﺑﺸﺪة‬ ‫إﻻ أﻧﻪ ﺧﺮج إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ دون أن ﻳﺘﻠﻔﻆ ﺑﺒـﻨـﺖ ﺷـﻔـﺔ.‬ ‫وﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺮﺋﻴﺴﻪ ﻳﻨﺘﻘﺪه ﺑﺤﺪة ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ‬ ‫ارﺗﻜﺒﻪ واﺣﺪ ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻪ. وﻣﺮة أﺧﺮى وﻗﻒ ﺻﺎﻣﺘﺎ‬ ‫دون أن ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﻣﺒﺘﻠﻌﺎ اﻹﻫﺎﻧﺔ ﺑﺤﻨﻖ ﻣﻜﺘﻮم.‬
‫55‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮم ﻃﻠﺐ ﻣﻦ أﺣﺪ ﻣﺮؤوﺳﻴﻪ اﻟﺼﻐﺎر إﻋﺪاد ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﺪﻳﺮ ا ﺼﻠﺤﺔ ﻓﺮﻓﺾ ا ﻮﻇﻒ أداء اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺨﻞ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﺬوق‬ ‫واﻻﺳﺘﻬﺎﻧﺔ. وﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﻟـﻢ ﻳـﻘـﻢ ﻣـﺮﻳـﻀـﻨـﺎ ﺑـﺄي إﺟـﺮاء ﻣـﻼﺋـﻢ ﻧـﺤـﻮ ﻫـﺬا‬ ‫اﻟﺘﺼﺮف. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﺎد ﻟﻠﻤﻨﺰل ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻴﻮم ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺄن ﻃﻔﻠﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻗﺪ‬ ‫أﺣﺪث ﻋﻄﺒﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﺎز ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﺐ ﺑﻪ. ﻫﻨﺎ اﻧﻔﺠﺮ ﺑﺎﻟﻐـﻀـﺐ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﺑﻨﻪ وﻋﺎﻗﺒﻪ ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻻ ﻳﺘﻼءم ﻣﻊ ﺗﻔﺎﻫﺔ اﳊﺎدث. ﻏﻴﺮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮاﺣﺔ‬ ‫ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻞ ﻠﻜﺘﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ.. واﺻﻄﺒﻎ ذﻟﻚ ﺑﺈﺣﺴﺎس ﺑﺄﻧﻪ إﻧﺴﺎن‬ ‫ﺗﺎﻓﻪ وﻋﺪ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ وﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ أن ﻳﺤﻜﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ. وﻟﻬـﺬا‬ ‫اﻟﺴﺒﺐ اﻧﺘﻬﺰ أول ﻓﺮﺻﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﺰﻳﺎرة ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻧﻔﺴﻲ ﻳﺒﺜـﻪ ﺷـﻜـﻮاه وﻃـﺎﻟـﺒـﺎ‬ ‫ﻣﻨﻪ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ واﻟﺸﻔﺎء.‬ ‫ﺟـ- أﺻﺎﺑﻪ اﺛﺮ اﺗﺼﺎل ﺟﻨﺴﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺮوع ﺧﻮف ﻣﺮﺿﻲ ﺣﺎد ﻣﻦ ﺑﻮﻟﻪ.‬ ‫وﻗﺪ ﺗﺒﻠﻮر ذﻟﻚ ﻓﻲ اﳋﻮف ﻣﻦ ﺗﻠﻮﻳﺚ اﻵﺧﺮﻳﻦ وﺑﺚ اﻟﻌﺪوى ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺘﺒﻮﻟﻪ. وﲢﻮل ﻫﺬا اﳋﻮف إﻟﻰ أداء وﺳﺎوس وﻃﻘﻮس ﻗﻬﺮﻳﺔ)×(. إذ أﺧﺬ‬ ‫ﻳﻘﻀﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺧﻤﺲ وأرﺑﻌ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻒ أﻋﻀﺎﺋﻪ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺮة‬ ‫ﻳﺘﺒﻮل ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺘﻠﻮﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘ ﻳﻘﻀﻴﻬـﺎ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻓـﻲ ﻏـﺴـﻞ ﻳـﺪه‬ ‫وﺗﻨﻈﻴﻔﻬﺎ. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻓﻘﺪ ﺗﻄﻮرت ﻟﺪﻳﻪ ﻃﻘﻮس ﺣﻮازﻳﺔ أﺧﺮى ارﺗﺒﻄﺖ‬ ‫ﺑﻬﺬه اﻷﻋﺮاض. ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻤـﺎﻣـﺎ ﻳـﺴـﺘـﻐـﺮق ﻣـﻨـﻪ أرﺑـﻊ ﺳـﺎﻋـﺎت‬ ‫ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وﻗﺪ ﺑﺚ ﻌﺎﳉﻪ اﻧﻪ ﻗﺮر ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻳﻘﻀﻲ أﻏﻠﺐ وﻗﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺨﺪﻋﻪ‬ ‫إذ أن »اﻟﻴﻘﻈﺔ ﻻ ﺗﺴﺎوي ا ﺘﺎﻋـﺐ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺘـﻌـﺮض ﻟـﻬـﺎ أﺛـﻨـﺎءﻫـﺎ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺗـﻠـﻚ‬ ‫اﻟﻄﻘﻮس«.‬ ‫د- اﺻﻄﺤﺒﺖ اﺑﻨﻬﺎ اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ ﻣـﻮﺿـﺤـﺔ اﻧـﻪ ﻛـﺎن ﻳـﺒـﺪي‬ ‫ﻮا ﻟﻐﻮﻳﺎ ﻋﺎدﻳﺎ إﻟﻰ أن ﺑﺪأ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه. وﻋﻨﺪﺋﺬ‬ ‫ﺗﺪﻫﻮرت ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم وأﺻﺒﺢ اﻵن ﻛﺎﻷﺧﺮس ﺗﻘﺮﻳـﺒـﺎ. وﺑـﺴـﺒـﺐ ﻫـﺬا‬ ‫ﺗﺄﺧﺮ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ دراﺳﻴﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى.. وﻗﺪ ﺳﺒﺐ ﻟﻪ ﻫﺬا وﻟﻮاﻟﺪﻳﻪ ﻛﺜﻴﺮا‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﺳﺔ واﻵﻻم.‬ ‫ﺜﻞ اﳊﺎﻻت اﻷرﺑﻊ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺎذج ﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻨﺎس وﺗﺘﻄﻠﺐ‬ ‫ﻣﻨﻬﻢ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﳋﺒﺮاء اﻟﻨﻔﺴﻴ ﻟﻜﻲ ﻳﺴﺎﻋﺪوﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ‬ ‫واﻟﺸﻘﺎء اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺒﻪ ﻟﻬﻢ ﻫﺰه اﻷﻋﺮاض وﺗﻄﻮرﻫﺎ.‬ ‫ﻓﻤﺎذا ﻟﻮ أن ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت ﺟـﺎءت ﻟـﻠـﻄـﺒـﻴـﺐ اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻣـﻨـﺬ‬
‫65‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ أو ﻳﺰﻳﺪ ?.‬ ‫ﻟﺮ ﺎ ﻛﺎن اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺷﻴﻮع أﻓﻜﺎر ﻣﺪرﺳﺔ ﻓﺮوﻳﺪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ آﻧﺬاك ﺳﻴﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﻀﻪ أو ﻣﺮﻳﻀـﺘـﻪ اﻻﺳـﺘـﻠـﻘـﺎء ﻋـﻠـﻰ‬ ‫أرﻳﻜﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺛﻼث أو أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻛﻞ أﺳﺒﻮع ﺪة ﺗﺘﺮاوح ﺑ ﺛﻼﺛﺔ‬ ‫أو ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام. وﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وﺑﻌﺪ ﺗﺘﺒﻊ أو اﺳﺘﻘﺼﺎء ﺷﺎﻣﻞ‬ ‫ﻟﻜﻞ ﻇﺮوف اﳊﻴﺎة اﶈﻴﻄﺔ ﺑﺎﳊﺎﻟﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ا ﺒﻜﺮة.‬ ‫ور ﺎ ﻳﻜﺘﺸﻒ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﻫﺬه اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ دﻓﻌﺖ ﺑﺎ ﺮﻳﺾ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺬﻫﺎب ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ ا ﺸﻜﻠﺔ اﳊـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﺑـﻞ ﺗـﺮﺟـﻊ أﺳـﺎﺳـﺎ إﻟـﻰ‬ ‫ﻋﻘﺪة ﺘﺪ ﺑﺠﺬورﻫﺎ إﻟﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﺑﺄم ﻣﺴﺘﺒﺪة‬ ‫أو أب ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﺮث أو ﻗﺪ ﻳﻜﺘﺸﻒ أن ﻣﺸﻜﻠﺔ ا ﺮﻳﺾ ﺑﺎﳊﻘﻴﻘـﺔ ﺗـﻌـﻮد إﻟـﻰ‬ ‫ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﻨﻘﺺ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ أودﻳﺒﻴﺔ أي ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﻻ ﺷﻌﻮرﻳـﺔ ﻗـﺪ ـﺔ‬ ‫ﻷب ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻛﺎن ﻳﻘﻤﻊ ﺗﻌﺒﻴﺮه ﻋﻦ ﻣﺸـﺎﻋـﺮه )ي ا ـﺮﻳـﺾ( ﻣـﺤـﻮﻻ إﻳـﺎه إﻟـﻰ‬ ‫إﻧﺴﺎن ﺟﺒﺎن وﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻷﻣﺮ ذﻟﻚ.‬ ‫وﻟﻦ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ أﺷﻴﺎء ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺎب اﳊﻮازي‬ ‫أو اﻟﻄﻔﻞ اﻷﺧﺮس)١(.‬ ‫أﻣﺎ اﻵن ﻓﺎن ﻫﻨﺎك أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻠﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛـﻲ ـﻜـﻦ أن ﺗـﺴـﺎﻋـﺪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎء ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻗﻞ وﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻘﺎت‬ ‫ودون اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻋﻠـﻰ أرﻳـﻜـﺔ أو دﺧـﻮل ﻓـﻲ ذﻛـﺮﻳـﺎت اﻟـﻄـﻔـﻮﻟـﺔ واﺳـﺘـﻘـﺼـﺎء‬ ‫اﻟﻼﺷﻌﻮر.‬ ‫واﳊﻘﻴﻘﺔ أن اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﺮوﻳﺪ اﻟـﻜـﻼﺳـﻴـﻜـﻴـﺔ إﻟـﻰ اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ‬ ‫اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻧﻘﻄﺔ ﲢﻮل‬ ‫ﺧﻄﻴﺮة. ﺑﻞ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮه ﺛﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ أﺳﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﻌـﻼج اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﺮ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ )أي اﻟﻌﻼج( ﻣﻦ ﻋﻘﻢ ﻗﺎﺗﻞ. ﻳﻘﻮل ﻣﻌﺎﻟـﺞ ﻧـﻔـﺴـﻲ‬ ‫ﻣﻦ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ: »أن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻗﺪ ﻣﺎت ﻓﻌﻼ وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ا ﺸﻜﻠﺔ‬ ‫إ ﺎ ا ﺸﻜﻠﺔ أن - ﻧﻮاﺟﻪ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺘﺤﺮرة وﺟﺪﻳﺪة وﻣﺴﺘﻘـﻠـﺔ ـﺎﻣـﺎ‬ ‫ﻋﻦ ﻋﻠﻢ ﻗﺪ ﺣﻮﻃـﺘـﻪ اﻷﻛـﻔـﺎن«. وﻓـﻲ أﺣـﺴـﻦ اﻷﺣـﻮال ﳒـﺪ ا أن ا ـﻌـﺎﳉـ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴ ا ﻌﺘﺪﻟ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻰ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻛﺄداة ﻣﻦ أدوات ﻋﺪة ﻜﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ أن ﻳﺘﺴﻠﺢ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻟﻠﻤﺮض.‬ ‫وﺗﺴﻤﻰ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳉﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺄﺳﻤﺎء ﻣﺨﺘـﻠـﻔـﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ:‬
‫75‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ وﻋﻼج اﻟﻮاﻗﻊ واﻟﻌﻼج ا ﻨﻄﻘﻲ واﻟﻌﻼج اﻟﺘﺸﺮﻳﻄﻲ وﲢﻘﻴﻖ‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن ﻟﺬاﺗﻪ وﺗﺪرﻳﺐ اﳊﺴﺎﺳﻴﺔ.. اﻟﺦ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺑﻌﺾ ﻃﺮق اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻜـﻮن ا ـﺮض‬ ‫أو اﻻﺿﻄﺮاب إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬرﻳﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﺎط أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺳﻨﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ‬ ‫ﻗﻠﻴﻞ وﺑﻌﺪ أن ﻧﻌﺮض ﻟﻠﻘﺎر اﻷﺳﺲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟـﻔـﺮوﻳـﺪﻳـﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﺣﺘﻰ ﻳﺰداد اﺳﺘﺒﺼﺎرﻧﺎ ﺑﻘﻴﻤﺔ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ.‬ ‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻫﻮ ا ﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﻨﺸﺌﻬﺎ ﻓﺮوﻳﺪ ﺑﻜﺜﻴـﺮ‬ ‫ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر واﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﻃﺒﻘﺖ ـﻬـﺎرة ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎﻻت اﳊـﻴـﺎة اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ‬ ‫ﻛﺎﻟﻔﻦ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ واﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ. وﻳﻬﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻫﺬه اﺠﻤﻟﺎﻻت أن ﻧﺸﻴﺮ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر إﻟﻰ وﺟﻬﺔ ﻧـﻈـﺮﻫـﺎ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـﺎ ـﺮض‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ. ﻳﻨﻈﺮ ﻓﺮوﻳﺪ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر إﻟﻰ ا ﺮض اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻟﻌـﺪد‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮات ا ﺒﻜﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن. ﺑﻌﺒﺎرة‬ ‫أﺧﺮى ﻓﺎن اﻷﻋﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ا ﻀﻄﺮﺑﺔ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎت ﳋﺒﺮات ﺟﻨﺴـﻴـﺔ‬ ‫وﺻﺪﻣﻴﺔ ﻣﺒﻜﺮة - ذﻛﺮﻳﺎت وان ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺻﺎرت ﻻ ﺷﻌﻮرﻳﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗـﺰال‬ ‫ﻣﻊ ذﻟﻚ ذات ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا ﺮﻳﺾ. وﺗﺼﺒﺢ اﳋﺒﺮات اﻷﻟﻴﻤﺔ ا ﺒﻜﺮة‬ ‫ﻻﺷﻌﻮرﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺒﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ اﳉﻨﺴﻲ. وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻌﻼج‬ ‫ﻳﻨﺤﺼﺮ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻼﺷﻌﻮرﻳﺔ ا ﺒﻜﺮة ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ‬ ‫ا ﺮﻳﺾ ﻣﻦ أن ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻟﺸﺪﻳﺪ ا ﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ. وﻳﺘﻢ اﻟﻜﺸـﻒ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻼﺷﻌﻮرﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ‬ ‫ﺗﺪاع ﺣﺮ وﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷـﻲء ﺑـﺬﻫـﻨـﻪ‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ ﺑﺪا ﻫﺬا اﻟﺸﻲء ﺗﺎﻓﻬﺎ أو ﻻﻣﻨﻄﻘﻴﺎ.‬ ‫وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻳﺘﻢ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻼﺷﻌﻮرﻳﺔ ا ﺒﻜﺮة اﻟﻜـﺎﻣـﻨـﺔ وراء‬ ‫ا ﺮض وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﻼﺳﺘﺒﺼﺎر ﺑﺎ ﺮض ﺛﻢ ﻋﻼج اﻷﻋﺮاض ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎ.‬ ‫أي أن اﶈﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ:‬ ‫١- ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻷﻋﺮاض ا ﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻬﺎ ا ﺮﻳﺾ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﺬه‬ ‫اﻷﻋﺮاض ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻼت أﺧﺮى أﻋﻤﻖ ﻫﻲ اﻟﺘـﻲ ﻳـﺠـﺐ أن ﻳـﺘـﺠـﻪ إﻟـﻴـﻬـﺎ‬ ‫اﻟﻌﻼج.‬ ‫٢- ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ا ﺮض اﻟﻨﻔﺴﻲ أﺣﻴﺎء ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﻋﺮاض ﻟﺬﻛﺮﻳﺎت ﻻﺷﻌﻮرﻳﺔ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺬﻫﻦ.‬
‫85‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫٣- ﻳـﺆﻣـﻦ ﺑﺎن ﺟﺬور ا ﺸﻜﻠـﺔ ﻻ ـﺘـﺪ ﻟـﻼن وﻟـﻜـﻦ ﻟـﻠـﻤـﺎﺿـﻲ.. ﳋـﺒـﺮات‬ ‫اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ا ﺒﻜﺮة ﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﳋﻤﺲ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ.‬ ‫٤- أﻣﺎ ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻓﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻓﺎﻷﻣﺮ - ﻓﻲ ﺿﻮء ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ - أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا ﻣﻦ أن ﻧﻠﺨﺼﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔـﺼـﻞ. ذﻟـﻚ ﻻن اﶈـﻠـﻠـ‬ ‫أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻹﺣﺒﺎﻃﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ‬ ‫ﻣﺒﻜﺮا وﻻ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟـﺸـﺪﻳـﺪة ﺑـ اﻟـﺸـﺨـﺺ وواﻟـﺪﻳـﻪ. وﻓـﻲ‬ ‫أﺣﻮال ﻛﺜﻴﺮة ﻛﺎن اﶈﻠﻠﻮن اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن ﻳﺠﻨﺤﻮن ﻧﺤﻮ ﺗﺄﻣﻼت ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺤﻠﻞ إﻟﻰ آﺧﺮ. ﻏﻴﺮ أن اﶈﻠﻠ اﻟﻨﻔﺴﻴ اﺳﺘﻌﻤﻠﻮا ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﻋﻘﺪة أودﻳﺐ واﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬا ا ﻔﻬﻮم اﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﺧﺘﻼﻓﺎﺗﻬﻢ‬ ‫ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ. وﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﻘﺮاء ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻮا أو ﻳﻘﺮؤوا ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم‬ ‫ﻋﻘﺪة أودﻳﺐ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﻓﻲ ﺟﺬورﻫﺎ ﻷﺳﻄﻮرة ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓـﺮوﻳـﺪ‬ ‫ﻟﺒﺴﻂ آراﺋﻪ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ. و ﺆدى ﻫﺬه اﻟﻌﻘﺪة ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﺮوﻳﺪ‬ ‫أن ﻛﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺮ ﺑﻔﺘﺮة ﻳﻘﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺐ أﻣﻪ واﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻨﺴﻴﺎ ﻏﻴﺮ‬ ‫اﻧﻪ ﻳﻘﻤﻊ وﻳﻜﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﺮﻏﺒﺔ ﳋﻮﻓﻪ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ اﻟﺬي ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻨﺬ اﻵن ﻣﺼﺪرا‬ ‫ﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻻﺑﻦ وﻏﻴﺮﺗﻪ. وﺗﻜﻮن اﻷﻋﺮاض اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ اﻟﺸـﺨـﺺ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺜﻞ اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ أو اﳋﻮف ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﻟﺘﻌﻠـﻖ‬ ‫ﻦ ﻫﻦ ﻛﺒﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻦ.. اﻟﺦ.-ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻻﺷﻌـﻮرﻳـﺎ ﻋـﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻌـﻘـﺪة اﻟـﺘـﻲ‬ ‫ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.‬ ‫ر ﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺜﻞ ﻫﻴﻜﻞ ﻧﻈـﺮﻳـﺔ ﻓـﺮوﻳـﺪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻷﻣﺮاض وﻋﻼﺟﻬﺎ. ور ﺎ ﻗﻴﻞ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎن ﻫﺬا‬ ‫اﻟﻌﺮض ﻻ ﻳﻮﺿﺢ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ. وﻫﺬا ﺻﺤﻴـﺢ ﻻن ﻫـﻨـﺎك ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ‬ ‫أﺧﺮى ﺷﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨـﻔـﺴـﻲ ﻏـﻴـﺮ أﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ ﻣـﻦ اﻷﻓـﻜـﺎر‬ ‫اﳉﻮﻫﺮﻳﺔ ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺘﻲ ذﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻣﻠﺨﺼﺔ. وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧـﺮى ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ ﺳـﻨـﺤـﺎول‬ ‫ﲡﻨﺐ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻫﺬا إﻻ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ا ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ا ﻔﻴﺪة ﻟﻠﻌﻼج.‬ ‫وأﻳﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ ﻓﺎن ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴـﻲ ﻗـﺪ ﺑـﺪأت ﺗـﻀـﻌـﻒ‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ. وﻫﻨﺎك أﺳﺒﺎب ﻛﺜﻴﺮة ﻟﺬﻟﻚ: ﻣﻨﻬﺎ أن اﻟﺘﺤﻠﻴـﻞ اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻳـﺘـﺮك‬ ‫ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷرواح ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﺗﻮازن ﻃﻮﻳﻞ ا ﺪى. ﻟﻜﻦ اﳊﻴﺎة ﺗﺘـﺤـﺮك‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺮع ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮازن اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ. ﻟﻨﻔﺮض أن ﺷﺨﺼﺎ ﺟﺎء ﻳﺸﻜﻮ‬
‫95‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻣﻦ اﻟﻀﻌﻒ اﳉﻨﺴﻲ اﻟﺬي ﺣﻮﻟﻪ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻜﺘﺌﺐ ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﺨﻤﻟـﺎوف‬ ‫ﻓﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ وﻓﻲ ﺻﻮرﺗﻪ ﻋﻦ ذاﺗﻪ وﻃﻠﺒﻨﺎ ﻣﻨﻪ - ﺑﺪﻻ ﻣـﻦ أن ﻧـﻘـﺪم ﻋـﻼﺟـﺎ‬ ‫ﻓﻌﺎﻻ ﻟﻀﻌﻔﻪ اﳉﻨﺴﻲ - أن ﻳﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺔ ﻳﻘﺺ ﺗﺎرﻳﺨﻪ وﻳﺤﻜﻲ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ‬ ‫اﻟﻘﺪ ﺔ واﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺠﻨﻴﻪ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﻫﺬا ? أﻧﻨﺎ ﻻ ﻜﻦ أن‬ ‫ﻧﺘﺼﻮر أن ﻧﻜﻮن ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب دﻋﺎة اﻟﺸﻔﺎء اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺿﻌﻔﻪ.‬ ‫وﻣﺎ اﻟﺬي ﺳﻴﺤﺪث ﻟﻌﻼﻗﺘﻪ ﺑﺰوﺟﺘﻪ ﻃﻮال ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ? وﻣﺎذا ﻋﻦ ﺻﺪﻳﻘﺎت‬ ‫اﻟﺰوﺟﺔ واﻷﺧﺮﻳﺎت اﻟﻠﻮاﺗﻲ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟـﺰوﺟـﻴـﺔ ?. وأﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﻫﺬا ﻓﻤﺎ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﺑﻌﺪ ﺟﻠـﺴـﺎت ﻣـﻘـﺪارﻫـﺎ أﻟـﻒ ﺳـﺎﻋـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـﻞ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻻﺳﺘﻠﻘﺎء ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺔ اﻟﺘﺪاﻋﻲ اﳊﺮ ? اﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤـﺮ ﻓـﻲ ﺿـﻌـﻔـﻪ‬ ‫اﳉﻨﺴﻲ ﻟﻨﻔﺲ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻘﺪ ﺔ. وﻣﺎذا ﻟﻮ اﻛﺘﺸﻒ ا ﻌﺎﻟـﺞ أﻧـﻪ ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ‬ ‫ﻋﻘﺪة أودﻳﺒﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻒ رﻏﺒﺘﻪ اﳉﻨﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺰوﺟﺔ )ﻓﻴﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ‬ ‫رﻣﺰ ﻟﻼم(. أﻧﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻐﻴﻴـﺮ ﺑـﻨـﺎء ﻋـﻼﻗـﺘـﻪ‬ ‫ﺑﺎﻷم ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ٠٣ أو٠٤ ﻋﺎﻣﺎ. ﻓﻠﻢ اﶈﺎوﻟﺔ ?. أن ﺣﺮﻛﺔ اﳊﻴﺎة إذن أﺳﺮع ﻣﻦ‬ ‫أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺮﺗﺒﻄﺎ ﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎﻟﻔﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ أﺣﻴﺎن ﻛﺜﻴﺮة ﺷﻮاﻫﺪ اﻟﻮاﻗﻊ.‬ ‫وﻳﺮى آﺧﺮون أن اﻟﺘﻄﻮر واﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ آراء ﻓﺮوﻳﺪ إﻟﻰ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻳﺮﺟﻊ ﺟﺰﺋﻴﺎ إﻟﻰ اﺷﺘـﻌـﺎل اﳊـﺮب اﻟـﻌـﺎ ـﻴـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ. ﻓـﻘـﺪ وﺟـﺪ‬ ‫ا ﻌﺎﳉﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺮﻏﻤ ﻋﻠﻰ اﺑﺘﻜﺎر وﺳﺎﺋﻞ ﺳﺮﻳﻌﺔ وﺑﺴﻴﻄﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد اﳉﻬﺪ واﻟﻮﻗﺖ ﳊﻞ ﻣﺸﻜﻼت اﺠﻤﻟـﻨـﺪﻳـﻦ وا ـﻮاﻃـﻨـ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛـﺎﻧـﺖ‬ ‫ﺗﻠﻘﻲ ﺑﻬﻢ اﳊﺮب وﻣﺨﺎوﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻧـﻬـﻴـﺎر ﻋـﺼـﺒـﻲ ﺑـﺄﻋـﺪاد ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪة.‬ ‫ﻓﻤﻨﺬ اﳊﺮب اﻟﻌﺎ ﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺘﻴﺎرات اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫واﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺜﻞ ﻗﻮة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﺮوﻳـﺪﻳـﺔ اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﺔ.‬ ‫وأﻣﻜﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﺗﻘﺪم ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﻜﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ا ـﺸـﻜـﻼت‬ ‫واﻷﻣﺮاض اﻟﺘﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑـﺎت ﻛـﺤـﺎﻻت اﻟـﻘـﻠـﻖ‬ ‫واﻻﻛﺘﺌﺎب واﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة واﻟﺒﺮود اﳉﻨﺴﻲ واﻟﻌﺠﺰ اﳉﻨﺴﻲ واﺨﻤﻟﺎوف‬ ‫ا ﺮﺿﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ اﻟـﻘـﺎر ﻛـﻠـﻤـﺎ ﺗـﻘـﺪم ﻓـﻲ ﻗـﺮاءة‬ ‫ﻓﺼﻮل ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب. وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻓﻘﺪ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﺪﻳـﻨـﺎ اﻵن وﺳـﺎﺋـﻞ ﻋـﻼﺟـﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺘﻌﺪدة ﻮاﺟﻬﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺒﺪو أن اﻷﺳﻠﻮب‬ ‫اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ أو إﻋﻄﺎء ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ‬
‫06‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ا ﻬﺪﺋﺔ.‬ ‫ور ﺎ ﻳﻮﺟﺪ أﻳﻀﺎ ﻋﺎﻣﻞ آﺧﺮ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮر ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻨـﻔـﺴـﻲ‬ ‫واﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻗﻨﻮات ﺟﺪﻳﺪة ﻫﻮ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﳉ اﻟﻨﻔﺴﻴ‬ ‫أﻧﻔﺴﻬﻢ وﺗﻄﻮر ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﳊﺪﻳﺚ.‬ ‫إذ ﻳﺒﺪو أن ﺗﻄﻮر ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﺳﺘﺨﺪام‬ ‫ا ﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻗﺪ أدى إﻟﻰ ﺗﺮاﻛﻢ ﺑﻌﺾ اﳊﻘـﺎﺋـﻖ اﻟـﺘـﻲ‬ ‫ﺗﻼﺋﻢ اﻟﻮاﻗﻊ. وﺑﻬﺬا وﺟﺪ ا ﻌﺎﳉﻮن ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ اﻛﺜﺮ أﻣﺎﻧﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ‬ ‫ا ﺸﻜﻼت ا ﺮﺿﻴﺔ وﺣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ وﺑﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﻘﺎت وﻗﻠﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﳉﻬﺪ ا ﺒﺬول ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج ﻣﻊ اﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ.‬ ‫ور ﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺜﻮرة اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﳉﻨﺴﻲ اﻟﺘﻲ‬ ‫أﺧﺬت ﲡﺘﺎح اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻫﻮ ا ﺴﺆول ﻋﻦ اﻧﺤﺴﺎر ﺗﺄﺛﻴﺮ أﻓﻜﺎر ﻓﺮوﻳﺪ.‬ ‫ﻓﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﻔﺮوﻳﺪي ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺷﻌﻮر اﳉﻨﺴﻲ ﻛﺤﺠﺮ اﻟﺰاوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ا ﺸﻜﻼت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎن ﻣﻔﻴﺪا ﻋﻨﺪ أول ﻇﻬﻮره. وﻛﺎن ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻪ إﻏﺮاؤه‬ ‫وﻟﻪ ﻗﻴﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﺪ اﻻﻧـﺘـﺒـﺎه ﺧـﺎﺻـﺔ إذا ﻗـﺪم ذﻟـﻚ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻓـﺮوﻳـﺪ اﻷدﺑـﻴـﺔ‬ ‫ا ﺜﻴﺮة. ﻓﻘﺪ ﻛﺎن اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﺒﺮﺟﻮازي اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻴﻪ ﻓﺮوﻳﺪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻊ‬ ‫ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﳉﻨﺴﻴﺔ أو اﻟﻨﻘﺎش اﻟﻌﻠﻨﻲ ﻓﻴﻬﺎ. ﻟﻘـﺪ ﻛـﺎن اﳉـﻨـﺲ‬ ‫ﺳﺮا ﻏﺎﻣﻀﺎ ﻣﻦ أﺳﺮار اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ. وﻛﺎن ﻟﻐﺰا وزادﺗﻪ أﻟﻐـﺎزا ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟـﻘـﻤـﻊ‬ ‫اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴـﺎة ﻓـﺮد‬ ‫ﻣﺎ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺴﻬﻞ دﻣﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ أﺧـﺮى ذات اﺳـﺘـﺴـﺮار ﻏـﺎﻣـﺾ وﻫـﻲ‬ ‫اﳉﻨﺲ. ﻓﺎﻟﻔﺮد ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة أو اﻟﻐﻀﺐ أو اﻻﻧﺪﻓﺎع أو اﻻﻛﺘﺌﺎب واﻟﺴﺒﺐ‬ ‫ﻏﺎﻣﺾ - وإذن ﻓﺎﻟﺴﺒﺐ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ اﳉﺬور. وﻗﺪ ﺟﺎء »ﻓـﺮوﻳـﺪ«‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻨﺎخ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻳﻨﺎﻗﺶ اﳉﻨﺲ وﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻣﺜﻴﺮة‬ ‫ﻟﻠﺘﺤﺪي. وﺑﻬﺬا أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻻﳒﺬاب ﻟﻜﺘﺎﺑﺎت ﻓﺮوﻳﺪ وأﻓﻜﺎره‬ ‫ﻣﻈﻬﺮا ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻐﻴﺮ واﻟﺜﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﻢ ﺑﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫أﻣﺎ اﻵن ﻓﻠﻢ ﺗﻌﺪ أﺳﺮار اﳉﻨﺲ ﺧﺎﻓﻴﺔ. وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻧﻈﺮة اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ ﻧﻔﺲ‬ ‫اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻮﻃﻬﺎ اﻟﻐﻤﻮض‬ ‫. وﻟﻢ ﻳﻌﺪ أﺳﻴﺮا ﻟﺪى اﻟﻨﺎس - ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻌﺎﳉ أو ﻃﺎﻟﺒ ﻟﻠﻌﻼج -‬ ‫أن ﻳﻔﺴﺮوا ﻣﺸﻜﻼت اﻟﺒﺸﺮ ذات اﳉﺬور اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء ﺷـﻲء ﻟـﻢ ﻳـﻌـﺪ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻏﺎﻣﻀﺎ.‬
‫16‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ أﻧﻬـﺎ ﺗـﻬـﺘـﻢ ﺑـﺸـﻜـﻞ‬ ‫اﻷﻋﺮاض ﺑﺼﻮرﺗﻬﺎ اﻟﺮاﻫﻨﺔ وﻛﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ. ﻓﺎ ﻌـﺎﻟـﺞ ﻻ ﻳـﺒـﺤـﺚ‬ ‫ﻋﻦ اﳋﻮف ا ﺮﺿﻲ ﻓﻲ ذﻛﺮﻳﺎت اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وﻋﺎﻟﻢ اﻟﻼﺷﻌﻮر وﻻ ﻳﻌﺎﻟﺞ اﳋﻮف‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺼﻮر أن اﳋﻮف ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺸﻜﻠﺔ أﻋﻤﻖ. اﻧﻪ ﻳﻌﺎﻟـﺞ اﳋـﻮف ﻧـﻔـﺴـﻪ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﻳﻀﻪ. ﻓﻬﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻋﻼج اﳋﻮف ﺳﻴﺆدي ﺑﻌـﺪ ذﻟـﻚ إﻟـﻰ‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ)×١(. ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎوﻓـﻪ‬ ‫ﺳﻴﺘﺴﻊ ﻧﻄﺎق اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ أﻣﺎﻣﻪ ﺳﻴﻜﺘﺴﺐ ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﺳﺘﺘﻐﻴﺮ أﻓﻜﺎره‬ ‫اﻟﻼﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ أﻋﺮاﺿﻪ.‬ ‫واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﺗﺮﻛـﺰ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺸـﻜـﻮى أو‬ ‫اﻟﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ. ﻫﺬا - وﻫﻨﺎ - واﻵن: ذﻟﻚ ﻫﻮ ا ﻨﻄﻠﻖ اﻷﺳﺎﺳﻲ‬ ‫ﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ. ﻓﻬﻲ إذن ﺗﺮﻛـﺰ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻟـﻌـﺮض أو اﻟـﺸـﻜـﻮى‬ ‫ا ﺒﺎﺷﺮة )ﺧﻮف - اﻛﺘﺌﺎب - ﻗﻠﻖ( ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪث )ﻫﻨﺎ( ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻮﻗﻒ أو ذاك‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص )ﺧﻮف ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺧﻮف ﻣﻦ أﻣـﺎﻛـﻦ ﻣـﺘـﺴـﻌـﺔ ﻗـﻠـﻖ ﻣـﻦ‬ ‫اﳉﻨﺲ اﻵﺧﺮ ﻗﻠﻖ اﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﻗﻠﻖ ﻣﻊ اﻟﺮؤﺳﺎء.. اﻟﺦ( وﻛﻤﺎ ﲢﺪده اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‬ ‫ا ﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ )اﻵن( وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺮﺟﻮع ﻟﻠﺸﻬﻮر واﻟﺴﻨﻮات ا ﺒﻜﺮة‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ)×٢(.‬ ‫ﻟﻨﺘﻨﺎول ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺎف ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ـﻐـﻠـﻘـﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ. ﻓﻘﺪ ﻳﺴﺘﺨﺪم ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳـﺚ ﺑـﻌـﺾ أﺳـﺎﻟـﻴـﺐ‬ ‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻻ ﻟﻴﻌﺮف ﻣﺎ وراء اﻟﻌﺮض وﻟﻜﻦ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻜـﻮن‬ ‫ا ﺮض )اﻟﻔﻮﺑﻴﺎ( ﺛﻢ ﻗﺪ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ا ﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻮاﺣﻲ ﺿﻌﻔﻬـﺎ. وﻟـﻜـﻨـﻪ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻫﺬا ﻗﺪ ﻳﻌﺮض ا ﺮﻳﻀﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻻﻣﺎﻛﻦ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺗﺒﺪأ أوﻻ ﺑﺎﻷﻣﺎﻛـﻦ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﺸﻴﺮ إﻻ ﻗﺪرا ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﳋﻮف )ﻛﻤﻨﺎزل اﻷﻗﺎرب واﻷﺻﺪﻗﺎء( ﺛﻢ‬ ‫اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺘﺪرﻳﺞ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﻘﺪر اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﳋﻮف‬ ‫واﳉﺰع. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻳﺘـﻢ ذﻟـﻚ ﻣـﺎ ﺑـ ﻳـﻮم أو ﻟـﻴـﻠـﺔ وإ ـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺪار ﻓـﺘـﺮة‬ ‫اﻟﻌـﻼج)×٣(. ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺳﺦ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻷﻗﻞ اﺳﺘﺜـﺎرة ﻟـﻠـﻘـﻠـﻖ ﺣـﺘـﻰ‬ ‫اﻟﻮﺻﻮل ﻷﻛﺜﺮﻫﺎ اﺳﺘﺜﺎرة ﻟﻪ.‬ ‫ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻴﺪة إذن ﻳـﻜـﻮن اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﻫـﻮ اﳋـﻮف ا ـﺮﺿـﻲ ذاﺗـﻪ‬ ‫وﻟﻴﺲ ﻣﺎ وراءه ﻣﻦ ﺻﺮاﻋﺎت ﻻﺷﻌﻮرﻳﺔ ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻔﺘﺮات ا ـﺒـﻜـﺮة ﻣـﻦ‬
‫26‬

‫ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج:‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫اﻟﻌﻤﺮ. وﻳﺘﺠﻪ اﻟﻌﻼج ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﳋﻮف وﻟﻴﺲ ﻋﻼﺟﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴـﺮ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻜﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺮ اﻟﻔﺮوﻳﺪﻳﻮن ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ.‬ ‫وﺗﺨﺘﻠﻒ اﻷﺳﺲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ا ﻌﺎﳉﻮن ا ﻌﺎﺻﺮون.. ﻓﻬﻲ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﺗﻜﻮن ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ أﺛﺮﺗﻬﺎ ﻋﺒﻘﺮﻳـﺔ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ‬ ‫اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﻔﺬ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﺛﻢ واﻃﺴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻴﺰ ﺑ اﻟﺸﻜﻮى اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬ ‫وا ﺸﻜﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻔﺎﻫﻴﻢ وﺗﺼﻮرات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ.‬ ‫ﻛﻤﺎ أن ﺑﻌﺪ وﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻳﻜﻮن ا ﻨﻄﻠﻖ اﻟﻨﻈﺮي ﻧﺎﺑﻌـﺎ ﻣـﻦ ﻧـﻈـﺮﻳـﺎت‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ا ﻌﺎﺻﺮ ﺳﻜﻴﻨﺮ. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ا ﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬ ‫أو ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ.. اﻟﺦ. وﻣﻊ أن اﻷﺳﺲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ‬ ‫ﻣﺜﻴﺮا ﻟﻠﺠﺪل ﺑ ا ﻌﺎﳉ اﻟﻨﻔﺴﻴ ﻫﺬه اﻷﻳـﺎم ﻓـﺎن اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﻨـﺎ ﻓـﻲ ﻫـﺬا‬ ‫اﻟﻜﺘﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﺲ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ.. ﻗﺪ ﻧﺘـﻌـﺮض ﻟـﻬـﺬه‬ ‫اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أو ﺗﻠﻚ وﻟﻜﻦ ﻟﻜﻲ ﻧﻀﻊ إﺻﺒﻊ اﻟﻘﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﲡﻌﻞ ﻣﻦ‬ ‫أﺳﻠﻮب ﻣﻌ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ أﺳﻠﻮب آﺧﺮ.‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻓﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﻔﺮق ﺑ ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻧﺎﺟﺢ وأﺧﺮ‬ ‫أﻗﻞ ﳒﺎﺣﺎ ﻻ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ا ﻨﻄﻠﻖ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻨﺠـﺎح‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﻛﺜﻘﺔ ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﻨﻔﺴﻪ واﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى ﻗﻠﻘﻪ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﺑﺘﻜﺎر ﻃﺮق ﺗﺪﻓﻊ ﻣﺮﺿﺎه ﻟﻠﺘﺤﺴﻦ واﻟﻌﻼج وﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗﺎت داﻓﺌﺔ ﺑﻬﻢ)٢(.‬

‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺰ ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎء اﻷﻋـﺮاض ا ـﺒـﺎﺷـﺮة ﻓـﺎن‬ ‫ﻫﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﻢ ﻳﻨﻈﺮون ﻟﻠﻤﺮض اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻧﻈﺮة ﲡﺮده ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ا ﻌﻘﺪة‬ ‫وا ﺮﻛﺒﺔ. وﻻ ﻧﺒـﺎﻟـﻎ إن ﻗـﻠـﻨـﺎ ﺑـﺎن ﻛـﻞ ا ـﻌـﺎﳉـ اﻵن ـﺎ ﻓـﻴـﻬـﻢ ا ـﻌـﺎﳉـﻮن‬ ‫اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﻮن ﻳﻌﻠﻤﻮن أن اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ‬ ‫ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ذا ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﻣـﺮﻛـﺒـﺔ. وﺣـﺘـﻰ ﻟـﻮ ﻟـﻢ ﻳـﺼـﺮح‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻬﺬا ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ )ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺗﻪ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ( ﻓﺎﻧﻪ ﻓﻲ ا ﻤﺎرﺳﺔ‬ ‫اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻ ﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺮﻛﺒﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮاب اﻟﻨﻔﺴﻲ وﺗﻜﻮن ﻣﺤﺎوﻻﺗﻪ‬ ‫ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻟﻬﺬا ﻧﺤﻮ إﺣﺪاث اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺄﻳﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ وﺑﺄي‬ ‫ﻣﺪﺧﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ.. وﻗﺪ ﻳﺴﺘﺨـﺪم ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﺘـﻲ ـﺪه ﺑـﻬـﺎ‬
‫36‬

‫ﺗﻨﻮع اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ‬ ‫ﺗﻨﻮع آﺛﺎر اﻻﺿﻄﺮاب ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻧﻈﺮﻳﺎت ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ. وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ أن ﺗﺼﻨﻴﻒ‬ ‫ﻣﺪارس اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ إﻟﻰ ﻣﺪرﺳﺔ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ أو ﻓﺮوﻳﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻼﺋﻤﺎ‬ ‫داﺋﻤﺎ. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ا ﻼﺋﻢ ﻫﻮ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫إﺣﺪاث آﺛﺎر ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳉﺎﻧﺐ أو ذاك ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا ﻀﻄﺮﺑﺔ. و ﺎ‬ ‫ﻛﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄن اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻮر ﻳﻜﻮن ﻣـﺘـﻌـﺪد اﳉـﻮاﻧـﺐ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ آﺛﺎره ﻋﻠﻰ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻓـﻴـﺼـﻴـﺐ ﺑـﺎﻻﺧـﺘـﻼل: اﻟـﻮﻇـﺎﺋـﻒ اﻟـﻮﺟـﺪاﻧـﻴـﺔ‬ ‫واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓـﺎن‬ ‫ﺗﺼﻨﻴﻒ ا ﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ وﺗﺮﻛﻴﺰﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬه اﳉﻮاﻧﺐ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻓﻀﻞ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻤﻦ ا ﻤﻜﻦ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ إﻟﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﻮﺟﺪان وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺴﻠﻮك وأﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺪﻳﻞ أﺳﺎﻟـﻴـﺐ اﻟـﺘـﻔـﺎﻋـﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ..‬ ‫وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ.‬ ‫١- ﻳﺘﻌﻠﻖ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ أو اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب ﺑﺪرﺟﺔ ﺗﻌﺮض‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺮﺣﻤﺔ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻮﺿﻮع اﻻﺿﻄـﺮاب‬ ‫ﻛﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ أو اﻟﻘﻠﻖ ﻣـﻊ اﳉـﻨـﺲ اﻵﺧـﺮ.. أو اﳋـﻮف ﻣـﻦ‬ ‫ﺎذج اﻟﺴﻠﻄﺔ.. اﻟﺦ. وﻳﻌﺘﺒﺮ أﺳﻠﻮب اﻟﻌﻼج اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ اﻟﺬي ﺳﺘﺄﺗﻲ اﻹﺷﺎرة‬ ‫إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ.. ﻮذﺟﺎ ﻟﻸﺳﺎﻟﻴﺐ ا ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت‬ ‫وا ﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ. وﻳﻘﻮم اﻟﻌﻼج اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻌﻮﻳﺪ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻮاﻗﻒ ﺗﺘﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ ا ﻮﻗﻒ اﻷﺻﻠﻲ ا ﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘﻠـﻖ. وﻳـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب‬ ‫ﻹزاﻟﺔ اﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ا ﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ. وﺗﺘﻢ‬ ‫إزاﻟﺔ اﳊﺴﺎﺳﻴﺔ ا ﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ )اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ - ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب( ﺑﺎﺳﺘﺒﺪال‬ ‫اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﳋﻮف واﻟﻘﻠﻖ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ ﺑﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺗﻨﻔﻲ ﺗﻠﻚ ا ﺸﺎﻋﺮ‬ ‫اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ وﺗﻌﺎرﺿﻬﺎ. وﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ﳒﺎح اﻟﻌﻼج ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ اﻟﻌﻤﻴﻖ‬ ‫)اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ( ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ )اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟـﻌـﻀـﻠـﻲ(‬ ‫ا ﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻼﺣﺴﺎﺳﺎت وا ﺸﺎﻋﺮ ا ﺮﺿﻴﺔ. وﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ‬ ‫اﻟﻮﺟﺪان أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات وﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻔﺮد وﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟﻈﺮوف‬ ‫ﻟﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ وﺑﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﺪا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﳉﻮاﻧﺐ‬ ‫اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ )اﳋﻮف واﻻﻧﺴﺤﺎب.. اﻟﺦ(.‬ ‫٢- أﻣﺎ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﻼﺿﻄﺮاب ﻓﻴﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﻮرط ﻓﻲ ﺳﻠﻮك ﻇﺎﻫـﺮ‬
‫46‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫ﻛﺎﻹدﻣﺎن واﻟﻌﺪوان وﺗﺪﻣﻴﺮ ا ﻤﺘﻠﻜﺎت وﻳﺘﻔﺎوت اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻈﺎﻫﺮي ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ‬ ‫ﻋﻦ اﻻﺿﻄﺮاب ﻣﻦ ﺳﻠﻮك ﻟﻔﻈﻲ )ﻛﻀﻌﻒ ﻣﻌﺪل اﻟﻜﻼم أو اﻟﺒﻜﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺘﻲ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻴﻬﺎ( إﻟﻰ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻓﻲ ﺟﻮاﻧﺐ ﻓﻌﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك ا ﻀﻄﺮب‬ ‫ﻛﺈﻳﻘﺎع اﻟﻌﺪوان ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ أو اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﺨﻤﻟﺪرات.. اﻟﺦ. وﻳﻌﺘﺒـﺮ اﻟـﻌـﻼج‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻨﻐﻴﺮ ﻮذﺟﺎ ﻷﻧﻮاع اﻟﻌﻼج ا ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ. وﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﻘﺪ‬ ‫ﺧﺒﺮات ﻏﻴﺮ ﺳﺎرة ﺑﺠﻮار اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ أو ﻋﻼﺟﻪ‬ ‫ﻓﻤﺜﻼ ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻹدﻣﺎن ﻋﻠﻰ اﳋﻤﻮر ﺑﺈﻋﻄﺎء ا ﺘﻌﺎﻃﻲ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﻣﺴﺒﺒﺔ ﻟﻠﻐﺜﻴـﺎن‬ ‫ﺑﻌـﺪ اﻟـﺸـﺮب ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة وذﻟـﻚ ﻛـﺎﻻﺑـﻮﻣـﻮرﻓـ ‪ .Apomorphine‬وﻳـﻌـﺎﻟـﺞ اﻟـﺒـﻮال‬ ‫اﻟﻼإرادي ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑـ »ﺳﺮﻳﺮ ﻣﺎورر«)٣( اﻟﺬي ﺻﻤﻤﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ‪ .Mourer‬وﻫﻮ ﺳﺮﻳﺮ ﻋﺎدي ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺼﻤﻢ ﺑﺤـﻴـﺚ‬ ‫أن أي ﺑﻠﻞ ﻓﻴﻪ ﻳﺆدي إﻟﻰ إﻏﻼق داﺋﺮة ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺠﺮس ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻳﺮن‬ ‫ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻴﻮﻗﻆ اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺗﺒﻮﻟﻪ. وﻗﺪ وﺟﺪ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﳊﺎﻻت‬ ‫ﻗﺪ ﻋﻮﳉﺖ ﺑﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب وﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺸﻔﺎء ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٠٩% ﻣﻦ اﳊﺎﻻت.‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا ﻌﺎﳉ ﻳﻌﺎرﺿﻮن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼج وﻳﺼﻔﻮﻧﻪ‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻼج آﻟﻲ وأﻋﻤـﻰ إﻻ أن ﻓـﺎﻋـﻠـﻴـﺘـﻪ ﻓـﻲ ﺑـﻌـﺾ اﳊـﺎﻻت ﻻ ﺷـﻚ ﻓـﻴـﻬـﺎ.‬ ‫وﻫﻨﺎك ﺷﻜﻞ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ا ﻮﺟﻪ ﻧـﺤـﻮ ﺗـﻌـﺪﻳـﻞ اﳉـﻮاﻧـﺐ اﻟـﺴـﻠـﻮﻛـﻴـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫اﻻﺿﻄﺮاب وﻳﺴﻤﻰ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺴﻠﻮك أو اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟـﻨـﻮع‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻟﻔﺮد اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺘﻮاﻓﻘﻴﺔ اﳉﻴﺪة ﻋﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ ﺗـﺪﻋـﻴـﻤـﻬـﺎ.‬ ‫وﻛﺬﻟﻚ ﻜﻦ إﻳﻘﺎف اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت وﺗﻌﺪﻳﻞ اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺸﺎذة ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ )ﻋﺪوان‬ ‫أو اﻧﺴﺤﺎب.. اﻟﺦ(. ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻋﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ اﻟﺒﻴـﺌـﺔ‬ ‫)ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻘﺼﻮد أو ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮد( ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك. وﻳﻨﺠﺢ اﻟﺸـﺨـﺺ‬ ‫ﻓﻲ إﻳﻘﺎف اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻴﺊ إذا ﻣﺎ أﻟﻐﻴﺖ اﻟﺮاﺑﻄـﺔ ﺑـ اﻟـﺴـﻠـﻮك ا ـﻀـﻄـﺮب‬ ‫وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ. وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج ﻋﻠﻰ ﺑـﺤـﻮث‬ ‫ﺳﻜﻴـﻨـﺮ ‪ .Skinner‬وﺳﻨﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴـﺎدس أﺳـﺲ اﻟـﺘـﺪﻋـﻴـﻢ وﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ‬ ‫إﺟﺮاﺋﻪ.‬ ‫٣- أﻣﺎ اﳉﺎﻧﺐ اﻟﻔﻜﺮي ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻴﺸﻴﺮ ﺑﺒﺴﺎﻃـﺔ إﻟـﻰ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ‬ ‫اﻷﻓﻜﺎر وا ﻌﺘﻘﺪات واﳊﺠﺞ )ور ﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﺸﺨﺺ( ﻧﺤﻮ ذاﺗﻪ‬ ‫وﻧﺤﻮ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺆدى ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ إﺛﺎرة اﻻﺿﻄﺮاب أو ﺗﺄﻛﻴـﺪه. ﻓـﻘـﺪ‬ ‫ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻻﻧﺴﺤﺎﺑﻲ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أن اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻨـﺎس ﻏـﻨـﻴـﻤـﺔ‬
‫56‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫وﻗﺪ ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﺸﺨﺺ اﻻﻋﺘﻤﺎدي ﻓﻠﺴﻔﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺤﻜﻮم ﺑﺎﳊﻆ‬ ‫واﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻠﻢ اﶈﺎوﻟﺔ ? وﻫﻮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﺑﻘﺎء أﺳـﺎﻟـﻴـﺒـﻪ‬ ‫اﻟﺸﺎذة ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﻓﻖ وﻳﺒﻌﺪ ﻧﻔﺴـﻪ ﻋـﻦ اﺧـﺘـﺒـﺎر ﺟـﻮاﻧـﺐ ﺟـﻴـﺪة ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻠـﻮك‬ ‫اﻟﻔﻌﺎل واﻹﻳﺠﺎﺑﻲ. وﻳﻠﻌﺐ اﳉﺎﻧﺐ ا ﻌﺮﻓﻲ دورا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت ذات‬ ‫ا ﺼﺪر اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﺎﻟﺘﻌﺼﺐ اﻟﻌﻨﺼﺮي. ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺒﺤﻮث أن ا ﺘﻌﺼﺒـ‬ ‫ﻳﺘﺒﻨﻮن ﺣﺠﺠﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﺗﻌﺼﺒﻬﻢ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﻮاﻗﻊ. ﻣـﻦ ﻫـﺬا أن‬ ‫اﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻳﺘﺒﻨﻮن اﻋﺘﻘﺎدات ﻋﻦ اﻟﺴﻮد ﺑـﺄﻧـﻬـﻢ أﺷـﺒـﻪ ﺑـﺎﳊـﻴـﻮاﻧـﺎت‬ ‫واﻧﻬﻢ ﻛﺴﺎﻟﻰ وﻋﺪواﻧﻴﻮن.. وﻳﻘﻮي ﻫﺬا ﻣﻦ ﺗﻌﺼﺒﻬـﻢ ﻧـﺤـﻮ اﻟـﺰﻧـﻮج. وﻛـﺬﻟـﻚ‬ ‫ﻳﺘﺒﻨﻰ اﻟﺴﻮد ا ﺮﺗﻔﻌﻮن ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺼﺐ آراء ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺾ ﺑﺘﺼﻮر أن اﻟﺒﻴﺾ‬ ‫ﺿﻌﺎف ﺟﻨﺴﻴﺎ وﻣﺘﻌﺼﺒﻮن ﺎ ﻳﻮﻗﻌﻬﻢ )أي اﻟﺴﻮد( ﻓﻲ ﺿﺮوب ﻣﻦ اﻹﺣﺮاج‬ ‫واﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﻼﺋﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﺴﺎء اﻟﺒﻴﺾ.. اﻟﺦ. وﻫﻨﺎك ﺑﺤﺚ أﻳﻀﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ‬ ‫أن )اﻟﺮوس( ﻳﻌﺘﻨﻘﻮن ﺻﻮرة ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺼﻮرة‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻨﻘﻬﺎ اﻷﻣﺮﻳﻜـﻴـﻮن ﻋـﻦ اﻟـﺮوس)٤(. وﻳﻘﻮم اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ إدراك ا ﻮاﻗﻒ وأﻓﻜﺎرﻧﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﲢﻠﻴﻠﻬـﺎ وﺗـﻔـﺴـﻴـﺮﻫـﺎ.‬ ‫وﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻨﻤﺎذج ا ﻌﺎﺻﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺄﺳﻠﻮب اﻟﻌﻼج‬ ‫ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻓﻊ ا ﺘﻌﻘـﻞ ‪ Rational-emotive therapy‬أو اﻟﻌﻼج ا ﻨﻄﻘﻲ اﻟـﺬي‬ ‫ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ أﻟﺒﺮت أﻟﻴـﺲ ‪ Ellis‬ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻼج ا ﻨﻄﻘـﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك. وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﻳﻘﻮم ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﺳﺘﺒﺪال أﻓﻜﺎر ا ﺮﻳﺾ‬ ‫ﻏﻴﺮ ا ﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﺄﻓﻜﺎر ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺼﺤﺔ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. وﻗﺪ ﺗﻮﺻﻞ »أﻟﻴﺲ« إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﻊ ﺑ اﻟﻌﺼﺎﺑﻴ‬ ‫واﻟﺬﻫﺎﻧﻴ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺗﺸﻴﻊ ﺑ اﻷﺳﻮﻳﺎء.. وﺳﻨﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ‬ ‫ﻛﻤﺎ ﺳﻨﻌﺮض ﻷﻫـﻢ اﻟـﻄـﺮق ا ـﺴـﺘـﺨـﺪﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻌـﺪﻳـﻞ ﻣـﻦ ﻃـﺮق اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ‬ ‫اﻟﻼﻣﻨﻄﻘﻴﺔ. وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺼﻴﺮ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﺑﻨﺘـﺎﺋـﺞ‬ ‫أﻓﻌﺎﻟﻪ وﺻﺮاﻋﺎﺗﻪ. وﻟﻜﻦ اﻷدﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺒﺼﺎر ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻟﺴـﻠـﻮك‬ ‫ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻟﻸﺳﻒ. ﻓﺎﻻﺳﺘﺒﺼﺎر ﻗﺪ ﻳﺰداد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟـﻠـﻌـﻼج وﻟـﻜـﻦ وﺟـﻮده ﻗـﺒـﻞ‬ ‫اﻟﻌﻼج ﻻ ﺗﺆدي ﻟﺘﻐﻴﻴﺮه ﻛﺜﻴﺮا. ﻓﻜﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻮ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺄﻧﻪ ﻳـﻔـﻬـﻢ ـﺎﻣـﺎ‬ ‫اﻷﺳﺒﺎب اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺗﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض. وﻗﺪ‬ ‫ﺧﺼﺼﻨﺎ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ا ﻌﺮﻓﻲ.‬ ‫وﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻔﺌﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻬﻲ‬
‫66‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫ﺑﺄن ﻳﻌﻴﺪ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻴﺘﻐﻴـﺮ إدراﻛـﻪ‬ ‫ﻟﺬاﺗﻪ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻐﻴﺮ إدراك اﻟﺬات ﻳﺘﻐﻴﺮ اﻟﺴﻠﻮك وﻳﺘﻢ ﻫﺬا ﺑﻌﺪة ﻃﺮق ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻠﺒﺲ واﻟﻮﺿﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أو اﻟﺘﺪﻋـﻴـﻢ اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻲ ﻟـﻠـﺠـﻮاﻧـﺐ‬ ‫اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. وﻣﻦ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻴﻬـﺎ ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب‬ ‫ﺑﻨﺠﺎح: ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺘﺎة ﻏﻴﺮ ﺟﺬاﺑﺔ ﻣﻜﺘﺌﺒﺔ وﺑﺎﻫﺘﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ أﺧﺬ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻄﻼب ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻧﻬﺎ - وﻓﻖ ﺧـﻄـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻼج - ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺎس أﻧـﻬـﺎ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ‬ ‫ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر وﺷﺪﻳﺪة اﳊﻴﻮﻳﺔ واﳉﺎذﺑﻴﺔ واﻟـﺬﻛـﺎء. وﻗـﺒـﻞ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ اﻟـﻌـﺎم‬ ‫اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ أن ﺗﻜﻮن أﺳﻠﻮﺑﺎ ﺳﻬﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋـﺖ‬ ‫أن ﺗﻜﻮن اﻛﺜﺮ ﺟﺎذﺑﻴﺔ وﺛﻘﺔ ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧـﻴـﺎﺗـﻬـﺎ)٥(. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺠﺢ اﻟﺸﺨـﺺ ﻓـﻲ‬ ‫ﺗﻜﻮﻳﻦ أﺳﻠﻮب ﻣﻌ ﻓﻲ إدراك اﻟﺬات ﻓﺎن ﻫﺬا ﻳﺆﺛﺮ ﻓـﻲ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺘـﻪ ﻛـﻜـﻞ.‬ ‫ﻓﻴﺘﺼﺮف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻧـﻔـﺴـﻪ. وﻗـﺪ ﻳـﻌـﻨـﻒ‬ ‫وﻳﻐﻀﺐ وﻳﻜﺘﺌﺐ إذا ﻟﻢ ﻳﺘ اﻵﺧﺮون اﻟﺴﻠﻮك ا ﻨﺎﺳﺐ ﻧﺤﻮه. وﺗﺰداد ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ‬ ‫ﻋﻼج اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ إذا ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻌﻪ ﺷﺮوط أﺧﺮى ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫اﺣﺘﺮام ا ﺮﻳﺾ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ واﻟﺜﻘﺔ ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ووﺟﻮد داﻓﻊ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟـﺪى‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ وان ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﻧﺎ وذﻛﻴﺎ وﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﻟﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ.‬ ‫٤- أﻣﺎ اﳉﺎﻧﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ اﻻﺿﻄـﺮاب ﻓـﻴـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ اﻻﺿـﻄـﺮاﺑـﺎت‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺗﻔـﺎﻋـﻼت واﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺎت اﻟـﻔـﺮد اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ. وﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ اﳉـﻨـﻮح‬ ‫واﳉﻨﺴﻴﺔ ا ﺜﻠﻴﺔ ﻮذﺟ ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﺟﺘﻤـﺎﻋـﻴـﺔ. وﻣـﻦ ا ـﻌـﺘـﻘـﺪ)٥( أن‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك ا ﻀﻄﺮب ﻳﻨﺸﺄ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﺿﻄﺮاب ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫اﳉﻴﺪ. وﻫﻨﺎك ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺮى أن اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ واﺗﺨﺎذﻫﻢ ﻗﺪوة ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ا ﺼﺎدر اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻛﺘﺴﺎب أﺷﻜﺎل اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺒﻨﺎﻫﺎ اﻟﻔﺮد. ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫اﻟﻘﺪوة ﻧﻔﺴﻬﺎ أو اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺬﻳﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﻛﺎﻷب ﻧﺎﺟﺤﺎ وﻗﻮﻳﺎ ﻛـﺎن‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﻳﻜﺘﺴﺐ اﻟﻔﺮد ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ ﺟﻴﺪة واﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ. وﻣﻦ‬ ‫ا ﻌﺮوف

انعالاتك

 أن ﺑﻌﺾ أﺷﻜﺎل اﳉﺮ ﺔ. واﳉﻨﺎح ﲢﺪث ﺑﺴﺒﺐ أﻧﻮاع ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺼﺪرﻫﺎ ﺗﻮﺣﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻨﻤﺎذج ﺟﺎﻧﺤﺔ.‬ ‫وﺗﺘﻮﻗﻒ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﻤﺎذج ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠـﻮك‬ ‫اﻟﺬي ﺗﺘﻮﺣﺪ ﺑﻪ. ﻓﻘﺪ ﻳﺘﻮﺣﺪ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﺎﻷم - دون اﻷب - ﻟﻜﺜـﺮة ﻏـﻴـﺎب‬ ‫اﻷب أو ﻣﻮﺗﻪ وﺑﻌﺪه ﻋﻦ اﻷﺳﺮة وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﻠﻢ اﻷدوار اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫76‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﻟﺬﻛﺮﻳﺔ ﻓﺘﺴﻬﻞ ﻓﺮﺻﺘﻪ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑـﻌـﺪ ﻻﻗـﺘـﻨـﺎص اﻻﻧـﺤـﺮاﻓـﺎت اﻻﺳـﺘـﺠـﻨـﺎﺳـﻴـﺔ‬ ‫)اﻟﻠﻮاط()×٤(. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺪث اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳉﻨﺲ-ﻛـﻤـﺎ‬ ‫ﻫﻮ ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت-ﻓﺎن اﻟﻄﻔﻞ ﻳﺘﺠﻪ ﻟﻴﺘﺒﻨـﻰ اﻟـﺪور ا ـﻨـﺎﺳـﺐ ـﺎ ﻓـﻴـﻪ‬ ‫اﻟﻨﺰﻋﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺪوان ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻃﻔﺎل اﻟـﺬﻛـﻮر. وﺗـﺰداد ﻧـﺴـﺒـﺔ اﳉـﻨـﻮح‬ ‫واﻟﻌﺪوان ﺑ اﻷوﻻد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮﺣﺪون ﺑﻨﻤﺎذج ﻋﺪواﻧﻴﺔ ﺟﺎﻧﺤﺔ.‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﺎن‬ ‫ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن‬ ‫اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﺴﻠﻚ اﻟﺸﺨﺺ ﻘﺘﻀﺎه ﺿﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ‬ ‫)ﻛﺎﳉﺮ ﺔ واﻻﻧﺤﺮاف( ﻗﺪ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ﻼﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﺮض‬ ‫ﺎذج ﳉﻮاﻧﺐ ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك. ﻏﻴﺮ أن اﻻﺿﻄﺮاب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﺤﻮﻻ‬ ‫ﺿﺪ اﻟﺬات )ﻛﺎﻟﻘﻠﻖ واﻻﻛﺘﺌﺎب واﻻﻧﺘـﺤـﺎر( ﻓـﺎن ﻣـﻦ اﻟـﺼـﻌـﺐ وﺿـﻌـﻪ ﲢـﺖ‬ ‫ﺿﺒﻂ اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع. ﻓﺄﻧﻮاع اﻻﺿﻄﺮاب ا ﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺬات ﺗﻨﺸﺄ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻌﻠﻢ أﺧﺮى ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻬﺎ اﻟﻄﺮق اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.‬

‫ﺑﺪأ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻣﺒﻜﺮة‬ ‫إﻻ أن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ اﺻﺒﺢ ﻣﻨﺬ اﳋﻤﺴﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻛﺜﺮ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻧﺘﺸﺎرا‬ ‫ﻓﻲ داﺧﻞ ا ﺼﺤﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ. واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴ أﺻﺒﺤـﻮا أﻛـﺜـﺮ‬ ‫ﺗﻌﺎوﻧﺎ ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ. وﺗﺰداد أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳊﺎﻻت ا ﺮض‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﻲ ر ﺎ ﺑﺴﺒﺐ أن اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺸﺄة اﻻﺳﺘﻌﺪاد‬ ‫ﻟﻼﻧﻬﻴﺎر اﻟﻌﻘﻠﻲ. وﻗﺪ أدى اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ اﳋﺮوج ﻣﻦ‬ ‫ا ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت وﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﻨﺰﻻء ﺑﺎ ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﻄﺐ اﻟﻌﻘﻠﻲ.‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ا ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت وا ﺼﺤﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻗﺪ ازدادت.‬ ‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﻠﻖ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻛﺎﻻﻛﺘﺌﺎب ﻏـﺎﻟـﺒـﺎ ﻣـﺎ‬ ‫ﻳﺼﻒ اﻷﻃﺒﺎء ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا ﻬﺪﺋﺎت ﻛﺎﻟﻔﺎﻟﻴﻮم واﻟﺒﺎرﺑﻴﺘﻮراﺗﺲ واﻷدوﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ‬ ‫ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮم.. اﻟﺦ. وﻓﻲ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ إﳒﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﺒ أن ﺗﻜﺎﻟﻴـﻒ ا ـﻬـﺪﺋـﺎت‬ ‫واﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋـﻦ ٠٠١ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﻴﻪ إﺳﺘﺮﻟﻴـﻨـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻌـﺎم)٦(. وﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ أن اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺗـﺆدي إﻟـﻰ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮات ﺳـﻠـﻮﻛـﻴـﺔ واﺿـﺤـﺔ.‬ ‫ﻓﺎ ﻬﺪﺋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻣﻊ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴ ﲢﻮل ا ﻬﺘﺎﺟ واﻟﻌﺪواﻧﻴـ‬
‫86‬

‫اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ واﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻔﻴﺰﻳﻘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج:‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫إﻟﻰ أﺷﺨﺎص ﻫﺎدﺋ . وﺗﺨﻔﻒ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ا ﻀﺎدة ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ‬ ‫وﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻮم واﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ. ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﻻ ﺗﺆدي إﻟـﻰ‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮات ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻬﺬا ﻓﻼ ﺑﺪ أن ﺗﺼﺤﺒﻬﺎ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻋﻼﺟﻴـﺔ أﺧـﺮى وﺑـﺮاﻣـﺞ‬ ‫وﻗﺎﺋﻴﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻣﻦ أﺧﻄﺮ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﺗﺆدي إﻟﻴـﻪ اﻹدﻣـﺎن ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ. وﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ‬ ‫ا ﻬﺪﺋﺎت ﻫﻲ وﺣﺪﻫﺎ-ﺑ ﻓﺌﺎت اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ اﻷﺧﺮى-اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ إدﻣﺎﻧـﻲ‬ ‫واﻋﺘﻤﺎد ﺟﺴﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ا ﻨﺒﻬﺔ ﻛﺎﻻﻣﻔﻴـﺘـﺎﻣـ وﻫـﻲ‬ ‫ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﺑﺎﳊﺎﻟﺔ ا ﺰاﺟﻴﺔ وﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺘﻴﻘﻆ وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻛﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻄﻼب ﻹﻋﺎﻧﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻬﺮ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟﺮﻳﺎﺿـﻴـﻮن ﻟـﺘـﻌـﻴـﻨـﻬـﻢ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻷداء)٧(. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن »اﻻﻣﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت« ﻻ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻹدﻣـﺎن‬ ‫اﳉﺴﻤﻲ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺨﻠﻖ اﻋﺘﻴﺎدا ﻧﻔﺴﻴﺎ. وﻳﺆدي اﺳﺘﻤﺮار اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ‬ ‫ﻋﻠﻰ ا ﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻷرق واﻻرﺗﻌﺎﺷﺎت وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ)٨(.‬ ‫وﻫﻨﺎك اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺘﺸﻨﺠﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﻗﻄﺒ ﻛﻬﺮﺑﻴ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻓﻮدي ا ﺮﻳﺾ ﻣﻊ ﺮﻳﺮ ﺗﻴﺎر ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﺧﻼل ا ﺦ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن‬ ‫اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻳﺒﺪو ﻣﻔﻴﺪا ﻓﻲ ﻋﻼج ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ﻛﺎﻻﻛﺘﺌﺎب‬ ‫اﳊﺎد.. ﻓﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻣﺆﻗﺖ وﺗﺘﺤﻮل ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴـﺮة ﻣـﻦ اﻷﺷـﺨـﺎص إﻟـﻰ ﻧـﻔـﺲ‬ ‫اﳊﺎﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ أن اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﻌﺎج ﺑﻄﺮﻳﻖ‬ ‫اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻳﺆدي ﻋﻠﻰ ا ﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ إﻟﻰ آﺛﺎر ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﺗﻜﻮن أﺧﻄﺮ‬ ‫ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاب اﻷﺻﻠﻲ. ﻣﻦ ﻫﺬه اﻵﺛﺎر اﳉﺎﻧﺒﻴﺔ اﻹﺻﺎﺑﺎت اﺨﻤﻟﻴﺔ وﺿﻌﻒ‬ ‫اﻟﺬاﻛﺮة وﻓﻘﺪان اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﲡﺎه .. وﻗﺪ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ‬ ‫اﻟﻜﺘﺎب.‬

‫إن اﻛﺘﺸﺎف اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺛﻮرة ﺷﻬﺪﺗﻬـﺎ اﻷﻋـﻮام‬ ‫اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻳﺘﺤـﻮل آﻻف ا ـﻀـﻄـﺮﺑـ إﻟـﻰ ﻣـﺮﺿـﻰ‬ ‫ﻣﺰﻣﻨ . وﻗﺪ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج ﻣﺤﺎوﻟ أن ﻧﺒ أن ﻫـﻨـﺎك‬ ‫ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﺑﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻋﻼج ﺑﻌـﺾ اﻻﺿـﻄـﺮاﺑـﺎت دون اﻟـﺒـﻌـﺾ اﻵﺧـﺮ‬ ‫اﻟﺬي ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻪ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻣﻦ ﻧﻮع آﺧﺮ. وﻫﻜﺬا ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻻﺿﻄﺮاب ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ‬ ‫ﺨﺎوف ﻣﺮﺿﻴﺔ أو ﻗﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺤﺪدة ﻓﺎن اﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺪرﻳﺞ‬
‫96‬

‫واﳋﻼﺻﺔ:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫وﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ﺗﻨﺠﺢ ﳒﺎﺣﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﻐﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻻﺿﻄﺮاب وﺗﻜﻮن أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ‬ ‫ﻣﻦ أﺣﺴﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺿﺪ اﻵﺧﺮﻳﻦ‬ ‫ﻛﺎﻟﻌﺪوان وﺗﺪﻣﻴﺮ ا ﻠﻜﻴﺔ.. اﻟﺦ. ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺳﻠﻮك اﻷﻃﻔﺎل‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﻋﺮاض واﺿﺤﺔ وﻳﺴﻬﻞ ﲢﺪﻳﺪﻫﺎ. ﻋﻠﻰ ﺣـ أن اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻗﻴﻤﻨﺎ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻨﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ وا ﻌﺮﻓﻴﺔ اﳋﺎﻃﺌﺔ ﺗﻔﻴﺪ أﻛﺒﺮ‬ ‫إﻓﺎدة ﻓﻲ ﺗﻨﺎول اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن اﻷﻋﺮاض ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺿﺪ اﻟﺬات‬ ‫ﻛﺎﻻﻏـﺘـﺮاب)×٥( واﻻﻛﺘﺌﺎب واﻟﺸـﻌـﻮر ﺑـﺎﻟـﻨـﻘـﺺ.. اﻟـﺦ. ﻛـﺬﻟـﻚ ﺗـﺼـﻠـﺢ ﻫـﺬه‬ ‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻲ ﻋﻼج ﺑﻌﺾ اﻻﺿﻄﺮاﺑـﺎت اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻠـﻌـﺐ اﻷﻓـﻜـﺎر‬ ‫اﳋﺎﻃﺌﺔ دورا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻤﻬﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺘـﻌـﺼـﺐ واﻟـﺘـﺤـﺎﻣـﻞ. ﻋـﻠـﻰ ﺣـ أن‬ ‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ا ﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺗﻌﻠﻴﻢ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ﺗـﻜـﻮن‬ ‫ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج اﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻣﻨﺸﺄ اﻻﺿﻄﺮاب ﻓﻴﻬﺎ راﺟﻌﺎ ﻷﺧـﻄـﺎء‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﻨﻤﺎذج ﺷﺎذة وﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻹﻛﺴﺎب اﻟﺴﻠﻮك اﳉﻴـﺪ وذﻟـﻚ ﻛـﻤـﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﺳﺘﺠﻨﺎﺳﻴﺔ واﳉﻨﺎح... اﻟﺦ.‬ ‫أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻓﺎن اﳉﻬﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻴﺪان ﻗﻠﻴـﻞ وﻟـﻮ أن ﻣـﻦ‬ ‫ا ﻤﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ا ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﺤﺴ اﻟﻮراﺛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻛﺎﻟﻔﺼﺎم. وﻫﻨﺎك ﺟﻬﺪ أﻛﺒﺮ ﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ. ﻛﻤﺎ ﻜﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ‬ ‫اﻷزﻣﺎت اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺑﺨﻠﻖ ﻣﻨﺎخ وﻗﺎﺋﻲ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻮط ا ﺮﺗﺒﻄﺔ‬ ‫ﺑﺠﻮ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹرﺷﺎد واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ. وﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫وا ﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻈﺮوف ا ﺆدﻳﺔ ﻟﻼﺿﻄﺮاب ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺎﻣﻞ ا ﻀﻄﺮﺑﻮن ﺑﻘﺪر ﻛﺒﻴﺮ‬ ‫ﻣﻦ ا ﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ وا ﻮدة. ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ.. ﻟﻜﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎخ وﻗﺎﺋﻲ.. ﻻ‬ ‫ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻦ ﺿﺮورة ﺧﻠﻖ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ا ﺒﺎﺷﺮ ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻔﺮدﻳﺔ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺜﻮر.. وﻳﻌﺮض ﻛﻞ ﻓﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻮل اﻵﺗﻴﺔ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه.‬

‫07‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ وﺗﻌﻠﻴﻘﺎت‬
‫)١( ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺧﻼﻓﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﺑ اﶈﻠﻠ اﻟﻨﻔﺴﻴ . ﻓﺒﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﺎن‬ ‫»ﻓﺮوﻳﺪ« ﺻﺎﺣﺐ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪي واﻧﻪ ﻳﺮﺑﻂ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﺴﻒ ﺑﺎﳉﻨﺲ واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ..‬ ‫ﻟﻬﺬا اﻧﺸﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﻣﺜﻞ »ﻳﻮﱋ« و »ادﻟﺮ« وﺣﺎول ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ أن ﻳﻜﻮن ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻋﺘﺮاﻓﻨﺎ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﺸﺪﻳﺪة ﺑ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ إﻻ أن ﻫﻨﺎك ﺧﺎﺻﻴﺔ‬ ‫ﲡﻤﻌﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ وﻫﻲ أن اﻷﻋﺮاض ﻓﻲ رأﻳﻬﻢ ﺗﻌﺒﺮ ﺗﻌﺒﻴﺮا ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ »ا ﺸﻜﻠﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ«. أﻣﺎ‬ ‫ﻣﺎ ﻫﻲ ﻫﺬه ا ﺸﻜﻠﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻬﺬا ﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻪ أﻧﺼﺎر اﻟﺘﺤـﻠـﻴـﻞ اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ. ﻓـﻬـﻲ ﻋـﻨـﺪ ﻓـﺮوﻳـﺪ‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮر اﳉﻨﺴﻲ واﻟﻜﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وﻋﻨﺪ »أدﻟﺮ« ﻫﻲ ﻋﻘﺪة اﻟﻨﻘﺺ.. اﻟﺦ. ﻛﺬﻟﻚ‬ ‫ﻳﺸﺘﺮك اﶈﻠﻠﻮن اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ أن ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻟﻢ ﺗﻨ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﲡﺮﻳﺒﻴﺔ. ﺑﻞ أن ﻓﺮوﻳﺪ‬ ‫ﲡﻨﺐ ا ﻌﺎﳉﺔ اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻷﻓﻜﺎره ﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ا ﺴﺘﺤﻴﻞ وزن اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﺜﺒﺎت ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻪ‬ ‫ودﻗﺘﻬﺎ.. وﻣﺜﻠﻪ ﻓﻌﻞ »ﻳﻮﱋ« و »أدﻟﺮ«. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﶈﻠﻠ اﻟﻨﻔﺴﻴ ا ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﻨﺪﻣﺠـﻮن‬ ‫ﺑ اﳊ واﻵﺧﺮ ﻓﻲ دراﺳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻹﺛﺒﺎت آراﺋﻬﻢ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﻳﺘﺒﻨﻮن ﻋﻤﻮﻣﺎ أﺳﻠﻮﺑﺎ ﻳﺴﺘﺨﻒ ﺑﺎﻹﺣﺼﺎء‬ ‫واﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.‬ ‫ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮح ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻻﻧﺘﻘﺎدات اﻟﺘﻲ وﺟﻬﺖ ﻟﻬﺎ اﻧﻈﺮ:‬ ‫أ- ﻫﻮل ﻟﻴﻨﺪزي ﻧﻈﺮﻳﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻓﺮج اﺣﻤﺪ ﻓﺮج ﻗﺪري ﺣﻔﻨﻲ ﻟﻄﻔﻲ ﻓﻄﻴﻢ. اﻟﻜﻮﻳﺖ:‬ ‫دار اﻟﺸﺎﻳﻊ ﻟﻠﻨﺸﺮ ٨٧٩١. ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺮاﺑﻊ.‬ ‫ب- أﻳﺰﻧﻚ اﳊﻘﻴﻘﺔ واﻟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻗﺪري ﺣﻔﻨـﻲ ورؤوف ﻧـﻈـﻤـﻲ اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة: دار‬ ‫ا ﻌﺎرف ٩٦٩١.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ اﻧﻈﺮ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻓﺮوﻳﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫ﺟـ- ﺳﻴﺠﻤﻨﺪ ﻓﺮوﻳﺪ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن ﳒﺎﺗﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة: دار اﻟﻨـﻬـﻀـﺔ‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.‬ ‫)٢( ﻫﻨﺎك ﻋﺪة دراﺳﺎت ﺗﺒ أن ﺷﺨﺼﻴﺔ ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻧﺘﻤﺎﺋﻪ اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻬﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ أو‬ ‫ﺗﻠﻚ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء دﻓﻌﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻌﻼج ﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻌﺾ ا ﻌﺎﳉ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴـﺰ ﺟـﻬـﻮدﻫـﻢ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻌﺎﻟﺔ دون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ارﺗﺒﺎﻃﺎت ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﻫﻨﺎك أﻳـﻀـﺎ ﻣـﺎ ﻳـﺪل‬ ‫ﻋﻠﻰ أن ا ﻌﺎﳉ اﻟﻨﺎﺟﺤ ﻳﺘﺸﺎﺑﻬﻮن ﻓﻲ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻬﻤﺎ اﺧﺘﻠﻒ اﻧﺘﻤﺎؤﻫﻢ اﻟﻨﻈﺮي ﺑﻴﻨﻤـﺎ‬ ‫ﺗﺸﺎﺑﻪ اﻟﻨﺎﺟﺤ ﺑﺎﻷﻗﻞ ﳒﺎﺣﺎ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﻳﻌﺘـﺒـﺮ أﻗـﻞ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ. وﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا ﻓـﺎن‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﺎﺟﺢ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻗﻞ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎ ﺑـﺰﻣـﻴـﻠـﻪ اﻷﻗـﻞ ﳒـﺎﺣـﺎ ﻓـﻲ ﻧـﻔـﺲ‬ ‫)اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ( واﻛﺜﺮ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻧﺎﺟﺢ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻮﺟﻮدي ﻣﺜﻼ. وﻗﺪ‬ ‫ﺗﺒ أﻳﻀﺎ أن اﻟﻨﺎﺟﺤ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ ﻣﻨﻬﺎ: اﻟﺪفء واﳋﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﻠـﻖ‬ ‫واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺮﻳﻀﻪ. اﻧﻈﺮ:‬ ‫.1691 ,‪Frank. D. Persuasion and healing. Baltimore: John Hopkins press‬‬ ‫.8791,‪(3) Hans Eysenck You and neurosis. Britain, Glasgow: William Collins‬‬ ‫)٤( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺘﻌﺼﺐ اﻧﻈﺮ:‬

‫17‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬
‫‪Bronfenbrenner, U. The mirror image in Soviet-American, relations—a Social Psychologist‬‬ ‫.65-65 .‪approach. J. Of Social Issues, 1961, 17, No. 3 pp‬‬ ‫)٥( ﺗـﺒﻨﻰ »ﻣﻴﺸﻴﻞ أرﺟﺎﻳﻞ« ﻣﻦ اﻛﺴﻔﻮرد-ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺑﻴﻨﺖ ﻟﻪ أن اﻷﻃﻔﺎل ﻳﺘﻮﺣﺪون ﺑﻮاﻟﺪﻳﻬـﻢ‬ ‫ﺑﺪرﺟﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻌﻨﻰ اﻧﻬﻢ ﻳﺘﺨﺬون ﻣﻦ اﻵﺑﺎء ﺎذج ﻳﺤﺎﻛﻮﻧﻬﺎ وﻳﻘﺘﺪون ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﻢ ﺸﻜﻼت‬ ‫اﳊﻴﺎة اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ. ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻵﺑﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑ ا ﺘﺴﻤ ﺑﺎﻟﻄﻤﻮح واﳉﺪﻳﺔ. ﻓﺎن أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮن‬ ‫ﻄﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ. و ﻜﻦ اﻻﺳﺘﺪﻻل ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﺣﺪ واﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ‬ ‫ﺑ اﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻒ ﺑﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺪﻳﻬﻢ واﻟﺼﻔﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺼﻔﻮﻧﻬﺎ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺮﻏﺒـﻮن‬ ‫ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺜﻠﻪ. ﻓﺈذا وﺻﻒ اﻟﻄﻔﻞ اﻷب ﺑﺎﳉﺪﻳﺔ واﻟﻨﺠﺎح واﻟﺬﻛﺎء ﺛﻢ ﺑ أن ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎه ﻟﻨﻔﺴﻪ‬ ‫ﻫﻮ اﳉﺪﻳﺔ واﻟﻨﺠﺎح واﻟﺬﻛﺎء.. ﻓﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻼﻣـﺔ ﺟـﻴـﺪة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻮﺣـﺪ ﺑـﺎﻷب. وﺗـﺒـ‬ ‫دراﺳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل اﻹﳒﻠﻴﺰ ﺑﺎن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷب ﻋﻠﻰ اﻻﺑﻦ اﻟـﺬﻛـﺮ اﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ أﻻم. ﻓـﺈذا أراد‬ ‫اﻟﻮاﻟﺪان ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﳉﺎد واﻟﻨﺠﺎح ﻓﺎن ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮى ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ أن‬ ‫ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻫﻢ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺎدرﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﳉﺎد وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺟﺤ . ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠـﻴـﻬـﻢ أن‬ ‫ﻳﻨﻘﻠﻮا ﻫﺬه اﳋﺼﺎﺋﺺ ﻷﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﺑﻬﻢ. وﻟﻜﻲ ﻳﺤﺪث اﻟﺘﻮﺣﺪ‬ ‫اﻟﻨﺎﺟﺢ ﻫﻨﺎك ﺷﺮوط ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫١- أن ﻀﻲ اﻷب ﺟﺰءا ﻣﻦ وﻗﺘﻪ ﻓﻲ داﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ وﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻪ.‬ ‫٢- أن ﺗﻜﻮن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ واﻷﻃﻔﺎل داﻓﺌﺔ وﻣﺸﺒﻌﺔ ﻟﻜﻼ اﻟﻄﺮﻓ .‬ ‫٣- وان ﻳﻜﻮن اﻷب ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﳉﺎذﺑﻴﺔ واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وان ﻳﻜﻮن ﻣﻘﺒﻮﻻ وﻓـﻖ ﻣـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ‬ ‫اﻟﺘﻘﺒﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﶈﻠﻴﺔ. وﻗﺪ وﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل أن أﻃﻔﺎل ا ـﻬـﺎﺟـﺮﻳـﻦ ـﻴـﻠـﻮن إﻟـﻰ رﻓـﺾ‬ ‫آﺑﺎﺋﻬﻢ ﻛﻨﻤﺎذج إذا ﻛﺎن اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻳﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﻛﻐﺮﺑﺎء أو ﻃﻔﻴﻠﻴ . وﻣﻦ رأي »أرﺟﺎﻳﻞ« أن اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬ ‫ﺗﺘﺤﺴﻦ إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻮاﻟﺪﻳﻪ ﻃﻴﺒﺔ وإذا ﻣﺎ ﺗﻮﺣﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﺣـﺪ اﻟـﻮاﻟـﺪﻳـﻦ ﻣـﻦ ﻧـﻔـﺲ‬ ‫اﳉﻨﺲ )ﻳﺘﻮﺣﺪ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬﻛﺮ ﺑﺎﻷب وﺗﺘﻮﺣﺪ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﺑﺎﻷم(. ذﻟﻚ ﻻن اﻷوﻻد اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮﺛﻖ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﻢ‬ ‫ﺑﺎﻷم دون اﻷب ﻳﺘﺤﻮﻟﻮن ﻓـﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻷﺣـﻴـﺎن إﻟـﻰ اﻟـﺴـﻠـﺒـﻴـﺔ واﻷﻧـﻮﺛـﺔ ور ـﺎ اﳉـﻨـﺴـﻴـﺔ ا ـﺜـﻠـﻴـﺔ‬ ‫)اﻻﺳﺘﺠﻨﺎس(. وﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﺪﻻﺋﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺻﺤﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣﻦ أن ا ﺴﺘﺠﻨﺴـ ﻗـﺎدرون‬ ‫ﺑﺼﻔﺔ واﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺤﺘﻔﻈﻮا ﺑﺘﻮﺣﺪات ﻣﺬﻛﺮة أو ﻣﺰدوﺟﺔ )ذﻛﺮﻳﺔ وأﻧﺜﻮﻳﺔ ﻣﻌﺎ( اﻧﻈـﺮ ﺷـﻠـﺪون‬ ‫ﻛﺎﺷﺪان ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻮاذ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ: )دار اﻟﻘﻠﻢ -٧٧٩١(. ﻟﻼﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻮﺣﺪ اﻧﻈﺮ:‬ ‫أ- ﻣﻴﺸﻴﻞ أرﺟﺎﻳﻞ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﺸﻜﻼت اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻜﻮﻳﺖ:‬ ‫دار اﻟﻘﻠﻢ ٨٧٩١ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﺜﺎﻣﻦ ﻛﺬﻟﻚ.‬ ‫‪Argyle, M. & Robinson, P. Two origins of achievement moti,vation. British J. of Social and Clinical‬‬ ‫.021-701 ,1 ,2691 ,‪Psychology‬‬ ‫٦- اﻧﻈﺮ ﻣﻴﺸﻴﻞ أرﺟﺎﻳﻞ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﺸﻜﻼت اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ا ﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.‬ ‫٧- ﺷﻴﻠﺪون ﻛﺎﺷﺪان ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﻮاذ ﺗﺮﺟﻤﺔ أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻼﻣﺔ وﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺜﻤﺎن‬ ‫ﳒﺎﺗﻲ. اﻟﻜﻮﻳﺖ دار اﻟﻘـﻠـﻢ ٧٧٩١.‬ ‫٨- ﻳﻘﺴﻢ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ واﻷﻃﺒﺎء اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﻣﻬﺪﺋﺔ وﻋﻘﺎﻗﻴﺮ ﻣﻨﺒﻬﺔ أو ﻣﻨﺸﻄﺔ‬ ‫وﻋﻘﺎﻗﻴﺮ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ. أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ا ﻬﺪﺋﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻟﻜﺤﻮل وا ﻮرﻓ واﻟﻬﻴﺮوﻳﻦ وا ـﺴـﻜـﻨـﺎت اﻟـﻄـﺒـﻴـﺔ‬ ‫اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ وﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ا ﻨﺒﻬﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴ )ﻣﺎدة اﻟﻘﻬﻮة( واﻟﻨﻴﻜﻮﺗ واﻟﻜﻮﻛﺎﻳ واﻻﻣﻔﻴﺘـﺎﻣـ ..‬ ‫اﻟﺦ وﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻏﻴﺎب اﻟﻮﻋﻲ واﻟﻬﻼوس وﻣﻦ أﻫﻤﻬﺎ‬

‫27‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬
‫اﳊﺸﻴﺶ أو ا ﺎرﻳﺠﻮاﻧﺎ وال .‪ L.S.D‬وا ﺴﻜﺎﻟ .‬ ‫وﻳﻜﻤﻦ ﺧﻄﺮ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ ا ﻬﺪﺋﺔ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻹدﻣﺎن اﳉﺴﻤﻲ. واﻹدﻣﺎن اﳉﺴﻤﻲ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ‬ ‫ﻣﺠﺮد اﻻﻋﺘﻴﺎد أو اﻟﺘﻌﻮد اﻟﻨﻔﺴﻲ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟـﻌـﻘـﺎﻗـﻴـﺮ ا ـﻨـﺸـﻄـﺔ. أﻣـﺎ‬ ‫ﻋﻘﺎﻗﻴﺮ اﻟﻬﻠﻮﺳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺆدي إﻟﻰ إدﻣﺎن ﺟﺴﻤﻲ أو اﻋﺘﻴﺎد وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺆدي إذا أﺳﻲء اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ إﻟﻰ‬ ‫أﻋﺮاض ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻐﻴﺒﻮﺑﺔ واﻟﻬﻼوس اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ واﻟﺴﻤﻌﻴﺔ ا ﻔﺰﻋﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺿﻄﺮاب‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻛﺎﻻﺗﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺸﺪﻳﺪة واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ.‬

‫37‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﳊﻮاﺷﻲ‬
‫)×( أي اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻄﻘﻮس واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪ اﻟﻔﺮد ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺠﺒﺮا ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮارﻫﺎ )اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻌﺮض ﻟﻬﺬه ا ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ(.‬ ‫)×١( ﻫﻨﺎك دراﺳﺎت ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ا ﺌﺎت وﺗﺒ أن اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض ا ﺮﺿﻴﺔ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ. أي أن ﻋﻼج اﻷﻋﺮاض ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻂ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻣﻦ ﺳﻤﺎت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻠﻌﻼج.‬ ‫)×٢( ﻳﺮى اﻟﻔﺮوﻳﺪﻳﻮن أن ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﺪ ﺜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ - ﻓﺘﺠﺎﻫﻞ ا ﺸﻜﻠﺔ‬ ‫وﻋﻼج اﻟﺸﻜﻮى ا ﺒﺎﺷﺮة )اﻟﻌﺮض( ﺷﺒﻴﻪ - ﻓﻲ ﺗﺼﻮرﻫﻢ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻧﻘﺎط ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺎب‬ ‫ﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻮزﺗ ﻣﺜﻼ. وﻳﺘﻔﻖ ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳉﻮاﻧﺐ ﻣﻊ ﻫـﺬا وﻻ ﻳـﻌـﺎرﺿـﻪ. وﺳـﻨـﺮى‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳﺚ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺨﻠﻔﻴﺔ ا ﺸﻜﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺒﺐ ﻋﻀﻮﻳﺎ. ﻓﻌﻼج »اﻟﺘﻬﺘﻬﺔ« أو‬ ‫ﻧﻘﺺ إﻓﺮاز ﻏﺪة ﻣﻦ اﻟﻐﺪد ﻗﺮ ﻳﻜـﻮن ﺿـﺮورﻳـﺎ ﻟـﺘـﺨـﻔـﻴـﻒ ﺣـﺪة اﻟـﻘـﻠـﻖ. أﻣـﺎ ﻓـﻲ اﳊـﺎﻻت اﻷﺧـﺮى‬ ‫ﻛﺎﻻﻛﺘﺌﺎب ﻓﺎن ﻋﻼج اﻟﻌﺮض ﻛﻌﺮض أﻣﺮ ﺿﺮوري.‬ ‫)×٣( ﺗﻜﻮن ﻓﺘﺮة اﻟﻌﻼج اﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﻌﻼج اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬﺎ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ.. ﻓﻔﻲ اﻟـﻌـﻼج‬ ‫اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻟﻌﻼج ﺳﺘﺔ اﺷﻬﺮ أﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻴﺴﺘﻐﺮق ﻣﺎ ﺑ ﺛﻼﺛﺔ أو‬ ‫ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام.‬ ‫)×٤( ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﺠﻨﺎس ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ أﺳﺮ ﻣﻬﺪﻣﺔ.. أي ﺗﻨﻔﺼﻞ اﻷم ﻋﻦ اﻟﺰوج ﺑﻴﻨﻤﺎ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ اﻻﺑﻦ ﻣﻊ اﻷم.‬ ‫)×٥( ﺧﺎﺻﺔ ذﻟﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﻏﺘﺮاب ا ﺼﺤﻮب ﺑﺎﻟﻌـﺰﻟـﺔ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ وﻋـﺪم اﳊـﻤـﺎس ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﻌﺰوف ﻋﻦ ا ﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ.. اﻟﺦ. واﻻﻏﺘﺮاب ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟـﻄـﺒـﻊ ﻳـﺨـﺘـﻠـﻒ ﻋـﻦ ا ـﻔـﻬـﻮم‬ ‫اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟﺬي ﻳﺮى أن اﻻﻏﺘﺮاب ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻜﺮي ﻳﺘﺒﻨﺎه اﻟﺸﺨﺺ ﲡـﺎه ﺗـﻨـﺎﻗـﻀـﺎت اﳊـﻴـﺎة‬ ‫واﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.‬

‫47‬

‫ﶈﺔ ﻋﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﳊﺪﻳﺜﺔ‬

‫اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻧﻲ‬ ‫ﳕﺎذج ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫57‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫67‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫3 ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﺪرﺟﺔ‬
‫ﻛﺎن »أﻟﺒﺮت« ﻓﻲ ﺷﻬـﺮه اﳊـﺎدي ﻋـﺸـﺮ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫ﻗﺎم اﻟﻌﺎ ﺎن اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺎن »واﻃﺴﻮن« و »راﻳﻨﺮ« ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ‬ ‫ﻟﻔﺄر أﺑﻴﺾ. ﻟﻢ ﺗﺜﺮ رؤﻳﺔ اﻟﻔﺄر-ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ-أي ﻣﺸﺎﻋﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ أو اﳋﻮف ﻟﺪى »أﻟﺒﺮت« إﻟﻰ أن ﻗﺎم اﻟﻌﺎ ﺎن‬ ‫ﺑﺘﻘﺮﻳﺐ اﻟﻔﺄر ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول »أﻟﺒﺮت« اﻟﺬي‬ ‫ﻣـﺪ ﻳـﺪه اﻟـﻴـﺴـﺮى ﻳـﻠـﻤـﺲ اﻟـﻔـﺄر ﺑـﺒـﺮاءة وﻓـﻲ ﻫـﺬه‬ ‫اﻟﻠﺤﻈﺔ أﻃﻠﻖ اﺠﻤﻟﺮﺑﻮن ﺻﻮﺗﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ ﺣﺎدا ﻣﻦ ﺧﻠﻒ‬ ‫رأس »اﻟﺒﺮت«. ﻋﻨﺪﻫـﺎ ﻗﻔﺰ اﻟﻄﻔﻞ ﻓـﺰﻋـﺎ ﻣـﺸـﻴـﺤـﺎ‬ ‫ﺑﺮأﺳﻪ وﺟﺴﻤﻪ ﻛﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﻔـﺄر. ﺗـﻜـﺮر ﻫـﺬا اﻷﺟـﺮاء‬ ‫إﻟﻰ أن ﺗﺄﻛﺪت ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﳊﺎدة ﻣﻦ‬ ‫»أﻟﺒﺮت«. و ﺮور اﻟﻮﻗﺖ ﲢﻮل ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻔﺄر - اﶈﺎﻳﺪ‬ ‫ إﻟﻰ ﻣﺼﺪر ﻟﻠﺨﻮف اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻋﻨـﺪ اﻟـﻄـﻔـﻞ. ﻓـﺒـﻌـﺪ‬‫ﺳﺒﻊ ﻣﺮات ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﺾ اﻟﻔﺄر ﻣﻘـﺮوﻧـﺎ ﺑـﻬـﺬا اﻟـﻘـﺮع‬ ‫اﳊﺎد ﺑﺪأ أﻟﺒﺮت ﻳﺼﺮخ ﻃﺎﻟﺒﺎ اﻟﻨﺠﺪة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎن‬ ‫ﻳﺸﻬﺪ اﻟﻔﺄر )ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺑﻌﻴﺪا ودون أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ‬ ‫ﺑﻬﺬا اﻟﺼﻮت اﳊﺎد(. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻓﺎن ﻣﺨﺎوﻓﻪ‬ ‫ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻟﻔﺄر ﺑﻞ ﺑﺪأت ﺗﻌﻤﻢ ﻧﺤﻮ‬ ‫ﻛﻞ اﻷﺷﻜﺎل ذات اﻟﻔﺮاء وا ﺸﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻔﺌﺮان ﻛﺎﻷراﻧﺐ‬
‫77‬

‫ﺣﺎﻟﺘﺎ أﻟﺒﺮت وﺑﻴﺘﺮ وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫واﻟﻜﻼب وﻣﻌﺎﻃﻒ اﻟﻔﺮو... اﻟﺦ)١(.‬ ‫وﻣﻦ ا ﺆﺳﻒ أن اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ أﺧﺮج ﻣﻦ ا ﺴﺘﺸﻔـﻰ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـﺬي ﻛـﺎن‬ ‫ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻪ اﺠﻤﻟﺮﺑﺎن ﻓﻲ اﺑﺘﻜﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﻄﺮق ﻟﻠﻌﻮدة ﺑﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮف ﻣﺎذا ﺣﺪث ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻫﻞ اﺳﺘﻤﺮت ﻣﺨﺎوﻓﻪ أم اﺳﺘﻄﺎع‬ ‫أن ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ وان ﻳﻌﻮد. إﻟﻰ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨـﺘـﻪ ا ـﻌـﺘـﺎدة ﻋـﻨـﺪ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪة اﻟـﻔـﺌـﺮان‬ ‫واﻷراﻧﺐ أو اﻷﺷﻜﺎل اﻟﻔﺮاﺋﻴﺔ?. وإذا ﺷﺌﻨﺎ اﻟﺘﺨﻤ ﻓﺎن ﻣﻦ ا ﺮﺟﺢ إﻟﻰ ﺣﺪ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪ أن اﳋﻮف ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺼﺎﺣﺐ أﻟﺒﺮت وﻳﻌﺎﻳـﺸـﻪ ﺣـﺘـﻰ ﺑـﻌـﺪ ﲡـﺎوزه ﻟـﺴـﻦ‬ ‫اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﺠﻤﻟﻬـﻮدات اﻟـﺘـﻲ ﻗـﺪﻣـﺖ ﻟـﻪ ﻟـﻠـﺘـﻐـﻠـﺐ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫ﻣﺨﺎوﻓﻪ)×(.‬ ‫وﻣﺎ ﻳﺴﺘﻨﺘﺞ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ »أﻟﺒﺮت« ﻫﻮ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﳋـﻮف واﻟـﻘـﻠـﻖ‬ ‫واﻟﺮﻫﺒﺔ وﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﺼﺎب ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻋﺎدات‬ ‫ﺳﻴﺌﺔ اﻛﺘﺴﺒﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺨﻴﻔﺔ أو ﻣﺆ ﺔ أو ﻣﻬﻴﻨﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ. أﻧﻨﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ أن‬ ‫ﻧﻜﻮن ﻣﺮﺿﻰ. وﻧﺘﻌﻠﻢ أن ﻧﻜﻮن ﻣﺮﺿﻰ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﺒﺮات ﻣﺆ ﺔ ﺗﻌﺮﺿﻨﺎ‬ ‫ﻟﻬﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ.‬ ‫وﺑﻨﻔﺲ ا ﻨﻄﻖ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺎن ﻣﺎ ﻧﺘﻌﻠﻤﻪ ﻜﻦ أن ﻧﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻤﻪ أو‬ ‫أن ﻧﺘﻌﻠﻢ ﻋﻜﺴﻪ. ﻓﺈذا ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ أن ﻧﻜﻮن ﻣﺮﺿﻰ ﻓﺈﻧـﻨـﺎ ـﻜـﻦ أن ﻧـﺘـﻌـﻠـﻢ أن‬ ‫ﻧﻜﻮن أﺻﺤﺎء. واﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻫﻮ ﻓﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺎس أن ﻳﻜـﻮﻧـﻮا أﺻـﺤـﺎء أي‬ ‫ﺧﻠﻮا ﻣﻦ اﺨﻤﻟﺎوف اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻬﺎ وﻣﻦ ا ﻌﻄﻼت اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﻮق‬ ‫اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺴﻠﻴﻢ وﲢﻘﻴﻖ اﻟﺬات واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﺻﻐﻴﺮﻧﺎ‬ ‫ﻟﻢ ﺗﺘﺢ ﻟﻪ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﻟﺒﺄس ﻓﻲ أن ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ أﻳﻀﺎ ﺑﺎن‬ ‫اﳋﻮف اﻟﺬي ﺗﻌﻠﻤﻪ »أﻟﺒﺮت« ﻛﺎن ﻜﻦ أن ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﻟﻮ أﻧﻨﺎ ﻋﺮﺿﻨﺎه ﻟﺘﻠﻚ‬ ‫اﻷﺷﻜﺎل-اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ اﻵن ﻣﻮﺿﻮﻋـﺎ ﺨﻤﻟـﺎوﻓـﻪ-ﺗـﺪرﻳـﺠـﻴـﺎ وﻋـﻠـﻰ أن ﺗـﻜـﻮن‬ ‫ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﻫﺬه ا ﺮة ﺑﺨﺒﺮات ﺳﺎرة أو ﺟﺬاﺑﺔ. واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻫﺬا ﻣﺎ اﻗﺘﺮﺣﻪ‬ ‫ا ﻌﺎﳉﺎن ﻋﻨﺪ ﻋﺮﺿﻬﻤﺎ ﻟﻬﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻟﻘﺪ اﻗﺘﺮﺣﺎ ﺑﺎن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ا ﺜﻠﻰ ﻟﻌﻼج‬ ‫»أﻟﺒﺮت« وﺗﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﻠﻖ واﳋﻮف أن ﻧﻘﺪم ﻟـﻪ ﻣـﻨـﺒـﻬـﺎ ﻣـﺮﻏـﻮﺑـﺎ‬ ‫)ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻮﻻﺗﻪ أو ﻋﻨﺎق ﻣﺜﻼ( ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺄر ﻋﻦ‬ ‫ﺑﻌﺪ أوﻻ ﺛﻢ ﻧﻘﺮب اﻟﻔﺄر ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻓﻲ ا ﺮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﺪ ﻣﻨﺒﻬﺎت أﺧﺮى‬ ‫ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ.‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻖ وﺑﺪﻳﻬﺔ ﻓﺎن ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻟﻠﻌﻼج‬
‫87‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺗﺄﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٤٢٩١. ﻓﻔﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻧﺸﺮت أول دراﺳﺔ إﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻴﺔ‬ ‫ﳊﺎﻟﺔ ﻃﻔﻞ اﺳﻤﻪ »ﺑﻴﺘﺮ« أﻣﻜﻦ - ﺑﻨﺠﺎح - إزاﻟﺔ ﻣﺨﺎوﻓﻪ ا ﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت‬ ‫ﺎﺛﻠﺔ ﺑﺘﻌﺮﻳﻀﻪ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻟﺘﻠﻚ ا ﻮﺿﻮﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﻴﻪ اﻟﻄﻔﻞ‬ ‫ﻳﻠﺘﻬﻢ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء ﻟﺬﻳﺬ وﻓﻖ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻵﺗﻴﺔ: »ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ ﺟﺎﺋﻌﺎ وﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺮﺗﻔﻊ وأﻋﻄﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻄﻌﺎم وﻓﻲ ﻫﺬه‬ ‫اﻟﻠﺤﻈﺔ أﻇﻬﺮ ا ﻮﺿﻮع اﺨﻤﻟـﻴـﻒ )اﻟـﻔـﺄر( ﺑـﻬـﺪف إﺣـﺪاث اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺔ ﺳـﻠـﺒـﻴـﺔ‬ ‫)اﳋﻮف(. وﻋﻨﺪﺋﺬ ﺑﺪء ﻓﻲ إﺑﻌﺎده ﺗﺪرﻳﺠﻴـﺎ ﻋـﻦ اﻟـﻄـﻔـﻞ ﺣـﺘـﻰ أﺻـﺒـﺢ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻻ ﺗﻬﺪد إﻃﻌﺎم اﻟﻄﻔﻞ. ﻟﻘﺪ ﻗﺪرت اﻟﻘﻮة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺣﺎﻓﺰ اﳋﻮف ﻣﻊ ﺣﺎﻓﺰ اﳉﻮع ﺑﺎ ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻴﻬﺎ‬ ‫ا ﻮﺿﻮع اﺨﻤﻟﻴﻒ. ﺛﻢ واﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﻃـﻌـﺎﻣـﻪ أﻣـﻜـﻦ ﺗـﻘـﺮﻳـﺐ ا ـﻮﺿـﻮع‬ ‫اﺨﻤﻟﻴﻒ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻧﺤﻮ ا ﺎﺋﺪة إﻟﻰ أن وﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ا ـﺎﺋـﺪة ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﺣـﺘـﻰ‬ ‫أﻣﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﻠﻤﺲ اﻟﻄﻔﻞ«)٢(.‬ ‫وﻫﺬا ا ﻨﻬﺞ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎ اﻗﺘﺮح ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺨﻤﺴﺔ أﻋﻮام ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻋﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫أﻣﻜﻦ إﺛﺎرة ﻣﺸﺎﻋﺮ اﳋﻮف ﻋﻨﺪ ﻃﻔﻠﻨﺎ »أﻟﺒﺮت«)×١(.‬ ‫وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن إزاﻟﺔ اﳋﻮف. واﻟﻘﻠﻖ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﳊـﺎﻟـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ‬ ‫ﺑﺘﻌﺮﻳﺾ اﻟﺸﺨﺺ ﻻﻧﻔﻌﺎﻻت إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻘﻠﻖ واﳋـﻮف )إﺑـﻌـﺎد‬ ‫ا ﻮﺿﻮع ا ﻬﺪد وإﻇﻬﺎره ﺗﺪرﻳﺠـﻴـﺎ( أﻃـﻠـﻖ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻼج‬ ‫ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﻟﻜﻒ ا ﺘﺒﺎدل« وﻫـﻮ ﻣـﻮﺿـﻮع ﻛـﺘـﺎب ﺷـﻬـﻴـﺮ ﻇـﻬـﺮ ٨٥٩١ ﻳﻠـﺨـﺺ‬ ‫ﺟﻬﻮدا ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﳋﻮف واﻟﻘﻠﻖ أﻣﻜﻦ ﻋﻼج ﻣﺎ‬ ‫ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٩٨% ﻣﻨﻬﺎ.. وﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﺗﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن دون ﺷﻚ.‬ ‫واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﻜﻒ ا ـﺘـﺒـﺎدل ﻫـﻲ أﻧـﻪ إذا ﻣـﺎ ﳒـﺤـﻨـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫اﺳﺘﺜﺎرة اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر ا ﻮﺿﻮﻋﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠـﻖ ﻓـﺎن‬ ‫ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺆدي إﻟـﻰ ﺗـﻮﻗـﻒ وﻛـﻒ ﻛـﺎﻣـﻞ أو ﺟـﺰﺋـﻲ ﻟـﻠـﻘـﻠـﻖ‬ ‫وﻟﻬﺬا ﻳﺒﺪأ اﳋﻮف ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ أو اﻻﺧﺘﻔﺎء ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ.‬ ‫أذﻛﺮﻛﻢ ﺜﺎل »ﺑﻴﺘﺮ« اﻟﺬي ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻟﻪ ﺗﻮا ﻓﻘﺪ اﻧﺘﻬﻰ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻟﻔﺌﺮان‬ ‫ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ وﻫﻮ ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻪ. ﻟﻘﺪ أﻣﻜﻦ ﺑﺒﺴﺎﻃـﺔ ﻛـﻒ‬ ‫اﳋﻮف ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﻇﻬﻮر اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أو اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻌﻪ: اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺘﻘﺪ‬ ‫اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻠﻔﺄر وﻋﻨﺎﻗﻪ ﻣﻊ ﺑﺚ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ.‬ ‫وﻟﻌﻞ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﻔﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ﻌﺎرﺿـﺔ‬
‫97‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻲ إذا أﻣﻜﻦ إﺣﺪاﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﻮر ا ﻮﺿﻮﻋﺎت أو ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﻴﻔـﺔ‬ ‫أﻣﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ إﻳﻘﺎف اﻟﻘﻠﻖ وﻛﻔﻪ ?. وﻛﻴﻒ ﻜﻦ إﺣـﺪاﺛـﻬـﺎ وﺗـﻄـﻮﻳـﺮﻫـﺎ ﻟـﺪى‬ ‫اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﺿﻄﺮاﺑﺎﺗﻬﻢ. اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ اﺗﻔﺎق ﻣﺤﺪد ﻋﻠﻰ ﻋﺪد ﻫﺬه‬ ‫اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت أو ﻧﻮﻋﻬﺎ. ﻓﺄي ﺳﻠﻮك ﻳﻨﻤﻴﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺧﺒﺮاﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ‬ ‫ﺑـﺤـﻴـﺚ ﻳـﻜـﻮن ﻣـﻦ ﺷـﺄﻧـﻪ أن ﻳـﻮﻗـﻒ وﻳـﻜـﻒ ﺟـﻮاﻧـﺐ اﻻﺿـﻄـﺮاب ـﻈـﺎﻫــﺮه‬ ‫اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أو اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ أو اﻟﺴـﻠـﻮﻛـﻴـﺔ ﻳـﻨـﺠـﺢ أن ﻳـﻜـﻮن ﺳـﻠـﻮﻛـﺎ ﻛـﺎﻓـﻴـﺎ‬ ‫ﻟﻼﺿﻄﺮاب.‬

‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺪد اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺘﻜﺮﻫﺎ ا ﻌﺎﳉﻮن ﻹﻳﻘﺎف اﻟﻘﻠﻖ وﻛﻔﻪ‬ ‫ﻓﺎن ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﻈﻰ ﺑﺎﻻﻫﺘﻤﺎم اﻟﻌﻠﻤﻲ ا ﻼﺋﻢ واﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻣﻦ‬ ‫ﺑ ﺗﻠﻚ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻈﻴﺖ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم ﻋﻠﻤﻲ ﻛﺒﻴﺮ.‬ ‫واﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﺑ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻳﻬﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﺷﺎﺋﻌﺔ. ﻓﻤﻦ ا ﻌﺮوف ﻟﺪى اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﺎن اﻟﺘﻌﺮض ا ﺴﺘﻤﺮ وا ﺘﻮاﻟﻲ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ‬ ‫ ﻷي ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﳊﻴﺎة-ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﲡﺎﻫﺎﺗﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ. وﻳﻨﻄﺒﻖ‬‫ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ. ﻛﺎ ﻮاﻗﻒ ا ﺜﻴﺮة‬ ‫ﻟﻠﻘﻠﻖ أو اﳋﻮف واﻟﺮﻫﺒﺔ واﻟﺘﺤﺮج واﻟﻀﻴﻖ.. اﻟﺦ.‬ ‫وﺗﺸﻬﺪ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أﻳﻀﺎ ﺑﺎن ﻫﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺘ ﻳﻨﺼﺢ ﺑﻬﻤﺎ اﻟﻨﺎس ﻋﻨﺪ‬ ‫ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ وﻫﻤﺎ: أﻣﺎ اﻟﺘﻌﺮض اﻟﻜﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ أو اﻟﺘﻌﺮض اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ.‬ ‫ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﻳﻨﺼﺢ ﺷﺨﺼﺎ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﺑﺄن ﻳﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ا ﺎء وأن‬ ‫ﻳﺤﺎول. وﺑﺎ ﺜﻞ ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺼﺢ اﻟﺒﻌﺾ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻪ ﺣﺎدﺛﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺳﻴﺎرة أو ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻋﺎﻣﺔ أن ﻳﻌﻮد ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻜﺎن اﳊﺎدث أو ﻟﻠﻤﻮﺿﻊ ا ﺆﻟﻢ‬ ‫ﻣﻮاﺟﻬﺎ إﻳﺎه ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻴﺪ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻧﺤﻮه.‬ ‫ﻟﻜﻨﻨﺎ ﳒﺪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن أن اﳊﻜﻤﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ اﻟﺘﺪرج. واﻟـﻮاﻗـﻊ أن‬ ‫اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﳋﻮف ﻣﺜﻼ ﺑﺘﻌﺮﻳﺾ اﻟﺸﺨﺺ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻟﻸﺷﻴﺎء أو ا ﻮﺿﻮﻋﺎت‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮه )ﻛﺎﻟﻈﻼم واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻮاﺳﻌﺔ أو اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ أو اﻟـﻀـﻴـﻘـﺔ..‬ ‫اﻟﺦ( ﻛﺎن - وﻻ ﻳﺰال - ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠـﻪ ﻟـﻬـﺎ ﺑـﺪﻳـﻬـﺔ اﻹﻧـﺴـﺎن‬ ‫ا ﺘﻤﺮس ﺑﺎﳊﻴﺎة.‬ ‫ﻻﺣﻈﻮا ﻣﺜﻼ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺬي ﻳﺼﺮخ ﺑﻔﺰع ﻷﻧﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﺿﻴﻔﺎ أو زاﺋﺮا‬
‫08‬

‫اﻟﺘﻌﺮض اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﳌﺼﺎدر اﻻﺿﻄﺮاب:‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻳﻠﺘﺤﻲ ﺑﻠﺤﻴﺔ ﺳﻮداء.. أو ﻳﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎرة أو ﻳﺮﺗﺪي زﻳﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﻫﺪه‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻵﺑﺎء ﻳﺪرك أن ﻫـﺬا اﻟـﻘـﻠـﻖ واﻟـﻔـﺰع ﻻ ـﻜـﻦ‬ ‫اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﻓﻊ ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﻟﻀﻴﻒ وﺗﺄﻧﻴـﺒـﻪ ﻋـﻠـﻰ ذﻟـﻚ. ﻟـﻜـﻦ‬ ‫ﺣﻜﻤﺔ اﻷب ﻗﺪ ﺗﺪﻓﻌﻪ - ﻣﺜﻼ - إﻟﻰ أن ﻳﺤﻤﻞ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻬﺪدا إﻳﺎه ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺒﺎدل‬ ‫اﻟﻀﻴﻒ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻮدﻳﺔ. وﻫﻜﺬا ﺳﻨﺠﺪ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ أن اﻟﻄﻔﻞ ﻗﺪ أﺧﺬ‬ ‫ﻳﺨﺘﻠﺲ اﻟﻨﻈﺮات إﻟﻰ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﻀﻴﻒ اﻟﻐﺮﻳﺐ وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻵﻣﻦ ﻣﻊ اﻷب.‬ ‫وﻫﺎ ﻫﻲ ذي اﻵن ﻧﻈﺮات اﻟﻄﻔﻞ اﺨﻤﻟﺘﻠﺴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻟﻠﺤﻈﺎت أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻧﻈﺮات ود وﺻﺪاﻗﺔ. ﻗﺲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳـﻘـﻮم ﺑـﻪ اﻷﺑـﺎء اﺠﻤﻟـﺮﺑـﻮن ﻋـﻨـﺪ‬ ‫ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺒﺎﺣﺔ أن اﻷب ﻟﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ دﻓﻌﺎ ﻣﻔـﺎﺟـﺌـﺎ إﻟـﻰ‬ ‫ا ﺎء. ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﺒﺪأ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻘﺮﺑﺎ إﻳﺎه ﻣﻦ ا ﺎء ﺗـﺪرﻳـﺠـﻴـﺎ دون إﺛـﺎرة أي‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺑﺎﳋﻮف أو اﻟﻘﻠﻖ. ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻗﺪ ﻳﺨﺎﻃﺐ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﺗﺸﺠﻴﻊ‬ ‫ﻟﻄﻴﻔﺔ. وﻗﺪ ﻳﺮﻓﻌﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﺸﺎﻃﺊ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺘﺮب ﻣﻮﺟﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ..‬ ‫ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻳﻘﺮب ﻗﺪﻣﻲ اﻟﻄﻔﻞ ﺛﻢ ﺳﺎﻗﻴﻪ إﻟـﻰ ا ـﺎء ﺛـﻢ ﺟـﺴـﻤـﻪ ﻛـﻠـﻪ. أن‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ ور ﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻋﺸﺮة دﻗﺎﺋﻖ ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻜـﺎﻣـﻠـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺤـﺮ‬ ‫ﻳﻀﺮب ا ﻴﺎه ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﺴﺮور وﻧﺸﻮة.‬ ‫وﳊﻜﻤﺔ ﻣﺎ ﺟﺮت ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺑﻌﺾ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اﻟﺒﺪاﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ أﻓﺮادﻫﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﻃﻘﻮس ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﺪرﺟﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺄداء اﻷدوار اﻟﺮﺷﻴﺪة. وﻟﻨﻔﺲ‬ ‫اﳊﻜﻤﺔ ﺗﺘﺠﻪ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻓﻲ ﺗﻨﺸﺌﺔ‬ ‫اﻷﻃﻔﺎل وﺗﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠـﻰ ا ـﺸـﻲ واﳊـﺮﻛـﺔ واﻟـﻜـﻼم. ﻛـﺬﻟـﻚ ﺗـﺘـﺠـﻪ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻌﻘﻠﻲ إﻟﻰ اﺳﺘﺨـﺪام ﻧـﻔـﺲ ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب ﻣـﻊ ﺿـﻌـﺎف‬ ‫اﻟﻌﻘﻮل ﻟﺘﺪرﻳﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﻳﺔ اﻟﻨﻔﺲ وإرﺿﺎء ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻟﺘﻄﻮر‬ ‫ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أرﻗﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮ اﳊﺴﻲ واﳊﺮﻛﻲ واﻟﻔﻜﺮي. وﺗﻘﻮم ﻃﺮق‬ ‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ-اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ا ﺒﺪأ: اﺑﺘﻜﺎر‬ ‫وﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻟﻌﺼﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﻮاﻗـﻒ اﻟـﻘـﻠـﻖ واﳋـﻮف ﺗـﺪرﻳـﺠـﻴـﺎ.‬ ‫واﻟﻬﺪف اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﲢﻴﻴﺪ ﻣﺸﺎﻋﺮ ا ﺮﻳﺾ اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳊﺴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ا ﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ ا ﻮاﻗﻒ. وﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻌﺮض اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ‬ ‫أو ا ﻮاﻗﻒ ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻣﻊ إﺣﺪاث اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻟـﻬـﺬا اﻟـﻘـﻠـﻖ أﺛـﻨـﺎء‬ ‫ﻋﺮض ﻛﻞ درﺟﺔ ﻣﻨﻪ إﻟﻰ أن ﻳﻔﻘﺪ ﻫﺬا ا ﻮﻗﻒ ﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﻴﺘﻪ ا ﻬﺪدة وﻳﺘﺤﻮل‬ ‫إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺤﺎﻳﺪ أي إﻟﻰ أن ﺗﻠﻐﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ا ﻨﺒﻪ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ‬
‫18‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫)اﻟﻘﻠﻖ أو اﳋﻮف.. اﻟﺦ( ?. وﺗﺪل اﻟﺒﺤﻮث ا ﺘﺮاﻛﻤـﺔ أن ﻫـﺬه اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻼج اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ذات ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻬﺎ. وﻋﻠﻰ ﺳﺒـﻴـﻞ‬ ‫ا ﺜﺎل أﻣﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ ا ﺆ ﺔ ﻓﻲ ﻋـﻼج‬ ‫ا ﺮﺿﻰ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺪ أﻣﻜﻦ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ‬ ‫اﳋﺎﺋﻔ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ واﻟﻮاﺳﻌﺔ أن ﻳـﺘـﺨـﻠـﺼـﻮا ﻣـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﻘـﻠـﻖ وﻓـﻖ‬ ‫ﺧﻄﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﻧﻔﺴﻲ وﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﻢ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ وﺑﺒﻂء ﻟﻬﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ أﻣﻜﻦ ﻋﻼج ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ اﺨﻤﻟـﺎوف ا ـﺮﺿـﻴـﺔ ا ـﺘـﻌـﻠـﻘـﺔ ﺑـﺎﳋـﻮف ﻣـﻦ‬ ‫ا ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت أو ا ﺪارس ﻟﺪى ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻧﻔﺲ‬ ‫ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب. أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻔﻞ »ﺑﻴﺘﺮ« اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻬﺎ‬ ‫وﻏﻴﺮﻫﺎ ﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ)٣(.‬

‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺼﻴﺎﻏﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ وﺗﻮﻇﻴﻔﻪ‬ ‫ﻟﻠﻌﻼج ﺑﺪأت ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻓﺎن ا ﺘﺘﺒﻊ ﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮف‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب ﻟـﻢ‬ ‫ﻳﺨﻒ ﻏﻠﻰ ﺧﺒﺮة ا ﻌﺎﳉ اﻟﻨﻔﺴﻴ اﻟﺴﺎﺑﻘ . ﻓﻔﻲ ﺳﻨﺔ ٢٢٩١ ﻳﺸﺮح اﻟﻄﺒﻴﺐ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻷ ﺎﻧﻲ ا ﺸﻬﻮر ﻛﺮﻳـﺘـﺸـﻤـﺮ ‪ Kretchmer‬ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨـﻔـﺴـﻲ‬ ‫ﺳﻤﺎﻫﺎ اﻟﺘﻌﻮﻳﺪ ا ﻨﻈﻢ. وﻳﺴﻮق ﻛﺮﻳﺘﺸﻤﺮ ﻛﺸﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ أﺳﻠﻮﺑﻪ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺷﺎب ﻓﻲ اﻟﺜﻼﺛ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣـﻦ اﳋـﻮف اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﺠـﺪ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻓﺴﻴﺤﺔ أو ﻓﻲ ﺷﺎرع ﺎ دﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﳋﺮوج ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﺸﻬﻮر ﻋﺪة وﺗﻄﻮر اﻷﻣﺮ ﺑﻪ إﻟﻰ أن أﺻﺒﺢ ﻳﺨﺸﻰ اﳋﺮوج ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺗﻪ.‬ ‫وﻗﺪ ﺑﺪأت ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﺎن أﻣﻜﻦ ﺗﺸﺠﻴﻊ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺴﻴﺮ-ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺎ ﻌﺎﻟﺞ-‬ ‫ﺴﺎﻓﺎت ﻗﺼﻴﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰاد ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ. ﺛﻢ اﺳﺘﺒﺪال اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺑﺸﺨﺺ‬ ‫آﺧﺮ.. إﻟﻰ أن أﻣﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ اﻟﺴﻴﺮ وﺣﺪه ﺧﻄﻮات ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺧﺎرج ا ﻨﺰل ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﺗﺰاد ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻣﻦ ﻳﻮم إﻟﻰ آﺧﺮ.. ﺣﺘﻰ اﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺴﻴـﺮ واﻟـﺮﺣـﻴـﻞ إﻟـﻰ‬ ‫أﻣﺎﻛﻦ ﺑﻌﻴﺪة وﻏﺮﻳﺒﺔ.‬

‫أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻄﻤﲔ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮر ﺗﺎرﻳﺨﻲ:‬

‫وﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﺬا أﺳﻠﻮب اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ أﺣﺪ ا ﻌﺎﳉ ﺳﻨﺔ ٣٢٩١ ﻟﺸﻔﺎء إﺣﺪى‬

‫ﺣﺎﻟﺔ اﳌﺮأة-اﳌﻴﺪان:‬

‫28‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﺎﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟـﺸـﻜـﻞ‬

‫ا ﺼﺎﺑﺎت ﺮض اﳋﻮف ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻔﺴﻴﺤﺔ وﻓﻖ ﺧﻄﺔ‬ ‫اﻵﺗﻲ:‬ ‫»ﺗﻀﻤﻨﺖ اﳋﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻋﻼﺟﻬﺎ أن ﻧﺼـﺤـﺒـﻬـﺎ إﻟـﻰ ﻣـﻴـﺪان ﻓـﺴـﻴـﺢ‬ ‫ﻣﺠﺎور. وﻓﻲ ا ﻴﺪان ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ا ﻨﺰل ﻔﺮدﻫﺎ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ‬ ‫أن اﻟﺒﺮودة ﺷﻤﻠﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ واﻋﺘﺮى اﻟﺸﺤﻮب وﺟﻬﻬﺎ وازدادت ﻧﺒﻀﺎﺗﻬﺎ وﺟﻒ‬ ‫رﻳﻘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻋﺘﺮﻓﺖ ﺑﺎن ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻗﺪ أﻓﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻦ أي ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﺎوﻟﺘﻬﺎ‬ ‫ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﺎ أن ﺗﻜﺮر اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ا ﻴﺪان واﻟﻌﻮدة‬ ‫إﻟﻰ ا ﻨﺰل ﻔﺮدﻫﺎ ﻋﺪدا ﻣﻦ ا ﺮات«)٤(.‬ ‫»وﻓﻲ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﻄﻤ ا ﺘﺪرج ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻣﻦ‬ ‫ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﻜﻦ ا ﺮﻳﺾ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ا ﻮاﻗﻒ ا ﺆ ﺔ وﺗﻘﺒﻠﻬﺎ. وﻳﻌﺘﺮف‬ ‫ﺑﻌﺾ اﶈﻠﻠ اﻟﻨﻔﺴﻴ ﻣﻦ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻻﻋﺘﺮاف واﻟﺘﺪاﻋﻲ أﻣﺎم ا ﻌﺎﻟﺞ ﺗﻨﺒﻊ‬ ‫ﻣﻦ أن اﺣﺴﺎﺳﺎت اﻟﺸﺨﺺ ﻧﺤـﻮ ﻫـﺬه ا ـﻮاﻗـﻒ ﺗـﺒـﺮد وﺗـﻘـﻞ... أن ا ـﺮﺿـﻰ‬ ‫ﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺮﺿﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻬﺬه ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻴﻬﻢ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻻت ﻣﺆ ـﺔ. ﻓـﺈذا‬ ‫ﻛﺎن ا ﺮﻳﺾ ﻣﺜﻼ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻜـﻦ أن ﻧـﻄـﻠـﺐ ﻣـﻨـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﻠﻌﻼج أن ﻳﻐﻠﻖ ﺑﺎب ﺣﺠﺮﺗﻪ ﻟﻠﺤﻈﺎت ﻗﺼﻴﺮة وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ‬ ‫ﻗﺪ ﺗﺰاد ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺎت إﻟﻰ ﻋﺸﺮ دﻗﺎﺋﻖ.. ﺛﻢ إﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ إﻟﻰ أن‬ ‫ﻳﻜﺘﺸﻒ ﻣﻦ ﺧﺒﺮﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﲢﻤﻞ ﻣﻮاﻗﻒ اﳋﻮف«.‬

‫وﻓﻲ ﻋﺎم ٩٤٩١ ﻋﻮﳉﺖ ﺑﻨﺠﺎح ﺣﺎﻟﺔ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺼﺎب ﺑﻌﺼﺎب اﳋﻮف ﻣـﻦ‬ ‫اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻄﻤ ﻣﻊ اﺳﺘـﺨـﺪام اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء ﻋـﻨـﺪ‬ ‫ﺗﺨﻴﻞ ﻣﻮﻗﻒ اﳋﻮف وذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮه‬ ‫وﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻐﻠﻖ وأن ﻳﺴﺘﺮﺧﻲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎ وﻫﻮ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ. ﻛﺬﻟﻚ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ‬ ‫أن ﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻪ ا ﺘﺨﻴﻞ أﻗﻮى ﻣﻦ ﻫﺪوﺋﻪ وإﺣﺴﺎﺳﻪ ﺑﺎﻷﻣﺎن وذﻟﻚ ﺑﺎن‬ ‫ﻳﺒﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮه ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ إذا ﻣﺎ ﺷﻌﺮ ﺑﺎن اﳋﻮف ﻳﺸﺘﺪ. ر ﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﳉﺰع أول ﺣﺎﻟﺔ ﻳﺴـﺘـﺨـﺪم ﻣـﻌـﻬـﺎ أﺳـﻠـﻮب اﻟـﺘـﻄـﻤـ ا ـﺘـﺪرج‬ ‫ﺑﺎﻻﻋﺘﻤﺎد اﻋﺘﻤـﺎدا رﺋـﻴـﺴـﻴـﺎ ﻋـﻠـﻰ إﺛـﺎرة ﺧـﻴـﺎل ا ـﺮﻳـﺾ واﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء وإﺛـﺎرة‬ ‫أﺣﺎﺳﻴﺲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﺨﻮف. وﻫﻲ ﻣﻦ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﻴﺰ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺮى.‬
‫38‬

‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﳉﺰع:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫وﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٢٦٩١ ﻋﺮض »ﺑﻨﺘﻠﺮ« ﳊﺎﻟﺔ اﻟﻄﻔﻠﺔ »ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ« اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ‬ ‫ﺷﻬﺮﻫﺎ اﳊﺎدي ﻋﺸﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ أرادت أن ﺗﻘﻒ ﻣﺴﺘﻨﺪة ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎم اﻟﺴـﺒـﺎﺣـﺔ‬ ‫ا ﻨﺰﻟﻲ ﻓﺰﻟﺖ وﺳﻘﻄﺖ ﺑﻌﻨﻒ وأﺧﺬت ﺗﺼﺮخ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎد. وﺑﻌﺪﺋﺬ ﻗﺎوﻣـﺖ‬ ‫ﺑﺸﺪة وﺑﺼﺮاخ ﺷﺪﻳﺪ أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﺑﻮﻳﻦ ﻹﻋﺎدﺗﻬﺎ ﻟﻼﺳﺘـﺤـﻤـﺎم أو‬ ‫ﻟﺘﺸﻄﻴﻔﻬﺎ. وﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن اﻷﺑﻮﻳﻦ ﻻﺣﻈﺎ ﺑﺄن ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﺑﺪأت ﺗﺨﺎف أﻳﻀﺎ‬ ‫ﻣﻦ أي ﻣﺼﺎدر ﻟﻠﻤﺎء ﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺻﻨﺎﺑﻴﺮ ا ﺎء ﻓﻲ ا ﻨﺰل وا ﺎء ﻧﻔﺴﻪ. وﻗﺪ‬ ‫أﻣﻜﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ أن ﻳﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﺑﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺑﺮﻧـﺎﻣـﺞ ﻣـﻦ أرﺑـﻌـﺔ أﺟـﺰاء ﻓـﻲ‬ ‫ﺧﻼل ﺷﻬﺮ )أﻳﺰﱋ اﳊﻘﻴﻘﺔ واﻟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔـﺲ ص ٨٤١(. ﻓﻲ اﳉﺰء‬ ‫اﻷول وﺿﻌﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﻰ ﻓـﻲ ﺣـﻮض اﳊـﻤـﺎم اﻟـﻔـﺎرغ. وﺗـﺮﻛـﺖ‬ ‫ﺣﺮة ﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﻏﺮﻓـﺔ اﳊـﻤـﺎم وﺗـﻨـﺎول اﻟـﺪﻣـﻰ ﻓـﻜـﺎﻧـﺖ ﺗـﺪﺧـﻞ‬ ‫ﻏﺮﻓﺔ اﳊﻤﺎم وﺗﺨﺮج دﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﳊﻮض وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﺑﺎﻟﻘـﺮب ﻣـﻨـﻪ. وﻓـﻲ‬ ‫اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج وﺿﻌﺖ اﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﺮﺗ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎﺋـﺪة ا ـﻄـﺒـﺦ ﺑـﺠـﻮار‬ ‫ﺣﻮض اﻟﻐﺴﻴﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻣﺘﻸ اﳊﻮض ﺑﺎ ﺎء واﻟﺪﻣﻰ ﺗﻄﻔﻮ ﻓﻴﻪ. وﻗﺪ ﺻﺮﺧﺖ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ا ﺎء وﻋﻨﺪﺋـﺬ وﺿـﻌـﺖ اﻟـﺪﻣـﻰ أﻣـﺎﻣـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﳉﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﳊﻮض وﻋﻠﻰ رف ﻓﻮﻗﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻀﻄـﺮ إﻟـﻰ اﻟـﺴـﻴـﺮ ﻓـﻲ‬ ‫اﳊﻮض ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻬﺎ. وأﺧﻴﺮا دﺧﻠﺖ ا ﺎء ﻣﺘـﺮددة وﺑـﻜـﺖ ﻗـﻠـﻴـﻼ ﺣـﻴـﻨـﻤـﺎ‬ ‫اﺑﺘﻠﺖ. أﻣﺎ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻘـﺪ إﻋـﻄـﺎؤﻫـﺎ »اﳊـﻤـﺎم ﻓـﻲ أﺛـﻨـﺎء ﺗـﺒـﺪﻳـﻞ‬ ‫ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻮض ﻏﺮﻓﺔ اﳊﻤﺎم وﻗﺪ أﻋﻄﻴﺖ دﻣﻴﺔ ﻣﺤﺒـﺒـﺔ ﻟـﺘـﻠـﻌـﺐ ﺑـﻬـﺎ‬ ‫وﻟﻜﻦ ا ﺮآة ا ﻌﻠﻘﺔ ﻓﻮق اﳊﻮض أﺛﺎرت اﻫﺘﻤﺎﻣﻬـﺎ اﻛـﺜـﺮ وﺳـﺮﻋـﺎن ﻣـﺎ ﲢـﻮل‬ ‫ﺑﻜﺎؤﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﻟﻰ ﺻﺮﺧﺎت ﺳﻌﻴﺪة ﺛﻢ ﺑﺪأت أﻳﻀﺎ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎ ﺎء وﻓﻲ ذات‬ ‫اﻟﻮﻗﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﺮﺷﺎﺷﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﺎء. وﻛﺎﻧـﺖ اﳋـﻄـﻮة اﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ واﻷﺧـﻴـﺮة ﻫـﻲ‬ ‫إﻋﻄﺎء ﻣﺮﺟﺮﻳﺖ اﳊﻤﺎم أﺛﻨﺎء ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻮض اﳊﻤﺎم و ﺎء ﺣﺎر.‬ ‫وﻗﺪ ﻋﺎرﺿﺖ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﺑـﺎﻟـﺼـﺮاخ وﻟـﻜـﻦ اﻷﺣـﻀـﺎن اﻷﺑـﻮﻳـﺔ واﳊـﺰم‬ ‫أوﻗﻔﺎﻫﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣ . وﻗﺪ ﺷﻔﻴﺖ »ﻣﺮﺟﺮﻳﺖ« ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻌﻼج وأﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ واﺧﺘﻔﻰ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺎﺑﻴﺮ واﻷﺣﻮاض‬ ‫ﺑﻞ أﻧﻬﺎ أﻳﻀﺎ أﺑﺪت ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻣﺮﺣﺎ ﺑﺎﻟﻠﻌﺐ ﻓﻲ ا ﺎء ﻓﻜﺎﻧﺖ ﲡﺮي ﺑﺤﻤﺎس إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺒﺮﻛﺔ اﻟﻀﺤﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻨﺎء اﳋﻠﻔﻲ وﺗـﻄـﺮﻃـﺶ ا ـﺎء ﻣـﻦ ﺣـﻮﻟـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺳـﻌـﺎدة‬ ‫ﺑﺎﻟﻐﺔ.. وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك ﺷﻚ ﻓﻲ أن ﻣﺨﺎوﻓﻬـﺎ اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ ﻗـﺪ اﻧـﺪﺛـﺮت ـﺎﻣـﺎ.‬ ‫وﻳﻌﻠﻖ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ ﺑﺄﻧﻪ: »ﻟﻮ أن ﺗﻠﻚ اﳊﺎدﺛﺔ‬
‫48‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻄﻔﻠﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑـﺨـﻤـﺴـﺔ أو ﻋـﺸـﺮة‬ ‫أﻋﻮام ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻦ ا ﺆﻛﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻠﻘﻰ رﻋﺎﻳﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳋﺮوج ﻣﻦ‬ ‫أزﻣﺘﻬﺎ«)٥(.‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬه اﳊﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻃﺎﺑﻊ‬ ‫اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ.. ﻓﻤﺼﺎدر اﳋﻮف ﻣﻌﺮوﻓﺔ.. واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺮﻳﻌﺔ.. ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺳﻨﺒ‬ ‫ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ا ﻤﻜﻦ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻧﻔﺲ ﻫﺬه ا ﺒﺎد اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺣﺎﻻت اﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا... ﺣﺎﻻت ﻻ ﺗﻜـﻮن ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﺼـﺎدر اﻟـﻘـﻠـﻖ واﳋـﻮف ذات‬ ‫ﻣﺼﺪر واﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮ أﻟﺒﺮت أو اﻟﻄﻔﻠﺔ ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ... ﺑﻞ ﻳﺘﻜﻮن‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ وﻗـﺪ ﻻ ﺗـﻜـﻮن ﻫـﺬه اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـﺮ ﻣـﺘـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ‬ ‫داﺋﻤﺎ.‬ ‫أن ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻼج اﳊﺎﻻت اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ وا ﻌﻘﺪة‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ﻳﻮﺣﻲ دون ﺷﻚ ﺑﺎن ﻫﺬا اﻷﺳﻠـﻮب ﻳـﺆدي إﻟـﻰ ﻓـﻮاﺋـﺪ ﻋـﻼﺟـﻴـﺔ‬ ‫وﺗﻐﻴﻴﺮات ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ وﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﺪى ﻋﻤﻼء اﻟﻌﻴﺎدات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻦ ﻳﻌـﺒـﺚ اﻟـﻘـﻠـﻖ‬ ‫ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻋﺒﺜﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ.‬

‫ﺗﺘﻜﻮن ﻃﺮﻳﻘﺔ إﺟﺮاء اﻟـﺘـﻄـﻤـ ا ـﺘـﺪرج ﻋـﺎدة ﻣـﻦ أرﺑـﻊ ﻣـﺮاﺣـﻞ ﻫـﻲ: ١-‬ ‫ﺗﺪرﻳﺐ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ٢- ﲢﺪﻳﺪ ا ﻮاﻗﻒ ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ ٣-‬ ‫ﺗﺪرﻳﺞ ا ﻨﺒﻬﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ و ٤- اﻟﺘﻌﺮض ﻷﻗﻞ ا ﻨﺒﻬﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ )أﻣﺎ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﺨﻴﻞ أو ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ ﺣﻴﺔ( ﻣﻊ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺛﻢ اﻟﺘﺪرج ﻮاﻗﻒ اﻛـﺜـﺮ‬ ‫ﻓﺄﻛﺜﺮ.. وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ:‬ ‫أوﻻ: ﺗﺪرﻳﺐ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء )ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ(‬ ‫وﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮق ﻋﺸﺮﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟـﻠـﺴـﺔ ﻣـﻦ اﳉـﻠـﺴـﺎت اﻟـﻌـﻼﺟـﻴـﺔ‬ ‫اﻟﺴﺖ اﻷوﻟﻰ.‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﲢﺪﻳﺪ ا ﻨﺒﻪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ا ﺜﻴﺮ ﻟﻠﻘـﻠـﻖ )ﺧـﻮف ﻣـﻦ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ ا ـﻐـﻠـﻘـﺔ‬ ‫ﺧﻮف ﻣﻦ اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس ﺧﻮف ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋـﻦ اﻟـﻌـﺪوان ﺧـﻮف ﻣـﻦ‬ ‫ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات.. اﻟﺦ(.‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﲢﺪﻳﺪ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﻳﺴـﻴـﺮا إﻻ‬
‫58‬

‫ﺧﻄﻮات ﻋﻠﻤﻴﺔ-ﻋﻼﺟﻴﺔ‬ ‫ﻹﺟﺮاء اﻟﺘﻄﻤﲔ اﳌﻨﻈﻢ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫أن ﻫﻨﺎك ﻧﻘﻄﺔ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ ﻟﻬﺎ. ذﻟﻚ ﻻن ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ‬ ‫اﻷﺣﻴﺎن ﻗﺪ ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﺷﻜﻮى أو ﻣﺸﻜﻠﺔ دون أن ﺗﻜﻮن ﻫﻲ ا ﺸﻜﻠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﺎوى اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻗﺪ ﺗﻐﻄﻲ اﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻢ‬ ‫ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﺮاﺣﺔ)٦(.‬ ‫وﻛﻤﺜﺎل ﻟﺬﻟﻚ ﺣﺎﻟﺔ )ت( ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﺼﺮي ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة - اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﻲ‬ ‫اﻷرﺑﻌ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻌﺔ أﻋﻮام. ﻣﺘﺰوج وﻟﻪ‬ ‫ﺧﻤﺴﺔ أﻃﻔﺎل. ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﻣﺸﻬﻮرة ﻣﻨﺬ ﺗﺎرﻳﺦ وﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة.‬ ‫وﻗﺪ دل ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﳒ

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...