نفس كاملة

ﺎﺣﻪ وﺗﻔﻮﻗﻪ ﻃﻮال ﻫﺬه ا ﺪة. ﺟﺎء ﻳﻄﻠﺐ‬ ‫ﻣﺸﻮرة اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﻜﺮه ﻋﻤـﻠـﻪ وأﻧـﻪ ﻳـﻔـﻜـﺮ ﻓـﻲ‬ ‫ﺗﺮﻛﻪ.. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻋﻤﻼ آﺧﺮ ﺑﻌﺪ واﻧﻪ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻳـﺸـﻌـﺮ ﺑـﺎن‬ ‫»ﻛﺎﺑﻮﺳﺎ ﻳﻜﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ« ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻛﻞ ﺻﺒﺎح إﻟﻰ ﻣﻜﺎن اﻟﻌﻤﻞ.‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻫﺬا اﻟﻘﻠﻖ ﻗﺪ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻠﻖ ﺷﺎﺋﻊ ﻟﺪى اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ وﻫﻮ ﻗﻠﻖ‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ. إﻻ أﻧﻪ ﺑﺴﺆال )ب( ﺗﺒ أن ﻗﻠﻘﻪ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻗﻠﻖ آﺧﺮ وﻫﻮ ﻋﺠﺰه ﻋﻦ‬ ‫ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ رﺋﻴﺴﻪ وزﻣـﻼﺋـﻪ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﻤـﻞ‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ - ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻔﻬﻢ - اﻗﻞ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻜﻔﺎءة ﻓﻲ أداء اﻟﻌﻤﻞ.‬ ‫ﻣﻦ ا ﻬﻢ إذن أن ﻧﺘﺒ أن اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ وراء اﻟﻘﻠـﻖ ا ـﺒـﺎﺷـﺮ اﻟـﺬي‬ ‫ﻳﺒﺜﻪ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻼج ﻌﺎﳉﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓـﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻷﺣـﻴـﺎن أﻫـﻢ ﻣـﻦ ﺣـﻴـﺚ‬ ‫دﻻﻻﺗﻪ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ واﻟﺘﻨﺒﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺿﺮوري وﻳﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ا ﻌﺎﻟﺞ وﻋـﻠـﻰ ا ـﺮﻳـﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ﺟﻬﺪا ﺿﺨﻤﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺎن اﳋﻄﻮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻨﺒﻪ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺜﻮر ﺣﺴﺎﺳﻴﺘﻨﺎ ا ﺮﺿﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء أن ﻧﺤﺪد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ذﻟﻚ‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ أﺳﺎﺳﻴﺎ أم ﺛﺎﻧﻮﻳﺎ )أي راﺟﻌﺎ ﻷﺳﺒﺎب أﺧﺮى أﺳﺎﺳﻴﺔ(.‬ ‫وﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬه اﶈﺎدﺛﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑ ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻧﻔﺴﻲ وﺷﺎب ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﻼﺛ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ. ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻬﻨﺪﺳﺎ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎ. وﻗﺪ ﺟﺎء ﻳﻄﻠﺐ اﻟﻨﺼﻴـﺤـﺔ ﺑـﺼـﺪد ﻗـﻠـﻖ‬ ‫ﻋﻨﻴﻒ ﺑﺪأ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﺿﻴﻖ. وﻳﺒ ﺳـﻴـﺮ اﶈـﺎدﺛـﺔ‬ ‫اﻵﺗﻴﺔ أن ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻻﺳﺎﻧﺴﻴﺮات إ ﺎ ﻫﻮ ﺧﻮف ﺛﺎﻧﻮي ﻳﺪاري ﺑﻪ ﻗﻠﻘﺎ أﺳﺎﺳﻴﺎ‬ ‫ﻣﺘﻌﻠﻘﺎ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ اﳉﻨﺴﻴﺔ ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ اﻟﺸﺎﺑﺔ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻟﺪي ﺧﻮف ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: أوﺿﺢ أﻛﺜﺮ ?.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: أﺷﻌﺮ ﺑﻘﻠﻖ وﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﺲ. وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﺴﻮء ﺣﺎﻟﺘﻲ واﺿﻄﺮ‬
‫68‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻟﻠﺨﺮوج ﺟﺮﻳﺎ ﻻﺳﺘﻌﻴﺪ ﻗﺪرﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨـﻔـﺲ واﺳـﺘـﻨـﺸـﺎق ﻫـﻮاء ﻧـﻘـﻲ. ﺷـﻲء‬ ‫ﻓﻈﻴﻊ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: أرﻳﺪ أن اﻋﺮف ﺷﻴﺌ أﺳﺎﺳﻴ . ﻣـﺘـﻰ ﺑـﺎﻟـﻀـﺒـﻂ وأﻳـﻦ ﺗـﺸـﻌـﺮ‬ ‫ﺑﻬﺬه اﳊﺎﻻت. ﻟﻨﺒﺪأ ﺘﻰ ﺑﺪأت ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﺪﻳﻚ ?.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: )ﻳﻔﻜﺮ(. أﻧﺎ ﺳﻨﻲ اﻵن ٢٣ ﺳﻨﺔ )ﻳﺤﺎول أن ﻳﺤﺴﺐ( ﺑﺪأت اﺷﻌﺮ‬ ‫ﺑﻬﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺪأت ﻣﻨﺬ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛﻼث ﺳﻨ .‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: آه ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻛﻴﻒ ﻛﺎن ﺣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ? ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت‬ ‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﺛﻼث أو أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ?.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻻ أﺗﻈﻦ. ﻛﻨﺖ ﻋﺎدﻳﺎ وأﻧﺎ اﺳﺘﻘﻞ اﻷﺗﻮﺑﻴﺲ ﻣﻦ ا ﻨﺰل ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﻞ‬ ‫ﻳﻮم. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻃﻴﺐ ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨ ﻓﻲ ﺗﺼﻮرك ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻣﺠﺮد ﺷﻌﻮر ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺧﺎﺋﻒ وﻣﺸﺪود اﻷﻋﺼـﺎب. ﺑـﺪأ ذﻟـﻚ ﻷول‬ ‫ﻣﺮة ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﺳﺘﻘﻞ اﻷﺳﺎﻧﺴﻴﺮ وﻛﺎن ﻣﺰدﺣﻤﺎ واﳉﻮ ﻓﻴـﻪ ﺣـﺎر وﺧـﺎﻧـﻖ.‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺮﻛﺘﻪ وأﺧﺬت اﻟﺪرج. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺪأت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﲡﻨﺐ ﺣﺠﺮة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت‬ ‫ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻬﺎ ﻧﻮاﻓﺬ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺖ اﺿﻄﺮ ﳊﻀﻮر اﺟﺘﻤﺎع ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻨﺖ اﺷﻌﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ واﻻﺧﺘﻨﺎق. وﺣﺎوﻟﺖ أن أﺗﻌﺎﻃﻰ ﺑﻌﺾ ا ﻬﺪﺋﺎت وﻟﻜﻦ دون ﻓـﺎﺋـﺪة.‬ ‫وﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ زﻟﺖ أﺑﻘﻲ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺠﺎورا ﻟﻠﺒﺎب ﺣﺘﻰ إذا أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺸﻲء ﻣـﺎ‬ ‫أﺳﺘﻄﻴﻊ أن اﻫﺮب ﺳﺮﻳﻌﺎ. ﻻ أدري ﻟﻢ ?. ذﻫﺒﺖ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮر ﻓـﻘـﺎل إﻧـﻬـﺎ ﻋـﺪاوة‬ ‫ﻣﻜﺒﻮﺗﺔ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: وﻫﻞ أﻓﺎدك ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺷﻴﺌﺎ ? أﻋﻨﻲ ﻣﺎ اﻟﺬي ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻪ ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻻ أدري.. ﻟﻢ اﻋﺮف ﻣﺎذا أﻓﻌﻞ ﺑﻪ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺣﺘﻰ أﻧﺎ ﻻ أدري.. ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل دﻋﻨﺎ اﻵن ﻧﺮﺟﻊ ﺑﺎﻟﺬاﻛﺮة ﻗﻠﻴﻼ‬ ‫إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام. ﻻ اﻋﻨﻲ ﺧﻮﻓﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ‬ ‫اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻜﻦ أي ﺣﻮادث ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ ﺣﺪﺛﺖ آﻧﺬاك ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﺗﻌﻨﻲ أي ﺷﻲء.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻧﻌﻢ أي ﺷﻲء ﺗﺬﻛﺮه.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻫﻪ.. دﻋﻨﻲ أﻓﻜﺮ ﳊﻈﺔ)ﻫﻤﻬﻤﺔ.. ﺗﻨﻬﺪ( ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨ ? ﻟﻘﺪ‬
‫78‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﺗﺰوﺟﺖ ﻣﻨﺬ ﺛﻼث ﺳﻨ . ﻏﻴﺮ أﻧﻲ ﻻ أرى ﻫـﻨـﺎك أي ﻋـﻼﻗـﺔ ﺑـ ﻣـﺎ ﺣـﺪث‬ ‫آﻧﺬاك وﺑ ﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻴﻪ اﻵن.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺎ ?.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻻ أرى ذﻟﻚ ﻣﺠﺮد اﺗﻔﺎق زﻣﻨﻲ.. . أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ?‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻣﻦ اﳉﺎﺋﺰ.. ﻏﻴﺮ أﻧﻨﻲ اﺷﻌﺮ اﻧﻚ ﺗﺪاﻓﻊ اﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻼزم ﻓﻲ ﻫﺬه‬ ‫اﻟﻨﻘﻄﺔ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻻ.. أﻧﻨﻲ ﻻ أرى أﻳﺔ ﺻﻠﺔ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: إذن ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﺼﻠﺔ ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: أﺗﺮﻳﺪ اﻟﻠﻒ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻻ اﻋﻨﻲ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: أﻧﻈﺮ إﻧﻨﻲ ﻻ أرﻳﺪ أن أﻃﻠﻖ زوﺟﺘﻲ.. ﺣـﺘـﻰ وان ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫـﻨـﺎك‬ ‫ﺻﻠﺔ أﻧﺎ ﻻ أرﻳﺪ اﻟﻄﻼق.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: وﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻄﻼق ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: آه.. ﻳﻌﻨﻲ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: اﺳﻤﻌﻨﻲ.. اﻧﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ وﺟﺪﻧﺎ ﺑﻌﺾ ا ـﺸـﺎﻋـﺮ اﻟـﺴـﻠـﺒـﻴـﺔ ﻧـﺤـﻮ‬ ‫زواﺟﻚ ﺎ ﻻ ﻧﺤﺎول أن ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻋﻼج ا ﺸﻜﻼت وان ﻧﺨﻠـﻖ ﻟـﺪﻳـﻚ ﺷـﻌـﻮرا‬ ‫ﺑﺤﺮﻳﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺰواج ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﺼﺎل واﻟﻬﺪم ?.. اﻋﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ‬ ‫ﻧﻜﺘﺸﻒ ﺑﻌﺪ وﺟﻮد ﺻﻠﺔ ﻣﺎ ﺑ زواﺟﻚ وﻣﺨﺎوﻓﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ. ﻗﺪ‬ ‫ﳒﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻠﺔ أو ﻻ ﳒﺪﻫﺎ. ﻟﻜﻦ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺸﻌﺮ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺸﻜﻼت ﻣﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺰوﺟﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻧﺤﺎول ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ وﺣﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ وان ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺻﻠﺔ‬ ‫ﺨﺎوﻓﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ ? ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﺎ ﻣﺸﻜﻠﺘ ﻣﻨﻔﺼﻠﺘ أو ﻣﺘﺮاﺑﻄﺘ‬ ‫ﻟﻜﻦ واﺿﺢ أﻧﻚ ﺗﻘﻔﺰ ﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت وﺗﺘﺼﻮر أﻧﻨﻲ ﺳﺄﻫﺪم ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺰوﺟﻴﺔ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻓﻬﻤﺖ.. ﺟﻤﻴﻞ.. ﻧﻌﻢ ﻫﺬا ﻣﻌﻘﻮل. ﻟﻘﺪ ﺗﺰوﺟﻨﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﺎن ﻳـﺠـﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺰوج. ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﺷﻲء ﻟﺪﻳﻚ ? اﻋﻨﻲ ﻛﻨـﺎ ﻧـﻨـﻮي اﻟـﺰواج وﻟـﻜـﻦ‬ ‫ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺮﻋﺔ. ﻟﻘﺪ ﻋﺠﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﺰواج ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻤﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻫﻪ... ﺗﻌﻨﻲ أن ﻣﺨﺎوﻓﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﶈﺘﻤﻞ أﻧـﻬـﺎ‬ ‫ﺑﺪأت ﺑﻌﺪ ﺣﻤﻞ ﺻﺪﻳﻘﺘﻚ ﻳﻌﻨﻲ زوﺟﺘﻚ ﺣﺎﻟﻴﺎ ? ﻛﻴﻒ اﺳﺘﺠﺒﺖ ﻟﺬﻟﻚ ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻠﻮل. ﻓﻜـﺮت ﻣـﺜـﻼ اﻧـﻪ ﻟـﻮ ﺣـﺪث اﺗـﺼـﺎل‬ ‫ﺟﻨﺴﻲ ﻋﻨﻴﻒ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﻌﺎدة اﻟﺸﻬﺮﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ‬
‫88‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻟﻢ ﻳﻔﺪ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ. ﺑﻞ أدت إﻟﻰ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺷﻌﺮت ﺑﺄﻧﻨﻲ ارﺗﻜﺐ ﺟﺮ ﺔ‬ ‫ﻗﺘﻞ. ﻳﺒﺪو أﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أرﻳﺪ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﻠـﺔ ﺑـ ﺧـﻮﻓـﻲ وﺑـ ﻣـﻮت اﻟـﻄـﻔـﻞ‬ ‫ﻛﺘﻔﺴﻴﺮ ﻓﺮوﻳﺪ ﻣﺜﻼ ? ﻓﻘﺪ أﺻﺎﺑﻨﻲ ﻓﻲ إﺣﺪى ا ﺮات ﺑﻌﺪ اﺗـﺼـﺎل ﺟـﻨـﺴـﻲ‬ ‫ﻣﻌﻬﺎ ﺧﻮف ﺑﺄن اﳉﻨ ﻳﺨﺘﻨﻖ. ر ﺎ ﻛﻨﺖ أرﻳﺪ ﻟﻠﺠﻨـ أن ـﻮت وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ‬ ‫ﺑﺪأت أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ. إ ﺎ ﻻ أﻓﻬﻢ ﺎذا ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﺣﺘﻰ اﻵن وﻗﺪ ﺑﻠﻎ‬ ‫اﺑﻨﻲ ﺳﻨﺘ وأﺣﺒﻪ وﻻ أ ﻨﻰ ﻣـﻮﺗـﻪ. ﻗـﺎل دﻛـﺘـﻮري اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ أن ﻫـﺬا ﺑـﺴـﺒـﺐ‬ ‫رﻏﺒﺎت ﻻﺷﻌﻮرﻳﺔ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻣﻮت زوﺟﺘﻲ وﻃﻔﻠﻲ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: وﻫﺬا ﻻ ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﻻ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻐﻠﻖ. دﻋﻨﺎ ﻧﺮى اﻵن وﻧﺘﺄﻣﻞ ﻓـﻲ‬ ‫ﺎذا ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺧﻮﻓﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ. اﺧﺒﺮﻧﻲ أوﻻ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ زوﺟﺘﻚ‬ ‫ﺸﺎﻋﺮك ﺑﺎﳋﻮف ?.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻣﺘﻔﻬﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺟﺎﺋﺰ أﻧﻬﺎ ﻣﺘﻔﻬﻤﺔ اﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻼزم ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻣﺎذا ﺗﻌﻨﻲ ?‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺟﺎﺋﺰ أﻧﻬﺎ ﺑﺘﻔﻬﻤﻬﺎ ﺗﺸﺠﻌﻬﺎ ﻓﻴﻚ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻻ أﻇﻦ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل دﻋﻨﻲ أﺳﺄل ﺳﺆاﻻ ﺛـﺎﻧـﻴـﺎ: ﺣـﺪﺛـﻨـﻲ ﻋـﻦ ﻋـﻼﻗـﺘـﻚ‬ ‫اﳉﻨﺴﻴﺔ ﺑﺰوﺟﺘﻚ ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﺳﺆال ﻏﺮﻳﺐ ﺣﻘﺎ )ﳊﻈﺔ ﺻﻤﺖ( اﳊﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ اﻵن ﻻ اﺣﺘﻤﻞ‬ ‫اﻻﺗﺼﺎل اﳉﻨﺴﻲ ﺑﻬﺎ.. وأﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ وﺷﻚ اﻟﺴﻘﻮط.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺎذا ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ? !‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: دﻋﻨﻲ أﺗﺬﻛﺮ. اﺷﻌﺮ ﻛﺄﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺪة وﻛﺄﻧﻲ ﻣﻀﻐﻮط ﻋﻠﻴﻪ..‬ ‫ﻋﺎﺟﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﻔﺲ وﻣﺨﺘﻨﻖ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻟﺪي إﺣﺴﺎس أن زوﺟﺘﻚ رﻏﻢ ﺣﺒﻚ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع ا ﺴﻴﻄﺮ. ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫وﻻ ﺗﺰال ﻣﺴﻴﻄﺮة. ﻟﻬﺬا أرى أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻋﻼج ﺧﻮﻓﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻐﻠﻘﺔ‬ ‫ﻟﻮ ﳒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج ﻣﺸﻜﻼﺗﻚ ﻣﻌﻬﺎ. أﻧﻨﻲ أرى ﺑﻮﺿﻮح ﺑﻌﺾ اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ‬ ‫ﺑﻴﻨﻚ وﺑ زوﺟﺘﻚ. ﻟﻬﺬا أرﻳﺪ أن أراﻛﻤﺎ ﻓﻲ ا ﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻌـﺎ ﺣـﺘـﻰ ﻧـﺼـﻞ‬ ‫ﺳﻮﻳﺎ إﻟﻰ وﺳﻴﻠﺔ اﻓﻀﻞ ﻟﺘﺤﺴ ﻋﻼﻗﺘﻜﻤﺎ)٧(.‬ ‫ﻫﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ إذن أن اﻟﺸﻜﻮى ا ﺒﺎﺷﺮة ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ أﻋﻤﻖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﻴﺎة‬ ‫ا ﺮﻳﺾ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ اﳋﺎﺻﺔ.. ﻟﻬﺬا ﻳﺠﺐ أﻳﻀﺎ أن ﺗﺘﻀﻤﻦ‬
‫98‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﺧﻄﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ا ﺸﻜﻼت. وﻟﻬﺬا ﻓﻼ ﺑﺪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺞ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺎﻫﺮ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻤﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺬﻛﻴﺔ واﻟﺼﺮﻳﺤﺔ‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﻠﺐ ا ﺸﻜﻠﺔ اﳊﻘﻴﻘﻲ.‬ ‫ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺗﺪرﻳﺞ ا ﻨﺒﻬﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ.. ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻣﻮﻗﻔﺎ:‬ ‫ﺑﻌﺪ أن ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺼﺮ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻨﻌﺎﳉﻬﺎ وﺑﻌﺪ أن‬ ‫ﻳﺘﻢ ﻟﻨﺎ اﳊﻜﻢ ﺑﺄن ﺗﻠﻚ ا ﻮاﻗﻒ رﺋﻴﺴﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﺗﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ أﺧﺮى‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻌﻼج. ﻳﻀﻊ ا ﻌﺎﻟﺞ ا ﻮاﻗﻒ ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﺪرﺟﺔ أي ﻗﺎﺋﻤﺔ‬ ‫ﻣﻦ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا ﺮﻳﺾ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗـﺔ ﺑـﺤـﻴـﺚ‬ ‫ﻳﻮﺿﻊ ا ﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺜﻴﺮ أﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ أو اﳋﻮف ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ‬ ‫اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ وﻳﻮﺿﻊ أﻗﻠﻬﺎ اﺳﺘﺜﺎرة ﻓﻲ أﺳﻔﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. أﻣﺎ اﳊﻜﻢ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﺪرﻳﺞ‬ ‫ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻄﺒـﻊ إذ ﻳـﻄـﻠـﺐ ﻣـﻨـﻪ ا ـﻌـﺎﻟـﺞ أن ﻳـﺮﺗـﺐ‬ ‫ﻓﻘﺮات ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻌ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﺮﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺎع‬ ‫إﻟﻰ اﻟﻘﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﺪأ ﺑﺄﻗﻞ ا ﻨﺒﻬﺎت إﺛﺎرة ﻟﻠﺨﻮف وﻳﺼﻌﺪ إﻟﻰ أﺷﺪﻫﺎ إﺛﺎرة..‬ ‫. وﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻧﻮﻋ ﻣﻦ اﺨﻤﻟﺎوف ﻫﻤﺎ اﳋﻮف‬ ‫ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت... واﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﺮﻓﺾ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.‬ ‫أ- ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﳋﻮف ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺤﺎن ﻜﻦ أن ﺗﺪرج ا ﻨﺒﻬﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ‬ ‫وﻓﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ:‬ ‫١- ﺷﻬﺮ ﻗﺒﻞ اﻻﻣﺘﺤﺎن.‬ ‫٢- أﺳﺒﻮﻋﺎن.‬ ‫٣- أﺳﺒﻮع ﻗﺒﻞ اﻻﻣﺘﺤﺎن.‬ ‫٤- ﺧﻤﺴﺔ أﻳﺎم ﻗﺒﻞ اﻻﻣﺘﺤﺎن.‬ ‫٥- أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم.‬ ‫٦- ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم.‬ ‫٧- ﻳﻮﻣﺎن.‬ ‫٨- ﻳﻮم واﺣﺪ ﻗﺒﻞ اﻻﻣﺘﺤﺎن.‬ ‫٩- ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﻳﻮم اﻻﻣﺘﺤﺎن.‬ ‫٠١- اﻧﺘﻈﺎر ﻓﺘﺢ ﺻﺎﻟﺔ اﻻﻣﺘﺤﺎن.‬ ‫١١- ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﺗﻮزﻳﻊ ورق اﻷﺳﺌﻠﺔ.‬ ‫٢١- ورﻗﺔ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ.‬
‫09‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫٣١- ﻗﺮاءة ورﻗﺔ اﻷﺳﺌﻠﺔ.‬ ‫ب- اﳋﻮف ﻣﻦ ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻟﻨﺎس )اﻟﺮﻓﺾ(:‬ ‫١- اﻟﺘﻘﺪم ﻟﻄﻠﺐ ﻋﻤﻞ ﻳﺤﺘﺎج ﻹﺟﺮاء ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ.‬ ‫٢- اﻟﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﲡﻤﻊ أو ﺣﻔﻞ ﻣﻦ أرﺑﻌﺔ أﺷﺨﺎص.‬ ‫٣- اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺘﻪ.‬ ‫٤- ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص.‬ ‫٥- ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻳﺤﺎول أن ﻳﺘﻠﻤﺲ ﻟﻪ اﻟﻌﻴﻮب.‬ ‫٦- ﺗﻬﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﺰوج )أو اﻟﺰوﺟﺔ( واﻷﺻﺪﻗﺎء.‬ ‫٧- ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت اﺳﺘﻬﺰاء ﻣﻦ اﻷﺻﺪﻗﺎء.‬ ‫٨- ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﺔ )أو اﻟﺰوج( ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺸﺨﺺ‬ ‫)أي اﺳﺘﻬﺰاء(.‬ ‫واﻟﺬي ﻳﺠﺐ ﺗﺄﻛﻴﺪه ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل أن وﺿﻊ ﻫﺬه اﻟﺘﺪرﻳﺠﺎت ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻌﻨﻰ اﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮز ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﺘﺪرﻳﺠﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ آﻟﻴﺎ ﻋﻠﻰ أي‬ ‫ﺷﺨﺺ ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﺎوﻓﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻨﻮع. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻗﺪ ﻳﺠﻲء‬ ‫ﺷﺨﺼﺎن ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ.. وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻪ واﺿﻄﺮاﺑﻪ ﻋﻨﺪ اﳊﺪﻳﺚ‬ ‫أﻣﺎم اﻟﻨﺎس.. إﻻ أن ﺳﺆال ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺮوط اﶈﻴﻄﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﻘـﻠـﻖ ﻗـﺪ‬ ‫ﺗﺒ أن أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻇﻬﻮر ﻗﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻧـﻮع اﻷﺷـﺨـﺎص‬ ‫اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ )اﻟﺮؤﺳﺎء أو اﻵﺑﺎء أو ﺎذج اﻟﺴﻠﻄﺔ(. أﻣﺎ اﻵﺧـﺮ ﻓـﻘـﺪ ﻳـﺘـﻮﻗـﻒ‬ ‫ﻗﻠﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﳊﺎﺿﺮة. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺎن ﺗﺪرﻳﺞ ﻗﻠﻖ اﻟـﺸـﺨـﺺ‬ ‫اﻷول ﻳﺠﺐ أن ﻳﺮاﻋﻰ ﺗﺪرﻳﺞ ﺎذج اﻟﺴﻠﻄﺔ:‬ ‫١- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم أﺷﺨﺎص ﻏﺮﺑﺎء.‬ ‫٢- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم اﳉﻴﺮان.‬ ‫٣- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم اﻟﺰﻣﻼء.‬ ‫٤- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم اﻵﺑﺎء.‬ ‫٥- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم ا ﺪرس )أو اﻟﺮﺋﻴﺲ(.‬ ‫٦- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺲ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ.‬ ‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺨﺺ اﻵﺧﺮ ﻓﺎن اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺸﻤﻞ ﺣﺠﻢ اﳉﻤﺎﻋﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪث أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ:‬ ‫١- اﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳉﻨﺲ.‬
‫19‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫٢- اﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ آﺧﺮ.‬ ‫٣- اﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺷﺨﺼ .‬ ‫٤- اﳊﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص أو أرﺑﻌﺔ.‬ ‫٥- اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺘﻔﺎوت ﺗﺪرﻳﺞ ﻣﻨﺒﻪ ﻣﻌ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ آﺧﺮ ﻓﺎﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم‬ ‫اﻵﺑﺎء ﻗﺪ ﺜﻞ درﺟﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺎ ﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم ا ﺪرﺳ ﻋﻨﺪ‬ ‫اﻟﺒﻌﺾ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺪث اﻟﻌﻜﺲ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ. وﺑﺎ ﺜﻞ ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺰوج أو اﻟﺰوﺟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎ ﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟـﺒـﻌـﺾ اﻵﺧـﺮ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ أﺷـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺰﻣﻼء اﻟﻌﻤﻞ أو اﻟﺮؤﺳﺎء)٨(.‬ ‫أﺿﻒ إﻟﻰ ﻫﺬا أن ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﺪرﻳﺞ ﻣﻌ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺨﺺ واﺣﺪ ﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﻓﺘﺮة إﻟﻰ أﺧﺮى. ﻓﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ ا ﺎﺿﻲ ﻳﺤﺘﻞ وزﻧﺎ أﻛﺒﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﻀﺎءل‬ ‫وزﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻣﺪرﺟﺎت اﻟﻘﻠﻖ ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة وﺑﻌـﺪ‬ ‫ﺗﺴﺎؤل واﺳﺘـﻔـﺴـﺎر ﻋـﻦ ﻛـﻞ اﻟـﺸـﺮوط اﶈـﻴـﻄـﺔ. وﻣـﻦ اﻷﻓـﻀـﻞ ﻛـﺘـﺎﺑـﺔ ﻫـﺬه‬ ‫اﻟﺘﺪرﻳﺠﺎت ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻬﻞ ﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ أو اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ.‬ ‫راﺑﻌﺎ:‬ ‫اﻵن وﺑﻌﺪ أن أﻣﻜﻦ ﺗﺪرﻳﺞ ا ﻮﻗﻒ )أو ا ﻮاﻗﻒ( ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠـﻘـﻠـﻖ وﺑـﻌـﺪ أن‬ ‫ﻳﻜﻮن ا ﺮﻳﺾ ﻗﺪ ﺗﺪرب ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻬﺪا ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ‬ ‫إﺟﺮاءات اﻟﻌﻼج. وﺗﻨﺤﺼﺮ إﺟﺮاءات ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ أن ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫وﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻤﻴﻖ واﻟﻬﺪوء أن ﻳﺘﺼﻮر ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺴﺘﺨـﺪﻣـﺎ‬ ‫ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻴﻞ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ ﺣﺪ وﻫﻮ ﻓﻲ ا ﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ أﻗﻞ درﺟﺔ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. وا ﺜﺎل اﻵﺗﻲ ﻳﻮﺿﺢ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ا ﻌﺎﳉﻮن‬ ‫ﻋﺎدة.. ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻨﺢ اﻟﻘﺎر ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺼﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺒﻴـﻘـﺎت اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻟـﻠـﻌـﻼج‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ. وﻫﺬا ا ﺜﺎل ﻫﻮ وﺻﻒ ﻹﺟﺮاءات ﻫﺬا اﻷﺳﻠـﻮب ﻣـﻊ ﻓـﺘـﺎة ﻣـﺼـﺎﺑـﺔ‬ ‫ﺑﻌﺼﺎب اﳋﻮف اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎت ﺑﺼﻮرة أدت ﻟﺮﺳﻮﺑﻬﺎ ﻣﺮات ﻣﺘﻜﺮرة‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺪادﻫﺎ اﳉﻴﺪ وارﺗﻔﺎع ﻣﺘﻮﺳﻂ ذﻛﺎﺋﻬﺎ:‬ ‫»ﺳﺄﻃﻠﺐ اﻵن أن ﺗﺘﺨﻴﻠـﻲ ﺑـﻌـﺾ ا ـﻮاﻗـﻒ واﻟـﺼـﻮر. ﺣـﺎوﻟـﻲ أن ﲡـﻌـﻠـﻲ‬ ‫ﺧﻴﺎﻻﺗﻚ ﺣﻴﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. رﻛـﺰي ذﻫـﻨـﻚ ﻓـﻴـﻬـﺎ. ﻣـﻦ اﳉـﺎﺋـﺰ ﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ أن‬ ‫ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻠﻜﻚ اﻵن. ﻟـﻜـﻦ إذا أﺣـﺴـﺴـﺖ ﻓـﻲ أي‬
‫29‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﳊﻈﺔ ﺑﺄﻧﻚ ﻣﺸﺪودة ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻚ إﻻ أن ﺗﺸﻴﺮي ﺑﻴﺪك اﻟﻴﺴﺮى... ﺟﻤﻴﻞ«.‬ ‫»واﻵن ﺗﺨﻴﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ وأﻧﺖ ﺗﻘﻔ ﻓﻲ ﺷﺎرع ﻣﺄﻟﻮف. اﻟﻴﻮم ﺟﻤﻴﻞ وﺳﺎﻃﻊ‬ ‫و ﺘﺪ أﻣﺎﻣﻚ ﻣﺸﻬﺪ اﻟﺸﺎرع ﻛﻠﻪ. اﻟـﻌـﺮﺑـﺎت وا ـﻮﺗـﻮﺳـﻴـﻜـﻼت واﻟـﺪراﺟـﺎت‬ ‫واﻟﻨﺎس وﻋﻼﻣﺎت ا ﺮور واﻷﺻﻮات )اﻧﺘـﻈـﺎر٥١ ﺛﺎﻧﻴﺔ(. ﺟﻤﻴﻞ واﻵن ﺗـﻮﻗـﻔـﻲ‬ ‫ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻴﻞ وﻋﻮدي ﺛﺎﻧﻴﺔ ﳊﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ ﺷﻌﺮت ﺑﺄي ﻧﻮع‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘـﺨـﻴـﻞ اﻟـﺬي ﻗـﻤـﺖ ﺑـﻪ اﻵن ﻓـﺎرﻓـﻌـﻲ إﺻـﺒـﻌـﻚ )ﻻ ﺗـﺮﻓـﻊ‬ ‫إﺻﺒﻌﻬﺎ(. واﻵن ﺗﺨﻴﻠﻲ أﻧﻚ ﲡﻠﺴ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﺗﺬاﻛﺮﻳﻦ ﻓﻲ ا ﺴﺎء. اﻟﻴـﻮم‬ ‫ﻫﻮ ٠٢ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ وﺑﺎق ﺣﻮاﻟﻲ ﺷﻬﺮ ﻟﻼﻣﺘﺤﺎن )اﻧﺘﻈﺎر ٥ ﺛﻮان(. واﻵن ﺗﻮﻗﻔﻲ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻴﻞ وﻋﻮدي ﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺋﻚ.. اﺳﺘﺮﺧﺎء أﻋـﻤـﻖ )اﻧـﺘـﻈـﺎر ٠١ ﺛﻮان(. ﻣـﺮة‬ ‫أﺧﺮى ﺗﺨﻴﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﺗﺬاﻛﺮﻳﻦ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻋﻠﻰ اﻻﻣﺘﺤﺎن‬ ‫إﻻ ﺷﻬﺮ )اﻧﺘﻈﺎر٥ ﺛﻮان(. ﺗﻮﻗﻔﻲ اﻵن ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻴﻞ وﻋﻮدي ﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺋﻚ.‬ ‫إرخ ﻋﻀﻼﺗﻚ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ودﻋﻲ ﻧﻔﺴﻚ وﺣﺎوﻟﻲ أن ﺗﺘﺬوﻗﻲ اﻟﺮاﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻠﻜﻚ‬ ‫)٥١ ﺛﺎﻧﻴﺔ(. واﻵن ﺗﺨﻴﻠﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﺬاﻛﺮﻳـﻦ ﻗـﺒـﻞ اﻻﻣـﺘـﺤـﺎن ﺑـﺸـﻬـﺮ‬ ‫)اﻧﺘﻈﺎر ٥ ﺛﻮان(. ﺗﻮﻗﻔﻲ اﻵن ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻴﻞ وﻻ ﺗﻔﻜﺮي ﻓﻲ أي ﺷﻲء آﺧﺮ ﻏﻴﺮ‬ ‫ﺟﺴﻤﻚ )٥ ﺛﻮان(. إذا ﻛﻨﺖ ﻗﺪ أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺄي ﻗﻠﻖ ﻓﺄﺷﻴﺮي ﺑﺈﺻﺒﻌﻚ )ﺗﺮﻓﻊ‬ ‫ا ﺮﻳﻀﺔ اﻵن إﺻﺒﻌﻬﺎ(. إذا ﻛﺎن ﻗﻠﻘﻚ ﻓﻲ ا ﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻗﻞ ﻣﻦ ا ﺮة اﻟﺜﺎﻧـﻴـﺔ‬ ‫واﻷوﻟﻰ ﻓﺎﺳﺘﻤﺮي ﻛﻤﺎ أﻧﺖ. أﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﺄﺷﻴﺮي ﺑﺈﺻﺒﻌﻚ‬ ‫)ﻻ ﺗﺮﻓﻊ إﺻﺒﻌﻬﺎ(. ﺟﻤﻴﻞ إذن اﺑﻖ ﻓﻲ اﺳﺘـﺮﺧـﺎﺋـﻚ )٥١ ﺛﺎﻧﻴﺔ(. اﻵن ﺗﺨﻴﻠـﻲ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻓﻲ داﺧﻞ أﺗﻮﺑﻴﺲ وﺑﺠﻮارك ﺷﺨﺼﺎن ﻳﺜﺮﺛﺮان ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ‬ ‫)٠١ ﺛﻮان(. اﻵن ﺗﻮﻗﻔﻲ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻴﻞ وﻋﻮدي إﻟﻰ ﻣﺎ أﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫)٠١ ﺛﻮان(. اﻵن ﺗﺨﻴﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ وأﻧﺖ ﲡﻠـﺴـ ﻓـﻲ ﺷـﺮﻓـﺔ ا ـﻨـﺰل‬ ‫وﻣﻦ أﺳﻔﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ﻳﺴﻴﺮ ﺷﺨﺼﺎن ﻳﺘﺠﺎدﻻن ﻓﻲ اﺣﺘﺪاد )٠١ ﺛﻮان()×٢(.‬ ‫ﺗﻮﻗﻔﻲ اﻵن ﻋﻦ ﻫﺬا. ﺳﺄﻋﺪ ﻣﻦ واﺣﺪ ﺣﺘـﻰ ﺧـﻤـﺴـﺔ وﺳـﺘـﻔـﺘـﺤـ ﻋـﻴـﻨـﻴـﻚ‬ ‫وﺗﺸﻌﺮﻳﻦ ﻨﺘﻬﻰ اﻟﺮاﺣﺔ واﻟﻬﺪوء«.‬ ‫وﻳﻌﻠﻖ »وﻟﺒﻲ وﻻزاروس« ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎرة اﻵﺗﻴﺔ:‬ ‫»وﻓﺘﺤﺖ ا ﺮﻳﻀﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ وﺗﺒﺘﺴﻢ وﻛﺄﻧﻬﺎ‬ ‫اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮم. وﻓﻲ إﺟﺎﺑﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺳـﺄﻟـﻨـﺎﻫـﺎ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ‬ ‫ﺑﻴﻨﺖ أﻧﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﻨﺘﻬﻰ اﻟﻬﺪوء وأن ا ﺸﺎﻫـﺪ ا ـﺘـﺨـﻴـﻠـﺔ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺘـﻬـﻰ‬ ‫اﻟﻮﺿﻮح. ﻛﺬﻟﻚ ﻗﺮرت أﻧﻬﺎ ﺷﻌﺮت ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﻠـﻖ ﻋـﻨـﺪ ﺗـﺨـﻴـﻞ ﻣـﺸـﻬـﺪي‬
‫39‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ا ﺬاﻛﺮة وا ﺸﺎدة وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﻘﻠﻖ ﺗﻀﺎءل ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻜﺮار ﻓـﺎﻧـﻪ ﻟـﻢ‬ ‫ﻳﺼﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺼﻔﺮ«.‬

‫ﻣﻦ ا ﺸﻜﻼت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗـﻮاﺟـﻪ اﺳـﺘـﺨـﺪام اﻟـﺘـﻄـﻤـ ا ـﺘـﺪرج ﻫـﺬا‬ ‫اﻋﺘﻤﺎده اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ إﺛﺎرة اﻟﺼﻮر اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ واﳋﻴﺎل ﻟﺪى ا ﺮﻳﺾ. وﺗﻮﺿﺢ‬ ‫اﻟﺒﺤﻮث - ﻟﺴﻮء اﳊﻆ - أن ﻫﻨﺎك ﻓﺮوﻗﺎ ﻓﺮدﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻘـﺪار اﻟـﺴـﻴـﺮ‬ ‫واﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮ أن ﻳﺘﺤﻜﻤﻮا ﻓﻲ إﺛﺎرة ﻫﺬه اﻟﺼﻮر اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ.‬ ‫اﻟﺒﻌﺾ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ذﻟﻚ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌـﺠـﺰ ﻋـﻦ‬ ‫ذﻟﻚ ﺧﺎﺻﺔ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴـﻮن. وﺑـﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ أن اﳊـﻠـﻮل اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻘـﺪم ﻟـﻬـﺬه‬ ‫ا ﺸﻜﻠﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ إﻻ أﻧﻨﻲ وﺟﺪت أن اﻟﺘﺪرﻳﺐ ا ﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﳉﻠـﺴـﺎت اﻷوﻟـﻰ‬ ‫ﻋﻠﻰ إﺛﺎرة ﺻﻮر ذﻫﻨﻴﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪة وﻗﺼﻴﺮة ﻳﺆدي ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻔﻮاﺋﺪ. ﻛﺬﻟﻚ أﺟـﺪ‬ ‫أن ﺳﺆال ا ﺮﻳﺾ ﺑﺎن ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ وان ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ا ﻨﺒﻬﺎت اﻟﺘﻲ اﻛﺸﻔﻬﺎ‬ ‫ﻟﻪ ﻣﺜﻞ ﻗﻠﻢ اﻟﺮﺻﺎص واﻟﺴﻴﺠﺎرة.. اﻟﺦ ﺛﻢ أن ﻳﺤﺎول أن ﻳﻐـﻠـﻖ ﻋـﻴـﻨـﻴـﻪ وأن‬ ‫ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻧﻔﺲ ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻌﺪ اﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻜﺮار ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﻬـﺎت أﺧـﺮى‬ ‫وﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻼﺣﻘﺔ ﻳﺆدي أﻳﻀﺎ إﻟﻰ ﻗﺪر ﺎﺛﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺐ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻴﻞ.‬ ‫وﻫﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ا ﺮﻳﺾ ﻟـﻼﻧـﺘـﺒـﺎه ﻻﺣـﺴـﺎﺳـﺎﺗـﻪ‬ ‫اﳊﺎﻟﻴﺔ. أو ﳊﻮادث ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮة. وﻣﺆدى ذﻟﻚ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫أن ﻳﻌﻴﺶ ذﻫﻨﻴﺎ ﻓﻲ ا ﻮﻗﻒ ا ﺘﺨﻴﻞ وأن ﻳﺮاه ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺤﻴﺎه ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻵن‬ ‫وﻟﻴﺲ ﻛﻤﺠﺮد ﻣﺘﻔﺮج ﻣﻦ اﳋﺎرج.‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺒﺪو أن ﻫﺬه ا ﺸﻜﻠﺔ ﻗﺪ ﺑﻮﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ. ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣـﻦ ﺻـﺤـﺔ‬ ‫ﻗﻮاﻧ اﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺪد إﻻ أﻧﻨﻲ ﻟﻢ أﺟﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻴﻞ.‬ ‫وﻓﻲ اﳊﺎﻻت اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﻨﺎدرة اﻟﺘﻲ ﺣﺪث ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬا ﻛﺎن ذﻟﻚ ﺑﺴـﺒـﺐ ﻋـﻮاﻣـﻞ‬ ‫أﺧﺮى ﻛﺎﺳﺘﻬﺎﻧﺔ ا ﺮﻳﺾ ﺑﺎﻷﺳﻠﻮب وﺗﺸﺘﺖ اﻧﺘﺒﺎﻫﻪ وﻋﺪم ﺗﺮﻛﻴﺰه واﲡﺎﻫﻪ‬ ‫ﻧﺤﻮ ا ﻌﺎﻟﺞ. ﻛﺬﻟﻚ أﺟﺪ أن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪم ﺑﻬـﺎ ا ـﻌـﺎﻟـﺞ ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب‬ ‫ﺗﻠﻌﺐ دورا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ اﻗﺘﻨﺎع ا ﺮﻳﺾ ﺑـﻪ وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﺳـﻬـﻮﻟـﺔ اﻧـﺪﻣـﺎﺟـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺘﺨﻴﻞ.‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ أﺧﺮى ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻈﻨﺎ أن ا ﻌـﺎﻟـﺞ ﻳـﻄـﻠـﺐ ﻣـﻦ‬
‫49‬

‫ﺑﻌﺾ اﳌﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﲢﻴﻂ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء:‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻋﻤﻴﻠﻪ أن ﻳﺘﺨﻴﻞ ا ﻮﻗﻒ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ.. ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳـﺄﺧـﺬه ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﳊـﺎﻟـﺔ ا ـﺮأة -‬ ‫ا ﻴﺪان أو اﻟﻄﺒﻴﺐ - اﳉﺰع إﻟﻰ ا ﻮاﻗﻊ اﳊﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ. واﻻﻋﺘﻤﺎد‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻴﻞ ﻳﺜﻴﺮ ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت. ور ـﺎ ﻧـﺘـﺴـﺎءل ﻫـﻞ ﻳـﺆدي‬ ‫إﺛﺎرة ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﻴﻔﺔ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﻮر اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ واﳋﻴﺎل إﻟﻰ ﻧﻔﺲ اﻟـﻔـﺎﻋـﻠـﻴـﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﻳﺆدي إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ? وﻫﻞ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن‬ ‫ﻧﺼﻄﺤﺐ ﻣﻦ ﻳﺠﺰع ﻣﺜﻼ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺑﺮج أم ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ‬ ‫أن ﳒﻌﻠﻪ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻗﻤﺔ اﻟﺒﺮج ?. اﲡﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒـﺎﺣـﺜـ ﻓـﻲ اﳊـﻘـﻴـﻘـﺔ إﻟـﻰ‬ ‫ا ﻘﺎرﻧﺔ ﺑ اﻵﺛﺎر اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻓﻲ ﻋﺮض ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﻄﺮﻳﻖ‬ ‫اﳋﻴﺎل واﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ا ﺮﻳﺾ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘـﻠـﻖ.‬ ‫واﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﺒﺤﻮث ﻣﺘﻌﺎرﺿﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﺮق‬ ‫ﺟﻮﻫﺮي ﺑ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ ﻣﻦ ا ﺮض ﺑﺎﳋﻮف ﻣﻦ اﻟﺜﻌﺎﺑ ﻋﻮﳉﺖ إﺣﺪاﻫﻤﺎ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺷﺮاﺋﺢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ا ﻠـﻮﻧـﺔ وﻋـﻮﳉـﺖ اﻷﺧـﺮى ﺑـﺎﻟـﺘـﻌـﺮض ﻟـﺜـﻌـﺎﺑـ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻧﺘﺎﺋﺞ وﻣﻼﺣﻈﺎت ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺘﻌﺮض‬ ‫ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﳊﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻔﺸﻞ اﻟﺸﺨـﺺ ﻓـﻲ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎل ﻣـﻦ ا ـﻮاﻗـﻒ‬ ‫ا ﺘﺨﻴﻠﺔ إﻟﻰ ا ﻮاﻗﻒ اﳊﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﳊﻴﺔ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ إﺛﺎرة‬ ‫ﺑﻌﺾ ا ﺸﻜﻼت ﻷﻧﻪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﻌﺎﻟﺞ اﳋﺮوج ﺑﻌﻤﻴـﻠـﻪ ﻣـﻦ ا ـﺴـﺘـﺸـﻔـﻰ أو‬ ‫اﻟﻌﻴﺎدة وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗﺪ ﻳﻔﻘﺪ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﻛﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ ا ـﻮاﻗـﻒ وا ـﻨـﺒـﻬـﺎت‬ ‫اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻷﺧﺮى. وﻣﺎذا ﻟﻮ أن اﳉﺰع واﳋﻮف أﻟﻢ ﺮﻳﻀﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ا ﻮاﻗﻒ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺘﺠﻨﺒﻬﺎ ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﻮال ﻋﻤﺮه ? ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء وﺑﻌﺚ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ?.‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺮﻳﻀﻪ ﻮاﻗﻒ ﺣﻴﺔ وﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت ﻳﻜﻮن ﺿﺮورﻳﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑ ا ﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺑﻌﺾ ا ﺸﻜﻼت ﻓﻲ ﺗﺨﻴﻞ ا ﻮاﻗﻒ ا ﺜﻴﺮة‬ ‫ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻮﺿﻮح ﻛﺎف. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ا ﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺠﺰون ﻋﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬ ‫اﻟﻨﻮﻋﻲ واﻟﻮاﺿﺢ ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت وا ﻨﺒﻬﺎت ا ﺜﻴﺮة ﺨﻤﻟﺎوﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮا ﻣﻊ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ ﻮاﻗﻒ ﺣﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻴـﺎﻏـﺔ ا ـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻟـﻠـﻌـﻼج.‬ ‫وﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﻛﺘﺌﺎب ﳒﺪ ﻣﻦ ا ﻌﺎﳉـ ﻣـﻦ ﻳـﻨـﺼـﺢ ﺑـﺎﻟـﻌـﻼج ﻓـﻲ ا ـﻮاﻗـﻒ‬ ‫اﳊﻴﺔ ﻻن ﺗﻌﻮﻳﺪ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻓـﻲ ﺣـﺪ ذاﺗـﻪ ذا‬ ‫ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻼﺟﻲ واﺿﺢ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻋﻼج ﻣﺸﻜﻼت اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺪرﻳﺞ‬
‫59‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﳊﻲ.‬ ‫وﻧﻀﻴﻒ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻴﺰﺗ ﻋﻼﺟﻴﺘ أﺧﺮﻳ ﻷﺳﻠﻮب اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ‬ ‫ﺣﻴﺔ. ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﳒﺪ أن ﺎرﺳﺔ ا ﺮﻳﺾ ﻷﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟـﻨـﺸـﺎط ﻓـﻲ اﳊـﻴـﺎة‬ ‫اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ )اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﻄﻠﺔ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ( ﻗﺪ ﺗﺜﻴﺮ دواﻓﻌﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ‬ ‫إﻋﺎدة إدراﻛﻪ وﺻﻴﺎﻏﺘﻪ ﺸﻜﻠﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻋﻼﺟﻴﺔ‬ ‫أﻗﻮى. وﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻗﺪ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ أﻳـﻀـﺎ أن ﻳـﻼﺣـﻆ ﺑـﻌـﺾ‬ ‫أﺳﺎﻟﻴﺐ ا ﺮﻳﺾ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷ ﺎط ﻏﻴـﺮ‬ ‫ا ﺮﻏﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ ا ـﻌـﺎﻟـﺞ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة أن ﻳـﻐـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻫـﺬه‬ ‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ.‬ ‫٣- اﻟﺘﻄﻤ ا ﺘﺪرج وﺣﺪود ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ:‬ ‫ﻣﻨﺬ أن أﺑﺘﻜﺮ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب وﻫﻮ ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪم ﺑـﻨـﺠـﺎح ﻓـﻲ ﻋـﻼج اﺨﻤﻟـﺎوف‬ ‫ا ﺮﺿﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬات. ﻟﻬﺬا ﻓﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣـﺤـﺼـﻮرة ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻼج اﳊﺎﻻت ا ﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ. وﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬ ‫وﺟﻮد ﺷﺮوط أﺧﺮى ﻟﻜﻲ ﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﻨﺠﺎح ﻣﻨﻬﺎ:‬ ‫١- أن ﻻ ﺗﻌﻮد اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺄي ﻣﻜﺎﺳﺐ أﺳﺎﺳﻴﺔ أو‬ ‫ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻤﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻼج ﻃﻔﻞ أو ﺷﺎب أو ﺑﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﺨﻤﻟﺎوف‬ ‫)ﻛﺎﻟﻈﻼم أو ا ﺮض أو اﻻﻣﺘﺤﺎن( ﻃﺎ ﺎ أن ذﻟﻚ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ‬ ‫ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ واﻟﺪﻳﻪ )زﻳﺎدة اﳊﺐ اﻟﻌﻄﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﻠﺒﻴـﺔ رﻏـﺒـﺎت ﻟـﻢ ﺗـﻜـﻦ‬ ‫ﻣﻠﺒﺎة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.. اﻟﺦ(?.‬ ‫٢- أن ﺗﻜﻮن ﻣﺨﺎوف اﻟﺸﺨﺺ ﻣﺤﺼﻮرة ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ وﻟﻴﺴﺖ‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻮاﻣﻞ اﺟﺘﻤـﺎﻋـﻴـﺔ أﺧـﺮى. وﻗـﺪ رأﻳـﻨـﺎ أن ﻣـﻦ اﻟـﻌـﺒـﺚ ﻋـﻼج ا ـﺮﻳـﺾ‬ ‫ﺑﺎﺨﻤﻟﺎوف ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﺑﻮﺿﻊ ﺗﺪرﻳﺞ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻣﺨﺎوﻓﻪ‬ ‫ﻧﺎﲡﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﻗﻠﻖ اﻻﻧﺤﺼﺎر ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺿﻴﻘﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ.‬ ‫٣- أن ﻳﻜﻮن اﻟﺸﺨﺺ ﻦ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻗﻠﻘﻬﻢ أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء.‬ ‫٤- أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ ا ﻘﺘﻨﻌ ﺑﻔﺎﺋﺪة اﻷﺳﻠﻮب. أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﺷﻜﺎل اﻷﺧﺮى‬ ‫ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﺎن أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻄﻤـ اﻟـﺘـﺪرﻳـﺠـﻲ ﻻ ﻳـﺆدي إﻟـﻰ‬ ‫ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ إﻻ إذا اﺳﺘﺨﺪم ﻣﻊ أﺳﺎﻟﻴﺐ أﺧـﺮى. وﻛـﻤـﺜـﺎل ﻟـﻨـﺠـﺎح أﺳـﻠـﻮب‬ ‫اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﻘﺪ ﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺴﺎرة ﻛﻤﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻟﺪى ﺣﺎﻻت ا ﻜﺘﺌـﺒـ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻗـﺪ‬
‫69‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻳﺠﺪون ﻓﻴﻬﺎ أﺣﺰاﻧﺎ ﺗﻀﺎف إﻟﻰ أﺣﺰاﻧﻬﻢ. وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺑﺎن ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ‬ ‫وﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻤﻴﻖ أن ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ اﳊﻮادث اﳊﺰﻳﻨﺔ أو‬ ‫اﺨﻤﻟﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ واﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ آﺛﺎر اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ ﺣـﺘـﻰ اﻵن إﻟـﻰ أن‬ ‫ﺗﺘﺤﻴﺪ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻧﺤﻮﻫﺎ)٩(.‬ ‫وﻫﺬا اﻷﺟﺮاء اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ دوره ﻓﻲ ﻛﻒ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ‬ ‫اﻟﻘﺪ ﺔ ﻛﺎﳋﻮف واﳋﺠﻞ واﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء‬ ‫ا ﺮﻳﺾ ﻣﻨﻈﻮرا إدراﻛﻴﺎ وأﺳﻠﻮﺑﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻹﻋﺎدة إدراك ﺗﻠﻚ اﻷﺷﻴﺎء‬ ‫اﻟﻘﺪ ﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ آﺛﺎرﻫﺎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ا ﺴﺘﻤﺮة. ﻓﻘﺪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺗﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﺑﺎ ﺮﻳﺾ‬ ‫إﻟﻰ أن ﻳﺪرك أن ﻫﺬه اﳊﻮادث ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﻓﻬﺔ.. أو أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ.. أو »أﻧﻨﻲ ﻻ‬ ‫أﻫﺘﻢ وﻻ اﻛﺘﺮث ﻟﺬﻟﻚ« ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل ﺑﺎ ﺮﻳﺾ ﻟﻬﺬه اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﺘﻄﻠﺐ وﺿﻊ ﺗﺪرﻳﺞ ﻟﻠﺬﻛﺮﻳﺎت ا ﺆ ﺔ وﻃﻠﺐ ﺗﺨﻴﻠﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻣﻊ اﻟﺪﺣﺾ‬ ‫اﻟﻌﻘﻠﻲ وا ﻨﻄﻘﻲ أﺛﻨﺎء إﺛﺎرﺗﻬﺎ)×٣(.‬ ‫وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻫﻮ أن ﻧﺤﺬر ﻣﻦ اﻻﺳـﺘـﺨـﺪام‬ ‫اﻵﻟﻲ ﻟـﻬـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب أو أي أﺳـﻠـﻮب ﻋـﻼﺟـﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻃـﻼق ﻓـﻠـﻜـﻞ ﺣـﺪوده‬ ‫وﻣﺠﺎﻻت ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ. وا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﻨﺎﺟﺢ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ‬ ‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ وﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﺎر اﻷﺳﻠﻮب ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟـﻴـﺐ ا ـﻼﺋـﻤـﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ا ﻼﺋﻢ وﻣﻊ اﻟﺸﺨﺺ ا ﻼﺋﻢ وﻧﻮع اﻻﺿﻄﺮاب ا ﻼﺋﻢ)٠١(.‬

‫اﻟـﺘـﺨـﻠـﺺ ﻣـﻦ اﻻﺿـﻄـﺮاب واﻟـﻘـﻠـﻖ ﺑـﺎﻟـﺘـﻌـﺮض اﻟـﺘـﺪرﻳـﺠـﻲ ﻟـﻸﺷـﻴـﺎء أو‬ ‫ا ﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮﻫﻤﺎ ﻛﺎن وﻻ ﻳﺰال ﻣﻦ اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﻬﺎ‬ ‫ﺑﺪﻳﻬﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي وﺣﻜﻤﺘﻪ. وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺠﺄ ﻟﻬـﺎ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳﺚ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ا ﺒﺪأ أي اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺔ ﻣـﻮاﻗـﻒ‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ واﳋﻮف ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺘﺤﻴﺪ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﳊﺎدة )اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ(‬ ‫ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ ا ﻮاﻗﻒ. وﻗﺪ ﻋﺮف ا ﻌﺎﳉﻮن اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻪ‬ ‫ا ﻌﺎﳉﻮن اﶈﺪﺛﻮن. وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺒﺪأ اﻟﻜﻒ ا ﺘﺒﺎدل ﺜﺎﺑﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي‬ ‫ﻗﺪﻣﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﳊﺪﻳﺚ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﳒﺎح ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب. ﻓـﺈذا ﳒـﺤـﻨـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫اﺳﺘﺜﺎرة اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻘﻠﻖ )ﻛﺎﻟﺘـﻄـﻤـ اﻟـﺘـﺪرﻳـﺠـﻲ( ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ وﺟـﻮد‬ ‫ا ﻮﺿﻮﻋﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻪ ﻜﻦ أن ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﻟﻰ ﻛﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻟـﻠـﻘـﻠـﻖ وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ‬
‫79‬

‫ﺧﻼﺻﺔ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻳﺨﺘﻔﻲ وﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. وﻳﺘﻄﻠﺐ إﺟﺮاء اﻟﺘﻄﻤ ا ـﺘـﺪرج ﻣـﺮاﺣـﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ اﺨﻤﻟﺎوف اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺛﻢ ﺗﺪرﻳﺞ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺒﺪأ ﺑﺄﻗﻞ ا ﻨﺒﻬﺎت إﺛﺎرة ﻟﻠﺨـﻮف ﻓـﻲ ا ـﻮﻗـﻒ ﻣـﻊ‬ ‫اﻟﺼﻌﻮد إﻟﻰ أﺷﺪﻫﺎ إﺛﺎرة ﺛﻢ ﻳﺼﺒﺢ ا ﻮﻗﻒ ﻣﻌﺪا ﻹﺟﺮاء اﻟﻌﻼج ﺑﻌـﺪ ذﻟـﻚ‬ ‫ﺑﺎن ﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺺ وﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺮﺧﺎء وﻫﺪوء أن ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ‬ ‫ا ﻮﻗﻒ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ أﻗﻞ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﻬﺪﺋﺘﻪ إﻟﻰ أن ﺗﺘﺤﻴﺪ‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻧﺤﻮ اﻟﺪرﺟﺎت ا ﻨﺨﻔﻀﺔ ﺛﻢ ﻳﺒﺪأ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﻷﺷﺪ وﻫﻜﺬا‬ ‫ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ. وﻫﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﺗـﻘـﻮم ﻋـﻠـﻰ اﺻـﻄـﺤـﺎب ا ـﺮﻳـﺾ‬ ‫ﻮاﻗﻒ اﳋﻮف اﳊﻴﺪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺨﻴﻠﻬﺎ. وﻟﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻴﻮﺑﻬﺎ وﻣﺰاﻳﺎﻫﺎ وﻟـﻮ‬ ‫ﻜﻦ وﻣﺮﻏﻮب. وﺑﺎﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ أن ﻫـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب‬ ‫أن اﳉﻤﻊ ﺑ اﻟﻄﺮﻳﻘﺘ‬ ‫ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻼج اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻳﺼﻠـﺢ أﻳـﻀـﺎ ﻓـﻲ ﻋـﻼج ﺑـﻌـﺾ‬ ‫ﺣﺎﻻت اﻻﻛﺘﺌﺎب ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻻﻛﺘﺌﺎب اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﳊﺎدﺛﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ‬ ‫ﻣﺤﺪدة ﻛﻔﻘﺪان ﻗﺮﻳﺐ أو ﻋﻤﻞ أو ﻣﺘـﻌـﻠـﻘـﺎ ﺑـﺄﺣـﺰان ﻣـﺤـﺪدة ﻓـﻲ ا ـﺎﺿـﻲ.‬ ‫وﻧﺴﺒﺔ ﳒﺎح ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻓﻲ ﻋﻼج اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘـﺮب‬ ‫ﻣﻦ ٩٨%. ﻏﻴﺮ أن ﳒﺎح اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﺸﺨﺺ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻀﻪ )واﻗﻌﻴﺎ أو ﺑﻄﺮﻳﻖ اﳋﻴﺎل( إﻟﻰ ﻣﻮاﻗﻒ‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻋﺮﺿﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻖ.‬

‫89‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ وﺗﻌﻠﻴﻘﺎت‬
‫)١( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﺎﻟﺔ »أﻟﺒﺮت« اﻧﻈﺮ:‬ ‫.‪Watson, J. & Rayner, R. Conditioned emotional reactions. Journal of Experimental Psychology‬‬ ‫.41-1 .‪1920,Vol. 3, pp‬‬ ‫)٢( ﻳﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻋﻼج »ﺑﻴﺘﺮ« ﳉﻬﻮد ا ﻌﺎﳉﺔ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴـﺔ ﻣـﺎري ﻛـﻮﻓـﺮ ﺟـﻮﻧـﺰ ‪ Cover Jones‬اﻟﺘـﻲ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻟﺘﻔﻜﻴﺮ »واﻃﺴﻮن«. وﻳﻼﺣﻆ أن ا ﻨﻬﺞ اﻟﺬي اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻛﺎن أول ﻣﻨﻬﺞ ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮب‬ ‫اﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮض ﻮﺿﻮﻋﺎت اﳋﻮف.. وﺑﻬﺬا ا ﻌﻨﻰ ﺗﻜﻮن دراﺳﺎﺗﻬﺎ ﻋﻦ »ﺑﻴﺘﺮ« ﺜﺎﺑﺔ إرﻫﺎص‬ ‫ﻣﺒﻜﺮ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ اﳊﺪﻳﺜﺔ. اﻧﻈﺮ:‬ ‫,13 .‪a. Jones Mary Cover. The elimination of children fears. J. of experimental Psychology.1924, Vol‬‬ ‫.513-803 .‪pp‬‬ ‫803 .‪b. Jones, M.C. A laboratory study of fear: The case of peter, pedagogical Seminar, Vol. 31, pp‬‬‫.513‬ ‫)٣( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺒﺪأ اﻟﻜﻒ ا ﺘﺒﺎدل وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻧﻈﺮ:‬ ‫.8591 ,‪Wolpe, J. Psychotherapy by reciprocal inhibition. Stanford University Press‬‬ ‫)٤( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻋﻼج اﺨﻤﻟﺎوف ا ﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻟـﺪى‬ ‫ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴ اﻧﻈﺮ:‬ ‫31.‪Hagen R. Behavioral therapies and the treatment of Schiz.Phrenics. Schizophrenia Bulletin, No‬‬ ‫.69-07 .‪1975. pp‬‬ ‫)٥( ﻫﻨﺎك ﺻﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﳊﺎﻟﺔ ا ﺮأة - ا ﻴﺪان ﻓﻲ:‬ ‫.1791 ,‪Lazarus, A. Behavior therapy and beyond. New York: Mc Graw-Hill‬‬ ‫)٦( ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻔﻠﺔ »ﻣﺎرﺟﺮﻳﺖ« وردت ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﺘﺎب أﻳﺰﻧﻚ: أﻳﺰﻧﻚ اﳊﻘﻴﻘﺔ‬ ‫واﻟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻗﺪري ﺣﻔﻨﻲ ورؤوف ﻧﻈﻤﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة: دار ا ﻌﺎرف ٩٦٩١. ص ٨٤١-‬ ‫٩٤١.‬ ‫)٧( ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ا ﻌﺎﳉ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴ ﻛﺎﻧﻮا ﻻ ﻳﻬﺘﻤﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﺸﻜﺎوى اﻟﻈﺎﻫﺮة وذﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ‬ ‫أو ﺧﻤﺴﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ.. إﻻ أﻧﻬﻢ ﺑﺪأوا ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻳﺘﻨﺒﻬﻮن إﻟﻰ أن اﻟﺸﻜﻮى اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺗﻐﻄﻲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ‬ ‫اﻷﺣﻴﺎن اﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ. وان ﻫﺬه اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮا ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺸﻜﻮى اﻟﻈﺎﻫﺮة.. ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻧﻈﺮ:‬ ‫.1791 ,‪Lazarus, A. Behavior therapy and beyond. New York: Mc. Graw-Hill‬‬ ‫)٨( ورد ﻫﺬا اﳊﻮار ﻓﻲ ا ﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ.. وﻗﺪ ﺖ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮف.‬ ‫)٩( ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﺪرﻳﺠﺎت ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎر اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ:‬ ‫:‪Wolpe,J. & Lazarus, A. Behavior therapy techniques: A, guide to the treatment of neurosis. Oxford‬‬ ‫.6691 ‪Pergamon Press‬‬ ‫)٠١( ﻳﺄﺧﺬ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﶈﻠﻠ اﻟﻨﻔﺴﻴ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ اﻟﺘـﻄـﻤـ اﻟـﺘـﺪرﻳـﺠـﻲ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻋـﺮاض‬

‫99‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻓﻘﻂ دون اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻜﺎﻣـﻨـﺔ. وﻣـﻦ رأﻳـﻬـﻢ أن اﳋـﻮف ﻳـﻌـﻜـﺲ اﺿـﻄـﺮاﺑـﺎ اﻋـﻤـﻖ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.. ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻋﺎﳉﻨﺎ اﳋﻮف ا ﺮﺿﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن أو ﺷـﺨـﺺ أو ﺷـﻲء ﻣـﻌـ دون أن ﻧـﻌـﺎﻟـﺞ‬ ‫اﻻﺿﻄﺮاب اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻓﺎن ا ﺮﻳﺾ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﻜﺲ أو ﻳﺴﺘﺒـﺪل أﻋـﺮاﺿـﺎ ﻣـﺮﺿـﻴـﺔ ﺑـﺄﻋـﺮاض ﻣـﺮﺿـﻴـﺔ‬ ‫أﺧﺮى. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا ﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻮﳉﻮا.. أي اﻧﻪ ﻟـﻢ ﻳـﺤـﺪث اﻧـﻬـﻢ اﺳـﺘـﺒـﺪﻟـﻮا‬ ‫أﻋﺮاﺿﺎ ﺑﺄﻋﺮاض أﺧﺮى.. ﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ اﻟﻐﺮض اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻲ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ. ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻧﻈﺮ:‬ ‫.111-011 .‪Eysenck, J.J. You and neurosis. Glasgow: William Collins. 1978, P‬‬ ‫وﻣﻦ رأي أﻳﺰﻧﻚ أن ﻋﻼج اﻷﻋﺮاض اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺷﻔﺎء ﻛﺎﻣﻞ وداﺋﻢ.‬

‫001‬

‫ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺪرﺟﺔ‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ أﺳﻠﻮب‬ ‫اﻟﺘﻄﻤﲔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ‬
‫ﻓﻀﻼ ﻋﻤﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﻨﻘﺎط اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺟﻊ وﻛﺘﺎﺑﺎت.. ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘـﺘـﺮع ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﺎر اﻟـﺬي ﻳـﺒـﻐـﻲ‬ ‫اﻟﺘﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻮﺿﻮع اﻟﺮﺟﻮع ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ وا ﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻒ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺘﻔـﺼـﻴـﻞ اﻹﺟـﺮاءات‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ. وﻧﻌﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻓﺎﺋﺪة ﻫﺬه ا ﺮاﺟﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻦ ﺎرﺳﻮن‬ : ‫أو ﺳﻴﻤﺎرﺳﻮن اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء واﻷﺧﺼﺎﺋﻴ‬ Lazarus, A. Behavior therapy and beyond, New York. McGraw-Hill: 1971. b. Lazarus, A. Clinical behavior therapy. New York. Brunner Mazel:1972. c. Wassermann, J. H. Behavior and neurosis. Chicago. University Chicago Press 1975. d. Meyer, V. & Chesser, E. Behavior therapy in Clinical.Psychiatry. London: Penguin Books, 1971. e. Paul, G.L. Outcome of Systematic desensitization I Background, Procedures and Uncontrolled Reports of individual treatment. In Cyril Franks(ed). Behavior-therapy: Appraisal and status. New York: McGraw. Hill, 1969, pp. 63-104. f. Paul, G. L. Outcome of systematic desensitization II-Controlled investigations of individual treatment, teach nique variations, and current status. In Cyril Franks (ed.), Behavior therapy, appraisal and status. New York: McGraw-Hill, 1969, pp. 105-159. g. Paul, G. L. & Bernstein, D. A. Anxiety and behavior Treatment by systematic desensitization and related. techniques. New York: General Learning Press, 1973. .‫ﻛﺬﻟﻚ اﻧﻈﺮ ا ﺮاﺟﻊ ٣٬٩ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮﻫﺎ أﻋﻼه‬

101

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﳊﻮاﺷﻲ‬
‫)×( أي اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻄﻘﻮس واﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪ اﻟﻔﺮد ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺠﺒﺮا ﻋﻠﻰ ﺗﻜﺮارﻫﺎ )اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻌﺮض ﻟﻬﺬه ا ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ(.‬ ‫ﻫﻨﺎك دراﺳﺎت ﺗﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ا ﺌﺎت وﺗﺒ أن اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻷﻋﺮاض ا ﺮﺿﻴﺔ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ. أي أن ﻋﻼج اﻷﻋﺮاض ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻂ‬ ‫اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻣﻦ ﺳﻤﺎت ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻠﻌﻼج.‬ ‫)×١( ﻳﺮى اﻟﻔﺮوﻳﺪﻳﻮن أن ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻗﺪ ﺜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ-ﻓﺘﺠﺎﻫﻞ ا ﺸﻜـﻠـﺔ‬ ‫وﻋﻼج اﻟﺸﻜﻮى ا ﺒﺎﺷﺮة )اﻟﻌﺮض( ﺷﺒﻴﻪ-ﻓﻲ ﺗﺼﻮرﻫﻢ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻧﻘﺎط ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻓﻘـﻂ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻬـﺎب‬ ‫ﺣﺎد ﻓﻲ اﻟﻠﻮزﺗ ﻣﺜﻼ. وﻳﺘﻔﻖ ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳉﻮاﻧﺐ ﻣﻊ ﻫـﺬا وﻻ ﻳـﻌـﺎرﺿـﻪ. وﺳـﻨـﺮى‬ ‫ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺪﻳﺚ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺨﻠﻔﻴﺔ ا ﺸﻜﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﺴﺒﺐ ﻋﻀﻮﻳﺎ. ﻓﻌﻼج »اﻟﺘﻬﺘﻬﺔ« أو‬ ‫ﻧﻘﺺ إﻓﺮاز ﻏﺪة ﻣﻦ اﻟﻐﺪد ﻗﺮ ﻳﻜـﻮن ﺿـﺮورﻳـﺎ ﻟـﺘـﺨـﻔـﻴـﻒ ﺣـﺪة اﻟـﻘـﻠـﻖ. أﻣـﺎ ﻓـﻲ اﳊـﺎﻻت اﻷﺧـﺮى‬ ‫ﻛﺎﻻﻛﺘﺌﺎب ﻓﺎن ﻋﻼج اﻟﻌﺮض ﻛﻌﺮض أﻣﺮ ﺿﺮوري.‬ ‫)×٢( ﺗﻜﻮن ﻓﺘﺮة اﻟﻌﻼج اﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﺘﺮات اﻟﻌﻼج اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺒﻬﺎ اﻟﺘﺤﺎﻳﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ.. ﻓﻔﻲ اﻟـﻌـﻼج‬ ‫اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻐﺮق اﻟﻌﻼج ﺳﺘﺔ اﺷﻬﺮ أﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻴﺴﺘﻐﺮق ﻣﺎ ﺑ ﺛﻼﺛﺔ أو‬ ‫ﺧﻤﺴﺔ أﻋﻮام.‬ ‫)×٣( ﻧﺴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻻﺳﺘﺠﻨﺎس ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ أﺳﺮ ﻣﻬﺪﻣﺔ.. أي ﺗﻨﻔﺼﻞ اﻷم ﻋﻦ اﻟﺰوج ﺑﻴﻨﻤﺎ‬ ‫ﻳﺒﻘﻰ اﻻﺑﻦ ﻣﻊ اﻷم.‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ذﻟﻚ اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻻﻏﺘﺮاب ا ﺼﺤﻮب ﺑﺎﻟﻌﺰﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻋﺪم اﳊﻤﺎس ﻟﻠﻘﻀﺎﻳﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫واﻟﻌﺰوف ﻋﻦ ا ﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ.. اﻟﺦ. واﻻﻏﺘﺮاب ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ا ﻔﻬﻮم اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ اﻟـﺬي‬ ‫ﻳﺮى أن اﻻﻏﺘﺮاب ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻓﻜﺮي ﻳﺘﺒﻨﺎه اﻟﺸﺨﺺ ﲡﺎه ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت اﳊﻴﺎة واﻟﻈﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.‬

‫201‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫4 أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬
‫ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻓﻲ اﻟﻄﺐ واﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫وﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻹﻛﻠﻴﻨﻴﻜﻲ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة‬ ‫ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﻓﻔﻲ ﺳـﻨـﺔ ٩٢٩١ أﺑﺪى ﻃﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴـﻲ اﺳـﻤـﻪ‬ ‫ﺟـﻴـﻜـﺒ ـﺴــﻮن ‪ Jacobson‬اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﻪ ﺑـﺎﻛـﺘـﺸــﺎف ﻃــﺮق‬ ‫ﻟﻼﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ. وﻓـﻲ ﻛـﺘـﺎب‬ ‫ﻣـﺸـﻬـﻮر ﻟـﻪ ﺑ ـﻌ ـﻨــﻮان »اﻻﺳ ـﺘــﺮﺧــﺎء اﻟ ـﺘ ـﺼــﺎﻋــﺪي«‬ ‫)‪ (٣٬٢٬١) (Progressive Relaxation‬ﻗﺮر أن اﺳﺘﺨﺪام‬ ‫ﻫﺬه اﻟﻄﺮق ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻓﻮاﺋﺪ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺑـ‬ ‫ا ﺮﺿﻰ ﺑﺎﻟـﻘـﻠـﻖ. وﻳـﺠـﻤـﻊ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻟـﻌـﻼج اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ‬ ‫واﻟﺴﻠﻮﻛﻲ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋﺪة اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫ﻓﻲ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻟﻘﻠﻖ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴـﺔ. وﻓـﻲ‬ ‫اﻟـﻮﻻﻳـﺎت ا ـﺘـﺤـﺪة ﳒـﺪ أن ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣــﻦ ا ـﻌــﺎﳉ ـ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴـ ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪﻣـﻮن ﻫـﺬه اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ وﻳـﻄـﻮرون‬ ‫أﺳﺎﻟﻴﺐ أﺧﺮى ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ‬ ‫ا ﺜﺎل ﻳﻘﻴﻢ اﻟﻄﺒﻴﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺟـﻮزﻳـﻒ وﻟـﺒـﻲ ‪Joseph‬‬ ‫‪ Wolpe‬ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺗﻘﻮم ﻋـﻠـﻰ‬ ‫إرﺧﺎء اﻟﻌﻀﻼت إرﺧﺎء ﻋﻤﻴﻘﺎ)٤٥(.‬ ‫وﻳﻌﺘﺒﺮ أﺳﻠﻮﺑﻪ ﺑﺤﻖ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮ أن ﻣﻨﻬﺠـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻧـﻔـﺲ اﻷﺳـﺲ اﻟـﺘـﻲ‬ ‫وﺿﻌﻬﺎ ﺟﻴﻜﻴﺒﺴﻮن إﻻ أﻧﻪ ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪﻣـﻪ ﻛـﺠـﺰء ﻣـﻦ‬
‫301‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻣﻨﻬﺠﻪ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻖ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ. وﻟﻜﻲ ﻧﺒ ﻛﻴﻒ ﻜﻦ إﺟﺮاء اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺒ اﻵن اﻟﺴﺮ ﻓﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ وﳒﺎﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت‬ ‫اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻘﻠﻖ.‬

‫ﺗﺒ ﺑﺤﻮث ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻔﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ان ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﻟﻼﺿﻄـﺮاﺑـﺎت اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ ﺑـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮات وزﻳـﺎدة ﻓـﻲ‬ ‫اﻻﻧﺸﻄﺔ اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ. وﺗﺘﺮﻛﺰ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات ﻓﻲ اﳉﺒﻬﺔ. وﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٨٥٩١‬ ‫ﺗﺒ اﻳﻀﺎ ان اﺛﺎرة اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﺗﺆدي اﻳﻀﺎ اﻟﻰ ﺗﻮﺗﺮات ﻓﻲ اﻟﺮﻗﺒﺔ وﻣﻔﺎﺻﻞ‬ ‫اﻟﺬراﻋ واﻟﺮﻛﺒﻴ واﻟﻌﻀﻼت اﻟـﺒـﺎﺳـﻄـﺔ)×(. ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺘﻮﺗﺮ ﺣﺘـﻰ ﻋـﻀـﻼت‬ ‫اﻻﻋﻀﺎء اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻛﺎﻣﻌﺪة واﻟﻘﻔﺺ اﻟﺼﺪري وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌـﺮض اﻟـﺸـﺨـﺺ‬ ‫ﻨﺒﻬﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﺗﺰداد اﳊﺮﻛﺎت اﻟﻼإرادﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﺪﻳﻦ واﻟﺬراع.‬ ‫وﻣﻦ اﻟﺜﺎﺑﺖ اﻳﻀﺎ ان اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ اﺳﺎﺳﺎ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺷﺪة اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﻔﺮد ﺸـﻜـﻼات‬ ‫ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻮاﻓﻘﻪ. وﻣﻦ ا ﺆﺳﻒ ان اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺑﻞ ﻳﻀﻌﻒ‬ ‫ﻗﺪرة اﻟﻜﺎﺋﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻓﻖ واﻟﻨﺸـﺎط اﻟـﺒـﻨـﺎء واﻻﻧـﺘـﺎج واﻟـﻜـﻔـﺎءة اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ.‬ ‫ﻓﺎﻻﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺸﺪ واﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻘﻠﻖ ﺗﻨﻬﺎر ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﻢ وﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟـﻌـﻘـﻠـﻲ واﳉـﺴـﻤـﻲ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﻋـﺠـﺰﻫـﻢ ﻋـﻦ ﺗـﻮﻇـﻴـﻒ‬ ‫اﻟﻌﻀﻼت اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺗﻮﻇﻴﻔﺎ ﺑﻨﺎء.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﳒﺪ أن اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻳﻌﺮف - ﺑﺎ ﻌﻨﻰ اﻟﻌﻠﻤﻲ - ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻜﻞ‬ ‫اﻻﻧﻘﺒﺎﺿﺎت واﻟﺘﻘﻠﺼﺎت اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ا ﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﺘﻮﺗﺮ. واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﻬﺬا ا ﻌﻨﻰ‬ ‫ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻬﺪوء اﻟﻈﺎﻫﺮي أو ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻮم ﻷﻧـﻪ ﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎدر أن ﲡـﺪ‬ ‫ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎ ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺘﻪ أو ﺳﺮﻳﺮه ﻟﺴﺎﻋﺎت ﻣﻌﺪودة ﻟﻜـﻨـﻪ ﻻ ﻳـﻜـﻒ ﻣـﻊ‬ ‫ذﻟﻚ ﻋﻦ إﺑﺪاء ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟـﻌـﻀـﻮي واﳊـﺮﻛـﻲ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﳊﺮﻛﻲ واﻟﺘﻘﻠﺐ ا ﺴﺘﻤﺮ واﻟﺬﻫﻦ ا ـﺸـﺤـﻮن ﺑـﺎﻷﻓـﻜـﺎر‬ ‫واﻟﺼﺮاﻋﺎت.‬ ‫وإذا ﻛﺎن اﻻﺿﻄﺮاب اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻳﺆدي إﻟﻰ إﺛﺎرة اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ ﻓﺎن ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺜﺎﺑﺖ أﻳﻀﺎ أن إﺛﺎرة اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ ﲡﻌـﻞ اﻟـﺸـﺨـﺺ ﻣـﺴـﺘـﻔـﺰا ﻟـﻼﻧـﻔـﻌـﺎل‬
‫401‬

‫ﳌﺎذا ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ؟:‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻓﻲ اﻻﲡﺎه ا ﻼﺋﻢ ﻟﻬﺬه اﻟﺘﻮﺗـﺮات. ﻓـﺮﺳـﻢ ﻋـﻼﻣـﺎت اﻟـﻐـﻀـﺐ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻮﺟﻪ ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺸﺨﺺ ﺳﺮﻳﻊ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ﻣﺜﻼ.‬ ‫ﻗﺲ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ أي اﻧﻔﻌﺎل آﺧﺮ ﺳﻠﺒﻲ )ﻛﺎﳋﻮف واﻟﻀﻴﻖ( أو إﻳﺠﺎﺑﻲ )ﻛﺎﳊﺐ‬ ‫واﻟﺴﺮور واﻟﺘﻘﺒﻞ...( واﻟﻌﻜﺲ أﻳﻀﺎ ﺻﺤـﻴـﺢ ـﻌـﻨـﻰ أن إرﺧـﺎء اﻟـﺘـﻮﺗـﺮات‬ ‫اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ وإﻳﻘﺎف اﻧﻘﺒﺎﺿﺎﺗﻬﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت ا ـﺼـﺎﺣـﺒـﺔ‬ ‫ﻟﻬﺬه اﻟﺘﻮﺗﺮات. وﺳﻨﺮى ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻛﻴﻒ ﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺬا اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء.‬

‫ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﺗﺸﻴﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻮﺗﺮ اﳋﻔﻴﻔﺔ وا ﺆﻗﺘﺔ اﺳﺘـﺠـﺎﺑـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻤﺸﻜﻼت اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﲢـﺘـﺎج ﻟـﺪرﺟـﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ‬ ‫واﻻﻫﺘﻤﺎم وﺗﻌﺒﺌﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ. ﻏﻴﺮ أن اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳊﺎﻻت ﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ ﺿـﺮورﻳـﺎ‬ ‫ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻘﻈﺔ وﻻ ﻳﻨﺘـﻬـﻲ ـﻀـﺎﻋـﻔـﺎت ﻣـﺮﺿـﻴـﺔ‬ ‫ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ.‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﺑﻌﺾ اﻷﻓـﺮاد ـﻦ ﻳـﻌـﻴـﺸـﻮن ﻃـﻮل اﻟـﻮﻗـﺖ‬ ‫ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺸﺪﻳﺪ وﻳﺼﻄﺤـﺐ ﻫـﺬا اﺳـﺘـﺜـﺎرة ﻓـﻲ اﳉـﻬـﺎز‬ ‫اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﺟﻤﻮد ﻋﻀﻼت ﺑﻌـﺾ اﻷﻋـﻀـﺎء وارﺗـﻔـﺎع اﻟـﻀـﻐـﻂ‬ ‫وزﻳﺎدة ﻧﺒﻀﺎت اﻟﻘﻠﺐ واﺿﻄﺮاب اﻧﺘﻈﺎم اﻟﺘﻨﻔﺲ.‬ ‫وﻳﺜﺒﺖ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ أن اﺳﺘﻤﺮار ارﺗﻔﺎع ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ اﻟـﻌـﻀـﻠـﻲ‬ ‫ﻳﻈﻬﺮ ﺑ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻌﺼﺎﺑﻴ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺼﺮاع ا ﺴﺘﻤـﺮ‬ ‫واﻟﻘﻠﻖ.‬ ‫و ﺘﻠﺊ اﻟﺘﺮاث اﻟﺴﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﺑﺒﺤﻮث ﻋﺪة ﺗﺆﻛﺪ أن اﻻﺳﺘﺜـﺎرة اﻟـﻌـﻀـﻮﻳـﺔ‬ ‫واﻟﻌﻀﻠﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺗﺸﻴﻊ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.‬ ‫ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻌﺎدﻳ وا ﺮﺿﻰ اﻟﻨﻔﺴﻴ ﺗﺒ أن‬ ‫ﻫﺬه اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻻﺿﻄـﺮاب واﻟـﺘـﻮﺗـﺮ اﻟـﻌـﻀـﻠـﻲ ﲢـﺖ ﻛـﻞ‬ ‫اﻟﺸﺮوط. وﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ ﺗﺒ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد‬ ‫زﻳﺎدة ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﻹﻃﺎر اﻟﺘﻮﺗـﺮ اﻟـﻌـﻀـﻠـﻲ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺿـﻌـﻒ ﻗـﺪرة اﳉـﻠـﺪ ﻋـﻠـﻰ ا ـﻘـﺎوﻣـﺔ وارﺗـﻔـﺎع اﻟـﻨـﺒـﺾ وﺿـﻐـﻂ اﻟـﺪم‬ ‫واﺿﻄﺮاب اﻟﺘﻨﻔﺲ.‬ ‫وﻓﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ أﺧﺮى ﺑ ﻓﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﻣﻴ وا ﺼﺎﺑ ﺑﺎﳉﻨﻮن اﻟﺪوري‬
‫501‬

‫اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ واﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ )اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص(:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫)أي اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﺌﺎب إﻟﻰ اﻟﻬﻮس واﻟﺘﻬﻴﺞ( واﻟﻌﺼﺎﺑﻴ‬ ‫واﻷﺳﻮﻳﺎء ﺗﺒ أن اﻟﻔﺼﺎﻣﻴ ﻣﻦ ﺑ ﻛﻞ ﻫﺆﻻء ﻳﻜﺸﻔﻮن ﻋﻦ أﻋﻠﻰ درﺟﺎت‬ ‫اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ. وﻗﺪ ﻳﻮﺣﻲ ﻫﺬا ﺑﺎن أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻜﻦ أن ﺗﺆدي إﻟﻰ‬ ‫ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻋﻼج اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻔﺼﺎﻣﻴﺔ.‬ ‫وﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺗﺒـ اﻟـﺪراﺳـﺎت اﻟـﻘـﻠـﻴـﻠـﺔ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﻨـﺘـﺎﺋـﺞ‬ ‫اﻟﻄﺮﻳﻔﺔ. ﻓﺒﺎﻟﺮﻏﻢ ﺎ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻪ ﻫـﺆﻻء ا ﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘـﺨـﻠـﻒ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﻨﺸﺎط اﳊﺴﻲ واﳊﺮﻛﻲ )اﻟﺒﻂء ﻓﻲ اﳊﺮﻛﺔ واﻟﻜﻼم واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ( اﻟﺬي‬ ‫ﻗﺪ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺜﺎرة اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﻓﺎن ﻣﻘﺎرﻧﺘﻬﻢ‬ ‫ﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﻌﺎدﻳ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﳉﺒﻬـﺔ واﻟـﻔـﻜـ‬ ‫واﻟﺬراﻋ واﻟﻘﺪﻣ ﺑﻴﻨﺖ اﻧﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﺗﻮﺗﺮا ﻣﻦ اﻷﺳﻮﻳﺎء. وﺗﺒ ﺑﺤﻮث ﺎﺛﻠﺔ‬ ‫أن ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻳﺨﺘﻔﻲ أو ﻳﺘﻀﺎءل ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ.‬ ‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺼﺮاﻋﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻻﺗﻔﺎق‬ ‫ﻋﻠﻰ أن أﻋﺮاض اﻟﻘﻠﻖ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ. ﻓﻌﺪم اﻻﺳـﺘـﻘـﺮار واﻟـﺸـﺪ‬ ‫واﻻﺳﺘﺜﺎرة اﻟﺰاﺋﺪة واﳊﺮﻛﺔ ا ﺴﺘﻤﺮة ﻛﻘﻀﻢ اﻷﻇﺎﻓﺮ واﻟﻠـﻮازم اﳊـﺮﻛـﻴـﺔ‬ ‫وﻓﺮك اﻟﻴﺪﻳﻦ.. اﻟﺦ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻗﻠﻴـﻠـﺔ ﻣـﻦ اﻻﺿـﻄـﺮاﺑـﺎت اﻟـﻌـﻀـﻮﻳـﺔ‬ ‫اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻖ. وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﻳﺸـﻜـﻮ اﻟـﺸـﺨـﺺ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻪ واﻟﺼﺪاع وآﻻم اﻟﻈﻬﺮ وﺧﻔﻘﺎن اﻟﻘﻠﺐ ور ﺎ‬ ‫آﻻم ﻓﻲ اﻟﻘﺪم واﻟﺴﺎﻗ واﻟﺬراﻋ .. اﻟﺦ.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻻزﻣﺔ ﻣﻦ ﻟﻮازم اﻟﻘﻠﻖ وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻪ.‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻓﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ واﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ‬ ‫ا ﻄﻤﺌﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮات اﻟﻌﻀﻼت ﻳﺆدﻳﺎن إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﻠﻤﻮس ﻓﻲ‬ ‫ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻖ.‬ ‫وﻣﻦ ا ﻌﺘﻘﺪ أن اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﳊﺮﻛﻴﺔ واﻟﻠﻮازم اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴـﻊ ﺑـ‬ ‫ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﺼﺎﺑـﻴـ ﻛـﺎﻟـﻮﺳـﻮﺳـﺔ و ﻃـﻘـﻄـﻘـﺔ اﻷﺻـﺎﺑـﻊ و ﻗـﻀـﻢ اﻷﻇـﺎﻓـﺮ‬ ‫واﳊﺮﻛﺎت اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻢ واﻟﻌ واﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺎت ﻏﻴﺮ ا ﻼﺋﻤﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ‬ ‫أﺷﻜﺎل ﺣﺮﻛﻴﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺜﻮر.‬

‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳒﺪ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻴﻞ إﻟﻰ أن ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت‬

‫ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺗﻮﺗﺮات ﻋﻀﻠﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﲡﺎه اﻻﺿﻄﺮاب اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ؟‬

‫601‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﳉﺴﻢ ﻛﻠﻪ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﺎرة اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ ﻫـﻨـﺎك ﺑـﻌـﺾ‬ ‫اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻄﺮﻳﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺎول أن ﺗﺘﺎﺑﻊ اﻻﺳﺘﺜﺎرة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ. و ﻜﻦ أن ﻧﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ ﺑﺤﻮث اﻟﺘﻮﺗﺮ اﺳـﻢ‬ ‫»ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮات« ﻓﻬﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ﻦ ﺗﺘﺮﻛﺰ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﻟﻠﻘﻠﻖ واﻻﻧﻔﻌﺎل‬ ‫ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﻮﺗﺮات ﻋﻀﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﳉﺴﻢ ﻛﻠﻪ.‬ ‫وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺼﺪاع وآﻻم اﻟﻈﻬﺮ )ﻛﺄﺷﻜﺎل‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ( ﺗﺸﻴﻊ ﺑ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﺎﻟﺸﺪ واﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﻔﻌﻞ واﻟﻨﺸﺎط.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﳒﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ا ﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﺗـﻮﺗـﺮ‬ ‫ﻋﻀﻼت اﻟﺮﻗﺒﺔ أو اﻟﺮأس أو اﻟﺬراع ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻷﻋﻀﺎء ذات ﻗﺪر‬ ‫ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺎط واﻟﻔﻌﻞ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻮﺗﺮات ﻓﻴﻬﺎ.‬ ‫وﻓﻲ دراﺳـﺔ ﻋـﻠـﻰ ٠٠٤ ﻣﺮﻳﺾ ﺗﺒ أن اﻟـﺼـﺪاع اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ )أي اﻟـﺼـﺪاع‬ ‫اﻟﺮاﺟﻊ ﻟﻠﺘﻮﺗﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ( ﻳﺤﺪث ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻖ.‬ ‫أﻣﺎ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺜﻴﺮ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺼﺮاع أو اﻟﺬﻧﺐ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣـﺎ‬ ‫ﺗﺆدي إﻟﻰ آﻻم ﻓﻲ اﻟﻈﻬﺮ. وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ ﻣـﻦ ذوي‬ ‫اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺼـﺪاع وآﻻم اﻟـﺮأس ﺗـﺒـ أن ﻣـﻨـﺎﻗـﺸـﺔ ا ـﻮاﻗـﻒ‬ ‫اﻟﺼﺪﻣﻴﺔ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻗـﺪ أدى إﻟـﻰ ﺗـﻮﺗـﺮات ﻋـﻀـﻠـﻴـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫اﳉﺒﻬﺔ.‬ ‫وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﳉﺴﻢ ﲢﺪث ﻓﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ وﻋﻨﺪ إﺛﺎرة أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع‬ ‫أﻳﻀﺎ. ﻓﻤﺜﻼ ﺗﺒ أن إﺛﺎرة اﻟﻌﺪوان ﺗﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ﻋﻀﻼت اﳉﺒﻬﺔ‬ ‫ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺆدي إﺛﺎرة اﻟﺮﻏﺒﺔ اﳉﻨﺴﻴﺔ واﻟﺼﺮاع اﳉﻨﺴﻲ إﻟﻰ آﻻم وﺗﻮﺗﺮات ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺴﺎق.‬ ‫وﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤﻨﺒﻬﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم أن‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺗﻮﺗﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻀﻞ ﻣﻌ أﻣﺮ ﺗﻠﻌﺐ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺮوق اﻟﻔﺮدﻳﺔ دورا‬ ‫ﻛﺒﻴﺮا أﻳﻀﺎ. ﻓﺎﻟﻔﺮد اﻟﺬي اﻋﺘﺎد. أن ﻳﻮاﺟﻪ اﺿﻄﺮاﺑﺎﺗﻪ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮاﺟﻌـﺔ‬ ‫ﻟﻠﻘﻠﻖ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺪاع ﺳﻴﻈﻬﺮ اﻟﺼﺪاع ﻟﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫اﻷﺧﺮى )اﻟﻌﺪاوة اﳉﻨﺲ اﻟﺼﺮاع.. اﻟﺦ( ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ا ﺼﺪر.‬ ‫أﻣﺎ ﺎذا ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﺮاد ﻟﻼﺳﺘﺜﺎرة اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺑﺘﻮﺗﺮات ﻋﻀﻠﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫701‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫)ﻓﻲ اﳉﺴﻢ ﻛﻠﻪ( ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺑﺎﻟﺼﺪاع أو ﺑﺂﻻم اﻟﻈﻬﺮ‬ ‫أو ﺑﺄي ﻂ ﻋﻀﻮي آﺧﺮ ﻓﺎن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ‬ ‫ا ﺮﺟﺢ أن ﻳﺮﺟﻊ ﺟﺰء ﻣﻦ ﻫﺬا إﻟﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺘﺮﻛﻴﺐ اﻟﻌﻀﻮي‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ )ﻣﻦ ﺣـﻴـﺚ اﻟـﻘـﻮة أو اﻟـﻀـﻌـﻒ( أو إﻟـﻰ ﻋـﻮاﻣـﻞ اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﻓـﺒـﻌـﺾ‬ ‫اﳉﻤﺎﻋﺎت ﺗﺪﻋﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﻋﻀﻮ ﻣﻌ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺗﺪﻋﻢ )أو ﺗﺴﺘﻬﺠﻦ(‬ ‫اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺑﺄﻋﻀﺎء أﺧﺮى ور ﺎ ﻳﻜﻮن أﻳﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻮاﻣﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ وأ ﺎط‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻜﻴﻒ اﻟﻔﺮدي.. ﻓﺎﻟﺸﺨﺺ ا ﺴﺘﺜﺎر اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎ وﻫﻮ ﺎرس اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‬ ‫أو اﻟﻘﺮاءة ﻗﺪ ﺗﺘﻮﺗﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻀﻼت اﻟﻌﻴﻨ أو اﻟﺬراﻋ أو اﻟﻈﻬﺮ... أو ﻛﻠﻬﺎ‬ ‫ﺟﻤﻴﻌﺎ.‬ ‫واﳋﻼﺻﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا أن ﺑﺤﻮث »ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮات« ﻗﺪ ﺗﻀﻴﻒ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻤﻴﻘﺔ‬ ‫ﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻓﺎن ﺗﻨﺒﻪ اﻟﺸﺨﺺ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﻌﻠﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ ا ﺴﺘﺜﺎر. وﺳﻴﺴﺎﻫﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ أن ﺗﻌﺪ ﺧﻄﺔ‬ ‫اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ور ﺎ ﻣﺨﺘﺼﺮة.‬

‫ﻳﺴﺘﻐﺮق ﺗﺪرﻳﺐ ا ﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ا ﻨﻈﻢ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﻴـﺎدات‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻋﺎدة ﺳﺖ ﺟﻠﺴﺎت ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺨﺼﺺ ﻋﺸﺮﻳﻦ‬ ‫دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫أن ﺎرس اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺪة ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة دﻗﻴﻘﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ‬ ‫ﺑﺤﺴﺐ اﻹرﺷﺎدات اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ.‬ ‫وﻳﺠﺐ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠـﻰ اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء أن ﻧـﻌـﻄـﻲ اﻟـﺸـﺨـﺺ‬ ‫ﺗﺼﻮرا ﻋﺎﻣﺎ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﺿﻄﺮاﺑﻪ اﻟﻨﻔﺴﻲ )أي اﻟﻘﻠﻖ( وأن ﻧﺒ ﻟﻪ أن اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫اﻟﻌﻀﻠﻲ ﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﻘﻠﻖ.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﳒﺪ أن ﻣﺠﺮد اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﺎدي ﺑﺎﻟﺮﻗﺎد ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺔ )أو ﺳﺮﻳﺮ( ﻳﺆدي‬ ‫إﻟﻰ آﺛﺎر ﻣﻬﺪﺋﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ. واﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻫﺬا أن ﻫـﻨـﺎك ﻋـﻼﻗـﺔ واﺿـﺤـﺔ ﺑـ‬ ‫ﻣﺪى اﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻼت وﺣﺪوث ﺗﻐﻴﺮات اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻠﻄﻔﺔ )أو ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﻘﻠﻖ(.‬ ‫وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﺤﺪد ﻟﻸﻋﻀﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎﺋﻬﺎ وﻟـﻜـﻦ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن ﻳﺒﺪأ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﺒﻌﺾ أﻋﻀﺎء اﳉﺴﻢ‬ ‫ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ وﺑﻨﺠـﺎح ﻣـﻦ ﺿـﺒـﻂ ﻗـﺪرﺗـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﺳـﺘـﺮﺧـﺎء‬
‫801‬

‫اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء:‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫ﻋﻀﻼت اﳉﺴﻢ ﻛﻠﻪ.‬ ‫وﻳﻔﻀﻞ ا ﻌﺎﳉﻮن اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﻮن ﻋﺎدة اﻟﺒﺪاﻳـﺔ ﺑـﺎﻟـﺘـﺪرﻳـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﺳـﺘـﺮﺧـﺎء‬ ‫ﻋﻀﻼت اﻟﺬراﻋ ﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ا ﺮﻳـﺾ ﺑـﺸـﻜـﻞ واﺿـﺢ‬ ‫ﻣﻌﻨﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ وﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﺛﻢ ﻳـﺘـﻢ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎل ﺑـﻌـﺪ‬ ‫ذﻟﻚ ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮأس ﻻن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ا ﻬﺪﺋﺔ ﻟﻠﺘﻮﺗﺮ ﺗﺘﺮﻛـﺰ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺪرة‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻋﻀﻼت اﻟﻮﺟﻪ وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺮأس ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم... وﻫﻜﺬا.‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ﳒﺪ أن أﻋﺪاد ا ﺮﻳﺾ وﺗﻬﻴﺌﺘﻪ ﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫اﻟﻌﻀﻠﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎط اﻵﺗﻴﺔ:‬ ‫١- ﻳﺒ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ أﻧﻪ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺧـﺒـﺮة ﺟـﺪﻳـﺪة أو ﻣـﻬـﺎرة ﻻ‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ أي ﻣﻬﺎرة ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﻛﻘﻴﺎدة ﺳﻴﺎرة أو‬ ‫ﺗﻌﻠﻢ ﺳﺒﺎﺣﺔ أو ﻟﻌﺒﺔ رﻳﺎﺿﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة. وﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻳﺒ ﻟﻪ أﻧﻪ - أي ا ﺮﻳﺾ‬ ‫ ﻣﺜﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺗـﻌـﻠـﻢ أن ﻳـﻜـﻮن ﻣـﺸـﺪودا وﻣـﺘـﻮﺗـﺮا واﻧـﻪ ﺑـﻨـﻔـﺲ‬‫ا ﻨﻄﻖ ﻜﻨﻪ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ أي ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء واﻟﻬﺪوء‬ ‫وان دور ا ﻌﺎﻟﺞ ﻫﻮ أن ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ذﻟﻚ.‬ ‫٢- ﻳﺒ ا ﻌﺎﻟﺞ أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬا ﻗﺪ ﻳﺸﻌﺮ ا ﺮﻳﺾ ﺑﺒﻌﺾ ا ﺸﺎﻋﺮ‬ ‫اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻛﺎﻟﺘﻨﻤﻴﻞ ﻓﻲ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻴﺪ أو إﺣﺴﺎس أﻗﺮب ﻟﻠﺴﻘﻮط واﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن‬ ‫ﻻ ﻳﺨﺸﻰ ذﻟﻚ ﻻن ﻫﺬا »ﺷﻲء ﻋﺎدي ودﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن ﻋﻀﻼت اﳉﺴﻢ ﺑﺪأت‬ ‫ﺗﺘﺮاﺧﻰ«. وﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻻن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ - ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫اﻟﻬﺴﺘﻴﺮﻳ - ﻗﺪ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﻟﻼﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﺨﻮف ﻣﺒـﺎﻟـﻎ ﻓـﻴـﻪ أو ﺑـﺸـﻌـﻮر ﺑـﺎن‬ ‫ﺷﻴﺌﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ أﺟﺴﺎﻣﻬﻢ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ ا ﻔﺮوض أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ دﻟﻴﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ أن اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻋﻀﻼت اﳉﺴﻢ.‬ ‫٣- ﻳﻨﺼﺢ ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺄن ﺗﻜﻮن أﻓﻜﺎره ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰة ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ أي‬ ‫ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء وذﻟﻚ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻌـﻤـﻴـﻖ اﻹﺣـﺴـﺎس ﺑـﻪ. وﻟـﻜـﻲ‬ ‫ﻳﺴﺎﻋﺪ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ أﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﻗﺪ‬ ‫ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ‬ ‫ﺸﺎﻋﺮ ﻫﺎدﺋﺔ وﻓﻴﺎﺿﺔ )ﻳﺤﺴﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻴﻞ ﺑﺸﻜـﻞ ﻧـﻮﻋـﻲ أي أن‬ ‫ﻳﻜﻮن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻗﺪ ﻋﺮف ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪ‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻛﺎﻟﻀﻮء اﳋﺎﻓﺖ أو اﻟﺘﺪﺧ أو اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء ﻓـﻲ اﻟـﻈـﻬـﻴـﺮة ﺑـﻌـﺪ‬ ‫وﺟﺒﺔ ﺷﻬﻴﺔ... اﻟﺦ(.‬
‫901‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫٤- ﻣﻦ اﺨﻤﻟﺎوف اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺎب ﺑﻌﺾ ا ﺮﺿﻰ ﺷـﻌـﻮرﻫـﻢ ﺑـﺄﻧـﻬـﻢ ﺳـﻴـﻔـﻘـﺪون‬ ‫اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﺬات)×١(. ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﻳﺘﺪﺧﻞ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﺎ ﺑ اﳊ واﻵﺧﺮ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ أو ﺑﺄﻛﺜﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻌﺚ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ‬ ‫ا ﺮﻳﺾ. وﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﺿﺮوري ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ‬ ‫ﻏﻴﺮ ﺟﻨﺲ ا ﺮﻳﺾ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا ﺮﻳﺾ )إذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﳉﻨﺲ( ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﺗﻨﺘﺎﺑﻪ ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ اﳉﻨﺴﻴﺔ ا ﺜﻠﻴﺔ. وﺗﺒ ﻟﻨﺎ ﺧﺒﺮﺗﻨﺎ اﳋﺎﺻﺔ أن‬ ‫اﻟﺪور اﻷﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ا ﻌﺎﻟﺞ أن ﻳﺒﺮزه ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻠﺤـﻈـﺎت ﻫـــﻮ‬ ‫دور ا ﺮﺷﺪ أو ا ﻌﻠﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻬﺪف ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳉﺴﻢ ﻘﺪار ﻣﺎ ﻳﻬﺪف‬ ‫إﻟﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﺮﻳﻀﻪ ﺧﺒﺮة ﺟﺪﻳﺪة.‬ ‫٥- ﻛﻘﺎﻋﺪة ﻳﺠﺐ اﻟﺘﻮﺻﻴﺔ ﺑﺎﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﻀﻼت اﳉﺴﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﺗﺮاﺧﻰ ﺗﺎم أﺛﻨﺎء اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻐﻤﻴﺾ اﻟﻌﻴﻨ ﻨﻊ ا ﺸﺘﺘﺎت اﻟﺒﺼﺮﻳـﺔ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻮق اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﺘﺎم. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﳉﻠﺴﺎت‬ ‫اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﺑ اﳊ واﻵﺧﺮ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ‬ ‫ﺑﺎن ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ. وﻫﺬا ﺿﺮوري ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻷﺷﺨﺎص اﻟـﺬﻳـﻦ‬ ‫ﺗﺘﻤﻠﻜﻬﻢ اﻟﺮﻳﺒﺔ أو اﻟﺸﻚ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا ﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﳉﻨﺲ اﻵﺧﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ‬ ‫ﻳﺘﺼﻮر ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻮﻗﻒ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻹﻏﺮاء اﳉﻨﺴﻲ.‬ ‫٦- ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﻮق اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻨﺎﺟﺢ ﲡﻮل اﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﺗﺨﻴﻼت ﺑﻌﻴﺪة وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻻ ﺧﻄﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﻤﻦ اﻷﻓﻀﻞ اﻟﺮﺟﻮع ﺑﻬﺬه‬ ‫اﻷﻓﻜﺎر إﻟﻰ ا ﻮﻗﻒ ﺑﻘﺪر اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ.‬ ‫٧- وأﺧﻴﺮا ﻓﺎن ﻋﻠﻰ ا ﻌﺎﻟﺞ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻣﺮﻳﻀـﻪ وﺣـﺴـﺎﺳـﺎ‬ ‫ﻟﻜﻞ ﺷﻜﻮﻛﻪ وﻣﺨﺎوﻓﻪ وﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﻛﺴﺐ ﺛﻘﺘﻪ وﺗﻌﺎوﻧﻪ ﻓﻲ ﳒﺎح اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء.‬ ‫وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال إذا ﻇﻬﺮ ﻷي ﺳﺒﺐ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب أن ا ﺮﻳﺾ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒـﻞ أو‬ ‫ﻣﺘﺤﻤﺲ ﻟﻺﺟﺮاء. ﻓﺎن ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ا ﻌﺎﻟﺞ وﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻷﺧﺮى‬ ‫ﺳﺘﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ أﺷﻜﺎل ﻋﻼﺟﻴﺔ أﺧﺮى ﻣﻼﺋﻤﺔ.‬

‫ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري أن ﻧﺒ أن اﺳﺘﺮﺧﺎء أي ﻋﻀﻮ ﻣﻌـﻨـﺎه اﺧـﺘـﻔـﺎء ﻛـﺎﻣـﻞ ﻷي‬ ‫ﺗﻘﻠﺼﺎت أو اﻧﻘﺒﺎﺿﺎت ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻀﻮ. و ﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺪل ﻋﻠﻰ ﳒﺎح اﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫ﻋﻀﻮ ﻣﻌ )ﻛﻌﻀﻼت اﻟﺬراع ﻣﺜﻼ( ﺑﺘﺤﺮﻳﻜﻪ ﻓـﻲ اﻻﲡـﺎﻫـﺎت اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ أو‬
‫011‬

‫ﳕﻮذج ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء:‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ وﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻧﺎﺟﺤـﺎ إذا ﻟـﻢ ﳒـﺪ أي ﻣـﻘـﺎوﻣـﺔ ﻣـﻦ ﻫـﺬا‬ ‫اﻟﻌﻀﻮ. ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ آﺧﺮ ﺗﻜﻮن أﻋﺼﺎب ﻫﺬا اﻟﻌﻀﻮ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﺎﻣﺎ ﻋﻦ أي ﻧﺸﺎط.‬ ‫وﻳﺘﻮﻗﻒ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﳒﺎح اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻓﻲ ﻗﺪرة اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺘﻤﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻨﺎﺟﺢ اﻹرادي ﻟﻜﻞ ﻋﻀﻼت اﳉﺴﻢ‬ ‫ﻋﻀﻮا ﻓﻌﻀﻮا. ﻟﻬﺬا ﳒﺪ أن ﻫﻨﺎك اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒـﻴـﺮا - ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﳊـﺎﻟـﻲ -‬ ‫ﺑﺎﺑﺘﻜﺎر ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء اﻟـﻌـﻀـﻮي اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ‬ ‫ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ. وﻗﺪ اﺧﺘﺮﻧﺎ ﻟﻠﻘﺎر ﻮذﺟﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻔـﺼـﻞ ﺗـﺘـﻮاﻓـﺮ‬ ‫ﻓﻴﻪ ﻣﺰاﻳﺎ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻄﺮق. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻜﻦ ﺗﻄﺒﻴﻖ ذﻟﻚ اﻟـﺘـﻤـﺮﻳـﻦ ذاﺗـﻴـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺮض اﻟﺸﺨﺺ ﻟﻠﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ )أﻧﻈﺮ اﻟﺘﺬﻳﻴﻞ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺼﻞ( وﻟﺘﻴﺴﻴﺮ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﺪرﻳﺒﺎت اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎر أن ﻳﻘﻮم‬ ‫ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ إﺣﺪاﻫﺎ ﺑﺼﻮت ﻋﻤﻴﻖ وﻫـﺎد وأن ﻳـﻌـﻴـﺪ اﻟـﺘـﺴـﺠـﻴـﻞ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣـﺮة‬ ‫ﻳﺤﺎول ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻣﻨﻔﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ا ﺘﻀﻤﻨﺔ. وﺗﺒﻴـﻊ ﻣـﻌـﺎﻫـﺪ اﻟـﻌـﻼج‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة ﺗﺴﺠﻴﻼت ﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻜﻨﻬﺎ أن‬ ‫ﺗﻘﻮم ﻣﻘﺎم ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻌﻼج.‬

‫ﺗﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻨﺢ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻬﺎرة وﺧﺒﺮة ﻜﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ وﻟـﻠـﺸـﺨـﺺ‬ ‫ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ اﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﻓﻲ أﻏﺮاض ﻋﺪة:‬ ‫١- ﻣﻦ أول اﻷﻫﺪاف اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻫﻮ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪاﻣـﻪ‬ ‫ﻣﻊ أﺳﻠﻮب اﻟﺘﻄﻤ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ أو اﻟﺘﻌﻮﻳﺪ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻋﻠﻰ ا ـﻮاﻗـﻒ ا ـﺜـﻴـﺮة‬ ‫ﻟﻠﻘﻠﻖ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﻣﻦ ا ﻤﻜـﻦ اﺳـﺘـﺨـﺪام أﺳـﻠـﻮب اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء وﺣـﺪه إﻻ أن‬ ‫اﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻪ ﺟﻨﺒﺎ إﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ أﺳﻠﻮب اﻟـﺘـﻄـﻤـ اﻟـﺘـﺪرﻳـﺠـﻲ )اﻟـﺬي‬ ‫ﺳﺒﻘﺖ اﻹﺷﺎرة إﻟﻴﻪ(.‬ ‫٢- وﺑﻨﻔﺲ ا ﻨﻄﻖ ﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻛﺄﺳـﻠـﻮب ﻣـﻦ أﺳـﺎﻟـﻴـﺐ‬ ‫اﻟﻌﻼج اﻟﺬاﺗﻲ واﻟﻀﺒﻂ اﻟﺬاﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻖ اﻟﻔﻌـﻠـﻲ. وﻟـﻬـﺬا ﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎدر أن ﳒﺪ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا ﻌﺎﳉ ﻳﻮﺻﻮن ﺤﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻟـﺪﻗـﺎﺋـﻖ‬ ‫ﻣﻌﺪودة ﻳﻮﻣﻴﺎ وﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ )ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ( ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻛﺎﻟـﻈـﻬـﻮر أو‬ ‫اﳊﺪﻳﺚ أﻣﺎم اﻟﻨﺎس أو ا ﻘﺎﺑﻼت اﻟﺘﻲ ﲡﺮي ﻋﻨﺪ اﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻟﻌﻤﻞ ﻣﺎ... اﻟﺦ.‬ ‫٣- ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺜﻴﺮة ﻳﻄﻠﺐ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ ﻣﺮﻳﻀﻪ أن ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻤﺜﻴﻞ دور ﺷﺨﺺ‬
‫111‬

‫اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺘﺮﺧﺎء:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫آﺧﺮ )اﻷب اﻟﺮﺋﻴﺲ. . اﻟﺦ( ﺑﻬﺪف اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت‬ ‫واﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬـﺎ... وﻧـﻈـﺮا ﻻن ﻫـﺬه اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺎت ﻗـﺪ ﺗـﻜـﻮن ﻣـﺼـﺪرا ﻟـﻘـﻠـﻖ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺤﻴﺚ ﻗﺪ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ... ﻓﺎن ﺗﺬﻛﻴﺮه ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻌﻠـﻢ‬ ‫ﺧﺒﺮة ﺟﺪﻳﺪة وأن ﻋﻠﻴﻪ أن ـﺎرﺳـﻬـﺎ اﻵن )اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء( ﺳـﻴـﺆدي إﻟـﻰ ﳒـﺎح‬ ‫أﺳﻠﻮب ﺜﻴﻞ اﻷدوار وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﲢﻴﻴﺪ ا ﺸﺎﻋﺮ واﻟﻘﻠﻖ ﻧﺤﻮ اﻟﻨﻤﺎذج ا ﻬﺪدة أو‬ ‫اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻛﺎﻵﺑﺎء أو ﺎذج اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم.‬ ‫٤- وﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠـﻮب اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء ﻓـﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻷﺣـﻴـﺎن ﻟـﻠـﺘـﻐـﻴـﻴـﺮ ﻣـﻦ‬ ‫اﻻﻋﺘﻘﺎدات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﳋﺎﻃﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴـﺴـﻴـﺔ‬ ‫ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻜﻦ ﻟﻠﺸﺨﺺ أن ﻳﺪرك ا ﻮاﻗﻒ‬ ‫ا ﻬـﺪدة ﺑﺼﻮرة ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ. وﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن اﺳﺘﺨﺪام اﻻﺳﺘـﺮﺧـﺎء ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻼج ﺣﺎﻻت اﻟﻘﻠﻖ واﺨﻤﻟﺎوف وﺗﻮﻫﻢ اﻷﻣﺮاض ﻣﻦ ﺷـﺄﻧـﻪ وﺣـﺪه أن ـﻨـﺢ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺼﻴﺮة ﻋﻘﻠﻴﺔ واﻗﻌﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﻗﻠﻘﻪ. ﻓﺎﻟﻘﻠﻖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫اﻧﻪ ﻳﻌﻮد ﻷﺳﺒﺎب ﻓﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻓﻴﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﺳﻠﻮﻛﻪ وﻓﻖ ﻫـﺬا‬ ‫اﻻﻋﺘﻘﺎد ﻳﺼﺒﺢ اﻵن ﺷﻴﺌﺎ ﻜﻨﻨﺎ ﺿﺒﻄﻪ واﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ذاﺗﻴﺎ. وﻋﻠﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ‬ ‫)×٢(‬ ‫ا ﺜﺎل أﻣﻜﻦ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻓﺼﺎم اﻟﺒﺎراﻧﻮﻳﺎ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أدت إﻟﻰ ﺗﻐـﻴـﻴـﺮ ﻣـﻌـﺘـﻘـﺪات ا ـﺮﻳـﺾ اﳋـﺎﻃـﺌـﺔ ﻋـﻦ وﺟـﻮد ﺗـﻐـﻴـﺮات‬ ‫واﺣﺴﺎﺳﺎت ﻓﻲ ﺟﺴﺪه ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻤﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﺘﻘﺪات ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻐﻴﺮات.‬ ‫٥- ﻛﺬﻟﻚ ﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪام وﺣﺪة ﻓﻲ ﻋﻼج ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷـﻜـﺎل ا ـﺮﺿـﻴـﺔ.‬ ‫أﻣﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل أن ﻳﺴﺘﺨﺪم أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧـﺎء ﻓـﻲ ﻋـﻼج ﺣـﺎﻻت‬ ‫اﻟﻀﻌﻒ اﳉﻨﺴﻲ. ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺮﻳﺾ ﺷﺎب ﻛﺎن ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ واﻻﻛﺘﺌـﺎب‬ ‫ﺷﻜﺎ أﻳﻀﺎ أﻧﻪ ﻋﻨﺪ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﻨﺴﻲ ﺑﺰوﺟﺘﻪ ﻛﺎن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺬف اﻟﺴﺮﻳﻊ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﻨﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ دﻗﻴﻘﺔ أو دﻗﻴﻘﺘ ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻹﻳﻼج.‬ ‫وﻗﺪ أدى ﻫﺬا إﻟﻰ إﺛﺎرة ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات ﻟﺪﻳﻪ وﻟﺪى زوﺟﺘﻪ. وﺑﺘﻮﺟﻴـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ أﻣﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠـﻲ ﻓـﻲ اﻟـﺪﻗـﺎﺋـﻖ اﳋـﻤـﺲ‬ ‫ﻋﺸﺮ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺼﺎل اﳉﻨﺴﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء اﻷﺟﺰاء‬ ‫اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻣﻦ اﳉﺴﻢ واﻟﺴﺎﻗ . وﻗﺪ اﺳﺘﻄﺎع ا ﺮﻳﺾ ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫أن ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻘﺬف اﻟﺴﺮﻳﻊ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ‬ ‫ﲢﻴﻂ ﺑﻬﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺒ ﳒﺎح اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب‬
‫211‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺼﺪاع اﻟﻨﺼﻔﻲ واﻷرق.‬ ‫وﺗﺒ دراﺳﺎت أﺧﺮى أن اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻐﻴـﻴـﺮ ﻓـﻲ‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ا ﺮﺿﻰ ﻋﻦ ذواﺗﻬﻢ )ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺬات( ﻓﻴﺼﺒﺤﻮن ﺑﻌﺪ ﺗﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫أﻛﺜﺮ ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ر ﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﻨﺤﻬﺎ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻟﻬﻢ وﻣﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ‬ ‫ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﺬات واﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﳉﺴﻤﻴﺔ.‬

‫ﺗﺘﻔﺎوت إﺟﺮاءات اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻄﻮل.. ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت‬ ‫ﻗﺪ ﺗﺴﺘﻐﺮق ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ. واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻗﺪ ﻳـﺴـﺘـﻐـﺮق‬ ‫ﻋـﺸـﺮ أو ﺧـﻤـﺲ دﻗـﺎﺋـﻖ ﺑـﺤـﺴـﺐ ﺧـﺒـﺮة اﻟـﺸـﺨـﺺ وﳒــﺎﺣــﻪ ﻓــﻲ ــﺎرﺳــﺔ‬ ‫اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت.. واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺬي ﺳﺘﺄﺗﻲ اﻹﺷﺎرة ﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺬﻳﻴﻞ ﻫـﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻳﺴﺘﻐﺮق‬ ‫ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ.. وﻫﻮ ﺗﺪرﻳﺐ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻄﻠﻊ اﻟﺸﺨﺺ و ﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻔﻮاﺋﺪ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻨﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. وﺳﻮاء ﺑﺪأ اﻟﺮاﻏﺐ ﻓﻲ ﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ‬ ‫ﺎرﺳﺘﻪ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﻣﻦ ا ﻌﺎﻟﺞ وﺑﺤﻀﻮره أو ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ذاﺗﻲ ﻓﺎن اﳋﻄﻮات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ذات ﻓﺎﺋﺪة ﺟﻤﺔ:‬ ‫١- اﺳﺘﻠﻖ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ ﻋﻨﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ.. وﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻫـﺪوء ا ـﻜـﺎن‬ ‫وﺧﻠﻮه ﻣﻦ ا ﺸﺘﺘﺎت.‬ ‫٢- ا ﻜﺎن اﻟﺬي ﺳﺘﺮﻗﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺮﻳﺤﺎ.. وﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻪ أﺟﺰاء‬ ‫ﻧﺎﻓﺮة أو ﺿﺎﻏﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﺟﺰاء اﳉﺴﻢ.‬ ‫٣- ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ﺗﻜﻮن راﻗﺪا أو ﻧﺎﺋﻤﺎ.. ﺑﻞ ﻜﻦ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت‬ ‫وأﻧﺖ ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ.. )ور ﺎ وأﻧﺖ واﻗﻒ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت(.‬ ‫٤- اﺑﺪأ ﺑﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻀﻮ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء وﻳﻔﻀﻞ أن ﻳﻜﻮن‬ ‫اﻟﺬراع ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﳋﻄﻮات اﻵﺗﻴﺔ.‬ ‫٥- اﻏﻠﻖ راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى ﺑﺈﺣﻜﺎم وﻗﻮة.‬ ‫٦- ﻻﺣﻆ أن ﻋﻀﻼت اﻟﻴﺪ وﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺬراع اﻟﻴﺴﺮى ﺗﻨﻘﺒﺾ وﺗﺘﻮﺗﺮ وﺗﺸﺘﺪ.‬ ‫٧- اﻓﺘﺢ راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى ﺑﻌﺪ ﺛﻮان ﻣﻌﺪودة أرﺧﻬﺎ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜـﺎن‬ ‫ﻣﺮﻳﺢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻨﺪ اﻷرﻳﻜﺔ. ﻻﺣﻆ أن اﻟﻌﻀﻼت أﺧﺬت ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ وﺗﺜﻘﻞ.‬ ‫٨- ﻛﺮر ﻫﺬا اﻟﺘﻤـﺮﻳـﻦ ﻋـﺪدا ﻣـﻦ ا ـﺮات ﺣـﺘـﻰ ﺗـﺪرك اﻟـﻔـﺮق ﺑـ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ‬ ‫واﻟﺸﺪ اﻟﻌﻀﻠﻲ ﻓﻲ اﳊﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ.. واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﺬي ﻳﻨﺠﻢ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫311‬

‫اﻹﺟﺮاءات:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﺗﻔﺮد راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى واﻟﻰ أن ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻚ أدرﻛﺖ اﻟﻔﻜﺮة ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫اﻟﻌﻀﻠﻲ.. واﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺿﺒﻂ ﻋﻀﻼت راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى.‬ ‫٩- ﻛﺮر ﻫﺬا اﻟﺘﻤﺮﻳﻦ )اﻟﺸﺪ واﻹرﺧﺎء( ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﻀﻼت اﻷﺧﺮى ﺑﺤﺴﺐ‬ ‫ﻣﺎ ﻫـﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺘﺬﻳﻴﻞ.‬ ‫٠١- ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻓﻲ‬ ‫ﺟﻤﻴﻊ أﻋﻀﺎء اﳉﺴﻢ ﻋﻀﻮا ﻓﻌﻀﻮا ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.. ﺳﻴﻤﻜﻨﻚ ﻓﻲ ا ﺮات‬ ‫اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﻐﺮاق وﻗﺖ أﻗﻞ ﻓﻲ ذﻟﻚ.‬ ‫١١- اﻛﺘﺴﺎب اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﻬﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺳﻴﻤﻜﻨﻚ ﻓـﻲ ﻣـﻮاﻗـﻒ‬ ‫ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ.. ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻣـﻦ اﳉـﺴـﻢ‬ ‫ﻓﻘﻂ. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﲢﺘﺎج ﺑﻌﺾ ا ﻮاﻗﻒ إﻟﻰ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﻌـﻀـﻼت ﻓـﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺘﺒﺎه وﺗﻮﺗﺮ وﻳﻘﻈﺔ.. ﻣﻦ ا ﻤﻜﻦ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻀﻼت اﻷﺧـﺮى ﻏـﻴـﺮ‬ ‫ا ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺮﺧﺎء. ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ ﻗﻴﺎدة ﺳﻴﺎرة ﻣﺜﻼ‬ ‫ﲢﺘﺎج ﻟﻌﻴﻨﻴﻚ وﻗﺪﻣﻴﻚ وﻳﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻫﺐ.. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻜـﻨـﻚ‬ ‫اﻹﺑﻘﺎء )وأﻧﺖ ﺗﻘﻮد ﺳﻴﺎرﺗﻚ( ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻀﻼت اﻷﺧﺮى ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫ﻣﺜﻞ ﻋﻀﻼت اﻟﻜﺘﻔ واﻟﻈﻬﺮ واﻟﺒﻄﻦ واﻟﺴﺎﻗ .. ﻻﺣﻆ أﻧﻪ ﻜـﻨـﻚ أن‬ ‫ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺎ وأﻧﺖ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﻨﺸﺎط.‬ ‫٢١- ﻣﻦ ا ﻬﻢ أن ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻗﻮة اﻹﻳﺤﺎء واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ اﻟﻔﻜﺮي ﺴﺎﻋﺪﺗﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ إﺣﺴﺎس ﻋﻤﻴﻖ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ﻓﻲ ﳊﻈﺎت ﻗﺼﻴﺮة. ﻟﻬﺬا‬ ‫ﻣﻦ ا ﻔﻴﺪ أن ﺗﺪرب اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟـﺸـﺪ واﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء‬ ‫اﻟﻌﻀﻠﻴ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.. إذا وﺟﺪت أن ﺗﻔﻜﻴﺮك ﻳﻬﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت‬ ‫أﺧﺮى أرﺟﻌﻪ إرادﻳﺎ إﻟﻰ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﳉﺴﻢ.‬ ‫٣١- ﻻ ﺗﻴﺄس إذا ﻋﺠﺰت ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء..‬ ‫ﻓﺎن اﻟﺘﻜﺮار ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺿﺒﻂ اﳉﺴﻢ ﺑﺈﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫أن ﻋﺎﺟﻼ أو آﺟﻼ.‬

‫411‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫ﺗﺬﻳﻴﻞ‬ ‫ﺗﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬ ‫ﻣﻨﻈﻤﺔ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﻮذج ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻌﻀﻠﻲ أﺧﺬﻧﺎه ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﺘﻌﺪدة ﻷﻧﻪ ﻳﺠﻤﻊ‬ ‫ﻣﺰاﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ وﻻن ﺧﺒﺮﺗﻨﺎ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ‬ ‫أﺧﺮى)×٣(:‬ ‫»اﺳﺘﻠﻖ اﻵن ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﺮﻳﺢ أرﻳﻜﺔ أو ﻛﺮﺳﻲ أو ﺳﺮﻳﺮ وﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ‬ ‫ﳉﺴﻤﻚ ﻛﻠﻪ ﺑﻘﺪر اﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ أﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴـﻚ أﺻـﻎ إﻟـﻲ. ﺳـﺄﻧـﺒـﻬـﻚ اﻵن‬ ‫ﻟـﺒـﻌـﺾ اﻻﺣـﺴـﺎﺳـﺎت أو اﻟـﺘـﻮﺗـﺮات ﻓـﻲ ﺟـﺴـﻤـﻚ وﺳـﺄﺑـ ﻟـﻚ ﺑـﻌــﺪﻫــﺎ اﻧــﻪ‬ ‫ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻚ أن ﺗﻘﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ وان ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬـﺎ.. ﺟـﻤـﻴـﻞ!. أن ﺟـﺴـﻤـﻚ اﻵن ﻻ‬ ‫ﻳﺰال ﻓﻲ وﺿﻌﻪ ا ﺮﻳﺢ وﻻ ﺗﺰال ﻋﻴﻨﺎك ﻣﻐﻤﻀﺘ ﻓﻲ اﺳﺘﺮﺧﺎء ﻟﻄﻴﻒ )ﳊﻈﺔ‬ ‫ﺻﻤﺖ(. وﺟﻪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻚ إﻟﻰ ذراﻋﻚ اﻟﻴﺴﺮى أوﻻ.. ﻛﻞ اﻧﺘﺒﺎﻫﻚ اﻵن وﺗﺮﻛﻴﺰك‬ ‫ﻋﻠﻰ ذراﻋﻚ اﻟﻴﺴﺮى اﻟﺬراع اﻟﻴﺴﺮى ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص اﻏﻠﻖ راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى..‬ ‫أﻏﻠﻘﻬﺎ ﺑﺈﺣﻜﺎم وﺑﻘﻮة )ﳊﻈﺔ ﺻﻤﺖ( ﻻﺣﻆ أن ﻋﻀﻼت ﻳﺪك اﻵن وﻋﻀﻼت‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺬراع اﻟﻴﺴﺮى ﺗﻨﻘﺒﺾ وﺗﺘﻮﺗﺮ وﺗﺸﺘﺪ. اﻧﺘﺒﻪ ﻟﻬـﺬا اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ واﻟـﺸـﺪ.‬ ‫ﻻﺣﻈﻪ. واﻵن دع ﻫﺬا. اﻓﺘﺢ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى وأرﺧﻬﺎ وﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎن ﻣﺮﻳﺢ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻨﺪ اﻷرﻳﻜﺔ أو وﺳﺎدة وﻻﺣﻆ اﻟﻔﺮق ﺑ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺪ وﺗﻮﺗﺮ‬ ‫وﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن ﻣﻦ اﺳﺘﺮﺧﺎء )ﻋﺸﺮ ﺛﻮاﻧﻲ ﺻﻤﺖ(. واﻵن ﻣﺮة أﺧﺮى ﻛﺮر‬ ‫ﻫﺬا. اﻏﻠﻖ راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﺴﺮى ﺑﺈﺣﻜـﺎم وﺑـﻘـﻮة وﻻﺣـﻆ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ واﻟـﺸـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ. ﻻﺣﻈﻪ. ﺛﻢ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ دع ﻫﺬا ﻛﻠﻪ. اﻓﺘﺢ ﻳـﺪك اﻟـﻴـﺴـﺮى ودﻋـﻬـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫وﺿﻌﻬﺎ ا ﺮﻳﺢ وﻻﺣﻆ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن ﻣﻦ اﺳﺘﺮﺧﺎء.‬ ‫)٠١ ﺛﻮاﻧﻲ ﺻﻤﺖ(«.‬ ‫ﻟﻨﺘﺠﻪ اﻵن ﻟﻴﺪك اﻟﻴﻤﻨﻰ. اﻏﻠﻖ ﺑﺈﺣﻜﺎم راﺣﺔ اﻟﻴﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ. وﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻴﺪ اﻟﻴﻤﻨﻰ واﻟﺬراع )٥ ﺛﻮاﻧﻲ ﺻﻤﺖ(. واﻵن اﺳﺘﺮخ اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ وﺿﻌﻚ‬

‫511‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ا ﺮﻳﺢ وأرخ ﻳﺪك اﻟﻴﻤﻨﻰ. ﻻﺣﻆ اﻟﻔﺮق ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺗـﻮﺗـﺮ وﻣـﺎ ﻫـﻲ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻵن ﻓﻲ وﺿﻌﻬﺎ ا ﺮﻳﺢ. اﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺬا اﻻﻧﺘﻘﺎل وﺣﺎول أن ﺗﺘﺬوﻗﻪ )٠١ﺛﻮان(.‬ ‫ﻛﺮر ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ اﻏﻠﻖ راﺣﺔ ﻳﺪك اﻟﻴﻤﻨﻰ ﺑﺈﺣﻜﺎم وﻗﻮة. ﻻﺣﻆ ﻫﻲ ﻋﻠﻴـﻪ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺪ وﺗﻮﺗﺮ. أرﺧﻬﺎ ودﻋﻬﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣـﺮﻳـﺢ ﻓـﺎردا أﺻـﺎﺑـﻌـﻚ ﺑـﺎﺳـﺘـﺮﺧـﺎء.‬ ‫ﻻﺣﻆ أﻳﻀﺎ أن ﻫﻨﺎك ﺗﻨﻤﻴﻼ وﻟﻴﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ذراﻋﻴﻚ اﻟﻴﻤﻨﻰ واﻟﻴﺴﺮى.‬ ‫ﻛﻼ ذراﻋﻴﻚ اﻵن ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻳﺴﺘﺮﺧﻴﺎن.. وﻳﺴﺘﺮﺧﻴﺎن.‬ ‫واﻵن دﻋﻨﺎ ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ راﺣﺔ اﻟﻴﺪ. اﺛﻦ راﺣﺘﻴﻚ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ إﻟﻰ اﳋﻠﻒ إﻟﻰ أن‬ ‫ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺸﺪ واﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ا ﻌﺼﻢ وﻇﻬﺮ اﻟﻴﺪ. ادرس ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗـﺮ وﻻﺣـﻈـﻪ.‬ ‫واﻵن اﺳﺘﺮخ وﻋﺪ ﻌﺼﻤﻴﻚ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﻤﺎ ا ﺮﻳﺢ وﻻﺣﻆ اﻟﻔﺮق ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ‬ ‫واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء )ﻋﺸﺮ ﺛﻮان(. ﻛﺮر ﻫﺬا ﻣﺮة أﺧﺮى. ﻣﻌﺼﻤﻚ إﻟﻰ اﳋﻠﻒ واﻟﺸﺪ‬ ‫ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻟﺬراع وﺧﻠﻒ راﺣﺔ اﻟﻴﺪ. ﺛﻢ اﺳﺘﺮخ وأرخ ﻣﻌﺼﻤﻴﻚ.. ﻋﺪ ﺑﻬﻤـﺎ‬ ‫إﻟﻰ وﺿﻌﻬﻤﺎ ا ﺮﻳﺢ.. دع ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ. واﺷﻌﺮ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء اﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ.‬ ‫واﻵن أﻃﺒﻖ ﺑﺈﺣﻜﺎم ﻛﻔﻴﻚ واﺛﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ا ﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﲡﺎه اﻟﺬراﻋ إﻟﻰ‬ ‫أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻋﻀﻼت أﻋﻠﻰ اﻟﺬراﻋ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﳉﺰء ا ﻤﺘـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺮﺳـﻎ‬ ‫ﺣﺘﻰ اﻟﻜﻮع. ﺣﺎول أن ﺗﺪرس اﻟﺘﻮﺗﺮ وأن ﲢﺴﻪ. واﻵن اﺳﺘﺮخ. اﺳﻘﻂ ذراﻋﻴﻚ‬ ‫ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻚ وﻻﺣﻆ اﻟﻔﺮق ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻋﻀﻼت اﻟﺬراع وﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻵن ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻨﺴﺒﻲ اﻟﺬي ﲢﺴﻪ اﻵن. )ﻋﺸﺮ ﺛﻮان ﺻﻤﺖ( ﻛﺮر ﻫﺬا‬ ‫ﻣﺮة أﺧﺮى. اﻗﺒﺾ ﻛﻔﻴﻚ ﺑﺈﺣﻜﺎم وأﺛﻨﻬـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﲡـﺎه اﻟـﻜـﺘـﻔـ ﻣـﺤـﺎوﻻ أن‬ ‫ﺗﻠﻤﺴﻬﻤﺎ ﺑﻘﺒﻀﺘﻚ. ﺗﻮﻗﻒ واﺳﻘﻂ ذراﻋﻴﻚ واﺳﺘﺮخ. اﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﻨـﺎﻗـﺺ ﺑـ‬ ‫اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. دع ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻀﻼت ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻓﺎﻛﺜﺮ )ﻋﺸﺮ ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن دﻋﻨﺎ ﻧﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﻪ أﺧﺮى أي اﻟﻜﺘﻔ ارﻓﻊ ﻛﺘـﻔـﻴـﻚ ﻛـﻤـﺎ ﻟـﻮ‬ ‫ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺲ أذﻧﻴﻚ ﺑﻜﺘﻔﻴﻚ. ﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺬي ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺘـﻔـ وﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻀﻼت اﻟﺮﻗﺒﺔ ادرس ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ وﻻﺣﻈﻪ. ﺗﻮﻗﻒ اﺳﺘﺮخ ﻋﺎﺋـﺪا ﺑـﻜـﺘـﻔـﻴـﻚ‬ ‫إﻟﻰ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ. دع ﻋﻀﻼﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ اﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ. ﻻﺣﻆ ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ‬ ‫اﻟﻔﺮق واﻟﺘﻌﺎرض ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﺬي ﺑﺪأ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻔ‬ ‫)ﻋﺸﺮ ﺛﻮان(. ﻛﺮر ذﻟﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى. ارﻓﻊ ﻛﻼ اﻟﻜﺘﻔ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻠﻤـﺲ‬ ‫ﺑﻬﻤﺎ اﻷذﻧ . ﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻔ واﻟﺮﻗﺒﺔ. ادرس ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ‬ ‫اﻟﻌﻀﻼت. واﻵن اﺳﺘﺮخ. إرخ ﻋﻀﻼت ﻛﺘﻔﻴﻚ وﻋﺪ ﺑﻬﻤﺎ إﻟﻰ وﺿﻊ ﻣﺮﻳـﺢ.‬ ‫ادرس اﻟﺘﻌﺎرض ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ )ﻋﺸﺮ ﺛﻮان(.‬
‫611‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أﻳﻀﺎ أن ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺧﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻀﻼت وﺟﻬﻚ. اﻵن ﻋﻠﻴﻚ‬ ‫أن ﺗﻐﻤﺾ أو ﲡﻌﺪ ﺟﺒﻬﺘﻚ وﺣﺎﺟﺒﻴﻚ إﻟﻰ أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄن ﻋﻀﻼت اﳉﺒﻬﺔ ﻗﺪ‬ ‫اﺷﺘﺪت وان ﺟﻠﺪﻫﺎ ﻗﺪ )ﺗﻜﺮﻣﺶ(. واﻵن اﺳﺘﺮخ وﻋﺪ ﺑﻌﻀﻼت اﳉﺒﻬﺔ إﻟﻰ‬ ‫وﺿﻌﻬﻤﺎ ا ﺴﺘﺮﺧﻲ. أرﺧﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ )ﻋﺸﺮ ﺛـﻮان(. ﻛـﺮر ﻫـﺬا ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ‬ ‫ﻏﻀﻦ ﺟﺒﻬﺘﻚ. وﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳉﺒﻬﺔ وأﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻨ . واﻵن أرخ‬ ‫اﳉـﺒـﻬـﺔ واﺳـﺘـﺮخ ﺑـﻌـﻀـﻼﺗـﻬـﺎ. وﻻﺣـﻆ ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ اﻟـﺘـﻌـﺎرض ﺑـ اﻟ ـﺘــﻮﺗــﺮ‬ ‫واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻓﻲ اﳉﺒﻬﺔ )ﻋﺸﺮ ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺑﺈﺣﻜﺎم. أﻏﻠﻘﻬﻤﺎ ﺑﺈﺣﻜﺎم وﻗﻮة ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑـﺎﻟـﺘـﻮﺗـﺮ‬ ‫ﻗﺪ اﺧﺬ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ا ﻨﻄﻘﺔ اﶈﻴﻄﺔ واﻟﻌﻀﻼت اﻟﺘﻲ ﲢﻜﻢ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﻌﻴﻨ‬ ‫)ﺧﻤﺲ ﺛﻮان(. واﻵن دع ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻀﻼت وﻻﺣﻆ اﻟﺘﻌﺎرض ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ‬ ‫واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء )ﻋﺸﺮ ﺛﻮان(. ﻛﺮر ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺑﺈﺣﻜـﺎم وﻗـﻮة.‬ ‫اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻳﺸﻤﻠﻬﻤﺎ. اﺳﺘﻤﺮ )٥ ﺛﻮان(. واﻵن اﺳﺘﺮخ.. ودع ﻋﻀﻼت ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ وﺿﻌﻬﺎ ا ﺮﻳﺢ ا ﻐﻤﺾ )٠١ ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن أﻃﺒﻖ ﻓﻜﻴﻚ وأﺳﻨﺎﻧﻚ ﺑﺈﺣﻜﺎم ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء. ﻻﺣﻆ‬ ‫اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻔﻜ . )٥ ﺛﻮان(. واﻵن دع ﻓﻜﻴﻚ واﺳﺘﺮخ ودع ﺷﻔﺘﻴﻚ ﻣﻨﻔﺮﺟﺘ‬ ‫ﻗﻠﻴﻼ ﻻﺣﻆ اﻟﺘﻌﺎرض ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﻜ )٠١ ﺛﻮان(.‬ ‫ﻣﺮة أﺧﺮى أﻃﺒﻖ اﻟﻔﻜ . ﻻﺣﻆ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣـﻦ ﺗـﻮﺗـﺮ )٥ ﺛﻮان(. واﻵن دع ذﻟﻚ‬ ‫واﺗﺮك ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ )٠١ ﺛﻮاﻧﻲ(.‬ ‫واﻵن اﲡﻪ إﻟﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚ زﻣﻬﻤﺎ واﺿﻐﻂ ﺑﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮى ﺑﺈﺣﻜﺎم.‬ ‫ﺟﻤﻴﻞ. اﺿﻐﻂ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮى ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻚ وﻻﺣﻆ اﻟﺘـﻮﺗـﺮ اﻟـﺬي ﺑـﺪأ‬ ‫ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺣﻮل اﻟﻔﻢ واﻵن اﺳﺘﺮخ وأرخ ﻋﻀﻼت ﺷﻔﺘﻴﻚ ودع ذﻗﻨـﻚ ﻓـﻲ وﺿـﻊ‬ ‫ﻣﺮﻳﺢ. ﻣﺮة أﺧﺮى اﺿﻐﻂ ﺷﻔﺘﻴﻚ وادرس اﻟﺘﻮﺗﺮ اﶈﻴﻂ ﺑﺎﻟﻔـﻢ. اﺳـﺘـﻤـﺮ )٥‬ ‫ﺛﻮان(. ﻻﺣﻆ ﻛﻴﻒ أن ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻀﻼت ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺗـﺘـﺮاﺧـﻰ ﺑـﻌـﺪ ﻫـﺬا‬ ‫اﻟﺸﺪ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ا ﺘﻮاﻟـﻲ. اﻵن ﻛـﻞ ﻳـﺪﻳـﻚ وﺟـﻬـﻚ وذراﻋـﻴـﻚ وﻛـﺘـﻔـﻴـﻚ‬ ‫وﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻀﻼﺗﻚ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻫﺎد .‬ ‫واﻵن ﻟﻨﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺮﻗﺒﺔ. اﺿﻐﻂ ﺑﺮأﺳﻚ إﻟﻰ اﳋﻠﻒ ﻋﻠﻰ ا ﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ. اﺿﻐﻄﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻒ اﻟﺮﻗﺒﺔ واﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻈﻬﺮ ﺑﺎﻟﺬات

علاج

. اﺳﺘﻤﺮ. ادرس ذﻟـﻚ. واﻵن دع ذﻟـﻚ وﻋـﺪ ﺑـﺮأﺳـﻚ إﻟـﻰ‬ ‫وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ وﺣﺎول أن ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻔﺮق ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌـﻤـﻴـﻖ اﻟـﺬي‬
‫711‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻵن. اﺳﺘﻤﺮ اﻵن ﻓﻴﻤﺎ أﻧﺖ ﻓﻴﻪ اﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ وأﻋﻤﻖ ﻓﺄﻋﻤﻖ ﺑﻘﺪر‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ. ﻛﺮر ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺷﺪ ﺑﺮأﺳﻚ إﻟـﻰ اﳋـﻠـﻒ. وﻻﺣـﻆ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ‬ ‫ا ﺴﺘﺜﺎر. اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﳊﻈﺔ )٥ ﺛﻮان( واﻵن دع ﺗﻠﻚ واﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﺳﺘﺮﺧﺎء‬ ‫ﻋﻤﻴﻖ.. ﻋﻤﻴﻖ )٠١ ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن ﻣﺪ رأﺳﻚ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺳﺘﺪﻓﻦ ﺑـﺬﻗـﻨـﻚ ﻓـﻲ ﺻـﺪرك.‬ ‫ﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺪث اﻵن ﻓﻲ اﻟﺮﻗﺒﺔ. واﻵن اﺳﺘﺮخ. دع ﻛﻞ ﻫﺬا واﺳﺘﺮخ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻚ )٠١ ﺛﻮان(. ﻛﺮر ذﻟﻚ. ادﻓﻦ ذﻗﻨﻚ ﻓﻲ ﺻﺪرك. اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ذﻟﻚ‬ ‫ﻗﻠﻴﻼ )٥ ﺛﻮان(. واﻵن اﺳﺘﺮخ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ )٠١ ﺛﻮاﻧﻲ(.‬ ‫واﻵن إﻟﻰ ﻋﻀﻼت اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻈﻬﺮ. ﻗﻮس ﻇﻬﺮك. ﻗﻮﺳﻪ ﻛﻤـﺎ‬ ‫ﻟﻮ ﻛﺎن ﺻﺪرك ﺳﻴﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻟﺒﻄﻦ. ﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻈﻬﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﳉﺰء‬ ‫اﻷﻋﻠﻰ. واﻵن اﺳﺘﺮخ وﻋﺪ ﺑﺠﺴﻤﻚ إﻟﻰ وﺿﻌﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﺎردا ﻇﻬﺮك ﻓﻲ‬ ‫وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ ﺳﻮاء أﻛﻨﺖ ﻋﻠـﻰ ﻛـﺮﺳـﻲ أم أرﻳـﻜـﺔ. وﻻﺣـﻆ اﻟـﻔـﺮق ﺑـ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﻟﻈﻬﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﳊﺎﻟﻲ. )٠١ ﺛﻮان( ﻣﺮة أﺧﺮى ﻗﻮس اﻟﻈﻬﺮ.‬ ‫ﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ ا ﺴﺘﺜﺎر. اﺳﺘﻤﺮ ﻗﻠﻴﻼ )٥ ﺛﻮان( واﻵن ﻋﺪ ﺑﻌﻀﻼت ﻇﻬﺮك إﻟﻰ‬ ‫وﺿﻌﻬﺎ ا ﺴﺘﺮﺧﻲ ﺗﺎرﻛﺎ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻪ )٠١ ﺛﻮاﻧﻲ(.‬ ‫واﻵن ﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ. ﺷﻬﻴﻘﺎ ﻋﻤﻴـﻘـﺎ. ﻻﺣـﻆ اﻵن أن اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ ﻗـﺪ ﺑـﺪأ‬ ‫ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺪر وﻓﻲ أﺳﻔﻞ اﻟﺒﻄﻦ. واﻵن اﺳﺘﺮخ وﻛﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺠﻴﺔ. واﻧﻔﺚ‬ ‫اﻟﻬﻮاء. واﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﺴﻚ اﻟﻌﺎدي. وﻻﺣﻆ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ اﻟﺘﻌﺎرض ﺑ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ‬ ‫اﻵن ﺻﺪرك وﺑﻄﻨﻚ ﻣﻦ اﺳﺘﺮﺧﺎء وﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ﻣـﻦ ﺗـﻮﺗـﺮ )٠١ ﺛﻮان(. أﻋﺪ‬ ‫ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﺧﺬ ﺷﻬﻴﻘﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ وأﻛﺘﻤﻪ وﻻﺣﻆ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻌﻀﻼت اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺗﺸﺘﺪ. واﻵن ازﻓﺮ وﺗﻨﻔﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﺎدﻳﺔ وﻣﺮﻳﺤﺔ ﺗﺎرﻛـﺎ ﻋـﻀـﻼت اﻟـﺼـﺪر‬ ‫واﻟﺒﻄﻦ ﻓﻲ اﺳﺘﺮﺧﺎء أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻨﻔﺴﺖ )٠١ ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن اﻗﺒﺾ ﻋﻀﻼت اﻟﺒﻄـﻦ. ﺷـﺪﻫـﺎ إﻟـﻰ اﻟـﺪاﺧـﻞ. ﺣـﺎﻓـﻆ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا‬ ‫اﻟﻮﺿﻊ ﻗﻠﻴﻼ. واﻵن اﺳﺘﺮخ ودع ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻀﻼت ﺗﺘﺮاﺧﻰ. اﺳﺘﺮخ ودع ﻧﻔﺴﻚ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻬـﺎ )٠١ ﺛﻮان(. اﻋﺪ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺷﺪ ﻋﻀﻼت ﺑﻄﻨﻚ ﺑﺈﺣﻜـﺎم‬ ‫إﻟﻰ أن ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺘﻮﺗﺮﻫﺎ. ﻻﺣﻆ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ وادرﺳﻪ )٥ ﺛﻮان(. واﻵن اﺳﺘﺮخ دع‬ ‫ﻛﻞ ﺷﻲء ﻳﺘﺮاﺧﻰ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ. ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ أي ﺷﺪ وﺗﺨﻠﺺ ﻣـﻦ أي‬ ‫ﺗﻮﺗﺮ ﻓﻲ أي ﻋﻀﻞ وﻻﺣﻆ اﻟﺘﻌﺎرض ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﳊﺎﻟﻲ )٠١ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن أﻓﺮد ﺳﺎﻗﻴﻚ وأﺑﻌﺪﻫﻤﺎ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ. أﻓﺮدﻫﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻼﺣﻆ‬
‫811‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫اﻟﺘﻮﺗﺮ ا ـﺴـﺘـﺜـﺎر ﻓـﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﻔـﺨـﺬ )٥ ﺛﻮان(. واﻵن اﺳﺘـﺮخ ودع ﺳـﺎﻗـﻴـﻚ‬ ‫ﻳﺴﺘﺮﺧﻴﺎن وﻻﺣﻆ اﻟﻔﺮق ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻔﺨـﺬﻳـﻦ وﻣـﺎ ﻫـﻤـﺎ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻵن ﻣﻦ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ واﺳـﺘـﺮﺧـﺎء ﻣـﺤـﺴـﻮس )٠١ ﺛﻮان(. اﻋﺪ ﻫـﺬا ﻣـﻦ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ. أﻟﺼﻖ رﻛﺒﺘﻴﻚ واﺑﻌﺪ رﺟﻠﻴﻚ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴـﻊ ﺣـﺘـﻰ ﲢـﺲ ﺑـﺘـﻮﺗـﺮ‬ ‫ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻔﺨﺬﻳﻦ )٥ ﺛﻮان(. واﻵن اﺳﺘﺮخ. أرخ ﻋﻀﻼت ﺟﺴﺪك.. دع ﻛﻞ‬ ‫اﻷﻋﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘـﻬـﺎ ﺗـﺨـﻠـﺺ ﻣـﻦ ﻛـﻞ اﻟـﺸـﺪ اﻟـﺬي ﺣـﺪث ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺨـﺬﻳـﻦ‬ ‫)٠١ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن إﻟﻰ ﺑﻄﻦ اﻟﺴﺎق. ﺣﺎول أن ﺗﺸﺪ ﻋﻀﻼﺗﻬﺎ ﺑﺄن ﺗﺜﻨﻲ ﻗﺪﻣـﻴـﻚ إﻟـﻰ‬ ‫اﻷﻣﺎم ﻓﻲ اﲡﺎه اﻟﻮﺟﻪ. اﻧﺘﺒﻪ اﻧﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـﺜـﻨـﻲ ﻗـﺪﻣـﻴـﻚ ﻓـﻲ اﲡـﺎه اﻟـﻮﺟـﻪ‬ ‫ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺸﺪ واﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﻧﻘﺒﺎﺿﺎت اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻟﺴﺎق وﻓﻲ اﻟﻘﺼﺒﺔ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء. واﻵن اﺳﺘﺮخ. ﻋﺪ ﺑﺎﻟﻘﺪﻣ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﻤﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻻﺣﻆ ﻣﻦ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻔﺮق ﺑ اﻟﺸﺪ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء )٠١ ﺛﻮان(. واﻵن ﻫﺬه ا ﺮة: اﺛﻦ ﻗﺪﻣﻴﻚ‬ ‫ﺘﺪة‬ ‫إﻟﻰ اﳋﻠﻒ ﻓﻲ اﲡﺎه رﺳﻎ اﻟﻘﺪم ﻣﺤﺎوﻻ أن ﲡﻌﻞ أﺻﺎﺑﻊ اﻟﻘﺪﻣ‬ ‫ﻓﻲ اﲡﺎه اﻟﺮأس وﻻﺣﻆ اﻟﺸﺪ ﻓﻲ ﻗﺼﺒﺔ اﻟﺴﺎﻗ وﺑﻄﻨﻬﻤﺎ. اﺳﺘﻤﺮ ﻗﻠﻴﻼ.‬ ‫واﻵن ﻋﺪ إﻟﻰ ﺳﺠﻴﺘﻚ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺎ ﺑﻜﻞ ﻋﻀﻼﺗﻚ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﻤﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ. ﺳﺎﻋﺪ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء أﻋﻤﻖ واﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ )٠١ ﺛﻮان(.‬ ‫واﻵن إن ﻛﻞ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻚ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وأﻧﺖ ﺗﻼﺣﻆ‬ ‫اﻟﻔﺮق ﺑ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. وﻧﻼﺣـﻆ أﻧـﻚ ﺗـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ أن ﺗـﺸـﺪ ﻋـﻀـﻼت‬ ‫أﻋﻀﺎﺋﻚ وان ﺗﻮﺗﺮﻫﺎ وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ ﺑﺠﺴﻤﻚ ﻛﻠﻪ. اﻧﻚ‬ ‫ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ وإذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎﺋﻚ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺔ ﻓﺤﺎول أن ﺗﺮﺧـﻬـﺎ. راﺟـﻊ‬ ‫ﻣﻌﻲ ﻣﻦ أﺳﻔﻞ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻋﻀﻼت أﻋﻀﺎﺋﻚ إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺔ ﻓﺄرﺧﻬﺎ‬ ‫ﺣﺎﻻ.. ﻟﻨﺒﺪأ ﺑﻌﻀﻼت اﻟﻘﺪم وﺑﻄﻦ اﻟﺴﺎق واﻟﺮﺳﻎ ﺟﻤﻴﻌـﻬـﺎ ﻣـﺴـﺘـﺮﺧـﻴـﺔ )٥‬ ‫ﺛﻮان(. أرخ ﻋﻀﻼت اﻟﻔﺨﺬﻳﻦ واﻟﺮﻛﺒﺔ وﺑﻄﻦ اﻟﺴﺎق اﻟﻘﺼﺒﺔ... )٥ ﺛﻮان(.‬ ‫اﻟﻌﺠـﺰ واﻟـﺮدﻓـ )٥ ﺛﻮان( اﻟﺒﻄﻦ وأﺳﻔـﻞ اﻟـﻈـﻬـﺮ واﻟـﻮﺳـﻂ )٥ ﺛﻮان( أﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻈﻬﺮ واﻟﺼـﺪر واﻟـﻜـﺘـﻔـ )٥ ﺛﻮان( راﺣﺔ اﻟﻴـﺪ واﻷﺻـﺎﺑـﻊ واﻟـﺬراﻋـ )٥‬ ‫ﺛﻮان( اﻟﺮﻗﺒﺔ واﻟـﺰور )٥ ﺛﻮان(.. ﺟﺒﻬﺘﻚ ﻣﺴﺘﺮﺧـﻴـﺔ )٥ ﺛﻮان(.. ﻛﻞ ﻋﻀـﻼت‬ ‫اﳉﺴﻢ ﻣﺴﺘﺮﺧﻴﺔ وﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺮﻳﺢ.. واﻵن اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ‬ ‫ا ﺮﻳﺢ وﺳﺄﻋﺪ ﻣﻦ واﺣﺪ إﻟﻰ ﻋﺸﺮة.. وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺣﺎول أن ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ أﻋﻤﻖ‬ ‫ﻓﺄﻋﻤـﻖ.. ١٬٢٬٣٬٤٬٥٬٦٬٧٬٨٬٩٬٠١. ﺟﻤﻴﻞ اﻧﻚ ﻗﺪ أﺧﺬت ﻗﺴـﻄـﺎ واﻓـﻴـﺎ‬
‫911‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻵن.. وﺳﺄﻋﺪ ﺗﻨﺎزﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ إﻟﻰ واﺣﺪ وﻋﻨﺪﻣﺎ أﺻﻞ إﻟﻰ‬ ‫واﺣﺪ ﺳﺘﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ وﲡـﻠـﺲ وﺗـﺴـﺘـﻴـﻘـﻆ ﻓـﻲ ﻧـﺸـﺎط ﻫـﺎد ٥٬٤٬٣٬٢٬١‬ ‫ﻋﻴﻨﺎك ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﺎن وأﻧﺖ اﻵن ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻘﻈﺘﻚ وﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻧﺸﺎﻃﻚ دون ﻗﻴﻮد.‬

‫ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻼﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻘﻠﻖ ﺑﺘﻐـﻴـﺮات‬ ‫وزﻳﺎدة ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮات ﻋﻀﻼت اﳉﺴﻢ. وﻣﻦ ﺷﺄن ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ أن ﻳﻀـﻌـﻒ ﻣـﻦ‬ ‫ﻗﺪرة اﻟﻜﺎﺋﻦ ﻋﻠﻰ ا ﻘﺎوﻣﺔ أو اﻻﺳﺘﻤﺮار اﻟﻜﻒء ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻃﻪ اﳉﺴﻤﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ‬ ‫ﺑﻞ وﻳﺠﻌﻠﻪ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻬﺪاﻓﺎ ﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎل واﻻﺿﻄﺮاب واﳋﻮف واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ..‬ ‫وﺗﺸﻴﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﻀﻠﻲ ﺑ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻨﻔﺴ واﻟﻌﻘﻠ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﻋﻬﺎ‬ ‫ﺑ اﻷﺳﻮﻳﺎء واﻟﻨﺎﺟﺤ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ واﻟﻘﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺎرﺳﺔ أﻧﺸﻄﺔ اﳊـﻴـﺎة‬ ‫ﺑﻜﻔﺎءة. وﻳﺼﻄﺤﺐ ﻛﻞ اﺿﻄﺮاب اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻧﻮﻋﻲ ﻓـﻲ ﺑـﻌـﺾ ﻋـﻀـﻼت‬ ‫اﳉﺴﻢ.. ﻓﺎﻟﻘﻠﻖ ﻳﺼﻄﺤﺐ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﻋﻀﻼت اﻟﺮأس )اﻟﺼﺪاع( واﻹﺣﺴﺎس‬ ‫ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﻋﻀﻼت اﻟﻈﻬﺮ )ﻛﺂﻻم اﻟﻈﻬﺮ(... اﻟﺦ. وﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ا ﺮﺿﻰ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن واﻟﻌﻘﻠﻴﻮن ﺑﺘﻮﺗﺮات ﻋﻀﻠﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺪ ﺗﺸﻤﻞ اﳉﺴـﻢ ﻛـﻠـﻪ. وﻳـﻘـﺪم‬ ‫ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﻌﻀﻠﻴﺔ‬ ‫وﲢﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ. وﻳﻮﺿﺢ أﻧﻪ ﺑﺈﻣﻜﺎن اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﻌﻠـﻢ وﺳـﺎﺋـﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻋﻠﻰ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء. وﻳﺆدي ﳒﺎح اﻟﺸﺨﺺ‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮات ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻰ ﻣﺰﻳـﺪ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎءة واﻟﻨﻀﺞ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺸﻜﻼت اﳊﻴﺎة وﺗـﺄزﻣـﺎﺗـﻬـﺎ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ‬ ‫واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﳉﻨﺴﻴﺔ. وﻋﺮﺿﻨﺎ ﻟﻺﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻜﻦ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘـﻴـﻖ‬ ‫اﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻜﻦ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻀﻠﻲ اﻟﻌـﻤـﻴـﻖ وأﺣـﺪ اﻟـﺘـﺪرﻳـﺒـﺎت ا ـﻬـﻤـﺔ‬ ‫ﻟﺬﻟﻚ.‬

‫اﳋﻼﺻﺔ‬

‫021‬

‫أﺳﻠﻮب اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ وﺗﻌﻠﻴﻘﺎت‬
(1) Jacobson, E. Progressive relaxation. Chicago: U. of Chicago Press, 1929. (2) Jacobson, E. Variation of Blood-Pressure with Skele-tal Muscle tension and relaxation. Annual Internal Medicine, 1939, 12, 1194. (3) Jacobson, E. Anxiety and tension 3. control. Philadelphia: Lippincott, 1964. (4)Wolpe, J. & Lazarus, A. Behavior therapy thecniques.London: Pergamon. 1966. (5) Beech, H. R. Changing Man‘s behavior. London: Pelican Books, 1972. (6) Clark, D. F. The Treatment of Phobia by systematic desensitization, Behavioral research and therapy. 1963,1,63. (7) Davison, G. The influence of systematic desensitization relaxation, and graded exposure to imaginal stimuli in the modification of phobic behavior, J. of Abnormal. Psychology 1966, (8) Eysenck, H.: Behavior Therapy 8.and the neurosis. Lon don: Pergamon Press, 1966. (9) Eysenck, H. J. & Rachman, S. The causes and cures of neurosis. London: Routledge & Kegan Paul, 1965. (10) Lomont, J. F. & Edwards, J. E. The role of relaxation in systematic desensitization, Behavior Research and Therapy, 1967, 5, 11-25. (11) Rachman, S. systematic desensitization. Psychological Bulletin, 1967, 67, 93-103. (12) Tasto, D.L. Muscle relaxation treatment for primary therapy. Behavior Therapy, 1974, S, 668672. (13) Weiss, R. M. The relative efficasy at deep muscle relaxa tion in the modification of headaches. Paper presented-at the 82nd Annual Convention of the American Psychological Association New Orleans, 1974. (14) Wolpe, J., Salter, A. & Reyna, A. (Eds.), Conditioning therapies. New York: Holt, Rinehart & Winston, 1964.

121

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﳊﻮاﺷﻲ‬
‫)×( ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﺗﺒ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﳉﻨﻮد ﻓﻲ اﳊﺮوب ﻳﻔﻘﺪون اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ اﻟﺘﺒـﻮل‬ ‫واﻟﺘﺒﺮز.‬ ‫)×١( ﺣﺎﺻﺔ ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺑﺤﻀﻮر ا ﻌﺎﻟﺞ وﻻ ﻳﻨﻄﺒـﻖ ﻫـﺬا‬ ‫ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺎرس ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﻻﻳﺘﺮﺧﺎء ﻔﺮده.‬ ‫)×٢( ﻓﺼﺎم اﻟﺒﺎراﻧﻮﻳﺎ: ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺺ ﻣـﻌـﺘـﻘـﺪات‬ ‫وأﻓﻜﺎر ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺼﺪر ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ أو ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ. ﻛـﺴـﻴـﻄـﺮة ﻣـﺸـﺎﻋـﺮ‬ ‫وأﻓﻜﺎر اﺿﻄﻬﺎدﻳﺔ, أو ﻋﻈﻤﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﺴﺪ ﻣﻦ إدراك اﻟﻮاﻗﻊ وﺗﺸﻮه ﻣﻨﻪ)اﻧﻈﺮ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول(.‬ ‫)×٣( أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ ذﻟﻚ ﺑﺼﻮت ﻫﺎد وﻋﻤﻴﻖ, ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻟﺮﺟﻮع ﳋﺒﻴﺮ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع اﻛﺜﺮ ﻓﺎﺋﺪة.‬

‫221‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫5 أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات اﳊﺮﻳﺔ‬ ‫اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬
‫اﺷﺘﻜﻰ ﺷﺎب ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ واﻟﺜـﻼﺛـ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺣﺎدة ﺑـﺎﻻﻛـﺘـﺌـﺎب واﻻﻧـﻘـﺒـﺎض ووﺻـﻒ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﺘﻮﻟﻲ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻋﻤﻠﻪ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ‬ ‫ﻣﻦ ﺗﻔﻮﻗﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﶈﺎﺳﺒﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎد إﻻ أﻧﻪ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻖ أي ﺗﺮﻗﻴﺎت ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ. وﻗﺪ أوﺿﺢ أﻧﻪ‬ ‫ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط واﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ روﺣﻪ ا ﻌﻨﻮﻳﺔ. وﻗﺪ‬ ‫ﻟﻘﻲ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﺗﺎﻓﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺿـﺨـﻤـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ‬ ‫اﻟﺬي ذﻫﺐ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻟﺒﺎ اﻟﻌﻼج. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺮﻗﻴﺔ‬ ‫ﺻﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺬه ا ﺆﻫﻼت ا ﻤﺘﺎزة وﻛﺎن‬ ‫ذﻟﻚ ﻣﺎ دﻓﻌﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻛﻤﻠﺠﺄ‬ ‫أﺧﻴﺮ ﻌﺎﻧﺎﺗﻪ.‬ ‫وﻗﺪ اﺗﻀﺢ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻷوﻟﻰ‬ ‫أن ﻫﺬا اﻟﺸﺎب ﻳﻔﺘﻘﺮ اﻓﺘﻘﺎرا ﺷﺪﻳﺪا ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات‬ ‫واﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ. وﻟﻬﺬا أﻋﻄﺎه ا ﻌﺎﻟﺞ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻣﺸﻬﻮرا‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻮﺿﻮع)×( وﻧﺼﺤﻪ ﺑﺎن ﻳﻘﺮأ ﺑﻌﺾ ﻓﺼﻮل‬ ‫اﻟﻜﺘﺎب وأن ﻳﻌﺪ ﻧﻘﺪا ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ. وﻗﺪ‬ ‫ﻋﺎد ا ﺮﻳﺾ ﻟﻠﺠﻠﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن ﻧـﻔـﺬ ﻣـﺎ ﻃـﻠـﺒـﻪ‬ ‫ﻣﻨﻪ ا ﻌﺎﻟﺞ وأوﺿﺢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄن ﻻ أﻣﻞ ﻟﻪ ﺑﺎ ﺮة‬ ‫ﻓﻲ ا ﺴﺘﻘﺒﻞ.‬
‫321‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﺣﺎول ا ﻌﺎﻟﺞ أن ﺪه ﺑﻜﻞ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ واﻟﺜﻘﺔ ﻟﻜﻦ ﺣﺬره ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﺪاﻋﻲ واﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺴﺮﻳﻊ. وﻓﻲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑ ﺷﺎﺑﻨﺎ أن ﺗﺮﻗﻴﺘﻪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻌﻤﻞ ﻫﻲ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ وراء ﻛﻞ ا ﺘﺎﻋﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ وأن اﻟﺘﺮﻗﻴﺔ‬ ‫ا ﻼﺋﻤﺔ ﺳﺘﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻛﺘﺴﺎب اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨـﻔـﺲ وﺗـﺄﻛـﻴـﺪ اﻟـﺬات. »أﻧـﻨـﻲ‬ ‫أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻣﺎ ﻟﻢ أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﺎن أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻚ أو ﻣﻨﻲ‬ ‫ﻟﻠﻌﻼج ﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ إﻻ ﺑﻀﻴﺎع وﻗﺘﻴﻨﺎ ﻣﻌﺎ«.‬ ‫أوﺿﺢ ا ا ﻌﺎﻟﺞ ﻟﻪ ﺑﺄن اﻓﺘﻘﺎره ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻫـﻮ اﻟﺴﺒﺐ وﻟﻴﺲ‬ ‫اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻟﻜﻞ ا ﺘﺎﻋﺐ واﻟﻔﺸﻞ اﻟﺬي ﻳﻮاﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ وان ﺗﻘﺪﻣﻪ ا ﻬﻨﻲ ﻳﺘﻠﻮ‬ ‫ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ وﻻ ﻳﺴﺒﻘﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن واﺿﺤﺎ أن ا ﺮﻳﺾ ﻳﺤـﺎول أن‬ ‫ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﻮﻗﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﻛﻤﺤﻚ وﺣﻴﺪ ﻣﺴﺆول ﻋـﻦ ﺗـﻘـﺪﻣـﻪ وﲢـﺴـﻨـﻪ ﺑـﺸـﻜـﻞ‬ ‫ﻋﺎم.‬ ‫وﻗﺪ ﺑ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪﻗﻴﻖ أن ﻇﺮوف اﻟﺘﺮﻗﻴﺔ واﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ا ﺆﺳﺴﺔ اﻟـﺘـﻲ‬ ‫ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺎب ﻣﺤﺪودة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. وﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﳊﻞ اﻷﻣﺜﻞ ﻫﻮ أن‬ ‫ﻳﺘﺮك ا ﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﺑﻪ ﻇﺮوف أﻓﻀﻞ ﻟﻠﺘﺮﻗﻴﺔ.‬ ‫ﻟﻜﻦ ا ﺮﻳﺾ رﻓﺾ ذﻟﻚ ﻣﺒﺮرا ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑـﺎﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪ وﻋـﺪم اﻷﻣـﺎن ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ إﻟﻴﻪ. وﻗﺪ ﻛﺸﻔﺖ اﻻﺳﺘﻔﺴﺎرات اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎن اﻟﺸﺎب‬ ‫ﻳﺨﺸﻰ ﻓﻜﺮة ا ﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻘﺪ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮي اﻟﻌﻤﻞ ﻗﺒـﻞ ﺗـﻌـﻴـﻴـﻨـﻪ.‬ ‫وﻫﻨﺎ ﺟﻌﻞ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺑـﺆرة اﻫـﺘـﻤـﺎم ﻟـﻠـﺘـﺪرﻳـﺐ ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺄﻛـﻴـﺪ اﻟـﺬات‬ ‫ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺎ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻌﺐ اﻷدوار ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻵﺗﻲ:‬ ‫ﻃﻠﺐ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺘﺼﻮر أن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ‬ ‫وأن ا ﺮﻳﺾ اﻵن ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا ا ﺪﻳﺮ ﻟﻠـﺘـﺮﺷـﻴـﺢ ﻟـﻬـﺬا اﻟـﻌـﻤـﻞ.‬ ‫وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺘﺮك ﺣﺠﺮة اﻟﻌﻼج وأن ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﺎب‬ ‫ﻃﺎﻟﺒﺎ اﻹذن ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻟﻌﻘﺪ ا ﻘﺎﺑﻠﺔ.‬ ‫وﻋﻨﺪﻣﺎ أذن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓﺘﺢ ا ﺮﻳﺾ اﻟﺒﺎب واﻗﺘـﺮب ﻣـﻦ‬ ‫ا ﻜﺘﺐ ﺑﺘﺮدد وﺑﺤﺬر. وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﻄﻊ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻜﺲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ‬ ‫اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳋﻨﻮﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ دﺧﻞ ﺑﻬﺎ واﻟﺘﻌﺒﻴﺮات ا ﺴﺘﻜﻴﻨﺔ وﻧﻈﺮات اﻟﻌـﻴـﻨـ‬ ‫ا ﻨﻜﺴﺮة وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻮﺗـﺮ. ﻟـﻬـﺬا ﻃـﻠـﺐ ﻣـﻨـﻪ أن ﻳـﺠـﻠـﺲ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫ا ﻜﺘﺐ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ وأن ﺜﻞ دور ا ﺪﻳﺮ وأن ﺜﻞ ا ﻌﺎﻟـﺞ دور ا ـﺘـﻘـﺪم ﻟـﻠـﻌـﻤـﻞ‬ ‫ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أن ﻳﻨﺘﻘﺪه ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺪور. وﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎم ا ـﻌـﺎﻟـﺞ‬
‫421‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﺑﻬﺬا اﻟﺪور ﺣﺎول أن ﻳﺮﺳﻢ ﺷﻜﻞ دﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﺑﻄﺮﻳـﻘـﺔ اﻹﻧـﺴـﺎن ا ـﺘـﺄﻛـﺪ‬ ‫واﻟﻮاﺛﻖ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﻼﺣﻆ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻨـﻪ‬ ‫ﺳﻮاء ﻣﻦ ﺣﻴﺚ وﺿﻊ اﳉﺴﻢ أو ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺴـﻴـﺮ أو ﻧـﻈـﺮات اﻟـﻌـﻴـﻨـ وﻣـﺘـﻰ‬ ‫ﻳﺠﺐ أن ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻌ ا ﺪﻳﺮ وﻣﺘﻰ ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﺗﻠﺘﻘﻲ.‬ ‫وﻗﺪ ﺗﻜﺮر ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ا ﺮات ﺣﺘﻰ اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻘﺮب ﻣﻦ‬ ‫ا ﺪﻳﺮ اﻟﻘﺎﺑﻊ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻪ )ا ﻌﺎﻟﺞ( وﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﺗﻌـﺒـﻴـﺮاﺗـﻪ وﻣـﻼﻣـﺤـﻪ ﻣـﻦ ﻛـﻞ‬ ‫ﻣﻈﺎﻫﺮ ا ﺴﻜﻨﺔ واﻟﻘﻠﻖ. ﻛﺬﻟﻚ درﺑﻪ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ا ﻘﺎﺑﻼت‬ ‫ﻷ ﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ا ﺪﻳﺮﻳﻦ: ا ﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻒ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ‬ ‫ﺑﺎب اﻟﺪﺧﻮل وا ﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﺮﻛﻪ ﺑﺈﻫﻤﺎل وﻫﻮ ﻳﻘﺮأ ﺑﻌـﺾ اﻟـﻮﺛـﺎﺋـﻖ اﻟـﻬـﺎﻣـﺔ‬ ‫وا ﺪﻳﺮ اﻟﺬي ﻳﺤﺎول ﻗﺎﺻﺪا أن ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﻮﺗﺮه... وﻫﻜﺬا.‬ ‫وﺑﻌﺪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺪأ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺘﻮى ا ﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻄﻠﺐ‬ ‫ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺆﻫﻼﺗﻪ وﺧﺒﺮاﺗﻪ وﺗﺎرﻳﺦ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ‬ ‫ﻣﺴﺠﻼ ﻫﺬه اﻹﺟﺎﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز ﺗﺴﺠﻴﻞ. وﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن ﻳﻀﻊ‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ وأن ﻳﻘﺮر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﺳﻴﻘﺒﻞ ا ﺘﻘﺪم ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا ﻘﺎﺑﻠﺔ ا ﺴﺠﻠﺔ أم ﻻ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن واﺿﺤﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ أن ﻗﺪرة‬ ‫ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮاﺗﻪ وﻣﻼﻣﺤﻪ وﻃﺮﻳﻘﺔ دﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ ﻟﻢ ﺗﺸﻤﻞ‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻼﻣﻪ ا ﺘﺮددة ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ وﺧﺒﺮاﺗﻪ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ‬ ‫ﻗﺪرة ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ أن ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﺒﺮاﺗﻪ ا ﻤﺘﺎزة ﻛﺎن ﻳﻐﻤﻐﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻏﻴﺮ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺆﺛﺮة وﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺎت أﻛﺜﺮ ﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗـﺮﻛـﻴـﺰ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻘﻨﻬﺎ. ﻟﻬﺬا ﻗﺎم ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﻌﺮض ﻧﻔﺲ ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﻄـﺮﻳـﻘـﺔ‬ ‫ﻟﻔﻈﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ وﻃﻠﺐ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﻌﻴﺪ ذﻟﻚ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬا أﻣﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ‬ ‫أن ﻳﻘﺪم إﺟﺎﺑﺎت ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻸﺳﺌﻠﺔ اﳋﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺴﺄﻟﻪ إﻳﺎﻫﺎ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ‬ ‫ﻣﻮاﻗﻒ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ.‬ ‫اﺳﺘﻤﺮت ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻣﻊ ا ﺮﻳﺾ ﻓﺘﺮة ﻗﻄﻊ ﺑﻌﺪﻫﺎ اﺗﺼﺎﻟﻪ‬ ‫ﺑﺎ ﻌﺎﻟﺞ ﺪة ﺷﻬﺮﻳﻦ. ﻃﻠﺐ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺟﻠﺴﺔ أﺧﺮى. وﻗﺪ دﻫﺶ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫دﺧﻞ ا ﺮﻳﺾ ﺣﺠﺮة اﻟﻌﻼج ﻫﺬه ا ﺮة وﻫﻮ ﻳﻘﻮل ﻟﻠﻤـﻌـﺎﻟـﺞ »اﻧـﻚ ﺗـﻨـﻈـﺮ اﻵن‬ ‫ﻟﺮﺋﻴﺲ وﺣﺪة اﶈﺎﺳﺒ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ )ﻛﺬا(«. وأﺧﺬ ﻳﺼﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻛﻴﻒ أﻧﻪ‬ ‫ﺗﻘﺪم ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ إﻋﻼن وﻋﻘﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘـﺎﺑـﻠـﺔ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ وﻛـﻴـﻒ أﻧـﻪ ﳒـﺢ‬ ‫أﺧﻴﺮا ﻓﻲ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ ﺑﺄﺟﺮ أﻋﻠﻰ ﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻋﻼن.‬
‫521‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻟﻘﺪ ﻗﺮر ا ﺮﻳﺾ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺷﻔﻲ اﻵن ﻣﻦ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ وﻟﻮ أن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻛﺎن ﻳﺮى‬ ‫ﺑﺄﻧﻪ ﻻ زاﻟﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﳉﻮاﻧﺐ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﲢﺘﺎج ﻟﺘﺪرﻳﺐ آﺧﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ)×١(.‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﻠﻘﻰ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻜﺎ ﺔ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻣ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫ﻳﺨﺒﺮه ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ أﺻﺒﺢ ﻣﺴﺘﺸﺎرا اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺸﺮﻛﺎت)١(.‬ ‫ﺜﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﻊ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻄﺎ رﺋﻴﺴﻴﺎ‬ ‫ﻣﻦ أ ﺎط اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ اﳊﺪﻳﺚ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻌﻼج ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺄﻛﻴﺪ‬ ‫اﻟﺬات.‬ ‫وﻳﺸﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮم »ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات« إﻟﻰ ﻣﻌﻨﻰ أﻛﺜﺮ اﺗﺴﺎﻋﺎ ﺎ ﻧـﻼﺣـﻈـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺎب اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ أو أن ﻳﺪرب‬ ‫ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ واﻟﺴﻴﻄﺮة وإﻋﻄﺎء اﻷواﻣﺮ واﻟـﺘـﺤـﻜـﻢ ﻓـﻲ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ وأن ﻳﻜﻮن ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻋﻮاﻃﻔﻪ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ‬ ‫ﻋﺎم ﻛﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺼﺪاﻗﺔ واﻟﻮد واﻹﻋﺠﺎب واﻟﺸﻜﺮ وﻏـﻴـﺮ ذﻟـﻚ. وﻟـﻌـﻞ‬ ‫ا ﻨﻄﻖ اﻟﺬي ﻳﻜﻤﻦ وراء ﻫﺬا ا ﻌﻨﻰ واﺿﺢ ﻟﻠﻘﺎر . ذﻟﻚ ﻻن ا ﺮﻳﺾ اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ )وﻣﺎ أﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮع ذﻟﻚ ﺑ اﻟﻌﺼﺎﺑﻴ (‬ ‫ﻳﻌﺠﺰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ذاﺗﻪ ﺳﻮاء ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﺎج ﻣﻨﻪ ﻹﻇﻬﺎر‬ ‫اﻟﻌﺪوان واﻟﻐﻀﺐ أو ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﺎج ﻹﻇـﻬـﺎر اﻟـﺘـﺄﻳـﻴـﺪ واﻟـﻮد أي ﻓـﻲ‬ ‫ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺴﻠﺒﻲ واﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ﺎ ﻳﺤـﻮﻟـﻪ إﻟـﻰ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ‬ ‫ﺗﺎﻓﻬﺔ وﺑﺎﻫﺘﺔ. وﻣﻦ ا ﺆﺳﻒ ﻣﻊ ﻫﺬا أن ﳒﺪ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب وا ﻌﺎﳉ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴ ﻳﻔﻬﻤﻮن ﻃﺮﻳﻘﺔ »ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات« ﻣﻦ وﺟﻬﺔ واﺣﺪة أي ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ‬ ‫ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺪوان واﻟﻐﻀـﺐ واﻟـﻀـﻴـﻖ واﻟـﺮﻓـﺾ إﻟـﻰ‬ ‫ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن »ﻻزاروس« أﺳﺘﺎذ اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ راﲡﺮز‬ ‫وﻫﻮ ﻣﻦ أﺷﻬﺮ ا ﻌﺎﳉ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎ ﻟﻬﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻻ ﻳﻐـﻔـﻞ ﻋـﻦ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ‬ ‫اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻓﺎن اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﻼﺣﻆ إن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ أﺳﺎﻟﻴـﺐ‬ ‫ﻫﺬا ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻟﻸﺳﻒ ﻧـﺤـﻮ ﺗـﺪرﻳـﺐ ﻣـﺮﺿـﺎه ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﺪوان)٢(‬ ‫واﻟﻐﻀﺐ واﻟﺮﻓﺾ.. )وﻟﻮ أن ﻫﺬا ﻳﺸﻴﻊ ﻛﺜﻴﺮا ﺑ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ ا ﻌـﺎﳉـ (. إن‬ ‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات أﻫﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا وﻳﻌﻨﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ‬ ‫وﺣﺮﻳﺔ اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء ﺳـﻮاء ﻛـﺎن ذﻟـﻚ ﻓـﻲ اﻻﲡـﺎه اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻲ )أي ﻓـﻲ‬ ‫اﲡﺎه اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻷﻓﻌﺎل واﻟﺘﻌـﺒـﻴـﺮات اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ اﻟـﺪاﻟـﺔ ﻋـﻠـﻰ‬
‫621‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫اﻻﺳﺘﺤﺴﺎن و اﻟﺘﻘﺒﻞ وﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع واﻻﻫﺘﻤﺎم واﳊﺐ واﻟﻮد وا ﺸﺎرﻛﺔ‬ ‫واﻟﺼﺪاﻗﺔ واﻹﻋﺠﺎب( أو ﻓﻲ اﻻﲡﺎه اﻟﺴﻠﺒﻲ )أي ﻓﻲ اﲡﺎه اﻟﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋـﻦ‬ ‫اﻷﻓﻌﺎل واﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻓـﺾ وﻋـﺪم اﻟـﺘـﻘـﺒـﻞ واﻟـﻐـﻀـﺐ واﻷﻟـﻢ‬ ‫واﳊﺰن واﻟﺸﻚ واﳋﻮف واﻷﺳﻰ(. ﻟﻬﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧـﺘـﻔـﻖ ﻣـﻊ ﻻزاروس ﻓـﻲ أن‬ ‫ﻣﻔﻬﻮم اﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺒﺪو ﻗـﺎدرا أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻣـﻔـﻬـﻮم ﺗـﺄﻛـﻴـﺪ اﻟـﺬات ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻫﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ا ﺘﻌﺪدة ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﺴﺘﺨﺪم‬ ‫ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ اﻟﻜﺘﺎﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﻋﻦ ﻫﺬا ا ﻮﺿﻮع ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن واﺿﺤﺎ ﻓـﻲ ذﻫـﻦ اﻟـﻘـﺎر ﻓـﻲ ﻧـﻔـﺲ‬ ‫اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ ا ﻌﻨﻰ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ واﻟﺴﻠﺒﻲ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﻼﺋﻤﻪ اﻛﺜﺮ ﻣﻔﻬﻮم‬ ‫اﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ.‬ ‫واﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻘﺘـﺼـﺮ إذن‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎس اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ وﺣﻘﻮﻗﻬﻢ وﻋﺪواﻧﻬﻢ )وﻟﻮ أن ﻫﺬا‬ ‫ﺿﺮوري ﻓﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﺣـﺎﻻت اﻟـﻔـﺼـﺎم اﳋـﻔـﻴـﻔـﺔ وﻋـﺪم اﻟـﺜـﻘـﺔ ﺑـﺎﻟـﻨـﻔـﺲ‬ ‫واﻻﻧﺴﺤﺎب واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻌﺪم ﻛﻔﺎءة اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ(. ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻮازن ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ‬ ‫اﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻀﻤﻦ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻫـﺬا أي أن ﻳـﺘـﻀـﻤـﻦ ﺗـﺪرﻳـﺐ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ اﳉﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ أي اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻓﻘـﺪ‬ ‫ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﻣﻊ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴ )وﺑﻌﺾ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻨﻔﺴﻴ أﻳﻀﺎ(‬ ‫أﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺘﻐﺒﻴﺮ ﻋﻦ ا ﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺮﻓﺾ وا ﻌﺎﻧـﺪة ﻛـﺬﻟـﻚ ـﻴـﻠـﻮن‬ ‫ﻟﻠﻨﻘﺪ اﻟﻼذع واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ وﻳﻌﺘﻨﻘﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم اﲡﺎﻫﺎ ﻋﺪواﻧﻴﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﻨـﺎس‬ ‫وا ﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮاء. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻻﺣﻆ ﻋﺠﺰﻫﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪ وﺗﺨﻠﻔﻬﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻷﻣﺮ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ا ﻮدة أو اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻔﻜﺮة‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﻣﺪح ﺳﻠﻮك ﻃﻴﺐ أو ﺗﺄﻳﻴﺪ رأي ﺟﻴﺪ. ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﳊﺎﻻت ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻀﺮوري اﻟﺘﺪرب ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﺒﺎرات ﻣﺜﻞ )أﻧﻨﻲ‬ ‫ﻣﻌﺠﺐ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺘﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻻﺟﺘﻤﺎع( أو »ﻟﻘﺪ ﻗﻤـﺖ ﺑـﻌـﻤـﻞ ـﺘـﺎز‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ« أو »أﻧﻨﻲ ﻓﺨﻮر ﺑﺼﺪاﻗﺘﻲ ﻟﻚ« و »أﺣﺐ ﻃﺮﻳﻘﺘﻚ ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ...اﻟﺦ«.‬ ‫وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺠﺪون ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ‬ ‫ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻧﺪرﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌﻀﻬﻢ دﻓﺎﻋﻴﺎ وﻣﺘﻬﻜﻤﺎ. وﻗﺪ‬ ‫ﻳﺒﺮر ﻋﺠﺰه ﺑﺄن أﻓﻌﺎﻟﻪ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﳊﺐ وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ.‬ ‫ﻟﻜﻦ اﳋﺒﺮة ﺗﺒ ﻟﻨﺎ أن اﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑ اﻟﻔﻌﻞ واﻟﻜﻠﻤـﺔ أﻣـﺮ ﺿـﺮوري ﻟـﻠـﺼـﺤـﺔ‬
‫721‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻷﺻﺪﻗﺎء واﳉﻠﻮس واﳊﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﻢ وزﻳﺎرﺗـﻬـﻢ ﻓـﻲ‬ ‫ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺒﻴﺮك ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﻟﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻛـﺜـﺮ‬ ‫اﻟﻌﻮاﻣﻞ إﺷﺒﺎﻋﺎ ﻟﻚ وﻟﻬﻢ ﺑﺈﻃﻼق ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻪ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ‬ ‫واﻟﺴﻠﺒﻲ.‬ ‫و ﻗﺪ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺒﻌﺾ أن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎل ﻗﺪ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨـﻔـﺎق‬ ‫واﳋﺪاع واﻟﺘﻼﻋﺐ ﻦ ﻫﻢ ﺣﻮﻟﻨﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﻔـﺮق ﺑـ اﻟـﺘـﺼـﻮرﻳـﻦ ﻓـﺮق ﻛـﺒـﻴـﺮ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺔ. ﻓﻔﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﻨﻔﺎق واﻟﺘﻼﻋﺐ وﺧﺪاع اﻟﻨﺎس ﺑﺈﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺻﻮرة ﻣﻀﻠﻠﺔ‬ ‫ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﻟﻬﺪف ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﲢﻘﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب‬ ‫اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﻟﻜﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺎدات اﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻘﺪرة‬ ‫ﻋﻠﻰ إﻋﻄﺎء ﻋﺎﺋﺪ ﺻﺎدق وأﻣ أي أن ﻳﻜﺸﻒ اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ‬ ‫وأن ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺻﺮاﺣﺔ واﻧﻔﺘﺎح. وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﻬﺬا ا ـﻌـﻨـﻰ ﻏـﺎﻟـﺒـﺎ ﻣـﺎ ﺗـﻌـﻮد‬ ‫ﺑﺎﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻘﻠﻖ وﻣﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﻼﻗﺎت وﺛﻴﻘﺔ وإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫واﺣﺘﺮام ﻟﻠﺬات وﻣﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻴﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﻔﻌﺎل.‬

‫ﻟﻜﻲ ﻧﻠﻢ ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﻨﻈﺮي اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻋﻠﻴﻨﺎ أن‬ ‫ﻧﺮﺟﻊ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻢ.‬ ‫ﻟﻘﺪ ﺑﺮﻫﻦ ﺑﺎﻓﻠﻮف ﻋﻠﻰ أن إﻓﺮاز اﻟﻠﻌﺎب ﻟﺪى ﻛﻼب ﻣﻌﻤﻠﻪ واﻟﺬي ﻳﺤﺪث‬ ‫آﻟﻴﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮض ﻫﺬا اﳊﻴﻮان ﻨﺒـﻪ ﻣـﻌـ ﻣـﻦ ﺷـﺄﻧـﻪ إرﺿـﺎء ﻫـﺬا اﻟـﺴـﻠـﻮك‬ ‫)ﻛﺎﻟﻄﻌﺎم( ﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻨﺒﻪ آﺧﺮ )ﺻـﻮت ﺟـﺮس أو‬ ‫ﺿﻮء( وإذا ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻫﺬا ا ﻨﺒﻪ اﻵﺧﺮ ﻣﺼﺎﺣﺒﺎ ﻟﻠﻤﻨﺒﻪ اﻷﺻﻠﻲ )وﻫﻮ اﻟﻄﻌﺎم‬ ‫واﻟﺬي ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻓﻠﻮف اﺳﻢ ا ﻨﺒﻪ اﻷﺻﻠﻲ(. وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﳒﺪ أن ا ﻨـﺒـﻪ‬ ‫اﻟﺸﺮﻃﻲ )ﺻﻮت اﳉﺮس أو اﻟﻀﻮء( ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ وﺣﺪه أن ﻳﺜﻴﺮ ﻧﻔﺲ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫)إﻓﺮاز اﻟﻠﻌﺎب(. ﻟﻴﻄﻠﻖ ﺑﺎﻓﻠﻮف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻫﺬه ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻃﻲ.‬ ‫وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ واﻟﻜﻔﺎءة اﻟﺘﻲ ﺻﺎغ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻓﻠﻮف ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻪ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﻢ‬ ‫اﻟﺸﺮﻃﻲ إﻻ أن ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ أﺧﺬوا ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر اﻵﻟﻲ ا ﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻲ‬ ‫ﻟﻠﺴﻠﻮك وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎن اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ إﻋﻄﺎء ﺻﻮرة ﻣﻀﻠﻠﺔ‬ ‫ﻹﳒﺎزات »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ذﻟﻚ ﻻن ﻫﻨﺎك ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﲡﻌـﻞ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ذات دور ﻫﺎم ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮر ﺑﺎﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧـﻲ ـﻔـﺎﻫـﻴـﻢ أﻛـﺜـﺮ اﺗـﺴـﺎﻋـﺎ‬
‫821‬

‫اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻤﻲ، واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﳌﻔﻬﻮم ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات:‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫واﻧﻔﺘﺎﺣﺎ.‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﻪ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﻣﻦ أن ﻫﻨﺎك ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻣﻮروﺛﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن‬ ‫ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻨﺎس واﳊﻴﻮاﻧﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺎدات اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺸـﺮﻃـﻲ وان‬ ‫ﻫﻨﺎك ﺧﺼﺎﺋﺺ أﺧﺮى ﺗﻌﻮق ذﻟﻚ. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﳒﺪه ﻴـﺰ ﺑـ‬ ‫ﺧﺎﺻﺘ رﺋﻴﺴﻴﺘ ﻟﻠﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻫﻤﺎ:‬ ‫١- اﻻﺳﺘﺜـﺎرة ‪ Excitation‬وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﺳـﺘـﺜـﺎرة ا ـﺦ وﻣـﻦ ﺷـﺄﻧـﻬـﺎ‬ ‫ﺗﻮﻟﻴﺪ ﻧﺸﺎﻃﻪ وﺗﻴﺴﻴﺮ ﺗﻜﻮﻳﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺷﺮﻃﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة.‬ ‫٢- ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻼﺳﺘﺜﺎرة وﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟـﻨـﺸـﺎط واﻟـﺘـﻌـﻠـﻢ‬ ‫اﳉﺪﻳﺪﻳﻦ وﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻜﻒ ‪.(٣)Inhibition‬‬ ‫وﻣﻦ ا ﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ أن ا ﺦ )ﻣﺮﻛﺰ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت( ﻳﺠﺐ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻮازن واﻟﺘﻌﺎدل ﺑ اﻟﻜﻒ واﻻﺳﺘﺜﺎرة ﺣﺘﻰ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺸﺮوط اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬ ‫ا ﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. ﻓﺎﻻﺳﺘﻤـﺮار ﻓـﻲ اﺳـﺘـﺜـﺎرة ﻣـﺴـﺘـﻤـﺮة ﻳـﻬـﺪد ﺑـﻘـﺎء‬ ‫اﻹﻧﺴﺎن وﻳﻨﺘﻬﻲ ﻀﺎﻋﻔﺎت ﺧﻄﻴﺮة ﻓﻲ ا ﺦ. أﻣﺎ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻜﻒ‬ ‫ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻳﻀﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻛﺎﳋﻤﻮل اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻧﺨﻔﺎض‬ ‫اﻟﻄﺎﻗﺔ وﻣﺸﺎﻋﺮ ﻋﺪم اﻟﻜﻔﺎءة.‬ ‫وﻣﻨﺬ أن ﺻﺎغ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﻗﺎم ﻋﺪد ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ ﻫﺬه ا ﺒﺎد ﻟﻠﺨﺪﻣﺔ اﻟﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ واﻟـﻌـﻼج. وﻟـﻌـﻞ ﻣـﻦ أﺑـﺮز‬ ‫اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟـﻌـﻼج اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ - »ﺳـﺎﺗـﺮ« اﻟـﺬي ﻛـﺎن أﺳـﺘـﺎذا‬ ‫ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺣﺘﻰ وﻓﺎﺗﻪ ﺳـﻨـﺔ ٩٤٩١. ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻄﺎع »ﺳﺎﺗﺮ« أن ﻳﺴﺘﺨـﺪم‬ ‫ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺑﺎﻓﻠﻮف ﺑﻨﺠﺎح ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﻦ ﻣـﻨـﺎﻫـﺞ اﻟـﻌـﻼج اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ أﺛـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﻛـﻞ‬ ‫ا ﻨﺎﻫﺞ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ.‬

‫وﻳﻄﻠﻖ ﺳﺎﺗﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﺳﻢ »اﻟﻌﻼج ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﻔﻌﻞ ا ﻨﻌﻜﺲ‬ ‫اﻟﺸﺮﻃﻲ« ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻧﻈﺮﻳﺔ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﻳﻘﻮل »ﺳﺎﺗﺮ:‬ ‫»ﻓﻜﻤﺎ أن ﻛﻠﺐ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﺗﻌﻠﻢ أن ﻳﻔﺮز اﻟﻠﻌﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪق اﳉﺮس ﻛﺬﻟﻚ‬ ‫اﻟﻄﻔﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻳﺘﻌﻠﻢ أﻧﻮاﻋﺎ ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﺮﻃﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺘﻪ‬ ‫وﻣﻦ ﻏﻴﺮ إرادﺗﻪ. ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﻌﺎل اﻟﻄﻔﻞ ﺗﻘـﺎﺑـﻞ ﻣـﻦ اﻷم ﺑـﺄواﻣـﺮ‬ ‫راﻓﻀﺔ »ﻻ.. ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬا« ﻓﺎن اﻟﻄﻔﻞ ﺳـﻴـﻜـﻒ اﻧـﻔـﻌـﺎﻻﺗـﻪ وﻳـﻨـﺴـﺤـﺐ إﻟـﻰ‬
‫921‬

‫اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻜﻒ واﻟﻘﻴﻮد اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻧﻔﺴﻪ ﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﺠﻤﻟﺮب ﻓﻲ ﲡﺎرب »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﻳﻌﺎﻗﺐ اﻟﻜﻠﺐ ﺑﺴﺒﺐ‬ ‫إﻓﺮاز اﻟﻠﻌﺎب. وﺑﺘﻌﺒﻴﺮ »ﺑﺎﻓﻠﻮف« ﻓﺎن إﻓﺮاز اﻟﻠﻌﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪق اﳉﺮس ﻣﺆذﻳﺎ‬ ‫ﺑﻈﻬﻮر اﻟﻄﻌﺎم ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻼﺳﺘﺜﺎرة اﻟﺸﺮﻃﻴﺔ. أﻣـﺎ إذا اﺧـﺬ اﳉـﺮس ﻳـﺪق‬ ‫ﻣﺮة ﺗﻠﻮ اﻷﺧﺮى دون أن ﻳﺼﺤﺒﻪ ﻃﻌﺎم أو إذا ﻋﺎﻗﺒﻨﺎ اﳊﻴﻮان ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﺮن‬ ‫اﳉﺮس ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﻘﺪ اﻟﻠﺤﻢ ﻓﺎن إﻓﺮاز اﻟﻠﻌﺎب ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ وﻫﺬا ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﺎﻻ‬ ‫ﻟﻠﻜﻒ اﻟﺸﺮﻃﻲ«.‬ ‫ﻄ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ:‬ ‫وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر ﳒﺪه ﻴﺰ ﺑ‬ ‫اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا ﻜﻔﻮﻓﺔ أو ا ﻘﻴﺪة وﻫﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻨﺴﺤﺒﺔ وﺣﺒﻴﺴﺔ ﻻﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﺎ‬ ‫وﻋﺎداﺗﻬﺎ وﺗﻘﺎﻟﻴﺪ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ وﻋﺎداﺗﻪ واﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ أو ا ﺴﺘﺜﺎرة وﻫﻲ‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ وإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ وﻣﺒﺎﺷﺮة وﺧﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ:‬ ‫»اﻻﺳﺘﺜﺎرة ﻗﺎﻧﻮن أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﻗﻮاﻧ اﳊﻴﺎة واﻟﻌﺼﺎب ﻧﺘﺎج ﻟﻜﻒ اﻟﺪﻓﻌﺎت‬ ‫اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﻜﻤﻬﺎ ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻧ «.‬ ‫أﻣﺎ ﺎذا ﺗﺰداد ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﻒ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻌﺾ وﺗﺰداد ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺳﺘﺜﺎرة ﻋﻨﺪ‬ ‫اﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﻓﺎن ﻫﺬا ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺑﺎﳋﺒﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘـﻌـﻠـﻢ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ وذﻟﻚ ﻻن:‬ ‫»ﺳﻠﻮك اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺘﺠﻪ ﻟﻼﺳﺘﺜﺎرة. ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺼـﺮف ﻣـﻦ ﻏـﻴـﺮ ﻗـﻴـﻮد.‬ ‫وإذا ﻣﺎ ﺗﺮﻛﻨﺎه ﻛﺬﻟﻚ دون ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺮى ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا إرﺿﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ‬ ‫اﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﺈن ﻄﻪ اﻻﺳﺘﺜﺎري ﺳﻴﺘﻄﻮر ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﲡـﺎه. أﻣـﺎ إذا ﺑـﺪأﻧـﺎ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻜﻒ ﻣﺒﻜﺮا ﻓﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻄﻔﻞ ﻓﺎﻧﻪ ﻫﻨﺎ ﲢﺪث ا ﺘﺎﻋﺐ«.‬ ‫وﻻ ﻳﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻧﺮﻓﺾ اﻟﻜﻒ ﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ﻷن ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ‬ ‫ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺿﺮورة ﻛﻔﻪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻟﻜﻦ إﻓﺮاط اﳊﻴﺎة اﳊﺪﻳﺜﺔ‬ ‫ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺗﻔﺮط ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﻒ وﺗﺘﻄﺮف ﻓﻲ ﺎرﺳﺘﻪ‬ ‫ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻄﻔﻞ أن ﻳﻜﻮن »ﻣﺆدﺑﺎ« ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷوﻗﺎت وان ﻻ ﻳﻌﺎرض اﻵﺧﺮﻳـﻦ أو‬ ‫ﻳﻘﺎﻃﻌﻬﻢ وأن ﻳﻜﻮن ﻏﻴﺒﺎ داﺋﻤﺎ أي أن ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم إﻧـﺴـﺎﻧـﺎ ﻳـﺨـﻄـﺊ‬ ‫ﻘﺪار ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺑﻞ أن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﻴﺒﺎ داﺋـﻤـﺎ. »أﻧـﻨـﺎ ﺑـﻬـﺬا اﻟـﺸـﻜـﻞ‬ ‫ﻧﻔﺮض أ ﺎﻃﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻒ اﻟﻀﺮورﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﳊﻴﺎة ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻟﻜﻦ‬ ‫ﻣﺎذا ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺳﻌﺎدﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ ?«.‬ ‫وﺗﻬﺪف ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ وﻓﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻮر اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ وﺿﻊ أﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﻂ اﻟﻜﻒ إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺜﺎرة واﻻﻧﻄﻼق. وﻣﻦ اﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ‬
‫031‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫»ﺳﺎﺗﺮ:> اﻟﺘﻨﻮ ا ﻐﻨﻄﻴﺴﻲ وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﺑﻬﺪف ﻜ اﻟﺸﺨﺺ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ. ﻛﺬﻟـﻚ ﻛـﺎن ﻳـﻌـ ـﺮﺿـﺎه أﻋـﻤـﺎﻻ ﺧـﺎﺻـﺔ‬ ‫ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ وﺗﻜﻴﻔﻬﻢ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﺎﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‬ ‫واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء واﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ا ﺒﺎﺷﺮ ﻋﻦ ا ﺸﺎﻋﺮ وﺗﻐﻠـﻴـﺐ اﻟـﻔـﻌـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ‬ ‫واﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺼﺪق ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك.‬ ‫وﻗﺪ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ أو ا ﺴﺘﺜﺎرة ﻔﻬﻮم اﻻﻧﺒﺴـﺎط‬ ‫وا ﻴﻮل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺣﺐ اﻻﺧﺘﻼط. ﻟﻜﻦ »ﺳﺎﻟﺘﺮ« ﻳﺮى أن ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ ﻳﺨﺘﻠﻒ‬ ‫ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﺒـﺪون ﻟـﻠـﻨـﺎﻇـﺮﻳـﻦ ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻬـﻢ‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻮن وذوو ﺻﺪاﻗﺎت ﻣﺘﻌﺪدة وﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻢ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴـﻴـﺔ أي ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﻴﺚ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﺼﺪق واﳊﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ:‬ ‫»أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻘﻴﺪا وﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫واﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﲡﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻳﺜﻴﺮون ﺣﻮﻟﻬﻢ اﻟﻀﺠـﻴـﺞ‬ ‫ﻛﺒﻌﺾ اﶈﺎﻣ وا ﻬﻨﺪﺳ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻧﻮن‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ«.‬ ‫وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ذاﺗﻪ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒـﻴـﺮ‬ ‫اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﳊﺮ ﺗﻜﻮن ﻓﺎﺋﺪﺗﻪ ﺮﻳﻀﻪ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻬﻮ ﻨﺢ ﻣﺮﻳﻀﻪ ﻮذﺟﺎ ﺻﺤﻴﺎ‬ ‫ﻓﻌﺎﻻ. ﻓﻠﻨﺮ ﻛﻨﻤﻮذج ﻟﺬﻟﻚ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ:‬

‫»ا ﺮﻳﺾ وﻟﻨﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻴﺪ )أ( ﺷﺎب ﻃﻮﻳﻞ ووﺳﻴﻢ واﺑﻦ ﺛﺮي. ﻛﺎن‬ ‫ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻲ وﻗﺖ اﻟﻌﻼج ﺧﻤﺴﺔ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ وﻳﻌﺪ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع. ﻳﺘﺤﺪث ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻋﻦ آﻣﺎﻟـﻪ وأﻫـﺪاﻓـﻪ‬ ‫ﻓﻲ إﺻﻼح اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﻨﻬﻮض ﺑﻬﺎ. ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻞ وأﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘـﺮ إﻟـﻰ‬ ‫ﺟﺎذﺑﻴﺔ اﳊﺪﻳﺚ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻘﺪ أﺑﺪى ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﻴﻘﻈﺔ واﻟﻨﺸﺎط واﻟﺘﺸﻮﻳﻖ‬ ‫أﺛﻨﺎء اﳉﻠﺴﺎت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ وان ﻛﺎن ﻳﺘﺼﺮف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻨﻴﺪة ﺧـﺎﺻـﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫ﻛﺎن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻪ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻪ ﻗﺮر ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺼﻌـﻮﺑـﺔ ا ـﻮاد‬ ‫اﻟﺪراﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺪرﺳﻬﺎ إﻻ أﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻻن ذﻫﻨﻪ »ﻳﺘﺠﻮل‬ ‫داﺋﻤﺎ ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك«. ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻟﺴﺎﻋﺎت ﻗﺒﻞ أن ﻳﻐﺮق ﻓﻲ ﻧﻮم ﻣﺘﻘﻄﻊ. ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ‬
‫131‬

‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺎب اﳌﻤﻞ واﳌﻌﺎﻟﺞ اﳊﺎزم:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ا ﻌﺎﻟﺞ أن ﻳﻌﻠﻤﻪ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻮم ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻐﻨﻄﻴﺴﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺨـﻠـﺺ ﻣـﻦ اﻷرق. وﻗـﺪ‬ ‫ﺣﺎوﻟﺖ )أي ا ﻌﺎﻟﺞ( أن أﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﺘﻨﻮ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻣﻌـﻪ ﻷن ذﻫـﻨـﻪ‬ ‫ﻛﺎن ﻳﺘﺠﻮل ﻓﻲ أﺷﻴﺎء أﺧﺮى وﻳﻘﺎرن أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻮ ﺑﻘﺮاءاﺗﻪ ﻓﻲ ﻫـﺬا‬ ‫ا ﻮﺿﻮع وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲ أن أﻓﻌﻠﻪ ﺣﺘـﻰ أﳒـﺢ ﻓـﻲ ﺗـﻨـﻮ ـﻪ. وﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻌﻤﻮم ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺪث أي ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻮﺟﻬﺔ«.‬ ‫»ﺑﺪأت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أﻏﻴﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﻣﻌﻪ إﻟﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺣﺎزﻣـﺔ ﻓـﺒـﻴـﻨـﺖ ﻟـﻪ‬ ‫أﻧﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆول ﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﲡﻮل ﺑﺬﻫـﻨـﻪ وﻻ ﻳـﻬـﻤـﻨـﻲ ﻓـﻲ‬ ‫ﻗﻠﻴﻞ أو ﻛﺜﻴﺮ. وﺑﺤﺰم أوﺿﺤﺖ ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻨﻲ أﻧﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻫﻨﺎ وأﻧﻪ ﺟﺎء‬ ‫ﻟﻴﺴﺘﺸﻴﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻼﺗﻪ ﻻ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺪم ﻟﻲ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن أﻓﻌﻠﻪ أو‬ ‫ﻻ اﻓﻌﻠﻪ. واﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﻔﺬ ﻣﺎ آﻣﺮه ﺑﻪ ﺎﻣﺎ إذا أراد أن ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻢ‬ ‫اﻟﺘﻨﻮ اﻟﺬاﺗﻲ. واﳊﻘﻴﻘﺔ أﻧﻨﻲ أﺟﺪ ﻫﺬا ا ﻨﻬﺞ اﳊﺎزم ﻓﻌﺎﻻ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻫﺬا‬ ‫اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ ا ﺪﻟﻠ اﻟﺬﻳﻦ أﻓﺴﺪﺗﻬﻢ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻌﺬر اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ‬ ‫ﻣﻌﻬﻢ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﻒ اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﺟﺪﻳﺪ«.‬ ‫»وﻳﻬﻮى ا ﺮﻳﺾ ا ﻮﺳﻴﻘﻰ وﻫﻮ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﺻﺎﺣﺐ أذن ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﻣﺪرﺑﺔ.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﻗﺮرت أن أﻋﺪل ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج وﻃﻠﺒﺖ ﻣـﻨـﻪ أن ﻳـﻨـﺼـﺖ إﻟـﻰ‬ ‫ﻃﻘﻄﻘﺔ أﺻﺎﺑﻌﻲ ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻔﺖ وﺳﺄﻟﺖ: ﻫـﻞ ﻻ زﻟـﺖ ﺗـﺴـﻤـﻊ ﻫـﺬا اﻟـﺼـﻮت ﻓـﻲ‬ ‫رأﺳﻚ ? )ﺑﻌﺪ أن ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﻃﻘﻄﻘﺔ أﺻﺎﺑﻌﻲ(. ﻓﺄﺟﺎب ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب«.‬ ‫»ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﻤﺖ ﺑﻘﺮﻋﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﻲ ﺑﻘﻠﻤﻲ. ﻗﺎﺋﻼ »ﻫﻞ ﺗﺴﻤﻊ ﻫـﺬا‬ ‫اﻟﺼﻮت ?«. ﻓﺄﺟﺎب ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب«.‬ ‫»ﻗﻠﺖ: »ﻫﺬا ﺟﻤﻴﻞ. واﻵن أﻧﻨﻲ أرى أن ﻫﺬا اﻹﺟﺮاء ﺿﺮوري وﺳﻨﻨﻄﻠﻖ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺘﻨﺎ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ أراك ﻓﻲ ا ﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ«.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: أﻟﻦ ﺗﻘﻮم ﺑﺘﻨﻮ ﻲ اﻟﻴﻮم ?‬ ‫اﺑﺘﺴﻤﺖ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ وﻗﻠﺖ: »إذا أردت أن أﺳﺎﻋﺪك ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن‬ ‫ذﻟﻚ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ اﳋﺎﺻﺔ. أﻧﻨﻲ ﻻ أﻧﺘﻈﺮ أواﻣﺮ ﻣﻨﻚ ﺗﻮﺿﺢ ﻟـﻲ ﻣـﺎ ﻳـﺠـﺐ أن‬ ‫أﻓﻌﻠﻪ اﻵن أو ا ﺮة اﻟﻘﺎدﻣﺔ«.‬ ‫»ور ﺎ ﻳﺮى اﻟﺒﻌﺾ أن ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﻗﺪ ﻳﺨﻴﻒ ا ﺮﻳﺾ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻨﻔـﺮه‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﺎﻣﺎ وﻟﻜﻦ اﳋﺒﺮة ﻋﻠﻤﺘﻨﻲ ﺑﺄن ﻫﺬه اﻓﻀﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ‬ ‫ا ﺮﺿﻰ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺎوﻟﻮن أن ﻳﻮﺟﻬﻮا اﻟﻨﺎس واﻟﻌﻼج ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻬـﻢ اﳋـﺎﺻـﺔ. أن‬ ‫اﺧﺘﻼﻓﻲ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﺳﻠﻮب وﻟﻴﺲ ﻓﻲ ا ﺒﺎد اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻨﺘﻬﻲ‬
‫231‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ«.‬ ‫»ﻟﻘﺪ ﺧﺮج اﻟﺸﺎب وﻫﻮ ﻣﻨﺰﻋﺞ ﻟﻜﻦ ﺣﺒﻪ ﻻﺳﺘﻄﻼع ﻣﺎ ﻗﺪ اﺣﻤﻞ ﻟﻪ ﻛﺎن‬ ‫واﺿﺤﺎ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻛﻨﺖ أﻫﺪف إﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ«.‬ ‫»وﻓﻲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: ﻛﺮرت ﻣﺒﻴﻨﺎ ﻟﻪ اﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أن ﻳﻨﺼـﺖ إﻟـﻲ‬ ‫وأن ﻳﻨﻔﺬ ﻣﺎ أﻗﻮل. أﻧﻨﻲ أﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄن ﻳﻀﻴﻊ وﻗﺘﻪ وﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ اﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺄن‬ ‫ﻳﻀﻴﻊ وﻗﺘﻲ واﻧﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺎون ﻣﻌﻲ ﺎﻣﺎ ﻓﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳـﺘـﻔـﻀـﻞ ﺑـﺎﳋـﺮوج‬ ‫اﻵن«.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﺎذا ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺌﻲ ﺣﺘﻰ أﻟﻘﻰ ﻫﺬه ا ﻌﺎﻣﻠﺔ ?‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: اﻧﻚ ﻣﺨﻄﺊ ﻷﻧﻚ ﺗﺘﺼﺮف ﺎ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻫﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎك. أن‬ ‫ﺷﺮاءك ﺗﺬﻛﺮة دﺧﻮل ﻟﻠﻤﺴﺮح ﻻ ﺗﻌﻄﻴﻚ اﳊﻖ ﻓﻲ أن ﺗﺨﺘﺎر اﳊﻮار ﻟﻠﻤﻤﺜﻠ .‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: )ﻳﺒﺘﺴﻢ(..‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺟﻤﻴﻞ... واﻵن أرﻳﺪك أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﺒﻘﻌﺔ ا ـﻨـﻌـﻜـﺴـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﻫﺬا اﻟﻀﻮء )أﺷﺮت إﻟﻰ وﻋـﺎء ﻻﻣـﻊ ﻣـﻮﺿـﻮع ﻓـﻮق ﻣـﻜـﺘـﺒـﻲ(. ﻫـﻞ ﺗـﺮى ﻫـﺬه‬ ‫اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﻀﻮﺋﻴﺔ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻧﻌﻢ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: واﻵن ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة اﺿﺮب ﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ أرﻳﺪك أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ‬ ‫ﻫﺬه اﻟﺒﻘﻌﺔ وأن ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء وﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ. أرﻳﺪك أن ﺗﻐـﻤـﻀـﻬـﺎ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ وﺑﺮﻗﺔ ﻟﺼﺎﳊﻚ. ﺳﺘﺠﺪ ذﻟﻚ ﺟﻤﻴﻼ وﻣﺸﻮﻗﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.‬ ‫اﺳﺘﺮﺧﻰ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻴﻪ ا ﺮﻳﺢ وﻫـﻮ ﻳـﺤـﻤـﻠـﻖ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻘـﻌـﺔ. ﻧـﻘـﺮت‬ ‫ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ ﻓﺄﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ. اﻧﺘﻈﺮت ﻟﺜﻼث ﺛﻮاﻧﻲ وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻗﻠﺖ ﺑـﻬـﺪوء »اﻓـﺘـﺢ‬ ‫اﻵن ﻋﻴﻨﻴﻚ«. ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ واﺳﺘﻤﺮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺒﻘﻌﺔ. اﻧﺘﻈﺮت ﺛﻼث ﺛﻮان أﺧﺮى ﺛﻢ‬ ‫ﻗﻠﺖ »اﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ«. ﻓﻌﻞ ذﻟﻚ.‬ ‫ﺟﻤﻴﻞ ﻣﻦ اﻵن ﻓﺼﺎﻋﺪا أرﻳﺪك أن ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺷﻲء وأن ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ وأن‬ ‫ﺗﻬﺪأ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﻣﻦ أﺣﻼم اﻟﻴﻘﻈﺔ. وﻓـﻲ ﻧـﻔـﺲ اﻟـﻮﻗـﺖ أن ﺗـﻐـﻠـﻖ‬ ‫ﻋﻴﻨﻴﻚ دون ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺣﺎ ﺎ أﺿﺮب ﻟﻚ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ وأن ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻤـﺎ ﻣـﻐـﻠـﻘـﺘـ‬ ‫ﺣﺘﻰ أﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ أن ﺗﻔﺘﺤﻬﻤﺎ. ﺣﺎول أن ﺗﺴﺘﺮﺧﻲ وان ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ أي ﺷﻲء‬ ‫ﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻚ ﻓﻘﻂ.‬ ‫»ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ا ﺮﻳﺾ اﻵن ﻣﻨﺘﺒﻬﺎ ﻟﻲ ﺎﻣﺎ وﻛﺎن واﺿﺤﺎ أن ﻋـﻨـﺎده وﻣـﻴـﻠـﻪ‬ ‫ﻟﻠﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻴﺎ«.‬
‫331‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫»ﻃﻘﻄﻘﺖ أﺻﺎﺑﻌﻲ. أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ اﻧﺘﻈﺮت ﺛﻼث ﺛﻮان وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ‬ ‫أن ﻳﻔﺘﺤﻬﺎ. ﻧﻘﺮت ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ ﻣـﺮة أﺧـﺮى. أﻏـﻠـﻖ ﻋـﻴـﻨـﻴـﻪ.. ﻣـﺮت ﺛـﻼث ﺛـﻮان‬ ‫أﺧﺮى. وﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ. ﻛﺮرت ذﻟﻚ أرﺑﻌ ﻣﺮة وﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ:>‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻫﺎه ﺎذا ﺗﺸﻌﺮ اﻵن.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: )ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ( أﺷﻌﺮ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء ﻛﺎﻣﻞ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺟﻤﻴﻞ... ﺳﺄﻗﻮل ﻟﻚ ﺎذا.‬ ‫»وﺑﺪون ﺗﻮﻗﻊ ﻣﻨﻪ ﺿﺮﺑﺖ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﻛﺰا ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺒﻘﻌﺔ ﻓﻘﺪ رﻣﺸﺖ ﻋﻴﻨﺎه«.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻣﺎ اﻟﺬي ﺣﺪث اﻵن ?‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: رﻣﺸﺖ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻘﻄﻘﺖ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻚ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: »ﻫﺬا ﺟﻤﻴﻞ«.‬ ‫»أن ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ اﻵن أﻧﻪ أﻣﻜﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ إﻏﻤﺎض ﺟﻔﻨﻲ: ا ﺮﻳﺾ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ‬ ‫اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﺸﺮﻃﻲ«)×٢(.‬ ‫»ﺛﻢ أﺧﺬﻧﺎ ﻓﻲ اﺳﺘﺌﻨﺎف ﺎرﻳﻦ اﻟﻀﺮب ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ وإﻏﻤﺎض اﻟﻌﻴﻨ ﺪة‬ ‫أرﺑﻌ ﻣﺮة إﺿﺎﻓﻴﺔ. وﺗﻮﻗﻔﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ«.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: واﻵن ﻫﻞ ﻜﻨﻚ أن ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺻﻮت اﻟﻀﺮب ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻲ ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻧﺎ ﻻ‬ ‫اﻧﻘﺮ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: ﻧﻌﻢ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ذﻫﻨﻚ ?.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: )ﻳﻮﻣﺊ ﻋﻼﻣﺔ ا ﻮاﻓﻘﺔ(.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: واﻵن ﺳﺄﻗﻮل ﻟﻚ ﻣﺎ أرﻳﺪ أن ﺗﻔﻌﻠﻪ أرﻳﺪك أن ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺎرﺳﺔ‬ ‫ﻫﺬه اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت ﻋﺸﺮ دﻗﺎﺋﻖ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﺼﺒﺎح ﻋـﻨـﺪ