الأربعاء، 1 مايو 2013

خليك جدع


كيف تنجح فى الحياة ؟
سلسلة للكبار و للشباب
أربع أربعات
 كيف تكون واثقاً فى نفسك ؟
                                       1
 الثقة بقدراتك دائما
* أساس النجاح فى حياتك ومع أسرتك ومع أصحابك ومع الناس ومع أساتذتك : احترامك لتفسك , وليس المعنى أن غيرنا غير محترم ! أقصد ( باحترام النفس ) استخدامك لقدراتك الهائلة فى داخلك, أنت فيك كنوزمتنوعة , هناك مارد عملاق عبقرى , أنت تحبسه داخل جسدك , اطلق سراحه , اعطه حريته لينطلق .
* نعم نعم نعم أسمعك تقول : كبف أطلقه ؟ كيف أستخدم قدراتى ؟ إذن أنت ناجح بعرضك لهذا السؤال ! والإحابة فى شىء واحد حتى لا نعقد الأمور : إنه فى تدريب النفس عمليا وليس بالأحلام , إنه فى عدم توقع الأسوأ دائما , امسح نظارتك , امح الغمامة أمام عينيك , والله الجو جميل وصحو ورايق وآخر روقان !!
* المطلوب فقط منك عزيمة وعزم وإرادة ! ابعد عما يقلل من عزيمتك ويجعلك محبطا , افتح خيالك للمستقبل واحلم بغد جميل , نعم هناك سلبيات وعيوب وأخطاء ولكن العاقل لا يقف عندها بل لينطلق منها , اجعلها نقطة البداية وخذ بكل أسباب النجاح .  
2
 تشجيعك لنفسك دائما
· ارض بواقعك مهما كان فهو أحسن واقع وأجمل حياة , اجعل الرضا بداية التحسين , فالتذمر والشكوى نهاية ودمار .
· كأنك تقول : هل تشجيعى لنفسى واعتدادى واعتزازى بها يناقض تهذيبها وتربيتها ؟ سؤال جميل فعلا ولذلك هناك فرق كبير بين الاعتداد بالتفس الذى يشجعها على النجاح والرقى وبين الغرور والتعالى على الآخرين !!
· ولذلك فما أحلى الصدق الداخلى والصفاء والصراحة والنزاهة , هنالك اطمئن تماما أنك بعيد جدا عن الغرور !! .
3
 تقديرك لنفسك دائما
· لن تنجح فى الحياة , ولن تقدر نفسك , إلا إذا كنت سيد نفسك , بمعنى أنك لست أسيرا لها , أو أسيرا لشهوة , أو لنزوة , أو لهوى ,أو لمصلحة , ومع إن بعض الشباب يقول : ( عادى ) , ( هو إيه اللى حصل ) , ( أنا شاب ومن حقى أن أتمتع ) , أولا نحن متفقون معهم تماما , بل حديثى مع الشباب أصلا ليتمتع وهذا حق الشباب ! ولكن المتعة التى تترك ألما ومعاناة ليست متعة , المتعة الحقيقية هى التى تترك فى نفسك أثرا جميلا , وراحة ونشوة  , ولذلك فالاستخفاف بذلك جريمة منك فى حقك , وليست طريقا للحصول على حقك.
· وأحب أن أخبرك عن سر يجعلك سيد نفسك وصاحب قرارك  : الايمان بالله هو أساس النجاح وهوالذى يجعلك تحب النجاح وبذلك تفتح الباب بيدك ,  ومن دخل من باب النجاح فكل طريقه نجاح .
4
 درب نفسك بنفسك دائما
· لا تنتظر من أحد أن يدربك , أو يعلمك , أو يرشدك , أو يبصرك بعيوبك , أويدلك على النجاح , أو يرفع من سقطتك لا سمح الله , أو ينتشلك عند الخطأ ومن منا لا يخطىء ؟ !!!
· وليس معنى ذلك أن أحدنا يتمادى فى خطئه ويستمر فى عيبه !!المعنى أن من يدرى بك هو أنت , ومن يدلك على النجاح هو أنت , فدرب نفسك بنفسك تنجح إن شاء الله .
· وذلك فى كل الأحوال : فى الرخاء والشدة , فى القوة الضعف , أمام معارك الحياة , فأنت محارب قوى , واجه واصمد , وثابر واصبر , وبإذن الله ستنجح , ففيك أربعة أسلحة على العاقل منا أن يستخدمها  لأنها مخبأة فلا يكتشفها إلا القليل منا :
أول سلاح : الحسم : خذ قرارك ولا تتردد أيدا .
ثانى سلاح : كرامتك : حافظ عليها دائما فهى عزتك وقوتك .
ثالث سلاح : الثوابت : تمسك بها ولا تتخلى عنها أبدا فالمبادىء لا تموت .
رابع سلاح : الاستقلالية : تشبث بها وتمسك بها , فأنت شخصية متفردة .
 وبذلك تكون بإذن الله من عباقرة الناجحين , وأراك والحمد لله كذلك , وإلى الحلقة القادمة نلتقى على خير وإسعاد  .      
    
الحلقة الثانية
2 - كيف تمتلك شعورا ناجحا ؟
1 
 1 - ركز على جوانبك الايجابية
كل واحد منا فيه جوانب ايجابية وجوانب سلبية فلماذا لا نقول بالفم المليان : لا للجوانب السلبية فى حياتى ؟ لماذا نتحسر على أزمات سابقة لا وجود لها الآن ؟ لماذا نتذكر الأخطاء التى مرت  .. فهى لن تعود وليست دائمة ؟ .
لماذا نخاف من الفشل والإخفاق الذى فات ومر ؟ لماذا لا نبدأ بالتركيز على الجوانب الايجابية وننسى تماما السلبية , ننسى الحسرة و الأخطاء والإخفاق والفشل , ونبدأ من جديد , لنصنع من الفشل النجاح .
2
2 -  ركز على نقاطك القوية
يحلو للبعض أن يركز على نقاط الضعف التى فيه وفينا جميعا , ظانا بأنه بتقويتها يسلك طريق النجاح ؟ وهذا وإن كان مطلوبا فى بعض الأحيان إلا أنه ليس على الإطلاق صحيح !! بل كلما ركزنا على نقاط القوة والتميز التى فينا تختفي الضعيفة لأنه لا يوجد لها مكان ! .
بل إن فيك تميز خاص وإني أسألك من قلبي من بالله عليك الذي يقوي تميزك ؟  ...  نعم أنت ....  وإن أهملته جعلته ضعيفا وكتبت عليه أن يقف فى طابور الضعفاء أو صف العاجزين وهذا لا يليق بأصحاب التميز !!. فنقاط القوة أحوج إلى التحسين والتطوير والتنمية , جرب وستذكرنى وتدعو لى , وبإذن الله سيختفى تماما الضعف المزعوم ! . 
3 -  ركز علي مشاعرك الجميلة
لكل منا مشاعر جميلة , إن نطق بها وعبر عنها بالكلام أو بالفعل أو بالإيماءة أو بالعمل , شعر بالراحة والسعادة , ولذلك فالنجاح بالتعبير عن المشاعر بلا خجل ؟ .
لماذا نخجل فى التعبير عن فرحنا , وحزننا , وهمومنا , وسعادتنا , دع الحروف تشرح , والدموع تعبر , والوجوه تتكلم , والعيون تتخاطب , والجوارح ترقص , ولا تخجل ! . 
لماذا نخاف من التعبير عن أفكارنا حتى ولو كانت ضعيفة أو متواضعة , يكفى أنها أفكارنا , من أعصابنا ودمائنا وعروقنا .
إذا عبرنا بلا خجل وبلا خوف نشعر بانطباع داخلى جميل ورائع , يقوى النفس ويختصر مراحل كثيرة فى طريق النجاح .
4 -  ركز على جاذبيتك الساحرة
كل واحد منا عبارة عن مغناطيس , له جاذبية , ولكن نحن الذين نعطل استعمالها بعدم التركيز عليها , وربما السؤال الذى يلح الآن علينا :
كيف أركز على جاذبيتى ؟
أولا :انفذ إلى مشاعر الآخرين بكل السبل الممكنة والمتاحة والمبتكرة . 
ثانيا : كن واضحا ولا تتردد ولا تتنازل , بالمثابرة والإصرار على ذلك .
ثالثا : اهتم بالآخرين ,  ليس بالكلام وإنما بالعمل , هذا يعمل عمل السحر .
رابعا : مهما كان حجم مشكلاتك , تخيل السعادة تسعد وتدخل فى الناجحين.
الحلقة الثالثة
 كيف تفكر تفكيرا ناجحا ؟
1
 توقع الأفضل دائما 
لماذا دائما نتوقع الأسوأ فيملكنا تفكير أسود ؟ , وهم لا ينتهى , وقلق مستبد , لماذا لا نتوقع الأفضل ؟ وما الذى يحول بيننا وبين أن نفكر فى الأحسن ؟ لو جربنا ذلك بالفعل نصنع بيئة حلوة , ومناخ جميل , هو أرضية النجاح , ولا أغالى حين أقول : هو أساس لعمارة النجاح , ورأس المال لأرباحنا ! .
البعض يقول : ويا ترى من هذا الذى لا تلعب به الأفكار السيئة ؟ …. فى الامتحانات و المذاكرة والأصحاب و من الوالدين ومن الناس ومن أحلامه وآلامه  وآماله , وأنا أقول ما الغريب فى ذلك , إن هذا أمر طبيعى جدا , إنه في طرد هذه  الأفكار , بشيء واحد فقط : نفكر تفكيرا ايجابيا , بمعني نتوقع الأفضل من آبائنا , وزملائنا وامتحاناتنا والمجهول من أحلامنا ومن آمالنا وآلامنا , ونبدأ بفتح صفحة تفاءل جديدة , لأول مرة نفتحها , ونمشي في شارع الأمل , أليس هذا تفكيرا ناجحا ؟ .
2
2- اقتنع بالنجاح تنجح
المشكلة اننا نحاصر أنفسنا , ونسجن أنفسنا , ونقيد أنفسنا , للأسف …. , نعترف إن الصعاب كثيرة , والعقبات أكثر , والمحن كالطعام والشراب , نعم ….. أحزاننا لا تنتهي , وبدلا من أن نبكي وتنحسر , تعال نتجاوز هذه اللحظات المظلمة , وتلك الأوقات السوداء , وهذا ليس بمستحيل , جرب , ولو مرة واحدة , ستجد نفسك امتلأت وقد قوة وجرأة وشجاعة , وبدلا من قولك : لا أستطيع , ستقول : أنا قادر , أنا سأفعل , أنا سأعمل , أنا سأقول .
هنالك وفى هذه اللحظة لا مكان لأي تردد أو شك , لأنه كلما قويت الإرادة قل التردد , بالتالي تتغير حالاتنا الذهنية المحبطة التي صنعناها بأيدينا , وقويناها بأنفسنا , حتى نحصل علي ذهن صافي , يمنحنا التفكير الهاديء الناجح , فالإيمان بالنجاح يقود دائما إلى النجاح .
3
3 - اجعل المحرك ساخنا
المحرك الساخن يتحرك فورا ودائما بلا توقف , ولا يحتاج إلي جهد أو وقت أو توقف أو تعطيل ,  ولكي يكون دائما محركك ساخنا ابحث عن الوقود , والوقود هو الدافع , ولذلك اسأل نفسك : ما الداعي ؟ ما الدافع ؟ ما الهدف ؟ ما السبب ؟ بإجابتك تحصل على الوقود فورا , الذي يدفع المحرك ويجعله دائما ساخنا .
ووقتها كل أفكار التعاسة التي تهجم علينا ستختفي تماما , فقط احذر أن يتوقف المحرك , لأنه هو الأمل الذي يدفعك دائما إلى النجاح .
لا تنظر بالنظارة السوداء , ولا تمشي في الحارات الضيقة , ولا تلجأ إلى السدود والحواجز , فالدنيا أرحب وأوسع من نظرتك , أو طريقك أو الحواجز , النجاح كل أبوابه مفتحة , مادام محركك ساخنا انطلق وكلك أمل بالنجاح وفى النجاح .
4
 تخيل أنك ناجح تنجح
خيالنا هو الذي يجعلنا ناجحين أو راسبين , خيالنا هو الذي يرفعنا إلى أعلى أو يسقطنا إلى أسفل , خيالنا الذي نتخيله  , إن لم نحوله إلى حقيقة نلمسها ونراها ونفعلها , يجعلنا مرضى لا نستطيع الحركة , والسؤال : كيف نتخيل النجاح لننجح ؟! والإجابة في هذه الخطوات المحددة : 
أولا : تحديد الهدف 
هل يليق بإنسان ناجح أن يعمل إلى غير هدف ؟ !! .. مستحيل                                                                                    أن يكون ناجحا إلا إذا كان له هدف يختاره بنفسه .
ثانيا : وضوح الهدف 
فأي غموض فى الهدف يجعله مستحيل التحقيق , فالنجاح يعتمد علي وضوحه ,  واقتحام الحياة وصنع الأعمال على قدر الوضوح , فإن كان هناك أي كسوف يكون نجاحا مكسوفا , فالنجاح يكون على قدر الوضوح .
ثالثا : التركيز على الهدف
من التركيز على الهدف يتحقق بسهولة , فالأشعة حينما  تتركز على ورقة تحرقها , والمياه حينما تتركز على صخرة تفتتها ولو كانت قطرات , كذلك تركيزك على الهدف حتى لا تبعد عنه , أو تأخذك أهداف أخرى , فتضييع الجهود والأوقات , فالتركيز على هدف واحد يجعله محققا , وبالتأكيد .
رابعا : اظهر قوتك الداخلية 
استعن بما منحه الله فيك من قوة , نفسية وعاطفية وسلوكية وعقلية , ووجهها نحو الهدف , ولا تعجز فداخلك كنوز أخرجها , وإن هزمت فى نوع فاقلب إلى نوع آخر , ولا تتوقف أبدا , فتضيع الخطوات الثلاث الأولى , فما مدمت قد حددت هدفك , وأصبح واضحا , وركزت عليه , فأخرج قواك واستعملها بفن وإبداع فإنك ناجح إن شاء الله
 ألقاكم على خير
 وفى أحلى نجاح في الحياة
الحلقة الرابعة
 4 – كيف تكون توقعاتك ناجحة ؟ 
1 – فقه الآن 
اكتب على صفحة قلبك 
 إن كل يوم هو أفضل 
لماذا لا تكون هذه اللحظة التي تعيشها الآن ؟ , هذه اللحظة التي أنت عليها ؟ هى أجمل لحظة ؟ , فمن معي الآن هم  أحسن ناس , وما أفعله هو أحلى فعل , وما أتكلم به هو أفضل كلام , انسى ما قبل اللحظة , واترك الانشغال بما بعد اللحظة , أنت الآن , في أبهى صورة , وأحلى مكان , و أجمل قدر , وأروع حال , سواء كنت بالمدرسة أو بالجامعة , أو في النت أو الشارع , مع أصحابك أو الناس , مع من تعرفه أو لا تعرفه , الق السلام , وانشر الأمان , ولا تكن عاجزا . 
افتح صفحة جديدة 
 بالاستعانة بالله 
اطو الصفحات ومن اللحظة افتح صفحتك الجديدة , اكتب فيها كل جديد , كل مضىء , كل مشرق , كن قويا , بالاستعانة بالله , فهو مؤيدك , ومن كان الله معه فلا أحد ضده , فأنت قوى بالله , عزيز بالله , قادر بالله ,غالب بالله  , ماض بالله , فإذا كنت تريد النجاح حقا : هذه القوة الداخلية هى سر النجاح . 
ثق بتوفيق 
من الله 
لحظتك أجمل اللحظات و معك القوة الداخلية للنجاح , فعليك بالخطوة الثالثة التى تقودك للنجاح : ثق بأن النجاح حليفك و والتوفيق يحوطك , ( وما توفيقى إلا بالله ) , فالاعتماد الحقيقي يكون على الله , وليس على قوتك الداخلية الهائلة , أو ما يحوطك فى لحظتك من وسائل النجاح , لو امتلكت هذه الخطوات الثلاث فأنت فقيه : أى بمعنى عرفت السر, وهو فقه الآن . 
 2 - تفاءل 
تفاءل تكتشف 
قدراتك الحبيسة 
لا طريق لأن تتوقع إنك ناجح إلا بالتفاءل , تفاءل تكتشف ما فيك من قدرات قمت بحبسها بيديك , فى لحظات اليأس  تطفأ كل الأنوار , وتعيش فى بحر الظلمات , فكيف تكتشف ما فيك من مواهب وقدرات وخبرات !!, تفاءل تطلق سراحها , وتظهر لك حقيقتك الرائعة وقدراتك العظيمة . تفاءل : 
مخاوفك وهمومك وقلقك , كيف تنسفها ؟ كيف تنتصر عليها ؟ كيف تحولها إلى نجاح ؟ تفاءل فهو السلاح الآلى الذي يقتلها ويهلكها ويبددها , فهى العدو الذى يلاحقك , ولا يجعلك تتوقع أى نجاح . 
تفاءل :  
فإذا الكسل ينقلب إلى نشاط , والقعود إلى حركة , وتملك قوة على العمل , وليس الكلام , فيسهل عليك توقع النجاح . 
تفاءل : 
 فالصعاب مهما تكون :  صعاب نفسية أو  مالية أو وقتية  , أو فى علاقتك بأصحابك وأقاربك وبالناس , كلها بالتفاءل تتغلب عليها , ويصبح الطريق أمامك مفتوحا للنجاح .  
 3 – لماذا نخاف ؟ 
وأخيرا تصور إن  
الخوف كان شبحا  !! 
سألت الكثير من الشباب : ما الخوف ؟ أو لنسهل الإجابة على التساؤل : لماذا نخاف ؟ .... فلم أعثر على معنى معين , فأيقنت أن الخوف وهم , لا حقيقة له ولا وجود , ولا يحتل أى جزء فى حياة الشباب , مثله مثل شبح الأطفال , نحن نصنعه ونحن نحكي عنه , ونحن نصدقه , ولا وجود له في الوجود ! .تعال نفكر بوضوح إذن , ومعنا هذا الكشاف القوي فى إضاءته , وهو اكتشافنا أن الخوف ما هو إلا شبح  ووهم   , والسؤال : ها هو النجاح أمامنا نراه وتلمسه , فكيف نصل إليه ؟ . 
 ابذل المجهود  
 فتصبح من الناجحين , لا ينازعنا أحد , بجهدك وعملك  , وحركتك ونشاطك .   وربما تسألنى : إذا كنت فى صف النشطاء المجتهدين والحمد لله  , فماذا أفعل ؟ إذا كانت هناك فى نفسى بقايا من الخوف ؟ أجزاء صغيرة من المخاوف ؟ : من الامتحان , أو من العلاقات , أو من الإنجاز ! . فبم تنصحني ؟ . 
الجرأة والثقة 
 كن جريئا , فأنت فى الشوط الأخير , وثق ما تراه من نجاح ينتظرك أصبحت قريبا جدا منه , تجرأ لا تنظر إلى أحد ,  فقط فكر واقتحم ونفذ  وجرب واجتهد , فأنت بالفعل ناجح , ولا تحتاج إلى أحد , مبروك عليك النجاح .  
 4 – تحرر من الأوهام 
يا ناجح ارفع ايدك , وافرح بنجاحك , واسعد بلحظات النجاح المبهرة , وتأكد أنك ما دمت وصلت للنجاح فقد بدأت الأوهام تهجم عليك , وهل تترك الأوهام ناجحا ؟ وهى التى تستقبل نجاحك لا لتهنئك ولكنها تريد لك الإخفاق ! تريد لك الفشل ! تريد لك التراجع !  تضحك حين تترك النجاح وتمل منه فتتأخر , فهل تجعلها تطلق ضحكات الانتصار عليك ؟ وماذا أنت فاعل ؟ .خاصة حينما تعلم أنك في داخل فيلم خيالي , فكل ما تراه عبارة عن شكوك في نفسك , لا مكان لها في الحقيقة ولا وجود لها في الحياة ! . فقاومها وتغلب عليها فأنت قوى بنجاحك , وغالب بتقدمك , نعم هذه هى قوة المواصلة , قوة التقدم , قوة المغالبة ,  قوة الانتصار , كن واقعيا لا أوهام ولا شكوك , وحافظ على نجاحك , فالنجاح أصبح حقيقة تعمل بها , وليس توقعا فقط .  
 وإلى الحلقة القادمة لكم تحياتي ودعواتي بأحلى نجاح فى الحياة ,,,, 
 الحلقة الخامسة
5 - كيف تهزم الماضي ؟
 إنسى الماضي
مع أن الشباب ليس له ماضي عميق في زمن عمره , إلا  أن ماضي  كل شخص  هو ما كان يعاني منه في فترة شبابه , فباستطاعة الشباب أن يصنعوا مستقبلا ناجحا , إذا استطاعوا أن يهزموا الماضي , ذلك الكابوس الذي يقف حائلا دون النجاح !!. 
كثير من الشباب يرمي مشاكله وأزماته وإخفاقاته كلها على ماضيه , قائلا : إنه السبب فيما أنا فيه الآن : من كسل وفشل و وهزيمة وضعف وإحباط وعدم طموح !! فهل هذه هي الحقيقة ؟ وهل فعلا الماضي هو المسئول عن هذه الصور اليائسة في حياة الشباب ؟ .
 وبكل وضوح أصارحكم القول : إن كل الإخفاقات السابقة في حياتنا هي الماضي ! ... كيف  ذلك ؟ , بل إن كل الذكريات المؤلمة التي تذكرنا بمآسي ومعاناة هي أيضا الماضي !! , هل هذا معقول ؟ .
نعم : لأن صناعة المستقبل تحتاج إلى العمل , وهذه الذكريات وتلك الإخفاقات تقعد عن العمل , فهي كالأمواج العاصفة حينما تحيط بالشباب فتدمر مستقبلهم !!  والعمل الجاد هو الذي يفتح للشباب أبواب ونوافذ النجاح وينسيه الماضي .
ولكي ننسى الماضي تعال معا نفعل الآتي : 
*بدلا من إلقاء اللوم على الماضي , لماذا أقبل أن أكون أسيرا للماضي ؟ لماذا لا أتحرر من أغلال الماضي ؟ لماذا أنظر إلى الوراء دائما والله خلق العينين من الأمام لننظر إلى الأمام ؟ !  . 
* بدلا من الاستخدام الخاطىء لكلمة إنسى  : بمعنى الهروب من مواجهة الواقع , ومن تبعات المستقبل ,  تعال ننسى الماضي وننظر بواقعية ونصنع المستقبل .
 تحرر من المعوقات
جلست يوما مع مستثمر ألماني , عاش زمنا في مصر, وعمل مشروعات متنوعة , حتى أصبح مصريا , ولقد فوجئت حينما سألته : هل سعدت بتواجدك مع المصريين ؟ قال : إنسى .
ثم تسألني بالله عليك : تحرر من المعوقات ؟ إنها تحاصرنا من كل مكان ؟ وهل أنا من كبلت نفسي حتى أصبح مسئولا عن التحرر منها ؟ إننا كشباب ضحايا في هذا المجتمع ! ... ( إنسى ) ( لا تزاولني ) ( احلقلي ) ( كبر دماغك ) ( فكك مني ) , وغيرها من المصطلحات . 
باستطاعتك رغم كل ما قلت وهي حقيقية , أن تنسف كل المعوقات التي تكبلك ! , بسهولة تستطيع نسفها , لأنها ليست دائمة , ولأنها غير مستمرة , فكل شىء في الوجود يتغير , فلماذا لا نغلق النوافذ على ذكرياتنا المؤلمة ؟ ! وبأيدينا أن نغلقها ولن يغلقها لنا غيرنا , لسبب واحد : إنها لن تعود في حياتنا , ولن تظهر مرة أخرى , فلماذا إذن لا نتحرر من المعوقات , باتباع سياسة النسف بإرادتنا , وإغلاق النوافذ بتصميمنا .
حينما ترددت نفس عبد الله بن عمرو بن العاص  وهو في الجيش أثناء فتح مصر , فأخذ ينظر خلفه , فوجد من وراءه يقول له : الروح أمامك وليست خلفك , ففهمها عبد الله , فتقدم ليقتحم غبار الوغى , حتى صنع الانتصار . 
اقتحم وانسف ودمر وتحرر وانتصر , فتنجح وستنجح .
 اصحب أهل الحيوية
 أهل الحيوية هم الذين ينظرون إلى المستقبل , لا يكفيهم النظر في حاضرهم ! و لا هم تحت وطأة الماضي مكبلون مقيدون ! فما الذي لا يجعلك معهم ؟ ولماذا تكون بعيدا عنهم ؟  وإلى متى يصر بعضنا على مصاحبة ضعاف الهمم و أقزام العمل ؟ .
أمامك أهل الحيوية الذين لا يذكرونك أبدا بالمؤلم من الذكريات , لأنهم مشغولون بحياة المستقبل الواسعة العريضة العظيمة , فحياتهم كلها نشاط , وأيامهم كلها حيوية . 
لن تهزم الماضي إلا إذا صحبت من هزم ماضيه المؤلم ,ولن تنظر إلى الأمام إلا إذا صحبت من نظر إلى الأمام , ومن هنا يبدأ النجاح .
إذا أردت أن تصنع مستقبلك وحياتك , فاصحب الذين يصنعون مستقبلهم وحياتهم ,  ولا تصحب الذين يبكون على ماضيهم , ولا يجرءون على مواجهته , ولا يستطيعون هزيمته , فهم مهزومون ضعفاء , محبطون بؤساء , يائسون تعساء , فإن أخطر قرارين يتخذهما أي شاب : صنع مستقبله باختيار مهنته , فمن الصعوبة أن يغيرها , فمن الآن اختار !! والقرار الثاني : صنع حياته باختيار زوجته الصالحة فهي حياته الحلوة الدائمة ,  فمن الآن اختار .
هذا اختيارك أنت وليس اختيار غيرك لك , ولن تنجح فيه إلا باختيارك ثم معاونة أصحاب قادرين على صنع مستقبلهم وحياتهم , فهل ترغب حقا أن تكون ناجحا في حياتك ؟  .
 الماضي : ما قبل صلاة الفجر
لا تتعجب من العنوان ؟ لأن صلاة الفجر فعلا هي بداية اليوم الأول مما تبقى من عمرنا !,  حيث نبدأ بعد النوم عمرا جديدا , فابدأه بأغلى الأوقات وأحلى اللحظات , في ثلاثة مواطن : 
ما يسبق صلاة الفجر : من وقت السحر , والله تعالى ينادينا , هل من تائب فأتوب عليه , هل من مستغفر فأغفر له , فاستيقظ وجمع عقلك وقلبك وناجي ربك , الذي يناديك من قريب .
وأثناء صلاة الفجر : حيث بداية عمر جديد من الله منحه لك , فاصنع بداية نقية , طاهرة , صافية , مع هواء جديد , وايمان جديد , وعقل جديد .
وما بعد صلاة الفجر : من دعاء وحمد وثناء على الله تعالى , كان عامر التميمي زاهد البصرة , إذا خرج من صلاة الفجر قال : الكل يغدو لحاجته , وحاجتي اللهم أن تقض لكل واحد من المسلمين حاجته .
فأنت على موعد مع بداية عمر جديد فابدأه بدعاء لكل الناس , من تعرفه ومن لا تعرفه , بأن يرزقه الله ويهديه ويبارك له في يومه كله , هنالك تشعر بمشاعر الصفاء وأحاسيس الرقة , فتخف النفس , وينشط الجسد , ويصفو القلب , لتبدأ خطوات النجاح الحقيقي كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك , فلك الحمد ولك الشكر ) , هنالك تداعبك نسمات النجاح , وتدللك نسائم الراحة .
           
6 - كيف تسيطر على مزاجك ؟
الحلقة السادسة
( دايخ – متضايق – مخنوق – مرهق – تعبان – مزاجي مش مضبوط )
 أين هذه الكلمات في حياتنا ؟
 والتي ربما من يسمعها يتأثر بجوها الانسحابي المنهزم , فإن كان مقبلا أدبر , وإن كان متقدما تأخر , وإن كان ناجحا تراجع .
 هل هي تصرف يخضع للحالة النفسية ويأتي علينا جميعا ؟ 
هل هي حالة عدم استقرار تأتي على الفرد في لحظات وتنتهي ؟ 
وهل تأتي علينا جميعا أم تختلف من إنسان إلى آخر ؟ 
كل هذه الأسئلة وغيرها والتي ترددها في نفسك , وما يدور في عقلك , هي مفتاح حوارنا اليوم , فمن السهولة إذن السيطرة على مزاجنا ! ومن السهولة أن تختفي هذه الكلمات ! بل من السهولة كذلك أن نحولها إلى مزاج رايق ! على مستوى كل أوقاتنا التي نعبر فيها بهذه الكلمات , مثل :
 ( زيارات الأقارب – حضور الأحفال - المشاركة في المصائب – اختيار الملابس – قرارمصيري في حياتي – المذاكرة والالتزام – المشاركة العاطفية – اختيار شريك أو شريكة حياتى ) .
البعض يقول : الظروف تسيطر على مزاجي , وآخرون يقولون : إنه الفراغ لابد أن يملأ وفي حال عدم خطط لحياتنا وانعدام الرؤية , يملأ الفراغ بالمزاجية , فيكون أحدنا كالورقة التي تطير في الهواء , تتأثر بكل ما يحيط بها .
فهل نحن من الذين يسيطر علينا مزاجنا ؟ أم أحيانا نسيطر عليه وأخرى لا نسيطر ؟ أم نحن على الدوام نسيطر على مزاجنا ؟ .

1 – تخلص وارتاح
نعم أول الأشياء أن تتخلص , أراك تسأل ممن وكيف ؟ , احفظ هذا السر : كل صباح هو صفحة جديدة , فاستقبل الدنيا بتوفيق من الله ,وفوض إلى المالك أمرك , وانظر عجائب ما يحدث لك من جو كله أمان وطمأنينة ومزاج مستقر .
وفي أثناء يومك ثق بقدراتك , ثق بامكاناتك , ثق بأنك ناجح ومتفوق , ثق بأنك قادر على العمل والابتكار , فإن هجمت عليك ظروف خارحية , وهي متأهبة للمعركة , تحاول إبعادك عن هذا المزاج المطمئن المستقر , قل : لا يمكن أن أهتز أو أتراجع , أو أهرب , أو أضعف , الظروف تمر والذي يبقى هو أنا , الظروف كالسحاب نراه في لحظته ثم يختفي , والذي يبقى هو الكون المستقر الراسخ , وهكذا يجب أن أكون , فأنا جزء من هذا الاستقرار , فلماذا أترك هذه المنظومة وأكون وحيدا منفصلا فأصبح صريعا كالشاة القوية الشاردة عن فريقها تسقط صريعة أمام أضعف ذئب يقابلها !!.
نعم تخلص .... من النفسية السيئة .... التي تعتريك ولو لبعض لحظات واسأل نفسك في صراحة :
1 – هل ما أقوم به من عمل فيه إساءة لشخصيتي أو بمن أحبهم ؟ 
      أجب وتخلص
2 – ماذا يقول ضميري وقلبي عن ذلك ( استفت قلبك )
      أجب وتخلص
3 – هل قراري فيه عدل وإنصاف أم ظلم يجعلني في قلق ؟! 
      أجب وتخلص
4 – ما رد فعلي لو رأيت غيري يصنع هذا العمل ؟
      أجب وتخلص
5 – ما شعوري إن فعلته هل سأكون راضيا أم نادما متألما ؟
      أجب وتخلص
6 – ما رأي الذين أحبهم وأثق فيهم واحترمهم من أصدقائي خاصة الكبار في هذا العمل .        أجب وتخلص
7 – هل هذا العمل فيه إرضاء لله تعالى أم يسخط الله منه ؟ 
     أجب وتخلص 
8 – يا ترى ما هي عاقبة هذا العمل وما نتائجه ؟ 
     أجب وتخلص
9 – بهدوء تعال وقل : ماسلبياته وما ايجابياته  من كل الوجوه ؟
    أجب وتخلص
10 – ماذا يقول الناس عن عملك :
 ( عيب – حرام – غلط – حاجة غريبة – لم نعتاد هذا العمل – ليس في عرف مجتمعنا )
ابعد عن كل ذلك , وامسك في الحل : ( الدين ) بإطاره الواسع وليس في الفقه فقط !!   ....وتخلص .

2 – خزن بذكاء
المخازن كثيرة , ولكن التاجر الناجح ؟, من يخزن التخزين الجيد ,ويجلس في اطمئنان , صافي المزاج , وأنت كذلك عندك مشكلاتك , اجعل لكل هموم مخزن , لتعيش لحظتك بمزاج صافي : ( مشكلات المذاكرة في مخزن المذاكرة – مشكلات الأصحاب في مخزن الأصحاب – مشكلات العمل في مخزن العمل – مشكلات البيت في مخزن البيت ) ولا تغفل فتناقش مشكلات في غير مخزنها :
لماذا في البيت نناقش مشكلات العمل ؟
لماذا في وقت الترفيه نناقش مشكلات البيت ؟ 
لماذا فى العمل نناقش مشكلات المذاكرة ؟ 
لماذا في المذاكرة نناقش مشكلات الأصحاب ؟
الذي أطرحه الآن :
كيف أعيش في مزاج صافي :
ناقش فى العمل : قضية  ( ممارسة عمل لا تحبه )
ناقش في البيت : قضية ( نعيش حياة لا تناسبنا ) 
ناقش مع الأصحاب : قضية ( إننا تعساء ونجامل بعضنا ) 
ناقش مع من تحب : قضية (  أنا في صدمة عاطفية قد تجعلني منعزلا  وبعيدا ومنزوي ) , كل ما عليك فعله : تحديد هدفك واستعمل قوتك الداخلية وبذلك تستطيع أن تواجه المشكلة التي تعكر صفو حياتك .
ولكن بفتح المخازن معا , واختلاط المشاكل نضيف إليها مشكلة جديدة , وتصبح كالضال في الصحراء , أو التائه وهو لا يدري .
وعندما تفتح أي مخزن خذ بخطوات النجاح : 
حول مشكلة المخزن إلى هدف ثم حول الهدف إلى خطة تنفيذية , ولا تستحي أن تطلب العون ممن حولك من المحبين والأصدقاء , ولا تحملهم فوق طاقتهم , وخذ منهم المتاح لهم وبالطرق الممكنة والتي تناسبهم , خاصة الذين يتعاملون بذكاء في فن التخزين , بمعنى : الذين مروا بنفس التجارب والمشاكل والمعاناة والآلام .

3 – تحرر وانطلق
ممن أتحرر ؟ وكيف أنطلق ؟ ... تحرر من عقدة النقص التي تقيدنا , تحرر من الغيرة التي تقتلنا , تحرر من الشك الذي يفتك بنا , تحرر من الكره الذي يكبلنا .
وليس معنى ذلك : بأنك متهم بهذه الأمور , ففي الحقيقة هي توزع علينا جميعا بالتساوي , ولذلك فهي أمور طبيعية في حياة الناس , ولكنها مقيدة للحرية , وهذه أيضا طبيعتها , فلنتقابل معها بطبيعية الأشياء فلنتحرر منها ! وفقط . 
لو استبدلناها بالسعادة سننطلق , فالتفكير في السعادة سعادة , ومن صمم على البهجة يبتهج , فلماذا نهرب من هذه الحقيقة ؟! . 
سيقول البعض منا : أين هذا الكلام من الارهاق , ومن التعب , ومن الأرف ومن الملل ؟ ! . 
وأنا بدوري أسألك سؤالا واحدا : لماذا نستسلم ؟ ,الاستسلام للتعب تعب زائد , والاستسلام للإرهاق إرهاق جديد , والاستسلام للملل انسحاب , والاستسلام للأرف انهزام .
فلماذا نرهق أنفسنا ؟ ونتعبها وننسحب وننهزم ؟ تحرر وانطلق !! . 

4 – تمتع بالحياة
متعة الحياة في أمرين اثنين , الأول : في أن أكون دائما في معنويات مرتفعة , وبالتالي أستطيع السيطرة على مزاجي في الغضب , أو القلق أو الاضطراب أو الانفعال , كيف ؟ : 
( اصنع هدفا وانشغل به ومارسه , ينعكس هذا الصفاء على وضعك الشعوري , وكلما قوي الجديد طرد القديم السلبي ) .
إن كنت تشكو من عادة كالسيجارة جرب هذا العلاج , أو من عدم المذاكرة , أو من قلة التركيز , أو من التعب , أو من الملل , أو من البيت , أو غير ذلك , جرب هذا العلاج ! . 
وهو لا يعتمد على الكلام فقط أو على التصور فقط , وإنما بالممارسة , وما فيها من الثقة والتفاءل والايمان .
والثاني : في طعامنا واكلنا وهل هو فعلا يؤثر على مزاجنا ؟ نعم يؤثر , بل الأخطر أن كثيرا من أمراضنا العضوية ومشاكلنا الصحية من طريقة الأكل السيئ! , الخاضع لمزاجنا ؟؟ . 
مثلا ( إجهاد أو تعب أو مشاكل عمل , أو إحباط أو عصبية أو قلق أو صعوبة مذاكرة أو امتحانات ) .
عند كل ذلك يلجأ الإنسان منا إلى الأكل , يخرج أو يحتفل أو بوفيه مفتوح أو عزومة !! أو البعض في حقيبته الحلويات , أو يقبل على المحلات والمطاعم وكلها نشويات لا يعبأ ولا يهتم بما يأكل , كل اهتمامه : صرف الانتباه والهروب من المشاكل , وإن كان في ذلك علة الصحة , ومرض الجسد . 
نحن لا نمنعك من الأكل اللذيذ بل نخطو معا للتخلص من الطعام السيئ فقط 
أولا : لابد أن نميز بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي , ثم نبحث بعدها عن الوجبات الكاملة , أو الخفيفة أثناء الانشغال , ولا نأكل إلا عند الجوع , مع ممارسة الرياضة لإزالة أي توتر , والتقليل من المنبهات , وعندما يعتريك مزاج غير جيد : فاجيء نفسك بعادة جديدة كالمشي أو اتصال تليفوني أو حركة , أو تلاوة قرآن , أو مطالعة كتاب , أو ما تحب !! .
وأخيرا
هل خرجنا عن موضوعنا ؟ ... كلا ... هذا ما يجعلنا في صلب موضوعنا , فمن أجل معنويات مرتفعة دائما , علينا بهذه القواعد الذهبية : 
1 – دائما اسأل أحب وأصدق الناس إلى قلبك في كل أعمالك لأنهم سيقولون لك الحقيقة وذلك من أجل تحسين عملك . 
2 – دائما ابحث عن الجو الودي من الزيارات المنزلية خارج الرسميات لأصحابك ولأقاربك ولزملائك .
3 – دائما اطرد أي ضعف في روحك واحتفظ بروح عالية بأمرين : الأول حصر طاعاتك وايجابياتك , ثم الثاني :  نشر الخير للناس جميعا ودعوتهم بالحسنى إلى كل ما ينفعهم .
4 – دائما لا تقارن , لا تقول فلان عنده أحدث محمول , وفلان يمتلك سيارة , وفلان متفوق , وفلان يتمتع برحلات , لو فتحت هذا الباب لا ينغلق , إن أحسن ما فيك هو الحال الذي أنت عليه الآن , فهو قدر الله تعالى الذي قدره لك , و أفضل اختيار ما اختاره الله لك , فعلينا بالرضا وسلوك عملي بقناعة في كل مواقف حياتنا .
5 – دائما كن قويا , توقف عن نقد ذاتك أو إظهار ضعفك أمام الآخرين , لماذا تعذب نفسك ؟ وتجلد ذاتك ؟ لماذا تعيش في معاناة ؟ ولماذا تسبح في الآلام ؟ . 
6 – دائما ابدأ بلحظة جديدة , واصنع فيها الخير بدون مقابل , واجعل من كل معاناة مرت بك زادا لك ؟, وتذكر إن الحديد تشكله النار ولا تنقص منه شيئا , وكذلك شخصيتك تزداد وتصقل وتشكل ولا تنال المعاناة منها شيئا .
7 – دائما اجعل شعارك ( الحب ) ثم ( الحب ) ثم  ( الحب ) , مع نفسك والناس والمجتمع والوطن , فأنت قوي بهم جميعا ( كالشجر يقذف بالحجر ويلقي بالثمر ) .
8 – دائما اصنع جوا من المرح والمزاح الضاحك , ولا تجعل الابتسامة تغادر وجهك لأي سبب من الأسباب , ومهما كانت الظروف .
حتى يصبح ذلك أحد مكوناتك كالرأس والقدم واليد والوجه , وخالط المحبين للمرح , فهم ينقلون أجواء المرح معهم أينما حلوا , وأينما كانوا .
ولكي يصفو مزاجك وتسيطر عليه , على المستوى الحياتي أو المهني أو الاجتماعي , وفي كل الأجواء , ومع كل الأزمان , هناك ضوابط ثلاثة لأي نشاط وسلوك لتتمتع بالحياة , احفظهم لتنجح وأنت ناجح دائما  :
أولا : الجدية والاهتمام هي الروح
ثانيا : المناسبة لك وللظروف هي الاستقرار
ثالثا : المرونة مع الالتزام هي الاستمرار 
فمن هنا الروح , ومن هنا الاستقرار , ومن هنا الاستمرار


                
الحلقة السابعة
7 – كيف تبتكر الأفكار ؟
يا شباب نحن لابد أن نكون عمليين : بمعنى أن موضوع الأفكار كثرت فيه الدراسات , وتحدث فيه المتحدثون , وكتب فيه الكاتبون , ونحن لا ننكر هذه الجهود , ولكن نريد ما يفيدنا في الواقع , فإن اتفق الخبراء جميعا على أن : ( حياتك من صنع أفكارك ) , فنحن إذن للنجاح في حياتنا فى حاجة أفكار متولدة ومتجددة , وملائمة للولقع , ومناسبة لظروفنا , وهذه هي الفكرة الابداعية ولا نقول أنها في جانب دون جانب , إنها على كافة المستويات النفسية والعائلية والحياتية والزمالية والمهارية , فمن مجموع هذه الأفكار تتشكل حياتنا وما نحن عليه .
1 – حسن وضعك
ابدأ من المفهوم السابق نقطة الانطلاق الأولى والممثلة في خطوات ثلاث:
· احترس من أفكار الماضي : فالأفكار الماضية مرت وانتهت  , فلا تجعلها دائما هي التي تحركك , فإنها في الحقيقة ترجعك ألى الوراء ولا تقدمك إلى الأمام ؟
· لا تتجمد على أساليب قديمة : فمن أراد الابتكار لابد أن يتمرد على الأسلوب القديم , وبذلك يحسن وضعه الذي يفتح له باب النجاح .
· لا تتعلل بظروف غير ملائمة : ولا نعول عليها ولا نهتم بها , فالظروب غير الملائمة لا  تساعد أبدا على ابتكار  الأفكار ولا تحسن من وضعك .
ولكي  يكتمل تحسين الوضع اسأل تفسك هذه الأسئلة لتكتشف أفكارك :
كيف أشعر مع كل فكرة جديدة ؟
هل أنا متمسك بفكرة معينة ؟
هل أبالغ في الأمر ؟ 
هل الموضوع لا يحتاج إلى فكرة أصلا ؟ 
هل يمكنني التنازل أو أفعل شيئا ما أو أغير من أجل فكرة جديدة ؟
بالإجابة الهادئة هل فعلا تستطيع الآن تحسين وضعك ؟
2 – كافئ نفسك
أنت خطوت خطوة , وارتفت مكانة , فلماذا لا تكافيء نفسك نظير هذا الجهد العظيم الذي بذلته , جدد من نمط حياتك , من ملابسك , من رحلاتك , من ترفيهك , وغير من أسلوب تعايشك مع الآخرين , فأنت في الحقيقة تتعلم من خبرة الحياة , ومن خبرة الآخرين الواقعية أكثر من المعارف النظرية .
وبذلك تفتح النواقذ لدخول مجموعة  من الأفكار والخبرات والمعارف , خزنها غي رصيدك , لأنك في هذه اللحظة تصبح ( بنك أفكار ) , وعندها من السهولة أن تأخذ منه عند اللزوم دون حرج , وكذلك تستمر في الايداع حنى لا ينفذ الرصيد . 
فاجعل كل لحظاتك تخزين من إبداعات الآخرين , ومن قصص النجاح , وانشرها للجميع , عن طريق كل متاح تراه من : 
( تجربة أو مشروع أو علاج لمشكلة أو وسيلة أو إعلان أو دعوة أو نشر أو أسلوب أو طريقة أو تسويق ) , واجعل من كل ذلك مكافأت لنفسك . 
3 – كيف تكون دينامو أفكار ؟
أفكارك الآن موجودة في البنك , فكيف تكون دينامو أفكار ؟  .... نعم بأمر واحد : حقق ما ترغب أن تكونه , بمعنى لا تتوقف ,  وأن تتوالد دون انقطاع , فاجعلها من عقلك وامزجها بمشاعرك , واجعلها قطعة من شخصيتك المستقلة , ولا تقلد غيرك أو تستورد منه فكرة , أنت قوي بأفكارك اعتز بها , وانقلها إلى حيز التنفيذ , فكل ما ترغب أن تكونه حققه وطبقه ومارسه دون وجل أو خوف .
ولا تهتم بأقوال الناس عنك , يكفيك معرفتك بنفسك , واعتزازك بأفكارك .
ولا ترتاب في قدراتك أو تتشكك في معلوماتك , وخذ من أفكارك وشكل حياتك دائما بالجديد , وتأمل معي كبف نبتت في الاسلام فكرة الآذان ؟ , حيث دعاهم النبي إلى الفكرة , فأول ما لجأت عقولهم إلى التقليد كالناقوس أو البوق , ثم دعاهم النبي إلى التفكير تاركا إياهم طيلة الليل , فجاء اثنان فقط بكلمات الآذان دون باقي الأصحاب ! والسبب في ذلك أنهما كانا أكثر الناس انشغالا , وهكذا الأفكار الابداعية لا تأتي إلا للمنشغل بل الأكثر انشغالا , وعندما عرضا ما توصلا إليه من كلمات الآذان , قال لهما : أتى بها جبريل !! ليدلل أن أفكارنا من الرحمن يأتي  الله بها  لمن انشغل ختي باتت سنة الله في كونه , تمضى ولا تتبدل .
4 – كيف تتحكم في الأفكا ر؟
ومن هنا يكون التحكم سهلا  ! وميسرا سنستطيع ن توقف "( أفكار سلبية ) تأخذك إلى الوراء أو تطرد أفكارا غير مرغوبة أو تغرس أفكارا ترفع من شأنك وتعلي من أمرك  , عن طريق: 
    1 – جواراتك ولغتك مع نفسك فالاستجابة الانفعالية , تتوقف علي لغتك مع نفسك الحاسمة والقاطعة والقوية .  
2 – أسلوبك وطريقتك في التفكير 
3 – قوة تركيزك الذهني وبما تفكر فيه
مثال لذلك :  ( لوكانت عبارتك مثلا : سأنجح في إنجاز هذا العمل وإن إرادتي قوية لا تلين ) فحالتك المزاجية والانفعالية تتحول إلى الأفضل , مما يساعدك على نجاح العمل .
ولنجذر من فيروسات الأفكار التي تدمر كل ابتكار وكلها من أنفسنا ! مثل : التطرف فى الحكم , أو الانتقائية , أو الحساسية , أو التصلب في الرأي , أو المبالغة والتهويل , أو تعميم المواقف والأحداث , فعلينا أن نطرد هذه الفيروسات بحماية أفكارنا , وهذا برنامج للجماية مجرب وقوي , والممثل في الابتعاد عن هذه الأخطاء القاتلة :
1 – التمركز خول الذات 
2 –العجز عن مهمة الاخرين 
3 – الشك أو سوء التفسير للمواقف
4 – عدم التعايش ومعايشة الآجرين
فهيا من اللحظة من الآن تبدأ هذا التمرين العملي  
1 – اترك كل ما يؤثر عليك اللحظة من تفكير أو انشهال 
2 – انهض وقف نشيطا ودع  الفشل
3 – اخرج من البيت واتصل شعوريا بالكون الفصيح
4 – تتزه بعضا من الوقت , وفكر باتزان واعتدال
وانظر هنالك         
تتوالد الأفكار المناسبة , وتطرد الأفكار اليلبية 
وتتساقط عليك إبداعات من الاأفكار .
كيف تتوقع النجاح ؟
الحلقة الثامنة
هل يمكننا أن نتوقع النجاح ؟ ... كثير من الناس بعد الإخفاقات يقولون : كنت أتوقع ذلك ! , إذن ما يتوقعه الإنسان أيا كان هو بالفعل ما يحدث له !! , وهذه حقيقة ما اتفق عليه الخبراء وأيدتها الدراسات , ووفق هذه القاعدة فالنجاح أمر سهل جدا جدا إذا توقعناه ! وهذا مدار حديثنا اليوم يا شباب : كيف نتوقع النجاح لننجح ؟ .
وكلما ذكر هذا الأمر طلت علينا قصة المدرسين الثلاثة الذين اختيروا لتميزهم في أن يعلموا ثلاثين طالبا متميزا , وكانت النتائج باهرة , ثم كانت المفاجأة أنهم يمرون بتجربة , فلا المدرسون متميزون ولا الطلاب متميزون , وكان السر في هذا النجاح الباهر والنتائج الفائقة : في توقع النجاح من المدرسين والطلاب , الذي صنع نجاحا بالفعل ! .
فالذي يتحرك في الحقيقة أنت , أنت من أيقظت القوة الداخلية الهائلة فيك , نحو ما تتوقع , فلو قلت : سأنجح فالقوة الداخلية تتجه نحو النجاح ! , والعكس : سأفشل , تجعل قواك الداخلية تتجه نحو الإحباط والإخفاق والفشل .
1 – اطلب النجاح
بكل رشاقة تتجه أصابعك على أرقام المحمول وفي ثواني تكلم من تحب وأنت تتوقع حديثه وابتساماته وردوده على ما أعددت من كلمات ولا يحدث كل ذلك إلا حينما تطلبه ! كذلك النجاح : اطلبه تجده فأول توقع للنجاح في طلب النجاح ! .
إذا طلبت حبيبا فكلك قناعة برده الجميل ودعاباته الرائعة , لسبب واحد أن لك عنده قيمة ومقدار ووزن وأهمية ! , وكذلك أنت مع نفسك , عليك أزلا أن تقنعها بالنجاح , فأنت لك قيمة عظيمة ولم تخلق هملا في هذه الحياة !!, بل إن الحياة معبدة لك ومذللة لك  , ومهيئة لسعادتك , بل إن الحياة خلقت للحب والمودة فلماذا نضيعها ؟ وهل يضيعها عاقل ؟ بكل الحب وبكل الفخر وبكل السعادة وبكل الفرحة : اطلب النجاح وهذا أول التوقعات بل باب التوقعات الذي تفتحه بأناملك , فالرقم محفوظ لديك تردده ليل نهار في داخلك , إنه النجاح فلا تتردد في طلبه .
2 – ابدأ الحديث بالتفاؤل
برافو عليك إنك لم تتردد في طلب النجاح , ابدأ حديثك بكل ثقة , فمشاعرنا تسبق كلامنا  , وأحاسيسنا تسبق أحاديثنا , هذه حقيقة كلنا يعيش فيها , والسؤال الآن : متى يكون حديثك عن النجاح مع نفسك متفاءلا ؟ : 
1 – في ملبسك : الأنيق النظيف الشيك المرتب الجميل .
2 – في سلوكك : المؤثر الأخاذ المتميز المرن الطبيعي
3 – في كلامك : البليغ الصريح المدهش الفصيح المؤدب 
4 – في عملك : المتقن الراقي العالي المخلص الصادق 
5 – في أخلاقك : السامية الكريمة الرحيمة الرقيقة 
6 – في جرأتك : القوية الهادئة الحكيمة البصيرة 
7 – في أفكارك : الملهمة الموهوبة المبدعة الدافعة 
كل هذه المواطن هي حديث التفاؤل مع نفسك عن النجاح , فتوكل على الله وابدأ الحديث , بذهن صاف من كل شيء قد يشوش الحديث أو يقطع الاتصال , أو يمنع الوصال . 
ابدأ الحديث بهذا التفاؤل , بروح مستقرة , وبنفس ثابتة , فإن التفاؤل هو توقع النجاح , فالنجاح :
توقع الشفاء عند المرض وهذا تفاؤل
وتوقع النهوض بعد الفشل وهذا تفاؤل
وتوقع النصر بعد الهزيمة وهذا تفاؤل
وتوقع الوقوف بعد الكبوة وهذا تفاؤل
وتوقع المنحة بعد المحنة وهذا تفاؤل 
وتوقع الفرحة بعد الكربة وهذا تفاؤل
وتوقع اليسري بعد العسري وهذا تفاؤل
وتوقع السعة بعد الضيق وهذا تفاؤل 
ولا معين لك على التفاؤل وبدء الحديث بهذه الروح السعيدة  , إلا بالايمان بالله والثقة به , حيث لا إفراط ولا تفريط , لا إفراط يصل بك إلى التسيب, ولا تفريط يصل بك إلى التشاؤم , بل اعرف مواهبك ومقدارك وقيمتك , ومنها ابدأ الحديث , غير ناظر إلى نجاح غيرك بحسد أو حقد , أو سارحا في أوهام نجاحات اليقظة البعيدة عن الواقع .    
3 – لا ترضى بأقل من النجاح
من يجتهد علة المقبول يكون عرضة للرسوب , ومن لا يرضى بأقل من النجاح ينجح حتما , فهذا الأمر يعطيك ثقة واحترام للنفس , وإنجاز كامل للأعمال مهما كانت . 
1 – إذا جاءك نداء يقول : ( العمل كبير مش عايز يخلص ) تذكر : لا ترضى بأقل من النجاح , وقل : كم أنجزت من العمل ,  ولا تقل : كم تبقى منه ؟! .
2 – إذا جاءك نداء يقول : ( ياه لسه كتير ) تذكر : لا ترضى بأقل من النجاح , وقل لنفسك : أنجزت مرحلة لابد من عمل حفل عظيم وابدأ منها مرحلة جديدة .
3 – إذا جاءك نداء يقول : ( أنا مشغول لا  يوجد وقت ) تذكر: لا ترضى بأقل من النجاح , وقل لنفسك : سأحصي الأوقات الغير مستغلة كالطابور والكافتيريا والمواصلات وغيرها , واستغلها في التفكير والتوقعات . 
4 – قل : ( لا أرضى بأقل من النجاح ) 
 حينما تصبح الدنيا أمام عينيك سوداء
اضحك من قلبك في وقت الضيق وحوله إلى سخرية 
ابحث عن حل عملي فيما يغضبك من حبيبك واصبر عليه
انشر فكرة تشجيع الآخرين لتنعم أنت مع نفسك
وبذلك لا ترضى بأقل من النجاح , ليتأكد لك توقع النجاح , فإذا تمكن في نفسك نجحت .
4 – استغل اللحظات
لم أفهم قيمة شذرات الذهب إلا حينما عرفت من صديقي الصائغ أن شذرات الذهب ذهب , تجمع وتعاد بنفس قيمة الذهب , وشذرات الذهب هي لحظات الزمن التي تمر بنا , فاستغلها فإنها فرصة غالية . إنها أغلى من الذهب , فالوقت الضائع لا يعود ولا يسترجع . 
وتامل معي هذه المنظومة التي تصنع في  آخر الأمر مصيرك في الحياة :
أفكارك تتحول إلى كلمات 
وكلماتك تتحول إلى أفعال
 وأفعالك تتحول إلى عادات 
وعاداتك تتحول إلى شخصية 
وشخصيتك تتحول إلى مصيرك في الحياة 
أليست هذه المنظومة هي اللحظات التي تمر علينا , والسؤال الذي أكاد أن يسمعه قلبي من ضمير وجدانكم في همس :
 كيف أستغل لحظاتي ؟
لحظة : امح فيها رسالة محبطة 
لحظة : غير فيها رسالة سلبية 
لحظة : احذر فيها رسالة يائسة من صديقك أو أحد أقاربك من المحيطين بك 
والخلاصة :
1 -  لا تسمح لأي شخص في أي لحظة أن يخاطب قوتك الداخلية التي توجهك , إلا أنت , وبذلك عليك أن تصنع توقعاتك الناجحة : ( اليوم مشمس وجميل ) ( أسرتي مطيعة ولينة ) ( العمل سهل وميسر ) .
2 – ركز على ( الخطوة صفر ) قبل خطوات النجاح , وهي التي تسبق كل الخطوات : إنها النية , فهي التي تحمل توقعاتك كلها , جدد نيتك مع كل لجظة , وقبل كل عمل , ثم انطلق , فإن تسعة أعشار النجاح في الجهد المبذول , واجه لحظاتك بالجهد المبذول , واستعن بهذه التمارين الأربعة التي تمنحك لياقة في توقع النجاح , في كل لحظاتك , مثل اللياقة البدنية والنفسية , وهي : 
1 – فكر قبل لحظة التكلم حتى لا تضيع
2 – احذر من لحظة تسخر فيها من أحد فإنها ضائعة 
3 – صوب نحو القلب والمشاعر فإنها اللحظة الباقية 
4 – يسطر على أعصابك فتنعم بأغلى لحظة  
الحلقة التاسعة
9 – النجاح عهد وطاقة ومسئولية 
1 – كيف تكتشف موهبتك ؟
( قيل إن فيك كنوزا لم تكتشف بعد ؟ ) , فهل هذه حقيقة ؟ ولو كانت واقعة هل اكتشفناها ؟ ولو اكتشفناها هل قمنا بتطويرها وتنميتها واستخدامها ؟ .
 كثير من الشباب يختار الاتجاه العلمي وربما لو حول إلى الأدبي تفوق ومهر وأبدع !! وكثير من الشباب يختار رياضة معينة , ويهدر فيها جهده ووقته وعرقه ثم لا يجد نفسه في المهارة والتفوق إلا إذا تحول إلى رياضة أخري لها وقع في نفسه .
فلماذا نضيع الأوقات ونبذل الجهود بلا فائدة ؟ والحل فينا وليس بيد غيرنا , إنه في اكتشاف الموهبة , قم ما بعدها سهل وميسور .
فإن كانت الموهبة موجودة فاكتشفها أولا , واختارها ثانية , لمهنتك فلن تنجح في مهنتك إلا إذا استفدت من موهبتك , لتجد نفسك في العمل , ووقتها ستعشق العمل , ويكون مجببا لك , لسبب واحد أنك أعطيت كل مواهبك فيه , وهذه هي اللذة المعنوية التي لا تضاهيها لذة .
اسأل نفسك ما الذي أميل إليه ؟ وما هي ميولي في هذا الأمر ؟ فأشبع هذه الميول مادامت بهذه النية المخلصة , والموافقة لما أمر الله به , فلا تخف ولا تتوارى ولا تتوانى . 
فتحقيقك لهذه الميول يعني أنك تصقل مواهبك التي اكتشهتها , فالمواهب كأي كائن حي يحتاج إلى زاد ليعيش وزادها هو اشباعك لميولك أنت لا ميول غيرك !.
فكلما رأيت موهوبا قل لنفسك : وأنا موهوب في شيئ آخر فلماذا لا أبدأ ؟ .
أنت ثروة عظيمة وما خلقك الله إنسانا إلا تكريما لك , وبهذا الاكتشاف لمواهبك تكون اخترت الطريق الصحيح ., وبهذا الصقي لمواهبك تختار مهنتك من الآن , فإذا بك تعطيها كل طاقاتك, وتختفي وفق هذا الاكتشاف الأعمال الميتة , والمهن المكروهة , والطاقات الساكنة , حيث لا يسأل الإنسان نفسه بعد ذلك : من أين الإخفاقات ؟ من أين الفشل ؟ أين النجاح ؟ هذا هو أول طريق النجاح يا شباب , يا أعظم ثروة في الوجود . 
2 – كيف تركز طاقاتك ؟
ما الذي يقف حائلا بيني وبين أن أفجر طاقاتي ؟ ( الخوف , نظرة الناس , عملي المتواضع , غيري متفوق عني ) هذه كلها أوهام , صنعنا منها جدارا ضخما وسورا عظيما , فأخفي ما فينا من طاقات , أو جعلنا نبذلها في ضعف ! . 
إن التركيز هو الحل , هو الذي يجمع الطاقات فتقوى في مواجهة هذه الأوهام ! .
لا تستغرب من هذه الحقيقة فهي مجربة , وقد نجحت نجاحا باهرا , إنها تتجمع في شئ واحد ( تفرغ تماما لهدفك ) ( اجعل هدفك أولى أولوياتك ) ( لا تحزن من السهام التي توجهك إلى غير هدفك ) ما دمت حاشدا كل طاقاتك نحو الهدف , فأنت ناجح حتما , والله هذا ما يصرخ به قلبي من معاناة الزمن وقساوة الأيام , فكم من الأوقات تبذل ولا نجني منها ثمرة , لأنها إلى عير الهدف , فالتفرغ الحقيقي يكون للهدف , وهو التفرغ الذي يصنع النجاح : 
فكرا وتخطيطا وعملا 
عقلا وقوة
قلبا وروحا 
أعصاب ومزاجات
والطريق لتركيز الطاقات يبدأ من هنا , في خطوات محددة :
1 – تحديد الهدف : في جميع جوانب الحياة الروحية والشخصية والصحية والاجتماعية .
2 – القناعات : بكل أهدافك وأعمالك وحاول أن تستمد هذه القناعات من الذين حولك من الوالدين والأصدقاء والبيئة والإعلام .
3 – شخصيتك : امزج ما سبق بشخصيتك أنت , بأعصابك أنت , فقدم الجديد والايجابي فأنت المسئول عن تصرفاتك , وأنت المسئول عن تحمل قراراتك , فشخصيتك تعلي من احترامك , وترفع من قيمتك .
ومن أجل التركيز كن صافي العقل , فالعقل يصفو حينما ينظر إلى العلياء , حينما ينظر إلى أبعد نقطة , لا تجعل العقل في حلبة الصراع , فلا ينشغل إلا بالساقط واللاقط والضعيف واللا قيمة له , من النزوات والتحيز والتعصب والشهوات والغضب والانفعالات الوقتية والعزلة والتقوقع والحسد والحقد والغيرة والمنافسة وتضخيم المخاوف , وقد ثبت أن 99% من مخاوفنا لا تتحقق في الواقع ! . 
أرأيتم يا شباب كل هذا الكم الذي يقف دون صفاء العقل , ولكنك بصرف النظر عن هذه الصوارف , وتحويل النظر إلى هدف سامق عال سامي , ترتفع تماما عن السُفول , ووقتها تستطيع أن تركز طاقاتك وقدراتك نحو ما تريد . 
3 – كيف تتصف بالجدية ؟
ادرس و افهم وتعمق وتفوق و ثابر و ابذل وصمم وتحدي , هذه هي الجدية لتنجح , فالجد عكس الهزل , وهو الاجتهاد في الأمور , وحينما وصف الواصفون سير النبي صلي الله عليه وسلم  قالوا : ( كان إذا جد في السير جمع  ) أي اهتم به وأسرع فيه , فمعاني الجدية إذن في ثلاثة أمور : الاجتهاد والاهتمام والمسارعة , ( بادروا بالأعمال ) ( وعجلت إليك رب لترضي ) ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة ) , وغيرها من النصوص أحسب أن المخاطب بها الشباب , فمن مثل فتوته وعنفوانه يبادر ويسرع وينجح ويفوز , فهذا النبي الشاب يحيي عليه السلام يقول له الله تعالى : ( يا يحيي خذ الكتاب بقوة ) , ولن ينجح ناجح إلا إذا اتصف بالجدية الممثلة في الشباب : حيوية ونشاط وحركة واجتهاد واهتمام ومسارعة :
إني رأيت وقوف الماء يفسده        إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
فماذا ينتظر الشباب ؟ أينتظرون أن تمر أمامهم الأيام ثم يفيقون فيجدون أنفسهم في ضعف ووهن !! ؟ . 
ولكي تتصف بالجدية , اجعل أفكارك وطموحاتك وتطلعاتك وأمانيك حية بالعمل والممارسة , وإلا أصبحت هل حبيسة , وأصبحت أنت هزليا , لا تعرف الجدية . 
ولكي تتصف بالجدية اغتنم الأوقات , وادرك قيمة عمرك , حتي يقال عنك : ( إنك لا تحسن تضييع وقتك ) .
ولكي تتصف بالجدية أن تساهم في كل اتجاه فيه خير , بحيث يجعل ميزانه دائما في ازدياد , قال ابراهيم الحربي رحمه الله : قد صحبت أحمد بن حنبل عشرين سنة صيفا وشتاء وحرا وبردا وليلا ونهارا فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس . 
ولكي تتصف بالجدية اجعل عملك أكثر من كلامك , حتي تحت وكأة المصائب والكوارث , وهذا لن يكون إلا بمصاحبة الجادين , الذين يدفعونك دفعا إلى الجدية والعمل وترك الكسل .
4 – كيف تتمتع بالعمل 
نعم ... تمتع بالعمل حتى تعشقه , ولن يجبك العمل حنى تحبه , ولن تحبه حتى تمتزج مشاعرك مع مشاعر العمل , وتجتمع نبضاتك مع نبضات العمل , وتختلط خلجاتك مع خلجات العمل , ولذلك عليك : 
1 – احترام العمل
2 – ولا تتعال عليه 
3 – واجعل للعمل هدفا
4 – وانجزه بكل طاقة لديك 
5 – وتعمق فيه
6 – واتقنه جيدا 
7 – واجعله أساسا تبني به شخصيتك
وبذلك يصبح العمل ركنا من أركانك , وجزءا لا يستطيع أن يتخلى عنك , وما أجمل أن تتعامل معه بروح الفنان , فضع مزاجك كله هي العمل , ترسم بريشتك الجمال النابع من داخلك في نشوة ومتعة . 
  
إذا سلمنا بهذه الأمور , فلماذا نتعب أنفسنا ونلوم القدر , ولماذا نجهد أوقاتنا خاصة إذا حدث تراجع في حياتنا ولوم القدر ؟ , ولماذا إذا حدث تغير في أحوالنا أو تبديل في أيامنا نلوم القدر ؟ واللوم الحقيقي لأنفسنا نحن , لأشخاصنا نحن , فلماذا لم ننتهز الفرصة ؟ التي صنعها الله لنا وفيها كل الخير لنا !!.
وربما يقول بعضنا : الحياة خدعتنا ! فهل هذا القول يمثل الحقيقة ؟ وهل بالفعل نحن مخدوعون من الحياة ؟ أليس في التسليم لهذا القول ضعف لنا , وقلة حيلة , وهوان ومذلة , وانسحاب وانهزام . 
هل استراح البعض حين يلوم القدر ؟ هل استراح البعض حين ينهزم وينخدع ؟ هل استراح البعض حين يشعر بخيبة الأمل ؟ 
والله يا شباب والله يا رجال والله يا نساء : نحن الذين نحيط أنفسنا بالظلمات , فلا نري إلا سوادا , ولا نسير إلا ونتخبط , والكشاف معنا ونحتاج فقط لضغطة من أنامل قوية وماهرة , كلها ثقة وأمل , وليست أنامل مرتعشة واهنة لا تستقر على حال !. 
فخلاصة النجاح : 
بجهدك 
بإصرارك 
بثباتك
بإرادتك
فالإصرار على النجاح هو النجاح , ولن يصل إلى النجاح إلا من يصر عليه , والإصرار هو نتيجة الجهد ,  والثبات هو ثمرة كل ذلك . 
هذه الخلاصة لكي نثبت عليها تحتاج إلى معينات ثلاثة : 
أولا : تحسين ذاتك وتنمية نفسك بكل وسائل التنمية , من الاطلاع والبحث والعمل والاكتشاف .
ثانيا : اختيار الناجحين من الأصدقاء لتعمق صلتك بهم فإنك في الحقيقة تعمق بالنجاح عن طريقهم .
ثالثا : التطلع الدائم للأرقى والأعلى والأسمى في كافة مجالات الحياة وترك الأتفه والأرخص والأقرب .
والخلاصة : 
التي أريدك أيها الشاب مهما كان عمرك , فالشباب لا يعتبر بالأعوام , أن تتمسك بها :  التركيز على خبرتك أنت , التركيز على ذاتك أنت , فمن هذه النقطة ابدأ , وسترى الثمار اليانعة , والنتائج المبهرة , والأهداف الراقية .
2 – اقهر المصاعب واخطف النجاح
فإن قال قائل : حاولت كثيرا , وأحاول ولكن :
 لماذا تتعهدني المصاعب ؟
 كلما تقدمت أفقد شيئا ! 
يوما أفقد أستاذا كنت أرقى بزاده !
ويوما أفقد عملا أرهقني بناؤه !
ويوما أفقد نجاحا طالت تضحياته ! 
ويوما أفقد زميلا سري من أسراره !
ويوما أفقد حبيبا أسعدتني أوقاته !
ويوما أفقد مالا  أكبدتني  جنيهاته ! 
لماذا تتعهدني المصاعب ؟ 
كلما تحمست تراجعت !
فمرض يفقدني الحيوية !
أو عجز يسحبني إلى الوراء !
أو حادثة تقعدني زمانا !
لماذا تتعهدني المصاعب ؟ 
يا هذا أليس في البشرية أحد إلا أنت ؟ أليس في كون الله من حادثات إلا وهي نثصد إياك ؟ عيب ثم عيب ثم عيب , أو عار ثم عار ثم عار . 
قم  ... وانهض ثانية ... ولا تستسلم لهذه النداءات الخادعة , لأنها هي الوهم نفسه !!
أليس في كل ما ذكرت كانت لحظات نجاح باعترافك أنت , لماذا لم تخطف النجاح وتنميه , فهذا هو الحال الدائم للأيام يوم خلو ويوم مر , وهذه هي الطبيعة المستمرة للساعات ساعة سرور وساعة أحزان , اقهر المصاعب , واخطف النجاح , وسر على بركة الله , فالله تعالي مؤيدك بنصره , فمن حكمة الله أن جعل النصر ينتظرك , فلا تخدعه بضعفك , وتتركه بعجزك , انهض إليه فهو واقف على الطريق ينتظرك !!!
فلا تنظر بوجهك إلا إليه . ولا  تتطلع بعينك إلا له , فإلى الأمام فالنصر ليس خلفك , والمهزوم من تنهزم روحه , لأن الروح أمامك فلا تتركها فتسقط , ولا تتخلى عنها فتموت , فنحن بالروح نحيا , وبها نعيش . 
يا شباب : لماذا يرضى بعضنا إذن بالعيش بنصف روح , فنحيا نصف حياة !! . والله خلق كياننا حيا بالروح في كل خلية من عقولنا , وكل ذرة في أجسادنا , وكل نبضة في قلوبنا , وكل خلجة في أنفسنا . 
فهل تشك بعد ذلك في قدرتك ؟ أو ترتاب في امكاناتك ؟ أو تخاف من مصاعب ؟ .
اقهرها يا رجل وانهض  , اقهريها يا امرأة وانهضي , كلما برزت لكم وردة النجاح اقطفوها , وكلما برز لكم نور النجاح اخطفوه , وانهضوا ولا تعبأوا بالمصاعب !! . 
3 – اعشقوا أعمالكم
هل وجهك يبرق نورا وإشعاعا بعملك ؟
هل فرحتك الحقيقية لا تتحقق إلا بعملك ؟
هل عملك عنوان لافتخارك تتشرف به ؟
هل تضع كل حماستك في عملك ؟
هل تغار على عملك في سمعته ونصاعته ؟
إذا كانت إجاباتك ( بنعم ) :
 فعملك له الأولوية على كينونتك
له الأولوية على هذا الجسد ومتطلباته
فمن ينظرون إلى أعمالهم ( كضرورة معيشية ) لتأمين خبزهم وخبز من يعيلون فقط , أو لتأمين مأوي ومسكن مريح فقط , يعيشون عملهم هما بالليل ومذلة بالنهار !!, يعيشون عملهم كابوسا يهددهم في كل لحظة ! , يعيشون عملهم وحشا كاسرا يتربص بهم كل حين ! .
لذلك فالأولوية لعشق العمل ,  وهو يفتح لك الأبواب بعد ذلك !!, وهذه هي خلاصة النجاحات أراها حقيقة في حياة الناجحين , فإذا غابت كان العمل عبئا شديدا على صاحبه , يذهب إليه كأنما يساق إلى الموت , فإن خرج منه كأنه مولود خرح إلى الحياة , ولكن أي حياة : حياة الكآبة والهم والمذلة والمأساة المستمرة , وهو لا يدري أن طعم النجاح في عشق العمل !! .
4 – ارتاح في مقاسك
مشكلة المشكلات في البحث عن المقاس المناسب لجسمك , وعندما تجد مقاسك تستريح , ليس لأنك وجدت مقاسك بل لأن مقاسك وفر لك الشكل الملائم والمظهر اللائق , مما يضفي عليك راحة في البدن , وثقة في نفسك , وتمتع بعملك . 
ولعل من المضحك حقا أن لا يكون المقاس مناسبا , فإن كان كبيرا أو صغيرا ضحك الناس لرؤيته , وكذلك إن كان طويلا أو قصيرا , فضفاضا أو ضيقا , وغير ذلك من صور كاريكاتيرية , تكون مثارا للتهكم والسخرية !! .
وهكذا نحن مع النجاح , فلن يتحقق نجاح إلا حينما نتمتع بالعمل , ونرتاح بالعمل ( أرحنا بها يا بلال ) هكذا كان النبي يقول لبلال عن الصلاة , حتي يكون عملنا هو مزاجنا الرقراق , ونشوتنا المبهجة , ولن يتم ذلك إلا بالتعامل بواقعية , والنظر إلى مقاسك جيدا , عن طريق أربع خطوات :
أولا : احترم عملك بغض النظر عن حجمه أو وزنه أو شكله أو لونه , مادام يناسبني ويلائمني .
فمهما كان العمل صغيرا أو كبيرا أو متوسطا , فاحترامه هو الأساس , واحترامه يعني الملائمة والموائمة لمقاسك : لقدراتك وامكاناتك وطاقاتك وأفكارك وإبداعاتك , فما قيمة عمل شكله ضخم ولكنه أكبر أو أصغر من قدراتي أو بمعنى آخر : ليس على مقاسي .
ولماذا إذن نضع أنفسنا في قالب فكاهي كلما رآنا الناس ونحن لا ندري ؟ 
ولماذا يقبل بعضنا بذلك وهم يدرون رغم سخرية الآخرين بهم ؟
ثانيا : اطبع على عملك شخصيتك فالأعمال لها مذاق من حلاوة صاحبها  , ولها عطر فواح  من معين صاحبها , فإن خلت من شخصيتك قيل : لا لون ولا طعم ولا رائحة لها !! . 
فإن تكلمت خرجت الكلمات من معينك , لها مذاق ولها عطر ولها لون حتى يقال : هذه كلمات فلان , وهكذا أفعالك وحركاتك وخدماتك وإيماءاتك , وربما في صمتك وسكوتك .
يحلو للبعض أن يقلد أو يحاكي أو يستعير , فيكون مدعاة للتهكم لأنه  
 يرتدي مقاسا لا يناسبه !! .
ثالثا : اصنع بيئة تعمل على تطوير ذاتك مهما كان عملك الذي تقوم به , ربما يستهتر البعض بعمل صغير , فلا يخطط له , ولا يحتار له المكان والزمان والموقف والناس , فيغتم لأول وهلة إخفاق , وكأنه انهزم في معركة حامية لعمل ضخم فخم عظيم . 
فإن كان المصاب واحدا بغض النظر عن حجم وهيئة العمل , فلماذا لا نصنع بيئة نجاح نضمن بها النجاح , وهذه البيئة تعينك على إظهار قدراتك وتنميتها وتطويرها وتحسينها , حتى تلائم مقاسك في جميع الظروف . 
رابعا : حاول أن تبقي دائما مع الناس الجديين , انخرط فيهم , ولا تغادرهم , فالنجاح معدي , والطموح معدي , والجدية معدية , والطباع تسرق الطباع , والمرء على دين خليله , فليس الأمر في البحث عن مقاسك والعثور عليه , بل في حفظه :  بالتمسك به , والاستمرار عليه , ولا يعينك على ذلك إلا الذين معك ( محمد رسول الله والذين معه ) وليس الذين له , فالبعض يظن أن البيئة المناسبة بأن يختار الضعفاء من الناس يحيطون به , ليكون هو المقدمة كلها وحسب , وهذا خطر عظيم , لأنه لا يصنع بيئة تطوره بل يصنع بيئة تدمره . 
فالخلاصة : 
كن واقعيا وابحث عن مقاسك , وعن عمل ملائم لقدراتك وامكاناتك مهما كان صغيرا , فإنما النجاح بمذاقه ولونه ورائحته وحلاوته فقط .
الحلقة الحادية عشر
11 – كيف تتغلب على عاداتك ؟
 1 – اصنع ظروفا تساعدك 
( الظروف المساعدة ) 
عبارة انتشرت بيننا سواء في الحالات الناجحة أو الحالات الفاشلة , فمن نجح قلنا : ساعدته الظروف , والآخر لم تساعده الظروف . 
والظروف على كل الأحوال بأيدينا أن نصنعها , فلماذا لا نصنع ظروفا مساعدة لما نريده ثم نزج بأنفسنا فيها ؟ .
ومثل ما نبحث عن الظروف المساعدة نبحث أيضا عن الظروف المعوقة التي تحول دون تنفيذ العمل والوصول إلى النجاح .
والظروف سواء  المساعدة أو المعوقة هي واحدة , لأنها لا تخرج في مجملها عن :
1 – قوة أو ضعف داخلي في رقابة النفس ومتابعتها . 
2 – ثقافة ومعارف وخبرات بنسب مختلفة أو موجودة أو معدومة .
3 – نظام للحياة يؤلف بين الشئون المختلفة واضح وصريح .
4 – تقييم ومحاسبة مستمرة للأداء بحيث يضمن الاستمرار والتحسين والاستزادة .
جدد وابتكر 
دائما جدد في صنع الظروف واطرد تماما عبارات : الظروف أقوي مني , الظروف غلبتني , الظروف قهرتني , لا تستسلم واصنع ظروفا جدبدة , لماذا ؟ لأن القديمة قد تجعلك تتراجع إلى الوراء ! فتتحول إلى عراقيل في طريقك , وللأسف أنت الذي اخترعتها , وبذلك فهذه الوقفة في الطريق هي التي تبعدك عن النجاح .
تجهز وتأهب
وفي وسط الظروف المختلفة , حتي ولو كانت كما يقولون أحلك الظروف , أو كما يقول البعض : لدي ظروفي الخاصة , عليك أن تتجهز دائما بالمبادرات القوية , بالطبع التي توافق امكاناتك , ولذلك أقول لك : المبادرات الممكنة , القابلة للتنفيذ والموافقة للواقع , ولبست المثالية لأو الحالمة , التي سرعان ما تكون عائقا يدعو إلى الفشل والإخفاق واليأس والتوقف .
بهدوء ابحث وادرس واسأل واقرأ وطالع واسمع , وكل ما تحسن به ظروفك بادر بتنفيذه , ما دام مستوفيا للشروط السابقة .
لا تنتظر أن يساعدك أحد 
ومن أعماق قلبي أهمس في أذنيك : لا تنتظر أن يساعدك أحد , وإن ساعدك أحد فلا تتصور أن يستمر في مساعدتك ! , اصنع بيديك وبنفسك ومن أعصابك ودمك , ظروفا تساعدك وابتعد عن الاستسلام للظروف السيئة  , وتجهز بالمبادرة الممكنة , وهذا أول الأسرار إذا أردت حقيقة أن تتغلب على عاداتك , مهما كانت في الأكل أو في الشرب أو في الملابس أو في العمل أو في السلوك أو في الكلام أو في النوم أو في التعامل أو في الدراسة , أو في اختيار الأصحاب , أو في التدخين , أو في قضاء الأوقات .
وكثير هي قصص الناجحين من الشباب الذين لم يستسلموا لظروف القاسية , وإنما واجهوها بصناعة ظروف جديدة , تقول إحدى الفتيات : قررت ألا أستسلم ولا أضعف ولا أنهار , فكرت في مستقبلي وأعطيت نفسي الأمل , أنا أتغيرت وليست الظروف , أنا لست دكتورة نفسية ولا يحزنون , أنا إنسانة تحديت الظروف والحمد لله نجحت ودخلت الجامعة , نصيحتي إليك : ( خليك أقوي من الظروف أنت قوي بالله وضعيف بنفسك ) . 
وهكذا أول التغلب على عاداتنا زمشاكلنا تبدأ من هذا الباب الذي يفتح لك الطريق إلى النجاح على مصراعيه .
2 – لا تقبل التنازل أو الاستثناء
كل يوم جديد 
 بل كل لحظة , ربما سميت يلحظة لأنها تحظى بالجديد , فلماذا لا نتناغم مع الحركة الطبيعية للحياة ؟ ولماذا لا نكسب كل يوم جديدا ؟ ولماذا لا نجظى في كل لجظة بالجديد ؟ جرب وسترى كيف يطرد الجديد كل قديم مادام معوقا , فليس الرفض لمجرد أنه قديم , فكل قديم بروح جديدة فهو جديد . 
إذا اقتنعنا معا بما سبق , فلماذا يقبل بعضنا الاستثناء ؟ ولماذا يرضي بعضنا بالتنازل ؟ , إن التنازل يجر وراءه جيشا من التنازلات , والقبول بتنازل واحد يجعل حياتنا بعد ذلك كلها استثناء يبعدنا عن النجاح ! . 
فإذا بنا نقبل بكل تراجع : معلش المرة دي فقط 
وإذا بنا نرضى بكل زلة : علقة تفوت ولا حد يموت .
ومن هنا تشتد علينا المصاعب ولا ندري ! وبهذا الأسلوب  تغلبنا عاداتنا قم يقول بعضنا :لا أستطيع أن أتعلب عليها , لقد حاولت كثيرا ولكنها قوية وجارفة وطاغية ! , وما هذا إلا لقبول الاستثناء والرضا بالتنازل .  
كيف أتغلب على عاداتي ؟ 
ولكي لا نبكي أو نتباكى فالسؤال الجاد  الآن : كيف أتغلب على عاداتي ؟  وقد غلبتني واشتدت الظروف علي من كل جانب ؟! .
ليس الأمر مستحيلا والحل سهل جدا وبإمكانية كل واحد أن يفعله , دون مساعدة من أحد , أي بقدراتك وامكاناتك التي وهبها الله إليك , اصنع سلسلة من النجاحات المستمرة , فلا شك أنك ناجح في أشياء تحبها ركز عليها واصنع منها نجاحات تشعرك بالثقة واللذة والمتعة , فإنها تساعدك علي الصمود أمام التحديات التي تواجهك , إنها تمنحك الحياة أمام الصعاب , مهما كانت في نظر الآخرين تافهة وضعيفة ومتواضعة , يكفي أنها تعطيك سر الصمود والتصدي , وتمنحك القوة على مواصلة النجاح الذي يبدأ من هذا الدرس بألا تقبل الاستثناء ولا ترضي بالتنازل ! وبذلك تتغلب على عاداتك , وتقودها إلى الأحسن والأرقى !! . 
3 - عادتك عدوك أو صديقك
كما تصحب حبيبا لديك اصحب عادتك الحسنة فهي أولى بالمصاحبة , ومعني أن تصاحبها أو تصادقها أن تلزمها وتلزمك , وتنميها دائما فتنميك .
والعادات الحسنة كثيرة فينا , ولكن يبدو أن العين أول ما تقع على المساوئ والعيوب , ولكن انظر إلى عاداتك بعين القلب فإنه يكتشف الحسنات ويلزمها وينميها , ولا عيب في تكرار هذه العادات الحسنة فكلما تحسنت وتكررت وواظبت عليها طردت العادات السيئة , وإن أردت أن تطردها إلى الأبد فباستطاعتك ذلك , فنحن في الحقيقة صناعة هذه العادات , ومنتج من هذه العادات , ومستقبلنا من ترسيخ هذه العادات , وحياتنا من صناعة عاداتنا , ولذلك كان التغلب على عاداتنا السيئة والسيطرة عليها وتغييرها أكبر عامل من عوامل النجاح , لأنها العدو الذي يواجهنا , أما الصديق فواجب علينا أن نطوره ونحسنه ونرفع من شأنه , بالتشجيع والتعزيز والتحميس . 
والتغلب على العادة يحتاج إلى شخصية  قوية ,  وبناء الشخصية القوية يعني طرد الضعف والعجز , فكلما كان التطوير والتحسين للعادة الحسنة , اختفت السيئة وللأبد .
4 – تمرينات رياضية نفسية
الجسم يحتاج إلى تمرينات رياضية ليقوي على الحياة , ويكون رشيقا , وينعم بالحيوية , وكما أن للجسم تمرينات فالنفس لها أيضا تمرينات رياضية نفسية بها تقهرالعادات السيئة , وأشهرها أربعة  : الجوع والسهر والخلوة والصمت  , وفي إسلامنا الجميل أصبحت هذه التمرينات أجمل وأثمر , فالجوع هو الصيام , والسهر هو قيام الليل , والخلوة هي الاعتكاف , والصمت هو السكوت عن الشر والتحدث الدائم بالخير وفعله , وكلها تمرينات ايجابية عملية , وليست منعزلة عن حياة الناس , وليست تعذيبا للإنسان , أو قسوة بدون فائدة , ومن ثم أطلق عليها علماء التربية : ( إذا أردت أن تجني الفوائد فاخرق العوائد ) , بمعنى كل الفوائد في قهر وخرق العادات السيئة والتخلص منها . 
وجرب هذه التمرينات تمنجك : قوة الإرادة , التي تكسر بها : العادات السيئة , فتعزم عزمة واحدة تواجه بها العادة السيئة , وتقول لنفسك في كل مرة : آخر مرة أراك فيها اذهبي بلا رجعة .
وهذه التمرينات هي وصفة رباعية متكاملة لا ينفع التقصير في جانب من جوانبها , أو اختيار جزء وترك الباقي , وذلك حتي تؤتي ثمارها : فتصبح سيد نفسك المنتصر , لا المغلوب المنهار الذي يبكي حظه العاثر , أو المستسلم لأي إغراء ولو كان سرابا  أو ظلا . 
وهذه قصة إنسان استطاع بقوة إرادته أن يصنع حياته , لقد وصل الأمر بالمهلبي إلى قوله : 
ألا موت يباع فأشتريه                فهذا العيش مالا خيرفيه 
ألا موت لذيذ الطعم يأتي             يخلصني من العبش الكريه
ألا رحم المهيمن نفس حر            تصدق بالوفاة على أخيه
فقام صاحب له ورثي لحاله وأعطاه درهما  , ثم تمر الأيام  ويغتني المهيمن ويترقى في المناصب حتي أصبح وزيرا , وضاق حال صاحبه الذي أعطاه درهما , فأرسل إليه : 
ألا قل للوزير فدته نفسي           مقالا مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذا تقول لضنك عيش        ألا موت يباع فأشتريه؟
فأرسل إليه سبعمائة درهم وقلده عملا  . 
الحلقة الثانية عشر
12- كيف تكون طموحا ؟
1 – اجعل حلمك هدفك
كل منا يحلم , وقليل منا من يحقق حلمه , وكثير يصطدمون بواقع يحطم حلمهم , ولكن هناك طريقة واحدة في تحقيق الحلم , هي بمثابة سر لأنه في عبارة واحدة : (  احلم بهدفك ) , نعم تصور المستقبل وما تأتي به الأيام وما تحمله لك الساعات القادمة بل اللحظات الآنية , تصور فيها المستقبل كأنه حلم , احلم به ثم احلم به, ثم احلم به , هذا هو الطريق الوحيد لتحويل أحلامنا إلى عمل , فإن لم يوجد حلم لا يوجد عمل . 
والمهارة في عزمة قوية لتحويل الحلم إلى عمل , وإلا سيظل حلما كما هو , وهذا هو الانفصام بين أحلامنا والواقع , إنه في هذه العزمة التي تحول الحلم إلى واقع ملموس , نعيشه ونتحرك به ويتحرك فينا , نعطيه من جهدنا ووقتنا ومالنا , ونواجه الصعاب التي تعترضنا , هنالك فقط يحق لنا أن نقول عبارة :  ( واقع ملموس ) .
هذا الواقع لا يفرق بين كبير وصغير , أو بين عبقري متقدم وآخر متأخر , لأنه مرتبط بالهدف , والحلم به , والعمل به , ليصبح واقعا ملموسا .
وهذه الاكتشافات ما هي إلا نتاج الحلم , وهذه الأفكار ما هي إلا ثمرة الحلم , وهذه الابداعات ما هي إلا نتيجة الحلم , ولكن ليس أي حلم إنه الحلم بالهدف : يقول عمر بن عبد العزيز :  ( تمنيت الإمارة فأصبحت أميرا , ثم تمنيت الخلافة فأصبحت خليفة , ثم تمنيت الجنة فزهدت في الجنة ) , حدد هدفك ثم احلم به , ولا تقف لحظة , فتبعد عن النجاح , لأن الطموح طريق النجاح .
2 – اجعل حياتك فرصة وليست حظا
( الدنيا حظوظ ) هل أنت مقتنع بهذه العبارة , إذا كنت مقتنعا فهيا نتحاور حول الحظوظ , هل الجمال والرشاقة أو الدرجة العلمية أو العبقرية أو الابتكار أو المنصب أو المال أو غير ذلك سواء كانت معنوية أو مادية , تهبط علينا فنسميها حظا , ثم نقول : هذا هو النجاح ( ضربة حظ ) حتي أكد البعض ذلك بقوله : ( إن الحظ ثمرة النجاح ) ومع أنها تبدو وكأنها قاعدة من فلسفة أفلاطون إلا أنها هراء لا قيمة لها ولا تساوي شيئا .
 (حظ سيئ ) ( هارد لك ) أليست تقال عند الإخفاق والفشل , إذن ما قولك في الإخفاق والفشل نفسه ؟ , هل هو حظ ؟ هل هو حظ سيئ ؟ , أم هو عدم عمل ؟ أم هو عدم إصرار ؟ أم هو عدم بذل ؟ أم هو عدم عزم ؟  كن صريحا في إجابتك ولا عليك ! .
نريد أن نتصارح : لا يوجد شيئ اسمه قوة خفية ترفعنا وتطيح بنا , واسأل نفسك في لحظة صدق , هل أنا مجتهد ؟ هل أنا مصر على العمل ؟ هل عزيمتي قوية في المواصلة ؟ هل أنا مستعد للبذل والعطاء ؟ هل أنا مستعد لتقديم التضحيات ؟!.
الإجابة على هذه الأسئلة هي الواقع الذي نعيشه , وتلك قوة حقيقية نراها ونحس بها ونتحرك بها , إذن هي قوة ملموسة في الإقدام وفي الشجاعة وفي الإصرار .
فالأقدار لا نصنعها ولكنها تأتينا , والمهارة في اغتنامها كفرص ننتهزها لتحقيق الهدف , ولا يمكن في هذه اللحظة أن نطلق عليها حظا إنها تسمى :  ( الإنجاز ) بعينه , فثمرة الحياة في اغتنام فرصها وبانتهاز أقدار الله فيها , لنصل إلى هدفنا , وهذا هو النجاح الحقيقي .
3 – القدرات داخلك
أتعجب كثيرا ممن يبحثون عن تعزيزات لأنفسهم من البيئة التي تحيط بهم , أو الظروف الخارجية , ومما يزيد العجب أنهم يجهدون ويجتهدون ويواجهون مشكلات كبيرة , ويستمرون ويصرون , وفي النهاية لا يجدون إلا يافطة كبيرة مكتوب عليها  : ( السر العظيم ابحث عن القدرات في داخلك , ارجع وفتش عنها ستجدها  )  ..
إذن المفتاح في أيدينا وليس في يدي غيرنا , أو بمعني آخر برغبتنا نحن , بمثابرتنا نحن , بسعينا نحن , و إلا  كم هي مشاعر الخيبة والحسرة , حينما نصطدم بنتائج فاشلة لمجرد اعتمادنا على فلان , أو حصول تعزيز من علان , أو إن الظروف ستخدمنا !! . 
كل الحياة فرص , كل جوانب حياتنا فرص , ولكن من منا الذي يراها , أو يكتشفها , من المستحيل أن يراها غيرنا , أو يكتشفها لنا غيرنا , فكل منا أعلم بنفسه , وخفاياها  وأسرارها  وقدراتها  وتميزاتها  , نعم نحن وليس غيرنا . 
فإذا كانت القدرات موجودة  , فلماذا لا نحولها إلى حقيقة ؟ , لماذا نصر على أن نجعلها أمنية فقط  ؟ , حول الأمنية إلى واقع , بالعزم والتصميم , ولا عليك بعدها من شئ .
وبقدراتك تصنع النجاح , بشئ من الذكاء الممزوج بالإيمان , وليس المزين بالألوان الزائفة والتملق المكروه , ربما نحصل على بعض المنافع المرئية ولكن ليس ذلك هو النجاح الحقيقي , وربما يقول لك بعض الناس قدراتك عالية , وأنت تخاطب نفسك : متي تخرجين من بحر الفشل ؟ .
نعم بقدراتك تصنع النجاح , بشئ من السيطرة على الظروف مهما كانت بالوعي , وليس للسيطرة والتسلط والتحكم , وكأننا في حلبة مصارعة , ولربما يصل بعضنا إلى أعلى المقامات , وأسمى الدرجات , ولكن ليس في هذا أي نجاح حتي , ولو قيل لك : قدراتك غير مسبوقة !! . 
رؤية القدرات واكتشافها وحسن استعمالها , يحتاج إلى : 
  (  نقاوة القلب , وحب للخير , ونفع الآخرين , وصفاء العقل )
وكل ذلك مرهون بالعمل والاجتهاد , حيث لا مكان لخامل , ولا نصيب لمتوتر , ولا فرصة لضعيف , لأنه فاقد الطاقة , غارق في محيط المعاناة التي أوجدها بنفسه , وصنعها بيديه .
4 – حاسب نفسك
وما علاقة الطموح بمحاسبة النفس ؟ ! , وهل الطموح يتعارض مع محاسبة النفس ؟ , كيف تقول محاسبة النفس وهي كما نفهمها مخالفة لكل طموح ؟ .
مجرد طرح هذه الأسئلة في رءوس بعضنا يعني أن البعض لم يدرك معني محاسبة النفس ! , فمحاسبة النفس أو تزكيتها أو السمو بها أو تربيتها , أو بالمعني العصري تقويم النفس , قل ما تشاء وما يحلو لك , ولكن في نهاية الأمر : لن يعرف نفسك إلا أنت وبالتالي لا يقومها أو يحاسبها أو يعالجها إلا أنت .    
ومعلرفة النفس ومحاسبتها ليس في اكتشاف عيوبها ونقاط ضعفها فقط , وإنما في اكتشاف نقاط القوة فيها , في اكتشاف الاهتمامات , في اكتشاف الرغبات , في اكتشاف الطموحات , وأنت وحدك الذي يعلمها , وتعرف مقدارها , ومستواها , وحجمها .
فنقاط الضعف تداويها , ونقاط القوة تنميها , وقد دار حوار طويل بين الخبراء أيهما أولي : نقاط الضعف أم نقاط القوة ؟ , ومجرد السجال في الأمر هو اهتمام بمحاسبة النفس وتقويمها , والاثنان مطلوبان , فكلما أظهرت القدرات والتميزات احتلت مكانا من نقاط الضعف , حتي تقل ولا نقول تختفي ! , وكلما عالجت الضعف سهل لك ذلك إظهار نقاط القوة فيك. 
إن في كل منا موهوب عبقري يجلس في داخلنا , ينتظر الإشارة , فإما أن نحبسه , وإما أن نطلق سراحه , فماذا تختار ؟ .
هذه ذواتنا بالمحاسبة والتقويم نكتشف المخبوء من الكنوز الكثيرة فيها  , حيث نبدأ بالفعل طريق الطموح , ونسلك أولى  خطوات النجاح .
الحلقة الثالثة عشر
1 - كيف تستمر في عملك ؟
1 - لا تفكر بترك العمل
( لأنه كبير على العمل فإنه يفكر في ترك العمل )  هكذا بكل بساطة , فإذا به يبحث عن عمل آخر , ويدخل في دائرة الإخفاق والفشل , لمجرد وهم أنه كبر على العمل , وما ذاك في حقيقة الأمر إلا قلق وخوف وأنانية , يحركه لترك العمل ,  بل ويخرجه من دائرة الشباب إلى الشيخوخة , فالعقل الشاب هو الذي يحتفظ بحيويته , وقوة خلاياه , التي لا تصب بسهام القلق القاتلة , أو أمراض الأنانية المدمرة , أو قذائف الخوف المميتة .
· احتفظ بروحك الشابة 
ما دمت تعمل فأنت تحتفظ بروحك الشابة , فإن توقفت عن العمل تموت الروح الشابة , وهذا هو السر في بطالة الكثيرين , فالجسد هو الذي يتعب أما الروح فإنها تحيا بقدر تعب الجسد , فالكدح هو غذاء الروح .
· اعط للجسد راحة 
وحتى لا تفكر في ترك العمل , اعط الجسد راحة , ولا تقل أترك العمل لأستريح , بل قل أستريح  باستمراري في العمل .
وللراحة فن لابد أن يتقنه الناجح ليستمر في عمله , ويشحن طاقته ليداوم على العمل , فلا كبير على العمل . 

2 – فكر بحياة الشباب
·  تذكر أنك شاب
ولا تنس أنك تعيش حياة الشباب , فاجعل تفكيرك تفكير الشاب المغامر القوي الفتي الناظر إلى المستقبل , المجدد للواقع , وبذلك تربح نصف المعركة . 
إن شعورك بأنك شاب يجعلك دائما في شعور الشباب , وإن كبر عمرك انساه تماما , واجعل دائما إحساسك إحساس الشباب .
· فكر بروح الشباب 
الروح الشابة هي التي تلتزم بالإيمان فتعيش في حلاوته , وتحيا بلذته , وهذا الحلاوة تطغي على مرارة الضغوط وعذابات الأيام فتنساها تماما , وستجد الأمل يجري في عروقك , ويسري في دمائك , وهذه هي حيوية الشباب .
وأكبر منشط لهذه الحياة هو الحب , فلا تتخلى بحال من الأحوال عن الحب للناس عامة , ولعملك خاصة  وبذلك تضمن الاستمرار في العمل. .
3 – اجعل عينك على الغد
كم من الساعات التي مرت عليك , اسأل نفسك : كم الساعات منها المظلمة التي مرت عليك , وكم منها كان في صفاء ونور وإشراق ؟!! , أيهما أولى بالتسجيل عندك ؟ الساعات السوداء أم الساعات المشرقة ؟ من أراد أن ينظر للغد فلا يسجل ساعات الظلمة !! . 
وكم من الأيام مرت عليك , اسأل نفسك أيضا : كم من الأيام التي مرت عليك أيام كرب , وكم منها أيام سعادة ؟ , من أراد أن ينظر للغد فعليه أن ينسى أيام الكرب ويستقبل العمر بالبشاشة فالغد هو ما تبقى من العمر فاجعله غدا سعيدا .
ومن أراد أن يجعل عينه على الغد يتسلح بسلاحين :
الأول : سلاح الأمل يقهر به الخوف والقلق والتشاؤم , والثاني :  سلاح العمل يقهر به شيخوخة الشباب , بالتقدم الدائم  والتسابق المستمر والمبادرة , ولن يضمن ذلك إلا في ظلال الحب والتعاطف والتسامح , وبذلك يضمن الاستمرار في العمل . 

4 – اصنع عاداتك الطيبة
نحن أبناء العادة , وكل واحد منا له عادته , بمعنى له طريقته التي يسلكها , وله أسلوبه الذي يتبعه , وله طبيعته التي تتكلم عنه , وله سجيته التي يعرف بها , والعادة بهذا المفهوم تكتسب ولا نولد بها , فكيف نصنعها إذن ؟ وكما قيل إن العادة الطيبة هي رأسمال الشباب ! لأنها توفر للشباب الوقت والطاقة والجهد , وتختصر عليهم أياما وسنوات من التجربة بمعاناتها وآلامها وإخفاقاتها .
وفن صناعة العادة الطيبة في تكرار الأفعال الكريمة فإنها هي الطريق الوحيد لذلك , وهذا سر أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم في الصدقات من أول ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ) إلى ( إماطة الأذي عن الطريق ) ومرورا بالتهليل والتحميد والتسبيح والمعاملة الحسنة والتسامح والنصح والبذل والعطاء والتكافل والايثار , أليست هذه الأفعال كفيلة بالتكرار أن تتحول إلى عادة تزاحم كل العادات السيئة التي تقعدنا عن العمل , بل إنها تطردها فلا يوجد مكان إلا للعمل والاستمرار عليه. 
الحلقة الرابعة عشر
14 – كيف تواجه الشدائد بأمان ؟
1 – قيمتك تظهر عند الشدائد
هل جربت يوما الاعتماد على نفسك ؟ 
( الاعتماد على النفس ) هذه العبارة التي طالما ينصح بعضنا بعضا بها , ونسمعها كثيرا ممن يكبرنا سنا , وربما ألقوا على مسامعنا الكثير من القصص عن سيرتهم وسيرة غيرهم , عبروا فيها عن خوارق الاعتماد على النفس , وسحر الاعتماد على النفس , وكيف انقلبت حياتهم من جحيم لا يطاق إلى جنة فيحاء وعلو ونماء ؟ !  .
 وبالفعل اسأل نفسك أنت مختصرا نصائح الناصحين , هل جربت يوما أن تعتمد على نفسك ؟ وكيف كانت النتيجة ؟ يكفي حتى لا نكون مغالين في الأمر , أننا اكتسبنا من ذلك خبرة الاعتماد على النفس , ولو مرة واحدة في حياتنا , وبسؤالنا ما الذي جعلنا نعتمد على أنفسنا في هذا الموقف ؟ تأتي الإجابة الحاضرة تقول : إنها في المصاعب والشدائد والأزمات , وبذلك يمكننا أن نقول : إن المدرب الأساسي والحازم الذي يدربنا على الاعتماد على أنفسنا هي المصاعب والشدائد , التي يهرب منها الجميع , مع أنها تأتي لمصلحتنا فلماذا لا نواجهها ؟ .
لماذا لا نواجه الشدائد ؟
إن مواجهة الشدائد هي التي تظهر فينا قوتنا وقدراتنا وامكاناتنا , هي سلاحنا الذي نواجه به الأزمات في أعتى معاركنا في الحياة , ولذلك فالقيمة الحقيقية لكل منا تبرز وتظهر , بل ويكتشف الذين اكتسبوا حرفة ( الاعتماد على النفس ) بعد ذلك فن المواجهة , بأن لهم قيمة عظيمة ومقام عملاق !.
إن الشدائد تأتي في حياتنا مثل تمرين شاق تسير فيه بين ممرات صعبة أو قفزات صعبة على منطات شاقة لتصل إلى النهاية المبهجة .
والاعتماد على النفس هو في حقيقته الثبات على مقومات النجاح والالتزام الفعلي بالدوافع الايمانية في داخلك , فلولا المصاعب ما كان نجاح , ولولا الايمان ما واجهنا الشدائد , ولولا مواجهتنا للشدائد ما كانت لأنفسنا قيمة في الحياة ! .
قد يخفق البعض فيستسلم وهذا هروب من المواجهة , وبالتالي يغرق الإنسان في بحر اليأس والإحباط , والمخرج في المحاولة تلو المحاولة , والمواصلة تلو المواصلة , فهذا في واقع الأمر يساوي ألف كلمة ( لو ) التي يفتحها الشيطان ليزداد اليائس يأسا , والمحبط إحباطا , ومن هنا لا يشعر بقيمته العظيمة في الحياة !! .
2 – قيمتك بالإقدام والشجاعة
لماذا الحيرة ؟
كم من الأوقات تهدر في المقارنة بين اختيارات متعددة , ويقول صاحبها المحتار مازلت أبحث , ما زلت أستشير , ما زلت أدرس وعندما تسأله إلى متي ؟ لا يستطيع أن يحدد نهاية لحيرته , أو سببا لها , ولكن الأمر في بساطة : هو متردد , والمتردد يمضي وقته كله في المقارنة بين الخيارات , فما الذي يجعله يصل إلى هذا الحد ؟ وكيف نخرج من التردد إذا وقعنا في شراكه ؟ . 
إن السر في المتردد يرجع إلى أنه غير قادر على السيطرة على نفسه , أو أنه يخضع للآخرين , ولذلك لا يستطيع أن يتخذ قراره , لنضوب المعين وخلو المنبع ,فليست إعانته في النصح باتخاذ قراره , بل في ملأ المعين الفارغ , والمنبع الخاوي , بالدافع الذي يقطع اعتماده على الآخرين أو خضوعه لرأيهم أو ضعفه في السيطرة على نفسه وتوجيهها التوجيه الصحيح .
الشجاع تخضع له الحوادث 
وهنالك فقط تظهر قيمة الإنسان ! , وهذا المنبع لا يملأ إلا بالشجاعة والإقدام ! , قد يسميها البعض اليوم مغامرة أو مقامرة أو مشاجرة , وقد يطلق عليها البعض مشاكسة أو منابسة أو مدالسة , ولكنها في الحقيقة هي الإقدام والشجاعة , فالشجاع لا يخضع لحوادث الأيام ونوائب الليالي , وإنما الحوادث هي التي تخضع له , بما توفر في قلبه من شجاعة , وفي روحه من إقدام , هنالك تقول : ما هذه الجسارة التي لا تعرف الخسارة ! .
وعندها تظهر قيمتك الحقيقية في اتخاذك لقرارك , وتأكد أنه قرار صائب , لأنك تتخذه في شجاعة , فإذا بالأزمة تمر , والحادثة تختفي , والشدائد تودعنا , ويومها العقلاء يقولون لها : وداعا وعودا حميدا ! أهلا ومرحبا بالشدائد ! . 
3 – لا تدع الضعف يدمرك
أشد من الضعف التفكير في الضعف , بكافة أشكاله من العجز والكسل والفقر والهم والحزن , فالقناعة بأننا ضعفاء يقضي على كل أمل , فقناعة الفقير بأنه فقير يدمر كل أمل في حياته , وكذلك العاجز والكسلان والمهموم , ومن هدا الباب كان النبي صلي الله عليه وسلم يستعيذ بالله من وجودهم لنحيا بالأمل ونعيش سعداء .
فمشكلة الكثير أنهم يفتقدون إلى الثقة بقدرتهم على تجاوز الضعف والفقر والمرض , فيقع فريسة ضعفه ,  وضحية فقره , وذبيحة عجزه , فيصبح منهوشا مأكولا منهوبا من كل من طل وهب ودب !! , فهل هذه قيمة الإنسان في الحياة ؟ ! . 
إذا سيطرنا على ضعفنا الداخلي وشعورنا الذي نعرفه ولا يعرفه أحد , لأنه في أعصابنا نحن وفي دمائنا نحن , نستطيع وبجدارة فائقة أن نسيطر على الأشياء الخارجية , نوجه أفكارنا , ونحقق أحلامنا , ونسيطر على أحداث الحياة , نخطط لها ونديرها وإلا كان الدمار !! .
فالرياح العاتية والعواصف الهادرة لا يبقي أمامها إلا الأقوياء ,أما غيرهم فهم في عداد المدمرين الهالكين المسحوقين , لاستسلامهم لضعفهم الداخلي وقناعتهم بذلك , فقدوا قيمتهم فأصبحوا رقما زائدا في الحياة لا وجود له ولا مقام مع أنه يحتل جزءا من هواء الكون كغيره من الكائنات , فعلام يحزن أحدنا , و لم يبث شكواه , وقد نصحه الناصحون مرارا : لا تدع الضعف يدمرك !! .
4 – حوّل المحنة إلى انتصار
سأخاطب الآن المثابرين أصحاب الإرادة القوية , الذين قفزوا على العقبات , وساروا بين الممرات , وتجاوزوا الحفرات , لا تحسبون بأنكم لا تمتحنون لأنكم من أهل الإقدام والإرادة والشجاعة , بل أنتم بذلك قريبون من الامتحان , فقد خلقنا الله للامتحان , وهو أمر يحدث لكل البشر , فما هذا الامتحان ؟ وكيف يكون ؟ , إنه امتحان المثابرة , وامتحان الإقدام , لذلك فهو امتحان متقدم جدا , وحلاوته أنه باختيارنا وعلمنا ومعرفتنا لأنه ثمن النجاح , وشهادة المرور بأمان , ومؤهلك الحقيقي في الحياة .
أراك وقد استعرضت حياتك السابقة ,  قد رأيت هذا الامتحان , وسمعته وتردد في داخلك , نعم إنه الإخفاق , إنه الفشل , فلماذا لا نتجاوزه , وقد تقدمنا بمراحلنا في الحياة , وأوشكنا على الحصول على المؤهل ! , ما أقساه من امتحان : إما النجاح وإما العودة إلى نقطة البداية , فكيف نتعامل معه  ؟ .
أيها المثابرون يا أصحاب الإرادة وأرباب الإقدام وملاك الشجاعة : الطريق الحقيقي للسيطرة على الظروف أن نكون ظرفا يبدد الظروف , ويدمر الظروف , ويواجه الظروف .
ولن نكون ظرفا إلا إذا كان عظيما ساميا , وليس تافها متواضعا , ولن يكون الظرف عظيما إلا إذا كان بأنفسنا لا بغيرنا , بقوة من داخلنا : بإيماننا وقوتنا وإرادتنا , ومن هنا فقط تتحول المحن إلى انتصارات , لا يفهمها إلا المثابرون , ولا يشعر بحلاوتها إلا الذين يقهرون الفشل , فهو الامتحان النهائي للإرادة القوية , وما بعد ذلك فوز وانتصار ونجاة .
وأخيرا
تذكر أن بالضغط على الأعشاب العطرية تفوح رائحتها , ولولا الضغط ما كان لها عطر فواح ! , وألم الثقب في أذن الحسناء الصغيرة تعلق فيه الجواهر الثمينة ! ولولا الثقب ما كانت الجواهر ! . 
إنها القيمة التي لا تظهرها إلا الأحداث !! , وكذلك قيمتنا يفوح عطرها , ويبدو جمالها , وتعطي كنوزها , بمواجهة الشدائد , فأهلا بها ومرحبا . 
الحلقة الأخيرة
    
15 نصيحة قلبية
للكبار و الشباب

أقدم لكم من قلبي : 
عصارة ما أذهلتني الأيام بكبدها , وحركتني الليالي بأحداثها , وإن كان قد ذهب سن الشباب , فقد بقي شبابي الحقيقي أمامي , يستقبلني بالأمل , ويدفعني نحو حياة جديدة , حياة لا يعرفها أحد , حياة البهجة والثقة والتفاؤل والعمل والاستمرار .
وقد جاءت هذه النبضات في خمس عشرة نصيحة قلبية , ولا تسألني عن عناوينها ومحتواها وترتيبها , وكيف جاءت ؟ فهي هكذا خفق بها قلبي , وأرجو أن تفتح لها قلبك .
1- الفريق مهم
العمل في فريق , وتحقيق روح الفريق , وإن لم يكن هناك فريق , فاصنع فريقا , فقوتك من قوة الفريق , وعقلك بعقول الفريق , وأفكارك يشعلها الفريق , وحياتك تتجدد مع الفريق , فمن المستحيل أن يقوم الفرد بمفرده بكل أعباء الحياة !! .
وبالفريق نتعلم الحب والألفة , وحسن الظن , وسلامة الصدر , وتسقط التكلفات , وتتلاشي مآسي الإحباط واليأس , وننفتح على المجتمع , ولكن أنت أيها الحبيب لست وحدك في المجتمع , فالفريق مهم .

2- كن متعاونا ومشاركا
من أين يأتي التعاون ؟ ومن أين تنطلق المشاركة ؟ وهذا هو ما يهمنا الآن : أيأتي من المشاعر الواحدة والإحساس بالآخرين ؟ نعم ... وذلك حتي نقتنع بأننا جسم واحد , يتأثر بأقل جرح في الجسم الواحد , يقول صلي الله عليه وسلم : 
( المسلمون كرجل واحد إذا اشتكي عينه اشتكي كله وإذا اشتكي رأسه اشتكي كله ) , لا فرق بين العين والرأس , وكذلك مع الناس لا فرق بين كبير وصغير , ولا بين عظيم وقليل , وإنما هو الإحساس والمشاعر .
أيأتي من تنفيس الكرب عن الآخرين , وإزاحة الهموم عنهم , وطرد الأفكار التي تقعدهم , نعم ... فالله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه , إنها صور رائعة في المجتمع . لترفرف في جنباته السعادة , وبأيدينا , حتي إن لم تفعل فكن دليلا , أو كن وسيطا , فالدال على الخير كفاعله .

3- تغير عند تغير الظروف
هل نحن الذين يصنعون الظروف ؟ , إنها أقدار الله تعالى , فمع كل نفس لنا يخرج أو يدخل أقدار الله تمضي في حياتنا , وتتحرك أمام أعيننا , ونعيشها بمشاعرنا ,فكن مع القدر راضيا مقبلا على الحياة , ايجابيا مهما كان الأمر , ومهما كانت الظروف واجه تغيرها بتغيرك , واجه تقلبها بالمناسب , فلاتكن أمام الحركة ساكنا لأنك تؤثر السكون , ولا أمام السكون متحركا لأنك تفضل التحرك , وما وجدت اكتمالا لهذا المعني إلا في قول الصحابة الكرام : 
( نصبر عند البلاء , ونشكر في الرخاء ) , ولذلك يقول تعالي : 
( إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ) فالشكر دوامه يحتاج إلى صبر عليه , وكذلك الصبر يحتاج إلي شكر ليثبت ويستمر , والمهم في الأمر : تغير إذا تغيرت الظروف وكن مرنا ولا تتصلب .

4- لا تقتصر على مجال واحد
مجالات الحياة كثيرة , والناس أنماط مختلفون , والوسائل متعددة , ومناحي الكون أمامنا مازال بعضها مجهولا , فلماذا تقيد نفسك في مجال واحد , تظل أسيرا له , يوجههك إليه , فإن عجز أصبحت عاجزا معه , تندب حظك وتشكو الأيام , وتتحسر على مجالات فتحت لك أغلقت عينيك عنها , فتصير متجمدا وأنت لست بمتجمد , لماذا الإصرار على مجال واحد أو وسيلة واحدة أو صنف واحد أو اختيار واحد أو نهج واحد , فالتمسك به عجز , كن طبيعيا , فتستفيد من تجارب الآخرين , حتي ولو كانوا خصوما , فالحكمة ضالة المؤمن , أني وجدها فهو أحق الناس بالعمل بها , لأنها ستنفعك في يوم ما , وليس معني كلامنا أن تقبل أي شئ , كلا ... ولكن أن تتخصص في أكثر من مجال , وأن تنفتح على الآخرين , هذا هو المطلوب , فتجعل أمامك وأمام رأيك اختيارات وليس اختيارا واحدا , في ظل إعمال الفكر وتحقيق الهدف والمزيد من السعي والعمل .

5- انجح في مجال ثم انقله لآخر
استكمالا لما بدأناه في النصيحة السابقة , وقد ختمناها بألا تقبل أي شئ , بل بالتخصص وتحقيق الهدف , فنصيحتنا قبل أن تنتقل إلى المجال الجديد , حقق نجاحا في الأول , فأنت تشيد بناء المجد الشامخ , ولا تعتمد على المصادفات والمفاجآت فإنها لا تصنع الحياة , ولا تكن في نفس الوقت منعزلا عن االناس , كأنك غائب عن الوجود , فكيف بالله عليك بعزلتك تقتحم مجالا جديدا أو حتي تنجح في مجالك الذي أنت فيه ؟ .
وعدو النجاح الاستعجال , فالمستعجل يصطدم بسنة الله , ومن صادمها صدمته وقهرته لأنها غلابة , فلماذا تنازع الله في أقداره ؟ فالمهارة أيها الحبيب في نقل النجاح الذي تذوقته من مجال لآخر , وليس الانتقال إلى المجال الآخر بعينه !! .


6- لا تسمح بالنقد أن ينال منك
قاعدة الأوائل : ( رأيي خطأ يحتمل الصواب , ورأيك صواب يحتمل الخطأ ) , فكان النقد في حياتهم كالماء والهواء , أمر طبيعي من ضرورات الحياة , ولكن أن ينال النقد من داخل النفس ويغيرها ويغضبها , ويجعل صاحبها في بحر من الانفعالات , هذا أمر غير طبيعي , ولا يتوافق مع سنن الله في الكون .
ولذلك فإن عاب أحد ماضيك فلم الانفعال ؟ , إنه افتخار وتعظيم لأن الذي جعلك فيه هو الله , وإن أغضبك أحد بنصح غير رقيق , فانظر إلى النصح , وأجّل الحديث عن رقة حديثه فيما بعد , وإن ذكرك أحد بخطئك فاعتبر ذلك هدية منه إليك , تمسح في رقة , وتلمس في نعومة , وتتناسي ما يغضبك وينال منك , فتقبل النقد وتترك ما يسؤوك منه , المهم : لا تسمح بالنقد أن ينال منك .

7- لا تستسلم للإخفاق والفشل في البداية
في بداية كل عمل , في بداية كل مشروع , يكون دائما هناك أمر ثقيل على النفس لم تستعد له , مع خوف من مجهول مقبل عليه , وبالتالي تكون أولى الخطوات ثقيلة وبطيئة وطويلة وكئيبة , فهل نستسلم لها ؟ , .. وهي مشاعر عامة يصاب بها الناس , ولكننا نختلف في نسبة الإصابة بها , وهي ليست فشلا , فكيف وأنت في البداية , هذا أمر مستحيل حدوثه أن تبدأ بالفشل , هذه المشاعر فقط الجديدة والغريبة والمجهولة هي التي توحي بالفشل , وحتى تمضي وتتجاوز هذه البدايات كن مستعدا , بالقناعة بوجودها أولا ثم طبيعتها ثانيا ثم ثالثا : تمسك بهدفك , وامض في طريقك , بروح لا تعرف اليأس أو الانسحاب أو الاستسلام , وبمجرد أن أجهزة الجسم امتزجت وبدأت في العمل تجد نفسك قد تجاوزتها بحدود , بل وتنساها تماما , فلا تستسلم للسراب , فالبدايات اجعلها مشرقة وتجاوز عقباتها , فتمضي وتسرع , وتنساها تماما , توقع أنك لم تبدأ . ماذا كانت النتيجة ؟ , لم تكن بداية فاشلة , لم تكن بالطبع بداية فاشلة , بل نحن باستسلامنا صنعنا الفشل , والبداية منه بريئة !! .

8- حلم ثم هدف ثم واقع رغم الصعاب
آه من الصعاب : كم أقعدت مجتهدين , وكم أضاعت مجتهدين , وكم أخرت متقدمين , فهل نجعلها الحجرة التي نتعثر بها فلا نصل إلى النجاح , اسمعك تقول : لا , إذن السؤال . كيف ؟ كيف رغم الصعاب أنجح ؟ يبدأ بالحلم الذي يتحول إلى هدف , حتي لا يصير وهما , وإن صار هدفا , فبالجهد يتحول إلى واقع محقق , هنالك فقط تزول هذه الصعاب , بعد أن كانت شبحا مخيفا , يقعد الكثير في طريق النجاح , إنها فقط تحتاج منك إلى لحظة صافية هادئة , فكر فيها واحلم ثم احلم وابدأ على بركة الله .

9- بالعمل والعزم تصل للقمة
ماذا جنى الكسلان إلا الخيبة ؟ . وماذا نال المسكين إلا الندم ؟ , وماذا حصد الأبله إلا الضياع ؟ والقمة لها سلم يصعد عليه الناجحون , ومن لم يصعد يظل يتفرج على الصاعدين , ويندب ويحزن على ما هو فيه , وما فيه من صناعة يده , تحرك , قم , انهض , هيا إلى الخطوة الأولي , فإنها ستجر خطوات ثم يسهل عليك الأمر بعدها , وكل هذه مظاهر للعمل والسعي والعزم والإرادة .
صعدنا يوما جبل حراء , وبالعزم وصل القليل حيث المكان الذي كان يتعبد فيه النبي صلي الله عليه وسلم , في قمة الجبل , وعلى قدر العزم والإرادة و العمل والسعي وصل من وصل , وكان الدرس من النبي صلي الله عليه وسلم , لا وصول لقمة النجاح إلا بالعمل والسعي والعزم والإرادة , وبهذا نجح النبي في تهيئة ربانية ليتلقى الرسالة ويصدع بها دون البشر !! .

10- لا تخش المتنافسين مادمت مبتكرا
ونعني بالتنافس هنا الشريف والمثالي , فقد يصاب البعض من قوة ونشاط المنافسين إما بالتوقف أو بالبطء في السير , وكل ذلك تأخر عن النجاح , وأعني بهؤلاء الذين يخشون المنافسين : أصحاب الهمة والعزم والنشاط ومع ذلك يتوقفون ويبطئون فما السر في ذلك ؟ السر أن التنافس أصبح متكافئا بين الطرفين , والذي يتقدم هو صاحب الفكرة الابتكارية والعمل الإبداعي , الذي يقدم الجديد فهوالأول , ثم جيل من المنافسين يقلده , حتي يظهر عمل جديد مبتكر , فإن كان هذا هو السر فلماذا يخشي صاحب الابتكارات , إنه بينما يحتدم التنافس ويشتد , هو آمن مطمئن مستقر , لابتكاره ولجديده الذي يفاجئ الجميع ويأخذ بالألباب كالسحر , مثلما ألقي موسي عصاه , فإذا هي تلقف ما يأفكون , فآمن السحرة أنفسهم , فما دمت مبتكرا اطمئن , فأنت أول المتنافسين !! .

11- استمر أمام الخصوم وتحدى
من ضرورات النجاح أمام الخصوم : الصبر والإصرار وطول النفس والمواجهة والتحدي , ولذلك لا تكن هدفا سهلا ينال منه الخصوم , في أقل وقت , وليس ذلك لقوة الخصوم , وإنما لضعفك أنت باستعجالك في رؤية النتيجة , أو قطف الثمار قبل النضج , أو الملل من طول الطريق , أو التأفف من تكرار المشاكل , كل ذلك يؤدي بنا ليس للانسحاب والتخلي عن المسئولية وترك المضي نحو النجاح , وإنما قد يكون أسوأ مع الضعفاء في المواجهة فيردهم عن مبادئهم أو يجعلهم مع الخصم وليس ضده استسلاما , هذا الانهيار جهل بسنن الله 
( فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) , أليس هذا مصير الخصوم , فعلام الانهزام أمامهم ؟ , ولا أجدي معهم إلا الاستمرار , والحرص على أن تكون أمامهم لا خلفهم , ولا يتحقق ذلك إلا بالتحدي والإصرار , والنظر إلى الهدف , هنالك ينهار الخصوم , ويملون ويتأففون ويتلاشون .

12- تمسك بالأمانة والاستقامة
هل حينما يكون الحديث عن الأمانة والاستقامة لايد أن يكون الأسلوب وعظيا ؟ للإجابة نسأل : الأمانة والاستقامة مع من ؟ .. نعم .. مع النفس في الحياة , هذه النقطة هي الأساس , والأمانة والاستقامة في الحياة أساس الثقة , فإذا أراد الشباب والكبار أن يحصلوا على ثقة غيرهم بهم من الآباء والأبناء والأصدقاء والأقارب والناس والمجتمع , فلا طريق إلى هذه الثقة التي تجلب لك كل نجاح , إلا بالأمانة والاستقامة , مع الله ومع نفسك ومع الناس ومع المجتمع , إذن هي نظام حياة وليست حركات فقط ؟ !!! .
نعم نظام حياة بالمعاملة الحسنة والتأدب مع الغير , وكف الأذي وإنهاء التفنن في ضرر الآخرين , فنحظي بثقة الجميع بنا , ويعود ذلك على مشاعرنا بالسلام , وعلى قلوبنا بالطمأنينة , وعلى نفوسنا بالسعادة , فتمسك أيها الحبيب بالأمانة والاستقامة ولا تتخلى عنهما لحظة من اللحظات !! .

13- لا يعني الفشل النهاية
فرق بين المهزوم والمنسحب
إذا سألت عن تاريخ الناجحين : هل فشلتم مرة في حياتكم ؟ قالوا جميعا : نعم مرات ولكن الفشل لا يعني النهاية , ولو كان النهاية لانتهينا نحن , بل إننا جعلنا الفشل البداية , فبدأنا طريق النجاح , ونجحنا , والفضل يرجع إلى إيماننا بأن الفشل لا يعني أبدا النهاية , وكما قيل : الفشل إحدي المحطات التي تقف عندها وأنت تركب قطار الحياة , ولكن قد يبدو للبعض أن يطول وقوفه بلا سبب , فكن يقظا وإلا فاتك القطار وطال وقوفك وأنت لا تدري أن القطار قد فات , كن يقظا بالمبادرة .. نعم , كن يقظا بالإقدام ... نعم ,
كن يقظا بالايتداء ... ولا تستسلم , وتعلن هزيمتك , فهناك فرق بين المهزوم والمنسحب , فالمنسحب يستعد لجولة من جديد , ويتهيئ لبداية جديدة صحيحة .
لقد وصل الأمر بالبعض أن يقول : أهلا ً بالفشل إذا ما أقبل !! , فمن ذاق طعم الفشل ولو مرة , فهو صانع النجاح الحقيقي

14- لا تكون نتيجة السباق دوما لصالح الأسرع
ماذا يجني من تسرع فأنهك قوته وأضعف حجته , فظهر ضعيفا ثم ندم على لحظة لم يتمهل فيها , أو يتفكر خلالها , قبل أن يتسرع !! .
يتسرع في إصدار الأحكام ثم يندم , يتسرع في الحكم على الآخرين ثم يندم , يتسرع في الفتوى ثم يندم , يتسرع في إصدار القوانين ثم يندم , يتسرع في اتخاذ القرار ثم يندم , مثله كمثل الذين في حلبة السباق , يسرعون ثم يفقدون المواصلة , ثم يندمون , ماذا لو تسرع يعقوب الأب على أبنائه وهو متيقن من كذبهم ؟ , فحكم عليهم بالقتل , بالطبع لفقد الجميع , ماذا لو تسرع النبي صلي الله عليه وسلم في حادثة الافك فاتهم عائشة بالخيانة ؟ , ماذا لو لم يسيطر الأحنف على قراره حين قتل ابن أخيه ابنه ؟ 
وأنت أيها الحبيب استعرض شريط حياتك واسأل نفسك : ماذا لو تسرعت في قراري , في حكمي , في رأيي , في .. في .. في .. ؟!! .
فالعقلاء اتفقوا على أن التسرع خطأ كله , وأن التسرع خطر كله , وأن التسرع مجازفة كله , وأن التسرع ورطة كله , فما الضرر الواقع علينا عندما نتمهل قرار اختيار المهنة , أو اختيار الزوجة , أو اختيار العمل , ماالضرر الواقع علينا عندما نتمهل قبل اتخاذ القرار أو عرض الفكرة أو الحكم على الآخرين , ليس هناك أدني ضرر بل كله منافع وفوائد, خاصة يا شباب في الفتوى أي في الحلال والحرام , أو في رمي الناس بالفسق والكفر والرذيلة , حقا ليس دائما الأسبق يكون الأسرع !! .
فتمهل حتي لا تتورط وتندم , وانس حماستك الزائدة فإنها خيال , أو تجاربك التي مرت بك فإنها لا تعود , وليس معني التمهل في الهدوء القاتل , والسكون المدمر بزعم دراسة الأمر أو التعقل أو التريث , ولكن يعني بالتمهل ثلاثة أمور فليفهمها الكبار والشباب :
أولاً : الدراسة الدقيقة قبل الإقدام على أي عمل
ثانياً : موافقة العمل للقدرات والطاقات الموجودة بالفعل
ثالثاً : عدم التوسع السريع في العمل حتي ولو كان ناجحا
وتذكر أنه ليس كل ما يصل إلى نهاية السباق يكون دائما هو الأسرع !! .

15- الفائز في المعركة ليس الأقوي دائما
ما الفرق بين القوة والإصرار ؟ الإصرار الطريق الوحيد للنجاح , والقوة ليست دائما طريقنا للنجاح , لأن القوي بدون إصرار ضعيف , وبدون عزم جبان , وبدون صمود منهار , وبدون إرادة فاشل , فالفرق بين الناجح والآخرين ليس في نقص القوة , وإنما نقص إرادة وصمود وإصرار وعزم.
وبالتالي نسأل : هل القوي ينهزم ؟ بهذا المفهوم السابق : نقول نعم , لأنك لا تستطيع أن تهزم الشخص الذي لا يستسلم , فصاحب العزم والإصرار والإرادة لا ينهزم لسبب واحد أن هذه الصفات هي بعينها عدم الاستسلام , وبالتالي فصاحبها هو القوي وليس القوي بجسمه أو عافيته , وهذا سر قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
وهذا يجرنا إلى القوة الحقيقية الممثلة في قوة العلم وقوة الفكر وقوة الايمان وقوة الروح وقوة الداخل وقوة النفس , فليست الجيوب الفارغة تقف عائقا أمام النجاح , وإنما العقول والقلوب والنفوس الفارغة !! .
وهذا هو الطريق إلى الجرأة , فالنجاح ابن الجرأة !! , لو كان الأمر بالقوة ما استطاعت قطرات الماء تحفر الصخرة ! , ولكن بالتكرار , ولذلك ونحن في معارك الحياة تذكر : الفائز في المعركة ليس الأقوي دائما 


جمال ماضي
  

الفوائد الثمينة من حديث السفينة


الفوائد الثمينة من حديث السفينة
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم اعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروراً على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا ، فإذا تركوهم وما أرادو هلكوا جميعاً ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري وفي لفظ (مثل المدهن): أي المحابي والمداهن، والمراد به من يضيع الحقوق ولايغير المنكر.
وفي لفظ للبخاري (فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها فتأذوا به فأخذوا فأساً فجعل ينقر أسفل السفينة فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم)
• المعنى الإجمالي
يشبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع بأفراده بأناس ركبوا سفينة فاقتسموا الأمكنة فيها فصار نصيب بعضهم أعلاها ونصيب آخرين أسفلها.
فالسفينة هي: ( المجتمع - القرية - البلدة ) والناس فيه قسمان بالنسبة لما نهى الله عنه وحرمه:
الأول: قائم في حدود الله أي منكر لها حريص على منعها وإزالتها وتطهير المجتمع منها.
الثاني: واقع ومنغمس فيها، فإن لم يكن كذلك فهو مداهن فيها راضِ بانتشارها أو ساكت على الفاعلين فلا يغير ولايطهر.
وإن السفينة لن تصل إلى بر الأمان إلا بمنع من يقوم بنقرها وتخريبها وتعطيل سيرها ، وكذلك المجتمع لن يحافظ على أمته واستقراره وتقدمه إلا بتشجيع المصلحين والأخذ علي أيدي المخربين والمفسدين.
• فوائد الحديث
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على واستخدام طريقة مفيدة للتعليم والتربية وهي ضرب الأمثال بالشيء المحسوس لفهم وتقريب الشيء المعقول، وكما قيل: بالمثال يتضح المقال.
وهذه هي طريقة القرآن : قال تعالى( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) البقرة (17) ، فهذا مثل ضربة الله عن المنافقين.
وهكذا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم : (مثل المؤمن مثل النخلة) رواه الطبراني ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات) رواه مسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم استخدم أساليب عدة في التعليم والتربية وبهذا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد سبق علماء التربية في تحديد أساليب التعليم وطرق التدريس وهم في حقيقة الأمر منه يغرفون.
• جواز الاقتراع
العمل بالقرعة جائز في حل المشكلات والخلاف التي لا يصل القاضي إلي حكم فيها إلا بها والدليل حديث الرجلين الذين أختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مواريث درست بينهما وليست لها بينه، فقال صلى الله عليه وسلم ( إستهما - أي اقترعا - وتوخيا الحق وليحلل أحدكم صاحبه) رواه أحمد وأبو داود.
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يطبق ذلك فإذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها أخذها معه. الاجتهاد في الخطأ مرفوض يجب الحد منه ومنع صاحبه من السعي والاستمرار فيه، لأن خرق السفينة اجتهاد من صاحبه للحصول على الماء بأيسر الطرق لكنه خطأ ظاهر لأنه سيؤدي إلى اغراقها ، فالإجتهاد فيه مرفوض لأنه سبب للهلاك فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمنع من يعمل ذلك.
ولذلك لما سعى اسامة بن زيد رضي الله عنه بالشفاعة للمرأة المخزومية التي سرقت منعه النبي صلى الله عليه وسلم وحذره من ذلك لأنه اجتهاد وسعي في الخطأ وقال له: (أتشفع في حد من حدود الله؟!) رواه البخاري.
ويدخل في هذا البدعة ومخالفة السنة فإن الاجتهاد فيها مرفوض مطلقاَ لأنها ضلالة ولا تزيد الإنسان إلا بعداً عن الصراط المستقيم، وإذا كان الخطأ في أمور الدنيا يطيعها فإن ضياع الدين أشد ولذلك قيل ( إقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة) رواه الحاكم عن أبن مسعود موقوف عليه بإسناد صحيح ومن أمثلة على ذلك:
الثلاثة الرهط الذين زعموا أن التشدد في العبادة يوصلهم إلى مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم ودرجته في الأعمال والقربة من الله ، فالأول عزم على وصال الصوم وعدم الأكل والثاني عزم على اعتزال النساء والثالث عزم على ترك النوم ومداومة قيام الليل وهذا اجتهاد منهم لكنه اجتهاد خاطىء، فلذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من طريقتهم وتشددهم وبين أن دين الإسلام دين وسط فقال (فمن رغب عن سنتي فليس مني) رواه البخاري.
تحديد مفهوم الحرية الشخصية في الشرع مفهومها
إن المسلم عبد لله في جميع تصرفاته وفي كل أموره وإنه يسير وفق المنهج المحدد من قبل الشرع ميزانه (أفعل ولاتفعل) فلا يجوز له أن يخالف شرع الله بحجة أنه (حر). - لكن مفهومها عند أغلب المسلمين اليوم علي خلاف ذلك، فهم يفهمون الحرية الشخصية إنك تفعل ما تشاء متى تشاء كيف تشاء ولو كان هذا الفعل يخالف الدين وتعاليمه، فالحرية عندهم مطلقة ولا يجوز تقييدها بضوابط شرعية!!
فهذا الذي أخذ فأسه وأراد أن يخرق في نصيبه خرقاً ليأخذ الماء من مكان قريب منه، لو زعم أنه حرفي ما يفعل وفرضنا أن الذين معه أقروه على ذلك ولم يمنعوه وهم يعملون عاقبة فعلته هذه فماذا نسميهم ياترى ! يسمون(مجانين)لأنهم آثروا الحرية الشخصية المزعومة المكذوبة لفرد واحد على أرواحهم وأنفسهم بل كان الواجب عليهم أن يمنعوه ويبينوا له خطورة فعله على جميع من في السفينة، فالحرية الشخصية يجب أن تكون مقيدة بقيود شرعية لحماية المجتمع بأسره.
وأننا لو فتحنا هذا المفهوم على مصراعيه ولزنى الزاني باسم الحرية الشخصية لخرجت النساء كاسيات عاريات باسم الحرية الشخصية ويتكلم الرويبضة في دين الله تعالى فيحلل ويحرم باسم الحرية الشخصية فماذا ستكون النتيجة يا ترى؟ النتيجة ستكون مجتمعاً منحلاً منحرفاً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً. ü ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توضيح المفهوم والحد من الحريات التي تخالف الدين وذلك حين جاءه رجل ليسلم ولكنه اشترط أن يرخص له في الزنى فقال النبي صلى الله عليه وسلم له: أترضاه لأمك.. فقال الرجل لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم!!
فللحرية إذن قيود شرعية وضوابط مرعية يجب الانتباه لها والتزامها ، فلو كان شخص حرا فيما يفعل لما بقي لنا دين حفظ لنا ولا بقيت لنا هيبة.
• وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن القيام به سبب للنجاة من العقوبة وأن التقاعس عنه سبب الهلاك وهذا واضح من بداية الحديث وفي نهايته ، ففي البداية بَّين النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس في حدود الله والتحذير منها قسمان قسم يقوم بالأمر والنهي ويحذر الناس من ارتكاب ما نهى الله عنه ويبين عواقبه الوخيمة وقسم مداهن في هذا الجانب فإما أن يفضي الطرف فلا يغير وإما أن يسكت ويرضى بالمنكر ثم في ختام الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم إن سبيل النجاة هو ما يقوم به الصنف الأول وهم الدعاة الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، فلما تعدى ذلك الشخص حدوده وفعل فعلته الشنيعة والتي عاقبتها غرق السفينة بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الركاب إن (داهنوا) أو (سكتوا) عنه هلكوا جميعاً لكنهم إن أوقفوه عن حده وقاموا بتغيير هذا المنكر وتحذير الناس من هذه الفعلة الشنيعة نجوا جميعاً ، ومما يدل على ذلك قصة أصحاب السبت التي حكاها لنا القرآن ( واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) الأعراف (163-166)
فأنظر كيف تحايلوا على ما حرمه الله عليهم وقررت الآيات أنهم صارو ثلاث طوائف : طائفة ارتكبت المحرم وأخرى نهت عنه وحذرت من مغبته وثالثه سكتت عن المجرمين وانتقدت المصلحين فنجى الله تعالى المصلحين وأهلك المفسدين فدل على ذلك على أهمية هذا الركن العظيم وأنه لابد على أفراد الأمة كل في مجاله أن يقوموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتكثير الخير وتقليل الشر والنجاة من الهلاك والدمار.
• تعذيب العامة بذنوب الخاصة
وهذه الفائدة نتيجة لسابقتها فخير يعم لفساد وتظهر المعاصي والمحاربة لله ولرسوله ولايقوم أهل الخير بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجبة عليهم وكأن هذا الأمر لا يخصهم ويقول بعضهم لبعض (عليكم أنفسكم) وهذا واضح واضح من الحديث فلو سكت الركاب عن مخالفة هذا الرجل ولم يقوموا بمنعه ، فإن الهلاك سيعم جميع الركاب ولن يختص بمن خرق السفينة فقط لو منعوه ولنجو جميعاً.
ودليل هذه الفائدة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز ممن يعملها ثم لا يغيرون ذلك إلا عمهم الله بعقاب منه) رواه أبوداود.
نعم إذا ظهرت المعاصي وسكت الصالحون مع قدرتهم على التغيير ولم يغيروا نزل العقاب من الله تعالى وعم الجميع ثم يبعثون على نياتهم ، وإنما عم العقاب الصالح والطالح لأن الساكت بمنزله الراضي والراضي والفاعل بمنزله واحدة. ومن الأدلة على ذلك: قول زينب رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم حين حذر من الشر الذي سيصيب الأمة: (أنهلك وفينا الصالحون)؟! قال (نعم إذا كثر الخبث) رواه البخاري. نعم إذا كثر الخبث والصالحون لم يكونوا مصلحين واقتصروا صلاحهم عليهم فقط، إلا لم يغيرا ولم يقوموا بواجب الأمر والنهي كان ذلك أيذنا بنزول العقاب عليهم وهذا مادل عليه قوله تعالى (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) هود(117) ولم يقل (صالحون) إذا لابد من الانتقال من مرحلة الصلاح والى مرحلة الإصلاح ليرتفع عن الأمة العقاب.
• المصلحة العامة
فضل التعاون بين أفراد المجتمع وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وهذا واضح في أن أصحاب المكان العلوي لو أعطوا من أنفسهم قليلاً ووضعوا أيديهم بأيدي أخوانهم أصحاب المكان السفلي وساعدوهم في غرف الماء من البحر وتعاونوا معهم في ذلك لما فكر أصحاب المكان السفلي في خرق السفينة
وأفضل التعاون ما كان على البر والتقوى وطاعة الله تعالى وطرق الخير ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة 2 ، وتذكر لنا كتاب السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم تعاون مع الصحابة في بناء المسجد وحفر الخندق وقد ضرب الجميع أروع الأمثلة الدالة على التفاني والتعاون لأجل مصلحة المسلمين .
• الاستبداد بالرأي وعدم المشورة طريق الهلاك
نعم السياسة الفرعونية ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) غافر29 . مرفوضة لأنها تستخف العقول ولا تحترم الآراء والانتقادات، فحين فضحه موسى بين كذبة وفي ادعائه للربوبية ولم يكن له بد من انتهاج هذه السياسة ليفرض رأيه وينصر مذهبه... هكذا أراد فرعون ثم ماذا كانت النتيجة؟ أغرقه الله تعالى في البحر على مرأى من بني إسرائيل فكانت نهايته مناسبة لسياسته ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) فصلت 46 . ü ولذلك جاء الحث على أهمية المشورة فقال تعالى( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) آل عمران 159 ، قد شاور النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة يوم بدر وأحد، كما اخذ بمشورة سلمان الفارسي في حفر الخندق ، والشورى مجالاتها متعددة فالمسلم يستشير أخاه في بعض الأمور.
• النية الحسنة
حسن النية لا تجعل الشر خيراً ولا الباطل حقا ولا البدعة سنة فهؤلاء الذين أرادوا أن يخرقوا نصيبهم للحصول على الماء كانت نيتهم حسنة وعذرهم مقبولاً، فهم يريدون الحصول على الماء بطريقة سهلة ومسيرة كما حال من هم في أعلى السفينة، ثم هم لا يريدون الإكثار من الصعود إلى سطح السفينة والنزول منه حتى لا يتأذى من هم في أعلى السفينة ، فالثمرة طيبة والعذر مقبول ولكن الفعل بحد ذاته خطأ ولا يمكن أن يحكم عليه بالصواب اعتماداً على حسن نية الفاعلين ، وهذا أمر مهم جداً على حسن نية الفاعلين ، فلو تركهم أصحاب العلو وما يريدون بحجة أن نيتهم حسنة ولم يأخذوا على أيديهم ويبينوا لهم خطأهم لهلكوا جميعاً. ومن الأمثلة التي تقرر هذا المفهوم:
1- قول مسلمة الفتح يوم حنين للنبي صلى الله عليه وسلم ( أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط) تشبها بالمشركين الذين يلتمسون البركة والنصر من غير الله تعالى، قالوا ذلك عن حسن نية فقال صلى الله عليه وسلم (قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة) ولم تشفع لهم نيتهم الحسنة لترك الإنكار عليهم.
2- ولذلك كان من أصول أهل السنة إنكار البدع والتحذير من الخطأ والضلال في الدين بما يتفق مع ما ذكرناه كما جاء عن ابن عمر أنه سمع رجلاً عطس فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقال له: وأنا أقول كذلك!! لكن: ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل قال: (إذا عطس أحدكم فليحمد الله) ولم يقل : فليصل على رسول الله) رواه الترمذي والحاكم. فهذا الرجل نيته طيبة وقصده حسن لكن هذا لم يمنع ابن عمر من الإنكار عليه وبيان خطئه وتعليمه السنة.
3- والعجب من بعض الدعاة والمفكرين حين يجهلون هذا الأصل العظيم فترى أحدهم يقول: لو رأيت رجلا يطوف بقبر أو يسجد على ضريح عذرته إذا كانت نيته حسنة!! - لو حلف رجل بغير الله واستهزأ بشعائر الدين وأحسن ظنه بحجر نعذره إذا كانت نيته حسنة ، فالإنكار عليه مطلوب بل واجب فأنت حين ترى رجلاً يصلي إلى غير القبلة أو يحرم بالصلاة مباشرة بعد قضاء الحاجة ودون وضوء هل تتركه وشأنه بحجة أن نيته حسنة أم تبين له خطأه وترشده للصلوات؟!
لذلك نجد كثيراً من الناس حين ينكر عليهم بدعهم أو خطؤهم في الدين يقولون لك مباشرة: يا أخي نحن لا نقصد الاستدراك على الشارع ولا البدعة ولكن نيتنا حسنة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات) رواه البخاري ومسلم!!
ولو سلم لهم قولهم هذا لما بقي لنا دين نعبد الله به ولهلك الناس وضلو ضلالاً بعيداً ولم تنفعهم نيتهم الحسنة بشىء، إذ يلزم مع النية الحسنة إصابة الحق وهذا لايكون إلا بالإتباع وموافقة السنة ، فلا يجوز أن يترك الناس ليجتهدوا في الدين بما شاءوا اعتماداً على نيتهم الحسنة بل من الانتباه لما ذكرناه فهو ضابط وقيد مهم .

هكذا أسلمنا

هكذا أسلمنا – (3)
د.عبد المعطي الدالاتي
</TDtr
الفيلسوف الفرنسي عبد الواحد يحيى
(رينيه جينو) عالم وفيلسوف وحكيم ، درس الأديان عامة ، ثم اعتنق الإسلام ، فأحدث إسلامه ضجة كبرى في أوربة وأمريكا ، وكان سبباً في دخول الكثيرين إلى الإسـلام .
ألف الكثير من الكتب منها (أزمة العالم الحديث) و(الشرق والغرب) و(الثقافة الإسلامية وأثرها في الغرب) ، كما أصدر مجلة سماها (المعرفة).
وقد ترجمت كتبه إلى كثير من اللغات الحية ، وبسبب قدرة أفكاره على الاكتساح فقد حرَّمت الكنيسة قراءة كتبه ! ولكنها كتبه انتشرت في جميع أرجاء العالم .
وممن تأثر بكتاباته الكاتب الفرنسي المشهور أندريه جيد الذي كتب يقول : 
" لقد علمتني كتب جينو الكثير ، وإن آراءه لا تُنقَض" .
يقول عبد الواحد يحيى :
"أردت أن أعتصم بنص لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فلم أجد بعد دراسة عميقة ، سوى القرآن"(1).
"لقد ابتعدت أوربة عن طريق الله فغرقت في الانحلال والدمار الخلقي والإلحاد، ولولا علماء الإسلام لظل الغربيون يتخبطون في دياجير الجهل والظلام" . 
روجيه دوبا سكويه
كاتب وصحفي سويسري ، اعتنق الإسلام مع زوجته الهولندية .
من أهم كتبه (تحدي العصر) و(إظهار الإسلام) ، يقول فيه :
"تقتضي شهادة " أن لا إله إلا الله " الامتثال الضروري والتسليم لمشيئته عز وجل.
ثم تأتي الخطوة الثانية " محمد رسول الله " فتُقرّر أنه لتحقيق الامتثال والتسليم لله ، لا توجد وسائل أفضل من اتباع رسوله عليه الصلاة والسلام .
فقد عاش الرسول وأنجز مهمته بالاعتبار الكامل للدنيا والآخرة ،
وأعطى المثل الأعلى في إمكانية تحقيق الحالة الإنسانية على الأرض بدون إغفال – ولو للحظة – البعد الروحي ، وأقام الاتزان الرائع الذي يميز المسلم والذي يسمح له بالتمتع بالحياة الدنيا ، دون أن ينسى أننا كلنا راجعون إلى الله عز وجل وماثلون أمامه ..
ويساعد الإسلام المرء على العيش بدون أن يفقد نفسه ، إذ يجمع طمأنينة الروح مع التوافق في العلاقات البشرية مع تحقيق الغاية العظمى التي خلقنا الله لها"(2).
الدكتور موريس بوكاي
طبيب فرنسي ، رئيس قسم الجراحة في جامعة باريس ، اعتنق الإسلام عام1982م .
يُعتبر كتابه (التوراة والقرآن والعلم) من أهم الكتب التي درست الكتب المقدسة على ضوء المعارف الحديثة .
وله كتاب (القرآن الكريم والعلم العصري) منحته الأكاديمية الفرنسية عام 1988م جائزة في التاريخ . يقول :
"إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة ، وعلى حين نجد في التوراة – الحالية – أخطاء علمية ضخمة ، لا نكتشف في القرآن أي خطأ(3).
ولو كان قائل القرآن إنساناً فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره ..
ليس هناك تفسير وضعيّ لمصدر القرآن" (4) .
"لم أجد التوافق بين الدين والعلم إلا يوم شرعت في دراسة القرآن الكريم فالعلم والدين في الإسلام شقيقان توأمان .
لأن القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف يدعوان كل مسلم إلى طلب العلم ،
طبعاً إنما نجمت إنجازات الحضارة الإسلامية العظيمة عن امتثال الأوامر المفروضة على المسلمين منذ فجر الإسلام"(5)
الدكتور ياسين باينز
طبيب بلجيكي ، يتكلم اللغة العربية ، ويحفظ القرآن الكريم . يقول د. ياسين :
"كنت قبل الإسلام أرى أنه إذا كان لا بد من دين ، فإن هذا الدين لا بد أن يكون شاملاً لكل تصرفات الإنسان في الحياة ، فلا يمكن أن يكون الدين الصحيح لساعات قليلة من حياة الإنسان .
وكنت أرى أن الله لا بد أن يمنح الإنسان هذا النظام الشامل ،
ووجدت في الإسلام وحده نظاماً شاملاً لحياة الإسلام ، إذ الإسلام يشمل حاجة القلب والنفس والعقل ولكن دخولي في الإسلام كان مبنياً على الفكر أولاً"(6).
الدكتور فاروق عبد الحق
(روبرت كرين) ..
دكتوراه في القانون الدولي والمقارن ، رئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي ، ومستشار الرئيس الأمريكي نيكسون للشؤون الخارجية ، ونائب مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض سابقاً ، ومؤسس جمعية المحامين المسلمين الأمريكيين .
اعتنق الإسلام عام 1980م .
يقول د.فاروق عبد الحق ناعياً على العدوان الصحفي على الإسلام في أمريكا:
"لو قرأ الناس الصحف في أمريـكا ، فإنهم بلا شــك سـينتابهم الخوف من الإسلام" (7) .
ويقول واثقا من مستقبل الإسلام :
"الإسلام هو الحل الوحيد ، فهو الذي يحمل العدالة في مقاصد الشريعة وفي الكليات والجزيئات والضروريات". 
المنصور بالله الشافعي
(فانسان مونتيه) أستاذ اللغة العربية والتاريخ الإسلامي في جامعة باريس .
ألف كتاب (الإرهاب الصهيوني) و(مفاتيح الفكر العربي) و(الملف السري وإسرائيل) .
وقد تجاوزت كتبه ثلاثين كتاباً . يقول موضّحا سبب إسلامه: 
"لما قرأت القرآن لأول مرة في حياتي ، واطلعت على نظرته إلى السيد المسيح ، وعرفت أنه بشر أوحي إليه ، وعرفت تسامح الإسلام تجاه الديانات الأخرى ، أعلنت إسلامي ، فشعرت بالراحة في ظلاله ، فهو لا يفصل بين الروح والجسد ..
وليس مثل الإسلام دين يدفع إلى الأخلاق العليا ، والكرامة الإنسانية ..
لقد اخترت الإسلام لأنه دين الفطرة .. اخترته ديناً ألقى به وجه ربي" .
وفي كلمةله تنم عن مدى عمق تحليلاته ، يقول :
" إن مَثل الفكـر العربي المُبعد عــن التأثــير القرآني كمثل رجل أُفـرغ مـن دمــه!"(8) .
محمد مارماديوك باكتال
إنجليزي ، أصدر كتاب (الثقافة الإسلامية)، كما قام بترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية ، مستعيناً بالدكتور محمد أحمد الغمراوي .
وتعتبر هذه الترجمة من أوثق الترجمات ، وهي أول ترجمة يقوم بها إنجليزي مسلم .
يقول باكتال : " يمكن للمسلمين أن ينشروا حضارتهم في العالم بنفس السرعة التي نشروها بها سابقاً ، بشرط أن يرجعوا إلى أخلاقهم السابقة لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم" . 
خالد شلدريك
يقول المهتدي خالد:
"تساءلت في نفسي : إذا كان الإسلام لا أهمية له ، فلماذا يبذل الغربيون كل هذه الجهود لمقاومته ؟!
ليس عندي ريب في أن الإسلام سيسود العالم أجمع ، بشرط أن يكون المسلمون مثالاً حسناً يعلن عن الإسلام ، ويعرّف الأمم به عملياً"(9).
"عقيدة التوحيد الخالص التي امتاز بها الإسلام هي أصح العقائد التي عرفها البشر ، وهي كاملة في توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ، وفي إعلان صفات الكمال لبارئ الكون ..
إن الإسلام لا يُخفيه انتقادُ منتقديه … وإذا كان هناك دين انتشر بالسيف ، فليس هو الإسلام بل غيره"(10).
الطبيب الفرنسي علي بنوا
يقول د.بنوا مسلطا الضوء على طريق رحلته إلى الإسلام:
" العامل الرئيس في اعتناقي الإسلام هو القرآن ، فقد كنت قبل الإسلام مؤمناً بالقسم الأول من الشهادتين " لا إله إلا الله ".
فقد كان شعوري الفطري بوحدانية الله يمنع عليّ قبول مبدأ (ثالث ثلاثة) ، أو الإيمان بقدرة البشر على مغفرة الذنوب .
كما كنت لا أصدق مطلقاً مسألة الخبز المقدس الذي يمثل جسد المسيح عليه السلام . 
وبعد أن قرأت القرآن بعقلية من يحمل أحدث الأبحـاث العلميــة ، كان ذلك كافيــاً لإيماني بالقســم الثاني من الشـهادتين " محمد رسـول الله"(11).
"مما أبعدني عن الكاثوليكية ، التغافل التام عن النظافة قبل الصلاة" (12).
قلت : يذكر الدكتور حســان شمسي باشا في كتابه القيم (هكذا كانوا يوم كنا) :
أن الكاثوليك كانوا يعتقدون أن ماء المعمودية الذين يغتسلون به عند ولادتهم يُغنيهم عن الاغتسال طوال الحياة" ص(92) . 
الباحث الفرنسي ليون روشي
سياسي فرنسي ، تعلم العربية ليتجسس على المسلمين ، ولكنه اقتنع بالإسلام حقيقة فاعتنقه ، وأصدر كتابه (ثلاثون عاماً في الإسلام) . يقول فيه :
"وجدت في الإسلام حل المسألتين الاجتماعية والاقتصادية ، اللتين تشغلان بال العالم طُرّاً :
- الأولى : في قوله تعالى (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )) فهي أعظـم مبدأ للتعاون الاجتماعي .
- والثانية : في فريضة الزكاة ..
ولو تمسك المسلمون بالإسلام لكانوا أرقى العالمين ، وأسبقهم في كل الميادين" . 
ويقول :
"وجدت الإسلام أفضل دين ، ولقد بحثت في تأثير هذا الدين في نفوس المسلمين ، فوجدته قد ملأها شجاعة وشهامة ، ووداعة وجمالاً ، ثم وجدت هذه النفوس على مثال ما يحلم به الحكماء من نفوس الخير والرحمة"(13).
عبد الصمد كيل
(موري كيل ) كندي ، حصل على عدة شهادات في الدراسات الإسبانية والإسلامية ،
يتقن العربية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية .
يقول في كلمة مشرقة :
"لقد أعطاني الإسلام التوازن في الحياة ،
فماذا يخسر من يربح الإسلام ؟! وماذا يربح من يخسر الإسلام ؟! 
لقد وجدت في الإسلام ما يطابق العقل ، وما يعطي الإنسان العقل الإيماني ، والإيمان العقلي"(14).
* * *
" من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح"
----------------------------------
(1) عن (الإسلام في قفص الاتهام) الدكتور شوقي أبو خليل ص (16) .
(2) (إظهار الإسلام) روجيه دوبا سكويه ص(56) .
(3) يقول مارتن لوثر : لا تستطيع أن تقبل كلاً من الكتاب المقدس والعقل ، فأحدهما يجب أن يفسح للآخر .
(4) (دراسة الكتب المقدسة على ضوء المعارف الحديثة) د. موريس بوكاي ص(145) .
(5) (القرآن الكريم والعلم المعاصر) د. موريس بوكاي ص(123) .
(6) (حوارات مع مسلمين أوربيين) د. عبد الله الأهدل (106) .
(7) (أمريكا والإسلام – تعايش أم تصادم ؟) د. عبد القادر طاش (66) .
(8) عن (القرآن الكريم من منظور غربي) د. عماد الدين خليل ص (78) .
(9) عن (آفاق جديدة للدعوة) أنور الجندي (154) .
(10) موسوعة ( مقدمات العلوم والمناهج ) للعلامة أنور الجندي – مجلد 8 ص (172) .
(11) نفسه ص(89) .
(12) (آفاق جديدة للدعوة) أنور الجندي (161) .
(13) عن (آفاق جديدة للدعوة) أنور الجندي (65)
(14) عن (عظماء ومفكرون يعتنقون الإسلام) محمد طماشي (235) .

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...