الاثنين، 29 مايو 2023

علوم ٢


 ماذا لو انتهى العالم بالشكل الذي نعرفه واختفت كل النساء.. وكنتِ آخر امرأة على وجه الأرض؟ ماذا لو وجدتِ نفسكِ محاطة بحشد كبير من الرجال الغاضبين، الخائفين، المعتدّين، المتكبّرين، الضعفاء.. والمساكين.. وكثير من المجانين.. أطفال وحيوانات أليفة… وسيارات مسرعة ورجال شرطة.. وقوة مكافحة الشغب.. ورجال دين.. وحكام فاسدين.. وأنتِ امرأة واحدة.. تستحوذ على أنظار العالم؟ هل سيتمّ تمزيقكِ أشلاءً بين طفل يحتاج لأمه حين تخيفه الكوابيس ليلاً، وطفل كبير لا يقوم بإعداد وجبة العشاء حين يشعر برغبة في ذلك خلال منتصف الليل؟هذه المرأة، كم عمرها؟..هل لها مكانة اجتماعية؟..مال؟


كم رجل يوجد في هذا العالم، أكيد العالم الذي فيه امرأة واحدة لن يكون فيه ستة مليارات رجل يعني!..عشرة؟..خمسين؟..كم منهم يرتبطون بهذه المرأة؟


كم عندها من أبناء؟..كم أخ؟..هل لها زوج؟..


هذا كله سيحدد (كيف ستعامل هذه المرأة؟) في هذا المجتمع..بالاضافة لسمات حفنة الرجال (الذين أفترض انهم الأخيرون أيضا) المحيطين بها على أي حال.


لكنها في كل الأحوال لن تجد لنفسها صديقة تشاركها الاهتمامات، ولن تجد لنفسها منافسة تسعد بإيذائها، ناهيك عن الاعتبارات الأخرى، لن تجد رعاية صحية ولا منتجات تناسبها في عالم ليس فيه نساء غيرها، ستذوي سريعا وتلحق بمن سبقنها..الأنثى بطبيعتها كلامها وصوتها انثوي وجسدها انثوي وحركاتها انثوية فلا تحتاج في أغلب الأوقات لإبرازها لأنها اصلا بارزة لكن هناك من تزاود بهذا الشيء وتتقصد… لكن حذاري ان تخرج انوثتك في غير طاعة رب العباد.. بالعكس اذا كان هناك رجال أجانب فاظهري عكس ما قد يظهر انوثتكإلى البنات: إذا تحولتِ إلى ذكر ليوم واحد فقط، ماذا ستفعلين في هذا اليوم؟


أعتقد بعد التخلص من حالة الانزعاج التي ستصيبني إن استطعت ذلك، سأقضي جل ذلك اليوم في تعليم الرجال كيف يتعاملون مع النساء في حياتهم باحترام وحنان لأن معظمهم يستمعون أفضل ويتقبلون أكثر حينما يكون المتحدث رجلاً!

لا أظن أن يوماً واحداً يكفي لتغيير شيء ولكن سأحاول.

ولابد أن أستمتع ببعض مزايا الذكور فمثلاً:

سأذهب لعملي وأعود شاعرةً أقصد شاعراً أنني قد أديت ما علي لجميع الناس وللعالم أجمع وفتحت عكا وأصبح لزاماً عليهم أن يقدموا لي آيّ الشكر والعرفان!

أجلس طوال اليوم لا أفعل شيئاً لأنني سأكون أقوى طبعاً وألقى بالأوامر على النساء ليفعلن كل شيء عني لأنهن أضعف مممم! يصعب شرح تلك النقطة! ولكنني سأكون رجلاً فلن أحتاج لشرح ولا سيسألني أحد!

سأُسمع!

إن كنت رجلاً فلن تفهم وربما لن تصدق ولكن إن اجتمع رجل وامرأة في حديث مع ثالث فإن المرأة لا تُسمع غالباً.

سأسير بالشارع ولا أخاف أن يتحرش بي أحد، لا أسرع بخطواتي وتتلاحق أنفاسي لأن الطريق يبدو خالياً نوعاً وهناك بعض الشباب واقفين ينظرون إلي عالمين أن لاعواقب ستصيبهم إن تجاوزوا.

وحين أشعر بشيء غريب بالمواصلات، وانا بطريقي للعمل أو عندي امتحان، لن أرتعب ولن أبدأ بتكذيب شعوري ولن أقع في حيرة وخوف ماذا أفعل هل أصرخ وأجذب أنظار الجميع هل أستمر في محاولة الابتعاد وسط زحام لايسمح بحركة هل أدفع الشخص فيرد بكل وقاحة جاذباً اتهامات الجميع لي بقلة الحياء أو بالافتراء عليه.. ثم يبدأون في اتهامي بأنني لابد السبب!

لن يحدث لي ذلك لأنني لن أكون فتاة!

وأكثر شيء سأستمتع به القدرة على رفع الصوت بشكل يصم الآذان كلما ضايقني شيء .. دون أن يخذلني الصوت ودون أن يعاب ذلك وبغض النظر عن الموضوع أو كون الموقف يستحق أم لا.

سأكون على حق دائماً .. ومهما أخطأت سأعامل بلطف وتلتمس لي الأعذار لأنني شخص كامل عاقل لا يحاسب على أخطائه ولا يعيبه شيء!!

للأسف لن أستطيع صيد الحيوانات ولا تكسير الأحجار الكبيرة والأشجار ولا نقلهم لأن العصر الحجري انتهى.

غالباً لن أتغير عن نفسي الآن، وعلى كل حال هو يوم واحد لن يغيرني، أعتقد أنني سأكون رجلاً مهذباً راقياً حريصاً على مساعدة الآخرين ليوم.

ثم سينتهي اليوم وأعود لنفسي مرة أخرى الحمد لله واستمتع بما افتقدته من أشيائي الرقيقة وتفاصيل يومي الكثيرة.

الحقيقة أنني شخصياً لم أشعر أبداً أنه هناك شيء أتمنى أن أكون رجلاً لأفعله..إلا ربما القدرة على الصراخ على سائقي الميكروباص أحياناً.

الإجابة كلها بغرض المزاح فقط… تقريباً:) وكانت المزحة ستكون أوقع لو كان هناك تبادل أدوار ليومويبقى  الدرس لنوعية الإنسان المصري المقاتل الذى استطاع أن يقهر جندي العدو  فى هذا الموقع الحصين من خط بارليف  الذى بنوه بأنفسهم  وحفظوا أسراره وكيفوا انفسهم  خبرة وتجربة على القتال منه لم يستطيعوا  عندما احتله  الجندىي المصري  أن يخرجوه من طوال 134 يوماً !! مع أن جنود العدو عندما هاجمهم  المقاتل المصري لم يكونوا محاصرين ولم يكن أحداً منهم يعاني أى ظروف يفرضها  التطويق والحصار من قلة الماء وقلة الطعام وقلة الذخيرة ..ويبقى الإنسان المصري المقاتل صامداً .. صابراً مبتكراً ويتغلب  على العدو  وعلى عوامل الطبيعة  وعلى نفسه .. ويبقى أيضاً الدرس للعدو  .. أى عدو طامع فى بلادنا  وهو كما يقول الرئيس السادات :  (( قد يكون  لديهم التفوق التكنولوجي .. ولكن حسن  استخدام السلاح وروح العسكرية  فى الإنسان المصري وإيمانه بتطهير أرضه قادرة على التغلب  )) ..

ولكن كيف  نجح المصريون فى ملحمة العبور ... ؟ هذه هى قصة  أسلحة الجيش المصري المختلفة  التى اسقطت وإلى الأبد أسطورة  الجيش الذي لا يقهر ... !

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...