الأحد، 13 سبتمبر 2020

اسلام


وكان من رؤساء النصارى الذين دخلوا في الإسلام لما تبين أنه الحق الرئيس المطاع في قومه "عدي بن حاتم الطائي". ونحن نذكر قصته، رواها الإمام أحمد والترمذي والحاكم وغيرهم.
قال عدي بن حاتم: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم، وجئت بغير أمان ولا كتاب، فلما رفعت إليه أخذ بيدي، وقد كان قال قبل ذلك: إني لا أرجوا أن يجعل الله يده في يدي، قال: فقام لي، فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إن لنا إليك حاجة، فقام معهما حتى قضى حاجتهما، ثم أخذ بيدي حتى أتى بي داره، فألقت له الوليدة وسادة، فجلس عليها، وجلست بين يديه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "ما يفرك أن تقول: لا إله إلا الله، فهل تعلم من إله سوى الله"، قال: قلت: لا، ثم تكلم ساعة، ثم قال: "إنما يفرك أن يقال الله تعالى أكبر، وتعلم أن شيئاً أكبر، من الله"؟!، قال: قلت: لا، قال: "فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضلال"، قال: قلت: فإني حنيف مسلم، قال فرأيت وجهه ينبسط فرحاً، قال: ثم أمر بي فأنزلت عند رجل من الأنصار، جعلت أغشاه آتيه طرفي النهار، قال: فبينا أنا عنده عشية إذ جاءه قوم في ثياب من الصوف من هذه النمار، قال: فصلي وقام، فحث عليهم، ثم قال: "ولو بصاع، ولو بنصف صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار، ولو بتمرة، ولو بشق تمرة، فإن أحدكم لاقى الله وقائل له ما أقول لكم، ألم أجعل لك سمعاً وبصراً؟، فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالا وولدا؟ فيقول: بلى فيقول: أين ما قدمت لنفسك؟!، فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ثم لا يجد شيئاً يقي وجهه حر جهنم، ليق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، فإن الله ناصركم ومعطيكم، حتى لتسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أكثر ما يخاف على مطيتها السَّراقُ".
قال: فجعلت أقول في نفسي: فأين لصوص طي؟!، وكان عدي مطاعاً في قومه بحيث يأخذ المرباع من غنائمهم.
وقال حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين، قال: قال أبو عبيدة بن حذيفة: قال عدي بن حاتم: بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فكرهته أشد ما كرهت شيئاً قط، فخرجت حتى أتيت أقصى أرض العرب مما يلي الروم، ثم كرهت مكاني أشد مما كرهت مكاني الأول، فقلت لو أتيته فسمعت منه، فأتيت المدينة، فاستشرفني الناس، وقالوا: جاء عدي بن حاتم الطائي، جاء عدي ابن حاتم الطائي!
فقال: "يا عدي بن حاتم الطائي، أسلم تسلم"، فقلت: إني على دين.
قال: "أنا أعلم بدينك منك" قلت: أنت أعلم بديني مني قال: "نعم" قال: هذا ثلاثا قال: "ألست لوسياً"، قلت: بلى، قال: "ألست ترأس قومك"، قلت: بلى، قال: "ألست تأخذ المرباع"، قلت: بلى، قال: "فإن ذلك لا يحل لك في دينك"، قال: فوجدت بها على غضاضة.
ثم قال: "لعله أن يمنعك أن تسلم أن ترى عندنا خصاصة، وترى الناس علينا ألباً واحداً، هل رأيت الحيرة؟"، قلت: لم أرها وقد علمت مكانها، قال: "فإن الظعينة سترحل من الحيرة، تطوف بالبيت بغير جوار، وليفتحن الله علينا كنوز كسرى بن هرمز"، قلت: كسرى ابن هرمز؟، قال: "كنوز كسرى ابن هرمز، وليفيض المال حتى يهتم الرجل من يقبل منه صدقته".
قال: فقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير جوار، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن، ووالله لتكونن إنه حديث رسول الله صلى اللهبسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
قصة إسلام عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه
أما اسمه فهو عدي بن حاتم الطائي الذي يضرب بأبيه المثل في الجود والكرم ويكنى بأبي طريف. صحابي جليل كان ممن ثبت في الردة وحضر فتوح العراق، مات سنة ثمان وعشرين وقيل ثمان وستين . وقيل غيرذلك مات وهو ابن مائة وعشرين سنة وقيل ثمانين.

وإليكم إخوتي الكرام قصة إسلام عدي بن حاتم : كما أوردها ابن كثير رحمه الله : قال :
قال ابن إسحاق : أما عدى بن حاتم فكان يقول فيما بلغني: ما رجل من العرب كان أشد كراهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع به منى، أما أنا فكنت امرءا شريفا وكنت نصرانيا، وكنت أسير في قومي بالمرباع وكنت في نفسي على دين، وكنت ملكا في قومي لما كان يصنع بي.
فلما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم كرهته، فقلت لغلام كان لي عربي وكان راعيا لايبلي: لا أبا لك، أعدد لي من إبلي أجمالا ذللا سمانا فاحتبسها قريبا منى، فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطئ هذه البلاد فأذني.
ففعل.
ثم إنه أتاني ذات غداة فقال: يا عدى، ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن، فإنى قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد.
قال: قلت: فقرب إلى أجمالي.
فقربها.فاحتملت بأهلي وولدي، ثم قلت، ألحق بأهل ديني من النصارى بالشام.
فسلكت الجوشية , وخلفت بنتا لحاتم في الحاضر، فلما قدمت الشام أقمت بها.
وتخالفني خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبايا من طيئ، وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هربي إلى الشام.
قال: فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت السبايا تحبس بها، فمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه، وكانت امرأة جزلة ، فقالت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد، فامنن على من الله عليك.
قال: ومن وافدك ؟ قالت: عدى بن حاتم.
قال، الفار من الله ورسوله.
قالت: ثم مضى وتركني، حتى إذا كان الغد مر بي فقلت له مثل ذلك، وقال لي مثل ما قال بالأمس.
قالت: حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست، فأشار إلى رجل خلفه أن قومي فكلميه.
قالت، فقمت إليه فقلت: يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد، فامنن على من الله عليك.
فقال صلى الله عليه وسلم: قد " فعلت، فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك إلى بلادك.
ثم آذنيني " فسألت عن الرجل الذي أشار إلى أن كلميه، فقيل لي: على بن أبى طالب.
قالت: وأقمت حتى قدم ركب من بلى أو قضاعة، قالت وإنما أريد أن آتى أخي بالشام، فجئت فقلت: يا رسول الله قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ.
قالت: كساني وحملني وأعطاني نفقة، فخرجت معهم حتى قدمت الشام.
قال عدى، فو الله إني لقاعد في أهلي فنظرت إلى ظعينة تصوب إلى قومنا قال: فقلت ابنة حاتم.
قال: فإذا هي هي.
فلما وقفت على انسحلت تقول: القاطع الظالم ! احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك عورتك ؟ ! قال: قلت: أي أخية لا تقولي إلا خيرا، فو الله مالي من عذر، لقد صنعت ما ذكرت.
قال: ثم نزلت فأقامت عندي، فقلت لها وكانت امرأة حازمة: ماذا ترين في أمر هذا الرجل ؟ قالت: أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكا فلن تذل في عز اليمن وأنت أنت.
قال: فقلت: والله إن هذا الرأي.
قال: فخرجت حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فدخلت عليه وهو في مسجده، فسلمت عليه، فقال: من الرجل ؟ فقلت، عدى بن حاتم.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانطلق بي إلى بيته، فو الله أنه لعامد بي إليه إذ لقيته امرأة ضعيفة كبيرة فاستوقفته، فوقف لها طويلا تكلمه في حاجتها.
قال قلت في نفسي: والله ما هذا بملك ! قال: ثم مضى بي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا دخل بيته تناول وسادة من أدم محشوة ليفا، فقذفها إلى فقال: " اجلس على هذه " قال قلت: بل أنت فاجلس عليها.
قال: " بل أنت ". فجلست وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالارض، قال قلت في نفسي: والله ما هذا بأمر ملك.
ثم قال: " إيه يا عدى بن حاتم ؟ ألم تك ركوسيا ؟ " قال قلت: بلى.
قال: " أو لم تكن تسير في قومك بالمرباع ؟ " قال قلت: بلى.
قال: " فإن ذلك لم يكن يحل لك في دينك " قال: قلت أجل والله.
قال: وعرفت أنه نبي مرسل يعلم ما يجهل.
ثم قال: " لعلك يا عدى إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه ما ترى من كثرة عدوهم وقلة عددهم، فو الله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف، ولعلك إنما يمنعك من دخول فيه أنك ترى أن الملك والسلطان في غيرهم، و أيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم ".
قال: فأسلمت.
قال فكان عدى يقول: مضت اثنتان وبقيت الثالثة، والله لتكونن، وقد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت، ورأيت المرأة تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتى تحج هذا البيت، و أيم الله لتكونن الثالثة، ليفيضن المال حتى لا يوجد من يأخذه ؛؛ انتهى
أسأل الله لي ولكم التوفيق إنه سميع مجيب
للرسول عليه الصلاة والسلام بعد اباء .. ذلكم هو عدي بن حاتم الطائي الذي يضرب المثل بجود ابيه

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...