الثلاثاء، 2 يوليو 2019

يُحكى أن سيدة صينية كان لديها وعاءان تملؤهما بالماء من النهر وتعود بهما إلى بيتها كل يوم. الإناء الأول كان سليما يحفظ كامل الماء، في حين كان الآخر مثقوبا يتسرب الماء منه بمعدل صغير.
عند عودة السيدة إلى بيتها بعد مسيرة طويلة، كان الوعاء الثاني يصل وقد خسر نصفه ما به من ماء.
بعد مرور عامين على هذا المنوال، بلغ الخجل أشده بالوعاء المثقوب، خاصة وأن الوعاء السليم بلغ به الفخر مداه، وتباهى بأدائه الكامل. لشدة تعاسته تحدث الوعاء مع سيدته، وأخبرها بمدى شعوره بالحزن والأسى والخجل لتسرب الماء منه.
ابتسمت السيدة الصينية من كلامه وقالت له: هل لاحظت صف الزهور والورود الذي زرعته على جانب طريقي إلى النهر، الجانب الذي أحملك عليه؟ هذه الزهور زرعت حبوبها بنفسي، وكل يوم أثناء عودتي من النهر كنت أسقيها بالماء المتسرب منك.
ارواح مجندة 
مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" (رواه البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم) يقرر حقيقة قامت عليها النظرية الإسلامية في الحب في التراث الإسلامي كله، وهي حقيقة أن الحب يقوم على المشابهة الروحية بين المحب والمحبوب على قدر من الخلاف بين أئمة المسلمين في تفسير هذه النظرية. 

تأملوا معي هذين المثالين/ 1- فلان من الناس يقترب من بيته فاذ به يحس ان اخاه سيفتح له الباب ! 2- فلان من الناس يقترب من بيته فيظن ان فلان الذي لم يره من شهر سيزوره ! حينما يصدق احساس ( فلان)في الحالتين ! فانه ابداًلن يهتم كثيرا لنجاح وصدق احساسه في الحاله الاولى ! بل سيتنبه للحاله الثانيه لانها بالفعل غير متوقعه اطلاقا فهي معجزة في نظره اذ (( كيف يتوقع مجيء فلان من الناس وهو لم يره منذ شهر ! اما من اعتادرؤياه فهو سيجعل ذلك محض صدفة لكن حين التأمل سنجد ان كلا المثالين له اهميته ! فكونك تنجح في توقع ان اخاك من بين عدة اخوة ومن غير دليل منطقي يؤكد لك ذلك هو شيء مذهل ويدل على قدره وموهبة لديك ان عدم وصولنا الى مرحلة ولو أولية تمكننا من التواصل مع احاسيسنا وفهم اشارات الفكر والخواطر التي تتجه نحونا من الاخرين يشكل عائقا اساسا للوصل الى مرحله متقدمة من وعي وفهم هذه العلوم وممارستها جيدا ، وايضا اهمالنا لكثير من النماذج التي تحدث كثيرا بزعم انها امور عاديه ( مع انها عند التحقيق والتأمل غيرعاديه) امر يشكل عائقا لانه يجعل محور وقطب هذه العلوم يدور في فلك ما هو صعب وغريب وغير متوقع فقط ! ولأن افعالنا اكثرها روتيني وتقليدي فكل واحد منا اعتاد ان يفعل كذا ليحصل على كذا وان يذهب الى كذا ليجد كذا وهكذا واذا حدث امرغير تقليدي اعتبره شيئاً خارقاً .. هو ربما خارق وفوق حسي

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...