الاثنين، 28 يناير 2019

الأناجيل الأربعة المتداولة بأيدي النصارى اليوم وهي: "إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا". فالنصارى جميعاً لا يدعون أنها منزلة من عند الله، ولا يدعون أن المسيح هو الذي جاء بها أو كتبها. بل كلهم؛ أولهم عن آخرهم لا يختلفون بأنها تواريخ ألفها رجال بعد المسيح في أزمنة مختلفة.
فمن المقطوع به أن الإنجيل الذي أنزله الله على عبده ورسوله عيسى غير هذه الموجودة لدى النصارى اليوم.
فالله عز وجل قد أنزل إنجيلاً واحداً، فكيف صارت أربعة وبينها اختلاف واضح وتناقض صريح يلحظه كل من قلبها وطالعها .. فلا شك أن ذلك الإنجيل الأصيل قد ضاع وفقد وأهمله النصارى، وأن هذه الأربعة المنتحلة والمكتوبة بعد المسيح بمدد مختلفة ما هي إلا قصص وتاريخ لأحداث متفرقة، من مولد المسيح  إلى صلبه كما يزعمون .. وقد طرأ عليها من الترجمة والنسخ والزيادة والنقص والتحريف والتبديل، ما أظهر فيها تناقضاً واختلافاً مضحكاً في كثير من المواضع لا بد فيه من الكذب!!
وقد كانت هذه الأناجيل في بادئ الأمر أكثر من أربعة، فيذكر بعض المؤرخين أنها بلغت المائة ولكن الكنيسة رفضت ما يخالف أهواءها وأقرت هذه الأربعة المعروفة اليوم على ما هي عليه من انقطاع السند، وجهالة المؤلف الحقيقي أو المترجم لها، وهذه نبذة عن كل واحد من هذه الأربعة:
- إنجيل متى :
 هو تاريخ ألفه "متى اللاواني" وقيل ؛ له اسم آخر هو "لاوي" انظر مرقس (2/14) ولوقا (5/27). ويدعي النصارى أنه كان تلميذاً للمسيح () وقد كان عشاراً ؛ أي من جباة الضرائب للدولة الرومانية في عهد (طيباروس)() ، وبعد رفع المسيح اعتبر متى أشهر المبشرين بالمسيحية، وجال في البلدان، ويروي مؤرخو المسيحية أن الموطن الأساس لتبشيره كان في الحبشة، وقد قيل أنه قام بكتابة تاريخه هذا بعد تسع سنين من رفع المسيح، وهذا قول من الأقوال وإلا ففي تحديد تاريخ تأليفه خلاف معروف عند مؤرخي المسيحية ()، ولكنهم يعتبرونه أول كتبهم في التأليف والرتبة. ويقولون بأنه كتبه في بلد يهوذا الاسخريوطي بالشام، واتفقوا على أنه كتب بالعبرانية، ولكنهم لم يتفقوا على أول من ترجمه لليونانية وتاريخ هذه الترجمة، وليس عندهم اليوم الأصل العبراني المترجم عنه، حتى تتم المقارنة إن طلب التوفيق أو التحقيق ..!
فتأمل الخطر العظيم في جهالة المترجم الأول لأخطر وثيقة في ديانة القوم هل تراه ثقة ؟ أم كذاب أم يهودي حاقد من أعداء المسيح ؟
وأي قيمة علمية لوثيقة تقوم عليها عقيدة ديانة كاملة لا يعرف أصلها ولا مترجمها ؟
 وقد مات متى مقتولاً في الحبشة سنة 62م بعد أن أمضى قرابة ثلاث وعشرين سنة داعية للمسيحية فيها.
وأخيراً فالنصارى لا يعرفون اسم صاحب هذا الإنجيل معرفة دقيقة، بل يضطربون فيه فتارة يسمونه (متى) كما في إنجيله (9/10)، وتارة (لاوي) كما في لوقا (5/27) ، وأقصى ما نسبوه ففي مرقس حيث قالوا: (لاوي بن حَلْفى) (2/14) ..
    وقد اعترف الأبوان المقدمات لهذا الإنجيل في الطبعة الكاثوليكية للعهد الجديد، بهذا الاضطراب فقالا ص 31: ( لا نعرف اسم المؤلف معرفة دقيقة )!! فتأمل.
وكل ما قالاه في التعريف بشخصه، هو ما استنبطاه من مؤَلَّفه هذا حيث قالا: (متى هو الإنجيلي الأكثر تشديداُ على الشريعة والكتاب المقدس والعادات اليهودية، فهو يتبنى الأركان الثلاثة الكبرى التي تقوم عليها التقوى اليهودية ( الصدقة والصلاة والصوم ) أهـ ص30.
 إنجيل مرقس :
وهو تاريخ كتبه (مرقس الهاروني) يهودي الأصل عاشت أسرته في القدس (أورشليم) وقت ظهور المسيح عليه السلام، وقد تنقل بين البلدان واستقر في مصر واتخذها موطناً حتى قتل على يد الوثنيين سنة 92م قيل أنه ألف إنجيله بعد 22 سنة من رفع المسيح() حيث كتبه باليونانية في أنطاكية().
ولم يكن من تلاميذ المسيح، وإنما كان تلميذاً لشمعون باطرة() الذي يزعمون أنه كان من تلاميذ المسيح وقد تقدم من نقول أناجيلهم أنه تبرأ من المسيح وأنكر معرفته به عند اعتقال المسيح بزعمهم.
وهذا الإنجيل هناك خلاف بين المؤرخين حول كاتبه الحقيقي هل هو مرقس أم أستاذه ؛ فقيل أن شمعون هو الذي ألفه ووضع اسم تلميذه عليه، والبعض يزعم بأن مرقس كتبه بعد موت أستاذه، ولا أحد يستطيع أن يجزم يقيناً بكاتبه منهما، فضلاً عن أن ينسبه إلى المسيح !!
3-  إنجيل لوقا : 

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...