دعم

ﻣـﺎ ﺗـﺴـﺘـﻴـﻘـﻆ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻨﻮم وﻣﺮة ﻓﻲ ا ﺴﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﻟﻠﺴﺮﻳﺮ. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺨﻴﻞ ﻧﻔﺴﻚ أﻧﻚ‬ ‫ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﺑﻘﻌﺔ ﻣﻀﻴﺌﺔ وﺗﺨﻴﻞ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵن وأوﻫﻢ‬ ‫ﻧﻔﺴﻚ ﺑـﺄﻧـﻚ ﺗـﺴـﻤـﻊ ﺻـﻮت أﺻـﺎﺑـﻌـﻲ. ﺣـﺎول أن ﺗـﻔـﻜـﺮ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ـﺸـﺎﻋـﺮ‬ ‫اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﺛﻢ أﻏﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻚ. ﻗﺪ ﻳﺒﺪو اﻷﻣﺮ ﻣﻌﻘﺪا وأﺻﻌﺐ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ‬ ‫ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ.‬ ‫ا ﺮﻳﺾ: أﻇﻦ أﻧﻨﻲ أﻓﻬﻢ اﻵن ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ: وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﻟـﻮ أﻧـﻨـﻲ ﻟـﻢ اﺳـﺘـﻄـﻊ‬ ‫اﻟﻨﻮم.‬
‫431‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ا ﻌﺎﻟﺞ: ﺣﺎول أن ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺬه اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ. وإذا وﺟﺪت أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺸﺪ ﺗﺮﻛﻴﺰك:‬ ‫ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻨﻬﺎ. ﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ ﻻ أرﻳﺪك أن ﲢﻤﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ رأﻳـﺎ ﺧـﺎﻃـﺌـﺎ.‬ ‫أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺠﻌﻠﻚ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم ﻓﻲ اﳊﺎل. ﻛﻞ ﻣﺎ أرﻳﺪه ﻣﻨﻚ ﻫـﻮ أن ﺗـﻔـﻌـﻞ‬ ‫ﻫﺬه اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ ﻓﺤﺴﺐ. إذا ﻗﻤﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﺒﺎﻗﻲ ﻻ ﻳﻬﻢ. اﻓﻌﻞ ﻛﻤﺎ أﻗﻮل ﻟﻚ‬ ‫ﻫﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻨﺎك.‬ ‫»وﻓﻲ اﳉﻠﺴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻗﺮر ا ﺮﻳﺾ ﺑﺎن اﻟﺘﻤـﺎرﻳـﻦ ﺗـﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ اﺳـﺘـﺮﺧـﺎﺋـﻪ.‬ ‫ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻫﺬا ﻓﺎن ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻗﺪ ازدادت. ﻛﻤﺎ ذﻛـﺮ ﻟـﻠـﻤـﻌـﺎﻟـﺞ أن‬ ‫اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻠﻘﺎه ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺨﺘﻔﻲ ﺎﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺎرس‬ ‫اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ«.‬ ‫»واﳊﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﺎرس ﻫﺬه اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﺎن ﻣﺮات ﻳﻮﻣﻴﺎ..‬ ‫وأﺻﺒﺢ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﻧﻔﺴﻪ واﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﻟﻌﻤﻴﻖ واﻟﺴﺮﻳﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة«.‬ ‫»ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺪﻓﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا أن أﺟﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ أﻛﺜﺮ ﻳﺴﺮا وإرﺿﺎء ﻟﻪ. اﻧﻪ‬ ‫ﻃﻔﻞ ﻓﻲ ﺛﻴﺎب ﺷﺎب أﻓﺴﺪﺗﻪ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ إن أي إﺣﺒﺎط ﻜﻦ أن ﻳﻮاﺟﻬﻪ‬ ‫ﻓﻲ اﳊﻴﺎة ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻻﻧﺤﺼﺎر. ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺑـﻬـﺬا اﻷﺳـﻠـﻮب وﺑـﻬـﺬه‬ ‫اﻟﺘﻤﺮﻳﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻤﺘﻬﺎ ﻟﻪ أﻫﺪف إﻟﻰ أن أﺣﻮﻟﻪ ﻹﻧﺴﺎن اﻫﺪأ ـﺎ ﻳـﺠـﻌـﻠـﻪ‬ ‫اﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻤﻞ وا ﺴﺆوﻟﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ اﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺬوق ﻣﺸـﺎﻋـﺮ‬ ‫ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء. إن اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻘﺎدر ﻋـﻠـﻰ ـﺎرﺳـﺔ اﳊـﺮﻳـﺔ اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ - ﻛـﻤـﺎ‬ ‫أوﺿﺤﺖ ﻟﻬﺬا ا ﺮﻳﺾ - ﻻ ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮم وﻻ ﻳﺼﻴﺒﻪ اﻷرق. وﻳﺸﻌﺮ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺤﺴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم«.‬ ‫»وﻗﺪ ﺟﺎء ا ﺮﻳﺾ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻔﺘﺮة ﻳﻘﻮل ﻟﻲ«:‬ ‫»ﺻﺤﻴﺢ.. ﻓﻜﺮ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬا. أن ﺑﻲ ﻛﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻨﻘﺺ ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ‬ ‫أي ﻛﺎﺋﻦ ﺑﺸﺮي. ﻓﻤﺎ أﻧﺎ إﻻ ﻣﺠﺮد ﺷﺎب ﻣﻦ أﺳﺮة ﺛﺮﻳﺔ. اﻧﻚ ﺗﻘﻮل أﻧﻨﻲ ذﻛﻲ‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻲ. أﻧﻨﻲ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻟـﻢ أﻓـﻌـﻞ ﺷـﻴـﺌـﺎ‬ ‫واﺣﺪا ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻳﺸﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎﻷﻫﻤﻴﺔ«.‬ ‫»ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻘﻄﻊ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻦ اﻟﻌﻼج وﻗﺒﻞ أن أﺳﻤـﻊ ﻣـﻨـﻪ ﺑـﻌـﺪ‬ ‫ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﻘﻀﺎء إﺣﺪى إﺟﺎزاﺗﻪ اﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ زراﻋﺔ أﺷﺠﺎر ا ﻄﺎط ﻓﻲ‬ ‫إﺣﺪى ﻏﺎﺑﺎت أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻓﻲ ﺧﻼل إﺟﺎزة ﺻﻴﻔﻴﺔ أﺧﺮى ﻛﻤـﻤـﺎرس ﻟـﺮﻳـﺎﺿـﺔ‬ ‫ﺻﻴﺪ اﻟﻨﻤﻮر ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ«.‬ ‫وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻣﻨﻬﺞ »ﺳﺎﺗﺮ« ﻓﻲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺎم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺪرﻳﺐ‬
‫531‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ا ﺮﻳﺾ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء )ﻛﺸـﻜـﻞ ﻣـﻦ أﺷـﻜـﺎل ﻗـﻮة اﻟـﺘـﺤـﻜـﻢ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺬات( وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﺑﺪأ اﻟﺸﺎب ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ وﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ‬ ‫وا ﺒﺎدات ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﻗﺪ ﺗﻠﺖ ﻫﺬه اﳋﻄﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘـﺪرﻳـﺒـﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ ور ﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻗﺮره اﻟﺸﺎب ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻧﻪ أﺻـﺒـﺢ‬ ‫ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺠﺎح اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻛﺘﺴﺎب ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﺤﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ.‬

‫ﻳﻌﺮف ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ا ﻼﺋﻢ ﻋﻦ أي اﻧﻔﻌﺎل‬ ‫ﻧﺤﻮ ا ﻮاﻗﻒ واﻷﺷﺨﺎص ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻧﻔﻌﺎل اﻟﻘﻠـﻖ. أﻧـﻨـﺎ ﺑـﺴـﺒـﺐ‬ ‫ﻣﺨﺎوﻓﻨﺎ وﻋﺠﺰﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗـﻒ اﻻﺗـﺼـﺎل ﺑـﺎﻟـﻨـﺎس‬ ‫ﻧﻘﻤﻊ رﻏﺒﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﺗـﺼـﺮف ﺳـﺨـﻴـﻒ أو ﻧـﻜـﺘـﻢ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺘـﻨـﺎ ﻋـﻨـﺪ‬ ‫اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻊ اﻟﻨﺎس واﻷﺻﺪﻗﺎء أو ﻧﺮﻏﻢ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘـﺎء ﻓـﻲ ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ‬ ‫ﻠﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺒﻨﺎ واﺳﺘﻤﺘﺎﻋﻨﺎ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص أو ﺑﺄﺷﻴﺎء ﺟﻤﻴﻠﺔ.‬ ‫أن ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﺑﻬـﺬا ا ـﻌـﻨـﻰ ـﺎﺛـﻞ ـﺎﻣـﺎ ﻣـﻔـﻬـﻮم اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ‬ ‫اﻻﺳﺘﺜﺎرﻳﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺳﺎﺗﺮ ﻟﻜﻦ ا ﻔﻬﻮم اﳊﺪﻳﺚ أﻛﺜﺮ ﺗﺨﺼﺼﺎ. ﻓـﺤـﺘـﻰ‬ ‫اﻟﻘﻠﻖ-وﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ اﻟﻌﺼﺎب-ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺜﺎرة ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﻳﺸـﻴـﺮ إﻟـﻴـﻪ‬ ‫ﺳﺎﺗﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻬﺪف أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات إﻟﻰ ﻗﻤﻊ اﻟﻘﻠﻖ وﻛﻔﻪ أﺳﺎﺳﺎ.‬ ‫وﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن اﻟﺘﺼﻮر اﳊﺪﻳﺚ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺎب ﻣﺆداﻫـﺎ - ﻛﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ ﻗﺒﻼ - أن اﻟﻘﻠﻖ اﺳﺘﺠـﺎﺑـﺔ ﻣـﺘـﻌـﻠـﻤـﺔ ﻏـﻴـﺮ‬ ‫ﺗﻜﻴﻔﻴﺔ ﻮاﻗﻒ أو ﻣﻨﺒﻬﺎت ﻣﺤـﺎﻳـﺪة )أي ﻟـﻴـﺲ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻳـﺆدي إﻟـﻰ ﻣـﺸـﺎﻋـﺮ‬ ‫اﳋﻮف أو اﻟﺼﺮاع( وأﻧﻪ ﺑﻬﺬا ا ﻌﻨﻰ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻨﺼـﺮا رﺋـﻴـﺴـﻴـﺎ ﻣـﻦ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﺼﺎﺑﻲ. وﻳﻘﻮم اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس ﺗـﻌـﺮﻳـﺾ اﻟـﻜـﺎﺋـﻦ‬ ‫وﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻘﻠﻖ أﺛﻨﺎء ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻮاﻗﻒ اﳋﻮف‬ ‫واﻟﺼﺮاع ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﻘﻠﻖ واﳋﻮف ﺎﻣﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ اﻻﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺎت‬ ‫ا ﺘﻌﻠﻤﺔ اﳉﺪﻳﺪة وﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات وﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔـﻌـﺎﻟـﻲ ﻫـﻮ أﺳـﻠـﻮب ﻣـﻦ‬ ‫اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻘﻠﻖ وﺗﻨﻔﻴﻪ.‬

‫اﳌﻌﻨﻰ اﳊﺪﻳﺚ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات‬

‫ﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻫﺬا ا ﻮﻗﻒ: )أ( ﺷﺨﺺ رﻗﻴﻖ وﻟﻄﻴﻒ ا ـﻌـﺸـﺮ‬

‫ﳌﺎذا ﺗﻌﺘﺒﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﻘﻠﻖ ؟‬

‫631‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﻳﺼﻔﻪ زﻣﻼؤه ﺑﺄﻧﻪ إﻧﺴﺎن ﻃﻴﺐ وودود. ﻟﻜﻦ )أ( ﻳﺼﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ داﺋﻢ اﻟﻘﻠﻖ‬ ‫ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺑ زﻣﻼﺋﻪ. ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ إذا أﺑﺪى رأﻳﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ داﺧﻠﻴﺔ أو‬ ‫ﻋﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻓﻲ ﻣﺸﺎدة واﺿﺤﺔ ﻓﺴﻴﺨﺴﺮ أﺣﺪ زﻣﻴﻠـﻴـﻪ. أﻧـﻪ ﻳـﺠـﺪ أن‬ ‫رﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻨﻌﻪ وﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻣﻦ اﻹﻓﺼﺎح‬ ‫ﻋﻦ أي ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ و ﻨﻌﻪ ﻛﺬﻟـﻚ ﻣـﻦ اﻟـﺪﻓـﺎع ﻋـﻦ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓـﻲ ﻣـﻮﻗـﻒ‬ ‫ﺻﺮاع ﻣﻊ »ب« »ج« ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻼء. اﻧﻬﻢ ﻳﺘﺼﺮﻓﻮن ﻧﺤﻮه ﺑﻌﺪم اﻛﺘﺮاث وإﻫﻤﺎل..‬ ‫. ﺎ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﺣﺘﺮاﻣﻪ ﻟﺬاﺗﻪ وﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﺄﻧﻪ إﻧﺴﺎن ﺑﺎرد ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.‬ ‫ﻻ ﻳﺪري »أ« ﻣﺎذا ﻳﻘﻮل وﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﻮم و ﺘﻠـﺊ ذﻫـﻨـﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ. ﺗﺘﻜﺮر ﻫﺬه اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻣﻊ »أ« إﻟﻰ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻨﻌﺰﻻ ﻋﺎﺟﺰا ﺗﺘﻤﻠﻜﻪ‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺎﻻﻛﺘﺌﺎب واﺨﻤﻟﺎوف ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ا ﻮﻗﻒ ﺗﻌﺎﻣﻼ ﻣﻊ‬ ‫اﻵﺧﺮﻳﻦ.‬ ‫ﻳﺬﻫﺐ »أ« ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻴﺮى ا ﻌﺎﻟﺞ أن ﺧﻮف »أ« ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒـﻴـﺮ ﻋـﻦ‬ ‫ﻣﺸﺎﻋﺮه ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺧـﻮف أﺟـﻮف. وﻻ ﻣـﺒـﺮر ﻟـﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻃـﻼق ﻟـﻜـﻦ ﻣـﻦ‬ ‫ا ﺆﺳﻒ أن ﻫﺬا اﳋﻮف ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻠﻜﻪ وﻳﺠﻌﻠﻪ ﲢﺖ رﺣﻤﺔ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﺎﺟﺰا‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺷﻌﻮره ﺑﺎﻻﺣﺘﻘﺎر أو اﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻫﺬا.‬ ‫وﻗﺪ ﻳﻮﺿﺢ ﻟﻪ أﻳﻀﺎ أن ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻏﻀﺒﻪ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻼﻧﺴﺤﺎب ﻣﻦ‬ ‫ا ﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺼﻤﻮد. ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﻧﺴﺤﺎب ﻻ ﻳﺨﻔﻒ‬ ‫ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﻠﻖ واﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻠﻜﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﻹﺣﺒﺎﻃﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠـﻔـﺔ‬ ‫ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ إن ﻗﻤﻊ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣـﺪة ﻫـﺬا اﻟـﻘـﻠـﻖ واﺨﻤﻟـﺎوف.‬ ‫وﻳﻮﺿﺢ ﻟﻪ أن اﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺒﺪو ﺻﻌﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻻن اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ اﻻﻧﺴﺤﺎﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﻔﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻌﻠﻢ ﻃﻮﻳﻠﺔ ا ﺪى ر ﺎ ﺗﺮﺟـﻊ إﻟـﻰ ﻃـﻔـﻮﻟـﺔ »أ«‬ ‫ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻫﺬا ﻓﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻌﻮد ﻧﻔﺴﻪ ﺗﺪرﻳﺠـﻴـﺎ ﻋـﻠـﻰ ذﻟـﻚ واﻧـﻪ ﻣـﻦ ﺧـﻼل‬ ‫ا ﻤﺎرﺳﺔ ﺳﻴﺼﺒﺢ اﻷﻣﺮ أﻛﺜﺮ ﺳﻬﻮﻟﺔ وﻳﺴﺮا.‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ »أ« أن ﻳﺘﺼﺮف ﺑﺤﺮﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﺆﻛﺪا ذاﺗﻪ وﻣﻌﺒﺮا ﻋﻦ‬ ‫اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ: ﻏﻀﺒﻪ أو اﺣﺘﻘﺎره أو ﻋﺪواﻧﻪ.‬ ‫اﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻮﻗﻒ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﺪدون ﻃـﻤـﺄﻧـﻴـﻨـﺘـﻪ وﺣـﺮﻳـﺘـﻪ ﻓـﻲ‬ ‫ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺑﺈﻳﻘﺎف ﻋﺪواﻧﻬﻢ ﺑﻌﺪوان ﺎﺛﻞ ﻟﻜﻨﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﺠﺪ ﻟﺪﻫﺸﺘﻪ‬ ‫أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﻠﻖ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﺨﺘﻔﻲ وأن اﻛﺘﺌﺎﺑﻪ أﻳﻀﺎ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ إﻟﻰ‬ ‫ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ. أن ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ اﻵن ﺟﻌﻠـﺘـﻪ ﻗـﺎدرا ﻻ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋـﻦ ﻋـﺪواﻧـﻪ‬
‫731‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ وأﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺗﺄﻳﻴﺪه ﻟﻸﺷﻴﺎء اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻨﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﻗﺮر‬ ‫زﻣﻼؤه أﻧﻪ إﻧﺴﺎن ﻣﺤﺒﻮب وﻣﺤﺘﺮم أﻳﻀﺎ.‬ ‫ﻣﻦ ﻫﺬا ا ﺜﺎل اﻟﺘﺼﻮري اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎن »أ« ﻳﻌﻴﺶ ﲢـﺖ ﻧـﻈـﺎم ﺷـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫اﶈﻈﻮرات ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﺎﻣﺎ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ.‬ ‫واﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أﻳﻀﺎ أن ﻳﺸﻜﻞ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺐ ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ‬ ‫وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﻗﺪراﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﳊﺮﻳﺔ. وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺰداد‬ ‫ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺬاﺗﻲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺨﻒ ﻗﻠـﻘـﻪ ﻓـﻲ ا ـﻮاﻗـﻒ‬ ‫اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ. وﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ل »أ« أن ﺗﺪرﻳﺒﻪ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ا ﻼﺋﻤﺔ وﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻗﻀﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎداﺗﻪ اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ. أن ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻫﻨﺎ ﻳﻠﻌـﺐ ﻧـﻔـﺲ اﻟـﺪور اﻟـﺬي ﻳـﻠـﻌـﺒـﻪ اﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء‬ ‫واﻟﺘﻄﻤ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ )ﻛﺎﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻛﻒ اﻟﻘﻠﻖ ا ﺴﺘﺜﺎر(‬ ‫ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺎدات ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻌﺎدات اﳋﻮف واﻟﻘﻠﻖ.‬ ‫أن ا ﺮﻳﺾ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺬي اﻋﺘﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ أو اﻻﺣﺘﻘﺎر‬ ‫ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺬا اﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة ﻧﺰﻋﺎﺗﻪ اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ‬ ‫واﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻜﻴﻔﻴﺔ )اﻟﻘﻠﻖ( وﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻨﻬﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻮﺿﺢ ا ﻌـﺎﻟـﺞ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ اﳊﺎﺟﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﻠﻖ ﻋﻤﻠـﻴـﺔ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫ﺷﺄﻧﻬﺎ إﻳﻘﺎف اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻘﻠﻖ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺼﻄﺎد ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻋﺼﻔﻮرﻳﻦ ﺑﺤﺠﺮ‬ ‫واﺣﺪ: ﻳﺨﻠﻖ أ ﺎﻃﺎ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك اﻟـﺒـﻨـﺎء وﻳـﻮﻗـﻒ ـﻄـﺎ ﻗـﺪ ـﺎ ﻣـﻦ‬ ‫اﶈﻈﻮرات واﻟﻌﺎدات ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻜﻴﻔﻴﺔ.‬

‫ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ أن ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺗـﺬﻛـﺮ ﻓـﻲ‬ ‫ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺮﻳﻀﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات أو ﻋﻠﻰ أﻗﻞ ﺗﻘﺪﻳﺮ‬ ‫ﻓﺎن ا ﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻫﻨـﺎ أﻗـﻞ ـﺎ ﻳـﻮاﺟـﻬـﻪ ﻓـﻲ اﻷ ـﺎط ا ـﺮﺿـﻴـﺔ‬ ‫اﻷﺧﺮى. ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﳒﺪ أن ا ﺮﻳﺾ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ دراﻳﺔ واﺿﺤﺔ ﺑﻀﻌﻔﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻌ ور ﺎ ﻳﻜﻮن داﻓﻌﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻼج ﻫﻮ ﻣﺜﻼ ﻋﺠﺰه ﻋﻦ‬ ‫ا ﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﻪ أو اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔـﺴـﻪ ﻓـﻲ ا ـﻮاﻗـﻒ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺘـﻄـﻠـﺐ ﻋـﻼﻗـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﳉﻨﺲ اﻵﺧﺮ أو ﻋﺠﺰه ﻋﻦ اﳊﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺘﻄﻠـﺐ ذﻟـﻚ‬ ‫وﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﺳﻰ واﻷﺳﻒ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﺗﺮك اﻟﻔﺮﺻﺔ ﺮ دون اﻗﺘﻨﺎﺻﻬﺎ..اﻟﺦ.‬
‫831‬

‫ﻗﻴﺎس اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات:‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﻟﻜﻦ ﻟﺐ ا ﺸﻜﻠﺔ ﻻ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﺠﺰ أو ﻋﺪم اﻟﻌﺠﺰ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ‬ ‫ﻋﻦ اﻟـﺬات واﻟـﺜـﻘـﺔ ـﻘـﺪار ﻣـﺎ ﻳـﻜـﻤـﻦ ﻓـﻲ ﲢـﺪﻳـﺪ أ ـﺎط وأﻧـﻮاع ا ـﻮاﻗـﻒ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺠﺰ ﻓﻴﻬﺎ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ. وﻫﻨﺎ أﻳـﻀـﺎ‬ ‫ﳒﺪ ﳊﺴﻦ اﳊﻆ أن ﻫﻨﺎك ﻋﺪدا ﻣﻦ اﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﲢﺪﻳﺪ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﻓـﻴـﻬـﺎ‬ ‫ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ذﻟﻚ دون اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻷﺧﺮى. واﻻﺳﺘـﺒـﻴـﺎن اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ أﻋـﺪ ﺧـﺼـﻴـﺼـﺎ‬ ‫ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﺜﻘﺔ وﺗﺄﻛﻴـﺪ اﻟـﺬات. ﺳـﻨـﻼﺣـﻆ أن ﺑـﻌـﺾ‬ ‫اﻷﺷﺨﺎص ﻗﺪ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺜﻼ ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻣـﻜـﺎن‬ ‫ﺣﻜﻮﻣﻲ أو ﻋﺎم أو اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ أو اﻟـﺰوﺟـﺔ )أو اﻟـﺰوج( ﻟـﻜـﻨـﻪ ﻳـﺠـﺪ‬ ‫ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳊﻤﻴﻤﺔ ﻛﺎﻻﺣﺘﺠﺎج‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أو أﺧﻄﺎء ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻠﻄﺔ.. اﻟﺦ. وﻫﺬا اﻻﺳﺘـﺨـﺒـﺎر‬ ‫ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺰاﺋﻪ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟـﻬـﺬه اﺠﻤﻟـﺎﻻت ﺣـﺎول أن‬ ‫ﲡﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎراﺗﻪ ب )ﻧﻌﻢ( أو ب )ﻻ( ﺛﻢ ﻧﺎﻗﺶ ﺑﻴﻨﻚ وﺑ ﻧﻔﺴﻚ ﻛﻞ ﺳﺆال‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻣﺤﺎوﻻ أن ﲢﺪد ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋـﺮك ﻓـﻲ‬ ‫ﺟﻮاﻧﺐ اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ:‬ ‫١- ﻫﻞ ﲢﺘﺞ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل إذا دﻓﻌﻚ ﺷﺨﺺ ﻣﻌ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﻘﺪﻣﻚ ﻓﻲ ﺻﻒ‬ ‫أو ﻃﺎﺑﻮر?‬ ‫٢- ﻫﻞ ﲡﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻧﻴﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪ أو ﺷﺨﺺ أﻗﻞ ﻣﻨﻚ ﻣﻨﺰﻟﺔ ?‬ ‫٣- ﻫﻞ ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻟﺸﻜﻮى ﻣﻦ ﺧﺪﻣﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻢ أو ﻣﻜﺎن ﻋﺎم ?‬ ‫٤- أﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﻨﻮع اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺬر ﺑﻜﺜﺮة ?‬ ‫٥- ﻫﻞ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ إرﺟﺎع ﺷﻲء اﺷﺘﺮﻳﺘﻪ )ﻗﻤﻴﺺ أو ﺛﻮب( ﻟﻨﻔﺲ اﶈﻞ ﺑﻌﺪ‬ ‫أﻳﺎم ﻣﻦ ﺷﺮاﺋﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻴﺐ ﻣﻌ ?‬ ‫٦- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﺘﻘﺪك ﺻﺪﻳﻖ دون وﺟﻪ ﺣﻖ ﻫﻞ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺿﻴﻘﻚ وﻣﺸﺎﻋﺮك‬ ‫ﺑ اﳊ واﻵﺧﺮ ?‬ ‫٧- ﻫﻞ ﺗﺘﺠﻨﺐ اﻷﺷﺨﺎص اﶈﺒ ﻟﻠﺘﺴﻠﻂ واﻟﺴﻴﻄﺮة ?‬ ‫٨- إذا وﺻﻠﺖ إﻟﻰ اﺟﺘﻤﺎع ﻣﺘﺄﺧﺮا ﻫﻞ ﺗﻔﻀﻞ اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻦ اﳉﻠﻮس ﻓـﻲ‬ ‫ﻛﺮﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻮف اﻷﻣﺎﻣﻴﺔ ?‬ ‫٩- ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌﺎرض ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺴﻴﻄﺮا ?‬
‫931‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫٠١- إذا وﺟﺪت ﺳﻴﺎرة ﻓﻲ ا ﻜﺎن ا ﻔﺮوض أن ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎرﺗﻚ ﻓﻬـﻞ‬ ‫ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﺴﺮ أو ﲢﺘﺞ ?‬ ‫١١- ﻫﻞ ﲡﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ رﻓﺾ ﺳﻠﻌﺔ أو ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻳـﻌـﺮﺿـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻴـﻚ ﺑـﺎﺋـﻊ‬ ‫ﳉﻮج ?‬ ‫٢١- ﻫﻞ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ?‬ ‫٣١- إذا ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺄن أﺣﺪ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﻳﺸﻴﻊ ﻋﻨﻚ أﺧﺒﺎرا دﻋﺎﺋﻴﺔ ﻣﺴﻴﺌﺔ ﻫﻞ‬ ‫ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ إﻳﻘﺎﻓﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ?‬ ‫٤١- ﻫﻞ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﺘﻘﺪم ﺑﺎﻟﺘﻤﺎس ﻟﻄﻠﺐ ﻣﻌﻮﻧﺔ ﻣﺎدﻳﺔ ﻟﺸﻲء‬ ‫ﻣﻬﻢ ?‬ ‫٥١- ﻫﻞ ﲢﺘﻔﻆ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺂراﺋﻚ ﻟﻨﻔﺴﻚ ?‬ ‫٦١- ﻫﻞ ﲡﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺑﺪء ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ أو ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻊ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻨﻚ?‬ ‫٧١- ﻫﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺒﻚ واﺳﺘﻠﻄﺎﻓﻚ ﻟﺒﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء ﺑـﺼـﻮرة‬ ‫ﻣﺘﻔﺘﺤﺔ ?‬ ‫٨١- إذا ﺷﻌﺮت ﺑﺄن اﻟﻄﻌﺎم ﻳﻘﺪم ﻟﻚ ﻓﻲ ا ﻄﻌﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺪم ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺮﺿﻴﻚ‬ ‫ﻫﻞ ﺗﺸﻜﻮ ﻣﻦ »اﳉﺮﺳﻮن« ?‬ ‫٩١- ﻫﻞ ﺗﺘﺠﻨﺐ إﻳﺬاء ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻵﺧﺮﻳﻦ ?‬ ‫٠٢- إذا ﺣﻀﺮت ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻋﺎﻣﺔ ﻫﻞ ﺗﺮد ﻋﻠﻰ اﶈﺎﺿﺮ إذا ﺷﻌﺮت ﺑﺒﻌﺾ‬ ‫اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻪ ?‬ ‫١٢- أﺑﻌﺾ إذا ﻋﺒﺮ ﺷﺨﺺ ﻣﺤﺘﺮم أو ﻛﺒﻴﺮ اﻟﺴﻦ ﻋﻦ رأي ﻣﺎ ﻫﻞ ﺗﻌﺒﺮ‬ ‫ﻋﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮك ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ?‬ ‫٢٢- ﻫﻞ ﲢﺎﻓﻆ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺪوﺋﻚ ﺑﺤﺜﺎ »ﻋﻦ اﻟﺴﻼم« ?‬ ‫٣٢- ﺘﻔﺘﺤﺔ إذا ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺻﺪﻳﻖ ﻃﻠﺒﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻌـﻘـﻮل ﻫـﻞ ﺗـﺮﻓـﺾ ذﻟـﻚ‬ ‫ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ?‬ ‫٤٢- إذا ﺣﺪث أﻧﻚ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺄن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻨﻘﻮد اﻟﺘﻲ أﻋﻄﻴﺖ ﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن‬ ‫ﲡﺎري ﻧﺎﻗﺼﺔ ﻫﻞ ﺗﻌﻮد ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ذﻟﻚ ?‬ ‫٥٢- إذا ﻣﻨﻌﻚ اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﻜﺎن ﻫﻮ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﻚ ﻫﻞ‬ ‫ﲢﺘﺞ ?‬ ‫٦٢- اﻟﺒﻮﻟﻴﺲ إذا ﺿﺎﻳﻘﻚ ﻗﺮﻳﺐ )أب أو أخ( ﲢﺘﺮﻣﻪ ﻫﻞ ﺗﺨﺒﺊ ﻣﺸﺎﻋﺮك‬ ‫ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺿﻴﻘﻚ اﳊﻘﻴﻘﻲ ?‬
‫041‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫٧٢- ﻫﻞ ﻳﻈﻬﺮ ﻏﻀﺒﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺟﻨﺴﻚ أﻛﺜﺮ‬ ‫ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻣﻦ اﳉﻨﺲ اﻵﺧﺮ ?‬ ‫٨٢- ﻫﻞ ﲡﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﺪح أو ﺗﻘﺮﻳﻆ اﻵﺧﺮﻳﻦ ?‬ ‫٩٢- ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ أﺷﺨﺎص ﻣﻮﺛﻮق ﻓﻴﻬﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮك‬ ‫اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ?‬ ‫٠٣- ﻫﻞ ﺗﻌﺠﺐ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮن ﺑﻘﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ا ﻘﺎوﻣﺔ ﻣﻬﻤﺎ‬ ‫ﺣﺎول اﻵﺧﺮون ﺗﺨﻄﻴﺌﻬﻢ ?)×٣(.‬ ‫واﻵن ﺑﻌﺪ أن ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﺠﻤﻟﺎﻻت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺎﻻﻓﺘﻘﺎر ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺴﻠﻮك ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫ﺗﺜﺒﺖ اﻟﺒﺤﻮث واﳋﺒﺮة ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺷﺮح ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ:‬ ‫أ- أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻟﻔﻈﻴﺔ:‬ ‫ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻌﻠﻢ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺘﻪ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات. وﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﺗﻌﻮﻳﺪ‬ ‫ا ﺮﻳﺾ وﺗﺸﺠﻴﻌﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ا ﺘﻌﻤﺪ ﻋﻦ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ. وﻳﻄﻠﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﺳﻢ »ﺗﻨﻄﻴﻖ ا ﺸﺎﻋﺮ« ‪ Feelings talk‬أي ﲢﻮﻳﻞ ا ﺸﺎﻋﺮ‬ ‫واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻤﺎت ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻣﻨﻄﻮﻗﺔ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ‬ ‫ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﺑﺪاء‬ ‫اﳊﺐ أو اﻟﺮﻏﺒﺔ )أﻧﻨﻲ أﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﺸﻲء اﻧﻪ ﻳﻮم ﺟـﻤـﻴـﻞ( أو ﻋـﺪم اﻟـﺮﻏـﺒـﺔ‬ ‫)أﻧﻨﻲ ﻻ أﺣﺐ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻋـﻮ إﻟـﻴـﻪ( أو ا ـﺪح )أﻧـﻚ ﺗـﺒـﺪو أﻧـﻴـﻘـﺎ‬ ‫اﻟﻴﻮم أن اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻠﺘﻬﺎ ذﻛﻴـﺔ ﺑـﺤـﻖ( أو اﻟـﺘـﻮﻗـﻊ )أﻧـﻨـﻲ أﺗـﻄـﻠـﻊ ﻟـﻠـﻘـﺎﺋـﻚ‬ ‫واﳊﺪﻳﺚ ﻣﻌﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ( أو اﻟﺪﻫﺸﺔ )أﻧﻪ ﻳﻮم اﳋﻤـﻴـﺲ ﺳـﺘـﻜـﻮن اﻹﺟـﺎزة‬ ‫ﻏﺪا ﻻ أﺻﺪق( أو اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺬاﺗﻲ )ﻣﺎ أﺣﻤﻘﻨﻲ إذ أﻓﻌﻞ ﻫﺬا( أو اﻷﺳﻒ )أﻧﻨﻲ‬ ‫أﺷﻌﺮ ﺑﺎﻷﺳﻰ ﻷﻧﻨﻲ ﺳﺄﺗﺮك ﻫﺬا ا ﻜﺎن( أو اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ )ﺳﺄﻇﻞ ﻫﻜﺬا ﻣﺴﺘﻤﺮا‬ ‫إﻟﻰ أن اﻛﺴﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ( أو اﻟﺘﺸﻜﻚ )ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻨﻲ اﺻﺪق ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ?( أو‬ ‫ﺣﺐ اﻻﺳﺘﻄﻼع )أﻧﻨﻲ ﺳﺄﺣﻠﻢ ﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻓﻲ ا ﺮة اﻟﻘﺎدﻣـﺔ( أو اﻟـﺸـﻌـﻮر‬ ‫ﺑﺎﳋﻼص )ﺣﻤﺪا ﻟﻠﻪ اﻧﻪ ﻳﻮم اﳋﻤﻴﺲ ﻟﻢ أﺻﺪق أﻧﻪ ﺳﻴﺄﺗﻲ?( أو اﻟﺸـﻌـﻮر‬ ‫ﺑﻌﺪم اﻟﺮاﺣﺔ )أن ﻗﺪﻣﻲ ﺗﺘﻌﺒﺎﻧﻲ(.. اﻟﺦ.‬ ‫ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﺈن ﺗﻨﻄﻴﻖ ا ﺸﺎﻋﺮ واﳊﺪﻳﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺼﻮت ﻋﺎل ﻳـﺠـﺐ أن‬ ‫ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﺘﻨﻮﻋﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ واﻟـﻘـﺎﻋـﺪة اﻟـﺬﻫـﺒـﻴـﺔ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﻫـﻲ‬
‫141‬

‫ﺎ ﻳﻈـﻬـﺮ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫اﻟﺼﺪق واﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺸﻜﻞ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ اﻟﺴﺎﺋﺪ واﻟﺸﻌﻮر ا ﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ.‬ ‫أﻣﺎ اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻬﻮ ا ﻌﺎرﺿﺔ واﻟﻬﺠﻮم. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺘﻠـﻒ ﻓـﻲ اﻟـﺮأي‬ ‫ﻣﻊ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻻ ﺗﺒﺪ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﺗﺒﻄﻦ أي ﻻ ﺗﺒﺪ ا ﻮاﻓﻘﺔ. أﻇﻬﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮك‬ ‫ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻫﺬا واﺑﺪ ﻣﻌﺎرﺿﺘﻚ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ واﺿﺢ. ﻗـﺪ ﺗـﻜـﻮن ﻣـﻌـﺎرﺿـﺘـﻚ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وﻻ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻻ ﺑﺄس. أن ﻫﺪﻓﻚ ﻫﻮ اﳊﺮﻳﺔ‬ ‫اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﺤﺚ ﺠﻤﻟﻠﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ.‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ اﻻﺳﺘﺨﺪام ا ﺘﻌﻤﺪ ﻟﻜﻠﻤﺔ »أﻧﺎ«. اﺳﺘﺨﺪم أﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳـﺔ اﻟـﺘـﺪرﻳـﺐ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻜﻦ أو »أﻧﻨﻲ أرى... ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎدي.. ﺳﻤﻌﺖ..‬ ‫اﻟﺦ« ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﺒﺎرات ﺿﺮورﻳﺔ. ﻗﺪ ﻳﺘﻬﻤﻚ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻧﻚ واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ أو‬ ‫ﻣﻐﺮور. ﻣﺮة أﺧﺮى ﻻ ﺑﺄس اﻧﻚ ﺳﺘﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ أن ﺗﻀﺒﻂ ﻛـﻞ ذﻟـﻚ.‬ ‫ﺗﺬﻛﺮ أﻳﻀﺎ أن ﻣﻦ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺑﻬﺬا ﻗﺪ ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺷﺨﺺ ﺿﻌﻴﻒ وﻻ رأي‬ ‫ﻟﻚ إذا ﻛﻨﺖ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ.‬ ‫اﻧﻚ ﲢﻮل ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻋﻼﺟﻲ ﻟﻚ ﻳﺪﻋﻢ ﻋﺎداﺗﻚ اﻟﺼﺤﻴﺔ‬ ‫اﳉﺪﻳﺪة وﻳﺪﻋﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺎﺗﻬﺎ.‬ ‫ب- ﺗﺪرﻳﺒﺎت ا ﻬﺎرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ:‬ ‫وﻳﺴﺘﺨﺪم ا ﻌﺎﳉﻮن اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﻮن ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﻣـﻦ‬ ‫ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺪرات اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫وﻣﻦ أﻫﻢ ﻫﺬه اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ ﻟـﻌـﺐ اﻷدوار ‪ .Role-Playing‬ﻓﻜﻤﺎ ﻋﺮﺿـﻨـﺎ ﳊـﺎﻟـﺔ‬ ‫اﻟﺴﻴﺪ )أ( ﻓﻲ ﺻﺪر ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻳﻄﻠﺐ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ ا ﺮﻳﺾ أن ﻳﻌﻴﺪ ـﺜـﻴـﻞ‬ ‫ا ﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻟﻪ )ﻟﻘﺎء ﺷﺨﺼﻲ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ أو ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻌﻤﻞ( ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺜﻞ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ دور اﻟﺸﺨﺺ أو اﻷﺷﺨﺎص اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﺎ ﻄﻠﻮب ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻋﺎدات ﺗﻜﻴﻔﻴﺔ‬ ‫ﺟﺪﻳﺪة ﻧﺤﻮﻫﻢ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ ﻳﻌﻜﺲ ا ﻌﺎﻟﺞ ﺜﻴﻞ اﻷدوار ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﺧﻼل ذﻟﻚ أن ﻳﺒ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﻄﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻣﻦ اﻻﺳﺘـﺠـﺎﺑـﺎت ا ـﻼﺋـﻤـﺔ اﻟـﺘـﻲ‬ ‫ﻜﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻻﻗﺘﺪاء أو اﶈﺎﻛﺎة وﻳﻠﻘﻰ ﺑﻌﺾ ا ﺮﺿﻰ ﺻـﻌـﻮﺑـﺔ ﻓـﻲ‬ ‫ﺜﻴﻞ ﺗﻠﻚ اﻷدوار ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ا ﻌـﺎﻟـﺞ أن ﻳـﻘـﻮم ﺑـﻜـﻞ ﺟـﻬـﺪه ﺑـﺈﻗـﻨـﺎع ا ـﺮﻳـﺾ‬ ‫ﺑﺬﻟﻚ. وﻻن ا ﻌﺎﻟﺞ ﺜﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻗﺪوة ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ا ﺮﻳﺾ ﻓﺎﻧﻪ ﻜﻦ أن ﻳﻘﻮم‬ ‫ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄداء اﻷدوار ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﺗﻴﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺿﺎه ﻣﺤﺎﻛﺎﺗﻬﺎ وإﻋﺎدﺗﻬﺎ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ.‬ ‫ﺟـ- اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ أﺣﺪث اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺑﺪﻧﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ:‬
‫241‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻀـﺮوري‬ ‫أن ﺗﻜﻮن اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ. وﻳﻮﺟﻪ ا ﻌﺎﳉﻮن اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ‬ ‫اﻟﺮاﻫﻦ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮات اﻟﻮﺟﻬﻴﺔ وأﺳﺎﻟﻴﺐ اﳊﺮﻛﺔ‬ ‫واﻟﻜﻼم وا ﺸﻲ ﻛﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ.‬ ‫وﻣﻦ ا ﻬﻢ ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل اﻟﺘﻨﺒﻪ إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻣﺜﻞ: ﻧﺒﺮة‬ ‫اﻟﺼﻮت إذ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻮت أن ﻳﻜﻮن ﻗﺎﻃﻌﺎ ﻋﺎﻟﻴﺎ واﺛﻘﺎ ﻛﺬﻟﻚ اﻟـﺘـﻘـﺎء‬ ‫اﻟﻌﻴﻮن ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﺸﺨﺺ أو اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺘﺤﺪث ﻣﻌﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺸﻜﻴﻞ‬ ‫اﳉﺴﻢ وﺣﺮﻛﺎﺗﻪ ﻓﺎﺳﺘﺨﺪام ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻹﺷﺎرات ﺑﺎﻟﻴﺪ واﻟﺬراع ﺗﺴﺎﻋـﺪ‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ ﻗﻴﻮد اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ. وﻣﻦ ا ﻬﻢ أن ﺗﻜﻮن ﺗﻌﺒﻴﺮات اﻟﻮﺟﻪ‬ ‫ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎﻋﺮ وﶈﺘﻮى اﻟﻜﻼم. ﻻ ﺗﺒﺘﺴﻢ وأﻧﺖ ﺗﻮﺟﻪ ﻧﻘﺪا ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ أو‬ ‫وأﻧﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﺒﺮ ﻋـﻦ اﻟـﻐـﻀـﺐ. ﻛـﺬﻟـﻚ ﻻ ﺗـﺼـﻠـﺐ وﺟـﻬـﻚ وﻻ ﲡـﻌـﻞ ﻟـﻪ‬ ‫ﺗﻌﺒﻴﺮات اﻟﻌﺪاوة وأﻧﺖ ﲢﺎول أن ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﺒﻚ وإﻋﺰازك ﻟﺸﺨﺺ ﻣﻌـ .‬ ‫اﻛﺸﻒ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻣﺸﺎﻋﺮك اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻊ إزاﻟﺔ اﻟﻘﻨﺎع اﻟﻈـﺎﻫـﺮي. اﺟـﻌـﻠـﻬـﻤـﺎ‬ ‫ﻣﺘﻄﺎﺑﻘ )٤(.‬ ‫ﺑﻘﻴﺖ ﻛﻠﻤﺔ أﺧﻴﺮة: ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺎءل اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎذا ﻟﻮ أن ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ‬ ‫ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺧﺴﺎرة ﻋﻤـﻞ أو ﺧـﺴـﺎرة ﺷـﺨـﺺ أو ﺧـﺴـﺎرة ﻣـﺎدﻳـﺔ.. أو ﻣـﺎذا ﻟـﻮ‬ ‫ﻋﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻫﺬا ﻓﻴـﺤـﻮل ﺣـﻴـﺎﺗـﻨـﺎ إﻟـﻰ ﺧـﻴـﺒـﺔ‬ ‫وﻧﻜﺪ.‬ ‫ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ أن ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ‬ ‫ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺿﺮورة اﻟﻮﻋﻲ ﺑﻬﺬا اﳉﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﺒﻲ. ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻌﻲ‬ ‫ﺑﺎن اﳊﻴﺎة ﺗﻀﻌﻨﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﺤﺮج ودﻗﻴﻖ ﻫـﻮ: اﻻﺧﺘﻴﺎر ﺑ ﻃﺮﻳﻖ‬ ‫اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ أو ﺣﺐ اﻵﺧﺮﻳﻦ. ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ إﻻ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻘﺮر ﻛﻴﻒ‬ ‫ﻳﻜﻮن اﻻﺧﺘﻴﺎر.. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺎن أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳـﻦ ﻳـﺮﻓـﻀـﻮن ا ـﻀـﻲ ﻓـﻲ ﻃـﺮﻳـﻖ‬ ‫اﻟﺼﺤﺔ ﻗﻠﻤﺎ ﻳﺼﻠﻮن إﻟﻴﻬﺎ.. ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ إذن ﻳﻘﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر وﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻘﻊ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺎت‬ ‫ﻫﺬا اﻻﺧﺘﻴﺎر !.‬

‫ﺗﻔﺮط اﳊﻴﺎة اﳊﺪﻳﺜﺔ - ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ وأﺧﻼﻗﻴﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ - ﻓﻲ‬
‫341‬

‫ﺧﻼﺻﺔ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﺿﺮورة أن ﻳﻘﻤﻊ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ وﻣﺸﺎﻋﺮه ﻧﺤﻮ اﻷﺷﺨﺎص أو‬ ‫ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ وﺻﺤﻴﺢ أن ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺿﺮورة‬ ‫ﻛﻔﻪ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻓﺎت ﻟﻜﻦ اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻛﻒ ﻗﺪراﺗﻨﺎ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ا ﻼﺋﻢ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻧﺎ ﺎ ﻳﺤﻮل اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻜﻔﻮﻓﺔ‬ ‫وﻣﻨﺴﺤﺒﺔ وﻣﻘﻴﺪة وﺣﺒﻴﺴﺔ ﻻﻧﻔﻌـﺎﻻت وﻋـﺎدات ﻻ ﺗـﺘـﺮك إﻻ ﻧـﻄـﺎﻗـﺎ ﺿـﻴـﻘـﺎ‬ ‫ﻟﻠﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ واﻟﺴﻌﺎدة اﳋﺎﺻﺔ. وﻳﺸﻴﺮ ﻣﻔﻬـﻮﻣـﺎ ﺗـﺄﻛـﻴـﺪ اﻟـﺬات وﺣـﺮﻳـﺔ‬ ‫اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺿﺮورة أن ﻳﻌﺒﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮه ﺑﺼﺪق وأﻣﺎﻧـﺔ‬ ‫ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ وﻣﻊ اﻷﺷﺨﺎص اﺨﻤﻟﺘﻠﻔ ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﻠﻖ‬ ‫واﻻﺿﻄﺮاب. وﻳﺒ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻨﻔﺴﻲ أن اﳋﻮف ﻣﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ا ﻼﺋﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮان ﺳﺒﺒ رﺋﻴﺴ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﻟﻘﻠﻖ واﻟﺼﺮاع‬ ‫واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ. وﺗﺸﻤﻞ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ‬ ‫ﻋﻦ ا ﺸﺎﻋﺮ ﺿﺮورة اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻛﻞ ا ﺸﺎﻋﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ )اﳊﺐ وا ﻮدة( واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ‬ ‫)اﻟﻐﻀﺐ( ﺎ ﻳﻼﺋﻢ ا ﻮﻗﻒ أو ا ﻨﺒﻬﺎت. وﻗﻤﻊ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋـﻦ ا ـﺸـﺎﻋـﺮ ﻳـﻌـﻤـﻞ‬ ‫ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﻨﺰﻋﺎت اﻟﻌﺼﺎﺑﻴﺔ وﻻ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻨﻬﺎ. وﻳﺆدي اﻟﻨـﺠـﺎح ﻓـﻲ ﺗـﻨـﻤـﻴـﺔ‬ ‫اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻻﻧـﻔـﻌـﺎﻟـﻲ وﺗـﺄﻛـﻴـﺪ اﻟـﺬات إﻟـﻰ ﺗـﺨـﻔـﻴـﺾ اﻟـﻘـﻠـﻖ‬ ‫واﻻﻛﺘﺌﺎب وإﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ. وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن‬ ‫ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺗﺰداد ﺛﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺒﻂ اﻟﺬاﺗﻲ. وﻳﻄﻮر ا ﻌـﺎﳉـﻮن‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴﻮن ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ واﻟﻄﺮق اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻷﺷﺨﺎص ﻋـﻠـﻰ ذﻟـﻚ‬ ‫ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ا ﺘﻌﻤﺪ ﻋﻦ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت وا ﺸﺎﻋﺮ ﺑﻜﻠﻤﺎت ﻣﺮﻳﺤﺔ‬ ‫ﻣﺴﻤﻮﻋﺔ وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ وﺗﻘﺒﻞ ا ﺪح واﻟﺜﻘﺔ ﻓـﻲ أداء اﻷدوار وﺗـﺪرﻳـﺐ‬ ‫ا ـﻬـﺎرات اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ وإﺣـﺪاث اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺎت ﺑــﺪﻳ ـﻠــﺔ ﻣــﻼﺋ ـﻤــﺔ ﻟ ـﻠ ـﺘ ـﻌ ـﺒ ـﻴــﺮ‬ ‫اﻟﺸﻌﻮري...اﻟﺦ.‬

‫441‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ وﺗﻌﻠﻴﻘﺎت‬
‫١- اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪأ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ وردت ﻓﻲ:‬ ‫.05-84 .‪Wolpe, J. & Lazarus. Behavior therapy techniques. London Pergamon Press, 1966, pp‬‬ ‫.7291 .‪2- Pavlov, I. P. Conditioned reflexes. Translated by G. V. Anrep, New York: Liverighth‬‬ ‫٣- ﻟﻼﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ »ﺳﺎﺗﺮ« ‪ Salter‬ﻓﻲ اﻟﻌﻼج وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﻧﻈﺮﻳﺎت ﺑﺎﻓﻠﻮف ﻓﻲ اﻟﻌﻼج‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ. اﻧﻈﺮ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺸﻴﻖ:‬ ‫‪Salter, A. Conditioned reflex therapy. New York: Creative ‘Age Press, 1949. New York: Capricorn‬‬ ‫.1691 ‪Books-Putnams. Sons‬‬ ‫واﻧﻈﺮ ﻮذﺟﺎ ﻨﻬﺠﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺸﺒﺎب ا ﻤﻞ-وا ﻌﺎﻟﺞ اﳊﺎزم اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ.‬ ‫٤- ﻣﻘﻴﺎس ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات اﻟﻮارد ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻣﻦ إﻋﺪاد »وﻳﻠﻮﺑﻲ« وﻳﺴﺘﺨـﺪم ﺑـﻜـﺜـﺮة ﻓـﻲ اﻟـﻌـﻼج‬ ‫اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ.. وﻟﻮ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻬﺬا اﳉﺎﻧﺐ. اﻧﻈﺮ:‬ ‫;‪Willoubghy, R. R. Norms for the Clark-Thurstone Inventory, Journal of Social Psychology, 1934, S‬‬ ‫.19‬ ‫٥- أﻳﺰﻧﻚ اﳊﻘﻴﻘﺔ واﻟﻮﻫﻢ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺒﻖ ذﻛﺮه.‬ ‫٦- ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺐ ا ﻬﺎرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻣﺤـﺎوﻻت‬ ‫ﺎﺛﻠﺔ ﺖ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﺎت. ﻓﻘﺪ اﻫﺘﻢ »ﻫﺮزﺑﺮج« وﻫﻮ ﻃﺒﻴﺐ أ ﺎﻧﻲ ﻨﻬﺞ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ أﻃﻠﻖ‬ ‫اﺳﻢ اﻟﻌﻼج اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ. وﺟﻌﻠﻪ ﻋﻨﻮاﻧﺎ ﻟﻜﺘﺎﺑﻪ اﻟﺮﺋﻴـﺴـﻲ ﻓـﻲ ﻫـﺬا ا ـﻮﺿـﻮع ﺳـﻨـﺔ ٥٤٩١. وﻣﻦ ﺑ ﻣـﺎ‬ ‫ﻻﺣﻈﻪ ﻫﺮزﺑﺮج أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻨﻔﺴﻴ ﻳﻌﺘﻘﺪون ﺧﻄﺄ أن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺘﺎﻋﺒﻬﻢ اﻟﻨﻔﺴﻴـﺔ‬ ‫وﻣﺸﻜﻼﺗﻬﻢ أن ﻳﺒﺎﻟﻐﻮا ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﲢﻮﻳﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻋﺎﻳﺔ وان ﻳﻌﺰﻓﻮا ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ أو أي ﻧﺸﺎط‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أو رﻳﺎﺿﻲ ﺑﺤﺠﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺐ. وﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺤﻮﻃﺎت ﻓﻲ رأي »ﻫﺮزﺑﺮج« ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻣﻦ‬ ‫وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ وﻻ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻦ ا ﺮض اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻜـﺲ‬ ‫ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻷﻋﺮاض ا ﺮﺿﻴﺔ وﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ. وﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻒ اﻧﻪ ﻳﻘﺘﺮح ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻄﺮق ﻟﻌﻼج‬ ‫ا ﺮﺿﻰ ﺗﻌﺘﺒﺮ دون ﺷﻚ ﺜﺎﺑﺔ إرﻫﺎص ذﻛﻲ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮرات اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴـﻲ - اﻟـﺴـﻠـﻮﻛـﻲ‬ ‫ا ﻌﺎﺻﺮ. ﻓﻬﻮ ﻣﺜﻼ ﻳﻘﺘﺮح أن ﻳﻜﻮن ﻫﺪف ا ﻌﺎﻟﺞ ﻫﻮ إزاﻟﺔ ﻣﺨﺎوف ﻣﺮﺿـﺎه ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺸـﺎط واﳉـﻬـﺪ‬ ‫ﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﻨﺸﺎط واﳉﻬﺪ. وﻣﻦ رأﻳﻪ أن ﳒﺎح ا ﺮﺿﻰ ﻓﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻴـﺎﺳـﺔ ﺳـﻴـﺴـﺎﻋـﺪ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن ﻳﻜﻠﻒ ﻣﺮﺿﺎه ﺑﻮاﺟﺒﺎت ﻣﻨﺰﻟﻴﺔ ﺗﺘﻼءم ﻣﻊ ﻗﺪراﺗﻬﻢ اﻟﺬﻫﻨﻴﺔ واﻟﺒﺪﻧﻴﺔ واﳋﻠﻘﻴـﺔ وﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ اﺧﺘﻼﻓﺎ ﺟﺬرﻳﺎ ﻣﻊ ﺑﻨﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺘﻌﻮد ا ﺮﺿﻲ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻛﺎن ﻳﻜﻠﻒ ا ﺮﺿﻰ‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻤﺲ ﻓﻴﻬﻢ ﺗﻘﺎﻋﺴﺎ ﺑﺪﻧﻴﺎ - دون أﺳﺒﺎب ﻋﻀﻮﻳﺔ - ﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ. أﻣﺎ ا ﺮﺿﻰ‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﻴﺰون ﺑﺎﳋﺠﻞ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﻜﻠﻔﻬﻢ ﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻨﺎس وﻣـﺒـﺎدرﺗـﻬـﻢ ﺑـﺎﳊـﺪﻳـﺚ. وا ـﺮﺿـﻰ اﻟـﺬﻳـﻦ‬ ‫ﻳﻔﺘﻘﺪون اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻛﺎن ﻳﻜﻠﻔﻬﻢ ﺑﺄداء أﻋﻤﺎل ﻣﺜﻞ رﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﻓﻲ اﳊﺪﻳﺚ أو رﻓﺾ ﻧـﻮع ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻄﻌﺎم ﻓﻲ ﻣﻄﻌﻢ أو ا ﺴﺎوﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﻦ ﺷﻲء ﻣﻊ اﻟﺒﺎﻋﺔ.. اﻟﺦ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻄﻲ ﻫﺬه اﻷواﻣﺮ‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺴﻠﻄﻲ أو ﺿﺎﻏﻂ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻫﺪف ﻣﻦ أﻫﺪاف اﻟـﻌـﻼج‬ ‫واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ا ﺸﻜﻠﺔ. اﻧﻈﺮ: .4791 ,‪Schwitzgebel, R. & Kolb, D. Changing Human‘s Behavior‬‬

‫541‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬
‫٧- ﲡﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﻋﻼج ﺣﺎﻻت اﻟﻮﺳﻮﺳﺔ أﻳﻀـﺎ.. ﻓـﻘـﺪ‬ ‫أﻣﻜﻦ »ﻟـﻮاﻳـﻨـﺮ« ‪ Weiner‬ﺳﻨـﺔ )٦٧٩١( أن ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻼج ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺎب ﻓﻲ اﳋـﺎﻣـﺴـﺔ ﻋـﺸـﺮة ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ‬ ‫ﺧﺠﻮل وﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺣﻮازﻳﺔ ﺜﻠﺖ ﻓﻲ أﻓﻌﺎل ﻗﻬﺮﻳﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﻋﻨﺪ اﻻﻏﺘﺴﺎل أو اﻟﻘﺮاءة‬ ‫وارﺗﺪاء ا ﻼﺑﺲ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻷﺷﻴﺎء وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ. وﻗﺪ ﺗﻄﻠﺒﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ‬ ‫ﻟﻬﺬا اﻟﺸﺎب ﺧﻄﺔ ﻻﺳﺘﺒﺪال ﻫﺬه اﻟﻄﻘﻮس ﺑﻄﻘﻮس ﺟﺪﻳﺪة ﺎﺛﻠﺔ ذات زﻣﻦ ﻣﺤـﺪد وﻣـﻦ ﺷـﺄﻧـﻬـﺎ‬ ‫اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻴﻮﻣﻲ وﻟﻜﻦ ﺑﺪرﺟﺔ اﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﻘـﻮس واﻟـﻮﺳـﺎوس اﻷﺻـﻠـﻴـﺔ. ﻓـﻌـﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ‬ ‫ا ﺜﺎل ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑ اﻟﻄﻘﻮس اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺸﺎب اﻟﺘﺄﻛﺪ اﻟﻮﺳﻮاﺳﻲ ا ﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ أن‬ ‫دوﻻب ﺣﺠﺮﺗﻪ ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻐﻠﻖ ﺑﺈﺣﻜﺎم ﻟﻬﺬا ﻛﺎن ﻳﻌﻮد ﺑﻌﺪ أن ﻳﺨﺮج ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺗﻪ و ﺸﻲ‬ ‫ﺴﺎﻓﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻳﻌﻮد ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ.. وﻛﺎن أﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻳﺼﻞ ﳊﺠﺮة اﻟﺪراﺳﺔ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺠﺐ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن ﺣﺠﺮﺗﻪ ودوﻻﺑﻪ ﻣﻐﻠﻘﺎن. ﻃﻠﺐ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ اﻟﺸﺎب ﺑﺎن ﻳﻀﻊ ﺣﺠﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻬﺬا‬ ‫اﻹﺟﺮاء اﻟﻮﺳﻮاﺳﻲ »اﳋﻮف ﻣﻦ ﺳﺮﻗﺔ ﻣﻼﺑﺴﻪ وﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﻣﺜﻼ« ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ أن‬ ‫ﻳﺤﺪد اﻹﺟﺮاءات اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ا ﻌﺎﻟﺞ أن ﻳﻘﻔﻞ اﻟﺪوﻻب‬ ‫وأن ﻳﻌﻮد ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻏﻠﻘﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺮة واﺣﺪة ﺛﻢ ﻳﻌﻮد ﺧﻄﻮة ﻟﻠﻮراء وﻳﻘﻮل ﻟﻨﻔﺴﻪ وﻗﺪ‬ ‫وﺿﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ وﺑﺼﻮت ﻋﺎل: »اﻵن ﻟﻘﺪ ﺗﺄﻛﺪت ﻣﻦ أن اﻟﺪوﻻب ﻣﻐﻠﻖ وأﻧﻨﻲ ﻣﺘﺄﻛﺪ وواﺛﻖ ﻣﻦ‬ ‫ذﻟﻚ وﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أن ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺪاﺧﻠﻪ ﺳﻠﻴﻢ اﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎ ﺮة أي ﺳﺒﺐ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻳﺪﻋﻮﻧﻲ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ‬ ‫ذﻟﻚ ﻣﺮة أﺧﺮى وﻣﺎ ﻋﻠﻲ اﻵن إﻻ أن اﺧﺮج ﻟﻜﻲ اﳊﻖ ﺤﺎﺿﺮاﺗﻲ«.‬ ‫وﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أن ﺳﻠﻮك اﻟﺸﺎب ﻗﺪ ﲢﺴﻦ ﲢﺴﻨﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﻻﲡـﺎه ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻧـﻪ اﺳـﺘـﺒـﺪل‬ ‫ﻃﻘﻮﺳﻪ اﻟﻘﻬﺮﻳﺔ ﺑﻄﻘﻮس ﻗﻬﺮﻳﺔ أﺧﺮى وﻟﻜﻦ ﺗﻘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺟﻬﺪا وﻣﻀﻴﻌﺔ ﻟﻠﻮﻗﺖ. وﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻖ »واﻳﻨﺮ«‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎب اﻟﻨﺠﺎح رأى أن ﺳﺒﺐ اﻟﻨﺠﺎح ﻫﻮ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻷﻓﻌﺎل وأداﺋﻬﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻘﻴﺎم‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ واﻟﻔﻌﻞ ﻣﻨﻌﺎ ذﻫﻦ ا ﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻮل ﻓﻲ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗـﻀـﻊ ﺳـﻠـﻮﻛـﻪ ﻗـﺒـﻞ ذﻟـﻚ ﲢـﺖ‬ ‫ﺳﻠﻄﺎن وﺳﺎوﺳﻪ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻗﺮﻳﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻫﻮ واﺿﺢ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺒﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴـﺐ‬ ‫ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات. ﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ أﻧﻈﺮ:‬ ‫.4791 ,.‪Schwitzgebel & Kolb. Op. cit‬‬

‫641‬

‫أﺳﻠﻮب ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات واﳊﺮﻳﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ‬

‫اﳊﻮاﺷﻲ‬
‫)×( ﻛﺘﺎب ﺳﺎﻟﺘﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﻼج ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻌﻞ ا ﻨﻌﻜﺲ وﻳﻮﺿﺢ ﻫﺬا ﺑﺄن ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﺪور‬ ‫ﺗﺮﺑﻮي ﺗﻮﺟﻴﻬﻲ ﺮﺿﺎه وﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮد دور ﺳﺒﻠﻲ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ وﺻﻒ اﻟﻌﻘﺎﻗﻴﺮ واﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺮﺛﺮة)١(.‬ ‫)×١( ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ا ﺜﺎل أن أوﺿﺎع ا ﻮﻇﻒ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﲢﻜﻤﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ذاﺗﻴﺔ ﻛﺎﻟﺜﻘﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻓﻘﻂ أو أﻧﻨﺎ ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﻈﺮوف اﳊﻀﺎرﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣـﻮر. ﻟـﻜـﻦ‬ ‫ﻋﺪم اﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ واﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻣﻦ ا ﺸﻜﻼت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﺬا ا ﺮﻳﺾ.‬ ‫وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻮاﻗﻒ ﻳﺠﺪ ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻨﻔﺴﻲ إن ﻣﻦ واﺟﺒﻪ أن ﻳﻌ ﻣﺮﻳﻀﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﻧﻔـﺴـﻪ‬ ‫ﺣﺘﻰ وأن ﻛﺎن ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻘﺴﻮة اﻟﻈﺮوف اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﻈﺮﻳﺎ.‬ ‫)١( ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻣﺄﺧﻮذة ﻋﻦ وﻟﺒﻲ وﻻزاروس )ا ﺮﺟﻊ رﻗﻢ ٢(.‬ ‫)٢( اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪوان ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﺪاوة واﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻻن اﻟﻌﺪوان ذو ﻃﺒﻴﻌﺔ‬ ‫ﺗﻜﻴﻔﻴﺔ أﻣﺎ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﻌﺪاوة ﻓﻬﻲ ﺳﻤﺎت ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻻ ﺗﺨﺪم اﻟﺘﻮاﻓﻖ.‬ ‫)×٢( ا ﻨﺒﻪ اﻟﺸﺮﻃﻲ ﻫﻮ اﻟﻄﻘﻄﻘﺔ ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ وإﻏـﻤـﺎض اﳉـﻔـﻨـ واﻻﺳـﺘـﺮﺧـﺎء ـﺜـﻼ اﻻﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺔ‬ ‫اﻟﺸﺮﻃﻴﺔ: أﻣﺎ ا ﻨﺒﻪ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻬﻮ اﻟﻮﻋﺎء اﻟﻼﻣﻊ. وﺗﻌﻠﻢ اﻻﺳﺘﺮﺧﺎء اﺛﺮ اﻟﻀﺮب ﺑﺎﻷﺻﺎﺑﻊ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ‬ ‫ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻃﻲ.‬ ‫)×٣( اﻟ ـﺘ ـﻌ ـﺒ ـﻴــﺮ ﻋــﻦ اﻟ ـﺜ ـﻘــﺔ وﺗــﺄﻛ ـﻴــﺪ اﻟــﺬات ﻳ ـﻈ ـﻬــﺮ ﻓــﻲ اﻹﺟــﺎﺑــﺔ ب »ﻧ ـﻌــﻢ« ﻋ ـﻠــﻰ اﻟ ـﻌـ ـﺒ ــﺎرات:‬ ‫١٬٦٬٩٬٢١٬٧١٬٨١٬٠٢٬١٢٬٣٢٬٤٢٬٥٢٬٩١.‬ ‫واﻹﺟﺎﺑﺔ ب »ﻻ« ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﺪا ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻋﺒﺎرات. ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن درﺟﺘﻚ اﻟﻜﻠﻴﺔ ﺗﻜـﺸـﻒ ﻋـﻦ ﺗـﺄﻛـﻴـﺪ‬ ‫اﻟﺬات ﻓﺈن ﻣﻦ ا ﻬﻢ اﻛﺜﺮ ﻫﻮ ﲢﺪﻳﺪ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪم اﻟﺜﻘﺔ أو اﻟﻌﺠﺰ... ﻓﻬﻲ ﻣﺪﻋﺎة‬ ‫ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻣﻬﻤﺎ ﻗﻠﺖ )٤(.‬

‫741‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫841‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫6 ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬
‫ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪﻫﺎ ا ﺸﺎﻫﺪة اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻓﻀﻼ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺑﺴﻴﻄـﺔ ﲢـﻜـﻢ ﺣـﻴـﺎﺗـﻨـﺎ إﻟـﻰ ﺣـﺪ‬ ‫ﺑﻌﻴﺪ وﺗﻠﻚ ﻫﻲ أن ﻣﺎ ﻳﻌﻮد ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻌﺪ أن‬ ‫ﻧﺘﺼﺮف أو ﻧﺴﻠﻚ ﺑﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻳـﺆﺛـﺮ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﺼـﺮف أو ﻫـﺬه اﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك. ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻨﺘﺎج أو اﻟﻌﺎﺋﺪ ﺟﻤﻴﻼ ﻓـﺄﻏـﻠـﺐ‬ ‫اﻟﻈﻦ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﻜﺮر ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺮف ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮا أﻣﺎ‬ ‫إذا ﻛﺎن رد اﻟﻔﻌﻞ ﺳﻠﺒﻴﺎ ﻓﺄﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أﻧﻨﺎ ﺳـﻨـﻔـﻜـﺮ‬ ‫ﻣﺮات وﻣﺮات ﻗﺒﻞ أن ﻧﻜﺮر ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.‬ ‫ﻣﺎذا ﻟﻮ أﻧﻚ ﻃﺮﺣﺖ ﻓﻜﺮة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻮﺟﺪت أﻧﻬﺎ ﺗﻠﻘﻰ‬ ‫ﻫﻮى ﻣﻦ زﻣﻼﺋﻚ أو رﻓﺎﻗﻚ أﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن ﺣﻤﺎﺳﻚ‬ ‫ﺳﻴﺰداد ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻟﻄﺮح ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻓﻜـﺎر اﳉـﻴـﺪة.‬ ‫وﻣﺎذا ﻟﻮ أن ﺷﺨﺼﺎ أﺧﺬ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻣﺮأة ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺸـﺎرع ﻣـﺤـﺎوﻻ ﻣـﻀـﺎﻳـﻘـﺘـﻬـﺎ ﻓـﺈذا ﺑـﺮﺟـﻞ ﺑـﻮﻟـﻴـﺲ‬ ‫ﻳﺘﺼﺪى ﻟﻪ ﻣﻬﺪدا إﻳﺎه ﺑﺎﳊﺒﺲ أو اﻟﻐﺮاﻣﺔ إن ﺗﻜﺮر‬ ‫ﻣﻨﻪ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك.. ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ أن ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ -‬ ‫إن ﻛﺎن ﻋﺎﻗﻼ - ﻟﻦ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.‬ ‫ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓـﺎن اﻟـﻌـﺎﺋـﺪ أو اﻵﺛـﺎر اﻟـﺘـﻲ ﲢـﺪﺛـﻬـﺎ‬ ‫اﺳﺘﺠﺎﺑﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺗﻐﻴﺮ وﺗﻌﺪل ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ﺑـﻌـﺪ‬ ‫ذﻟﻚ. إن اﻟﻜﺎﺋﻦ اﳊﻲ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻓﻲ وﻗـﺖ‬ ‫ﻣﻦ اﻷوﻗﺎت ﻋﻦ إﺑﺪاء اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ أو ﺳﻠﻮك ﻣﻌ ﻓﻬﻮ‬
‫941‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻳﻀﺤﻚ أو ﻳﺒﻜﻲ ﻳﺒﺘﺴﻢ أو ﻳﻜﺸﺮ ﻳﺤﺘﺪ وﻳﻐﻀﺐ وﻳﺒﻜﻲ وﻳﺒﺘﻌﺪ أو ﻳﻘﺘﺮب‬ ‫ﻣﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪث أو ﻳﺼﻤﺖ ﻳﺨﺎف أو ﻳﻬﺪأ ﻳﺜﻮر أو ﻳﻘﻤﻊ ﻧﻔﺴﻪ.. اﻟﺦ‬ ‫وﻫﻮ ﻓﻲ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﶈﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪف أو رﻏﺒـﺔ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﺑﻌﺾ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﻫﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻐﻴﺮات ا ﺮﻏﻮﺑﺔ وﺑﻌﻀﻬﺎ‬ ‫ﻻ ﻳﺆدى. وإذا ﺣﺪﺛﺖ اﻵﺛﺎر ا ﺮﻏﻮﺑﺔ ﻧﻘﻮل ﺑﺎن اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي أدى إﻟﻴﻬـﺎ ﻗـﺪ‬ ‫أﺗﺜﻴﺐ وﻛﻮﻓﺊ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﳒﺪ أﻧﻪ ﻳﺰداد ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻫﺬا اﻟﺸـﺨـﺺ‬ ‫ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. أﻣﺎ إذا ﻟﻢ ﻳﺆد ﺳﻠﻮك ﻣﻌ إﻟﻰ آﺛﺎر ﻣﺮﻏـﻮﺑـﺔ أو أدى إﻟـﻰ ﻋـﻜـﺲ‬ ‫ذﻟﻚ أي إﻟﻰ اﺳﺘﻬﺠﺎن )ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﺮ ﺔ ﻗﺘﻞ أو زﻧﺎ أو ﺳﻠﻮك اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ أو‬ ‫ﺟﻨﺲ ﻃﺎﺋﺶ( ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﻮل ﺑﺄن ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﻗﺪ ﻋﻮﻗﺐ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﻦ ا ﺘﻮﻗﻊ‬ ‫أن ﻳﺘﻀﺎءل أو ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻇﻬﻮره ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ.‬ ‫ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن إذن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺎﺋﺪ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮ: ﻳﺘﺼﺮف ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‬ ‫ﻓﺘﺮد ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻹﺛﺎﺑﺔ أو اﻟﻌﻘﺎب ﻛﻌﺎﺋﺪ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎت اﻟﻜﺎﺋﻦ‬ ‫اﻷﺻﻠﻴﺔ. وﻫﺬا اﻟﻌﺎﺋﺪ )أو ا ﺮدود( ﻳﺴﻬﻢ ﺑﺪوره ﻓـﻲ ﺗـﺸـﻜـﻴـﻞ اﻻﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺎت‬ ‫اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺋﻦ )أي ﺑﺎﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﻄﻴﺐ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺊ(.‬ ‫وﻳﺠﻌﻞ »ﺳﻜﻴﻨﺮ« ﻣﻦ ﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻨﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ﻓﻴﻄﻠﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻋﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻔﻌﺎل ‪Operant‬‬ ‫‪ Behavior‬ﻗﺎﺻﺪا اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻂ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﻳﺘﺮك آﺛﺎرا ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻟﺘﻮﻟﻴﺪ ﻧﺘﺎﺋﺞ أو آﺛﺎر ﻣﻌﻴﻨﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﺪﻋﻢ أو ﻳﻨﻄﻔﺊ ﻘﺪار اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت‬ ‫اﻟﺒﻴﺌﺔ )أي اﻟﻌﺎﺋﺪ اﻟﺒﻴﺌﻲ(. وﻳﻄﻠﻖ »ﺳﻜﻴﻨﺮ« ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ـﻘـﺘـﻀـﺎﻫـﺎ‬ ‫ﻳﺘﺪﻋﻢ ﻂ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﺳﻢ اﻟﺘﺸﺮﻳﻂ اﻟﻔﻌﺎل)×(.‬ ‫»أن اﻟﺘﻌﻠﻢ اﻟﻔﻌﺎل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺸﺨﺺ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﺠﺎح‬ ‫ﻣﻊ ﺑﻴﺌﺔ ﺟﺪﻳﺪة. إن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻨﻬﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻛﺎﻟﻄﻌﺎم وا ﺎء‬ ‫واﳉﻨﺲ واﻟﻬﺮوب ﻣﻦ اﳋﻄﺮ ﺿﺮورﻳﺔ وأﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟـﺒـﻘـﺎء اﻟـﺸـﺨـﺺ واﻟـﻨـﻮع‬ ‫اﻟﺒﺸﺮي. وﻛﻞ ﺳﻠﻮك ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﻬﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﻳﻌﺘﺒﺮ ذا ﻗﻴﻤﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺒﻘﺎء. واﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي ﻟﻪ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬه اﳋـﺎﺻـﻴـﺔ ﻳـﺰداد ﺷـﻴـﻮﻋـﻪ ﻣـﻦ‬ ‫ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻔﻌﺎل. وﻟﻬﺬا ﻳﻘﺎل ﺑﺎن اﻟﺴﻠﻮك ﺣﺼﻴﻠﺔ ﺎ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻣﻦ‬ ‫ﻧﺘﺎﺋﺞ أو آﺛﺎر. وﻟﻬﺬا أﻳﻀﺎ ﺗﺴﻤﻰ اﻵﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪﺛـﻬـﺎ اﻟـﺴـﻠـﻮك ﻓـﻲ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ‬ ‫ﻣﺪﻋﻤﺎت. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺎن اﻟﻜﺎﺋﻦ اﻟﺬي ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﳉﻮع ﺗﺘﺪﻋـﻢ ﻟـﺪﻳـﻪ وﺗـﻘـﻮى‬ ‫أ ﺎط اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟﻠﻄﻌﺎم. وﺑﺎ ﺜﻞ ﻓﺈن اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻌﺮي‬
‫051‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺧﻄﺮ واﻗﻊ ﻟﺘﺠﻨﺐ درﺟﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﻦ اﳊﺮارة-ﻳﺘﺪﻋﻢ ﻧﺘﻴـﺠـﺔ ﻟـﻬـﺬا‬ ‫اﻟﺪور وﻳﺰداد ﺷﻴﻮﻋﻪ ﻓﻲ ا ﻮاﻗﻒ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ«)١(.‬ ‫وﻣﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺠﻪ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻫﻮ أن ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪﻋـﻴـﻢ ﻳـﻘـﺮر أﻧـﻪ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ ﻧـﺘـﺎﺋـﺞ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﺎ ﺮﺟﻊ أن ﻳﺘﻜﺮر ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك. أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺳﻠﺒﻴﺔ‬ ‫ﻓﺎﻟﻐﺎﻟﺐ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻜﺮر وﻟﻦ ﲢﺪث ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ. وﻣﻦ ا ﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑ‬ ‫ﻋﻠﻤﺎء اﻟـﻨـﻔـﺲ اﻟـﺴـﻠـﻮﻛـﻲ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟـﺮاﻫـﻦ أن ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﻦ أﺑـﻌـﺎد ﺣـﻴـﺎﺗـﻨـﺎ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﲡﺎﻫﺎﺗﻨﺎ وﻓﻠﺴﻔﺘﻨﺎ ﻓﻲ اﳊﻴﺎة ﻳﺤﻜﻤﻬﺎ ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ. أﺿﻒ‬ ‫إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﺿﻲ أو اﻟﺸﺎذ اﻟﺬي ﻳﺼﺪر ﻋﻤﻦ ﻧﺴﻤﻴﻬﻢ ﺑﺎ ـﺘـﺨـﻠـﻔـ‬ ‫ﻋﻘﻠﻴﺎ أو اﻟﻔﺼﺎﻣﻴ أو ﺣﺘﻰ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺪر ﻋﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻌﺎدﻳ . ﻓﺎﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﻤﻠﻪ وﻋﻨﺎﻗـﻪ ﺳـﺘـﺆدي ﻓـﻲ ﻏـﺎﻟـﺐ اﻟـﻈـﻦ إﻟـﻰ أن ﻳـﺼـﺒـﺢ‬ ‫اﻟﺒﻜﺎء أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎة ﻣﻔﻀﻼ ﻟﺪى ﻫﺬا اﻟﻄﻔﻞ ﻛﻠﻤﺎ اﺣﺘﺎج إﻟﻰ ﲢﻘﻴـﻖ رﻏـﺒـﺔ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ. وا ﺸﻜﻼت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ا ﻀﻄﺮﺑ ﻛﺎﻟﻌﺪوان واﻻﻧﺴﺤﺎب‬ ‫واﻟﺘﻬﺠﻢ واﻟﻌﺰوف ﻋﻦ اﻻﺗﺼﺎل واﻟﺴﺒﺎب وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺳﻠﻮﻛﻴﺔ‬ ‫ﺗﺘﺪﻋﻢ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺪﻋﻴـﻢ ﺧـﺎﻃـﺊ)×١(. ﻓﻜﻤﺎ ﻳﺪﻋﻢ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ أﺷـﻜـﺎﻻ‬ ‫ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك ﻗﺪ ﻳﺪﻋﻢ أﺷﻜﺎﻻ ﺷﺎذة. وﻟﻬﺬا ﻓﻌﻨﺪﻣـﺎ ﻳـﺴـﺘـﺨـﺪم ﻣـﺒـﺪأ‬ ‫اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻜﻦ أن ﻳﺼﺒﺢ وﺳﻴﻠﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ‬ ‫ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﺸﻜﻼت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺗﻌﺪﻳﻠﻬﺎ.‬

‫ﻳﺸﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ إﻟﻰ أي ﻓﻌﻞ ﻳﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺣﺪوث اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ أو ﺗﻜﺮارﻫﺎ وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻤﺎت ا ﺪح واﻟﺘﺸـﺠـﻴـﻊ أو اﻹﺛـﺎﺑـﺔ ا ـﺎدﻳـﺔ أو‬ ‫ا ﻌﻨﻮﻳﺔ ﻟﻨﻤﻂ ﻣﻌ أو أ ﺎط ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺸﺨﺺ. وﻗﺪ‬ ‫ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ أو ﺳﻠﺒﻴﺎ.‬ ‫أﻣﺎ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻴﺸﻴﺮ إﻟﻰ أي ﻓﻌـﻞ أو ﺣـﺎدﺛـﺔ ﻳـﺮﺗـﺒـﻂ ﺗـﻘـﺪ ـﻬـﺎ‬ ‫ﻟﻠﻔﺮد ﺑﺰﻳﺎدة ﻓﻲ ﺷﻴﻮع اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏـﻮب. ﻓـﺘـﻘـﺪ اﻟـﻄـﻌـﺎم أو ﻗـﻄـﻌـﺔ ﻣـﻦ‬ ‫اﳊﻠﻮى ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﺤﺒﻮب ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺪﻋﻤﺎ إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺆدي‬ ‫إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺷﻴﻮع اﻟﺴﻠﻮك »اﶈﺒﻮب« ﻟﺪى اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. أﻣﺎ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬ ‫اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻴﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋـﻦ إﻇـﻬـﺎر ﻣـﺪﻋـﻢ ﻛـﺮﻳـﻪ أو ﻣـﻨـﻔـﺮ ﻋـﻨـﺪ ﻇـﻬـﻮر‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب وﻫﻮ ﻳﺆدي ﺑﺎ ﺜﻞ إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﺗﻜﺮار اﻟـﺴـﻠـﻮك ا ـﺮﻏـﻮب.‬
‫151‬

‫واﻵن ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ؟‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻗﻒ اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ اﻟﺒﻜﺎء )ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺳـﻠـﺒـﻲ( ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﺤـﻤـﻠـﻪ واﻟـﺪاه‬ ‫)ﺳﻠﻮك ﻣﺮﻏﻮب( أو ﺗﻮﻗﻒ اﺠﻤﻟﺮب ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺤـﻴـﻮان‬ ‫)ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺳﻠﺒﻲ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻨﻪ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا ﻼﺋﻤﺔ )ﺳـﻠـﻮك ﻣـﺮﻏـﻮب(. أو‬ ‫اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎل ﺳﺠ ﺳﻴﺎﺳﻲ )ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺳﻠﺒﻲ( ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻌـﻠـﻦ ﻋـﻦ وﻻﺋـﻪ‬ ‫ﻟﻠﻨﻈﺎم اﳊﺎﻛﻢ )ﺳﻠﻮك ﻣﺮﻏﻮب ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ(. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬه ا ﻮاﻗﻒ ﳒـﺪ أن‬ ‫ا ﺪﻋﻢ )اﻟﺒﻜﺎء - اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ.. اﻟﺦ( ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻇﻬﻮره ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺆدي ﻫﺬا‬ ‫اﻟﺘﻮﻗﻒ إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ )ﺣﻤﻞ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺴﻠـﻮك ا ـﺆدي‬ ‫ﻟﻠﻬﺪف(.‬ ‫واﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أن ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ‬ ‫زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻳﺨﺘﻠﻔﺎن ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أن أﺣﺪﻫﻤﺎ )اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬ ‫اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ( ﻳﺘﻀﻤﻦ إﻋﻄﺎء أو ﺗﻘﺪ ﺷﻲء )ﻣﻜﺎﻓﺄة أو ﲢﺒﻴﺬ( - ﻋﻨﺪ ﻇـﻬـﻮر‬ ‫اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا ﺮﻏﻮﺑﺔ أﻣﺎ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻴـﺘـﻀـﻤـﻦ ﺣـﺠـﺐ وﺗـﻮﻗـﻒ ﻇـﻬـﻮر‬ ‫ﻣﺪﻋﻢ ﻣﻨﻔﺮ وﻛﺮﻳﻪ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب.‬ ‫واﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﺑﻬﺬا ا ﻌﻨﻰ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﺎب ‪ Punishment‬ﻻن اﻟﻌﻘﺎب‬ ‫ﻳﺘﻀﻤﻦ إﻇﻬﺎر ﻣﻨﺒﻪ ﻣﺆﻟﻢ وﻣﻨﻔﺮ أو اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫ﻳﻈﻬﺮ ﺳﻠﻮك ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﺎن اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﺒﻲ ﻳـﻬـﺪف إﻟـﻰ‬ ‫زﻳﺎدة ﺷﻴﻮع اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ أﻣﺎ اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻴﻬﺪف إﻟﻰ‬ ‫اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺷﻴﻮع اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﺮﻏﻮب. وﻛﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻘﺎب اﻟﻄﻔﻞ‬ ‫ﺑﺎﻟﻀﺮب أو ﻃﺮد ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﺛﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻼﺋـﻤـﺔ‬ ‫)إﺛﺎرة اﻟﻀﺠﻴﺞ ﻣﺜﻼ(. وﻫﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ‬ ‫ﻣﻦ ﻂ اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﺮﻏﻮب ﻫﻲ:‬ ‫أ- ﺗﻘﺪ ﻣﻨﺒﻪ ﻣﻨﻔﺮ )اﻟﻀﺮب أو اﻟﺘﺠﺎﻫـﻞ( ﻋـﻨـﺪ ﻇـﻬـﻮر اﻟـﺴـﻠـﻮك ﻏـﻴـﺮ‬ ‫ا ﺮﻏﻮب.‬ ‫ب- إﺑﻌﺎد اﻟﺸﺨﺺ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﺪ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﺎﺋﺪة أو ﻣﺪﻋﻢ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺜﻞ‬ ‫ﻃﺮد اﻟﺘﻠﻤﻴﺬ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﺛﺮ إﺛﺎرﺗﻪ ﻟﻠﻀﺠﻴﺞ.‬ ‫ج- ﺗﻐﺮ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻏﻴﺮ ا ﺮﻏﻮﺑﺔ ﺑـﺎﻹﻧـﻘـﺎص ﻣـﻦ ا ـﺪﻋـﻤـﺎت اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ‬ ‫)وﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب ﺑﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ(. وﺗﻌﺘﺒﺮ اﳉﺰاءات ا ﺎدﻳﺔ اﻟﺘـﻲ‬ ‫ﺗﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺋﻘ ﻋﻨﺪ ﺧﺮق ﻋﻼﻣﺎت ا ﺮور ﻣﺜﺎﻻ ﻃﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع.‬ ‫وﻛﻤﺜﺎل ﻋﻠﻰ ﻫﺬا أﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﺪﻋﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻗﺪ أﻋﻄﻴﻨﺎه ﻟﻠﻄﻔﻞ )ﻟﻌﺒﺔ أو‬
‫251‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﳊﻠﻮى( ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر ﺳﻠﻮك ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب.‬

‫ا ﺜﺎل اﻵﺗﻲ ﻳﻮﺿﺢ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳﻠﻮك ﻣﺮﻳﺾ‬ ‫ﻓﺼﺎﻣﻲ ﻣﺰﻣﻦ وﻣﺤﺠﻮز إذ ذاك ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت اﻷﻣﺮاض اﻟـﻌـﻘـﻠـﻴـﺔ‬ ‫وﻟﻨﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻴﺪ )س(.‬ ‫» ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻟﺴﻴﺪ )س( ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﺼﺎب ﺑﻔـﺼـﺎم ﻣـﺼـﺤـﻮب ﺑـﺈﺻـﺎﺑـﺔ‬ ‫ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ ا ﺦ. وﺗﺪل ﻛﻞ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ ﻋﻨﻪ إذ ذاك ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أﺧـﺬ‬ ‫ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﻌﺬرة ﺗﻔﺴﺪ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻨﺒﺮ اﻟﻌﻼﺟﻲ ﺳﻮاء ﺑﺈﺛـﺎرة‬ ‫ا ﺮﺿﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ أو إزﻋﺎج ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎ ﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻄﻠﺒﺎت ﻏﻴﺮ واﻗﻌﻴـﺔ ﻻ‬ ‫ﺗﻨﺘﻬﻲ. وﺑﺴﺒﺐ اﻓﺘﻘﺎد ا ـﺮﻳـﺾ ﻷي داﻓـﻊ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮ ﻟـﻠـﻌـﻼج ﺗـﻌـﺜـﺮت ﻣـﻌـﻪ ﻛـﻞ‬ ‫ﻣﺤﺎوﻻت اﻹﺻﻼح وﻋﺰف اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺗﺒﻠﻮر اﻟﻬﺪف‬ ‫اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ ﻓﻲ إﻳﺠﺎد ﻃﺮﻳﻘﺔ أﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﺌﺔ ا ﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﻌﻪ‬ ‫ﺑﺤﻴﺚ ﻜﻦ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻏﺮاؤه ﺑﺘﻜﺮﻳﺲ أﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﻜﻨﺔ ﻣﻦ وﻗﺘـﻪ وﺟـﻬـﺪه‬ ‫ﻓﻲ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺬل ﻟﻪ وﺑﺤﻴﺚ ﻳﺘﻀﺎءل ﻗﻠﻖ اﻟﻌﺎﻣﻠ‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺰداد إﻗﺒﺎﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻪ«.‬ ‫»وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﺗﺒﻠﻮرت اﳋﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻓﻬﻢ دﻗﻴﻖ وﻧﻮﻋﻲ‬ ‫ﻷ ﺎط اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺪر ﻋﻦ ا ﺮﻳﺾ وﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻛﻴـﻔـﻴـﺔ اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠ ﻟﻬﺎ. وﻋﻠﻰ ﻫﺬا أﻣﻜﻦ ﺣﺼﺮ أﻫﻢ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬ ‫ﻣﺮﻳﻀﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ: اﻟﺘﺒﻮل واﻟﺘﺒﺮز ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻌﻨﺒﺮ اﻟﺼﻴﺎح اﻟﺴﺐ إزﻋـﺎج‬ ‫ا ﺮﺿﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ واﻟﻌﺎﻣﻠ ﻧﺪاء اﻷﺳﻤﺎء ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻘﺔ اﻹﳊـﺎح ﻓـﻲ‬ ‫ﻃﻠﺐ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻣﻦ ا ﺮﺿﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻹﳊﺎح ﻓﻲ ﻃﻠﺐ أﺷﻴﺎء ﻣﻨﻔﺮة ﺎ ﻓﻲ‬ ‫ذﻟﻚ ﻣﺜﻼ أن ﻳﻮﺛﻖ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن رﺑﺎط ﺣﺬاﺋﻪ.. وﻫﻜﺬا. أﻣﺎ اﳋﻄﻮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻘﺪ‬ ‫ﺗﺒﻠﻮرت ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠ ﻟﻬﺬه اﻷ ﺎط اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟﺒﻐﻴﻀﺔ.‬ ‫وﻗﺪ ﻇﻬﺮ واﺿﺤﺎ أن ﺳﻠﻮك اﻟﺴﻴﺪ )س( ﻏﻴﺮ اﻟﻼﺋﻖ ﻛﺎن ﻳﺴـﺘـﺜـﻴـﺮ اﻫـﺘـﻤـﺎم‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﻠ واﻟﺘﻔﺎﺗﻬﻢ«.‬ ‫»وﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷ ﺎط اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ اﻟﻜﺮﻳﻬﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺘ‬ ‫ﻋﻼﺟﻴﺘ ﻧﻮﻗﺸﺘﺎ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠ ﺑﺎﻟﻌﻨﺒﺮ وﻫﻤﺎ:‬ ‫١- ﻋﺪم إﻇﻬﺎر أي اﻫﺘﻤﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أي اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺘﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺪر ﻣﻨﻪ‬
‫351‬

‫اﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻫﺬه اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻏﻴﺮ ا ﻘﺒﻮﻟﺔ.‬ ‫٢- إﻇﻬﺎر اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻣﻊ إﻋﻄﺎﺋﻪ ﺑﻌﺾ ا ﺪﻋﻤﺎت )ﺳﺠﺎﺋـﺮ ﻣـﺜـﻼ( ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ‬ ‫ﻳﺼﺪر ﻣﻨﻪ ﺳﻠﻮك ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﺗﻘﺮر‬ ‫ﺗﻘﺪ إﺛﺎﺑﺔ ﻣﺎدﻳﺔ ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﺪ )س( أن ﻳﺤـﺘـﻔـﻆ‬ ‫ﺑﺴﻠﻮك ﻣﻼﺋﻢ ﺪة ﺧﻤﺲ ﻋﺸﺮة دﻗﻴﻘﺔ. وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻹﺛﺎﺑﺔ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ‬ ‫ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺳﺠﻠﻪ اﳋﺎص ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺠﺐ أن ﻳـﻘـﺪم ﻟـﻪ ﻓـﻮرا ﺳـﻴـﺠـﺎرﺗـﺎن ﻟـﻜـﻞ‬ ‫ﻘﺪار‬ ‫ﺑﻄﺎﻗﺘ . وﻗﺪ أﻣﻜﻦ أﻳﻀﺎ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت ﻹرﺷﺎد اﻟﻌﺎﻣﻠ‬ ‫اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﺳﻠﻮك )س( وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻜﻲ ﻜﻨﻬﻢ ﺗﺪﻋﻴﻢ أي ﺳﻠﻮك ﻣﻼﺋﻢ ﻳﺼﺪر‬ ‫ﻋﻨﻪ.‬ ‫»أﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﻠﻮك )س( ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ. ﻓـﺒـﻌـﺪ‬ ‫ﻳﻮﻣ ﻓﻘﻂ ﻗﺮر اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﲢﺴﻦ )إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ( وﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ أﻳـﺎم ﻣـﻦ‬ ‫ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻗﺮروا ﺑﺄﻧﻪ ﲢﺴﻦ )ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺣﺎﺳﻤﺔ(. وﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻒ أﻧﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺰف ا ﺮﻳﺾ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺒﻄﺎﻗﺎت. وﻗﺮر أن اﻟﻨﻘﻮد‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻘﺎﻫﺎ ﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎس ﺳﺘﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺷﺮاء ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ.‬ ‫وﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﺑﺪأ اﻟﻌﺎﻣﻠﻮن أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ »ﺗـﻠـﻘـﺎﺋـﻴـﺔ«‬ ‫وإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ-ﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮك ا ﻼﺋﻤﺔ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﻤﺮوا أﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﲡﺎﻫﻞ ﺟﻮاﻧـﺐ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﻘﺒﻮﻟﺔ. ﻓﻀـﻼ ﻋـﻦ ﻫـﺬا ﻓـﻘـﺪ ﺑـﺪأ اﻟـﺴـﻴـﺪ )س( ﻳـﻨـﺪﻣـﺞ ﻓـﻲ‬ ‫ﺟﻮاﻧﺐ أﺧﺮى ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻮك ا ﻘﺒﻮل ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﶈﻴﻄﺔ ﺑﻪ وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ‬ ‫اﳊﺴﺒﺎن ﻋﻨﺪ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺧﻄﺘﻪ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻷوﻟﻰ وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻣﻠ‬ ‫وا ﺮﺿﻰ واﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺎت ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ. وﻫﻜﺬا ﻟﻢ ﻳﻌـﺪ ﻣـﻦ‬ ‫اﻟﻀﺮوري ﺗﻘﺪ اﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻠﻮك ا ﻘﺒﻮل ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ا ﻨﺠﺰات‬ ‫اﻟﺘﻲ أﺣﺮزﻫﺎ ﻣﺮﻳﻀﻨﺎ«.‬ ‫»ﻟﻘﺪ ﲢﻮل اﻟﺴﻴﺪ )س( ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﺷﺨﺺ أﺷﻌﺚ ﺳﺒﺎب وﻣﺘﻬﺠﻢ‬ ‫إﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إرﺿﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣـﻼﺋـﻤـﺔ وﻗـﺎدر‬ ‫أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ا ﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣﻠ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻼﺟﻪ اﻟﺼﺤﻲ واﻟﻨﻔﺴﻲ«.‬ ‫ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا ﻣﺜﺎﻻ ﻃﻴﺒﺎ ﻻﺳﺘﺨﺪام ﻣﺒﺪأ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ وﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫ا ﺮﺿﻲ. أن ﺑﺆرة ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻋﻼج ا ﺮﻳﺾ ﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ ا ﺒﺪأ اﻟﺒﺴﻴﻂ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬ ‫ﺳﻜﻴﻨﺮ: ﻏﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﺳﻴﺘﻐﻴﺮ اﻟﺴﻠﻮك ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ.‬ ‫دﻋﻨﺎ ﻧﻔﺘﺮض ﻣﺜﺎﻻ آﺧﺮ: أم ﺗﺼﺤﺐ اﺑﻨﻬﺎ ذا اﻟﻌﺎم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ‬
‫451‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫ﻣﻮﺿﺤﺔ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻳﺒﺪي ﻮا ﻟﻐﻮﻳﺎ ﻋﺎدﻳﺎ إﻟﻰ أن ﺑﺪأ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ ﺑﻌﺪ أن‬ ‫ﺑﻠﻎ ﻋﺎﻣﻪ اﻟﺴﺎدس وﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﳊ ﺗﺪﻫﻮرت ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم واﺻـﺒـﺢ‬ ‫اﻵن أﺧﺮس ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﻳﺐ. وﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا ﺗﺄﺧﺮ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ دراﺳﻴﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى.‬ ‫ﻟﻘﺪ أﺧﺬﺗﻪ ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﻷﻃﺒﺎء ﻟﻜﻦ اﻟﻔﺤﺺ اﻟﻄﺒﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ أﻳﺔ أﺳﺒﺎب‬ ‫ﻋﻀﻮﻳﺔ وراء ﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم.‬ ‫أن ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﻫﻨﺎ ﺳﻴﻘﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﺪدا ﻣﻦ‬ ‫اﳉﻠﺴﺎت ﻣﻊ اﻷم وﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺤﺎوﻻ ﺗﺒ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘـﻲ أﺣـﺎﻃـﺖ ﺑـﻈـﻬـﻮر‬ ‫ﻫﺬا اﻟﻌﺮض وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻔﺤﺺ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻳﻀﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠـﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺪﻋـﻴـﻢ‬ ‫اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﺮﻏﻮب. ﻓﻬﻮ أوﻻ ﻗﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ‬ ‫أن ﻻ ﻳﺪﻓﻌﺎ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل ﻻن أي ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔـﻞ ﻓـﻲ‬ ‫ﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﻣﻌﻨﺎه ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺒﻬﺎت ﻣﻨﻔﺮة ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﻠﻜﻼم. ﺛﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﺛﺎﻧﻴﺎ: أن‬ ‫ﻳﺮى اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎت أﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺪة ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﻞ ﻣﺮة. وﻳﻜﻮن ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ‬ ‫ﻗﺪ ﻋﺮف ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ أﻧﻮاع اﳊﻠﻮى أو اﻟﻠﻌـﺐ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺤـﺒـﻬـﺎ اﻟـﻄـﻔـﻞ ﺣـﺘـﻰ‬ ‫ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺎدة وﻓﻖ ﺧﻄﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﻫﻨﺎ ﻳﺒﺪأ اﻟﻌﻼج.‬ ‫ﻓﻲ اﳉﻠﺴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻗﺪ ﻳﻜﺸﻒ ا ﻌﺎﻟﺞ )أو ﻻ ﻳﻜﺸﻒ( ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ‬ ‫اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ أو ﲢﻘﻴﻘﻪ. وﺳﻴﺼﺤﺒﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻐـﺎﻟـﺐ إﻟـﻰ ﺣـﺠـﺮة ـﻠـﻮءة ﺑـﺎﻟـﻠـﻌـﺐ‬ ‫اﳉﺬاﺑﺔ ﺗﺎرﻛﺎ ﻟﻪ ﺣﺮﻳﺔ اﺧﺘﻴﺎر اﻟﻠﻌﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺪ اﻧﺘﺒﺎﻫﻪ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻏـﻴـﺮﻫـﺎ‬ ‫ﻣﺤﺎوﻻ اﻻﺷﺘﺮاك ﻣﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻌﺒﺔ إذا ﺳﻤﺢ ﻟﻪ اﻟـﻄـﻔـﻞ ﺑـﺬﻟـﻚ. ﻟـﻜـﻦ ﻓـﻲ ﻛـﻞ‬ ‫اﻷﺣﻮال ﺳﻴﻨﺘﺒﻪ ا ﻌﺎﻟﺞ إﻟﻰ أي ﻧﺸﺎط ﺻﻮﺗﻲ أو أي ﻧﺸﺎط ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑـﺎﻟـﻜـﻼم‬ ‫ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻔﻞ ﻛﺒﻌﺾ اﻷﺻﻮات اﳊﻠﻘﻴﺔ أو ﺣﺘﻰ ﻣﺠﺮد ﻫﻤﻬﻤﺔ ﻏﻴﺮ واﺿﺤـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸﻔﺎه وﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر أي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط ﻳﻘﺪم ﻟﻪ ﻓﻮرا ﻗﻄﻌﺔ‬ ‫ﻣﻦ اﳊﻠﻮى اﻟﺘﻲ ﻳﻬﻮاﻫﺎ ﻃﻔﻠﻨﺎ اﻷﺑﻜﻢ. وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻓـﻲ ذﻟـﻚ ﻋـﻨـﺪ أي ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ‬ ‫اﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻟﻜﻼم ﺑﺈﻋﻄﺎء ﻗﻄﻌﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ اﳊﻠﻮى. وﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ ﻗـﺪ ﻳـﺰﻳـﺪ‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ ﻓﺒﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﺪ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻗﻄـﻌـﺘـ ﻣـﻦ اﳊـﻠـﻮى ﻋـﻨـﺪ‬ ‫ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب )اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻠﻔﻈﻲ(. وﺳﻴﻼﺣﻆ ا ﻌﺎﻟﺞ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﺪد‬ ‫ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﳉﻠﺴﺎت ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺳﻴﺒﺪأ اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻧﻄﻖ ﺑﻌـﺾ اﻟـﻜـﻠـﻤـﺎت‬ ‫ﻌﺎﳉﻪ.‬ ‫وﻻن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻳﻌﺮف أن اﻟﺴﻠﻮك ﻧﺘﺎج ﺎ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﻣﻦ آﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺌـﺔ ﻓـﻘـﺪ‬ ‫ﻳﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﻋﻤﺎﺗﻪ. ﻓﻘﺪ ﺘﺪح اﻟﻄﻔﻞ ﻣﺜﻼ ﻟﺘﻘﺪﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم وﻳﻘﺘﺮح إﻋﻄﺎءه‬
‫551‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻟﻌﺒﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻨﻄﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ أو ﺟﻤﻠﺔ. ﻟﻘﺪ وﺿﻊ ا ﻌﺎﻟﺞ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب وﺳﻴﺒﺪأ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻓـﻲ اﻟـﺘـﻮﺳـﻴـﻊ ﻣـﻦ‬ ‫ﻧﻄﺎق اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا أن‬ ‫ﻳﺴﺘﻤﺮا ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻔﻌﺎل. اﻧﻪ ﻳﺒ ﻟﻬـﻤـﺎ أﻧـﻬـﻤـﺎ ﺣـﺘـﻰ اﻵن‬ ‫ﻳﻘﻮﻣﺎن ﺧﻄﺄ ﺑﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﺮﻏﻮب ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮدة. ﻓﺪﻓﻌﻬﻤﺎ‬ ‫وﺿﻐﻄﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻠﻜﻼم ﻻ ﻳﺸﺠﻌﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻘﺪار ﻣﺎ ﻳﺸﺠﻌﺎﻧﻪ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﺖ واﻻﻧﺴﺤﺎب. إن ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﻨﺬ اﻵن أن ﻳﺘﺠﺎﻫﻼ ﺎﻣﺎ اﻟﻄﻔﻞ إذا‬ ‫ﻣﺎ ﺻﻤﺖ وان ﻳﺒﺪﻳﺎ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪث أو ﻳﺒﺪي أي ﻧﺸﺎط‬ ‫ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم. وﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﻨﺘﻘﻞ ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﻌﻼج ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺎدة‬ ‫إﻟﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ.‬ ‫أﻣﺎ ا ﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨـﻬـﺎﺋـﻴـﺔ ﻓـﻬـﻲ ﺗـﺒـﺪأ أﻳـﻀـﺎ ﻓـﻲ ﺗـﻮﺳـﻴـﻊ ﻣـﺠـﺎﻻت اﻟـﺘـﺪﻋـﻴـﻢ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻟﻬﺬا ﻳﻄﻠﺐ ا ﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ اﻟـﻮاﻟـﺪﻳـﻦ أن ﻳـﻘـﻮﻣـﺎ ﺑـﺪﻋـﻮة اﻷﺻـﺪﻗـﺎء‬ ‫اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﻠﻘﻮن ﺟﻮا ﻣﻦ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻷﻣﺎن ﻟﻠﻄﻔﻞ وأن ﻳﺒﻌﺪاه ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ‬ ‫ﻋﻦ اﻟﺰﻣﻼء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻜﺜﺮون ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻤﺎ أن ﻳﺒﻠﻐﺎ اﻷﺻﺪﻗﺎء‬ ‫ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أي ﲡﺎﻫﻞ اﳋﺮس واﻟﺼﻤﺖ وإﺑﺪاء اﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟـﺘـﺸـﺠـﻴـﻊ‬ ‫ﻋﻨﺪ أي ﻧﺸﺎط ﻣﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻜﻼم. وﻟﻜﻲ ﺗﺘﺴﻊ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ داﺋﺮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻗﺪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎ ﺪرﺳ وا ﺸﺮﻓ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﻧـﻔـﺲ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ إﻃﻔﺎء اﻟﺴﻠﻮك ﻏﻴﺮ ا ﺮﻏـﻮب )اﳋـﺮس(‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺠﺎﻫﻞ واﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﺴﻠﻮك ا ﺮﻏﻮب )اﻟﻜﻼم( أو اﻟﻨﺸﺎط‬ ‫اﻟﻠﻔﻈﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺑﺪاء اﻻﻫﺘﻤﺎم. أﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻧﻼﺣﻆ ﻟﻔﺮط دﻫﺸﺘﻨﺎ أن اﻟﻄﻔﻞ‬ ‫اﻵن ﻗﺪ اﻧﻄﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻪ واﺻﺒﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ أرﺑﻌﺔ أو ﺧـﻤـﺴـﺔ‬ ‫ﺷﻬﻮر ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻄﻠﻖ ا ﻼﺋﻢ ﻟﻌﻤﺮه اﻟﺰﻣﻨﻲ.‬ ‫ﻓﻲ ﻫﺬا ا ﺜﺎل اﻟﺘﺼﻮري ﺗﺘﺮﻛﺰ إﺟﺮاءات اﻟﻌﻼج ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻔﻌﺎل‬ ‫وﻓﻲ اﻟﺼﻔﺤﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺳﻨﻜﺸﻒ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ إﺟﺮاءات اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬ ‫ﺛﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺒﺸﺮي.‬

‫ﻣﻦ ا ﻬﻢ ﺑﺎد ذي ﺑﺪء أن ﻧﺒﺪأ أوﻻ: ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻷﻧﻮاع اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﻘﻮم ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻔﻌﺎل. وﻳﻄﻠﻖ ﺳﻜﻴﻨﺮ ﻋﻠﻰ‬
‫651‬

‫إﺟﺮاءات اﻟﻌﻼج اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ وأﺳﺎﻟﻴﺒﻪ‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ اﺳﻢ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ وﻓﻴﻬﺎ ﻧﻘﻮم ﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻓﻲ اﳊﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ‬ ‫اﻷﺑﻜﻢ ﺑﺠﻤﻊ ﺑﻌﺾ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺸﺨﺺ وﻋﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ‬ ‫ﺑﺘﻮﻟﻴﺪ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻮﻟﻲ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﻟﻠﻈﺮوف‬ ‫اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ا ﺮﻳﺾ.‬ ‫أوﻻ: ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ‬ ‫واﻹﺟﺮاءات اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ‬ ‫أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻬﺎ اﶈﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﺜﻼ. أن ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻳﻮﻟﻲ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ‬ ‫ﻫﻨﺎ ﻟﻬﺪﻓ رﺋﻴﺴ :‬ ‫١- اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺴﻠﻮك ا ﺮﺿﻲ.. أي ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ‬ ‫اﻟﻌﻼج واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ وﻳﺴﻤﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك اﶈﻮري )ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم اﺿﻄﺮاب‬ ‫ﻓﻜﺮي ﺗﻬﺘﻬﺔ ﻫﻼوس اﻧﺪﻓﺎع اﻧﻔـﻌـﺎﻟـﻲ اﻧـﺴـﺤـﺎب ﻋـﺪوان ﺧـﻮف.. اﻟـﺦ(‬ ‫ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﺎن ا ﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺑﺤﺜﻪ ﻋﻦ ﻂ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ـﺮﺿـﻴـﺔ ﻳـﻬـﺘـﺪي‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺸﺎﺋﻊ ﻟﻠﺴﻠﻮك ا ﺮﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻧـﻪ اﻟـﺴـﻠـﻮك اﻟـﺬي ﻻ ﻳـﺴـﺘـﺮﻳـﺢ ﻟـﻪ‬ ‫اﻟﻔﺮد أو ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳﻴﺌﺔ وﻣﺆ ﺔ أﻣﺎ ﻟﻠﻔﺮد ﻧﻔﺴﻪ أو ﻟﻶﺧﺮﻳﻦ أو ﻟﻜﻠﻴﻬﻤﺎ.‬ ‫وﻛﻞ ﺳﻠﻮك ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ واﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﻌﻼج. أﻣﺎ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ ﺑﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺪﻗﻴﻖ اﻟﻮاﺿﺢ‬ ‫ﻷ ﺎط اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﲢﺘﺎج ﻟﻠﻌﻼج وﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺑﺼﻴﺎﻏﺔ ﻣـﻔـﺎﻫـﻴـﻢ‬ ‫ﻣﺠﺮدة ﻋﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﻋﺮاض ا ﺮﺿﻴﺔ. ﻓﻬﻮ ﻗﺪ ﻳﺮى ﻣﺜﻼ أن ا ﺮﻳﺾ »ﻳﺘﻠﺠﻠﺞ«‬ ‫ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻮف ﻗﺪ ﻣﻦ اﻷب )ﻋﻘﺪة أودﻳﺐ( أو ﻳﺘﺠـﻪ ﻟـﻠـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣـﻊ ﺟـﻮاﻧـﺐ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮد ﺑﺎﳋﻄﺮ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء‬ ‫اﻟﻀﻤﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺸﺌﺔ ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳـﻜـﻮن اﻓـﺘـﻘـﺎد ا ـﺮﻳـﺾ‬ ‫ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ذاﺗﻪ ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ راﺟﻌﺎ ﺨﻤﻟﺎوف ﻃﻔﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﺔ ﻟـﻢ ﲢـﻞ ﻓـﻲ ﻃـﻔـﻮﻟـﺔ‬ ‫ا ﺮﻳﺾ.. وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ا ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻠﻴﺔ اﻟﺸﺎﺋﻌﺔ.‬ ‫ﻟﻬﺬا ﻓﺎن اﳋﻄﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻏﺎﻟﺒـﺎ ﻣـﺎ ﺗـﻬـﺘـﺪي ـﺤـﺎوﻟـﺔ‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﻂ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻛﻠـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ أﻣـﻞ أن ذﻟـﻚ ﻳـﺆدي آﻟـﻴـﺎ إﻟـﻰ ﻋـﻼج‬ ‫ا ﺸﻜﻠﺔ أو اﻷﻋﺮاض اﻟﺘﻲ أدت ﻟﻠﻌﻼج. أﻣﺎ ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ اﳊﺪﻳﺚ ﻓﺴﻴﻮﻟﻲ‬ ‫اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻟﻼﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ﺮﺿﻴﺔ أو ﻟﻸﻋﺮاض ذاﺗﻬﺎ راﺳﻤﺎ ﺧﻄﺘﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا‬ ‫اﻷﺳﺎس. وﻳﻜﻮن ﻫﺪﻓﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ وإﻳـﻘـﺎف اﻟـﺴـﻠـﻮك‬ ‫ا ﺮﺿﻲ ﺑﺸﺘﻰ أﻧﻮاع اﻟﺘﻌﻠﻢ.‬
‫751‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫٢- اﻻﻫﺘﻤﺎم ا ﺒﺎﺷﺮ ﺑﺎﻟﻈﺮوف اﶈﻴﻄﺔ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ اﻟﺴﻠﻮك ا ـﺮﻳـﺾ )اﻟـﺬي‬ ‫أدى ﻟﻠﻌﻼج( وﻫﻨﺎ أﻳﻀﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻋﻦ اﶈﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ أﻧﻪ‬ ‫ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ا ﺮﻳﺾ ﻫﻜﺬا ﻣﺠﺮدا ﺑﻞ اﻧﻪ ﻳﻮﻟﻲ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻷ ﺎط اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ‬ ‫ﺑ اﻟﻔﺮد واﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ ﺑﺒﺪاﻳﺔ ﺗﻮﻟﺪ اﻟﻌﺮض. إذا اﻛﺘـﺸـﻒ ﻣـﺜـﻼ أن‬ ‫ﻋﻴﺒﺎ ﻣﺮﺿﻴﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻻﻟﺘـﺤـﺎق ﺑـﺎ ـﺪرﺳـﺔ ﻓـﺎﻧـﻪ ﻳـﺤـﺎول أن‬ ‫ﻳﺘﻜﺸﻒ اﻷﺳﺒﺎب ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ واﻟﺘﺪﻋﻴﻢ أي ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ‬ ‫اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻫﺬا اﻟﺸﺨﺺ )ﺑﺴﻮء ﻧﻴﺔ أو ﺑﺤﺴـﻦ‬ ‫ﻧﻴﺔ( ﺎ أدى إﻟﻰ اﻻﺿﻄﺮاب. وﻗﺪ ﻳﻜﺘﺸﻒ أن اﻟﺒﻴﺌﺔ ا ﺪرﺳﻴﺔ ﻣﺜﻼ ﺗﺪﻋﻢ‬ ‫ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮدة ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻮك ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺪﻓﻊ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﺘﺤﺼﻴﻞ‬ ‫وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ آﺛﺎر ﺗﻌﻄﻞ ﻮ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻠﻴﻢ.‬ ‫وﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮض ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ ﻟﺪراﺳﺔ اﻵﺛﺎر ا ﺒﺎﺷﺮة ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ أﺣﺎﻃﺖ‬ ‫ﺑﺘﻮﻟﺪ اﻟﻌﺮض ا ﺮﺿﻲ ﻳﻬﺘﺪي ﺑﺈﻃﺎره اﻟﻨﻈﺮي اﻟﻌﺎم وﻫﻮ أن اﻟﺴﻠﻮك اﶈﻮري‬ ‫)اﻟﻘﻠﻖ ﻣﺜﻼ( ﻧﺘﺎج رﺋﻴﺴﻲ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮك اﻻﻧﻔﻌـﺎﻟـﻲ اﻟـﻌـﺎم ﻟـﺪى‬ ‫اﻟﺸﺨﺺ.. أن اﻟﺒﻴﺌﺔ اﶈﻴﻄﺔ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻠﻔﺮد ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺆدي ﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻘـﻠـﻖ‬ ‫واﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻻﺗﺰان اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ. أﻣﺎ اﶈـﻠـﻞ اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻓـﻬـﻮ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺎﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﺣﻴﺎة اﻟﺸﺨﺺ وﺗـﺸـﺠـﻴـﻊ اﻟـﺘـﺪاﻋـﻲ‬ ‫اﻟﻄﻠﻴﻖ ﻟﻠﻄﻔﻮﻟﺔ وﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻷﺷﻴﺎء ﻫﻲ اﶈﻮر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼج. أن ﻫﺪف‬ ‫اﶈﻠﻞ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه ﻳﺘﺠﻪ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﳉﻤﻊ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﺗـﺎرﻳـﺦ‬ ‫ﺣﻴﺎة ا ﺮﻳﺾ دون اﻫﺘﻤﺎم ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﺄ ﺎط اﳋﻄﺄ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك ا ﺮﺿﻲ‬ ‫ودون ﲢﻠﻴﻞ ﺳﻠﻮﻛﻲ ﻟﻠﺸﺮوط اﶈﻴﻄﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻨﻪ)×٢(.‬ ‫ﺛﺎﻧﻴﺎ: اﻟﻌﻼج‬ ‫ﻳﻌﺘﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮون ﺑﺪور اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ وﺟﻤﻊ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ا ﺮﻳﺾ‬ ‫واﻟﻈﺮوف اﶈﻴﻄﺔ ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ اﻷﻋﺮاض وﺑﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋـﻘـﺪ ا ـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ‬ ‫وﻟﺼﻤﻴﻢ ووﺿﻊ اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺪ اﻟـﺪﻗـﻴـﻖ ﻟـﻠـﺴـﻠـﻮك‬ ‫ا ﺮﻳﺾ. ﻟﻜﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻗﺪ ﻳﺮون ﻟﺴﻮء اﳊﻆ أن دور اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬه‬ ‫اﻟﻨﻘﻄﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﺒﺪأ اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺘﺮوﻛﺎ ﻟﺬﻛﺎء ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺸﺨﺼﻲ‬ ‫وﺧﺒﺮاﺗﻪ وﺑﺼﻴﺮﺗﻪ وﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ واﳊﻜﻢ اﳉﻴﺪ. وﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ »ﺳﻜﻴﻨﺮ«‬ ‫ﻓﻲ أن ﻫﺬا ﻮذج ﻟﺴﻮء اﻟﻔﻬﻢ ﻟﺪور اﻟﻌﻠﻢ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ‬ ‫أن دور اﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺠﺮد وﺿﻊ اﺧﺘﺒﺎر ﺟﻴﺪ ﻟﻠﺬﻛـﺎء ﻳـﺴـﺎﻋـﺪﻧـﺎ ﻋـﻠـﻰ‬
‫851‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫ﲢﺪﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻟﻌﻘﻠﻲ أو وﺿﻊ اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻠﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ ﻳـﺴـﺎﻋـﺪﻧـﺎ ﻋـﻠـﻰ‬ ‫ﲢﺪﻳﺪ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ وﻣﻘﺪاره. أن ﺟﻤﻊ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻫﻲ اﳋﻄﻮة‬ ‫اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ أي ﻧﻮع. أﻣﺎ اﳋﻄﻮة اﻟﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓـﻬـﻲ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ‬ ‫وﺿﻊ ﻋﻼﻗﺎت وﻇﻴﻔﻴﺔ ﺑ ا ﻨﺒﻬﺎت واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت أي ﲢﺪﻳﺪ ا ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ‬ ‫ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻠﻮك أو ﻂ ﺳﻠﻮﻛﻲ ﻣﻌ . ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﺗﺘﺮﻛﺰ‬ ‫ا ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﺗﻠﻚ ا ﺘﻐﻴﺮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ واﻟﺘﺤﻜـﻢ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ أﻣـﻞ‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ واﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﻨﺎﰋ )اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ(. واﻟـﺘـﺤـﻜـﻢ ﻓـﻲ‬ ‫اﻟﺴﻠﻮك ا ﻀﻄﺮب ﺑﺈﻟﻐﺎﺋﻪ أو اﻟﺘﺨﻔﻒ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺑﺒـﺴـﺎﻃـﺔ اﻟـﻌـﻼج اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ.‬ ‫وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺎن اﻟﻌﻠﻢ اﳉﻴﺪ ا ﻼﺋﻢ ﺳﻴﺴﺎﻫﻢ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج‬ ‫ﻻن ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻌﻠﻢ أﺳﺎﺳﺎ ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ وﺿﺒﻂ ا ﺘﻐﻴﺮات.‬ ‫وﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻌﻼج ﻳﻜﻮن ﻫﺪف ا ﻌﺎﻟﺞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ أﺳـﺎﺳـﺎ ﻫـﻮ ا ـﺴـﺎﻋـﺪة‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻷ ﺎط اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺴﻮي اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﻪ إﻟﻴﻬﺎ اﻫﺘﻤﺎم ا ﺮﻳﺾ‬ ‫)ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﺬات اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﺪوان اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ رﻋﺎﻳﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﻣﺨﺪرات أو‬ ‫ﻣﺸﺮوﺑﺎت ﻛﺤﻮﻟﻴﺔ... اﻟـﺦ(. ﻛـﺬﻟـﻚ ﻣـﻘـﺪار ﺷـﻴـﻮع ﻫـﺬه اﻷ ـﺎط اﻟـﺴـﻠـﻮﻛـﻴـﺔ‬ ‫اﳉﺪﻳﺪة أي ﺗﻜﺮارﻫﺎ وﻇﻬﻮرﻫﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أ ﺎط اﻟﺴﻠﻮك اﶈﻮري ا ﺮﻏﻮب‬ ‫ﺗﻐﻴﻴﺮه واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ.‬ ‫وﻳﺴﺘﻌ ا ﻌﺎﳉﻮن اﻟﺴﻠﻮﻛﻴﻮن ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﻌﻼج وﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫ا ﺮﺿﻲ.. وﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ أﻣﺜﻠﺔ ﻷﻫﻢ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ا ﺴﺘﺨﺪﻣﺔ وﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻬﺎ:‬

‫ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪﻋـﻴـﻢ ﻧـﻔـﺲ اﻷﺳـﺎﻟـﻴـﺐ اﳋـﺎﺻـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﻌﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ واﳊﻴﻮاﻧﻲ. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﺎن ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠـﻢ اﻟـﺘـﻲ‬ ‫ﺻﺎﻏﻬﺎ ﺳﻜﻴﻨﺮ وﺗﻼﻣﺬﺗﻪ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴـﻴـﺔ‬ ‫واﻟﻌﻘﻠﻴﺔ. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ﻫﻨﺎك ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻣﻨﺸـﻮرة ﻣـﺘـﻌـﺪدة ﺗـﺒـ أن ﺑـﻌـﺾ‬ ‫ﻫﺬه ا ﻔﺎﻫﻴﻢ ﻗﺪ أﻣﻜﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻓﻲ اﺠﻤﻟـﺎل اﻟـﻌـﻼﺟـﻲ وﻳـﺆدي ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ إﻟـﻰ‬ ‫ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ واﺿﺤﺔ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻜﻦ ﺑﻌـﺪ‬ ‫ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻨﺠﺎح إﻻ أن ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻪ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘـﺒـﻞ‬ ‫ﻃﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻮك اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ا ﺮﺿﻲ. وﻟﻌﻠﻨﺎ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ أن اﻟﺪﺧﻮل‬ ‫ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼﺟﻲ ﺣﺪث ﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮة ﻣـﺘـﺄﺧـﺮة ﻧـﺴـﺒـﻴـﺎ ﻋـﻦ‬
‫951‬

‫أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻷﺧﺮى ﻟﻜﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺗﻮﺣـﻲ‬ ‫ﺑﺄن ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺬه اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻼت واﺿﺤﺔ وﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﻓﻲ أ ـﺎط‬ ‫اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت واﻷﻣﺮاض اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ. وﻓﻲ اﻷﺟﺰاء اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺳﻨﻨﺎﻗﺶ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎت‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻫﺬه ا ﻔﺎﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻼج اﻟﻔﺮدي. ﺛﻢ ﺳﻨﻮﻟﻲ اﻫﺘﻤـﺎﻣـﻨـﺎ ﺑـﻌـﺪ‬ ‫ذﻟﻚ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ ﺗﻠﻚ ا ﻔﺎﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻼج اﳉﻤﻌﻲ أو اﻟﻀﺒﻂ اﳉﻤﻌﻲ‬ ‫ﻟﻠﺴﻠﻮك ا ﺮﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.‬

‫ﻳﺘﺠﻪ ﺑﻌﺾ ا ﻌﺎﳉ إﻟﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺎت ا ﺮﻏﻮﺑﺔ ﺑﺘﻘﺪ ﻣﺪﻋﻤﺎت‬ ‫أوﻟﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺜﻞ اﻟﻄﻌﺎم واﻟﺸﺮاب. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻼج‬ ‫ﻳﺘﺠﻪ اﻫﺘﻤﺎم ا ﻌﺎﻟﺞ إﻟﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا ﺮﻏﻮﺑﺔ ﺑﺈرﺿﺎء ﺣﺎﺟﺔ أو رﻏﺒﺔ‬ ‫ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ أو ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻘﺎء اﻹﻧﺴﺎن وﺗﻜﺎﻣﻠﻪ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا‬ ‫اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ وﺣﺠﺒﻪ )ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺳﻠﺒﻲ( ﻣﺤﻮط ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرات ﺧﻠﻘﻴﺔ‬ ‫ﻟﻬﺬا ﻧﺘﻮﻗﻊ ﻋﺪم اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ اﳊﺎﻻت ا ﺮﺿﻴﺔ ا ﻌﻘﺪة.. وﻣﻊ ذﻟﻚ وﺑﺨﻄﻂ‬ ‫ﻣﻌﻴﻨﺔ ذﻛﻴﺔ ﻜﻦ ﻟﻠﻤﻌﺎﻟﺞ ان ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟـﺘـﺪﻋـﻴـﻢ اﻷوﻟـﻲ ا ـﺒـﺎﺷـﺮ ﺣـﺘـﻰ ﻓـﻲ‬ ‫ﻋﻼج اﳊﺎﻻت ا ﺴﺘﻌﺼﻴﺔ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل ـﻜـﻦ اﺳـﺘـﺨـﺪام ﺗـﺪﻋـﻴـﻤـﺎت‬ ‫أوﻟﻴﺔ ذات ﻃﺎﺑﻊ ﺗﺮﻓﻴﻬﻲ ﻣﺜﻞ اﳊﻠﻮى واﻟﺴﺠﺎﺋﺮ واﻟﻔﺎﻛﻬﺔ ﻓﻲ ﺗﺪﻋﻴﻢ اﻟﺴﻠﻮك‬ ‫اﳉﻴﺪ. وﻟﻘﺪ أﻣﻜﻦ ﻟﺒﻌﺾ ا ﻌﺎﳉ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ﺑﻌﺾ ﻫﺬه ا ﺪﻋﻤﺎت )ﺣﻠﻮى‬ ‫ ﻣﺸﺮوﺑﺎت ﻏﺎزﻳﺔ - ﺳﺠﺎﺋﺮ( ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ا ﺮﺿﻰ اﻟﺒﻜﻢ )أو اﻻﺷـﺒـﻪ ﺑـﺎﻟـﺒـﻜـﻢ(‬‫ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻼم ﻟﺪﻳﻬﻢ. وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻧﻪ ﺗﺒ ﳒﺎح ﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب‬ ‫ﻓﻲ زﻳﺎدة ﻣﻌﺪل اﻟﻜﻠﻤﺎت ا ﻨﻄﻮﻗﺔ واﺳـﺘـﻤـﺮار ﻇـﻬـﻮرﻫـﺎ ﺣـﺘـﻰ ﺑـﻌـﺪ اﺧـﺘـﻔـﺎء‬ ‫اﻟﺘﺪﻋﻴﻤﺎت وﺧﺮوج ﻫﺆﻻء ا ﺮﺿﻰ ﻣﻦ ا ﺆﺳﺴﺔ ﻓﺎن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻜﻼم اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن‬ ‫ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻟﻸﺳﻒ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ آﻟﻴﺔ أو ﺧﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻘﺎﺋﻴﺔ.‬ ‫وﻧﺘﻔﻖ ﻣﻊ ا ﻌﺎﳉ ا ﻌﺎﺻﺮﻳﻦ ﻓﻲ أن اﺳﺘﺨﺪام ا ﺪﻋﻤﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ا ﺒﺎﺷﺮة‬ ‫ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺜﻮر ﺣﻮﻟﻬﺎ اﳉـﺪل ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ‬ ‫ﺑﺤﻘﻮق ا ﺮﺿﻰ اﶈﺠﻮزﻳﻦ ﻓﻲ ا ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت. أن اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﻘﺪ اﻟﻄﻤﺎم‬ ‫أﻣﺮ ﲢﻮﻃﻪ اﻋﺘﺒﺎرات ﺧﻠﻘﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﻄﺒﻴـﻌـﺔ اﳊـﺎل. وﻟـﻬـﺬا ﻳـﻘـﺪم ﺑـﻌـﺾ‬ ‫اﻟﺒﺎﺣﺜ ﺣﻼ وﺳﻄﺎ ﻟﻬﺬه ا ﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﻧﻮاع ﻣﻦ اﻷﻃﻌﻤﺔ اﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ أو‬ ‫ا ﻐﻠﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺬاب وﺑﻌﻀﻬـﻢ ﻳـﺮى أن ﻣـﻦ ﺣـﻖ ا ـﺮﻳـﺾ ان ﻳـﺘـﻨـﺎول وﺟـﺒـﺔ‬
‫061‬

‫اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻷوﻟﻲ اﳌﺒﺎﺷﺮ:‬

‫ﻗﻮة اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ‬

‫ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﺮوط اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻟﻜﻦ إذا ﺗﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺤﺼﻮل‬ ‫ا ﺮﻳﺾ ﻋﻠﻰ ﻃﻌﺎم ﺗﺮﻓﻴﻬﻲ ﻓﺎن ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳـﺘـﺼـﺮف ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻣـﻼﺋـﻤـﺔ ﺣـﺘـﻰ‬ ‫ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ أﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﳋﺎرﺟﻲ وﻳﻌﺎﻣﻞ أﻓﺮاده ﻋﻠﻰ‬ ‫أﺳﺎﺳﻪ ?.‬

‫ﻣﻦ أﻛﺜﺮ أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻟﻌﻼﺟﻲ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ‬ ‫ﺑﺎﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أي ﺗﻠﻚ اﻻﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺘﻘﺪ ا ﻨﻈﻢ ﻟﻠﺘﺪﻋﻴﻢ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺜﻞ: ا ﺪح واﻟﺘﻘﺮﻳﻆ واﻟﺘﺸـﺠـﻴـﻊ وإﺑـﺪاء اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﻋـﻨـﺪ ﻇـﻬـﻮر‬ ‫اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ا ﺮﻏﻮﺑﺔ. وﻣﻦ ا ﺆﻛﺪ ان اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺪور ﻫﺎم ﻓﻲ اﳊﻴﺎة اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم. وﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ا ﺜﺎل‬ ‫ﻓﺎن ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻷﻟﻌﺎب اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑ أﻓﺮاد ﻣﺠـﺘـﻤـﻌـﻨـﺎ وﻣـﺎ‬ ‫ﻳﺒﺪوﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﻤﺎس ﻧﺤﻮ أﻟﻌﺎب ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻣﺜـﻼ ﻳـﻘـﻮم ﺑـﺪور ﻓـﻌـﺎل ﻓـﻲ زﻳـﺎدة‬ ‫ﺣﻤﺎس اﻟﻼﻋﺒ أﻧﻔﺴﻬﻢ وﻳﺸﺪ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ أﻓﺮاد اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل.‬ ‫وﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﺪر ﺗﻮﻟﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤﻌﺎت ا ﺘﻘﺪﻣﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﻟﻺﳒﺎز اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻨـﺠـﺎح‬ ‫اﻷﻛﺎد ﻲ ﻓﺘﻘﻴﻢ اﳉﻮاﺋﺰ اﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻴﺔ وا ﻨﺢ اﻟـﺪراﺳـﻴـﺔ وﺗـﺴـﺘـﺮﺷـﺪ ﺑـﺂراء‬ ‫ﻣﺜﻘﻔﻴﻬﺎ وﺗﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮﻫﻢ اﻷﺿﻮاء وﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺸﺠﻊ اﻟﺮوح اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﲡﺘﺬب‬ ‫اﻫﺘﻤﺎم ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺼﻐﺎر ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل. ﺗﺮى ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن‬ ‫ﺣﺎﻟﻨﺎ ﻟﻮ أﻧﻨﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠﻢ‬ ‫ﻧﺼﻒ ﻣﺎ ﻧﻘﺪﻣﻪ ﻟﻠﻤﺠﺎﻻت اﻷﺧﺮى ?.‬ ‫وﻓﻲ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﻌﻼﺟﻲ رأﻳﻨﺎ ﻮذﺟﺎ ﻻﺳﺘﺨﺪام اﻻﻫﺘﻤﺎم واﻟﺘﺸـﺠـﻴـﻊ ﻓـﻲ‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻔﻞ اﻷﺑﻜﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﺪر ﻣﻨﻪ ﻣـﻈـﺎﻫـﺮ ﺟـﻮاﻧـﺐ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺸـﺎط‬ ‫اﻟﻠﻔﻈﻲ أو اﻟﻠﻐﻮي. وﻳﻠﻌﺐ ا ﻌﺎﻟﺞ )ﻛﻤﺪﻋﻢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ( ﻓـﻲ ﺟـﻠـﺴـﺎت اﻟـﻌـﻼج‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻲ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ وإﺑﺮاز ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺴﻠﻮك اﻟﺘﻜﻴﻔﻲ ﻣﺜـﺎل ﻫـﺬا أن‬ ‫ﻳﻘﻮم ﺑﺘﺸﺠﻴﻊ ﺷﻴﻮع اﻷﻓﻜﺎر ا ﻨﻄﻘﻴﺔ ا ﻌﻘﻮﻟﺔ ﻓﻲ ا ﺮﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﻴـ ﺑـﺸـﺘـﻰ‬ ‫أﻧﻮاع اﻟﺘﺸﺠﻴﻊ واﻟﺘﺤﺒﻴﺬ وإﺑﺪاء اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ا ﺜﺎل اﻵﺗﻲ:‬ ‫ا ﺮﻳﺾ )وﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ ﻋﻘﻠﻲ ﻓﺼﺎﻣﻲ ﻣﻀﻄﺮب اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ(: أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف‬ ‫ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮي ﻧﺤﻮ واﻟﺪي.. ﻧﻌﻢ أﻧﺎ اﻋﺮف اﻧﻬﻤﺎ ﻳﺤﺒﺎﻧﻨﻲ وﻳﻬﺘﻤﺎن‬ ‫ﺑﻲ.. وﻳﺒﺪﻳﺎن اﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻤﺎ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻮاﻗﻒ ﻟﻘﺪ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻫﺪﻳـﺔ‬
‫161‬

‫اﻟﺘﺪﻋﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ:‬

‫اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ اﳊﺪﻳﺚ‬

‫ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺒﻮع ا ﺎﺿﻲ.‬ ‫ا ﻌﺎﻟﺞ: )ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎ