إن شرف العلم من شرف المعلوم، وهذه الحقيقة أكررها كثيراً في كتابي، فإذا درست موضوعاً حقيراً أو تافهاً أو سخيفاً، فهذه الدراسة، وتلك التمحيصات والتحقيقات والمتابعات بجملتها سخيفة لماذا؟ لأنَّ الموضوع تافه و كلما شرُفَ الموضوع شرُفَ العِلم.
والسؤال المُلح دائماً: هل يُوازَن خالق مع مخلوق ؟ أو قديم مع حادث ؟ أو كامل كمالاً مطشلقاً مع ناقص ؟ لا. وحينما يتعرف المرء إلى أسماء الله الحسنى يتعرف إلى خالق الكون، وقد يَسأل سائل وما علاقتي بأسماء الله الحسنى ؟ فأقول الجواب أتى به رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال:
والسؤال المُلح دائماً: هل يُوازَن خالق مع مخلوق ؟ أو قديم مع حادث ؟ أو كامل كمالاً مطشلقاً مع ناقص ؟ لا. وحينما يتعرف المرء إلى أسماء الله الحسنى يتعرف إلى خالق الكون، وقد يَسأل سائل وما علاقتي بأسماء الله الحسنى ؟ فأقول الجواب أتى به رسول الله عليه الصلاة والسلام حين قال:
(( تخلقوا بأخلاق الله ))
قال تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾
فأنت أيها الإنسان خليفة الله في الأرض، ولن تُحققَ هذه الخِلافة إلاّ إذا تخلّقتَ بأخلاق الله عز وجل، فإذا عرفنا جانباً من أسماء الله الحسنى فينبغي أن نتساءل وما ما حظ المؤمن مِن معرفة هذا الاسم؟ وما حظه من معرفة اسم العزيز ؟ أقول: حظه أن يكون أنت عزيزاً، وابتغوا يا عباد الله العزة عند الله.
(( عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ لِمَا لا يُطِيقُ ))
" ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير "وإننا في الصفحات التالية نطوف حول اسم اللطيف، والحقيقة التي أتمنى على كل إنسان أن تكون واضحةً في ذهنه ؛ هي أن هذا الكون كله في أصل خلقه خُلِقَ وسُخر للإنسان تسخيرين: تسخير تعريف وتسخير تكريم، فالمرء قد يشرب الكأس من الماء، فيروى العروق ويلتذ به الجسم، ولكن هذا الماء خُلق لهدف أكبر من أن تشربه، خُلق لكي تعرف الله مَن خلاله، فمَن جعل الماء لا لون له ولا طعم ولا رائحة ؟ ومَن جعله ذا خاصية عالية في النفوذ ؟ ومَن جعله يتبخر في درجة منخفضة جداً أي في الدرجة الرابعة عشرة ؟ ومَن جعله يحل المواد الكثيرة؟ ومَن جعله قِوام الخلية الحية ؟ إلخ...؟
فإذا عرفت أيها الإنسان الله من خلال الماء فقد حققت الهدف الكبير من خَلْقِ الماء أما إذا شربت كأس الماء وارتويت به ثم أغلقت دون عقلك الأبواب فقد حققت الهدف الصغير ؛ فالهدف الكبير أن تعرف الله من خلال الماء و الهواء والطعام، وأن تعرفه من خلال نفسك التي بين جنبيك، وأن تعرفه من خلال ابنك، ومن خلال كل شيء حولك، هذا كله بينه النبي عليه الصلاة والسلام في حديث موجز قصير جامع مانع، حينما رأى الهلال فقال:
((حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ قَالَ هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا ))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق