الأحد، 22 نوفمبر 2015

اختيار
يجب لتعرف كيف تختار شريك حياتك ان تفهم نفسك اولا، لانك تختار ما يناسب نفسك . فهم النفس ياخذ الكثير من الوقت . و بمرور السنين ، يتعلم الانسان عن نفسة اشياء لم يكن يعلم انه كان يجهلها.

لذلك فقرار الزواج مسؤولية كبيرة يترتب عليها سعادتك او شقائك لفترة من حياتك في المستقبل. و لكى يكون الفرد على مستوى معقول من فهمه لنفسة ، يحتاج ان يكون ناضج ويتمتع بحد ادنى من الخبرة. و هذا يتوفر للانسان في سن غالبا ما يكون بعد سن المراهقة. لان في سن المراهقة تقل الخبرة و يزداد اختلاط العواطف مع التفكير العقلى. اذا توفرت الخبر في سن المراهقة، فلا هناك خوف من تحمل مسؤولية الاختيار و التجارب، لكن اغلب الشباب في هذا السن لا يهتمون بتنمية قدراتهم الشخصية و العقلية ، و لا يهتمون بالقراءة ، لذلك نادرا ما تتوفر خبرة فهم النفس و القدرة على اختيارالشخص المناسب لها .

لكن حيناما ياتى الكلام عن الحب ، فالمقاييس التى نستعملها مختلفة . فالحب من اول نظرة يضرب عرض الحائط بالمبدا السابق. في الحب من اول نظرة يحدث "الافتتان" .

اي شخص مننا له جاذبيتة الخاصة ، و يتفنن في تنميتها و استعراضها للحوز باعجاب الطرف الاخر. هذة الجاذبية هى التى تلعب الدور الاساسى في الحب من اول نظرة ، و هى التى تفتن الطرف الاخر ة و تستثير فية العواطف التى كان يختزنها ليعبر بها عن فرحة حينما يجد الشخص المناسب الذى كان ينتظرة . نحن نعلم ان هذة العواطف هى مزيج من السعادة و الزهول و الطاقة و الاندفاع و هى التى حينما نشعر بها تجاه شخص ما جذب انتباهنا ، نقول اننا نحبة.

اذا نظرت لما حدث بدقة ، نجد ان مشاعر الحب لدينا حدثت نتيجة استجابة لجاذبية الشخص الاخر. كما ذكرنا في البداية، اننا جميعا نتمتع بجاذبية لا باس بها ، تختلف من شخص لاخر ، لكنها موجودة فينا جميعا. لكن ليست الجاذبية هى مقياس لمعرفة ما اذا كان الشخص الجذاب ملائم لنا ام لا . المبدا الاساسى لمعرفة ما اذا كان الشخص الملائم لنا ، هو معرفة ما اذا كان يناسب مواصفات شخصينتا ام لا.

فالحقيقة هى ان كل منا له شخصية عبارة عن تركيبة من السمات المتنوعة ، و كل منا له تركيبتة الخاصة بها.، و كل تركيبة لها جاذبيتها ، فاذا استجبت لاى جاذبية تحدث من اي شخصية ، معنى ذلك انك تستجيب لاي شخص بغض النظر عن تركيبة شخصيتة ، و هذا هو السبب الذى يجعلنا بعد ان نختار شريك حياتنا بهذا الاسلوب ، نواجه ماساة اثناء الحياة معه . و رغم معرفتك بوجود طباع لدى الشخص يصعب عليك التعايش معها، تشعر انك لا تستطيع فراقة ، و تفسيرك يكون انك تحبة. انت غير قادر على اتخاذ قرار الانفصال عن هذا الشخص لانك مازلت تحت سيطرة جاذبيتة. رغم معاناة الاعصاب و التوتر التى تعانيها في تعاملك مع هذا الشخص بسبب الخلافات المستمرة معة، الا انك تقول انك لا تقدر البعد عنة. و تسمى السبب بانك تحبة. اذا اردت تحكيم قانون الحب، فالحب ليقال انه موجود ، يشترط ان تكون هناك راحة اعصاب و تناغم و اتفاق في الاغلب الاعم من اوقات تعاملك مع هذا الشخص. ادنى درجات الخلاف هى الاختلاف مع الطرف الاخر في وجاهت النظر، لكن هذا كما نقول ، (لا بفسد للود قضية) ، لماذا ؟ لان الود موجود، واذا كان موجود ، لا يهم وجود اختلاف بسيط في وجهات النظر. لكن اذا كان الود غير موجود، يصبح اختلاف وجهات النظر لا يغتفر. و الود يتوفر عندما تتوفر درجة من التناغم عالبة بين الطرفين. التناغم يحدث لشخصيتك مع الشخص المناسب لشخصك. و ليس فقط مع الشخص الذى تكون منجذب له بافتتان بصفة عامة. فاذا كان الود غير موجود ، و مستوى علاقتك مع الطرف الاخر يصل لهذا الحد من الاختلاف ، فاستمرارك معة يصبح ظلم لنفسك. في هذة اللحظة ، لو قلت لا استطيع البعد عنة لانى احبة، اقول لك لفظ الحب لا يطلق على العلاقات المتوترة بصفة دائما، انة يطلق على لاعلاقات التى تتمتع بالتناغم. اذا استمريت في هذه العلاقة مع الطرف الاخر، سينتهى بك المطاف الى التصادم بعد الزاج. عند حلول لحظة التصادم ، سوف تظلم الخب معك ، لانك ستقول ان الحب لا يصلح ان يكون مقياس لاختيار شرك حياتنا. فاذا كنت تسمى اسلوب اختيارك لشريك حياتك بهذة الطريقة حب ، فهذا ظلم للحب ذاتة.

يجب ان تنتبة جيدا لافتتانك لشخص صاحب تركيبة من السمات الشخصية لا تتناسب مع تركيبة شخصيتك ، و بالتالى لا تتناغم معها. اذا كنت الان تقول انك تحبة و لا تستطيع البعد عنة ، رغم التوتر المستمر بينكم ، فبعد الزواج ، سوف ستحدث لك الصدمة ، و لاكثر من مرة مع كل خلاف كبير. هل تعرف لماذا تحدث الصدمة؟ لان في لحظات الحياة العملية ، يكون عقلك هو المسيطر ، فيطفوا عقلك على سطح بحر الافتتان الذى كان غرقان فية في فترة الخطوبة. في تلك اللحظة، ينظر عقلك حولة يمينا و يسارا متسائلا اين انا ، من اتى بى الى هنا؟ هذة لحظة تية ضياع ، سببها انك تجاهلت اشارات اعصابك المتوترة التى انتابتك و انت في خلاف مستمر مع هذا الشخص قبل الزواج، و التى كانت تعطيك اشارات انتباه ، تقول لك انتبة ، المفروض يكون في تناغم بينك و بين هذا الشخص و ليس هذا القدر من توتر الاعصاب. انت تجاهلتها و لو كان في هذة اللحظة عند وعى كافى بما ذكرته في البداية، كان من الممكن تاخذ قرار يغير مسار حياتك ، و اعطاء نفسك فرصة اخري افضل مع شخص اخر.

اذا طبقت المبدا الاول في اختيارك لشريك حياتك ، هذا لا يعنى انك تحكم عقلك و تلغى مشاعر الحب. الحقيقة ان تطبيق هذا المبدا يعنى الوعى لحقيقة الشخص الاخر و لطريقة استجابتك له. في اللحظة التى تكون فيها واعى لشئ ما ، تكون لديك بصيرة تبصر بها حقيقة امرة و تميز لما هو زائف منه ، و البصيرة ليست معناها جفاء القلب ، بل معناها عين القلب ذاتة.

احيانا يكون حظك سعيد ، فالشخص الذى افتتنت به ، بالصدفة طلع شخص يتمتع بتركيبة شخصية تتناسب مع تركيبتك الخاصة بك. في هذة اللحظة ، سوف تقسم بانك تتمتع باحلى لحظات الحب و السعادة مع هذا الشخص. حينما تنظر بعين الدقة لهذة العلاقة ، تجد ان اغلب الوقت يمر بينك و بين هذا الشخص ، ليس في فرح او سعادة مبالغ فيها، انما في هدوء و راحة نفسية و تناغم و التقاء و اتفاق و بناء و مرح . هذا هو المؤشر السليم للعلاقة الصحية.


فكر مرة اخرى في فيما اقولة، شعور بالهدوء و راحة نفسية و تناغم و التقاء و اتفاق و بناء و مرح و كان الامور ماشية عادي ، في مسار طبيعي . راحتك النفسية مع الشخص الاخر هى المقياس و ليس الاحساس المبالغ فية بالسعادة. لان السعادة ممكن تواجدها حتى مع عدم وجود الراحة النفسية، لكن الراحة النفسية لا تتواجد بدون سعادة. ابحث عن الراحة النفسية ، ستحصل عليها و مضاف اليها السعادة المتزنة. لكن ممكن هذا الشخص يعطيك السعادة بخفة ظلة او الهدايا ، و هذه الاشياء لا يتم تقديم معه الراحة النفسية.

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...