السبت، 11 أكتوبر 2014

معركة جبل المر

اللواء محمد الفاتح
و معركة جبل المر
هناك قانون يؤمن به القادة العسكريين فى العالم و هو " من يمتلك قمة الجبل خضع له السفح " قاعدة عسكرية يؤمن بها القادة العسكريين
على مدار التاريخ بعد ان اثبتت نجاحها فى الحروب وبذلك تكون قاعده صحيحة .. الا اذا كان من بالسفح هو اللواء محمد الفاتح كريم .
لواء محمد الفاتح كريم أبوعمر (العقيد وقتها) كان قائداً للواء الثانى المشاة الميكانيكى فى الفرقة 19 مشاة، من الجيش الثالث الميدانى، خلال حرب أكتوبر 1973، و كان قائد تحرير «جبل المر»، الواقع على بعد 12 كيلومتراً شرق قناة السويس، واستولى عليه العدو الاسرائيلى فى حرب 67، وتمركز فيه ليصب منه نيرانه علي مدينة السويس خلال حرب 67 وحرب الاستنزاف، وكان الجبل من الحصانة حتى أُطلق عليه (جبل الشيطان) ويبلغ طول الجبل 8.5 كيلو متر وارتفاعه 117 مترا وتحيط به الكثبان الرملية من كل جانب مما يجعل صعود المركبات إليه امرا شبه مستحيل.
صدرت للبطل محمد الفاتح الأوامر بالتقدم بقواته لتحرير جبل المر الذى تؤثر نيران القوة الإسرائيلية الموجودة عليه على الفرقة 19 بالكامل وتهددها بالفشل في تنفيذ مهمتها لتحكم الجبل في كل المنطقة المحيطة به وبالطبع كان قائد الفرقة العميد / يوسف عفيفى يعرف هذه القاعدة ويعرف أنها مهمة مستحيلة ولكنه أيضا كان يعرف الفاتح كريم الذى لا يعترف أن هناك شيء اسمه مستحيل .
وهكذا تقدم الفاتح كريم بقواته لتنفيذ المهمة وتنهمر النيران الإسرائيلية من فوق الجبل ومعها الصواريخ الأمريكية المضادة للمدرعات وتقوم بتدمير
بعض العربات فيقرر الرجل ترك العربات المدرعة حيث أن تدمير إحداها يعنى استشهاد كل من فيها ويأمر أن يترجل الجنود جميعا ويحتموا بالأرض من الموت القادم من قمة الجبل ويأتي الليل ومازالت النيران تنهمر كالسيل الجارف من قمة الجبل .
انها لحظة فاصلة يدركها الرجل التشبث بالحياة أم الذهاب وتحدى الموت فالتقط بندقيته ونهض وسأله ضباطه المحيطين به على فين يا أفندم .. فقال طالع الجبل وتقدم وحده صاعدا غير مبال بالموت وكأنه يبحث عن الاستشهاد وانتفض ضباطه وجنوده وتسابقوا للسير أمامه مشكلين من أجسادهم دروعا بشرية وهو يحاول أن يسبقهم وصرخته تهز الجبل الله اكبر ويفاجأ القائد الإسرائيلي أن سيل نيرانه هو والقوات التي معه غير قادر على إيقاف المصريين الذين يبدو أنهم قد عقدوا العزم على الاستشهاد جميعا على مطالع جبل المر الذى يهتز تحت صرختهم المدوية الله اكبر و هنا قرر القائد الاسرائيلى الانسحاب بقواته قبل ان يصل اليه الفاتح ورجاله الغاضبين ويفتكوا به هو وجنوده .
وتم تحرير الجبل و وقف الفاتح يؤم رجاله فى صلاة الفجر على قمته ، و تم ابلاغ اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني بخبر الاستيلاء علي جبل المر بعد 4 ساعات فقط من صدور الأمر باحتلاله وحينها بعد ان رأى اللواء عبد المنعم الانجاز بنفسه سأل الجنود بماذا نسمي الآن جبل المر؟ فصاح الجميع .. نسميه جبل الفاتح يا افندم.
وهكذا تم تغيير اسم الجبل من جبل المر الى جبل الفاتح تكريما للبطل الذى هزم الجبل و نجح فى اقتحامه وتحريره من يد العدو الإسرائيلى .
فتحية إلى أرواح الشهداء الذين جادوا بحياتهم على مطالع جبل الفاتح و نحية الى البطل اللواء محمد الفاتح الكريم و ابطال و شهداء نصر اكتوبر المجيد
مدد يارفاعي مدد
( مالك )

ليست هناك تعليقات:

قوة المراءة

أنت على حق، القوة العاطفية والحدسية هي من أهم مصادر القوة الفريدة للمرأة التي يمكن الاستفادة منها في المواقف الصعبة. دعني أوضح أكثر: 1. القو...