الاثنين، 1 سبتمبر 2014

احوال نفسية

ولا شك أن أهلك أخبر بالرجال, وأحرص على ما يصلح لك, وأرجو أن تعلمي أن هذا النفور له أسبابه, وسوف يزول بزوالها, ويخف جدا بوضعها في إطارها, وإعطائها حجمها المناسب, وقد أسعدنا خوفك من سخريته بالناس, ولعل هذا له علاقة بمحاولات إخفاء خصوصياته, فمن يعيب الناس يخاف أن يعاب, ولن يسلم إلا إذا ترك الناس وشأنهم.

ونقص مهارات الدعابة والفراش مما يجلب النفور, وسوف يرتفع مستوى ثقافته الجنسية مع مرور الوقت, ونتمنى أن تساعديه وتصعدي به ومعه, واعلمي أن المرأة تملك عناصر التأثير, فحاولي الاصلاح, واستعيني بربنا الفتاح.

الإنسان يتأثر في ألفاظه وطريقة كلامه ببيته, وأصدقائه, وتغيير السلبيات ممكن, لكنه يحتاج إلى بعض الوقت, فلا تيأسي, واستعيني بالله, ولا تتأثري بحجبه لبعض خصوصيات أسرته, وهذا متوقع ممن يترصد عيوب الناس؛ لأنه يشعر أن الناس أيضا لا يتركونه -ومن حقر الرجال فلن يهابا-.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله, وبكثرة اللجوء إليه, واقتربي من زوجك وتواصلي مع موقعك, ونسأل الله أن يوفقك.ولكن لم أستطع ترك ما أفعله)، هذا هو مدخل الشيطان إليك كونك مقتنع أنك لن تستطيع فلن تستطيع، إذا لم تغير هذه القناعة ولدي محمد فصدقني لن ينفع معك أي علاج، ولن تستجيب أو تستفيد من أي نصيحة لا بد أن تغير هذا الفهم، أنا أتمنى الآن بدل (أنا لم أستطع) تقول (أنا أستطيع)، وأتمنى الآن وأنت تقرأ -إن شاء الله- هذا الجواب تقول (أنا أستطيع أن أترك من أجل الله تعالى)، (أنا أستطيع أن أترك هذه المعصية حياءً من الله)، (أنا قادر على التوبة، أنا قادر على ترك الحرام، أنا قادر على ترك سماع الأغاني والموسيقى والنظر إلى الشيء المحرم)، أتمنى أن تستبدل هذه بتلك، هذا نوع من العلاج أنا لا أمزح معك، وإنما قل، أتمنى أن تقول هذا بنفسك خاصة قبل النوم، قبل أن تنام في فترة الألفة كما يقولون أي ما بين اليقظة والنوم، قل هذه الكلمة 10 مرات قل (أنا قادر على ترك المعصية حياءً من الله، أنا قادر على ترك الأغاني، أنا قادر على ترك النظر للحرام) عندما تقول هذا الكلام هذه رسائل إيجابية ترسلها لنفسك، سوف تشجعك على أخذ القرار. هذا أول شيء.

إذاً أنا معك، لا بد أن تلغي هذه العبارة تماماً من حياتك.

الأمر الثاني: فيما يتعلق بهذه المعصية، أولاً أنت على خير؛ لأن كون أنك تشعر بنوع من الندم، وتأنيب الضمير الشديد لفعل هذه المعصية معناها أن قلبك ما زال فيه قدر طيب من الخير -وأن الله لم يحرمك توفيقه ورضاه، ولكن هذا الخير يحتاج إلى أن تحافظ عليه؛ لأن هذا أشبه ما يكون بكأس به ماء لو تركت هذا الماء لأشعة الشمس اللافحة، فإنها سوف تبخر هذا الماء، وسوف تجد أن هذا الكأس أصبح فارغاً، ولكن ماذا نفعل لا بد أن تحافظ عليه، ولذلك أنت -بارك الله فيك- تحتاج إلى أن تأخذ قرارًا قويًا بالتوقف عن هذه المعصية، وأنت قادر على ذلك.

حاول -بارك الله فيك- أن تبحث في الأسباب التي تؤدي إلى الإثارة التي بها تقع في هذه المعصية، أنت الوحيد الذي تعرفها، أنت الوحيد الذي تعرف ما هي العوامل التي بها تضعف وتقع في هذه المعصية، أول شيء تفعله لا بد أن تأخذ القرار كما ذكرت لك.

الأمر الثاني: بارك الله فيك أن تبحث عن العوامل، هل هناك أحد يجبرك على سماع الأغاني؟ هل هناك أحد يجبرك على النظر للحرام؟ قطعاً ستقول لا، إذاً بارك الله فيك حاول وخذ قرارًا بترك الأغاني، خذ قرارًا وكن رجلا وقل الأغاني حرام، لن أسمع الأغاني.

الأمر الثالث: بارك الله فيك أيضاً نفس نظام النظر للحرام، نفس الشيء إذا كنت تدخل بعض المواقع المحرمة لا تدخل إليها -أخي محمد-؛ لأنك أنت الوحيد القادر على ذلك، إذا كنت تذهب إلى بعض الأماكن التي بها تسوق وغيرها لترى النساء لا تذهب، أي ابحث عن العوامل التي بها تضعف وحاول أن تقضي عليها، بذلك سوف تعالج، توجه إلى الله تبارك وتعالى.

رابعاً: بالدعاء والإلحاح عليه سبحانه وتعالى أن يعينك (قل يا رب أنا ضعيف فأعني) كما قال نوح عليه السلام: (رب أني مظلوم فانتصر) فأعطاه الله تبارك وتعالى ما أراد، فإذاً نفس النظام لا بد أن تتوجه إلى الله بالدعاء والإلحاح عليه.

حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة، أكثر من الدعاء خاصة في موطن السجود، اطلب من والديك الدعاء لك بالهداية والصلاح والتوفيق، اعلم أن هذه المعصية خطرها عظيم جداً؛ لأنها استنزاف لقواك التي منحك الله إياها وكثرة استعمالك لها سيؤدي إلى فشلك الذريع عندما تتزوج؛ لأنك تكون قد تعودت إفراغ شهوتك بهذه الآلة، بهذه الطريقة الآلية المعينة التي تستعملها فزوجتك لن تستطيع أن تصنع معك ذلك، وبالتالي لن تستمتع بحياتك، بل قد تصاب بضعف شديد حتى تعجز عن إعطاء زوجتك حقها الشرعي، فتتهمك بأنك لست رجلاً، بالله عليك هل تتمنى أن تقول امرأة بأنك لست رجلاً؟ بالله هل عليك هل تتمنى أن تقول لك: يا محمد بما أنك لست رجلا لماذا تزوجتني؟ هذا الكلام يقتل، فحاول يا ولدي حاول يا ولدي، وأنت قادر على ذلك بإذن الله تعالى.

الأمر الأخير: أتمنى أن تدخل إلى الاستشارات الأخرى التي تتعلق بكيفية التخلص من العادة السرية؛ لأن فيها مهارات وفيها أشياء عظيمة تستطيع أن تستفيد منها -بإذن الله تعالى- في دعم ما ذكرته لك.

ليست هناك تعليقات:

عطاء

قانون العطاء هو مفهوم متعدد الأبعاد، يشمل الجوانب الدينية، والكونية، والاجتماعية، والنفسية. بناءً على نتائج البحث، إليك توضيح شامل لهذا القا...