الخميس، 20 مارس 2014

Who Speaks for Islam?

‫الشابتان اللتان تز ّن صورتهما غالف هذه المطبوعة هما‬ ‫ي‬ ‫شابتان مسلمتان. وهما تعيشان بالقرب من مدينة ديترويت‬ ‫في والية مشيغان، حيث يعيش الكثير من األميركيين العرب‬ ‫والمسلمين. كل منهما تعبر عن إيمانها بطريقتها الخاصة،‬ ‫إذ ترى إحداهما ترتدي الزي التقليدي واألخرى الزي‬ ‫ّ‬ ‫المعاصر. وهما هنا تتنافسان بحدة في ملعب لكرة السلة،‬ ‫في لعبة تجمع بين المهارات الفردية وروح الفريق معا.‬ ‫هاتان الشابتان – شأنهما شأن الرجال والنساء واألطفال‬ ‫اآلخرين في هذه المطبوعة – يظهرون ما يعنيه أن يكون‬ ‫المرء مسلما في أميركا اليوم.‬

‫املسلمون‬ ‫في أميركا‬
‫“إنا أميركي بروح أميركية” ............... 2‬ ‫بناء حياة في أميركا ............... 4‬ ‫شباب مسلمون يتركون بصماتهم ............... 5‬

‫المقدمة‬

‫مقال صور‬ ‫سير ذاتية‬

‫صورة إحصائية ............... 84‬ ‫مساجد األحياء ............... 25‬ ‫مسلسل تاريخي ألحداث مهمة ............... 65‬ ‫ببليوغرافيا ............... 36‬

‫موارد معرفية‬

‫هل تعلم؟ ملصق لعدد من الفنانين‬

‫ملحق‬

‫1‬

‫“أنا أميركي بروح مسلمة”‬
‫والواقع هو أننا الشعب األكثر تديناً‬ ‫في الغرب والبلد األكثر تنوعاً دينياً‬ ‫في العالم. وقد أصبح اآلن برج‬ ‫الكنيسة القائم على التلة في وسط‬ ‫المساجد‬ ‫العبرية‬ ‫بمآذن‬ ‫محاطاً‬ ‫المدينة‬ ‫وبالنصوص‬ ‫اإلسالمية،‬ ‫أحب أميركا ليس ألنني واهم بأنها‬ ‫مثالية كاملة، بل ألنها تسمح لي‬ ‫المشاركة في تقدمها رغم كوني إبناً‬ ‫لمهاجرين مسلمين من الهند، وتتيح‬ ‫لي مكانا في ما تنطوي عليه من وعد،‬ ‫ولعب دور لنفسي في ما تنطوي عليه‬ ‫من إمكانيات.‬
‫إيبو با تيل‬

‫المحفورة على المعابد اليهودية،‬ ‫وبتراتيل المعابد البوذية، وبتماثيل‬ ‫المعابد الهندوسية. والواقع، إن‬ ‫عدد المسلمين يبلغ اآلن أكثر من عدد البروتستانت األسقفيين‬ ‫في أميركا، وهو الدين الذي كان يعتنقه الكثير من اآلباء‬ ‫المؤسسين ألميركا.‬ ‫ولمئة عام خلت، ح ّر الباحث األميركي األفريقي، وليام‬ ‫ذ‬ ‫ادوارد بورغارد ديبوا أن مشكلة القرن ستكون حاجز اللون.‬ ‫ومن المرجح أن يسيطر حاجز مختلف على القرن الحادي‬
‫2‬

‫لقد ع ّر جون وينثروب، أحد أول‬ ‫ب‬

‫المستوطنين األوروبيين في أميركا، عن اإلحساس بهذه‬ ‫اإلمكانية إذ قال ألقرانه من المواطنين ان مجتمعهم سوف‬ ‫يصبح أشبه بمدينة على تلة، منارة مشعة للعالم. كان هذا األمل‬ ‫متجذر في اإليمان المسيحي الذي آمن به وينثروب، وليس‬ ‫هناك من شك بأنه تصور مدينته القائمة على تلة يتوسطها‬ ‫برج كنيسة. وعلى مر القرون، بقيت أميركا بلد اً متديناً بعمق،‬ ‫ّ‬ ‫ولكنها في الوقت نفسه أصبحت بلد اً تعددياً بشكل ملفت.‬

‫تتحقق هذه اإلمكانية: مدينة تقوم على تلة لتتشارك فيها،‬ ‫باحترام، مجتمعات دينية مختلفة تتشاطر حيزا واحدا وتخدم‬ ‫جماعياً الخير العام، عالم تتعاون فيه األمم والشعوب المتنوعة‬ ‫بعضها مع البعض اآلخر في روح من اإلخاء والفضيلة، قرن‬ ‫نحقق فيه حياة مشتركة معاً.‬

‫والعشرين، أال وهو حاجز المعتقد. فاألسئلة األكثر إلحاحاً التي‬ ‫يواجهها بلدي (أميركا)، وديني (اإلسالم)، وجميع شعوب اهلل‬ ‫في العالم، قد تكون هذه: كيف سيتمكن الناس الذين قد تكون‬ ‫لديهم أفكار مختلفة حول ما في السماء من التفاعل معاً على‬ ‫األرض؟ هل سيتعلم برج الكنيسة، ومئذنة الجامع، والكنيس‬ ‫اليهودي، والمعبد البوذي، والهيكل الهندوسي مشاركة المكان‬ ‫مع سواه في مدينة جديدة قائمة على التلة؟‬ ‫إني أعتقد أن أخالقيات أميركا، التي تجمع بين التسامح‬ ‫واإلجالل، قد يكون لها دور خاص للمساهمة في حل هذه‬ ‫ا لمسأ لة .‬ ‫ُّعاً عظيماً لألرواح البشرية، األكثرية‬ ‫ت ِّل أميركا تجم‬ ‫ُشك‬ ‫الساحقة التي جاءت من مكان آخر. تكمن العبقرية األميركية‬ ‫ٍ‬ ‫في إتاحة الفرصة لهؤالء الناس للمساهمة بنسيجهم االجتماعي‬ ‫في التقاليد األميركية، وفي إضافة أنغام جديدة إلى اللحن‬ ‫األميركي.‬ ‫أنا أميركي بروح مسلمة. في طيات روحي تاريخ طويل يضم‬ ‫أبطا ال وحركات شعبية وحضارات سعت للخضوع إلى مشيئة‬ ‫ً‬ ‫اهلل. سمعت روحي عظات النبي محمد صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫حول الرسالة األساسية لإلسالم: التوحيد والزكاة، والعدل‬ ‫الرحيم، ووحدانية اهلل. وفي العصور الوسطى، طافت روحي‬ ‫الشرق والغرب، وهي تصلي في المساجد وتدرس في مكتبات‬ ‫مصر، وبغداد، وقرطبة، هذه المدن اإلسالمية العظيمة التي‬ ‫كانت قائمة في القرون الوسطى. لقد هامت روحي مع جالل‬ ‫الدين الرومي، وقرأت ما كتبه أرسطو وأبقراط، وجالت على‬ ‫آسيا الوسطى مع نصير خوسرو. وفي الحقبة االستعمارية،‬ ‫تحركت روحي المسلمة في سبيل العدالة. ومشت مع عبد‬ ‫الغفار خان، وخوداي خدمتغارس، في مقاومتهما الالعنفية‬ ‫(الساتياغرا) لتحرير الهند. وقفت روحي مع فريد اسحق،‬ ‫وابراهيم موسى، وراشد عمر، باإلضافة إلى حركة الشباب‬ ‫المسلم في نضالها لجعل جنوب أفريقيا بلدا متعدد الثقافات.‬ ‫أرى بعيني األولى هذه النظرة اإلسالمية القديمة للتعددية،‬ ‫وأرى بعيني الثانية الوعد األميركي. وفي قلبي أصلي كي‬

‫كاتب هذه الكلمات ايبو باتيل، هو المدير التنفيذي لجماعة الشباب‬ ‫للحوار بين األديان في شيكاغو، بوالية إلينوي، وهو أحد قادة حركة‬ ‫الحوار بين األديان.‬

‫3‬

‫بناء حياة في أميركا‬

‫4‬

‫عبد اهلل وماجدة السعدي يتسوقان في متجر وول مارت في مدينة ديربورن بوالية مشيغان.‬

‫األحيان.‬ ‫وكثير اً ما كان استقبالهم األول مضطرباً. وجد هؤالء‬ ‫األميركيون الجدد أرضاً جديدة شاسعة نهمة ألياديهم العاملة.‬ ‫ولكن كان بعض األميركيين غير المعتادين على عادات وأديان‬ ‫الوافدين الجدد، يعامل هؤالء األميركيين الجدد كغرباء،‬ ‫معتقد اً انهم لن يصبحوا أميركيين حقيقيين. وكم كان هؤالء‬ ‫على خطأ. فمع الحرية، واإليمان، والعمل الدؤوب، أضافت‬ ‫كل موجة متعاقبة من المهاجرين مساهمتها المميزة إلى القصة‬ ‫األميركية، وأغنت مجتمعنا وثقافتنا، وشكلّت المعنى الدائم‬ ‫للتطور والديناميكية الدائمة للكلمة الوحيدة التي تجمعنا معاً،‬
‫5‬

‫وفد المهاجرون إلى أميركا من كل أقطار العالم. وقد يتنوع‬ ‫الناس في ما بينهم، إال أن األسباب التي تدعوهم إلى الهجرة‬ ‫متشابهة إجماال: فالبعض سعى إلى الهروب من طريقة عيش‬ ‫قديمة، والبعض اآلخر سعى إلى إيجاد حياة جديدة. وقدم البعض‬ ‫هربا من العنف، وكان آخرون يفرون من قيود العادات، والفقر،‬ ‫أو لمجرد عدم توفر الفرص ليس إال. أتوا بمعظمهم من أوروبا‬ ‫في القرن التاسع عشر، ومن ثم من بقية أنحاء العالم، مثل آسيا،‬ ‫وأفريقيا، والشرق األوسط، وأميركا الجنوبية والوسطى، في‬ ‫القرنين العشرين والحادي والعشرين.‬ ‫وقد وصلوا حاملين معهم األمل، وال شيء سواه في غالب‬

‫صور‬

‫في أي يوم‬

‫مقال‬

‫الصور أعاله إلى اليمين: الشابة المسلمة ص َف بوت تسو ي حجابها، و إلى‬ ‫ّ‬ ‫َد‬ ‫اليسار، موظفون مسلمون في الكونغرس يأخذون استراحة من عملهم في‬ ‫مبنى الكونغرس في واشنطن العاصمة.‬

‫أال وهي، “أميركي”. أ ّا اليوم، فقد أصبحت هذه القصة هي‬ ‫م‬ ‫المهاجرون اليها في القرن التاسع عشر، إال ان االميركيين‬ ‫الجدد ال زالوا يواجهون اليوم التحدي القديم ذاته للمهاجر،‬ ‫أال وهو تحديد ح ّز لهم في النسيج االجتماعي واالقتصادي‬ ‫ي‬ ‫والسياسي للبالد.‬ ‫ولنأخذ األختين آسيا وإيمان بنداوي مثا ال على ذلك.‬ ‫ً‬ ‫فوالدهما هما قدما من الجزائر، وقد نشأت الفتاتان قرب‬ ‫شيكاغو، بوالية إلينوي كأميركيتين مسلمتين، وبحسب ما نقلته‬ ‫محطة اإلذاعة القومية العامة (إن بي آر)، فقد نشأت آسيا‬ ‫وإيمان على مشاهدة محطة نيكيلوديان التلفزيونية لألطفال،‬
‫6‬

‫قصة المسلمين األميركيين أيضاً.‬ ‫في العام 5691، أعاد قانون الهجرة الجديدة جذريا صوغ‬ ‫تدفق األميركيين الجدد على البالد. فلم تعد الحصص العائدة إلى‬ ‫األصول القومية هي التي تقرر من الذي سيأتي، بل حلّت محلها‬ ‫فئات جديدة من التصنيف تقوم على أساس العالقات العائلية‬ ‫والمهارات المهنية. ومع هذا التغير، ارتفعت أعداد المهاجرين‬ ‫ارتفاعاً هائ ً، آتية معها باألعداد الضخمة للمهاجرين المسلمين‬ ‫ال‬ ‫من جنوب آسيا والشرق األوسط القادمة إلى الواليات المتحدة.‬ ‫وصلوا إلى دولة مختلفة كثير اً عن تلك التي كان قد اختبرها‬

‫على هذه الصفحة أعاله: تمثل الصورة العليا مصممة األزياء، بروك صمد‬ ‫وهي تقارن بين قطع من القماش. والصورة السفلى تُظهر تحقيق عباسي‬ ‫واقفا في متجر األقمشة الذي يملكه في يونيون سيتي بوالية نيو جيرزي.‬

‫7‬

‫وكذلك محطة الجزيرة اإلخبارية على حد سواء. وحين كانتا‬ ‫تطلبان المأكوالت الجاهزة من الخارج، كان يقع اختيارهما‬ ‫أحياناً على دجاج كنتاكي المقلي، وأحياناً أخرى على مطعم‬ ‫الفالفل المفضل لديهما.‬ ‫وتقول آسيا، البالغة من العمر 02 عاماً، لمحطة إن بي آر:‬ ‫“في أميركا ُعر ف عن أنفسنا بأننا مسلمون في بادئ األمر،‬ ‫ن ّ‬ ‫الن هذا ما يميزنا، على ما أظن”. ثم تضيف، “لكن في بلد‬ ‫آخر، أي في بلد إسالمي مث ً، نقول إننا أميركيون.”‬ ‫ال‬ ‫قصة آسيا وإيمان هي قصة الفتة وليست كذلك في ذات‬ ‫الوقت، إذ ليس هنالك من طابع أميركي اكثر من ان تقوم‬ ‫األجيال الجديدة، المكونة من مزيج متنوع من اإلثنيات‬ ‫واألديان، بالتعريف عن نفسها بأنها أميركية.‬ ‫“لقد كانت أميركا على الدوام هي األرض الموعودة‬ ‫هذا ما تالحظة‬ ‫للمسلمين وغير المسلمين، على حد سواء”،‬ ‫األميركية اإليرانية بهزاد يوغمايان في كتابها تحت عنوان،‬ ‫“احتضان غير المؤمنين: قصص المسلمين المهاجرين في‬ ‫رحلتهم غرباً”. وقالت لجريدة نيويورك تايمز، “إنهم ال يزالون‬ ‫يفدون إلى هنا ألنهم يجدون في الواليات المتحدة ما ال يجدونه‬ ‫في بلدهم األم.”‬ ‫وإذ تقتفي قصص القادمين المسلمين األميركيين أثر اً مألوفاً،‬ ‫لكن كل واحدة منها تضيف، إلى حد يتع ّر قياسه، إلى التنوع‬ ‫ّ ذ‬ ‫الحيوي لدولة وجدت ليس على أساس النسب المشترك، بل‬ ‫على أساس القيم المشتركة للحرية، وتوفير الفرص، والحقوق‬ ‫المتساوية للجميع.‬
‫في الصورة أعاله: عبدي محمد يؤدي صالة العشاء في بقالته الواقعة في أوماها،‬ ‫بوالية نيبراسكا.‬

‫“وفي كل حقبة من حقبات التاريخ األميركي، كان هناك‬ ‫رجال ونساء من مختلف أنحاء العالم يختارون التجربة‬ ‫األميركية”. هذا ما كتبته المؤرخة هاسيا داينر، وأضافت:‬ ‫“وصلوا غرباء، يحملون معهم اللغات والثقافات واألديان‬ ‫التي بدت أحياناً غريبة عن صلب الحياة األميركية. وعلى‬ ‫مر األزمان، ومع تغ ّر األفكار حول الثقافة األميركية، بنى‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫المهاجرون والمتحدرون منهم، في نفس الوقت، مجتمعات اثنية‬

‫8‬

‫في الصورة العليا إلى اليسار، عائلة في منزلها في بروكلن، بمدينة نيويورك،‬ ‫تقوم بالبحث عن موضوع معين على اإلنترنت. في الصورة السفلى إلى‬ ‫اليسار، سوزان فضل اهلل تحضر وجبة اإلفطار في شهر رمضان. في الوسط،‬ ‫ّ‬ ‫يقوم الجزار نعمة منصور بفرم اللحم الحالل في والية مشيغان.‬

‫9‬

‫إلى اليمين، الدكتورة مايا حمود وهي تحمل الكتيب‬ ‫الطبي الذي كتبته باللغة العربية، وفي الصورة‬ ‫أعاله، بطاقة اسم لمحمود عطوي، العامل بمحالت‬ ‫وول مارت، مطبوعة باللغتين اإلنجليزية والعربية.‬

‫01‬

‫كما شاركوا في الحياة المدنية األميركية، مسهمين في بناء‬ ‫البالد بمجملها.”‬ ‫يملك األميركيون المسلمون تنوعاً شديد الغرابة بحد ذاته حتى‬ ‫ولو نظرنا إليه على أساس المعايير األميركية. وفي مفارقة‬ ‫كبرى مع مجموعات أخرى من المهاجرين، ال يمكن التعريف‬ ‫عن األميركيين المسلمين على أساس العرق أو األصل، وبهذا‬ ‫المعنى، فهم أكثر شبهاً باألميركيين األسبان الذين ترجع‬ ‫أصولهم إلى إسبانيا كما واألمم المتعددة في أميركا الالتينية‬ ‫وفي جزر الكاريبي.‬ ‫وقد يكون التنوع اإلسالمي في أميركا حتى أكبر من هذا‬ ‫أيضاً، من حيث أن المسلمين األميركيين أتوا من أصول تعود‬ ‫إلى جنوب آسيا، والشرق األوسط، وجنوب شرق آسيا، ومنطقة‬ ‫البلقان األوروبية، وأفريقيا، باإلضافة إلى مجموعة صغيرة‬ ‫لكن متنامية من المسلمين األسبان.‬ ‫وبما ان الواليات المتحدة ال تصنف السكان بحسب أديانهم،‬ ‫فليس هناك من إحصاء معتمد للسكان المسلمين. وتتفاوت‬ ‫تقديرات عددهم بين مليونين وسبعة ماليين او أكثر. من بين‬ ‫هؤالء، يتحدر 43 بالمئة تقريباً من أصول باكستانية أو جنوب‬ ‫آسيوية، و62 بالمئة من أصول عربية.‬ ‫وهناك نسبة 52 بالمئة أخرى من األميركيين المسلمين‬ ‫هم من أصل أميركي أقدم، وهم في معظمهم من األميركيين‬ ‫األفريقيين، وهذا ما يضيف أطيافاً أخرى إلى التجربة األميركية‬ ‫اإلسالمية الغنية. وبكلمات أخرى، فإن قصة األميركيين‬ ‫المسلمين ال تتوقف عند الهجرة واألمركة فحسب، بل هي أيضاً‬ ‫جزء من المواضيع األكثر قوة في التاريخ األميركي: النضال‬ ‫لتحقيق المساواة بين األعراق.‬ ‫وثمة مساجد ومؤسسات اجتماعية وثقافية إسالمية في جميع‬ ‫أنحاء البالد، في المراكز المدنية والمجتمعات الريفية على حد‬ ‫سواء. أترغب في زيارة المتحف الدولي للثقافة اإلسالمية، وهو‬ ‫متحف التاريخ اإلسالمي األول في الواليات المتحدة؟ دعك من‬ ‫مسألة السفر إلى نيويورك، أو إلى واشنطن، وبد ال من هذا‬ ‫ً‬
‫11‬

‫صور‬

‫احلياة املهنية‬

‫مقال‬

‫في الصورة أعاله صاميول حق نور، الفائز بجائزة فيندي السنوية لمدينة‬ ‫نيويورك كأفضل بائع مأكوالت متج ّل.‬ ‫و‬

‫المدير السابق للمعاهد القومية للصحة، الدكتور إلياس زرهوني يقدم عرضا.‬

‫اليهود.‬ ‫إن التعميم بشأن أي تنوع سكاني كهذا، يجعل األمور أكثر‬ ‫غموضاً مما يوضحها. ومن األفضل، ربما، دراسة تجارب‬ ‫نموذجية.‬ ‫الشاعرة األميركية األفريقية المشهورة مايا أنجلو أشارت‬ ‫إلى أن “علينا جميعا أن نعرف أن التنوع يؤدي إلى نسيج غني،‬ ‫وعلينا أن نفهم أن جميع خيوط هذا النسيج هي متساوية في‬ ‫القيمة، بغض النظر عن لونها، وهي متساوية من حيث القيمة،‬ ‫بغض النظر عن تركيبتها.”‬ ‫فعلى سبيل المثال، وجدت إيمان بنداوي من شيكاغو،‬
‫21‬

‫توجه إلى حي الفنون (آرتس ديستريكت) في مدينة جاكسون،‬ ‫بوالية مسيسيبي. أما ديربورن في والية مشيغان فهي موطن‬ ‫أكبر تجمع لألميركيين العرب في البالد. بينما يشكل المسلمون‬ ‫من جنوب آسيا وأفريقيا إثنيات متنوعة ومتنامية في منطقة‬ ‫نيويورك-نيو جيرزي. وقد استقر الصوماليون بأعداد كبيرة‬ ‫في منيابوليس، وفي سانت بول في والية منيسوتا. وكذلك،‬ ‫فان منطقة جنوب كاليفورنيا هي المستقر األكبر في البالد‬ ‫لألميركيين اإليرانيين.‬ ‫ولكن هذه المجتمعات االثنية هي بالكاد متجانسة. فالكثير‬ ‫من العرب الذين يعيشون في ديربورن وفي أماكن أخرى من‬ ‫الواليات المتحدة هم مسيحيون وليسوا مسلمين، والعديد من‬ ‫األميركيين اإليرانيين الذين يعيشون في لوس أنجلوس هم من‬

‫“يجب ان نعرف جميعاً أن التنوع يؤدي إلى نسيج أغنى”. هذا ما تقوله‬ ‫الشاعرة الشهيرة األميركية األفريقية مايا اجنلو، وتضيف، “يجب علينا أن‬ ‫نفهم ان كل خيوط القماشة متساوية القيمة بغض النظر عن ألوانها، وهي‬ ‫متساوية أيضاً في األهمية مهما كان نوع نسيجها.”‬ ‫- مايا أجنلو‬

‫باتجاه عقارب الساعة من اليمين، الصورة العليا الفنانة الكوميدية ميسون‬ ‫زايد تؤدي وصلتها الكوميدية االعتيادية وقوفاً، وفي األسفل، تبدو الرقيب‬ ‫األول ماجدة خليفة في لباسها العسكري األميركي، وفي الصورة اليمنى،‬ ‫العب الهجوم في فريق ساكرمنتو كينغز في كرة السلة شريف عبدالرحيم‬ ‫يقفز لتسديد هدف.‬

‫31‬

‫صور‬

‫اخلدمة‬

‫مقال‬

‫مسلمون ومسلمات في مسيرة لدعم العمل التطوعي، والى أعالها ناشطات مسلمات في جلسة نقاش مفتوحة لحل مشاكل مجتمعهن.‬
‫41‬

‫ان الحرية تتعلق بقرارها ارتداء غطاء الرأس. وهي تتذكر‬ ‫حادثة ما زالت حية في ذهنها أثناء رحلة لها مع طلبة مدرستها‬ ‫الثانوية إلى باريس حين تحدثت مجموعتها إلى فتيات في إحدى‬ ‫المدارس اإلسالمية الخاصة التي أنشئت رد اً على قانون فرنسي‬ ‫يحظر غطاء الرأس في المدارس الحكومية، “كنت أنا ورفاقي‬ ‫ننظر إليهن”، هذا ما قالته بنداوي لمحطة إن أر بي، وأضافت،‬ ‫“وفي تلك اآلونة كنت احمد اهلل النني أعيش في أميركا حيث‬ ‫أستطيع ان أمشي في الشارع والمنديل على رأسي من دون ان‬ ‫اضطر إلى نزعه بسبب المحافظة على مقعدي في المدرسة.”‬ ‫أما بالنسبة إلى المهاجرة الباكستانية، نور فاطمة، فان‬ ‫الحرية تعني انها بعد انتقالها إلى منطقة في حي بروكلن، بمدينة‬ ‫نيويورك، المعروفة باسم باكستان الصغرى، أصبحت تستطيع‬ ‫ان تختار نزع المنديل عن رأسها، سعيدة بفكرة ان االميركيين‬ ‫يعتبرون هذه االختيارات االجتماعية والدينية مسائل شخصية‬ ‫بوجه عام. “هذه أرض الفرص، فالكل متساوون هنا”، هذا ما‬ ‫قالته فاطمة لجريدة النيويورك تايمز. وأضافت، “جئت إلى‬ ‫الواليات المتحدة النني أريد تحسين نفسي. فقد ولدت هنا من‬ ‫جديد.”‬ ‫واليوم، في اآلالف من الظروف المختلفة، يحتضن‬ ‫األميركيون الذين يتبعون الدين اإلسالمي تراثهم على انه جزء‬ ‫أساسي من هوية هي من نسج ذواتهم يختارون فيها من بين كل‬ ‫اإلمكانات المتاحة للحرية التي تمنحها هذه األرض لمواطنيها.‬ ‫وفيما هم يستكشفون هذه اإلمكانيات، فانهم يكتشفون أيضاً انهم‬ ‫قد أصبحوا أميركيين.‬ ‫“إننا نشدد على الهوية اإلسالمية األميركية، وعلى ان‬ ‫الوطن هو المكان الذي سينشأ فيه أحفادنا، وليس حيث دفن‬ ‫أجدادنا”، هذا ما قاله المدير التنفيذي لمجلس الشؤون اإلسالمية‬ ‫العامة سالم المرياطي لجريدة ساكرامنتو بي في كاليفورنيا.‬ ‫يساهم‬ ‫وجمعياتهم،‬ ‫وثقافتهم،‬ ‫أعدادهم،‬ ‫تنامي‬ ‫ومع‬
‫باتجاه عقارب الساعة: في الصورة العليا فاروق أبو الذهب يتحدث عن‬ ‫التعددية في مسجده، والى أسفلها قادة دينيون من مختلف الديانات يجتمعون‬ ‫احتفا ال بالسالم والتسامح، وفي الصورة السفلى تبدو سارة الطنطاوي وهي‬ ‫ً‬ ‫تجيب عن األسئلة في مؤتمر صحفي.‬

‫األميركيون المسلمون في كل ميدان، بدء اً باألعمال التجارية‬ ‫والدراسات العلمية ووصو ال إلى الرياضة والفنون. كما تتفاوت‬ ‫ً‬ ‫رواياتهم من صاميول حق نور، الذي ولد في باكستان، والذي‬
‫51‬

‫اإلمام هاشم رضا يؤم في المصلين في صالة الميت في مركز الفاطمة اإلسالمي في مدينة كولوني، بوالية نيويورك، في تشييع محسن ناغفي، وهو ضابط في‬ ‫الجيش األميركي قتل جراء انفجار قنبلة كانت زرعت على جانب الطريق في أفغانستان.‬

‫61‬

‫استحقت أطباقه الحالل الغنية بالتوابل، منحه جائزة 6002‬ ‫كأفضل بائع مأكوالت متجو ل في نيويورك، مرور اً بالدكتور‬ ‫ّ‬ ‫الياس زرهوني، الجزائري المولد، الذي هو مدير المعاهد‬ ‫القومية للصحة من العام 2002 إلى العام 8002، والمعلّق‬ ‫والمحرر فريد زكريا في مجلة نيوزويك، وصو ال إلى الممثل‬ ‫ً‬ ‫وفنان الهيب هوب موس ديف . ومن نجم كرة السلة المحترف‬ ‫ّ‬ ‫ديكمبي موتومبو في فريق هيوستن روكتس، وصو ال إلى‬ ‫ً‬ ‫نائب والية مينيسوتا كيث أليسون، وهو أول عضو مسلم في‬ ‫الكونغرس األميركي.‬ ‫فضال عن ذلك، يعمل جيل جديد من األميركيين المسلمين‬ ‫على إثراء ميادين أخرى في الحياة األميركية من الطب،‬ ‫والعلم، وصوال إلى األدب األميركي. فهناك الطبيبة النسائية‬ ‫نوال نور، المولودة في السودان والتي نشأت في مصر، هي‬ ‫رائدة في حقل صحة المرأة، كونها مؤسسة مركز الصحة‬ ‫النسائية األفريقي في بوسطن، بوالية مساتشوستس. وقد ُنحت‬ ‫م‬ ‫منحة مكارثر الرفيعة (التي يشار اليها تحت االسم المختصر‬ ‫“بمنحة العباقرة”) في العام 3002، وجائزة جامعة ستانفورد‬ ‫للباحثين المسلمين في العام 8002.‬ ‫وقد أضاف العالم األميركي اإليراني في جامعة واشنطن،‬ ‫باباك بارفيز تقدماً جديد اً إلى علم التكنولوجيا المتناهية الصغر‬ ‫(نانو تكنولوجي) عن طريق تطبيقات بيولوجية وإلكترونية‬ ‫متناهية الصغر على صعيد الخاليا والجزيئات، بما فيها أدوات‬ ‫صغيرة جد اً تستطيع ان تتجمع وأن تعيد تجميع نفسها ذاتياً.‬ ‫أما الكاتبة مهجة كهف، التي جاءت من سوريا وهي‬ ‫طفلة، فقد وجهت انتقادات الذعة للثقافة األميركية عموماً،‬ ‫كما انتقدت األميركيين المسلمين أنفسهم، بقدر من المفارقة‬ ‫الرقيقة والمالحظات الحادة الالذعة في كتاب شعرها الذي جاء‬ ‫بعنوان، رسائل إلكترونية من شهرزاد. كما في رواية سيرتها‬ ‫الذاتية التي تجري أحداثها في والية انديانا، بعنوان، الفتاة ذات‬ ‫الوشاح البرتقالي، وهذان الكتابان استقطبا من حولها معجبين‬ ‫متحمسين، وال سيما بين الفتيات األميركيات المسلمات األصغر‬ ‫سناً .‬

‫وهي تكتب أيضاً عمودا جريئا على شبكة اإلنترنت‬ ‫عن العالقات العاطفية والجنس، وتتوجه في هذا العمود إلى‬ ‫المسلمين والمسلمات الشباب وتؤمن انه مع أعمال كهذه، مثل‬ ‫السيرة الذاتية لمالكوم اكس، ورواية راكض الطائرة الورقية،‬ ‫لخالد الحسيني، يمكن لألدب األميركي اإلسالمي اآلن أن يعتبر‬ ‫بصورة مشروعة نوعاً مميز اً من األدب.‬ ‫ولد فادي جودة لوالدين فلسطينيين في والية تكساس وأصبح‬ ‫طبيباً في قسم الطوارئ، وهو يعمل اآلن في هيوستن. وكان قد‬ ‫عمل مع “أطباء بال حدود” في مخيمات الالجئين في زامبيا‬ ‫وفي دارفور، بالسودان. وهو أيضاً شاعر جديد بارز، وفائز‬ ‫بجائزة “سلسلة ييل للشعراء الشباب”، الرفيعة الشأن، وذلك‬ ‫عن مجموعته الشعرية التي تحمل عنوان، األرض في العل ّة.‬ ‫ي‬ ‫“إنها قصائد صغيرة، والعديد منها هكذا، لكن فيها عظمة‬ ‫المفهوم اآلسر”، هذا ما كتبته الشاعرة والناقدة لويز غلوك في‬ ‫مقدمتها لكتاب جودة. وأضافت، “يصبح اآلباء واألخوة أنبياء،‬ ‫وتصبح الفرضية حلما، وتتحول التفاصيل البسيطة للمناظر‬ ‫الطبيعية نفسها إلى رموز وتوقعات. هذا الكتاب متنوع،‬ ‫متماسك، وعاصف: إذ يستحيل تركه جانباً أو نسيانه.”‬ ‫هناك إسالم أميركي حقيقي جديد في طور التشكل، وهو‬ ‫تطور ناتج عن الحريات األميركية، ولكنه أيضاً ناتج عن أحداث‬ ‫الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1002. رغم أن استطالعات‬ ‫الرأي التي قام بها مركز بيو لألبحاث وسواه من المراكز‬ ‫أظهرت أن المستوى التعليمي لألميركيين المسلمين ونسبة‬ ‫نجاحهم هما أعلى من المعدل، لكن الهجمات اإلرهابية، التي‬ ‫خطط لها ونفذها أشخاص غير أميركيين، قد أثارت الشكوك‬ ‫في صفوف االميركيين اآلخرين الذين أدت ردود فعلهم الفورية‬ ‫وتوصيفاتهم العرقية، إلى استثارة نوع من االستبعاد والعزلة‬ ‫لجماهير المسلمين األميركيين. ومن المحزن أن شكوكاً كهذه‬ ‫ليست غير معتادة، إن كان في الواليات المتحدة أم في دول‬ ‫أخرى، خالل فترات الحروب، أو وحينما ُخشى من وقوع‬ ‫ي‬ ‫هجمات خارجية. إ ال أن العام 8002 ليس كالعام 2002 حين‬ ‫ّ‬ ‫كانت المخاوف والشكوك في أوجها. كما أن السياق مهم أيضاً:‬ ‫فكل مجموعة مهاجرة كبير العدد في الواليات المتحدة واجهت‬

‫71‬

‫في الصورة العليا، طالب ومرشدون يرسمون جدارية زيتية تمثل التنوع الديني في فيالدلفيا، بوالية‬ ‫بنسلفانيا، وإلى اليمين، تجيب ياسمين عصفور على سؤال في حصة شؤون الحكم في ثانوية ماونتن‬ ‫بوينت، قرب فينيكس، بوالية أريزونا.‬

‫صور‬

‫ا لتعليم‬

‫مقال‬

‫81‬

‫هذه الصفحة باتجاه عقارب الساعة، إلى ليسار ، األخت هالة حازمي، واقفة، تساعد زينب غانم على حل مسألة رياضيات في والية مشيغان. عدنان قاسم ينحني‬ ‫مصلياً خالل صف لتعليم أصول الصالة في والية نيو مكسيكو. طالب أثناء رحلة ميدانية في زيارة إلى المتحف الدولي للثقافة اإلسالمية في جاكسون بوالية‬ ‫مسيسيبي .‬

‫91‬

‫األعلى باتجاه عقارب الساعة،، الصورة التالية العبات كرة السلة في مدرسة ثانوية يتحضرن لمباراة في والية مشيغان. في نورث كارولينا، تظهر روحي برلفي‬ ‫إلى اليمين ، وهبة صداق وهما تحضران لباسهما الرياضي لكرة السلة استعداد اً ليوم المباراة. ليلى الكهلوت، في المقدمة، وساشا خافض، وهما تتنافسان على كرة‬ ‫السلة خالل منافسات كرة السلة للشباب في فلوريدا.‬
‫02‬

‫صور‬

‫اإلميان‬

‫مقال‬

‫“بدا العرض السنوي في يوم االستقالل الباكستاني مغمور اً‬ ‫باألعالم األميركية”، هذا ما كتبته جريدة التايمز، وأضافت،‬ ‫“هذا يشير إلى التحو ل في أوساط االثنيات المهاجرة اإلسالمية‬ ‫ّ‬ ‫في مختلف أنحاء البالد.”‬ ‫ومن بين ردود الفعل الصحية على التوترات التي أطلقتها‬ ‫الهجمات اإلرهابية، نذكر توسع مجال حوار تالقي األديان في‬ ‫الواليات المتحدة.‬ ‫“في كل مرة تتشاطر فيها حيزا مشتركا مع أحد من ثقافة‬ ‫مختلفة، ال بد من أن تنضج كفر د وتتعلّم النظر إلى األمور من‬ ‫ٍ‬ ‫زاوية أخرى”، هذا ما قالته كريمة داوود في الرسالة التي تقوم‬
‫22‬

‫درجة معينة من التمييز العنصري واالستياء في هذه البالد في‬ ‫مرحلة من مراحل تطورها، وتغلّبت عليها.‬ ‫فعلى سبيل المثال، احتفلت نور فاطمة بحريتها الجديدة بين‬ ‫الجالية الباكستانية في نيويورك، حيث كان الخوف عارماً منذ‬ ‫بضع سنوات، عندما أقفلت المدارس والمؤسسات التجارية التي‬ ‫يملكها باكستانيون أو مسلمون على أثر أحداث الحادي عشر‬ ‫من أيلول/سبتمبر، بحسب ما ورد في جريدة نيويورك تايمز.‬ ‫لكن مع وصول فاطمة، كانت “باكستان الصغرى” قد استعادت‬ ‫حيويتها تحت قيادة رجل األعمال المحلي مو رازفي، الذي‬ ‫ساعد على االبتداء في إعطاء حصص لدراسة اللغة اإلنجليزية‬ ‫والكمبيوتر، وفتح مركز اً اجتماعياً، ودعا قادة الجالية إلى‬ ‫االجتماع إلى وتحسين العالقات مع السلطات الفدرالية.‬

‫باتجاه عقارب الساعة، إلى اليمين، محمد حمود يصلي في مسجد المركز‬ ‫اإلسالمي في أميركا، في ديربورن، بوالية مشيغان، وإلى اليمين تبدو‬ ‫مريم موتاال وهي تصلي في المركز اإلسالمي في هوثورن، بكاليفورنيا.‬ ‫وفي الصورة الوسطى يبدو ولد صغير يحاول االنضمام إلى المصلين في‬ ‫صالة في برونزويك، في نيو جرزي. وفي الصورة السفلى، يبدو المركز‬ ‫اإلسالمي في كليفالند، في مدينة بارما، بوالية أوهايو الذي يتسع لثالثمئة‬ ‫مصل .‬ ‫ّ‬
‫32‬

‫في الصورة العليا، إلىاليمين ، طالب يؤدون صالة العشاء، وتحتها نسوة يتعبدن في مسجد الرحمن في كاليفورنيا. وفي الصورة العليا إلى اليمين، يبدو بعض‬ ‫المسلمين يؤدون الصالة في ساحة بالقرب من النصب التذكاري ألبراهام لنكولن في واشنطن العاصمة، وفي الصورة السفلى يميناً، يبدو تج ّع للرجال في اللقاء‬ ‫م‬ ‫السنوي للجمعية اإلسالمية في شمال أميركا في شيكاغو، بوالية إلينوي.‬
‫42‬

‫بتحضيرها لنيل درجة الدكتوراه في اللغة واألدب العربي في‬ ‫جامعة جورجتاون. وكانت كريمة قد خدمت كسفيرة مواطنة‬ ‫متطوعة في وزارة الخارجية األميركية. وتخلص كريمة داوود‬ ‫إلى القول إن “ثمة جماال في التنوع”.‬ ‫لقد استح ّت صدمة أحداث الحادي عشر من أيلول/‬ ‫ث‬ ‫سبتمبر الجالية األميركية اإلسالمية كي تصبح أكثر حيوية في‬ ‫مشاركتها في النشاطات المدنية والسياسية في البالد، ولتناصر‬ ‫القضايا التي تثير القلق لدى الناس، ولتقوم بإنشاء تحالفات‬ ‫مع منظمات غير إسالمية، ولتجابه عدم التسامح والتهديدات‬ ‫باستعمال العنف. “إن االنخراط والمشاركة الفعالة في السياسة‬ ‫يعكسان حقيقة تتمثل في أن المسلمين األميركيين هم جزء من‬ ‫النسيج األميركي االجتماعي، ويعكسان كذلك قلقهم الوطني‬ ‫على البلد”، هذا ما يقوله المحرر والكاتب نفيس س ّد من جامعة‬ ‫ي‬ ‫هارفارد في تعليق له في موقع المناقشات المفتوحة المتعددة‬ ‫المواضيع ‪.altmuslim.com‬‬ ‫وفي إعادة صياغة لما قاله الرئيس جون إف كينيدي،‬ ‫يضيف سيد، “ان المسألة ال تقتصر على كيف أن اتخاذ المسلمين‬ ‫األميركيين دور اً لهم في العملية السياسية سيساعدهم فحسب،‬ ‫بل انها تتعلق بكيف يمكن للمسلمين األميركيين مساعدة هذه‬ ‫البالد.”‬ ‫ومثلما هو الحال في العالم أجمع، فإن أغلبية األميركيين‬ ‫المسلمين هم من الس ّة، رغم وجود أعداد كبيرة أيضاً من‬ ‫ن‬ ‫الشيعة ومن الطوائف األخرى التي تتبع بنشاط المذاهب‬ ‫الصوفية. وبالرغم من هذا التنوع، يقول بول باريت مؤلف‬ ‫كتاب، اإلسالم األميركي: الصراع على روح الدين، الصادر‬ ‫في العام 7002، “إن التمايزات التي قد تكون قد الحت منذرة‬ ‫بشر ها في أماكن أخرى من العالم بدت بد ال عن ذلك “مخففة”‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫في أميركا حيث يوجد ذلك الخزان العميق من التعددية التي‬ ‫يتميز بها المجتمع األميركي ... فكثير من المهاجرين اتخذ‬ ‫الخطوة الطموحة الجتياز القارات والمحيطات ألنه أراد أن‬ ‫يهرب من العداوات القديمة في هذا العالم، وكي يتابع تعلّمه،‬ ‫ويحسن وضعه االقتصادي، ويؤمن ألوالده حياة واعدة أكثر.”‬

‫52‬

‫إن األشكال األكثر تقدمية لممارسة المعتقدات الدينية،‬ ‫والدور األكثر بروز اً للمرأة، وكذلك التطور الحديث للمساجد‬ ‫الضخمة، التي تضاهي في أحجامها الكنائس المسيحية‬ ‫اإليفانجيلية، هي من بين الخصائص المميزة لإلسالم المتطور‬ ‫بسرعة واألميركي بامتياز.‬

‫صور‬
‫“لقد وجدت أن المسلمين في أميركا يدمجون إيمانهم،‬ ‫وخلفياتهم االثنية، مع التقاليد االجتماعية للبلد الذي اتخذوه‬ ‫موطناً لهم بطرق عديدة مختلفة”. هذا ما قاله باريت في مقابلة‬ ‫معه على الموقع االلكتروني ‪ ،altmuslim.com‬ويضيف،‬ ‫“ليست هنالك من صيغة واحدة، تماماً مثلما لم تكن ثمة صيغة‬ ‫واحدة من قبل، للجماعات المهاجرة... وإني على ثقة إنه لن‬
‫62‬

‫أيام خاصة‬

‫مقال‬

‫تكون هنالك قصة واحدة عن كيفية انصهار المسلمين في البلد،‬ ‫بل ستكون هنالك الكثير من هذه القصص.”‬

‫باتجاه عقارب الساعة، من األعلى إلى اليمين ، تظهر نوال داوود وهي‬ ‫تحمل القرآن الكريم فوق رؤوس الفتيات فيما يقمن بالمرور من تحته خالل‬ ‫حفلة “تكليف”. ومن األعلى يميناً يرفع حافظ الزبير الفتة تحث الناس على‬ ‫التصويت. والى األسفل الطالبتان من جامعة روتغرز، ليلى حلواني، إلى‬ ‫اليمين ، وناديا الشيخ تحضران استقبا ال في المسكن الجامعي لتالقي األديان‬ ‫ً‬ ‫حيث يعشن، في نيو برنزويك بوالية نيو جرزي.‬

‫72‬

‫هذه الصفحة: باتجاه عقارب الساعة، الصورة السفلى إلى اليمين ، تظهر وجبات الديك الرومي تق ّم في مناسبة عشاء عيد الشكر في سانت لويس، بوالية‬ ‫د‬ ‫ميزوري، وفي الصورة األعلى إلى اليمين تظهر فتيات في باترسون، بوالية نيو جرزي يفطرن على حبات تمر أثناء شهر رمضان، وفي أعلى الوسط فؤاد‬ ‫يعقوب يبدو وهو يخطب خالل احتفال مباركة األمواج في كاليفورنيا، والى أسفلها يظهر رجال في تايلر، بتكساس وهم يتبادلون العناق في احتفاالت عيد‬ ‫الفطر.‬

‫82‬

‫“لقد وجدت أن املسلمني في أميركا يدمجون إميانهم، وخلفياتهم االثنية، مع‬ ‫التقاليد االجتماعية للبلد الذي اتخذوه موطناً لهم بطرق عديدة مختلفة.... وإني‬ ‫على ثقة إنه لن تكون هنالك قصة واحدة عن كيفية انصهار املسلمني في البلد، بل‬ ‫ستكون هنالك الكثير من هذه القصص.”‬
‫- بول باريت‬

‫أعضاء جمعية الطلبة الماليزيين في احتفال تخرج لهم من جامعة فاندربيلت، في ناشفيل، بوالية تينيسي.‬

‫92‬

‫سير ذاتية‬
‫مسلمون شباب يتركون أثرهم‬

‫أميركيون‬ ‫مسلمون‬

‫الصورة العليا، من اليمين، اإلمام خالد لطيف، تليها صورة المخرجة السينمائية لينا خان، ثم صورة الفنانة هبة أمين، والصورة السفلى، من اليمين رجل األعمال‬ ‫موس شعيب، تليها صورة مصممتي األزياء نائلة هاشمي، وفاطمة منكوش، ثم صورة المغني كريم سالمة، ثم صورة الصحافية كيران خالد، وفي الصورة في‬ ‫أسفل الشمال تبدو صورة لوحة الفتاة البدوية بريشة هبة أمين.‬
‫03‬

‫عويس، محرر موسوعة الفنانين األميركيين العرب، سمح‬ ‫لها باتخاذ “دور المراقب الخارجي”، وفتح عينيها على غنى‬ ‫الثقافة المصرية والعربية التي كانت “ قد تجاهلتها في السابق‬ ‫أو أنها اعتبرتها أمرا مسلّما به.”‬ ‫كان عمل أمين يتمحور لسنوات عدة حول صور وجوه‬ ‫المطر زة‬ ‫ّ‬ ‫اليدوية‬ ‫بأشغالهن‬ ‫“يشتهرن‬ ‫اللواتي‬ ‫البدويات‬ ‫والمخر زة” كما قالت أمين.‬ ‫ّ‬ ‫وأضافت تقول: “كان لدى االتحاد األوروبي برنامج‬ ‫مصمم خصيصاً للمحافظة على هذه األشغال الحرفية، ولتمويل‬ ‫العمل بها، وتشجيع النسوة األكبر سناً على تعليم األصغر‬ ‫منهن سنا هذه الحرف. أصبحت مهتمة بهذه األشغال، وقضيت‬ ‫وقتاً مع قبائل مختلفة ألرى كيفية القيام بذلك. وكذلك تتلمذت‬ ‫على يدي فنانة بدوية كانت ترسم لوحات رملية.”‬ ‫وفيما كانت أمين تمضي الوقت مع القبائل البدوية‬ ‫المختلفة، أدركت أنها كانت مهتمة بطريقة عيشهم حتى أكثر‬ ‫من أشغالهم الحرفية.‬ ‫“لقد أذهلتني قوة تعلقهم بمحيطهم وأرضهم، وكم هو‬ ‫محزن ان ثقافتهم كانت تذوي‬ ‫الهائل‬ ‫المديني‬ ‫التوسع‬ ‫بسبب‬ ‫والتحديث”، هذا ما تذكرته أمين.‬ ‫بدأت أمين ترسم صور اً زاهية‬ ‫األلوان لبدويات، وأصبحت تتراكب‬ ‫هذه الرسوم مع نقوش هندسية‬ ‫حضرية. تقول أمين، “تطغى هذه‬ ‫النقوش على اللوحات، بحيث تمثل‬ ‫كيف ان المدينة تكتسح الثقافة البدوية”.‬
‫13‬

‫الفنانة‬ ‫هبة‬ ‫أمني‬
‫بدأت الفنانة المختصة بالفن‬ ‫المعاصر هبة أمين، البالغة 82‬ ‫عاماً، ترسم منذ نعومة أظفارها.‬ ‫إ ال أنها لم تواصل الرسم بصورة حرفية دائمة إ ال بعد أن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أصبحت في سنتها الجامعية الثالثة. في ذلك الوقت كانت هبة،‬ ‫التي تعيش اآلن في مدينة منيابوليس، تتخصص في دراسة‬ ‫الرياضيات في الجامعة وكانت ترى أوال أنها ستكون مهندسة‬ ‫معما ر ية .‬ ‫ولدت أمين ونشأت في القاهرة بمصر. وكان والدها‬ ‫الراحل مهندساً للتصميم الداخلي، وكانت أمها موظفة إدارية‬ ‫في المدرسة األميركية الخاصة التي تلقت أمين تعليمها فيها‬ ‫من الحضانة إلى الصف الثاني عشر.‬ ‫وبعد تخرجها من المرحلة الثانوية، سافرت أمين إلى‬ ‫الواليات المتحدة لتلتحق بكل ّة ماك ألستر، وهي كلية خاصة‬ ‫ي‬ ‫للفنون الحرة في سانت بول بوالية مينيسوتا. وفي سنتها‬ ‫الدراسية الجامعية الثالثة أدركت أمين ان قلبها يعشق الفن‬ ‫وليس الرياضيات. نالت في العام 2002 شهادة البكالوريوس‬ ‫في فن االستديو مع تركيز على الرسم الزيتي بصورة‬ ‫خا صة .‬ ‫العيش في الواليات المتحدة، كما قالت هبة أمين لنايف‬

‫“وجدت أن الرسم يقيدني قلي ً، إذ لم أكن قادرة في الحقيقة‬ ‫ال‬ ‫أن أع ّر عن الشعور الذي كنت أهدف إليه”، كما قالت أمين،‬ ‫ب‬ ‫وأضافت، “أردت االنتقال إلى شيء تجاربي أعمق. فأتاح لي‬ ‫الفن التركيبي إنشاء ح ّز ساعدني على التعبير عن األفكار‬ ‫ي‬ ‫والعواطف التي كنت أرغب بها.”‬ ‫عرضت لوحات هبة أمين في عدد من المعارض الفنية‬ ‫ُ‬ ‫في مينيابوليس ونيويورك وواشنطن.‬ ‫“إنني أنظر إلى البنية التحتية للمدينة على أساس انها‬ ‫تمثل التقدم التدريجي لمجتمع معين”، هذا ما نشرته أمين‬ ‫على موقعها اإللكتروني. وأضافت، “إن التخطيط المديني‬ ‫هو مؤشر عن الوضع السياسي لمجتمع، وأنا مهتمة بدراسة‬ ‫المدن الشرق أوسطية حيث تشكل البنية التحتية عقبة لحياة‬ ‫الناس اليومية وعبئاً عليهم. إنني مهتمة بتأثير المدينة على‬ ‫الحيز الشخصي، حيث يبدأ البنيان المديني باحتالل األولوية‬ ‫قبل الذات الفردية، وحيث تبدأ األبنية وحياة الناس تتراكب‬ ‫وتتراكم فوق بعضها في طبقات بد ال من ان تتعايش معاً.”‬ ‫ً‬ ‫وكتبت تقول، “هذه المجسمات تهدف بكل بساطة إلى‬ ‫مخاطبة الفكرة التي تقول إن للمحيط الذي يعيش فيه الفرد‬ ‫دور اً بالغاً في سلوكه.”‬ ‫وباإلضافة إلى مجسماتها، فقد وضعت هبة أمين صور اً‬ ‫لكتاب يصو ر النساء المسلمات في التاريخ ويحمل عنوان،‬ ‫ّ‬ ‫“نساء استثنائيات من العالم اإلسالمي.”‬ ‫وبرغم نجاحها الفني، فإن أمين تتردد في االعتماد على‬ ‫فنها كمصدر لرزقها. فتقول” “ال أركز على بيع إنتاجي الفني،‬ ‫وهذا ما يحررني من االلتزام بإنتاج نوع األعمال التي يطلبها‬ ‫اآلخرون. لقد مضى على وجودي في المجال الدراسي عشر‬ ‫سنوات، وفي نهاية األمر أفضل البقاء في الحقل األكاديمي.”‬ ‫ّ‬ ‫وحول موضوع إقامتها في الواليات المتحدة، تقول معلّقة،‬ ‫“انني أحب الحياة هنا. أحب أن أكون في بيئة أكاديمية، حيث يتيح‬ ‫لي ذلك الوقت ألن استكشف أفكاري وكيفية التعبير عنها.”‬
‫23‬

‫وفي نهاية المطاف، قادتها لوحاتها البدوية في اتجاه فني‬ ‫آخر، نحو المجسمات الثالثية األبعاد. وشرحت أمين ذلك قائلة‬ ‫“عندما كنت أرسم اللوحات وجدت انني كنت بالحقيقة مهتمة‬ ‫بالشكل البنياني الحضري.”‬ ‫وفي المرة التالية التي كانت فيها بالقاهرة، قالت أمين،‬ ‫“الحظت كيف ان هنالك الكثير من أشكال البنيان المهجور.‬ ‫فلقد كانت هناك مساحات شاسعة من األراضي تغطيها مبان‬ ‫ٍ‬ ‫غير منجزة. أخذت صور اً لهذه المباني، ثم بدأت القيام‬ ‫بسلسلة من األعمال الفنية حولها، والتحقيق في شأنها: ماذا‬ ‫كانت طبيعتها؟ ولماذا باتت مهجورة؟ وما هو تأثيرها على‬ ‫الناس؟”‬ ‫أصبحت أمين مفتتنة بالمدينة كفكرة عاطفية وليس بنيوية.‬ ‫وهذا ما قادها إلى مادة فنية مختلفة.‬
‫في الصورة العليا صورة المجسم المركب الفني “روت شوك” من أعمال هبة أمين.‬

‫فيهم باحث مقيم، خالل الثالث إلى الخمس سنوات القادمة.‬ ‫إال ان لطيف ال ينسى مطلقاً انه قبل كل شيء هو قائد روحي‬ ‫لتج ّع شبابي متنوع يتشكل معظمه من الطالب الباحثين عن‬ ‫م‬ ‫مسار روحي كمسلمين بينما هم يواجهون التحديات التي تقف‬ ‫في وجه الطلبة الجامعيين في كل مكان.‬ ‫وفي العام 7002، تم اختياره كثاني مرشد إسالمي في‬ ‫ّ‬ ‫قسم شرطة نيويورك. فقد تم استدعاء لطيف، الذي يعمل‬ ‫ّ‬ ‫مع رجال دين من الكاثوليك والبروتستانت واليهود، إلى‬ ‫المستشفيات عدة مرات للتخفيف عن العسكريين المصابين،‬ ‫كما عن أفراد عائالتهم، والذين صادف أن أال يكون أي منهم‬ ‫من المسلمين.‬ ‫نشأ لطيف في مدينة أديسون، بوالية نيوجرزي وهو ابن‬ ‫لوالدين ولدا في باكستان. وكان واحد اً من بين عدد قليل من‬ ‫المسلمين في المدرسة. لكنه، وفي نهج استمر طيلة حياته،‬ ‫سعى إلى الوصول إلى مراكز قيادية أشمل، بحيث صار‬ ‫رئيس مجلس الطلبة، وقائد فريقه لكرة القدم األميركية،‬ ‫وفرق ألعاب القوى.‬ ‫البحث يتحول إلى إيمان‬ ‫تخصص لطيف في الدراسات اإلسالمية والشرق أوسطية‬ ‫في جامعة نيويورك، ووجد نفسه يكمل أبحاثه حول إيمانه‬ ‫الديني وحول دوره كأميركي مسلم في تلك المنطقة المدينية‬ ‫التي هي ربما األكثر تنوعُ باألديان واالثنيات في العالم.‬ ‫ا‬ ‫كما انه بدأ يفهم التنوع الرائع في اإلسالم نفسه، “في‬ ‫سنتي الجامعية األولى كنت قد التقيت رجال إندونيسياً ذا لحية‬ ‫ً‬ ‫شعثاء، يمتطي لوحاً لركوب األمواج. كان ذلك شيئاً جديد اً‬ ‫علي . لكنني كنت قد التقيت أيضاً مسلمين من األفريقيين‬ ‫ّ‬ ‫األميركيين، كما من األفارقة الذين اعتنقوا اإلسالم، وأبناء‬ ‫المسلمين الذين اعتنقوا اإلسالم من ديانات أخرى.”‬ ‫وعلى امتداد سنوات دراسته الجامعية، استمر لطيف‬ ‫في دراساته غير الرسمية عن اإلسالم، وفي الثامنة عشرة‬ ‫من عمره أقنعه بعض الناس بأن يقومن بإلقاء عظته الدينية‬
‫33‬

‫اإلمام‬ ‫خالد‬ ‫لطيف‬
‫ا إلمام خالد لطيف،‬ ‫وهو شاب في الخامسة‬ ‫والعشرين من عمره،‬ ‫تبوأ مسؤوليات قيادية‬ ‫مهمة، كمرشد ديني، وكمدير للمركز اإلسالمي في جامعة‬ ‫نيويورك، كما أصبح مرشد اً دينياً إسالمياً في قسم شرطة‬ ‫نيويورك!‬ ‫“من الواضح ان الجامعة وقسم الشرطة شيئان مختلفان‬ ‫جد اً”، قال لطيف، “لكنهما متشابهان أيضاً من حيث انهما‬ ‫من المؤسسات األميركية التي بها أعداد متنامية من المسلمين‬ ‫الذين يحاولون شق طريقهم فيها.”‬ ‫إن لطيف ملتزم بصورة عميقة بالحوار بين األديان وخدمة‬ ‫المجتمع كجزئين متكاملين مع ما يمكن أن يكون عليه المسلم‬ ‫في عالم تعددي حديث. “فكل من هذه التفاعالت المتبادلة‬ ‫يمكن ان تشكل فرصة للنمو الروحاني”، كما قال.‬ ‫وكرئيس للمركز اإلسالمي المتنامي بسرعة في جامعة‬ ‫نيويورك، فإن لطيف يخطط إلطالق حملة جمع تبرعات‬ ‫طموحة يأمل أن تسمح له باستخدام موظفين متفرغين، بمن‬

‫ساهم في تدريس المقررات حول حل النزاعات في مركز‬ ‫“رؤيا ابراهيم” (إبراهمز فيجين) التابع لمنظمة إسالمية‬ ‫يهودية تعنى بحوار األديان وتتوجه إلى الشباب.‬ ‫وفي العام 6002، قبل لطيف وظيفة بدوام جزئي كأول‬ ‫مرشد روحي مسلم في جامعة برينستون في والية نيوجرزي.‬ ‫ولم يمض وقت طويل حتى بات يتنقل بين جامعة برينستون‬ ‫ِ‬ ‫وجامعة نيويورك. ولما كانت الجامعتان قد عرضتا عليه‬ ‫التفرغ لوظيفة بدوام كامل، فإن لطيف قبل عرض جامعة‬ ‫نيويورك ليصبح مدير اً لمركزها اإلسالمي.‬ ‫مرشد روحي للجامعة‬ ‫من أوجه شتى، كان لطيف رائد اً في الوقت الذي كان‬ ‫فيه عدد طالب الجالية اإلسالمية يتنامى، وقد ترافق ذلك مع‬ ‫وجود أعداد كبيرة من الطالب األجانب مما زاد الحاجة إلى‬ ‫وجود مرشد روحي مسلم في الحرم الجامعي.‬ ‫وكان أحد أنجح التزامات لطيف عبارة عن فكرة كانت‬ ‫قد خطرت على باله الحقاً في نشر عظة الجمعة التي يلقيها‬ ‫ومدتها عشرون دقيقة على اإلنترنت. كان ذلك باقتراح من‬ ‫صديقه الذي طلب إليه تسجيل العظات وتحميلها على الموقع‬ ‫االلكتروني للمركز اإلسالمي.‬ ‫فاقت االستجابة التي القاها هذا العمل كل التوقعات.‬ ‫فالموقع االلكتروني المشار إليه يزوره ما يعادل 000,51‬ ‫شخص في الشهر، ينتمون إلى 04 أو 05 دولة مختلفة،‬ ‫وبشكل ملحوظ أكثر من إندونيسيا وماليزيا. وذلك إضافة إلى‬ ‫تلقيه رسائل استحسان من أساتذة المدارس ومن أتباعه في‬ ‫أوروبا.‬ ‫ويعتبر لطيف ان التزامه بنشاطات حوار األديان هو‬ ‫محور رسالته كإمام في هذا العالم المعاصر المتعدد الثقافات.‬ ‫“قد يكون العمل في نطاق حوار األديان محبطاً في بعض‬ ‫األحيان”، هذا ما يقوله لطيف ويستطرد، “إن ذلك يقتضي‬ ‫وقتاً طويال وعمال جاهد اً.”‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫األولى. ويقول عن ذلك، “بدا أن هذا األمر سار على ما يرام،‬ ‫ُطلب إلي إلقاء عظاتي على أساس مستمر.”‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫وفي العام 5002، وبعد تخرجه من جامعة نيويورك،‬ ‫انتسب لطيف إلى برنامج إلعداد المرشدين اإلسالميين في‬ ‫نطاق معهد هارتفورد الالهوتي في والية كناتيكت، وقد كان‬ ‫هذا البرنامج المعتمد الوحيد من نوعه في البالد.‬ ‫وحوالي هذا الوقت، تطوع لطيف ليصبح المرشد الروحي‬ ‫األول في المركز اإلسالمي التابع لجامعة نيويورك. كما أنه‬
‫الصورة العليا هي لغالف مجلة نيوزيويك وهو يصور المسلمين األميركيين‬ ‫من جميع المهن. ويبدو خالد لطيف في وسط يسار الصورة في بزة‬ ‫الشرطة.‬
‫43‬

‫على صنع سحر السينما. وفيما هي تلبس منديال أخضر فاتح‬ ‫ً‬ ‫اللون على رأسها وسترة صوفية محتشمة صفراء اللون،‬ ‫تكتشف خان سيفين من سيوف النينجا بطول قدمين، فتعلو‬ ‫على وجهها الشاحب ابتسامة ماكرة، وتقول، “هذا سيكون‬ ‫نافعاً.”‬

‫وهو يروي عن رحلة قام بها إلى نيو اورلينز مع أعضاء‬ ‫المركز اإلسالمي وأعضاء مركز برونغمان اليهودي التابع‬ ‫لجامعة نيويورك لإلسهام في أعمال اإلغاثة في أعقاب إعصار‬ ‫كا تر ينا .‬ ‫وقال إن أعضاء الجماعتين، بعملهم وعيشهم معاً لفترة‬

‫وبالرغم من انها تتحدى التوقعات المعتادة حول الشكل‬ ‫الخارجي للمخرج، إذ أنها شابة أميركية من أصل هندي،‬ ‫ومسلمة ملتزمة، فان هذه الفتاة البالغة الرابعة والعشرين‬ ‫من عمرها، والمتخرجة من كلية لإلخراج السينمائي، تكتب‬ ‫نصوص أشرطة الفيديو الموسيقية واألفالم القصيرة وتشرف‬ ‫على إخراجها. وذلك باإلضافة إلى اإلعالنات لمطعم يدعى‬ ‫“كرايف”. (في أحد إعالناتها يقوم أحد محاربي النينجا برمي‬ ‫طبق “ساموسا” كأنه صحن طائر).‬ ‫فازت خان بجائزة قيمتها خمسة آالف دوالر عن إخراجها‬ ‫فيلم بعنوان، “باسم يحاول”، وهو فيلم سينمائي مدته دقيقة‬ ‫واحدة، يظهر بطريقة فكاهية كيف ان أميركياً مسلماً يحاول‬ ‫ان يندمج في المجتمع األميركي، بأن يقوم، على سبيل المثال،‬ ‫برفع صوت موسيقى الهيب هوب المنبعثة من راديو سيارته.‬ ‫أما فيلمها اآلخر الذي يستغرق ثالث دقائق، وعنوانه “ارض‬ ‫تدعى الجنة”، وهو في األساس فيديو غنائي يتمثل في أغنية‬ ‫تحمل نفس االسم لمغني أغاني الريف كريم سالمة. وهذا‬ ‫الفيلم فاز بالجائزة األولى، وقدرها عشرون ألف دوالر مقدمة‬ ‫من مؤسسة “وان نيشن”، وهي جماعة مدافعة عن اإلسالم‬ ‫رعت مسابقة األفالم. وقد صورت خان في الفيلم عشرات‬ ‫الرجال والنساء اآلتين من بيئات مختلفة الذين يقومون برفع‬ ‫يافطات مكتوبة بخط اليد تع ّر عن رسائل يريدون توجيهها‬ ‫ب‬ ‫إلى العالم كي يعر فوا فيها عن أنفسهم كأميركيين مسلمين.‬ ‫ّ‬ ‫والعبارات التي حملتها اليافطات تعبر عن أفكار نزوية مثل:‬ ‫“إنني أيضاً أتسوق في محالت فكيتورياز سيكريت”، كما عن‬ ‫معان جدية من أمثال: “لقد ماتت أختي أيضاً في الحادي عشر‬ ‫ٍ‬ ‫من أيلول/سبتمبر.”‬ ‫أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة العام 7002 التي تم‬ ‫َّ‬ ‫تنظيمها تحت عنوان: “وان نيشن كومبتيشن”، وهو الالعب‬
‫53‬

‫من الوقت، “تغلبوا على عدم الثقة بينهم، “كما تعلموا جميعاً‬ ‫أ ال يصنفوا الطلبة وفقاً ألديانهم ولخلفياتهم االثنية على أنهم‬ ‫ّ‬ ‫مجرد ’اآلخر‘.”‬ ‫“هذا تغ ّر حقيقي وفعال”، كما قال لطيف، مضيفا أنه‬ ‫ي‬ ‫“تغ ّر من شأنه أن يلتمس طريقه إلى المجتمع األوسع.”‬ ‫ي‬

‫اخملرجة السينمائية‬ ‫لينا‬ ‫خان‬
‫بعد ظهر يوم شديد‬ ‫القيظ من شهر آب/‬ ‫مدينة‬ ‫تتفقد‬ ‫في‬ ‫أغسطس،‬ ‫لوس‬ ‫أنجلوس،‬

‫لينا خان أجنحة شركة‬ ‫“هاند بروب رووم”،‬ ‫وهي شركة تختص بتأمين لوازم المسارح ألفالم هوليوود‬ ‫الكبيرة من أمثال “ذي أفياتور” و”ذي ديبارتد”. فابتدا ء‬ ‫ً‬ ‫من أشالء الجثث الزائفة، ومرور اً بتماثيل بوذا التايالندية‬ ‫البرونزية، تمتلئ الرفوف باألجهزة الميكانيكية واإللكترونية‬ ‫الصغيرة والخردوات، واألشياء الغريبة األخرى التي تساعد‬

‫المحترف السابق لكرة السلة كريم عبد الجبار، منح درجة‬ ‫عالية لفيلم خان” أرض تدعى الجنة”، بسبب “لغته السينمائية‬ ‫الجميلة”. بينما استحسنت الصحافية ماريان بيرل الفيلم‬ ‫“بسبب حيويته وطرافته بينما هو في الوقت نفسه يخاطب‬ ‫المشاعر الحيوية للمسلمين كما لبقيتنا من الناس.”‬ ‫كان إنجاز فيلم ارض تدعى الجنة، رغم المصاعب، جهد اً‬ ‫أساسياً، كما تتذكر خان، التي تقول إن المشروع بدأ بطرح‬ ‫السؤال التالي: “إذا أردت أن تقول شيئاً لكل الناس في العالم‬ ‫من غير المسلمين، فماذا ُراك تقول لهم؟”‬ ‫ت‬ ‫قالت، “لقد قمت بإرسال رسائل بالبريد االلكتروني،‬ ‫كما ذهبت إلى المساجد، وقمت باستعمال كل خدمات عناوين‬ ‫األسماء اإلسالمية الجماعية بالبريد األلكتروني التي خطرت‬ ‫لي على بال.”‬ ‫الجواب األول الذي تلقته خان كان “إن اإلسالم يكبت‬ ‫تفكيري باالنتحار”. “عند ذلك أدركت نوع الفيلم الذي‬ ‫سأصنعه، ولوال ذلك لما خطرت هذه الفكرة على بالي. كنت‬ ‫أحاول ان أحدد طرح ما يمثله المسلمون، لكن ال أعتقد انني‬ ‫أستطيع ان أتكلم نيابة عنهم جميعاً. وهذا ما كان مفتاح اللغز‬ ‫األول. ثم حصلت على 005,2 جواب آخر قمت بجمعها‬ ‫واختصارها، ثم قمت بإنتاج شريط الفيديو.”‬ ‫منذ إطالق الشريط، تلقت خان مئات الرسائل بالبريد‬ ‫االلكتروني من أناس يقولون لها ان الفيديو جعلهم يجهشون‬ ‫بالبكاء، كما انه ألهمهم إلى فتح حوارات عن اإلسالم مع‬ ‫عائالتهم، أو انه قد تسبب في كسر الحواجز التي فرضتها‬ ‫القوالب النمطية. كما فتح الفيديو أبواب االحتراف في‬ ‫وجه خان، مثل لقائها مع مخرج األفالم التوثيقية مورغان‬ ‫سبورلوك، ومع مجلس الشؤون العامة اإلسالمية، وذلك أثناء‬ ‫حفل عشاء في هوليوود، حيث تم االعتراف بها كمخرجة‬ ‫ّ‬ ‫أفالم تستحق االهتمام.‬ ‫“لو لم أدخل تلك المباراة، لكنت ال أزال في المكان ذاته‬ ‫الذي كنت فيه من قبل”، هذا ما قالته خان المتخرجة من كلية‬
‫63‬

‫من األعلى صور من فيلم “باسم يحاول”، وفي الصور الثالث التي تحتها‬ ‫تبدو أيضاً ثالث صور ملتقطة من فيلم: “أرض تدعى الجنة” أما إلى اليمين‬ ‫فتبدو لقطة متخذة أثناء تصوير فيلم “باسم يحاول”.‬

‫فعال ويتفاعلون مع الناس الذين تحصل معهم هذه األشياء”.‬ ‫ً‬ ‫وهكذا، فقد تابعت دراستها لنيل درجة الماجستير في صناعة‬ ‫السينما من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.‬ ‫وبالعودة إلى غرفة األشياء اليدوية التي يستعان بها في‬ ‫إخراج األفالم، تفتش خان في صندوق يحتوي على نجوم‬ ‫النينجا. وما ان تنتهي من اختيار أدواتها المطلوبة، حتى تقفز‬ ‫داخل سيارتها التويوتا الحمراء لتقودها إلى هوليوود هيلز،‬ ‫حيث تقوم شركة وسترن كوستيوم كومباني، بحثاً عن أقنعة‬ ‫ومالبس النينجا.‬

‫اإلخراج السينمائي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.‬ ‫لقد باتت خان مهتمة بالسينما كنوع من النشاط االجتماعي‬ ‫الذي تعتبره من األركان الهامة لدينها. وألنها على عتبة‬ ‫اإلقدام على الزواج، فقد كان يتوقع منها أن تق ّل خاتم‬ ‫ب‬ ‫الخطوبة الماسي. “لم يكن لدي أي رغبة في العالقة مع تجارة‬ ‫األلماس، األلماس الدموي. إنه أمر سيئ في الحقيقة”. هذا ما‬ ‫قالته خان وأضافت، “يقول أهلي” لماذا أنت مترددة؟ اذهبي‬ ‫واشتري خاتم الماس. ليس هذا األمر بتلك األهمية الشديدة.‬ ‫لكنني اعتقد فعال ان األمر شديد األهمية. إنه اختبار لمعرفة‬ ‫ً‬ ‫إذا كنت قادر ة على التضحية بأشيائك الخاصة من اجل األناس‬ ‫ً‬ ‫اآلخرين.” ونتيجة لذلك، اختارت خان خاتماً كبير اً من مادة‬ ‫ا لمو يسا نيت .‬ ‫عندما تقوم خان بتصوير مشاهد أفالمهما في المواقع،‬ ‫فإنها تصر على استعمال محالت تقديم الطعام التي تطبخ فقط‬ ‫ُّ‬ ‫أطباق الدجاج المربى طليقاً في المزارع. “إن أخي يسخر‬ ‫مني دائماً ويسميني ليزا سيمبسون”، هذا ما قالته خان،‬ ‫َ‬ ‫مشيرة بذلك إلى شخصية األخت الصغرى المتقلبة الذكية،‬ ‫في المسلسل الكرتوني التلفزيوني األميركي المدعو “ذي‬ ‫سيمبسو نز ” .‬

‫وعالوة على إعالناتها الدعائية التي تدور حول النينجا،‬ ‫فإن مشاريعها المستقبلية تتضمن مجموعة من اإلعالنات‬ ‫الدعائية التي تتعلق باالنتخابات الرئاسية، كما تتضمن شريط‬ ‫فيديو موسيقي آخر لسالمة.‬ ‫لكن عندما يتعلق األمر بالفيلم الشخصي الذي تقوم بصنعه،‬ ‫ومدته أربعون دقيقة، فإنها تقول فقط، “إنهم يتوقعون شيئاً‬ ‫كبير اً وشعبياً. لذا، نعم، أتعرض لبعض الضغط هنا.” ويبقى‬ ‫على خان ان تظهر األمر وكأنه شيء يشبه السحر.‬

‫وكطالبة جامعية، في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس‬ ‫حيث كانت تتخصص في التاريخ والعلوم السياسية، فقد الحظت‬ ‫خان ان الطلبة يصبحون أكثر اهتماماً بالمذابح الدموية كالتي‬ ‫حصلت في رواندا ودارفور فقط عندما يشاهدون فيلماً عن‬ ‫الموضوع، أو عندما يقوم ممثل بالتعريف به. كما انها كانت‬ ‫كذلك قد سئمت من مشاهدة أفالم هوليوود من أمثال فيلم: “ذا‬ ‫سيج”، وفيلم “بالك هوك داون”، التي تستعمل صورا تربط‬ ‫بين اإلرهاب وطقوس الوضوء وآذان الصالة.‬ ‫قالت، “كانت هذه األشياء تحز في نفسي. لذلك قررت بد ال‬ ‫ً‬ ‫ّ‬

‫يمكن مشاهدة شريطي لينا خان الفيديو: “باسم يحاول”،‬ ‫و”أرض تدعى الجنة” على موقع ‪.You-Tube.com‬‬

‫من االكتفاء بالشكوى من ذلك، أن أقوم بدخول هذا الحقل وأن‬ ‫افعل شيئاً في هذا الخصوص”. وأضافت خان، “لقد أردت أن‬ ‫أخرج أفالماً حول مواضيع اجتماعية الن ما بدا لي هو أن‬ ‫األفالم هي أفضل طريقة إلبالغ القصة، عندما يصغي الناس‬
‫73‬

‫الحق يقول، “إن مثل هذه التجارب ... غرست في نفسي شوقا‬ ‫ال يتزعزع للسعي إلى المعرفة والعدالة.”‬ ‫كانت عائلة شعيب المكونة من ستة أفراد قد هاجرت‬ ‫إلى الواليات المتحدة عندما كان هو ال يزال في السابعة‬ ‫من عمره، وقد عاشت العائلة في بداية األمر في توليدو،‬ ‫بأوهايو، ثم انتقلت إلى ديربورن في والية مشيغان. وعندما‬ ‫عانى والده من جلطة، كانت األولى بين جلطات عدة أخرى‬ ‫لحقتها، اضطرت والدته إلى ان تعمل طاهية في أحد المطاعم‬ ‫بدوام كامل إلعالة األسرة.‬ ‫قال، “لم تتذمر أمي مرة بل قالت، ان والدك لن يستطيع‬ ‫إعالتنا، لذلك سأقوم أنا بذلك”. وهكذا، أخذت على نفسها‬ ‫العمل في وظيفة شاقة براتب الحد األدنى... وكل ما كانت‬ ‫تقوله لنا هو التركيز على دراستنا، والتأكد من الحصول على‬ ‫المنح الدراسية، ألنني ال أملك لكم المال الالزم للجامعة في‬ ‫هذه المرحلة من حياتنا.”‬ ‫تخر ج شعيب بدرجة شرف من كلية ألبيون في مشيغان،‬ ‫ّ‬ ‫حيث أسس جمعية الطلبة المسلمين، ثم انتسب إلى كلية الحقوق‬ ‫بجامعة كولومبيا العريقة في مدينة نيويورك، حيث أصبح‬ ‫عضو اً في مجلس إدارة جمعية الطلبة الحقوقيين المسلمين.‬ ‫كان شعيب يلجأ إلى الرياضة للترويح عن نفسه من عناء‬ ‫الدراسة القاسية والعمل، وخاصة كرة القدم األميركية. “كان‬ ‫حقل اللعب هو المكان الذي اطرح جانباً فيه حواجز اللغة،‬ ‫والفقر، والعرق التي كانت تفرض نفسها في السابق”، كما‬ ‫كتب في استمارة دخوله إلى كلية الحقوق.‬ ‫عالم القانون‬ ‫وجد شعيب في كلية الحقوق تحدياً له. قال، “لقد كان‬ ‫الخليط المؤلف من كلية الحقوق والمدينة العمالقة بمثابة‬ ‫صدمة كبيرة لي، ولقد كانت كولومبيا هي البيئة األكثر‬ ‫تنافسية التي خبرتها في حياتي.”‬ ‫لكن شعيب ثابر حتى نجح. ولقد تلقى جائزة بسبب خدماته‬
‫83‬

‫رجل األعمال‬ ‫موس‬ ‫شعيب‬
‫األمر‬ ‫يكون‬ ‫قد‬ ‫أشبه بمشهد من فيلم‬ ‫سينمائي: شاب هو ابن‬ ‫ٌ‬ ‫يتفوق‬ ‫وينتسب‬ ‫مهاجرة‬ ‫دراسته،‬ ‫عائلة‬ ‫في‬

‫إلى كلية حقوق أميركية‬ ‫مميزة. ويجد له عمال في مكتب محاماة ذائع الصيت في‬ ‫ً‬ ‫نيويورك. وفي أحد األيام، يدخل إلى المطعم الذي كانت أمه‬ ‫تعمل فيه طاهية لسنوات عديدة، فيخلع قفازاته، ويقول: “أمي‬ ‫تعالي معي إلى البيت اآلن. لم يعد ثمة داع يدعوك إلى العمل‬ ‫ٍ‬ ‫ثا نية . ”‬ ‫لكن هذا ليس مشهد اً سينمائياً، إنه مجرد جزء من قصة‬ ‫موس (مصطفى) شعيب، 82 سنة، الذي يرأس اآلن شركة‬ ‫أنقذت أالفاً من العائالت من خسارة منازلها بسبب حجز‬ ‫المنازل المرهونة التي تعاني منها الواليات المتحدة.‬ ‫قال شعيب، “إن الشيء األهم هو أن أكون قادر اً على‬ ‫مساعدة الناس على البقاء في منازلهم، فهذا هو األمر الذي‬ ‫يثيرني أكثر من سواه.”‬ ‫الكلية والعمل‬ ‫ولد شعيب في بيروت، لبنان، وتعود ذكرياته الباكرة إلى‬ ‫الصدمة والشعور الغريب لحياة طفل خالل أيام الحرب. وفي‬ ‫استمارة طلب دخوله إلى كلية الحقوق، كتب شعيب في وقت‬

‫أن يعرفا ان تضحياتهما كانت تستحق العناء.”‬ ‫وفي العام 6002، عاد شعيب إلى ديربورن لينطلق في‬ ‫مشروعه التجاري، “لون مود دوت كوم.” وشركته هذه تقوم‬ ‫بإعادة التفاوض على عقود رهونات المنازل بهدف تج ّب‬ ‫ن‬ ‫االستيالء عليها من قبل البنوك بسبب عجز أصحابها عن تسديد‬ ‫دفعاتهم الشهرية عليها لهذه البنوك بسبب األزمة االقتصادية‬ ‫الحالية وانخفاض أسعار المنازل، وذلك بطريقة “تكون‬ ‫مربحة للطرفين” ويستفيد منها مالك المنزل كما المصرف أو‬ ‫المؤسسة صاحبة الرهن العقاري على حد سواء.‬ ‫فعن طريق إعادة هيكلة ناجحة لقرض الرهن، وعادة‬ ‫بطريقة بسيطة تتمثل في خفض معدل الفائدة، تتمكن األسرة‬ ‫صاحبة المنزل من البقاء في منزلها ويتجنب المصرف تح ّل‬ ‫م‬ ‫كلفة أعلى تنجم عن اإلدارة المباشرة للملكية العقارية التي‬ ‫يستولي عليها البنك.‬ ‫ويعتقد شعيب ان شركته هي األولى من نوعها في البالد.‬ ‫“لقد حققنا الريادة في هذا الميدان، بدء اً بمساعدة عمي، ثم‬ ‫بعض األصدقاء، إلى ان أدركنا اننا قد وقعنا على نموذج قابل‬ ‫للحياة”، هذا ما قاله شعيب.‬ ‫أنجزت الشركة ما يزيد عن خمسة آالف عملية تفاوض‬ ‫سمحت لألسر األميركية باالحتفاظ بمنازلها، وللمصارف‬ ‫بتجنب النفقات المرتفعة على تنفيذ الرهون العقارية. وتأمل‬ ‫الشركة في إنجاز تعديل 000,02 قرض مع حلول نهاية العام‬ ‫9002.‬ ‫نظرة إلى المستقبل‬ ‫يخطط شعيب كي يكون لديه ما يزيد عن مئة موظف‬ ‫لتلبية الطلب المتزايد على خدماته. وفي الوقت الذي تمارس‬ ‫فيه الحكومة ضغطاً على المقترضين وعلى مقدمي خدمات‬ ‫الرهون من أجل تعديل محافظهم المالية لمساعدة مالكي‬ ‫البيوت على عدم فقدان منازلهم، فان شركة لون مود دوت‬ ‫كوم تجد نفسها في موقع جيد بشبكتها المؤلفة من 000,91‬ ‫دائرة كاتب عدل في جميع الواليات األميركية الخمسين في‬
‫93‬

‫األميركي في العام 4002،‬

‫االجتماعية من المعهد العربي‬

‫كما عمل كاتباً في المحكمة العليا في نيويورك.‬ ‫وفي العام 5002، انضم شعيب إلى مكتب “بروسكاور‬ ‫ّ‬ ‫روز أل ال بي”، وهو مكتب محاماة عريق في نيويورك. لقد‬ ‫ث ّن الخبرة القانونية والعملية التي اكتسبها في ذلك المكتب،‬ ‫م‬ ‫مع انه كان يعرف ان عالم الشركات ال يمثل طموحاته‬ ‫المستقبلية الطويلة األمد.‬ ‫“أحد األسباب التي قادتني إلى مكتب بروسكاوار أنه أكبر‬ ‫مكتب محاماة يهودي في العالم،” كما قال، ثم أضاف، “وأنا‬

‫شديد الحماس لبناء الجسور بين جاليتينا المختلفتين.”‬ ‫إنقاذ المنازل‬ ‫وفي شهر تشرين األول/أكتوبر من العام 5002، بعد‬ ‫تركه كلية الحقوق، قرر شعيب ان اليوم الذي انتظره طويال‬ ‫ً‬ ‫قد أتى. ذهب إلى المطعم الذي كانت والدته تطهو فيه منذ عدة‬ ‫سنوات وقدم لها هدية ترك العمل نهائياً.‬ ‫قال، “لقد ضحى والداي كثير اً من أجلنا. فقد تخليا عن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الحياة المريحة في لبنان من أجلنا، نحن أوالدهما، وأردتهما‬

‫في الصورة العليا موس شعيب، في الوسط، وهو يحتفل بتخرجه من كلية‬ ‫الحقوق مع أفراد عائلته.‬

‫البالد. ويقول شعيب “سوف يقوم مستشارونا بمساعدة مالكي‬ ‫المنازل بالنسبة لإلجراءات الصحيحة لتنفيذ النموذج الجديد‬ ‫للقرض. وسيقوم ك ّاب العدل المتعاونون معنا بمساعدتهم على‬ ‫ت‬ ‫انجاز األعمال الورقية من على طاولة المطبخ في منازلهم.”‬

‫مصممتا األزياء‬ ‫نائلة‬ ‫هاشمي،‬ ‫وفاطمة‬ ‫منكوش‬
‫نايلة هاشمي، 32 عاماً، وفاطمة منكوش 52 عاماً،‬ ‫امرأتان غير عاديتين بينهما الكثير من األشياء المشتركة. فقد‬ ‫ش ّتا كأفضل صديقتين في مدينة هارتفورد بوالية كناتيكت.‬ ‫ب‬ ‫وكلتاهما مولودتان من أبوين مسلمين من جنوب آسيا ومن‬ ‫والدتين أميركيتين اعتنقتا الدين اإلسالمي.‬ ‫هاتان الشابتان اآلن مكرستان نفسيهما لتصميم المالبس‬ ‫األنيقة التي تقدم للنساء المسلمات طريقة في اللباس تكون‬ ‫محتشمة ومنسجمة مع أحدث األزياء في الوقت ذاته.‬ ‫وتأمل الفتاتان في إطالق ماركتهما الجديدة من األزياء‬ ‫التي سيطلقان عليها اسم “ إيفا خورشيد.” ورغم أن‬ ‫المصممتين لديهما سوقاً مح ّدة في الذهن، إ ال أنهما تأمالن‬ ‫ّ‬ ‫د‬ ‫أيضاً في الوصول إلى قاعدة أوسع من الزبائن المحتملين.‬ ‫وقالت هاشمي: “سيكون من الممكن التعر ف على االسم‬ ‫ّ‬ ‫كاسم مسلم، لكن كل امرأة ستبدو أنيقة إذا ارتدت مالبسنا.”‬ ‫وهي تصف هذا الخط من الملبوسات بأنه “ثياب أميركية‬ ‫للمرأة العاملة التي يتراوح عمرها بين 52 و43 سنة، والتي‬
‫04‬

‫“إن مساعدة الناس على االحتفاظ بأهم شيء مادي في‬ ‫حياتهم إنما ي ِّل افضل مكافأة على اإلطالق،” قال شعيب‬ ‫ُشك‬ ‫وأضاف، “فعندما تقوم بإنقاذ منزل ما، فان هذا يشكل مساعدة‬ ‫للحي، وللمجتمع المحلي، وبالتالي يساعد البالد بأسرها.”‬ ‫وقد طرأت أيضاً تغيرات كبيرة في المحيط القريب من‬ ‫شعيب. فقد ولدت له ولزوجته طفلة سمياها صوفيا جون، في‬ ‫العام 8002. وكان شعيب قد ترعرع في ديربورن، في نفس‬ ‫الحي مثل زوجته ناتالي، التي تتحدر من أصل نصفه لبناني‬ ‫ونصفه األخر أميركي هندي.‬ ‫“أنا محظوظ .... وأشعر انني مبارك فع ً، دون شك”،‬ ‫ال‬ ‫قال شعيب “ولكنني وجدت أيضاً انني كلما عملت بكد أكبر‬
‫كلما ازداد نصيبي من الحظ.”‬

‫أعاله شعيب وزوجته ناتالي، وابنتهما صوفيا جون في صورة عائلية‬

‫قامت كل من المرأتين بتطوير مفهومها الخاص بالزي‬ ‫ّ‬ ‫المناسب. “ترعرعت في بيت محافظ جد اً، وكان والداي‬ ‫متشددين في مسألة ارتداء الثياب المحتشمة”، كما أوضحت‬ ‫هاشمي. “وأخير اً وجدت مجال راحتي. سأرتدي أكماماً‬ ‫قصيرة، ولكن ليس أي ثياب مفتوحة من األعلى، أو شديدة‬ ‫االلتصاق بالجسد. كل واحد له مستوى خاص به.”‬ ‫أما مقاربة منكوش “فال تتعلق بالقواعد، بل بما يبدو‬ ‫مناسبا. كما قالت، “بالنسبة إلي ، لن أتجول بقميص من دون‬ ‫ّ‬ ‫أكمام، أو بفستان قصير، فذلك ال يشعرني بالراحة. وأنا أضع‬ ‫غطاء على رأسي منذ ان بلغت الرابعة عشرة من عمري.”‬ ‫النشأة في عائلة مختلطة‬ ‫كانت والدة نائلة قد نشأت وتربت على الديانة الكاثوليكية.‬ ‫أما والدها الباكستاني فقد جاء إلى الواليات المتحدة في‬ ‫السبعينات وأصبح مواطناً أميركياً. “كانت أمي تتعلم لتصير‬ ‫ممرضة عندما قابلت أبي جر اح القلب. أصبحت أمي مفعمة‬ ‫ّ‬ ‫باإللهام، للطافته وكرمه، وقادها ذلك اإللهام إلى االهتمام‬ ‫بديانته واعتنقت اإلسالم،” قالت هاشمي.‬ ‫وكانت هاشمي تدرس في مدرسة إسالمية في هارتفورد‬ ‫أيام اآلحاد، مع ثالثة من أشقائها.‬

‫يكون أسلوب حياتها ناشطاً على الدوام.”‬ ‫معضلة المالبس‬ ‫أصبحت هاشمي ومنكوش مهتمتين بتصميم المالبس‬ ‫منذ عمر المراهقة. وانتقلت عائلة هاشمي إلى باكستان في‬ ‫العام 5991، عندما كانت في العاشرة من عمرها، رغم أنها‬ ‫استمرت في قضاء أشهر الصيف في والية كناتيكت. (عادت‬ ‫العائلة عودة دائمة إلى الواليات المتحدة بعد الهجوم اإلرهابي‬ ‫في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1002).‬ ‫“عندما رجعنا إلى الواليات المتحدة في ذلك الصيف،‬ ‫كان عمري ثالثة عشر عاماً، وتعرضت إلى صدمة ثقافية‬ ‫كبيرة”، قالت هاشمي. “لقد رأيت كم تختلف حياة المراهقين‬ ‫الباكستانيين عن حياة األميركيين. فوالداي أرادا مني البدء‬ ‫بارتداء المالبس المحتشمة ألنني كنت أكبر ولم أعد صغيرة.‬ ‫رغبت في ارتداء المالبس الجذابة مثل بقية البنات، لكن لم‬ ‫يكن هنالك شيء من هذا القبيل في المحالت التجارية.”‬ ‫صديقتها منكوش مرت هي األخرى بتجربة مماثلة. “لقد‬ ‫كان من الصعب حقاً العثور على ثياب جاهزة محتشمة يمكن‬ ‫لي أن أرتديها”، كما قالت. وهكذا لجأت الفتاتان في أحيان‬ ‫كثيرة إلى ارتداء عدة طبقات من الثياب كحل مؤقت، “هذه‬ ‫الثياب ش ّلت أفضل صديقة للبنت المسلمة”، قالت منكوش‬ ‫ك‬ ‫ضا حكة .‬ ‫لقد تعلمت كل من هاشمي ومنكوش الخياطة عن والدتيهما.‬ ‫قالت منكوش، “لقد علمتني والدتي ان أتبع نموذج تفصيل‬ ‫وأيضاً أن أب ّل فيه إلنتاج شيء ما يكون مختلفاً بالكامل،‬ ‫د‬ ‫شيء يكون هو ما أريده بالضبط. كان عمري ستة عشر عاماً‬ ‫عندما ابتدأت بخياطة كل ثيابي، وكان ذلك في الصيف الذي‬ ‫شرعت فيه مع نائلة السير في طريقنا.”‬ ‫الراحة والمالبس‬

‫إلى اليسار فاطمة منكوش تعرض أحد موديالتها لمجلة ايالن.‬
‫14‬

‫فالفكرة القائمة وراء مالبسهما قد امتدت إلى اختيارهما‬ ‫لالسم: “إيفا هو اسم جدة فاطمة ألمها”، شرحت هاشمي،‬ ‫“وخورشيد هو اسم والدة والدي.” وهذا االسم، كما أزياء‬ ‫بين الثقافتين.‬ ‫المصممتين، يزاوج‬ ‫أما والد منكوش، فهو من بنغالدش، وقدم إلى الواليات‬ ‫المتحدة عام 1791 ليعيش مع ابن عم له في والية ويست‬ ‫فرجينيا. وكانت والدة منكوش قد قابلت زوجها عندما كانت‬ ‫تزور إحدى صديقاتها، وقد اعتنقت هي أيضاً الدين اإلسالمي‬ ‫لم تتخل هاشمي ومنكوش عن وظيفتيهما النهاريتين حتى‬ ‫َ‬ ‫اآلن، لكنهما تأمالن في ان تسد مجموعتهما حاجة في صناعة‬ ‫المالبس. وقالت هاشمي “إننا نرغب في أن نكون األكبر‬ ‫واألفضل في المجال الذي نعمل فيه. فهذه ال تشبه أية ماركة‬ ‫ثياب أخرى جديدة.”‬ ‫الطريق إلى عالم األزياء‬ ‫بعد تخر جها من مدرسة ثانوية حكومية، التحقت منكوش‬ ‫ّ‬ ‫بجامعة كناتيكت، وثم جامعة والية كناتيكت سنترال حيث‬ ‫تخصصت في الفنون. وبعد تخرجها انتقلت إلى مدينة نيويورك‬ ‫وسكنت في ذلك الصيف في شقة واحدة مع هاشمي التي كانت‬ ‫طالبة في معهد األزياء التكنولوجي.‬ ‫بعد أن باتت هاشمي مسلحة بشهادة‬ ‫األزياء‬ ‫تصميم‬ ‫في‬ ‫البكالوريوس‬ ‫من المعهد المذكور، تمكنت من أن‬ ‫تجد لنفسها وظيفة، حيث صارت‬ ‫تبتكر سترات نسائية لمصمم أزياء‬ ‫إسرائيلي يدعى إيلي طهاري. وكانت‬ ‫منكوش تعمل قبل عملها الحالي في‬ ‫تصميم المالبس مع شركة “كوجي”‬ ‫التي تصنع المالبس الرجالية المدينية‬ ‫العصرية، ثم مع مؤسسة “ماريد تو‬ ‫ذي موب”، المتخصصة في مالبس‬ ‫الشارع النسائية المثيرة، حيث ال‬ ‫تزال اليوم.‬ ‫تعمل هاشمي ومنكوش في أوقات‬ ‫المساء، وفي عطل نهاية األسبوع،‬ ‫لتصنعان سوية مجموعتهما المتنامية‬ ‫من المالبس. تكافح هاتان المرأتان‬ ‫لشق طريقهما، حيث أن هاشمي‬
‫الصورة أعاله هي لفاطمة منكوش، الثانية من اليمين، مجتمعة مع‬ ‫غيرها من مصممات األزياء من الشابات المسلمات وذلك في جلسة‬ ‫تصوير لمجلة ايالن.‬
‫24‬

‫قبل ان تقترن بزوجها.‬

‫تعيش في حي كوينز ومنكوش تعيش في حي بروكلين من‬ ‫مدينة نيويورك مع زوجها، لكنهما ملتزمتان بتحقيق حلمهما.‬

‫“إن أوكالهوما، مثلي، هي مكان تلتقي فيه الثقافات وترقص‬ ‫معاً”، كما كتب سالمة على موقعه االلكتروني. “فأوكالهوما‬ ‫هي هجين من الثقافة األميركية األصلية المتمازجة مع الثقافة‬ ‫الجنوبية والغربية األميركية، والفضل يعود إلى رغبة والدتي‬ ‫التي ال ترتوي في تعلم واختبار أشياء جديدة. ولقد كانت تبذل‬ ‫قصارى جهدها لجعلي وجعل كل أفراد عائلتها ينغمسون في‬ ‫هذه الثقافة.”‬ ‫اإليمان والموسيقى‬ ‫وفي الوقت نفسه، فإن والدي سالمة لم يتغافال عن تنشئته‬ ‫على العقيدة اإلسالمية. فبالرغم من لهجته الجنوبية األميركية‬ ‫المميزة، وأسلوبه الموسيقي األميركى، فإنه يأخذ إيمانه على‬ ‫محمل الجد، ويستمد من إرثه الديني والثقافي الغني عندما‬ ‫يلجأ إلى تأليف كلماته وموسيقاه.‬ ‫وأغانيه ليست مغالية ال في السياسة وال في الدين، إال انها‬ ‫تعكس خلفيته المميزة، وهي ما يطلق عليها الموقع االلكتروني‬ ‫‪“ altmuslim.com‬االنقسام الحي” في المشهد الموسيقي‬ ‫األميركي.‬ ‫وفي إحدى األغاني التي تتعاطى مع التسامح، مث ً، فإن‬ ‫ال‬ ‫سالمة يقتبس قو ال شائعاً يعود إلى اإلمام الشافعي وفيه يقول،‬ ‫ً‬ ‫“إنني أشبه بعود الن ّ، كلما بالغت في إحراقي زاد طيبي‬ ‫د‬ ‫انتشار اً.”‬ ‫وهو يعترف كيف أن مثال والده قد ش ّل كال من نظرته‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫المستقبلية ومن موسيقاه: “إنه يعيش بالفعل على أساس المبدأ‬ ‫الذي يقول: كن قاسياً على نفسك، متساهال مع سواك.”‬ ‫ً‬ ‫وهو يجد أن تأليف األغاني عملية متداخلة ومتالزمة مع‬ ‫إيمانه بعمق. “إنني أصلي قبل وبعد كتابة األغنية”، قال في‬ ‫ّ‬ ‫مقابلة معه في جامعة ايوا، وأردف، “إنني اختار كل كلمة من‬ ‫كلماتي بعناية. وأحاول ان أكون شديد األمانة وآمل من اهلل أن‬ ‫يجعل هذه األغنية تصل إلى قلوب الناس.”‬ ‫كريم‬ ‫الوطن‬ ‫الغربي‬ ‫إلى‬ ‫يقع‬ ‫بالنسبة‬ ‫سالمة،‬ ‫في‬ ‫الجنوب‬

‫كاتب األغاني‬ ‫كرمي‬ ‫سالمة‬

‫من الواليات المتحدة،‬ ‫حيث موسيقى الكانتري‬ ‫(الريف) توفر الكثير من األلحان للحياة اليومية. لكن الوطن‬ ‫بالنسبة إليه يعني أيضاً الترعرع في منزل مسلم متدين ودراسة‬ ‫النسيج الغني لألدب والشعر العربي الكالسيكيين.‬ ‫وهكذا، عندما بدأ سالمة، البالغ 03 عاماً، في كتابة أشعار‬ ‫األغاني، وغنائها بنفسه، كان من الطبيعي تماماً أن يقوم‬ ‫الرجل بمزج إحساسه المتجذر في اإليمان اإلسالمي مع صوته‬ ‫اآلسر ولهجته الجنوبية المميزة، حتى وإن رأى اآلخرون هذا‬ ‫المزيج مذه ً.‬ ‫ال‬ ‫أوكالهوما والموسيقى‬ ‫كان والدا سالمة مصريين انتقال إلى أوكالهوما حيث‬ ‫ربياه مع أخوين له وأخت. سافر سالمة عندما كان طفال‬ ‫ً‬ ‫لحضور معارض الروديو، والمعارض القروية، ومهرجانات‬ ‫الهنود الحمر، كما تعر ف إلى موسيقى البلوغراس والكانتري‬ ‫ّ‬ ‫في أماكن مثل برانسون، بوالية ميزوري، والى البرنامج‬ ‫الموسيقي الشهير غراند أولي أوبري في مدينة ناشفيل بوالية‬ ‫تينيسي .‬

‫34‬

‫قصيدة الشاعر الروحاني الذائع الصيت جون دون (-2751‬ ‫ّ‬ ‫1361)، وتحمل عنوان “خطبة الوداع: النواح المستحيل”.‬ ‫وهي قصيدة كان سالمة قد كتب لها لحناً كي يساعده على‬ ‫استظهارها غيباً.‬

‫االرتباطات بموسيقى الريف‬ ‫رؤية سالمة لموسيقى الكانتري يمكن أن تكون رؤية‬ ‫مدهشة، خاصة في ما يتعلق بأولئك الذين ال يألفون سوى‬ ‫أسلوب األغنية التجارية السائدة التي تميل نحو الكلمات‬ ‫الغنائية التي تحتفي بالطرقات المفتوحة، والحانات الليلية‬

‫التأليف واألداء‬ ‫األغاني‬ ‫سالمة‬ ‫كتب‬ ‫والقصائد المغناة بينما كان‬ ‫يسعى إلى نيل شهادة الهندسة من جامعة أوكالهوما، قبل ان‬ ‫ينتسب إلى كلية الحقوق في جامعة أيوا حيث التقى الموسيقار‬ ‫ارسطو ميهالوبولوس، المتحدر من أصول يونانية.‬ ‫وفي لحظة أميركية نموذجية، قرر ابنا مهاجرين من‬ ‫مصر واليونان التعاون معا إلنتاج نوع من أنواع موسيقى‬ ‫الريف األميركية. وعلى امتداد السنوات العدة التي تلت هذا‬ ‫اللقاء، أ ّى سالمة أغانيه أمام جمهور يغلب عليه حضور‬ ‫د‬ ‫المسلمين في الواليات المتحدة وفي أوروبا، يرافقه في ذلك‬ ‫ميهالوبولوس على الغيتار.‬
‫44‬

‫الرخيصة، وحكايات الحب الخائبة.‬ ‫“هنالك نوع من الروح في موسيقى الكانتري... شيء يأتي‬ ‫من أعمق األعماق... ال تزال تسمع فيها شيئاً ما قديما جد اً‬ ‫وشديد التقليدية”، هذا ما قاله سالمة في مقابلة معه نشرت‬ ‫على موقع ‪.atlmuslim.com‬‬ ‫وفي الحقيقة، فإن سالمة يستمد من تقاليد هي أكثر ُدماً‬ ‫ق‬ ‫بكثير، تقاليد تعود في جذورها إلى المنطقة التي ُطلق عليها‬ ‫ي‬ ‫ما يسمى ببلوغراس (العشب األزرق) في منطقة االباالشي في‬ ‫الجنوب الشرقي للواليات المتحدة.‬ ‫كان سالمة قد درس األدب االنجليزي أيضاً، وخاصة‬

‫فبطلعته الحسنة، وقصة شعره التقليدية، وقبعته الكاوبوي‬ ‫الريفية الكالسيكية السوداء، يدرك سالمة بأن الناس قد يأتون‬ ‫لمشاهدة الطرافة المتمثلة بمغن مسلم يعتنق موسيقى الكانتري‬ ‫ّ‬ ‫األميركية. لكنه يأمل بأن يبقى ذلك الجمهور معه بعد أن يجد‬ ‫أن تلك األغاني آسرة.‬ ‫وهو قد يكون في طور تحقيق النجاح. ففي جولته الصيفية‬ ‫في أوروبا في العام 8002، أدى سالمة أغانيه أمام جمهور‬ ‫متحمس من المسلمين وغير المسلمين في كل من لندن، وبرلين،‬ ‫وباريس (في يورو ديزني)، وفي روما، وجنوى، وأمستردام.‬ ‫ظهر األلبوم األول لسالمة ‪( Generous Peace‬السالم‬
‫عندما كانت ال تزال‬ ‫لرواية‬ ‫الجلوس‬ ‫كرتوني‬ ‫ووفقاً‬ ‫على‬ ‫صندوق‬ ‫طفلة،‬ ‫اعتادت‬ ‫وسط‬ ‫والداتها، فإن كيران خالد‬

‫كيران‬ ‫خالد‬

‫الصحافية‬ ‫التلفزيونية‬

‫الكريم)، في العام 6002، ثم تبعه األلبوم الثاني ‪This Life‬‬ ‫‪( of Mine‬تلك الحياة التي هي حياتي). أما أغنيته التي تحمل‬ ‫عنوان ‪( A Land Called Paradise‬أرض تسمى الجنة)،‬ ‫فهي و ّرت التسجيل الصوتي لفيديو موسيقي حائز على جائزة‬ ‫ف‬ ‫يحتفي بتعددية وحيوية الجالية المسلمة في أميركا.‬ ‫ويعمل سالمة اآلن على ألبومه التجاري األول الذي سوف‬ ‫يتضمن أفضل المواد من األلبومين السابقين باإلضافة إلى‬ ‫أغان جديدة متعددة.‬ ‫لكن سالمة ال ير ّز على مهنة الغناء حصر اً. فحيث انه‬ ‫ك‬ ‫أنهى دراسته في القانون، فإنه يعد نفسه الجتياز االختبار الذي‬ ‫ّ‬ ‫يؤهله االنتساب إلى نقابة المحامين وهو مهتم بأمر ممارسة‬ ‫المحاماة.‬

‫بحيث يكون وجهها نحو‬ ‫الخارج، أي “بحيث أكون داخل التلفزيون فعلياً، وليس عليه”، كما‬ ‫قالت خالد. ومنذ ذلك الحين فإن كيران خالد، البالغة اآلن الخامسة‬ ‫والثالثين من عمرها، ما زالت تتابع مهنتها كإعالمية تلفزيونية،‬ ‫ومذيعة لألخبار ومنتجة، وهي الوظيفة التي نقلتها من مراسلة‬ ‫إخبارية محلية إلى تغطية أخبار األحداث الكبيرة على المستوى‬ ‫القومي والعالمي.‬ ‫“كنت المرأة األميركية – الباكستانية األولى التي تذيع األخبار‬ ‫في الواليات المتحدة،” كما قالت، وأردفت تقول، “فإذا كنت مخطئة‬ ‫في ادعائي هذا، فإنني ارغب في مقابلة الرائدة الحقيقية النني، إلى‬ ‫حد علمي، فان أحد اً سواي لم يكن قد سلك طريقي هذا من قبل.”‬ ‫النشأة في تكساس‬ ‫ولد والد كيران خالد في نيودلهي بالهند، أما والدتها فقد‬ ‫ولدت في كراتشي بالباكستان، لكن كيران خالد ترعرعت في‬ ‫إحدى ضواحي هيوستن في تكساس حيث كان والدها يعمل في‬ ‫حقل التطوير العقاري. ولقد ركزت على مهنة الصحافة منذ حياتها‬
‫54‬

‫وهو يلخص بعض أفكاره حول موسيقاه على صفحته‬ ‫ّ‬ ‫اإللكترونية على موقع ماي سبيس (‪ )MySpace‬قائ ً، “آمل‬ ‫ال‬ ‫ان تقع كلماتي على آذان وقلوب تلتمس نفس الشيء الذي‬ ‫التمسه ... اإللهام بالعيش عيشة فاضلة ترضي اهلل.”‬

‫في الصورة األعلى إلى اليسار يظهر غالف تسجيل السي دي الثاني‬ ‫لكريم سالمة، ويحمل عنوان ‪( This Life of Mine‬تلك الحياة‬ ‫التي هي حياتي). وفي الصورة العليا في الوسط كريم سالمة في حفل‬ ‫موسيقي في برلين، ألمانيا في العام 8002.‬

‫من أخبار العواصف، مرور اً بتهريب المخدرات، ووصو ال إلى‬ ‫ً‬ ‫الهجرة. لكن طبيعة المحطة وتجهيزاتها العتيقة، جعل العمل‬ ‫فيها صعباً.‬ ‫“ومع ذلك كنت أستمتع بعملي حين كنت أجد نفسي جالسة‬ ‫مقابل الكاميرا، كما قالت مستذكرة، وأردفت “لقد أدركت‬ ‫ببساطة أنني أستطيع النجاح في ذلك العمل.”‬ ‫وفي محطة تلفزيونية أخرى في ليك تشارلز، في والية‬ ‫لويزيانا، شهدت وضعاً مغاير اً: فاألجهزة والمعدات هناك كانت‬ ‫آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، لكن البيئة اإلعالمية‬ ‫كانت باردة نسبياً. فقالت، “لقد عملت بكل جد واجتهاد وصرت‬ ‫مذيعة األخبار األولى خالل فترة عطلة األسبوع.”‬ ‫كما أنها غدت نوعاً من الشخصية البارزة المحلية: “لقد‬ ‫بات ذهابي إلى المركز التجاري أشبه بالصعود إلى خشبة المسرح،‬ ‫“قالت ضاحكة، “إذا بدا أن كل من ألقاه كان يعرفني.”‬ ‫وفي موبايل، بوالية االباما أصبحت خالد تظهر على الهواء‬ ‫أربعة إلى خمس مرات كل يوم، لكنها وجدت نفسها منهكة. “لقد‬ ‫شعرت انني أدور في دوامات”. لذلك فإنها اتجهت لتجربة الحياة‬ ‫األكثر مجازفة، ولكن األكثر حرية أيضاً، أي حياة الصحافي‬ ‫ا لمستقل .‬ ‫وفي نظرة إلى الماضي قالت، “إن الناحية األكثر إرضا ء‬ ‫ً‬ ‫في األنباء المحلية هي التقارير التي تتقصى قضايا المستهلك”.‬ ‫وأضافت، “إذ ان عرض األعمال المشبوهة واألناس المسؤولين‬ ‫عنها على التلفزيون إنما هو خدمة كبيرة تقدمها األخبار المحلية‬ ‫للسكان المحليين، وهذا أمر كثير اً ما يتم إغفاله.”‬ ‫وأضافت، أن “الضغوطات كثير اً ما تكون هائلة ألن محطات‬ ‫األخبار تث ّن نموذج نقل الخبر العاجل أكثر مما تث ّن فضائل‬ ‫م‬ ‫م‬
‫في األعلى إلى اليسار تبدو سيارة كيران خالد غارزة في الوحل وهي‬ ‫في مهمة صحافية لها في أفريقيا خالل العام 5002. وفي األعلى إلى‬ ‫اليمين تبدو وهي تجري مقابلة مع المغني جون ماير في الحفلة الراقصة‬ ‫السنوية التي تقيمها مؤسسة إنقاذ الموسيقى، خالل العام 7002.‬

‫الباكرة. “كانت رغبتي في الصحافة قد اشتعلت من خالل محبتي‬ ‫للكتابة”، كما قالت، وأضافت، “كثير اً ما كنت انشغل بكتابة‬ ‫القصص القصيرة بينما كنت أكبر.”‬ ‫ومثلها مثل أخويها االثنين وأختها، تفوقت خالد في مدرستها.‬ ‫ولقد لعب تفوق هؤالء اإلخوة دور اً في تغلبهم على المعاناة الناتجة‬ ‫عن كونهم ينتمون إلى عائلة تشكل األقلية الوحيدة في مجتمعهم‬ ‫ا لصغير .‬ ‫“كثير اً ما كان الوضع بمثابة شيء عليك أن تتقبله بكل بساطة‬ ‫حيث كانت هذه هي حال العالم” كما قالت. “وأنا ممتنة لتلك‬ ‫المواجهات الباكرة ألنها أعدتني لما سيأتي من ردات فعل حادة‬ ‫عقب حوادث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.”‬ ‫مذيعة تلفزيونية لألخبار المحلية‬ ‫تخرجت خالد بشهادة جامعية في الصحافة من جامعة تكساس‬ ‫في أوستن، حيث قالت انها وقعت حا ال في حب العمل التلفزيوني، أي‬ ‫ً‬ ‫فكرة أن تكون على الهواء مباشرة عند إذاعة األخبار العاجلة.”‬ ‫وفي العام 6991، انتقلت إلى العمل في محطة محلية تابعة‬ ‫لشبكة تلفزيون سي بي اس، في كوربوس كريستي، بتكساس.‬ ‫وهي وظيفة وجدتها كيران خالد مثيرة وباعثة على اليأس معاً.‬ ‫فقد هيأت لها كوربوس كريستي العديد من الفرص اإلعالمية، بدء اً‬
‫64‬

‫من القصة اإلخبارية.”‬ ‫وكونها طليقة في اللغة االرد ّة، سافرت خالد إلى الباكستان‬ ‫ي‬ ‫وأصبحت إحدى أوائل المراسلين الغربيين الذين يرسلون تقاريرهم‬ ‫الصحافية من عمق باكستان ومدارسها الدينية التي تتوجه إليها‬ ‫الكثير من أصابع االتهام بأنها تشجع اإلرهاب.‬ ‫وفي العام 7002، عادت خالد إلى اخطر المهمات التي‬ ‫أوكلت إليها، أي إلى تصوير فيلم وثائقي، كان يحمل عنوان نحن‬ ‫لسنا أحرار اً، وهو يدور حول أعمال المراقبة المسبقة على النشر‬ ‫الصحفي، وحول الهجمات التي يتعرض لها رجال الصحافة على‬ ‫أيدي رجال حكومة الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشر ف في‬ ‫ّ‬ ‫باكستان.‬ ‫وفي مقابلة أجرتها معها مؤسسة آسيا ميديا صرحت خالد، “إن‬ ‫الشيء الذي أذهلني هو مقدار شجاعتهم … وقبولهم بالمخاطرة‬ ‫بسالمتهم من اجل متابعة عمل ما يعتبرون انه واجب نبيل.”‬ ‫ومنذ كانون الثاني/يناير من العام 8002، تعمل خالد كمنتجة‬ ‫ألحد أكثر البرامج التلفزيونية اإلخبارية وبرامج المقابالت شهرة‬ ‫وشعبية في محطة أي بي سي، وهو غود مورنينغ أميركا (صباح‬ ‫الخير يا أميركا).‬ ‫قالت، “إنني أحب حدة وكثافة العمل هذا”. وهو قد يعني‬ ‫إعداد تقرير صحفي حول أسعار البترول في أول يوم، ثم إعداد‬ ‫تقرير آخر عن الحملة االنتخابية الرئاسية في اليوم التالي.‬ ‫“لقد و ّر هذا البرنامج فرصة كتابة القصص الصحفية‬ ‫ف‬ ‫وإخراجها، وهي قصص تحظى بمشاهدة الماليين”، كما قالت‬ ‫وأردفت، “خالل عشر سنوات، آمل ان أكون ما زلت اعمل على‬ ‫تقارير صحفية ذات أهمية بحيث تخدم أهدافاً أ كبر . ”‬

‫التقارير المهمة الرصينة.”‬ ‫صحافية مستقلة‬ ‫في العام 5002، أرسلت خالد تقرير اً صحافياً عن الحياة‬ ‫البائسة للمزارعين الذين يعيشون عيش الكفاف، والمهددين‬ ‫بالمجاعة في كل من النيجر ومالي. فيلمها الوثائقي، فجوة الجوع،‬ ‫كان من بين األفالم التي بلغت نهائيات مهرجان األمم المتحدة‬ ‫لألفالم الوثائقية.‬ ‫وفي الواليات المتحدة، عملت خالد كمخرجة ميدانية لنوع‬ ‫مختلف جد اً من العمليات اإلخبارية، أي في حقل الصحافة القضائية‬ ‫التي تقوم بتغطية أخبار المحاكمات الجزائية الرئيسية إلى جانب‬ ‫المحاكمات المدنية.‬ ‫وكذلك أصبحت خالد عضو اً فاعال في اتحاد صحافيي جنوبي‬ ‫ً‬ ‫آسيا (ساجا). “إنني شديدة الفخر بدوري في مجلس إدارة ساجا‬

‫إذ انني اعمل مع منظمة تقدم الكثير إلى الصحافيين الشباب، مثل‬ ‫تقديم اإلرشادات المهنية والمنح الدراسية.”‬ ‫باكستان وأميركا‬ ‫بعد الهجمات اإلرهابية في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر‬ ‫1002، أيقنت خالد بسرعة ان “باكستان ستكون العباً رئيسياً،‬ ‫وقد أدركت أيضاً ان الوقت قد حان لكي أكون أو ال أكون جزء اً‬

‫74‬

‫المسلمون في أميركا‬

‫صورة إحصائية‬
‫المرور في فترة من التأقلم أثناء تعلمهم طرق ومسالك المجتمع‬ ‫التعددي.‬ ‫لقد ثبت أن عدد السكان األميركيين المسلمين هو أمر‬ ‫يصعب تقديره ألن اإلحصاء السكاني الرسمي في الواليات‬ ‫المتحدة ال يقتفي أثر االرتباطات الدينية للمواطنين. لذلك، فان‬ ‫تقديرات عددهم تتراوح بين مليونين وسبعة ماليين. ومع ذلك‬ ‫فان األمر الواضح ان عدد المواطنين األميركيين المسلمين‬ ‫يتنامى بسرعة نتيجة الهجرة، ومعدل الوالدات المرتفع بينهم،‬ ‫وكذلك بسبب إقبال البعض على اعتناق الدين اإلسالمي.‬ ‫ووفقاً الستطالع للرأي أجراه مركز بيو لألبحاث في العام‬ ‫األميركيون المسلمون اليوم هم خليط استثنائي من‬ ‫اإلثنيات، واللغات، واأليديولوجيات، واألوضاع االجتماعية‬ ‫فالمسلمون‬ ‫المختلفة.‬ ‫الدينية،‬ ‫والجماعات‬ ‫واالقتصادية،‬ ‫األميركيون األصليون مندمجون جيد اً في المجتمع األميركي،‬ ‫بينما ال زال العديد من المهاجرين الجدد في بداية عهد‬ ‫تأقلمهم مع الحياة األميركية. أما من ناحية التمسك بالدين،‬ ‫فإن المسلمين يتراوحون بين المتشددين جد اً والمعتدلين‬ ‫والعلمانيين. ويتشابه المسلمون مع أتباع الديانات األخرى‬ ‫في أميركا كالمسيحيين، واليهود، والهندوس، وسواهم من‬ ‫الجاليات الدينية، في أن العديد منهم يلتمس اندماجاً سياسياً‬ ‫واجتماعياً كام ً، وفي حين يفضل اآلخرون منهم العيش أو ال‬ ‫ً‬ ‫ال‬ ‫في سياق جالياتهم وممارساتها الثقافية الخاصة. الكثير من‬ ‫المهاجرين قدموا من بلدان ذات أغلبية إسالمية وال بد لهم من‬

‫توزيع االعمار واجلنس بني مسلمي‬ ‫الواليات املتحدة‬

‫ما هي املناطق التي يعيش فيها‬ ‫املسلمون في الواليات املتحدة؟‬

‫%92‬ ‫%84‬ ‫%81‬ ‫%5‬ ‫%45‬ ‫%64‬

‫من عمر 81 حتى 92‬ ‫من عمر 03 إلى 94‬ ‫من عمر 05 إلى 46‬ ‫من عمر 56 سنة وما فوق‬ ‫ذكور‬ ‫إناث‬
‫84‬

‫%23‬ ‫%92‬ ‫%22‬ ‫%81‬

‫اجلنوب‬ ‫الشمال الشرقي‬ ‫الغرب األوسط‬ ‫الغرب‬

‫معدل الدخل العائلي السنوي‬
‫عموم األميركيني‬ ‫%71‬ ‫%11‬ ‫%61‬ ‫%32‬ ‫%33‬ ‫مسلمون‬ ‫%61‬ ‫%01‬ ‫%51‬ ‫%42‬ ‫%53‬ ‫000,001$‬ ‫000,59$ - 000,57$‬ ‫999,47$ - 000,05$‬ ‫999,94$ - 000,03$‬ ‫اقل من 000,03$‬ ‫عموم األميركيني‬ ‫%9‬ ‫%61‬ ‫%92‬ ‫%03‬ ‫%61‬ ‫مسلمون‬ ‫%01‬ ‫%41‬ ‫%32‬ ‫%23‬ ‫%12‬

‫املستوى التعليمي‬
‫دراسات جامعية عليا‬ ‫شهادات جامعية‬ ‫بعض الدراسات اجلامعية‬ ‫شهادة مدرسية ثانوية‬ ‫من دون شهادة مدرسية ثانوية‬

‫أكثر من ثالث سنوات قبل البت في طلبات تجنيسهم، وهي‬ ‫عملية ال ينبغي لها ان تستغرق أكثر من مئة وثمانين يوماً‬ ‫في العادة.‬ ‫وقد تراوحت تقديرات عدد األميركيين األفارقة المسلمين‬ ‫بين خمس إلى ثلث المجموع العام لألميركيين المسلمين. أما‬ ‫المجموعات اإلثنية األساسية األخرى من المسلمين األميركيين‬ ‫فهم العرب واآلسيويون الجنوبيون والهنود والباكستانيون‬ ‫والبنغالدشيون واألفغان).‬

‫7002، فان 56 بالمئة من األميركيين المسلمين هم مهاجرون‬ ‫من الجيل األول، وأن 16 بالمئة من المولودين منهم في الخارج‬ ‫قدموا إما في عقد التسعينات، أو في العقد الحالي. كما كشف‬ ‫االستطالع أن 77 بالمئة من المسلمين الذين يعيشون في‬ ‫الواليات المتحدة هم مواطنون أميركيون، وأن 56 بالمئة من‬ ‫هؤالء باتوا اآلن مواطنين مجنسين. وبالمقارنة، فإن 85 بالمئة‬ ‫من األميركيين الصينيين المولدين خارج األراضي األميركية‬ ‫هم مواطنون أميركيون مجنسون اآلن.‬ ‫وفي دراسة كان قد أجراها مركز حقوق اإلنسان والعدالة‬

‫ومع أن معظم األميركيين يقرنون اإلسالم بالدرجة‬ ‫األولى بالعرب، فإن ثلثي األميركيين العرب هم مسيحيون،‬

‫العالمية التابع لكلية الحقوق في جامعة نيويورك، فقد تب ّن ان‬ ‫ي‬ ‫العديد من المسلمين كانوا في عداد الـ 000,04 الذين انتظروا‬

‫ما هي درجة أهمية الدين في حياتك؟‬ ‫(جميع األديان)‬

‫توزيع املساجد في الواليات املتحدة على‬ ‫اجلماعات االثنية اخملتلفة‬

‫%27‬ ‫%81‬ ‫%5‬ ‫%4‬ ‫%1‬

‫شديد األهمية‬ ‫مهم إلى حدّ ما‬ ‫ليس شديد األهمية‬ ‫ليس مهما ً أبدا ً‬ ‫ال أعرف‬

‫%82‬ ‫%72‬ ‫%61‬ ‫%51‬ ‫%41‬

‫جنوب آسيويني‬ ‫أميركيون أفارقة‬ ‫جنوب آسيويني وعرب، متمازجة بالتساوي‬ ‫عرب‬ ‫كل التمازجات األخرى‬

‫‪WA‬‬ ‫‪MT‬‬ ‫‪OR‬‬ ‫‪ID‬‬ ‫‪WY‬‬ ‫‪SD‬‬ ‫‪NE‬‬ ‫‪NV‬‬ ‫‪CA‬‬ ‫‪NM‬‬ ‫‪UT‬‬ ‫‪CO‬‬ ‫‪KS‬‬ ‫‪OK‬‬ ‫‪MO‬‬ ‫‪IA‬‬ ‫‪IL‬‬ ‫‪ND‬‬ ‫‪MN‬‬ ‫‪WI‬‬

‫المساجد في كل والية من‬ ‫واليات الواليات المتحدة‬
‫002 ‪100 to‬‬ ‫99 ‪50 to‬‬ ‫94 ‪20 to‬‬ ‫91 ‪10 to‬‬ ‫‪0 to‬‬ ‫9‬

‫‪ME‬‬ ‫‪NH‬‬ ‫‪VT‬‬ ‫‪NY‬‬ ‫‪MA‬‬ ‫‪RI‬‬ ‫‪CT‬‬ ‫‪NJ‬‬ ‫‪DE‬‬

‫‪MI‬‬ ‫‪PA‬‬ ‫‪IN‬‬ ‫‪OH‬‬ ‫‪KY‬‬ ‫‪TN‬‬ ‫‪SC‬‬ ‫‪MS‬‬ ‫‪TX‬‬ ‫‪LA‬‬ ‫‪FL‬‬ ‫‪AL‬‬ ‫‪GA‬‬ ‫‪WV‬‬

‫‪VA‬‬ ‫‪NC‬‬

‫‪MD‬‬ ‫‪DC‬‬

‫‪AZ‬‬

‫‪AR‬‬

‫‪AK‬‬ ‫‪HI‬‬

‫توزيع املساجد في الواليات املتحدة‬
‫موقع ‪ ،IslamiCity.com‬الذي أطلق على نفسه تسمية غلوبال ُسلم إي كوميونيتي (‪ ،)Global Muslim eCommunity‬بإعداد المعلومات عن المسلمين‬ ‫م‬ ‫في الواليات المتحدة منذ العام 5991. بياناته المنشورة على اإلنترنت تتحدث عن وجود 003,2 مسجد ومدرسة ومنظمة إسالمية في الواليات الخمسين، وهي‬ ‫مدرجة أدناه حيث يوجد بعد اسم كل والية عدد المساجد بحسب البيانات الموجودة في قاعدة بيانات ‪ IslamiCity.com‬وذلك بتاريخ شهر كانون األول/ديسمبر‬ ‫من العام 8002. اإلحصاءات المتعلقة بواشنطن العاصمة مأخوذة من المركز اإلسالمي في واشنطن العاصمة. أما مجموع هذه الجوامع فهو 810,1.‬
‫‪RI‬‬ ‫‪SC‬‬ ‫‪SD‬‬ ‫‪TN‬‬ ‫‪TX‬‬ ‫‪UT‬‬ ‫‪VT‬‬ ‫‪VA‬‬ ‫‪WA‬‬ ‫‪WV‬‬ ‫‪WI‬‬ ‫‪WY‬‬ ‫رود آيالند‬ ‫ساوث كارولينا‬ ‫ساوث داكوتا‬ ‫تينيسي‬ ‫تكسا س‬ ‫يوتاه‬ ‫فيرمونت‬ ‫فر جينيا‬ ‫واشنطن‬ ‫وست فرجينيا‬ ‫ويسكونسن‬ ‫وايومنغ‬ ‫2‬ ‫21‬ ‫2‬ ‫01‬ ‫85‬ ‫5‬ ‫0‬ ‫72‬ ‫01‬ ‫3‬ ‫31‬ ‫1‬ ‫‪MT‬‬ ‫‪NE‬‬ ‫‪NV‬‬ ‫‪NH‬‬ ‫‪NJ‬‬ ‫‪NM‬‬ ‫‪NY‬‬ ‫‪NC‬‬ ‫‪ND‬‬ ‫‪OH‬‬ ‫‪OK‬‬ ‫‪OR‬‬ ‫‪PA‬‬ ‫مونتانا‬ ‫نبراسكا‬ ‫نيفادا‬ ‫نيو ها مشير‬ ‫نيوجرزي‬ ‫نيو مكسيكو‬ ‫نيويورك‬ ‫نورث كارولينا‬ ‫نورث داكوتا‬ ‫أوهايو‬ ‫أوكالهوما‬ ‫أوريغون‬ ‫بنسلفا نيا‬ ‫2‬ ‫1‬ ‫3‬ ‫3‬ ‫65‬ ‫7‬ ‫131‬ ‫02‬ ‫4‬ ‫14‬ ‫8‬ ‫01‬ ‫34‬ ‫‪IL‬‬ ‫‪IN‬‬ ‫‪IA‬‬ ‫‪KS‬‬ ‫‪KY‬‬ ‫‪LA‬‬ ‫‪ME‬‬ ‫‪MD‬‬ ‫‪MA‬‬ ‫‪MI‬‬ ‫‪MN‬‬ ‫‪MS‬‬ ‫‪MO‬‬ ‫إلينوي‬ ‫انديانا‬ ‫آيوا‬ ‫كانزاس‬ ‫كنتا كي‬ ‫لويزيانا‬ ‫ماين‬ ‫ماريالند‬ ‫مساتشوستس‬ ‫مشيغا ن‬ ‫منيسو تا‬ ‫مسيسيبي‬ ‫ميزوري‬ ‫34‬ ‫41‬ ‫5‬ ‫2‬ ‫9‬ ‫71‬ ‫1‬ ‫81‬ ‫31‬ ‫55‬ ‫3‬ ‫9‬ ‫7‬ ‫‪AL‬‬ ‫‪AK‬‬ ‫‪AZ‬‬ ‫‪AR‬‬ ‫‪CA‬‬ ‫‪CO‬‬ ‫‪CT‬‬ ‫‪DE‬‬ ‫‪DC‬‬ ‫‪FL‬‬ ‫‪GA‬‬ ‫‪HI‬‬ ‫‪ID‬‬ ‫02 أألباما‬ ‫أالسكا‬ ‫اركانسا‬ ‫كولورادو‬ ‫ديالوير‬ ‫واشنطن العاصمة‬ ‫0‬ ‫1‬ ‫8‬ ‫2‬ ‫8‬ ‫01 أريزونا‬ ‫891 كاليفورنيا‬ ‫71 كنا تيكت‬

‫24 فلوريدا‬ ‫04 جورجيا‬ ‫هاواي‬ ‫إيداهو‬ ‫1‬ ‫3‬

‫05‬

‫دخال عائلياً سنوياً يزيد عن 001 ألف دوالر (وذلك مقارنة‬ ‫ً‬ ‫بنسبة 61 بالمئة من مجمل المسلمين األميركيين، و71 بالمئة‬ ‫من مجمل السكان األميركيين). ومن الممكن ان يعود سبب‬ ‫ذلك إلى التر ّز الكبير للمسلمين في الحقول المتعلقة بالمهن‬ ‫ك‬ ‫الحرة، واإلدارة، والتكنولوجيا، خاصة في حقل تكنولوجيا‬ ‫المعلومات، والتعليم، والصحة، والقانون، وعالم الشركات.‬ ‫وثمة بعض األدلة على انحدار رواتب الرجال المسلمين‬ ‫والعرب منذ العام 1002، مع ان المعلومات األكثر حداثة‬ ‫تشير إلى ان هذا االتجاه ربما يكون قد بدأ باالنحسار.‬ ‫إن رحلة األميركيين المسلمين فريدة من نوعها ألنها‬ ‫تشكل جزء اً من تجربتين أميركيتين جوهريتين معا:‬ ‫تجربة األميركيين األفارقة وتجربة المهاجرين. فالمسلمون‬ ‫المهاجرون والمسلمون األميركيون األفريقيون عملوا لتأسيس‬ ‫مكانة لهم بحيث ُسمعون أصواتهم في السياسة وفي المجتمع،‬ ‫ي‬ ‫وكان هذا يحصل أحياناً سوية، ولكن في أكثر األحيان كان‬ ‫كل منهما يتصرف على حدة. فبينما هم يتشاركان في هوية‬ ‫واحدة كمسلمين، إال ان ظروف كل من الشريحتين العرقية،‬ ‫والثقافية، واالجتماعية- االقتصادية، والتاريخية، تختلف‬ ‫بشكل واسع. فبالعمل في اتجاه المشاركة السياسية الكاملة،‬ ‫على المسلمين المهاجرين تعلم الكثير من نجاحات المسلمين‬ ‫األميركيين األفريقيين خاصة لناحية بناء القدرة المؤسساتية،‬ ‫والتواصل الفعال مع سواهم من األميركيين.‬

‫لكن معظم المهاجرين العرب إلى أميركا منذ الحرب العالمية‬ ‫الثانية كانوا مسلمين. والمسلمون هم الشريحة األسرع نمو اً‬ ‫بين األميركيين العرب. ويشكل المسلمون المتحدرون من‬ ‫منطقة جنوب آسيا الشريحة األسرع نمو اً في الجالية األميركية‬ ‫اإلسالمية ويبلغ عددها ربع عدد المسلمين األميركيين. ومن‬ ‫بين األميركيين المسلمين أيضاً األتراك، واإليرانيون،‬ ‫والبوسنيون، والماليزيون، واإلندونيسيون، والنيجيريون،‬ ‫والصوماليون، والليبيريون، والكينيون، والبنغاليون، إلى‬ ‫جانب سواهم. وباإلضافة إلى ذلك فإن ثمة شريحة متنامية‬ ‫من السكان البيض األسبان الذين اعتنقوا الدين اإلسالمي،‬ ‫والعديد منهم من النسوة اللواتي تزوجن من مسلمين.‬ ‫وبالرغم من ان المسلمين يعيشون في كل أنحاء البالد،‬ ‫فإن الكثيرين منهم قد استقروا في المناطق المدينية الكبرى‬ ‫على امتداد الشاطئين كما في الوسط الغربي، وفي نيويورك،‬ ‫ولوس انجلوس، وشيكاغو، وديترويت وديربورن المجاورة‬ ‫لها تحديدا. أما الواليات العشر التي تضم الغالبية األكبر‬ ‫لألميركيين المسلمين فهي: نيويورك، وإلينوي، ونيوجرزي،‬ ‫وانديانا، ومشيغان، وفرجينيا، وتكساس، وأوهايو، وماريالند.‬ ‫كما أن هنالك جاليات مستوطنة قرب جامعات الواليات التي‬ ‫تحتوي عادة على أعداد كبيرة من الطلبة واألساتذة المسلمين‬ ‫المولدين في خارج البالد.‬ ‫وفي العام 7002، أظهر استطالع مركز بيو أن األميركيين‬ ‫المسلمين يعكسون بوجه عام الصورة العامة لمجمل السكان‬ ‫في الواليات المتحدة لناحية درجة التعليم ومستويات الدخل،‬ ‫مع وجود فارق واحد هو أن المسلمين المهاجرين هم أكثر‬ ‫بحبوحة وأفضل تعليماً من المسلمين المولودين في الواليات‬ ‫المتحدة. كذلك فإن نسبة 42 بالمئة من جميع المسلمين و92‬ ‫بالمئة من المهاجرين المسلمين يحملون درجات جامعية،‬ ‫وذلك مقارنة مع 52 بالمئة من عموم السكان األميركيين.‬ ‫وإن 14 بالمئة من جميع المسلمين األميركيين، و54 بالمئة‬ ‫من المهاجرين المسلمين يكسبون دخال عائلياً سنوياً يعادل‬ ‫ً‬ ‫05 ألف دوالر أو أعلى، وذلك مقارنة مع المعدل القومي‬ ‫البالغ 44 بالمئة. والمسلمون المهاجرون يتمثلون جيد اً بين‬ ‫أصحاب المداخيل العالية، حيث ان 91 بالمئة منهم يحققون‬

‫المصادر: البيانات اإلحصائية مقتبسة من منشورة: “األميركيون‬ ‫المسلمون: طبقة وسطى وغالبيتهم من التيار السائد”، إصدار مركز‬ ‫بيو لألبحاث، 22 أيار/مايو 7002. ونص هذه المقالة مقتبس‬ ‫من كتاب “تقوية أميركا: االندماج السياسي والمدني لألميركيين‬ ‫المسلمين”، إصدار مجلس الشؤون العالمية في شيكاغو، 7002.‬

‫15‬

‫مساجد األحياء في أميركا‬
‫مسجد أبو بكر (جمعية كولورادو اإلسالمية)، كولورادو‬

‫‪2071 South Parker Road, Denver, Colorado‬‬

‫يستقبل مركز جمعية كولورادو اإلسالمية عددا من المصلين‬ ‫يتراوح بين ألفين وثالثة آالف مصل أسبوعياً، وهو يعتبر‬ ‫ٍ‬ ‫أحد دعائم الحياة اإلسالمية في دنفر. وقد تمت توسعة مركز‬ ‫الجمعية في اآلونة األخيرة بحيث تضاعفت مساحة صحن‬ ‫المسجد بالمركز لكي يتمكن من استقبال العدد المتنامي من‬ ‫السكان المسلمين في المنطقة. ويقع المسجد في أحد أكثر األحياء‬ ‫التجارية ازدحاماً، وتقوم هذه الجمعية بدور محوري في الحياة‬ ‫المدنية للمسلمين، خاصة الشباب من أعضاء الجمعية، ويخدم‬ ‫الشباب كمدرسين في مدرسة األحد اإلسالمية التابعة للجمعية.‬ ‫وباإلضافة إلى دروس األحد، فان الجمعية تهتم أيضاً بالتعليم‬ ‫اإلسالمي في المدرسة التي أطلقت عليها اسم (أكاديمية رؤية‬ ‫الهالل) (كريسنت فيو أكاديمي) وتتيح األكاديمية فرصة‬ ‫االلتحاق بها والتعلم فيها للمسلمين وغير المسلمين ابتداء من‬ ‫ً‬ ‫صفوف الروضة إلى الصف الثامن. وتولي األكاديمية اهتماما‬ ‫شديدا لتعليم اللغة العربية والمعلومات العامة عن اإلسالم.‬

‫مركز الجالية اإلسالمية/مسجد تمبي، والية أريزونا‬
‫131 ‪E. Sixth Street, Tempe, Arizona‬‬

‫مركز ثقافي، ومسجد، ومدرسة، وهو يقع شمالي جامعة والية‬ ‫أريزونا في مدينة تمبي بوالية أريزونا. يرحب مركز الجالية‬ ‫اإلسالمية بالمترددون عليه المنتمين إلى أكثر من خمس وسبعين‬ ‫جنسية من مختلف الخلفيات االجتماعية واالقتصادية. ولقد تم‬ ‫إنشاء هذا المركز في العام 4891 كي يجمع شمل المسلمين‬ ‫الذين كانوا قبل إنشائه يتجمعون ألداء الصلوات في جماعات‬ ‫صغيرة بمنازل المنطقة. ويؤدي صالة الجمعة بالمركز حوالي‬ ‫003 مصل، ويشارك المركز أيضاً في نشاط كل من اتحاد‬ ‫ٍ‬ ‫الطلبة المسلمين في والية أريزونا وفي أنشطة الجالية المسلمة‬ ‫بشكل عام. ولدى المركز مكتبة صغيرة تحتوي على مراجع‬ ‫عن اإلسالم، ينظم لزواره جوالت في المركز والمسجد المبني‬ ‫على طراز مسجد قبة الصخرة المشرفة في القدس. كما أنه‬ ‫يقدم خدمات اجتماعية مثل إجراء مراسم الزواج، ودفن الموتى‬ ‫حسب التقاليد اإلسالمية، كما يشرف االمركز أيضا على إدارة‬ ‫مدرسة مترو فينيكس اإلسالمية، وهي مدرسة لتالميذ المرحلة‬ ‫االبتدائية.‬

‫25‬

‫‪4425 David Drive, Metairie, Louisiana‬‬

‫مسجد أبو بكر الصديق، لويزيانا‬

‫يتميز مسجد أبو بكر الصديق بطراز معماري متميز حيث إنه‬ ‫المسجد الوحيد الذي بني في منطقة نيو أورلينز ليكون مسجداً‬ ‫فحسب. وللمسجد قبة مؤلفة من مضلعات متشابكة ومئذنة، أما‬ ‫المصلون الذين يقصدونه للصالة، ويتراوح عددهم من 052‬ ‫إلى 003 مصل، فإن غالبيتهم من الجيل األول والثاني من‬ ‫ٍ‬ ‫المهاجرين الذين حصلوا على الجنسية األميركية وكانوا وافدين‬ ‫من أصول باكستانية، وهندية، وشرق أوسطية. و02 بالمئة‬ ‫من المترددين عليه من الوافدين الجدد وممن اعتنقوا اإلسالم‬ ‫حديثا. وهذا المسجد يخدم المسلمين في المناطق المجاورة له،‬ ‫والقادمين من كينز بوالية لويزيانا، ومن أورلينز. ولحسن الحظ‬ ‫فإن المسجد لم يتأثر إال بقدر محدود باإلعصار كاترينا. وقد عاد‬ ‫معظم أعضاء المسجد إلى مقار إقامتهم األصلية بعد اإلعصار،‬ ‫وبذلك احتفظ المسجد بمعظم المترددين عليه الذين يؤمونه‬ ‫للصالة والعبادة.‬

‫‪1089 N. Goldenrod Road, Orlando, Florida‬‬

‫الجمعية اإلسالمية لوسط فلوريدا‬

‫بدأت الجمعية اإلسالمية لوسط فلوريدا بداية متواضعة في‬ ‫مدينة أورالندو في بداية السبعينات، ثم تم بناء أول مسجد‬ ‫ّ‬ ‫فيها، وهو مسجد الرحمن، في بداية الثمانينات. لكن النمو‬ ‫السريع في المنطقة أدى إلى توسع الجمعية. وأصبحت للجمعية‬ ‫اآلن تسعة مساجد في أنحاء المنطقة، وهي تقدم خدماتها‬ ‫ألربعين ألف مسلم يتحدرون من أصول إثنية مختلفة. وفي‬ ‫العام 1002، أسست الجمعية مركزاً أطلقت عليه اسم مركز‬ ‫السالم وهو يعمل من أجل مكافحة النماذج النمطية السلبية‬ ‫السائدة عن المسلمين وعلى الترويج للسالم والتفاهم بين‬ ‫الناس. الجمعية اإلسالمية لوسط فلوريدا تقدم الدعم أيضاً‬ ‫لرابطة الطلبة المسلمين في جامعة وسط فلوريدا.‬

‫35‬

‫‪8501 E. 99th Street, Kansas City, Missouri‬‬

‫جمعية مدينة كانزاس الكبرى اإلسالمية، كانزاس‬

‫بدأت مجموعة من سكان كانزاس سيتي التخطيط لبناء مسجد‬ ‫منذ أوائل السبعينات. وبعد صالة أول عيد فطر بعد القرار‬ ‫بعشر سنوات فتحت جمعية مدينة كانزاس الكبرى اإلسالمية‬ ‫أبواب مسجدها للجمهور، وقد أعلن عن الجمعية كمؤسسة‬ ‫ال تبتغي الربح. وما برحت الجمعية تتوسع منذ ذلك الحين،‬ ‫وقد اشترت قطعة أرض لتقيم عليها متنزهاً عاماً للجالية‬ ‫ومنطقة للمدافن. وأقامت أيضاً مدرسة إسالمية فتحت أبوابها‬ ‫عام 7891 وهي تضم مئة تلميذ. وحسب تقديرات الجمعية،‬ ‫فإنها تقدم الخدمات إلى ما يزيد عن ثمانية آالف مسلم من‬ ‫أبناء الجالية. وتلقى الزيارات إلى المركز كل تشجيع، وهو‬ ‫يفتح أبواب صفوفه الدراسية للجمهور لدراسة اللغة العربية‬ ‫واإلسالم وتحفيظ القرآن الكريم.‬

‫‪19775 Harper Avenue, Harper Woods, Michigan‬‬

‫المركز اإلسالمي األلباني، متشيغان‬

‫تأسس المركز اإلسالمي األلباني في العام 2691 على يد السكان‬ ‫األلبان المسلمين في منطقة ديترويت. وألنه واقع في ضواحي‬ ‫مقاطعة وين كاونتي فإن هذا المركز يقدم خدماته لحوالي مئة‬ ‫وخمسين عائلة من ألبان التوسك والجيغا، وأيضا لإليرانيين،‬ ‫والعرب، والمالطيين، والهنود. ولقد تغيرت أساليب أداء الشعائر‬ ‫مع التغيرات التي طرأت على أنماط الهجرة. فاأللبان التوسكيون‬ ‫اآلتون من المنطقة الجنوبية في ألبانيا يعتبرون من المسلمين‬ ‫اإلصالحيين وقد عاشوا في الواليات المتحدة منذ القرن التاسع‬ ‫عشر. وأسلوب أدائهم للشعائر، وعاداتهم االجتماعية أكثر‬ ‫مرونة. أما األلبان الجيغا اآلتون من شمال ألبانيا فيميلون إلى‬ ‫ممارسة الشعائر باألساليب التقليدية. ويمكن القول إن تغير أنماط‬ ‫المهاجرين صحبها تغير في أساليب ممارسة الشعائر.‬

‫45‬

‫مسجد المسلمين (المركز اإلسالمي في كولومبيا، ساوث كارولينا)‬
‫‪1929 Gervais Street, Columbia, South Carolina‬‬

‫يؤم مسجد المسلمين الكائن في وسط المدينة في كولومبيا،‬ ‫بوالية ساوث كارولينا، 005 مصل. ونظرا لقربه من جامعة‬ ‫ساوث كارولينا، فإن هذا المركز الذي افتتح منذ العام 0891‬ ‫يعمل عادة مع الطلبة الستضافة محاضرين إسالميين بارزين‬ ‫في المنطقة. ويقدم المركز خدمات عديدة ألعضائه، بما في‬ ‫ذلك مدرسة األحد لألطفال المسلمين، ودروس تحفيظ القرآن،‬ ‫والتاريخ اإلسالمي، والمنتدى النسائي للتطور الثقافي، والصحة،‬ ‫والنشاطات االجتماعية. وألنه ناشط بقوة في مسألة نشر الدعوة‬ ‫اإلسالمية بين السكان المحليين بوجه عام من خالل برنامجه‬ ‫الذي يتواصل مع السجناء، فإن المركز يأمل بتحسين مساعداته‬ ‫االجتماعية للمسلمين ممن قضوا أحكاما بالسجن في السابق،‬ ‫والى جميع المسلمين الحديثي العهد في المنطقة. وكذلك، فإن‬ ‫المركز يخطط إلقامة جمعية تعاونية استهالكية إسالمية.‬

‫‪40 Sayles Hill Road, North Smithfield, Rhode Island‬‬

‫مسجد اإلسالم، رود آيالند‬

‫إن مسجد اإلسالم هو أكبر المساجد في والية رود آيلند، وقد بني‬ ‫عام 4991 ليخدم حاجات السكان المسلمين الذين يتنامى عددهم‬ ‫في مدينة نورث سميثفيلد. والمسجد يرحب بالمسلمين من جميع‬ ‫الطوائف والمذاهب ومن جميع األعراق واإلثنيات، لكنه يتبع‬ ‫في المقام األول نصوص القرآن والسنة المأثورة. ويدار المسجد‬ ‫بأسلوب ديمقراطي، حيث تشرف على المسائل اإلدارية لجنة‬ ‫مؤلفة من ستة أشخاص. أما القضايا والموضوعات األساسية‬ ‫فتناقش أمام الجالية قبل اتخاذ قرار نهائي فيها. ويعمل مسجد‬ ‫اإلسالم على إقامة حوار بين األديان ويتواصل بنشاط مع الجاليات‬ ‫المسيحية واليهودية من أجل التعاون قبل وضع الخطط. وتتضمن‬ ‫خطط المستقبل المشاركة مع المستشفيات المحلية إلجراء الفحص‬ ‫الطبي السنوي الشامل كجزء من يوم التوعية الصحية الذي تحييه‬ ‫الجالية ويحضر صالة الجمعة حوالي 052 مصليا.‬

‫55‬

‫تسلسل زمني لألحداث األساسية‬

‫استقدام ما يقدر بـ 01‬ ‫الشمالية‬ ‫اوف‬ ‫(ستار‬ ‫أميركا‬ ‫كوكب‬ ‫8 9 81‬ ‫6971 الرئيس جون آدامز يوقع معاهدة‬ ‫سالم وصداقة مع باي طرابلس وأتباعه‬ ‫ا لمغا ر بة .‬ ‫أميركا‬ ‫إلى‬

‫‪1619-1800s‬‬ ‫إفريقي‬ ‫ماليين‬

‫كأرقاء. وكان حوالى 03 بالمئة منهم‬ ‫من المسلمين.‬

‫أميركا)، الجريدة العربية األولى التي‬ ‫ظهرت في الواليات المتحدة، بدأت‬ ‫بالصدور يومياً، كما تروي ذلك جريدة‬ ‫النيويورك تايمز في المقال الذي تظهر‬ ‫صورته أعاله.‬

‫9 1 8 1 بعد أن أعتقه سيده وهو في‬ ‫بولندا‬ ‫الرابطة‬ ‫المنظمة‬ ‫من‬ ‫التتر‬ ‫أنشأوا‬ ‫وهي‬ ‫المهاجرون‬ ‫وليثوانيا‬ ‫األميركية،‬ ‫70 91‬ ‫وروسيا‬ ‫المحمدية‬ ‫منتصف عمره، يارو (محمود) مرمود،‬ ‫الظاهرة صورته التقريبية أعاله، يؤسس‬ ‫نفسه مالكاً عقارياً ومستثمر اً في مصرف‬ ‫في جورجتاون، التي هي اآلن جزء من‬ ‫واشنطن العاصمة.‬

‫5771 الرقيق السابق بيتر سالم (سليم)‬ ‫يقاتل في معركة بنكر هيل، وخالل‬ ‫سنوات الثورة األميركية. وقد حارب‬ ‫األميركيون المسلمون بتميز في جميع‬ ‫حروب الواليات المتحدة.‬

‫اإلسالمية األولى في البالد.‬

‫65‬

‫اإلسالمية‬ ‫إاليجا محمد يصبح الرئيس‬ ‫43 91‬

‫الجمعية‬

‫تأسست‬

‫9191‬ ‫8 0 9 1 أعداد ضخمة من المهاجرين‬ ‫المسلمين تبدأ بدخول الواليات المتحدة‬ ‫من أجزاء اإلمبراطورية العثمانية، بما‬ ‫في ذلك الدول الحالية التي صارت تدعى‬ ‫اآلن سوريا ولبنان واألردن وتركيا.‬

‫األولى في هايالند بارك، من ضواحي‬ ‫ديترويت، بوالية مشيغان حيث وجد‬ ‫الكثير من المهاجرين عمال لهم في‬ ‫ً‬ ‫مصانع السيارات.‬

‫األعلى لمنظمة أمة اإلسالم، وهي منظمة‬ ‫للمواطنين السود، تتبع بعض الممارسات‬ ‫اإلسالمية.‬

‫قانون جونسون– ريد للهجرة‬ ‫إلى‬ ‫الجدد‬ ‫المهاجرين‬ ‫عدد‬

‫4291‬ ‫تحديد‬

‫يفرض حصصا قومية كان من شأنها‬ ‫الواليات المتحدة بشكل صارم.‬

‫7 5 91 المركز اإلسالمي في واشنطن‬ ‫العاصمة، جامع ومركز ثقافي إسالمي،‬ ‫دوايت‬ ‫األولى‬ ‫الرئيس‬ ‫األميركية‬ ‫شخصياً‬ ‫والسيدة‬ ‫دشنه‬ ‫وقد‬ ‫ايزنهاور‬

‫3 1 9 1 نوبل درو علي ( 9291-6881)‬ ‫في‬ ‫المغربي‬ ‫العلمي‬ ‫المحفل‬ ‫يؤسس‬ ‫أميركا (ام اس تي أي) في مدينة نيوارك،‬ ‫بوالية نيوجرزي. وهذه الجماعة الدينية‬ ‫تدعى أنها مذهب من مذاهب اإلسالم،‬ ‫4391 المسجد األم، المبنى األول الذي‬ ‫بني خصيصاً ليكون مسجد اً، قد تم‬ ‫تأسيسه في سيدار رابيدس، بوالية آيوا.‬ ‫لكنها تضم في عقيدتها تأثيرات عائدة‬ ‫لعدد من األديان األخرى.‬

‫مامي ايزنهاور.‬

‫75‬

‫عبد الرشيد محمد يع ّن كأول‬ ‫ي‬

‫3991‬

‫الرئيس ليندون بي جونسون‬

‫5691‬

‫مرشد ديني مسلم في الجيش األميركي.‬

‫يوقع على قانون الهجرة والجنسية للعام‬ ‫5691، الذي ألغى نظام الحصص‬ ‫المستندة إلى األصل القومي للمهاجرين،‬ ‫1 9 9 1 يتم االنتهاء من أعمال بناء‬ ‫مدينة‬ ‫في‬ ‫اإلسالمي‬ ‫الثقافي‬ ‫المركز‬ ‫نيويورك. وهو المبنى األول الذي بني‬ ‫كجامع في مدينة نيويورك، وهو يستقبل‬ ‫بانتظام أكثر من أربعة آالف مصل‬ ‫ٍ‬ ‫لصالة الجمعة.‬ ‫وهو القانون الذي كان وضع سنة‬ ‫4291، وبذلك أعطى دفعة للهجرة من‬ ‫مصادر غير أوروبية.‬

‫6 9 91 االحتفال ألول مرة بعيد الفطر‬ ‫في البيت األبيض.‬

‫كتاب السيرة الذاتية لمالكوم‬

‫5691‬

‫اكس الذي نشر مباشرة بعد اغتيال‬ ‫صاحبه في شهر شباط/فبراير من العام‬ ‫1 9 9 1 تشارلز بالل ينتخب رئيس بلدية‬ ‫دائرة البريد األميركي تصدر‬ ‫1002‬ ‫لمدينة كونتزي، بوالية تكساس، وهو‬ ‫المسلم األول الذي يترأس بلدية في‬ ‫الواليات المتحدة.‬ ‫أول طابع بريدي تذكاري تكريماً لعيد‬ ‫إسالمي. فطابع العيد، وقيمته 43 سنتاً،‬ ‫هو جزء من سلسلة االحتفاالت بالعيد.‬ ‫5691. يتحدث الكتاب عن قصة اعتناق‬ ‫رجل اإلسالم من ضمن سياق أوسع‬ ‫األفريقية.‬ ‫األميركية‬ ‫التجربة‬ ‫يتناول‬ ‫ويبقى هذا الكتاب واحد اً من أكثر الكتب‬ ‫تأثير اً في القرن العشرين.‬

‫85‬

‫تأسيس جمعية الفتيات المسلمات‬

‫5002‬

‫الطالبية األولى في الواليات المتحدة،‬ ‫غاما غاما تشي، على يد فريق مكون‬ ‫كيث إليسون يصبح أول عضو‬ ‫600 2‬ ‫من أم وابنتها هما إيماني عبد الحق،‬ ‫والدكتورة التيا علي، وذلك للمساعدة في‬ ‫تحسين صورة المرأة المسلمة واإلسالم‬ ‫بوجه عام.‬

‫مسلم ينتخب إلى الكونغرس األميركي،‬ ‫نائباً عن والية منيسوتا.‬

‫8002 توفي اإلمام وارث الدين محمد،‬ ‫وهو المعروف بلقب “إمام أميركا”،‬ ‫ولقد كان هو المسلم األول الذي يفتتح‬ ‫جلسة مجلس الشيوخ األميركي في العام‬ ‫0991. كما أنه شارك أيضا في نطاق‬ ‫خدمة صالة األديان المشتركة التي أقامها‬ ‫الرئيس بيل كلينتون، كما ترأس حملة‬ ‫“المسجد يهمه أمركم” التابعة لمشروع‬ ‫الدعوة.‬ ‫7002 الرئيس جورج دبليو بوش يشارك‬ ‫في االحتفاالت المقامة لمناسبة الذكرى‬ ‫الخمسين لتأسيس المركز اإلسالمي في‬ ‫واشنطن العاصمة.‬ ‫المولودة‬ ‫مالتسون،‬ ‫انغريد‬ ‫6002‬

‫في كندا، تنتخب أول رئيسة للجمعية‬ ‫اإلسالمية في أميركا الشمالية.‬

‫95‬

‫ملحق:‬

‫هل تعلم؟‬

‫المسلمون في‬ ‫أميركا‬

‫56 بالمئة من المواطنين األميركيين المسلمين هم من الجيل‬ ‫األول للمهاجرين، و16 بالمئة من المسلمين المولودين في‬ ‫الخارج وصلوا الى الواليات المتحدة في تسعينات القرن‬ ‫العشرين أو بعدها.‬ ‫ينفق األميركيون المسلمون حوالى 071 بليون دوالر سنوياً‬ ‫على المواد االستهالكية، حسب ما ذكرت وكالة دجاي دبليو‬ ‫تي ( ) لإلعالن في تقارير سنة 7002، ومن المتوقع لهذا‬ ‫المبلغ أن يزداد.‬ ‫مأدبة اإلفطار في البيت األبيض خالل شهر رمضان الكريم،‬ ‫أصبحت تقليد اً سنوياً منذ تسعينات القرن العشرين.‬ ‫بإمكان اإلمام أن يؤدي أدوار اً متعددة مختلفة في الواليات‬ ‫المتحدة. ففي معظم المساجد االميركية االفريقية، يقوم اإلمام‬ ‫بدور المرشد الروحي فضال عن أعمال إدارية أخرى. أما‬ ‫بالنسبة للمساجد التي تؤمها غالبية من المهاجرين، فقد يقتصر‬ ‫دور اإلمام على الوعظ واإلرشاد.‬ ‫تواكب كتب األطفال االحتفال بشهر رمضان المبارك، مثلما‬ ‫تفعل حيال األعياد األخرى، مما يساهم في تعريف الجمهور‬ ‫األميركي العام بالشهر المبارك.‬ ‫أكبر المساجد في الواليات المتحدة وأقدمها، افتتحه مركز‬ ‫أميركا االسالمي في العام 5002، في ديربورن بوالية‬ ‫مشيغا ن .‬

‫في الحكومة‬
‫األميركيون المسلمون يشغلون مراكز في الحكومة الفيدرالية‬ ‫وحكومات الواليات، ويعملون في مختلف أنحاء الواليات المتحدة.‬ ‫في الصور المقابلة، من أعلى الى أسفل، أمثلة على ذلك.‬ ‫كيث إليسون، أصبح أول مسلم يفوز بمقعد في الكونغرس‬ ‫األميركي، نائباً عن والية منيسوتا، في العام 6002. وقد أدى‬ ‫اليمين القانونية واضعاً يده على نسخة من القرآن الكريم من‬ ‫ممتلكات توماس جيفرسون.‬ ‫أندريه كارسون، أصبح ثاني مسلم يشغل مقعداً في الكونغرس‬ ‫األميركي، بعد فوزه في انتخابات آذار/مارس، 8002 الخاصة،‬ ‫عن الدائرة االنتخابية السابعة في والية إنديانا.‬ ‫الدبلوماسي زلماي خليلزاد شغل منصب الممثل الدائم للواليات‬ ‫المتحدة لدى منظمة األمم المتحدة، ومنصب سفير للواليات المتحدة‬ ‫لدى كل من العراق وأفغانستان.‬ ‫الدكتور الياس زرهوني، شغل منصب مدير المعاهد القومية للصحة‬ ‫من سنة 2002 حتى سنة 8002.‬ ‫السفيرة شيرين طاهر خلي شغلت منصب كبيرة مستشاري وزير‬ ‫الخارجية االميركية.‬ ‫النائب ساقب علي عن محافظة مونتغومري في المجلس التشريعي‬ ‫لوالية ماريالند.‬

‫في حقل األعمال‬
‫األميركيون المسلمون يساهمون في كافة مجاالت األعمال‬ ‫الحرة والمهن األميركية. في الصور المقابلة، من األعلى، أمثلة‬ ‫على ذلك.‬ ‫مصممة األزياء النيويوركية داليا غانم، تضفي على التقاليد‬ ‫العربية نفحة أميركية.‬ ‫فاز العالم أحمد زويل من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بجائزة‬ ‫نوبل للكيمياء.‬ ‫كتب المؤلف يحيى إمريك تزود قراءها من غير المسلمين‬ ‫بمعلومات عن تراث اإلسالم وتاريخه.‬ ‫المهندس المعماري فضل الرحمن خان، وقد صدر الطابع‬ ‫البريدي في الصورة تكريماً له، صمم برج سيرز في مدينة‬ ‫شيكاغو، الذي اعتبر بأدواره الـ011، أعلى مبنى في العالم‬ ‫لدى اكتماله في العام 4791.‬ ‫اإلعالمي فريد زكريا، رئيس تحرير النسخة الدولية لمجلة‬ ‫نيوزويك ومضيف برنامج فريد زكريا للمقابالت السياسية على‬ ‫شبكة سي إن إن.‬ ‫المخرج السينمائي في هوليوود، مصطفى العقاد أنتج أفالماً‬ ‫تاريخية خلدت التاريخ االسالمي مثل فيلم الرسالة، وفيلم أسد‬ ‫الصحراء، الى جانب مسلسل األفالم الشعبية جد اً هالوين.‬

‫في حقل الرياضة‬
‫الرياضة في الواليات المتحدة شقت طريقاً هاماً نحو الشهرة‬ ‫للعديد من األميركيين المسلمين.‬ ‫في األعلى، المالكم محمد علي شاباً، قبل تربعه على بطولة‬ ‫العالم في العام 4691 للوزن الثقيل. غ ّر المالكم اسمه من‬ ‫ي‬ ‫كاشيوس كالي الى محمد علي واعتنق المذهب السني لالسالم،‬ ‫ثم تحول الى المذهب الصوفي.‬ ‫العب كرة السلة، كريم عبد الجبار، هو أيضاً من األميركيين‬ ‫الذين اعتنقوا االسالم. تقاعد عبد الجبار من مهنة رياضة كرة‬ ‫السلة في العام 9891، إال أنه ال يزال الالعب األول بين‬ ‫العبي الجمعية الوطنية لكرة السلة.‬ ‫جهاد محمد، يبدو في الصورة وحول رأسه عصبة بيضاء، هو‬ ‫أيضاً العب كرة سلة برز نجمه في اآلونة األخيرة بطل أفضل‬ ‫فريق جامعي لكرة السلة عن جامعة سينسيناتي.‬ ‫العب كرة القدم األميركية المحترف الظاهر حكيم، في الصورة‬ ‫محاوال التقاط الكرة، ظل عضو اً في الجمعية الوطنية لكرة‬ ‫القدم األميركية على مدى عشر سنوات.‬ ‫المالكم برنارد هوبكنز، تعلم فن حرفته عندما كان شاباً في‬ ‫السجن، وتوصل الحقاً ألن يكون بطل المالكمة للوزن المتوسط‬ ‫ألكثر من عشر سنوات، وما زال يمارس الرياضة ويتبارى‬ ‫فيها .‬

‫وزارة الخارجية األميركية/ مكتب اإلعالم الخارجي‬

:‫املراجع‬
‫الموقع االلكتروني للسيد فضل الرحمن‬ http://fazlurrkhan.com ‫نادي غوما غوما تشي للفتيات‬ http://gammagammachi.org ‫هبة أمين‬ ttp://hebaami n.com ‫المركز الشبابي لحوار األد يان‬ http://ifyc.org ‫المركز اإلسالمي لجامعة نيويورك‬ http://icnyu.org ‫المدينة اإلسالمية‬ http://www.islamicity.com ‫كريم سالمة‬ http://kareemsalama.com ‫لون مود دوت كوم‬ http://loanmod.com ‫المسجد األم في أميركا‬ ttp://mothermosque.org ‫مركز بيو لألبحاث‬ http://pewresearch.org ‫مشروع ا لتعددية في جامعة هارفارد‬ http://pluralism.org ‫دا ليا غانم تي شيرت دوت كوم‬ http://t-shirtat.com

Hasan, Asma G. American Muslims: The New Generation. New York and London: Continuum, .2000 Huda, Qamar-ul. The Diversity of Muslims in the United States: Views as Americans. Washington, DC: United States Institute .of Peace, 2006 Pew Research Center. Muslim Americans: Middle Class and Mostly Mainstream. Washington DC: Pew Research Center, May .22, 2007 Strum, Philippa, ed. Muslims in the United States: Identity, Influence, Innovation. Washington, DC: Woodrow Wilson Interna.tional Center for Scholars, 2005 Yazbeck, Yvonne Haddad, Jane I. Smith, and John L. Esposito, eds. Religion and Immigration: Christian, Jewish, and Muslim Experiences in the United States. Walnut Creek, CA: Alta.Mira Press, 2003

Abdo, Geneive. Mecca and Main Street: Muslim Life in America After 9/11. Oxford; New York: Oxford University .Press, 2006 Barrett, Paul. American Islam: The Struggle for the Soul of a Religion. New York: Farrar, .Straus and Giroux, 2007 Cesari, Jocelyne, ed. Encyclopedia of Islam in the United States. Westport, CT: Green.wood Press, 2007 Cesari, Jocelyne. When Islam and Democracy Meet: Muslims in Europe and in the United States. New York: Palgrave .Macmillan, 2004 Chicago Council on Global Affairs. Strengthening America: The Civic and Political Integration of Muslim Americans. Report of the Task Force on Muslim American Civic and Political Engagement. Chicago: .The Council, 2007 Esposito, John L., and Dalia Mogahed. Who Speaks for Islam?: What a Billion Muslims Really Think. New York: Gallup .Press, 2008 Hammond, Andrew. What the Arabs Think of America. Oxford; Westport, CT: Greenwood .World Publishing, 2007

‫اال لكتر و نية‬

‫ا ملو ا قع‬

‫لقد تم استخدام المواقع االلكترونية‬ :‫ا لتالية في إعداد هذه 

ليست هناك تعليقات:

حوارات نفسية

المصرى: الجمعة، 2 أبريل 2010 كيف تحاور..؟ كيف تحاور..؟ -  أبريل 02, 2010   ليست هناك تعليقات:    إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول ه...