الجمعة، 21 مارس 2014

آلله لقد أحببتني لله


39 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أبو زرعة ، حدثنا محمد بن عائذ ، عن أبي مسهر ، قال : قرأت في كتاب يزيد بن عبيدة : « توفي معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح سنة سبع عشرة » وأبو إدريس مولده عام حنين ، وحنين كانت في سنة ست ، فإذا صح فقد كان لمعاذ عام حنين إحدى عشرة سنة ، وأبو عبيدة ومعاذ ماتا في عام واحد ، وأهل النقل يصححون رواية أبي إدريس عن أبي عبيدة بن الجراح ولقيه إياه ، فهكذا ينبغي أن يكون قد لقي معاذا وصحت روايته عنه ، لأن معاذا كان باليمن واليا عليها ، وأبو إدريس مولده باليمن وبها قومه ، فما ينكر على من قال إنه قد سمع منه

(1/54)

40 - وقد حدثنا محمد بن أيوب الخشاب بالرملة ، حدثنا سعيد بن أبي زيدون ، حدثنا الفريابي ، حدثنا عبد الحميد ، عن شهر بن حوشب ، حدثني عايذ الله بن عبد الله ، أن معاذا ، قدم عليهم اليمن ، فلقيته امرأة من خولان معها بنون لها اثنا عشر ، وتركت أباهم في بيتها : أصغرهم الذي قد اجتمعت لحيته ، فقامت فسلمت على معاذ ورجلان من بنيها ممسكان بعضديها (1) ، فقالت : من أرسلك إلينا أيها الرجل ؟ قال لها معاذ : أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت المرأة : أرسلك رسول الله وأنت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفلا تحدثني يا رسول رسول الله ؟ قال لها معاذ : سلي عما شئت ، قالت : حدثني ، ما حق المرء على زوجته ؟ قال لها معاذ : « تتقي الله ما استطاعت ، وتسمع وتطيع » قالت : أقسمت عليك بالله ، ما حق الرجل على زوجته ؟ قال لها معاذ : « وما رضيت بأن تسمعي وتطيعي وتتقي الله » ؟ قالت : بلى ، ولكن حدثني ما حق المرء على زوجته ؟ فإني تركت أبا هؤلاء شيخا كبيرا في البيت ، فقال لها معاذ : « والذي نفس معاذ بيده ، لو أنك ترجعين إذا رجعت إليه فوجدت الجذام (2) قد خرق أنفه ، ووجدت منخريه يسيلان قيحا ودما ، ثم التعقتيهما بفيك لكيما تبلغي حقه ما بلغتيه أبدا »
__________
(1) العضد : ما بين المرفق والكتف
(2) الجذام : هو الداء المعروف يصيب الجلد والأعصاب وقد تتساقط منه الأطراف

(1/55)

41 - وحدثنا عبد الغافر بن سلامة الحمصي ، حدثنا كثير بن عبيد بن نمير المذحجي ، حدثنا بقية بن الوليد ، عن عبيد بن أبي حكيم ، حدثني عطاء بن أبي مسلم الخراساني ، قال : حدثني أبو إدريس ، قال : جئت إلى حمص في طلب حاجة أردتها ، قال : فدخلت المسجد مع العشاء ، فنظرت فإذا الحلقة فيها ثلاثون رجلا أو أقل أو أكثر يتحدثون ، كلهم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا أشكل عليهم أمر واختلفوا فيه ردوه إلى فتى منهم شاب وضيء (1) أقنى براق الثنايا (2) ، فرضوا به وانتهوا إلى ما يقول ، قال : فقلت : من هذا ؟ قال : هذا معاذ بن جبل ، قال : فوقع له في قلبي من الحب شيء ما أحسب أحدا أحبه ، ثم تفرق القوم وانصرفت إلى منزلي ، فبت ليلتي أتشوق رجاء أن أصبح فألقاه ، فلما أصبحت عرض لي بعض ما يشغل المسافر ، ثم خرجت إلى المسجد فنظرت إلى مجلسهم فإذا هم قد ارتفعوا ، وأنظر فإذا أنا به قائما يصلي إلى عمود من عمد المسجد ، قال : فصليت إلى جنبه ، ثم قعدت فاحتبيت (3) منه غير بعيد ، فلما رآني ظن أن لي حاجة ، قال : فذكرت الذي رأيت منه ومن أصحابه بالأمس ، ثم قلت : والله إني قد أحببتك لله تعالى ، قال : فقطب ما بين عينيه ، وضرب بيده على حبوتي (4) فاجتبذني (5) إليه اجتباذة شديدة ، وصدمت ركبتاي ركبتيه ، فقال : آلله لقد أحببتني لله ؟ قال : قلت : آلله لقد أحببتك لله ، فرددها علي ثلاث مرات : آلله لقد أحببتني لله ؟ فأقول : نعم ، والله لقد أحببتك لله ، قال : فأبشر ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن المتحابين في الله في ظل العرش » فقال عبادة بن الصامت : صدق معاذ ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه تبارك وتعالى يقول : « حقت محبتي للمتحابين في ، وحقت محبتي للمتزاورين في ، وحقت محبتي للمتصافين في ، وحقت محبتي للمتباذلين في » 

ليست هناك تعليقات:

حوارات نفسية

المصرى: الجمعة، 2 أبريل 2010 كيف تحاور..؟ كيف تحاور..؟ -  أبريل 02, 2010   ليست هناك تعليقات:    إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول ه...