نعم الله على الإنسان: من يهيدكم فى ظلمات البر والبحر؟ فإذا كان ضوء الشمس
يهديكم بالنهار ولكنكم تنسون النعمة وتغفلون نعنها، فإنكم أولى أن تتذكروا الهداية
فى الليل والظلمة محيطة فى البر وفى البحر. فهنا تتلمسون الهداية فلا تجدونها إلا
بعون الله لكم سواء بالنجوم تحدد لكم اتجاهكم، أو بالقمر يرسل نوره فكيشف جانباً
من الظلمة، أو فيما هداكم الله إلى عمله من المشاعل والمصابيح التى تنير الظلام.
ثم نعمة أخرى يذكر الله بها الإنسان: ومن يرسل الرياح تبشر برحمة الله المتمثلة فى
السحاب والمطر! ((أإله مع الله))؟ كلا! ((تعالى الله عما يشركون))!
وتجئ الجولة الأخيرة كالأولى تشمل السماوات والأرض وتربط ما بين السماوات
والأرض، وتزيد عليها ذكر البعث: من الذى يبدأ الخلق ثم يعيده؟ أهناك غير الله من
تبلغ قدرته أن يخلق من لا شىء؟ ومن يعيد الخلق حين يشاء؟ ومن يرسل لكم الرزق من
السماء والأرض؟ ((أإله مع الله؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))!
وحين يصل السياق إلى غايته يكون الوجدان والعقل قد وصلا كذلك إلى غايتهما
من التمثل لهذه الحقيقة الكبرى: حقيقة وحدانية الله بلا شريك . فإذا جاء التحدى
الأخير: ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)) فليس له جواب إلا الاقتناع الكامل
والتسليم0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق