الخميس، 19 ديسمبر 2013

المعارضة

30ـ حب المعارضة والخالفة: فمن الناس من هو محب للمعارضة، كلفٌ بالمخالفة، قال ابن حزم:' إياك ومخالفة الجليس، ومعارضة أهل زمانك فيما لا يضرك في دنياك ولا في آخرتك، وإن قل؛ فإنك تستفيد بذلك الأذى، والمنافرة، والعداوة. وربما أدى ذلك إلى المطالبة والضرر العظيم دون منفعة أصلاً'. وقال الخطابي ـ محذرًا من هذا الأمر-:'وقال بعضهم: إن من الناس من يولع بالخلاف أبدًا، حتى إنه يرى أن أفضل الأمور ألا يوافق أحدًا، ولا يجامعه على رأي، ولا يواتيه على محبة.

ومن كان هذا عادته فإنه لا يبصر الحق، ولا ينصره، ولا يعتقده دينًا ومذهبًا. إنما يتعصب لرأيه، وينتقم لنفسه، ويسعى في مرضاتها، حتى إنك لو رمت أن تترضاه، وتوخيت أن توافقه على الرأي الذي يدعوك إليه ـ تعمد لخلافك فيه، ولم يرض به حتى ينتقل إلى نقيض قوله الأول، فإن عدت في ذلك إلى وفاقه عاد فيه خلافك.

قال الخطابي: فمن كان بهذه الحال فعليك بمساعدته، والنفار عن قربه؛ فإن رضاه غاية لا تدرك، ومدى شأوه لا تلحق'.

31ـ بذاءة اللسان والتفحش في القول: قال الإمام النووي:'ما ينهى عن الفحش، وبذاءة اللسان... ومعناه: التعبير عن الأمور المستقبحة بعبارة صريحة وإن كانت صحيحةً، والمتكلم بها صادقًا، ويقع ذلك كثيرًا في ألفاظ الوقاع ونحوها. وينبغي أن يستعمل في ذلك الكنايات، ويعبر عنها بعبارة جميلة يفهم بها الغرض. وبهذا جاء القرآن العزيز، والسنن الصحيحة المكرمة، قال تعالى:}أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ...[187]{ [سورة البقرة]. ... قال العلماء: فينبغي أن يستعمل في هذا وما شبهه من العبارات التي يستحيا من ذكرها بصريح اسمها الكنايات المفهمة، فيكنى عن جماع المرأة بالإفضاء، والدخول، والمعاشرة، والوقائع، ونحوها'.

قال صلى الله عليه وسلم: [لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ] رواه الترمذي وأحمد. ومما يدخل في فحش القول: ما كان مستنكر الظاهر، وإن كان معناه سليمًا بعد تدقيق النظر فيه.

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...