الخميس، 3 أكتوبر 2013

نحن والنساء


كان ثمة أمام الرجل طريقان مفتوحان لملاقاة هذا الوضع الجديد. إما أن ينال بالقوة ما بدأ يفقده من الإشباع, أو أن يسعى خلف نساء أخريات أكثر استعدادا للإذعان لرغباته, ولا شك أنه جرب كلتا الطريقين, ولقد ثبت أنهما غير مشبعين في نهاية المطاف, حتى ولو عملا على تسكين حوافزه الجنسية لبعض الوقت. وهكذا بدا استيهامه ينشغل بامرأة واحدة تتمنع عنه, أو تمنحه نفسها بسبب قوته الجسدية وحسب, بسبب عنفه. وعندئذ تعلمت النساء الطريقة لإشغال خيال الرجل. ولقد تعلمن أن يقدمن ويحجمن بحيث رسخت صورة المرأة الواحدة التي تتمنع وأثبتت أنها أقوى من واقع النساء الأخريات الخانعات. وكان على الرجال أن يتعلموا سلوك الطريق الصعب كي يتمكنوا من جني العسل لا مزيد من الخل, لكن دربهم إلى الحب كان وعرا.
خلقت المرأة وضعا يشتمل على كل الإمكانيات الانفعالية لولادة الغرام. عبق الجو بالتوتر, والعداء والحسد, وبرفضها منحها نفسها, اكتشفت المرأة الشرط اللازم لخلق التوق عند الرجل. ولا بد أنه شعر أن بمقدوره إعادتها إلى الخضوع والطاعة والتغلب على ممانعتها ومقاومتها إذا ما قام بما تريده. كان الرجل البدائي في وضع بائس. إنه يذكرنا بوضع كثير من الأزواج والعشاق الشباب الذين هم اليوم في وضع مشابه لوضعه. فهم وقد استعدوا للقيام بما يطلب منهم, لا يعرفون ما يتوجب فعله حين لا يطلب منهم فتراهم وقد سيطر عليهم العجز لافتقارهم إلى الشعور والحس تجاه الرغبات الصامتة.
وأصبح الحب والتقدير والإعجاب والتقييم العالي هو المنطلق الضروري من أجل الاستسلام لرغبات الرجل الجنسية. واصبح رفض إغواءاته الجنسية إن لم يكن قد تعلّم بعد أن يحبها باعتبارها شخصا, جزءا أساسيا من تكتيكات المرأة في المعركة بين الجنسين. وهنا بذرة الانفعال المشبوب الذي نلحظه اليوم وأرومة ما ندعوه بالغرام, وأود أن أشير - بكل تهذيب, بكل تهذيب- أن الحب, سواء كان خيرا أم شرا, هو من ابتكار السيدات وليس الرجال.
وهكذا فإن النساء كن شجاعات بما فيه الكفاية بحيث جازفن بكل شيء ليكسبن كل شيء, ولا شك أن دخول الحب إلى الحياة الجنسية قد مارس تأثيرا عجائبيا على تاريخ النوع البشري, شأن تأثيره على حياة أي رجل. لقد جاء كعنصر جديد ومسكر كي يرافق الإشباع الجنسي مرافقة جعلت التجربة الجنسية أعمق وأغنى وأسمى.

المودة هي عملية يسعى من خلالها شخصان لتحقيق نموها الشخصي في إطار علاقتهما. وهذه العملية بحاجة إلى الصبر والجهد والعناء من أجل إنجاح هذه العلاقات الزوجية. 
ما هو الحب الحقيقي؟
هو أن تختار شريكك بالضبط كما هو, وأن تنحي غضبك جانبا أثناء خيارك, وتحاول إكساب هذه العلاقة مذاق السحر بدلا من التنقيب عن أسباب عدم جدواها, والحب هو أيضا دعم ومؤازرة شريكك في جميع خياراته  وحثه على تحقيق رغباته وكل أحلامه التي يتمناها.
الحب الصادق هو تقدير صدق شريكك, وتمني الخير كل الخير له. ولكنه ليس تحكما أو امتلاكا بل احترام أسلوبه الفريد في الحياة والثقة فيه.. وهو الشجاعة على قول الحقيقة خاصة عندما تظن أنه لا يمكن التصريح بها لسواه.ويقصد بالحب الحقيقي معرفة حدود ما هو مسموح لك به واحترام حدود شريكك, والتخاطب بدلا من فرض الرأي, وطرح التساؤلات بدلا من الانتقال سريعا إلى النتائج, وهو يعني أيضا الوصول إلى قرارات مشتركة بدلا من الشجار, والشجار بدلا من الانفصال والتغلب على الخلافات وجرح المشاعر والإحباطات مع العلم بأنه يمكن التئام أي جرح من خلال الالتزام, ويعني كذلك البقاء حالما تريد إنهاء العلاقة واحترام التزامك باتخاذ قراراتك مع من وقع عليه اختيارك.والحب الحقيقي الصادق يعني التركيز على من تكن له الإعجاب وسبب امتنانك له والتركيز على الحلول بدلا من المشكلات والتركيز أيضا على شريكك وإعطائه الفرصة لمعرفة كيف تهتم به كل يوم, أي تقدير من تحب أن تتعامل معه كأمر مسلم به أو كقدر.
ويعني العيش دون أحكام بغية إيجاد نوع من الأمان للتصريح بالحقائق, وأن تعيش مع شريكك كل يوم وكأنه اليوم الأخير في حياتكما, والرغبة في أن تكون ذاتك وأن تعيشا في تناغم معا.
كيف تبدو العلاقة الحقيقة الصادقة؟ إنها تبدو كحقيقة وواقع, فهي تزدهر بالإخلاص وتتألق بالحقيقة, وتتميز هذه العلاقة بالمرونة, فهي تنحني أمام الاحتياجات والتغيرات المتقلبة لدى كل شريك, وتطيح بأية صعاب قد تصادفهما, ويلتزم كلا الشريكين بالعمل على تحقيق النمو والازدهار لكليهما طوال حياتهما, فبشكل مجازي هذه العلاقة تشبه الماس فهو يتلألأ كالبريق ويشع طالما أن قلبه صلب متين, فهو المحتوى والمجال الذي سينمو فيه الحب.
وبالطبع فإن هذه هي الصورة المثالية للحب, وتكمن المتعة الحقيقية والفرصة في الوصول إلى هذه الرؤية, فالحب قوة عارمة من شأنها أن تطيح بالصواب والحكم الصائب بينما يعد الشعور بالحب الجديد من متع الحياة هو أيضا تحديا, حيث تتذكر الحقائق الخاصة بكيفية الارتباط وسط شعورك بالخفة والدعة.
القانون الأول: يجب أن تحب ذاتك في المقام الأول
صلب علاقتك كلها هو علاقتك بذاتك, فمن شروط إيجاد رابطة حب حقيقية ناجحة مع شخص آخر أن تحب ذاتك أولا.القانون الثاني: أن يكون لك شريك هو خيارك
أن يكون لك علاقة مع آخر هو أمر متروك لك. فلديك القدرة على جذب شريكك والدخول معه في العلاقة التي ترغبها.
القانون الثالث: الحب عملية تتكون من خطوات
التحول من "أنا" إلى "نحن" يتطلب تغييرا في المفهوم والطاقة؛ فالتحول إلى ثنائي حقيقي يعد تقدما في حد ذاته. 

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...