الاثنين، 30 سبتمبر 2013

فإما النصر........ وإما الشهادة.......

السلام عليكم ورحمة الله

لا أرد هنا بنية إيجاد حل لك ولكن أردت فقط أن أكتب تعليقا بسيطا، والمختصون سيساعدونك إن شاء الله.

لا تتهمي نفسك بالفشل أختي الفاضلة، الحياة هكذا لا تسير دائما حسبما نريدها ولو كانت كذلك لتحققت أحلام الناس وطموحاتهم بسهولة ، واعملي أنك قد تكونين في نعمة لأنك فشلت يوما، قولي أنك فشلت هذه المرة وسأحاول أن أكون أفضل في المرة القادمة.
بالنسبة لي ذهبت أيضا إلى مقابلة لوظيفة حكومية، وسألوني عدة أسئلة عامة ولم أستطع الإجابة لكنني اعترفت لهم أنني لست شاطرا في الأسئلة العامة، وأخطأت في أشياء بسيطة جدا الكل يعرفها ما كان ينبغي أن أخطئ فيها، فقد سألوني عن عدد الولايات في إحدى المناطق ببلادي ولم أجبهم، وكانت المقابلة قصيرة مقارنة مع طول وقت مقابلات زملائي، وأحسست أنهم لن يقبلوني بعد أن خرجت من المقابلة..

دار صراع في نفسي بعد ذلك، وسألت نفسي: لماذا أخطأت في الإجابة على تلك الأسئلة السهلة التي يستطيع أي أحد أن يجيب عليها؟

وكانت الإجابة أنني لم أركز على تلك المعلومات من قبل تركيزا جيدا يجعلني لا أخطئ فيها ..

يعني ينقصني الاهتمام بالأمور العامة التي تتعلق ببلادي من ناحية معرفة التركيبة السكانية والجغرافية لها، ومعرفة عامة عن الوزارات وما تؤديها من خدمات للمواطنين وغير ذلك..

وهناك أيضا عامل أسهم في كثرة النسيان أعرفه جيدا ولكن لا فائدة من ذكره هنا..

ولكن رغم ذلك تحاشيت أن أوجه التهمة لنفسي بأني غبي أو فاشل أو ما شابه ذلك، لأنني في النهاية أريد حلا لمشكلتي وليس مشكلة أخرى لأضيفها لقائمة مشكلاتي..

وقلت في نفسي: (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ))، ربما ليست الوظيفة مناسبة لك، أو ربما رزقك مكتوب لك تأخذه من مكان آخر.. الله هو الرزاق الغني المغني، ويجب أن أتوكل على الله وحده لا على قدراتي..

والحمد لله اتصلوا بي اليوم يريدون مني من الوزارة كشف الدرجات لشهادة البكالوريوس، وعسى أن يكون خيرا، ولذلك يا أختي يجب أن تكوني ثقتك بالله كبيرة وتتقربي إليه أكثر، والناس أنواع بالنسبة للحساسية، فبعضهم حساس جدا وبعضهم أقل، وبعضهم بارد في إحساسه، ولكن على كل إنسان أن يحاول أن يضبط أعصابه بطريقة تساعده على أن يتكيف مع الحياة مهما كانت، فالإنسان مخلوق قادر على التكيف، فهو يتكيف مع الغنى ومع الفقر، مع البرد ومع الحر، في البحر وعلى اليابسة وفي الجو.. وسبحان الله الذي خلق هذا الإنسان العجيب!

عندما تكونين في موقف صعب لا تنظري إلى الأمر بمنظار واحد، تخيلي نفسك تملكين عدة مناظير، وجربي تلك المناظير واختاري أحسنها..

لا تنظري إلى نفسك أنك فاشلة، فمعظم الذين نجحوا في حياتهم واجهوا صعوبات جمة وخطيرة أحيانا، وأنصحك أن تقرئي كتاب ( أيقظ قواك الخفية ) لمؤلفه المشهور أنتوني روبنز، فهو يدلك على الكثير من التجارب التي عاني أصحابها في بداية حياتهم فشلا مريرا، ومن الناس الذين عانوا من مشكلات خطيرة أنتوني روبنز نفسه، فهو الآن يملك الكثير من الشركات الناجحة، لكنه تعرض لاختلاس أموال ضخمة من أحد الناس الذين يثق بهم..

وقبل أن نتكلم عن هؤلاء الدنيويين علينا أن ننظر إلى حياة عظماء البشرية - أنبياء الله ورسله - ، وأقرب مثال على ذلك ما عاناه خير البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرد من بلاده ومعاداة من أهل مكة، وضرب في بلاد الطائف حتى أدمو وجهه الشريف، وغير ذلك الكثير الكثير، وكان صابرا محتسبا، وفي القرآن الكريم ذكر لبعض هذه المواقف، ومنها موقف أبي لهب وامرأته حيث قال الله تعالى: (( تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد * )).. رسول الله يتحمل أذى أبي لهب وامرأته التي كانت تحمل الحطب وتضع الأشواك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم..

وما نعانيه نحن إنما هو وساوس داخلية لا أكثر، فلماذا لا نهزم هذه الوساوس ونحاول أن نقوي أنفسنا ؟ هل وصل بنا الضعف إلى أن نستسلم للهزمية النفسية؟ أليست هذه الأمة بمجملها مصابة بالهزيمة النفسية؟

تخيلي يا أختي في مثال بسيط وربما مضحك لكنه فقط لتقريب المعنى:

رجل لديه القوة لتدمير إسرائيل وإعادة الحقوق للفلسطينيين، ولكنه لا يثق في أنه يملك هذه القوة والناس ينتظرونه أن يفعل ذلك ولكنه لا يفعل بسبب أنه يظن أن العدو أكثر تفوقا منه ويسبب له الخوف الشديد..

كيف سيكون شعورك تجاه هذا الرجل؟ كنت ستمتلئين غيظا عليه لأنه لم يحاول ذلك على الأقل ويكون شجاعا فربما خلص الناس من هذا العدو الشرس..

أنا أظن أنك تمتلكين قدرات تمكتك من التكيف مع الحياة ومن تحمل مشاقها ومن العمل وأن تكوني سعيدة، لكنك خائفة..أطردي الخوف من حياتك

كرري في نفسك ما كان يكرره أحد علمائنا وكان شعارا له:

الشك بالنصر هو الهزيمة، والخوف هو لعنة الحياة..( وتكملة لها: والحرية لا تنال إلا بالدم )..

واعلمي يا أختي أن الجندي المسلم ليس من ضمن خياراته الهزيمة لأنه ليس ضعيفا

فإما النصر........

وإما الشهادة........

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...