الحجاب، فرض إلهي نص عليه القرآن كما نصت عليه السنة، واختلفت الاجتهادات البشرية- من أهل الذكر وهم المتخصصون التي أجمعت الأمة على قبولهم- في تحديد شكله وحكمته..
والاجتهاد الذي كان الأقرب إلى عقلي هو أن الحجاب هو جزء من منظومة متكاملة حدد بها الإسلام طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة في أطرها العامة والخاصة، إذ نظر الإسلام إلى العلاقة بين الجنسين نظرة متوازنة، فلم يجعلها منفلتة بلا ضوابط ترتقي بها عن السقوط في مهاوي الابتذال، كما لم يقيدها تقييدا يعطل التواصل الإنساني الراقي الذي هو الأساس للمجتمع المستقر. ومن ثم كان التواصل الإنساني بين الجنسين له شروطه التي تجعله في إطاره العام مصوغا صياغة تجنبه ما قد يثير التمايز الخَلقي، فألزم الطرفين: ستر أجزاء من الجسد -وهو ما سمي في حق المرأة غالبا بالحجاب، وفي حق الرجل بستر العورة-، وغض البصر، والالتزام في أطر من التواصل البعيد عن التبذل، وفي حدود الحاجة، التي تتسع وتضيق وفقا لشكل العلاقة، وطبيعتها، مما يكفل سيرها في نسق يحفظ على المجتمع طهارته، ويهيئ له أسباب التنمية الشاملة.
وهكذا فكلمة الحجاب دلالتها ليست حجب المرأة عن مناحي الحياة بل هو حجب جانب مقدس من خصوصيتها الأنثوية لا يستحق أن يكشف إلا لمن تختاره رفيقا لها في دروب حياتها الخاصة والعامة ضمن عقد الزواج المقدس كقداسة أنوثتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق