الجمعة، 20 سبتمبر 2013

العربى المهاجر

هي العبارة نفسها التي سأبدأ بها. يظن كثير من المهاجرين العرب إلى أوروبا أنهم يرتقون بأنفسهم وعقولهم حينما يبدأون بتقليد طبقة الحثالة في المجتمع الجديد الذي جاءو إليه ليعيشو فيه. أقصى طموح شبابهم هو ارتدأ البنطال على وركيه بالكاد وأخذ عادات أبناء الشوارع من ملبس ومنطق ومأكل وحركات, ويظن الواحد منهم أنه قد أحسن بفعله صنعا وأنه ذو شخصية مميزه. وأما بناتهم فتنتزع حريتها انتزاعا كاملا رغم عن أنف والديها لو أرادت, ولاتستغل تلك الحريه إلا لتنتقي أفشل البنات في المجتمع لتكون صديقة حميمة لها تقتدي بها في كل شيء. وأما الوالد والوالدة فحالهم أسوأ وسآتي على ذكرهم لاحقا ولكني أريد أن أعطيكم صورة عما يحدث للمهاجرين عندما يصلون إلى دولة أوروبية عامة وإلى السويد خاصة
عندما يقدم الشخص أو عندما تقدم العائلة طلب الهجرة والحصول على إقامة هنا تبدأ الحكومة بتوفير السكن المؤقت لهم ومدهم بمساعدة مادية تفي بالحاجة حتى صدور القرار في حقهم فإما أن يتم ترحيلهم وإما أن يمنحو الإقامة. عندما يتم منحهم الاقامة يتم إدخالهم رسميا إلى المجتمع كمواطنين من الدرجة الثانية ولكنهم يتمتعون بأغلب حقوق المواطنة وخصوصا إذا كانت الاقامة دائمة وغير مؤقتة بفترة زمنية محدده أو شروط محددة. هنا يبدأ الأفراد بتلقي مسؤليات جديده„ فالأبناء والبنات يرسلون إلى المدرسة إن أرادو الحصول على رواتبهم من الدولة, وكذلك الأباء والامهات يرسلون إلى مدرسة تعلم اللغة ليصبحو قادرين على التكلم بلسان أهل البلد الجديد الذي هم جزء منه الآن. وإذا كانت العائلة بعيدة عن المشاكل طوال هذه الفترة يتم منحهم جنسية أهل البلد والارتفاع إلى مواطن من الدرجة الأولى وإن كان لابد للعنصرية من وجود أحيانا.
ماأردت عرضه هنا هو طول الطريق التي على الفرد والعائلة تحملها لكي يرتقو بأنفسهم فعلا في بلدهم الجديد, ولكن الكثير يضل طريقه قبل الوصول للأسف, فكما تحدثت عن انحراف الأبناء والبنات فكريا وفعليا فكذلك يحدث مع الأهل من أباء وأمهات حينما يعطون حرية كبيرة ويفتح لهم باب إلى بحر من الخيارات في هذا المجتمع فتصل بهم الأمور أحيانا إلى الخيانات الزوجية أو طلب الطلاق, أو تبني عادات متطرفة فكريا في الانحلال الاخلاقي أو تربح بالممنوعات فصدمة الحرية الهائلة التي يتلقونها جرعة واحدة تذهب بعقولهم إلى المجهول وتفقدهم السيطرة على أنفسهم والتمييز بين ماهو خاطئ وماهو صحيح. فلا عجب بعدها إن فقد الأبناء والبنات عقولهم كما حصل لوالديهم من قبلهم. وقد رأيت العجائب من هكذا نماذج في السويد والدنمارك وألمانيا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية
رأيت شبابا ينقلبون من متدينين إلى منحلين أخلاقيا, رأيت بنات تنكمش ملابسهن منافسة ملابس بنات الشوارع, رأيت أباء يتاجرون فيما عرفو ضرره وقد طلقتهم نسائهم وتفرقت عنهم أولادهم, رأيت أمهات تهن ولم يعدن محتملات لأزواجهن, رأيت الخائنات والخائنين, رأيت الرجال منهم يتسابقون إلى الخمارات والنساء إلى لقاء الغرباء الشقر الرؤوس
رأيت وسمعت الكثير وسبحان ربي والحمدلله له دائما وأبدا هو الذي يهديني ويحفظني مما وقع فيه غيري. وقد كتبت هذا الموضوع بعد رؤيتي لصور شخص كنت قد رأيته سابقا في المسجد في بداية وصوله هنا كمهاجر هو وعائلته„ ولكنه في صوره الجديدة هذه يري المشاهد بوضوح مدى ارتقائه بنفسه وهو يقلد طبقة من حثالة المجتمع في حركاته وملبسه وفي كل صغيرة وكبيرة. وهو ليس الأول الذي أراه يتحول هذا التحول المضحك من شدة بؤسه. كتبت هذا الموضوع وأنا أدرك أنه ليس قاعدة تحدث للكل وقد رأيت الجهة الأخرى من الميزان حيث الكفة التي تحمل فيها المهاجرين الذين استخدمو الحرية بالشكل الصحيح وصنعوا لأنفسهم اسما من ذهب بين الناس ومازالو يفعلون من دون التنازل عن المبادئ والعادات السليمة. من هنا تذكرت مقولة سمعتها سابقا تحكي أن الناجح ناجح أينما حل والفاشل فاشل أينما حل وأن كل سيبحث عن البيئة التي ينتمي إليها أينما كان
شكراً لصاحب التدوينة الاصلية على السماح بنقلها إلى هنا, اتمنى ان تكون التدوينة مفيده في ايجاد افكار لكتابة قصه عن اشخاص يمرون في هذه المرحلة الإنتقالية *_*

ليست هناك تعليقات:

ظلم

سرعة الانفعال تشير إلى استجابة الأفراد بشكل سريع وعاطفي لمواقف معينة، مما قد يؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة. إليك بعض النقاط المتع...