الأربعاء، 7 أغسطس 2013

اليقين

 كنتُ مرة أضرب لكم بعض الأمثلة, أُعيدهُا مرات عديدة, لأنه مناسب جداً في هذا الوقت: شخص فقير جداً, عِندهُ أولادٌ ثمانية, دخلهُ قليل جداً, حياتهُ خشنة جداً، دخلهُ أقل من مصروفه، يعني يُعاني من أزمات لا تُحصى, لهُ عم يملك ثلاثمائة مليون, وليسَ له أولاد, وتوفي في حادث, كلُّ هذه الثروة آلت إليه قطعاً, هو الوريث الوحيد، لكن إلى أن يصلَ هذا المبلغ إلى يديه, هُناك إجراءات وتعقيدات وبراءات ذمة ومتابعة معاملات إلى آخر ذلك ......، لماذا هذا الإنسان خلال هذه الفترة التي لم يقبض دِرهماً واحداً, هو من أسعد الناس, لماذا؟ لأنهُ موقنٌ بأنه سيصير غنيّاً، فيمضي هذه الفترة يقول: هذه الفيلة سأشتريها جيدة، وهذه المركبة سأقتنيها، وهذا الطعام سآكلهُ، وهذا اللِباس سأرتديه, دخل باليقين، أيقنَ بأنه سيكونُ غنيّاً, كلُّ هذه الثروة آلت إليه، من فقرِ مُدقع إلى غِنىً جيد .
 هذا مثل طبعاً مُركّب تركيباً, لم يقع هذا الشيء, لكن هذا التركيب, من أجل أن نكشف: من أنَّ الإنسان يسعد لو أيقن، يعني أنت إذا أيقنت أنَّ الله عزّ وجل يُحبك وراضٍ عنك, وأنكَ إذا انتقلتَ إلى الدار الآخرة, أغلبُ الظن أنَّ الله سيرحمك, وأنَّ لكَ في الجنةِ مكاناً, هذا اليقين يجعلُكَ تمتصُ كلَّ المصائب, وكلَّ المتاعب, وكلَّ الهموم, وتعيشُ في هذا الوعد الرباني العظيم:
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ﴾

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...