الاثنين، 17 يونيو 2013

كلام ستات



منطقتنا العربية باختصار …البنت خيبة..من أول لحظه تصل فيها البنت الى الحياة ..أبوها اللي بيبقى واقف خارج أوضة الولاده ..أو حجرة العمليات ..يفرك يديه في حماسه و يجوب المكان ..رايح جاي ..مستني الممرضه ..أو الداية حسب حالته الإقتصادية..حتى تخرج و تبشره ..ألف مبروك ..فتنفرج شفتيه عن ابتسامة سعاده ..ما تلبث أن تختفي بمجرد ان يعرف نوع المولود ..بنت؟ ..ينطقها بخيبة أمل و يكاد يطلب من الممرضة الذهاب و التأكد مرة أخرى ..يمكن غلطت و الا نظرها ضعيف..و تنطلق أمه لتواسيه بالحنية المعروفه للحموات ..معلش يا بني اللي تجيب البنت بكرة انشاء الله تجيب الولد ..يعني بالبلدي ..هارد لك يا كابتشن ..خيرها في غيرها انشاء الله

و يدخل يهني البنية الوالده ..بابتسامه مش هاين عليها تطلع على خلقته ..و البنية مابتبقاش ناقصة ساعات تعمل نفسها لسه مدروخه م البنج حتى لو مش واخده بنج ..و أمها بتبقى مش عارفه تودي وشها فين ….و تقعد تمدح في البنت عشان تداري على خيبة بنتها - من وجهة نظر حماتها الأرشانه
هتقولولي الحاجات دي قديمه و ماعادتش بتحصل ..أقولكم والنعمه بتحصل ..و انا حاضرة أكتر من 3 مواقف من دي على مدى السنتين اللي فاتوا و الزوج بيبقى دكتور أو صيدلي ..و مرة واحد فيهم قعد يقول يا جماعه كل اللي يجيبه ربنا كويس ..الحمد لله ..و شوفته واقف على جنب و عينيه مرغرغه بالدموع ..رغم انه كان عارف من السونار انها بنت ..الا انه و لآخر لحظه بيمني نفسه ان السونار يطلع غلط و يجيله الولد اللي هيبقى يورث الأبعدية انشاء الله
و تعيش البنت و تترعرع داخل مجتمع بتسمع فيه سعاد حسني بتقولها البنت زي الولد ما هيش كمالة عدد ….لكن كل اللي بتقابله في حياتها يخليها تتأكد ان سعاد حسني دي اكيد كانت عايشه في السويد أو جاية من كوكب تاني
طب اسأل أي أب أو أم عن بنتهم ..يقولولك عسل و سكر ..احنا مابنفرقش بينها و بين أخوها أبدا ..لكن جواهم تعريف البنت ايه؟؟
طب بلاش تسألهم ..إسأل أي بنت …بلاش أي بنت ..إسألني أنا…صحيح عمر ما حد منعني من حاجه ..لكن ده لأني من صغري ..عارفه حدودي …..و حدودي دي بتضيق يوم بعد يوم و سنة بعد سنه













وانا في إعدادي ..جت مدرسة العربي تحاول تعمل فريق تمثيل و عرضت عليا ..بصتلها كأنها مجنونة ..تمثيل ؟..تمثيل ايه ..البنات المحترمين ما يمثلوش ..عيب

وانا في ثانوية عامه..كل اللي حواليا قالولي ادخلي طب ..قلتلهم باقتناع ساعتها ..الطب مش مناسب للبنات ..أنا هادخل صيدله ..عايزينني أدخل طب و ابات بره البيت في نباتشيات ..عيب
دانا حتى ماحاولتش أفكر أدخل إعلام أو سياسة و اقتصاد ..ببساطه لأنها خارج محافظتي ..و بنت تخرج من محافظتها و تروح القاهرة و تقعد في بلد من غير أهلها….عيب
بعد ما اتخرجت ..جالي عرض أشتغل في شركة أدوية …بس ازاي يعني ..بنت تقعد طول النهار في الشارع و تخش عيادات و تقعد مع رجاله في مكاتبهم لوحدها …عيييييييب
وفي يوم حد جابلي عقد و سفر بره..كنت هطرده من قدامي ..بنت تسافر بره لوحدها ..اتجنيت..عيييييييييييييب

  



و كل ده من غير ماسأل حد و لا حد يجبرني على حاجه ..و ده مش دليل على اني مقتنعه بالأفكار دي ..أياميها كان في صراع جوايا ..بين رغبتي في عمل الحاجات دي كلها و بين غسيل المخ اللي اتعرضتله طول حياتي اللي بيخللي جرس انذار يدق في دماغي كل اما أحاول أعمل حاجه نفسي فيها…اشارة حمرا باحطها بنفسي قدام أي فكرة تهف على دماغي و مش متناسبة مع اللي اتربيت عليه طول حياتي

وايه اللي اتربيت عليه انا و بنات كتير جدا..الدونية ..و الخجل من كوني بنت ….حاسة دايما ان الخطر على بعد خطوة و المشاكل بتطل من كل باب…حاسة ان مش من حقي أعمل حاجات كتير ..و لا حتى من حقي اعترض على كده
طب انا مرة كنت عايزة أرشح نفسي في انتخابات اتحاد الطلبة ..بس خفت ..قلت اما أجس النبض و أحاول أعرف آراء اللي حواليا و ليا أمل والا لأ ..طبعا استبعدت الولاد ..قلت لو هانجح يبقى بالبنات ..رحت أتكلم مع زمايلي و كانت التعليقات..شوفي يا حبيبتي ..أنا باحبك آه بس انا ما أقدرش أدي صوتي لبنت ..طب ليه؟…البنات بصراحه ماينفعوش في الحاجات دي ..الولاد و بس ..طب انتي شفتي نموذج فاشل لبنت دخلت الإتحاد و ماعملتش حاجه ..أمممم لأ …طب مين من الولاد يعني عمل حاجه مهمة تخليكي تصوتيله …ولا حاجه هو حد بيعمل حاجه أصلا …طيب مادام ماحدش كده كده هايعمل حاجه يبقى ليه ماتصوتليش …اصوت لبنت ؟لايمكن الولاد بس اللي أصوتلهم
يعني حتى مش مقتنعين بنفسنا ..شايفين اننا مواطنين من الدرجه التانية ..مش الرجاله بس اللي بيعملوا كده ..لأ احنا كمان


..

قريب باه بدأت أفوق م الكلام ده ..لكن لسه كتير عايشين في نفس الواقع و لسه كتير هييجوا و هايعيشوه ..و الضغط ده و الأفكار دي بتسيب في نفوسنا آثار كبيرة.. ..الظروف بتقولك اخرجي و اتعلمي واشتغلي ..و جواكي الإشارة الحمرا اللي بتخوفك من كل شئ و بتتهمك بالعيب لو حاولتي تخرجي لحظة من القطيع اللي انتي ماشية وراه ..طب لما أحس اني ماليش لازمة واني مواطنة من الدرجه التانية وبإني مشكله اهلي عايزين يخلصوا منها مع اول عريس و ان

أي حاجه عايزة أعملها فيها شبهة ابداع او تفرد أواختلاف تبقى عيب و ما يصحش و مش من حقي ..طب مانا لازم تبقى ثقتي في نفسي صفر ع الشمال


مش بس الرجاله في مجتمعنا بيبصوا للستات عموما على انهم أقل منهم..لأ ده الستات كمان بأه عندهم اقتناع كامل انهم فئة من الدرجه النانية..قول لأي واحده على دكتورة كويسة ..تقوللك و هي الدكاترة الستات دول بيفهموا ..طب مدرسة خصوصية لأبنك …لاااا يا راجل يا بلاش…بنات كتير لو قلتلهم حضروا ماجستير و الا دكتوراة ..ترد فورا ..ليه هو انا راجل؟…فقدنا الثقة في نفسنا و في كل جنسنا من كتر الزن على وداننا اننا ماننفعش في حاجه غير اننا نتجوز و نربي عيال فقط لا غير


و بصراحه مانقدرش نطلب من حد يثق فينا و يدينا حقنا ..الا لما نغير أفكارنا عن نفسنا الأول ..و سا عتها المجتمع كله كمان هيثق فينا و يفتحلنا كل الطرق ..من غير أي إشارات حمرا



ليست هناك تعليقات:

حوارات نفسية

المصرى: الجمعة، 2 أبريل 2010 كيف تحاور..؟ كيف تحاور..؟ -  أبريل 02, 2010   ليست هناك تعليقات:    إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول ه...