الجمعة، 29 مارس 2013

الامريكان والثورة المصرية

ما يحدث في مصر هو استغلال لثورة صادقة بريئة من شباب مخلصين وطنيين مصريين يريدون الحرية والعدالة والرخاء ضد نظام طاغي دكتاتوري يحكمه حزب فاسد .
هذه التظاهرات فاجأت الغرب بزعيمته أمريكا وفاجات المعارضة الضعيفة في مصر والانتهازية خارج مصر ، فسارع الجميع لانضاج الكيكة لأكلها واقتسامها وتحقيق التدبير المريع في مصر للإسلام والعروبة، وهبت أمريكا بكل ضراوة تحرق المسافات وتختصر الخطوات لتنفيذ خطة جهنمية كانت تنتظر الفرصة السانحة وقد أتت (خيب الله آمالهم) .
الاخوان المسلمون كعادتهم طوال تاريخهم، فاشلون ومطايا لغيرهم ، وهم دائما أصحاب اللحظة قبل الأخيرة لتأتي الخطوة الأخيرة فيضربوا بالشلوت على قفاهم ويتسلق غيرهم ، مثلما فعل الضباط الأحرار في 1952 ومثلما فعلوا في أماكن وأزمنة أخرى .
نظام حسني مبارك رغم طاعته للغرب ولأمريكا على وجه التحديد، ورغم أنه يحمل أجندة علمانية داخل مصر، إلا أنه طوال تاريخه لم يرض أمريكا بالشكل الذي تريده ويشبع انتهازيتها .
فحسني مبارك ونظامه رغم خذلانه للفلسطينيين في غزة، إلا أنه لم يطاوع أمريكا في مواطن كثيرة طوال 30 سنة من حكمه .
فهو لم يقبل ضرب ليبيا في 1986، ولم يقبل التدخل في شئون السودان بل وقف معهم ، وفي تحرير الكويت لم يوافق الأمريكان على التورط في الدخول في العراق بل اكتفى بالمساهمة في تحرير الكويت ، كما أنه وقف سدا منيعا أمام محاولات اعطاء الأقباط في مصر الدور الكبير الذي يريده اقباط المهجر .
وفي الجانب القومي العربي لم يدخل في منظومة الحلف الأمريكي الإيراني السوري بل كان مخلصا لعروبته قدر المساحات المتاحة أمامه .
أما اجرامه مع الاسلاميين والشعب فهو داخل ضمن الحرص على السلطة، وبعض الاسلاميين نراهم في بلدان متعددة ما إن يتم له شيء من السلطة وإلا وراينا الشراسة والاجرام بعينه كما حدث في أفغانستان ، فما بالك بنظام غير إسلامي لا يخضع لشريعة ولا خوف من الله .
بالتأكيد أنني لا أعطي النظام شرعية بل هو نظام خارج عن الملة يجوز الخروج عليه عند القدرة، ولكن عندما نزن الأمور بموازين المصالح والمفاسد نرى أن وجود نظام علماني عربي قومي خير من تسليمه لأمريكا وأذنابها ، وخسران الجيش المصري القوي الرادع لإسرائيل وإيران .
أعود إلى مصر .. في ظل هذه الظروف لا يطلب من أحد أن يأتي بالوثائق على كل كلمة يقولها فهو ليس في محكمة ، ولكن سأربط بين الأحداث والتصريحات والأهداف المعلومة العلنية أو السرية المفضوحة لأمريكا وأذنابها لتصوير ما حدث بالصورة القريبة الى الواقع .
أمريكا تريد تدمير مصر ، واضعاف دورها القومي العربي والإسلامي، وهي الحصن قبل الأخير أمام مخططاتها وأمام ربيبتها وحليفتها إيران لتحقيق الخطة خبيثة في تقسيم العالم الإسلامي وتفتيته بتضخيم حجم الشيعة في الأمة وبالتالي ضرب الكفتين ببعضهما البعض أو تسليط الشيعة الى السنة للتخلص من خطر السنة (والحصن الأخير هو السعودية).
الآن حسني مبارك أعلن تخليه عن الحكم بمجرد انتهاء فترته بعد 7 أشهر، فلماذا هذا الضغط المحموم من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ثم تركيا وإسرائيل لتنحيه فورا اليوم قبل بكرة ؟؟!! .
إنهم يريدون فراغا دستوريا وتشريعيا يتيح لهم اللعب في مصر بكل يسر وسهولة .
يريدون انتقالا سريعا لا يتيح للمصريين تمتين مؤسساتهم استعدادا للظروف السياسية الجديدة والتاريخية .
يريدون ثغرات في الدستور وفي المجتمع وفي النفوس تتيح لهم وضع الألغام للمستقبل القريب والبعيد .
يريدون وضعا سياسيا مفاجئا للجميع يجعلهم في حاجة ماسة الى العون الامريكي، فلا العلمانيين ولا الاخوان ولا الوطنيين في وضع يتيح لهم استلام السلطة بسهولة والقيام بأعبائها دون الاعتماد على الخارج !! .
سؤال : ما المانع لو انتظروا حتى تنتهي الاشهر السبعة، وتكون حينها المؤسسات موجودة والجيش في أمان والمجتمع مستقر ؟.
هل يخشون غدر حسني مبارك ؟ بإمكانهم معاودة الكرة مرة أخرى والتظاهر وحشد الناس وحينها سيكون الضغط أكبر .. ولا أظن مصر والعالم العربي بعد 25/1/2011 مثله قبلها، فالعالم تغير ولا يستطيع أحد مواجهة الشعوب .
أمريكا في ظل تخطيطها لتدمير مصر وجرها الى حظيرتها، جرت محادثات لها مع الاخوان المسلمون، واقنعتهم بأن لهم فرصة كبرى في حكم مصر وانها لن تقف عقبة أمامهم، وقد جربت الإسلام السياسي في تركيا وهو حليف لهم، كما أن الاخوان وجدوا دعما واقناعا لهم من إيران لقبول الصفقة ، (فاللعبة أمريكة إيرانية) .
وفي نفس الوقت تدعم العلمانيين المتطرفين مثل البرادعي وأيمن نور، ودعمهم دعما أكثر اخلاصا من دعمها للاخوان المسلمين .
الشباب الذي تظاهر في البدء قد حيده الرئيس المصري بذكاء خارق في خطابه بالأمس، ولن يبقى في ميدان التحرير الا كوادر الاخوان، وما جرى من تقاتل بايعاز أمريكي لعميل ثالث وهم أيتام النظام المصري البائد وهم رجال الاعمال من شلة أحمد عز وصفوت الشريف ، لأن تحاور حسني مبارك والمعارضة الوطنية (الوفد ومن معه) سيصيب مخططات الفوضى في مقتل .
كلمة أخيرة :
والله يا اخواني وأقسم بالله العظيم أنني لم أكتب هذا الكلام الا نصحا للأمة وللاخوة في المنتدى مع علمي أن العقد شبه منفرط وأن هذا المنتدى لن يقراه صناع القرار في مصر، ولكنها كلمة حق أسال الله أن يبارك فيها وأن يثمرها .
وأرجو ممن يرد أن يكون عاقلا وعقلانيا وأن لا تجره العاطفة للتسرع في الرد ، ومن يحمل في نفسه تساؤلا أو حيرة فليسال وله علي الرد إن أمكنني ، في حال وجودي في المنتدى .
،،،،،،

ليست هناك تعليقات:

نفسى

 فلنغير نظرة التشاؤم في أعيننا لما حل بنا من محن إلى نظرة حب وتفاؤل لما عاد علينا من فائدة وخير بعد مرورنا بهذه المحن. ما أحوجنا لمثل هذا ال...