اللهُ سُبحَانَهُ وتعالى جعل يقول : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) < 31 آل عمران > ، ولكننا ما فهمنا حقيقة اتباع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فى الأكل وفى الشرب وفى اللباس وفى الكلام وفى المشى وفى كل أعماله طوال أربع وعشرين ساعة ،ولكن هذا ليس باتباع كامل للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، إذن فما هو الإتباع الكامل ؟ الإتباع الكامل يكون فيما يلى :
الأول : الإتباع فى الهمة .
الثانى : الإتباع فى المقصد .
الثالث : الإتباع فى الأعمال .الإنسان الذى يريد الحفظ يتبع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، ماذا عمل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ هو يعمل وما طريق النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ الله يخبر : ( وأن هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) < 153 الأنعام > ، السبل الشهوات والهوى ، فإذا اتبع هواه معناه خرج من الصراط المستقيم ودخل فى السبل )أن تكون أعمالنا على طريق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، صلاتنا على طريق صلاة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ الزواج لا يكون على طريق العوام بل على طريق الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ) فى الصفحة رقم (340)
وقَالَ الشَّيخُ رَحِمَهُ اللهُ (أوامر اللهُ سُبحَانَهُ وتعالى منتشرة فى القرآن والأحاديث ،مثلا أمر الزكاة ، وأمر الصلاة والحج ، وأمر الإنسان للزوجة وأمر السكنى للزوجة ، وأمر الصدقات ، وهكذا الأوامر منتشرة ولكن ما هو الترتيب لامتثال أوامر اللهُ سُبحَانَهُ وتعالى ؟ أى أمر تقدم وأى أمر تؤخر ؟ ليس من قبلنا نبين أن هذا الأمر مقدم وأن هذا الأمر مؤخر ، بل نفرق بامتثال أوامر الله تَعَالَى وفقا لما جاء فى حياة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ،
ترتيب أوامر الله تَعَالَى ، ننظر كيف فعلها النَّبِى صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ فإذا صلى العبد حسب لفظ القرآن هذا الأمر : ( أقيموا الصلاة ) ، فإقامة الصلاة فقط من هذا الأمر ، فلذالك أولا يسجد ثم يركع ثم يقوم ، وهكذا لا تصح صلاته ، ولو امتثل أمر الله تَعَالَى ( أقيموا الصلاة ) ولكنه خالف ترتيب الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فإن صلاته لا تقبل ، إذا كان الواحد يقول إن الله تَعَالَى أمرنا بالصيام والصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع ، لذلك أنا لا آكل ولا أشرب ليلا ، وهذا لا يصح صومه لأنه لو صام وأقام أمر الله فقد خالف ترتيب الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ،
فالإمتثال لأوامر الله تَعَالَى يجب أن يكون باتباع ترتيب الرسول صلى الله عليه وأى أمر مؤخر ...) فى الصفحة رقم (409– 410)
وقَالَ الشَّيخُ رَحِمَهُ اللهُ (لابد من اتباع الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فى الجهد للدين ) فى الصفحة رقم(427)
قَالَ الشَّيخُ رَحِمَهُ اللهُ ( ونداء المسجد هو ( الله أكبر ) و ( أشهد أن لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وأشهد أن محمدا رسول الله ) ،فصاحب نداء المسجد الذى يأتى للصلاة امتثالا لأمر الله عز وجل ، واتباعا لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، ينال رضا الله تَعَالَى وخيرى الدنيا والآخرة ، والعكس بالعكس ، فصاحب نداء السوق لا قرار له فى حياته ، ولا راحة ،لاعتقاده فى الأشياء المادية ، وأن راحته فى المال والأسباب ، فأعماله دائما متذبذبة قلقة لا يهدأ له
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق