والقران لم يأتي عبثاً ، بل جاء لدعم الخير والفضيلة والمضمون على الشكل ، فالله لا ينظر الى صورنا وأشكالنا بل الى قلوبنا وضمائرنا وإذا حب الله أحدا جعل الناس يحبونه ، فيوسف ليس بحاجة لكم هائل من الجمال حتى يحبه الناس ، بل يكفي ايمانه وفضائله ، وقد أحب الناس محمدا صلى الله عليه وسلم وبقية الأنبياء ولم يذكر أن عندهم نصف الجمال مما يعني أن الحب قائم على الفضيلة في نفس الأساس ، وإلا لجعل الله رسله ملائكة في كل شيء حتى في جمالهم حتى يؤثروا في الناس ،بل ان رسله هم من الأشخاص العاديين ومن غير ذوي الجاه والسلطان والترف وأكثرهم أيتاماً ورعاة غنم وليس لهم ركن شديد ، واذا نظرنا أن يوسف عبارة عن شخص جميل جدا فقط ، ماذا نستفيد من كونه نبي ؟ ، وأن حب النساء له لم يكن إلا لجمال شكله المتكون من لحم ودم ، هذا غير أن نفهم أن قلب المرأة يهفو الى الرجل المثالي الفاضل الذكي الحساس الذي يحترم المشاعر ، تخريجي هذا فيه احترام للمرأة وتفكيرها أكثر من كونها ساذجة يبهرها جمال الشكل دون المخبر ، وتقطع أصابعها لذلك ، هذا لا يعني ان المرأة لا يهمها جمال الشكل أبداً ،، بل مجرد عنوان جذاب تريد أن تبحث ماوراءه، لكنه ليس كل شيء ، وتعرف أنه تابع ممكن اصلاحه بالنظافة والعناية واللبس المناسب ، وجمال الشكل تابع لجمال المضمون ، وجمال مضمون يوسف انعكس على شكله خصوصاً وهو شاب ، ومن أراد أن يجمل ظاهره فليجمل باطنه سينعكس جمال الداخل على الخارج بطريقة أشبه بالسحر ، وهي نصيحة مجانية للنساء والرجال توفر الكثير من تكاليف التجميل ، وخصوصا أن قصة عفاف يوسف عليه السلام ومحاولته الهروب من الغرفة شاعت عند نساء المدينة ، لذلك لفت انتباههن وتساءلن : من يكون هذا العبد الذي يرفض مثل هذا العرض من أميرة جميلة ؟ ، وأي أخلاق يتحلى بها هذا الإنسان الذي يستحب السجن على معاشرة الأميرات الجميلات بكل نفوذهن وجمالهن ؟ ، إنها صدمة الفضيلة ، ولهذا اغتاظت منه زوجة العزيز ، لأنه كسر كبريائها واغترارها بجمالها وقوة جاذبيتها ومالها ونفوذها وحبها له منذ صغره ، ولهذا توعدته أمام النساء دون حياء منهن أن تُخضعه لجبروت جمالها وإلا ستسجنه ، لأنها أمام نساء ويفهمن بعضهن جيداً ، خصوصا بعد أن رأت إعجابهن به مثلها ، لتبرز تميزها عنهن وأنها هي الوحيدة بينهن التي ستحصل عليه وتستأثر به ، وترد اعتبارها وكبريائها .
وهذا دليل على إمكانية اشتراك نساء في حب رجل واحد ، وبذلك نعرف أيضا أن المرأة أول من يكتشف الخير والفضيلة في الرجال قبل الرجال .
وهذا دليل على إمكانية اشتراك نساء في حب رجل واحد ، وبذلك نعرف أيضا أن المرأة أول من يكتشف الخير والفضيلة في الرجال قبل الرجال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق